شكرا ننتظرك

4-احبه0000احبه
******************

احست هولي ان الارض تنزلق من تحت قدميها0فهي لا تكادتصدق ما تسمع0
-لقد فوجئت بهذا الكلام0اليس كذلك؟اذهبي الان وانا اتولى اطعام القطط0
التقت هولي بعمتها وهي داخلة الى قاعة الجلوس:
-يا عزيزتي هولي يوجد في سيارة الضابط ماكليش كلب افغاني رائع0انه تعب وجائع بعدسير طويل لبضعة اميال0ساعد له شيئا من الطعام ومكانا لينام فيه0
-سأرتدي الجينز واعود بسرعة0
ظلت هولي لفترة تفكربما قاله لها غاريت 0اذن سيبقى0تضاربت الافكار في رأسها0قدتكون فكرة مفيدة لعمتي 0فهي في السبعين من عمرها وتحتاج الى رجل يساعدها في امور البيت وفي شؤونها اليومية0
ولكن من يقوم مجانا بكل هذه الخدمات؟لابد انه يتوقع شيئا ما في المقابل00
ثم يبدو غاريت نشيطا ودقيقا في عمله0فلماذا يبقى بدون عمل؟وكيف يمكن لرجل قوي البنية وقوي الشخصية مثله ان يقضي اوقاته في اسداء خدمات عابرة لامراة عجوز؟
علامات استفهام جالت في خاطر هولي وهي لا تعرف لها جوابا0
فكرت في ان تخبر عمتها بامر بقاء غاريت0
لكنها ترددت واقنعت بأن هذه المسألة لاتخصها فلا مبرر لاقناع عمتها ببيع البيت المجاور او عدم بيعه الى غاريت0
حاولت هولي ان تنسى كل هذه الافكار المزعجة بالانصراف لمساعدة عمتها0
بعدساعة تقريبا من اعداد الطعام المناسب والمكان المناسب للكلب الجديد وجدت هولي نفسها بحاجة الى حمام جديد يزيل عن جسمها الاوساخ والعرق ويعيد له نظارته السابقة0
كان الضابط قد انصرف مؤكد سعيه الجاد لاكتشاف صاحب الكلب الضائع0
وكان غاريت بمساعدة السيدتين حوله,قد هيأالمكان الامن الذي لا يترك له مجالا للهرب مهما كان شرسا0
وقال غاريت معلقا على الكلب الجديد:
-يبدو ان طباعه حادة واعصابه متوترة فهو لم يهدأ لحظة بعد0
واجابت العمة:
-وماذا تتوقع منه ؟بعد ان تعرض لحادث اصطدام مع جرافة؟
وعلقت هولي قائلة:
-يا للمسكين0انه ضخم الجسم0ولكن فيه شيء يجعله محببا اكثر,ومقربا ممن يعتني به,ماذا ستسمينه؟
-ان تصرفه يذكرني بعم توفي لي منذزمن0انت لا تدركينه0كان فوضويا ولم يتمكن من اصلاح نفسه0
وسألت هولي:
-ما كان اسمه؟
-هربرت0منتديات ليلاس
-هربرت اذن0ماذا تقولين يا عمتي؟
وهكذا عرف الكلب الافغاني بهربرت0اخذت هولي تراقب غاريت وهو ينهي عمله في السياج0
ثم مسحت جبينها في حين ذهبت عمتها لاعداد الشاي الذي لابد منه0
بعد ان تفحص غاريت عمله اليدوي0تقدم من هولي قائلا:
-هاقد انتهيت من عملي وساستحم الان0اماانت فأخشى انك بحاجة الى حمام اخر0وردت بجفاف:
-شكرا00اعرف ذلك0
-بالمناسبة شكرا لمساعدتك0
وسرقت نظرة اليه محاولة ان تتبين سخريته فلم تجد لها اثر0فقالت:
-لقدفعلت ذلك من اجل الكلاب0
-اعرف ذلك0لكن كان علي ان اقوم بعمل مضاعف لولا مساعدتك لي 0فشكرا لك0
قال ذلك وانصرف الى منزله0وقفت هولي تراقبه من بعيد0واحست بشعور داخلي دفعها ان تتسأل :لماذا يثير فيهادوما شعورا عدوانيا؟ثم لماذا تسمح له بذلك؟لماذا تتوقع منه دوما اجوبة قاسيةبدلا من ان تتجاهلها؟لو تجاهلتها لكان الامر اسهل0

فقد حدث الان بينهما ما يصعب تحديده0ويبدو ان العلاقة المتوترة بينهما قد اثرت ايضافكل ما يقوله له معنيان0
عيناه السوداوان الغامضتان تخبئان خلفهما الكثير من الامور الغامضة,نارا داخلية تجعل منه رجلا خطيرا0
عادت الى البيت والاسئلة تتزاحم في راسها ومشاعرها تتضارب في احشائها 0بعد سيحين العشاء عند الكولونيل وستكون مناسبة اخرى لمحاولة اكتشاف الخفايا الاخرى
الكامنة في شخصية غاريت0
كانت ثياب العمة فاتحة الالوان,غير متناسقة كالمعتاد,ولكنها كانت كعادتها,جزء لا يتجزء من شخصيتهاالجذابة المرحة0ارتدت هولي فستانا بسيطا ازرق اللون وفيما هي تنزل من غرفتهاقالت لعمتها:
-تبدين الليلة كأنك ملكة متوجة ايتها العمة مارغريت!
وبالفعل بدت كذلك0اذ كانت ترتدي ثوبا طويلا فضفاضا يترواح لونه بين الاسود الازرق باكمامه الطويلة واطرافه المنسدلة حتى الارض0
وعلى عنقها عقدبراق تزينه احجار كريمة لايستبعد ان تكون من الماس0واختالت العمة بزيها الرائع لتسأل هولي بشيء من المداعبة:
-اتعتقدين اني سأترك اثرا في نفس الكولونيل؟
-بكل تأكيد0
كان شعرها الرمادي اللون مصففابشكل دقيق وانيق على يدي السيدة ماكراي التي وشحته بخطوط زرقاء اضفت على وجهها البشوش مسحة من الكبرياء والعظمة0
-انت خارقة الليلة يا عمتي ,انتظري حتى يراك غاريت0
وفجأة اخذت تفكر:كيف سيبدو غاريت هذا المساء0ولم تنتظر كثيرا حتى تعرف0فبعد لحظات,وكانت الساعة السابعة الاربعا,قرع الباب ودخل غاريت وتوقف قليلا امام المدخل فيما هما تنظران اليه00
دهشت هولي0لم تكن تتوقعذلك ابدا0ولم تحدنظراتها عنه فيماكان يبدي اعجابه بالعمة مؤكدا لها مقدار ما بدت رائعة تلك الليلة0
اما غاريت فكان يرتدي طقما رماديا وقميصا بيضاء مع ربطة عنق فحمية 0
ثياب بسيطة وقامة فارعة وشكل وسيم0لاحظت هولي الازرار الذهبية على كمي القميص كما لاحظت تسريحة الشعر الاسودالتي زادت من اناقته ووسامته0
كذلك بدت سمرته اشد مماعليه بالمقارنة مع بياض القميص0
اوحت حركته بالارتياح والثقةبالنفس0في تلك اللحظة ادركت ان غاريت ليس بالرجل العادي0

لقد تغير فجأة,لا بملبسه بل بشكله ومظهره ككل0ادرك هو ذلك0وتمكنت هولي من التقاط تلك النظرة الساخرة السريعة من عينيه قبل ان يلتفت نحو العمة قائلا:
-لقدراقبت الكلاب وتأكدت من انها جميعابخير0هل نذهب الان؟
واجابت العمة بكثير من الاعجاب الذي حاولت هولي اخفاءه:
-تبدو يا عزيزي غاريت ,على كثير من النباهة0
-شكرا يا سيدتي0لا يمكنني ان اتفرج بدون تقديم العون 0ثم نظر الى ساعته وقال:
-انها السابعة الاعشر دقائق 0هل نستقل سيارتك0انهالائقة ومريحة اكثر من اللاندروفر0
-كما تشاء0
القت العمة نظرة اخيرة على غرفة الجلوس والمطبخ واعادت عد القطط واوصت كازان وسموكي بحسن التصرف ثم خرج الثلاثة من المنزل0
-يجب الانتأخر كثيرا بالعودة0
قالت لغاريت في الطريق الى السيارة وهي تنتبه كي لايتسخ فستانهاالطويل0
-قدتكون الحادية عشرة وقتا مناسباللعودة ولا تشكل اسماءة لهم,اليس كذلك؟
فتح لها باب السيارة واجاب:
-كيف يمكن ان تشكل اسأءة من كانت مترتدية مثل هذه الثياب0
كادالا ينظر الى هولي في الخلف حين اغلق الباب خلفهما0كانت لحظة مثيرة بالنسبة الى هولي فهي ما تزال تفكر بما تخبئه هذه السهرة لهم جميعا 0
ماان توقفت السيارة امام منزل الكولونيل حتى كان مايك بانتظارهم0فتقدم ليفتح باب السيارة لكل منهم عندنزوله0
-مساءالخير ياانسة تملبتون,اهلا هولي ,غاريت0
صافح الجميع ودهش لمرأى العمة مارغريت0واخفت هولي ابتسامة فيما هم يتوجهون نحو الردهة الكبيرة يالملبسة بالخشب0والمدفئة بنارالحطب المضرمة بالموقد0وعلق مايك شامخا:
-ظن الوالد ان الطقس يمكن ان يكون باردأ0
ثم تابع بعدقليل :
ودعاهم الى بهو كبير مرتفع السقف, واسع كالطابق الارضي في منزل العمة 0ثم دعاهم الى الجلوس موزعا عليهم المقاعد0

- تفضلوا اجلسوا0سيأتي والدي في الحال0ماذا تودين ان تشربي ياانسة تملبتون؟
- اخذت هولي تجيل بطرفهافيما كان مايك منهمك باعداد الشراب ولاحظت ان غاريت منهمك في تصفح بعض الكتب ,التي رأها في المكتبة الممتدة على طول الحائط الامامي 0وكادت تسترسل في نظراتها لولاسؤال مايك لها عما تريد ان تشرب0
- عصير البندورة من فضلك0
- وانت يا غاريت؟
- كان مايك يقوم بدور المضيف الممتاز0
-اريدايضاعصير البندورة0شكرا0
وتناول غاريت كتابا من المكتبة,تصفحه قليلا ثم اعاده الى مكانه0وارادت هولي ان تعرف ما هو هذا الكتاب0امرمضحك حقا0علمت ان الامر غير مهم0ولكن أي نوع من الكتب كان يحب؟هل يفضل قراة الكتب الجدية؟تذكرت الكتاب الذي كان يطالعه تلك اليلة حين كان ينتظرها في منزل العمة 0منتديات ليلاس
كانت مجموعة قصصية لتشيخوف0
بعدلحظات فتح باب داخلي واطل منه رجل وامرأة,وقف غاريت والتفتت مايك نحوهما,كذلك هولي وادركت ان القادم نحوهم هو الكولونيل رادفورد,ولكن من تكون تلك المرأة بجانبه؟كان الكولونيل طويل القامة ,ممتلىء الجسم فتي الشكل رغم شعره الرمادي المسرح جيدا فوق وجهه الوسيم0
تقدم الكولونيل وصافح العمة مارغريت التي رفعت يدها بتؤدة للمصافحة في حين قام مايك بالتعريف وتبادل التحيات0 وبعد قليل قال الكولونيل:
-انها لسعادة فائقة ان استقبلكم عندي الليلة0دعوني اقدم لكم ابنة اختي لورا,التي جاءت لتمضي عدة ايام معنا0
تقدمت لورا بأبتسامة ساحرة وبثوب اسودمفصل ادق التفاصيل على جسمها النحيل0كان غريت اخر من صافحت حين نظرت اليه بأبتسامة خاصة قائلة:
-كيف حالك غاريت؟
كانت هولي -هلا دخلتم قاعة الرسم لشرب المرطبات؟
كانت هولي تراقب والكأس بيدها0بدت لها لورا في منتصف العشرينات,رغم صعوبة التخمين,شعرها قصير مشدود الى الوراء0طويل نسبيا من الامام ينتهي بظفائر مستديرة متدلية حول وجهها0
عيناهامسمرتان على غاريت0جلس الكولونيل بجانب العمة واخذ يتحدث اليها بكثير من اللياقة0كان يبدو وسيما ولكن هولي وجدت نفسها منشغلة بمراقبة غاريت ولورا الذين بقيا واقفين يتحدثان 0كان مايك جالسابجانب هولي بعدان انهى وظيفته كمضيف وهمس:
-هل كل شيء على ما يرام يا هولي؟
-فابتسمت مجيبة:
-نعم0شكرا0
واخذت تنظر نحو غاريت ولورا المسترسلين في الحديث0كانت لورا تمسك بكأسها بكثير من الانوثة والدلال فالتفتت هولي نحو مايك قائلة:
-ابنة عمتك جميلة,اليس كذلك؟
-نعم انهارائعة0شاء والدي ان يعرفها الى غاريت0وهما يشكلان ثنائيا لطيفا0
اجابت بكل براءة:
-صحيح انهما كذلك0
وفجأة شعرت انها لاتريد الحديث عنهما اكثر من ذلك0وجرعت جرعة كبيرة من الشراب0وتسألت لماذا كرهت لورا وهي تجتمع بها للمرة الاولى0
امتلات القاعة بدخان السيكار الذي كان يدخنه كل من الرجال الثلاثة مع شرابهم0وتقدم الكولونيل من هولي ومايك زتحدث اليهما0كان على كثير من اللياقة واللطف,عكس ما كانت هولي تتوقع,اخذت تبتسم محاولة ان تبدو انها تقضي وقتا ممتعا0
كان مايك شديد الانتباه لما يحصل0وحين قاموا للعشاء جلست هولي بينه وبين غاريت على الطاولة المستديرة المزينة بمزهرية من الورد في وسطها0
جلست لورا على الجهة الثانية لغاريت,وبدت هولي وكأنها غير موجودة بالنسبة اليه 0اذ كان منشغلا بلورا طوال فترة العشاء ووجهه الوسيم الاسمر ملتفت نحوهاللحديث و للضحك معا بأستمرار0
اما الطعام فكان شهيا,لولا شعور هولي بالدوار والمرض وهي جالسة الى المائدة0
لم تعلم السبب0اذ بدت على احسن ما يرام حين نهضوا الى العشاء0
حاولت جهدها ان تخفي هذا الشعور ونجحت في ذلك اذ لم حاولت جهدها ان تخفي هذا الشعور ونجحت في ذلك اذ لم يلاحظ مايك شيئا من هذا0
بعد العشاء عادوا جميعا الى قاعة الرسم حيث فتحت ستائرها المخملية الحمراء لتكشف عن منظر الحديقة الغنية بأشجارهاالباسقة0
اطلت هولي على النافذة الكبيرة وما ان شعرت بحركة بجانبها حتى قالت:
-احب ان اطوف في ارجاء الحديقة لبعض الوقت0
سمعت صوت سعال مفاجىء ثم صوت غاريت:
-اكيد ليس معي0
وادارت هولي طرفها لتقول:
-ظننتك مايك0
-طبعا,طبعا0لكنه ذهب ليعد بعض الشراب0
اجاب بجفاء حين سألت هولي ببعض الدلال:
-صحيح؟واين لورا؟
-انالااسأل المرأة عادة الى اين تذهب كي لا اجرحها0
-ياللمفاجاة0
اجابت هولي باقتضاب وهي منصرفة عن تلك النافذة0وكل ماراءته انذاك هو ظلهما على الزجاج ووحه غاريت الساخر الى جانبها0
شعرت انها متضايقة بقربه وان سترته كادت تلامس ذراعها العارية0
حاولت الابتعاد قليلا لتخفف من ذلك الجو المشحون بينهما0سمعته يضحك قليلا ثم يهمس في اذنها:
-هاهو صديقك0
وانصرف تاركا هولي وحدها 0انقضت السهرة وحين دقت الساعة الحادية عشرة قالت العمة:
-كانت سهرة من امتع السهرات يا كولونيل رادفورد,ولكن اخشى ان اكون تقدمت في السن ولم اعد فتية كما كنت0
-ايتها العزيزة! لااريد ان اسمع انكم ذاهبون0
وقف الكولونيل واخذالكأس من يدهاقائلا:
-لاباس,لاباس0ولكن ارجو ان يكون كأسا صغيرأ000ثم اعتقد انه00
والتفتت الى هولي مستفسرة عن موعد الرحيل0كان الكولونيل قد اعجب بالعمة ونسي كل الفروقات بينهما0
انه الرجل الذي قرر ان يجمع لورا وغاريت0ولكن لماذا ؟حارت هولي في امرها وامر الكولونيل وغاريت على السواء0
خاصة فيما يبديه الاول من حفاوة بالثاني0احست هولي انها مهملة 0اخذت تبحث عن مايك الذي كان يعد لنفسه كأسا0وانتبهت الى ان غاريت كان يراقبها0وهويشعل سيكارا في حين كانت لورا منحنية لرفع شيئ وقع على حذائها0والتقت عينا الواحدة بالاخرى0وبدت الغرفة وكأن لااحد فيهاسواهما0
وتلقت هولي رسالة صامتة من عيني غاريت في تلك اللحظة الحرجة 0لكنها احست بالفرج حين اقترب منها مايك قائلا:
-تريد عمتك ان تذهب 0اماانت فتمكثين هنا لفترة اطول اليس كذلك؟سأعود بك الى منزلك فيما بعد0
ابتسمت له مستلطفة اياه ومرتاحة الى علامات الصداقة البادية على وجهه,وتوقفت فجأة عن الاسترسال في افكارها0
-شكرا يا مايك 0ارغب في ذلك,لكن 000من الافضل ان اذهب معها واساعدهافي000الاعتناء بالكلب0
-لقد سبقت وقلت لك ان لدى عمتك حديقة حيوانات ولن ادع والدي يعلم بالامر0انظري اليه كيف يسترسل في الحديث مع عمتك0
التفتت هولي الى الكولونيل الذي كان يضحك لنكتة من نكات العمة0 وهو مستلق على مقعده بكثير من الارتخاء0وقدم مايك مزيد من الشراب لهولي التي شكرته بلباقة وابتسامة0
بعدعشر دقائق قام الضيوف للوداع قصافحوا اصحاب الدعوة وشكروهم لحفاوتهم,ثم عادوا الى المنزل بالسيارة الصغيرة التي قادها غاريت تحت ضوء القمر0
حين وصلوا الحت العمة على غاريت بالنزول لشرب فنجان من القهوة0
-ادخل 0ادخل0ستعد هولي القهوة اليس كذلك يا عزيزتي؟
كانت هولي متعبة0ولاحظ غاريت ذلك فقال بعد قبوله الدعوة0
-سأساعدك في اعداد القهوة0
دخلت المطبخ وهي حانقة عليه وعلى نفسها ولاتريد القيام بأي عمل اوجهد0
وبعدلحظات سمعته يقول:
-لماذا لاتتركين ذلك لي قبل ان تقعي من شدة التعب؟
رمقته بعينين شاخصتين والغضب يتطاير منهما0ثم وضعت وعاء البن على الطاولة وقالت له بصوت منخفض كي لا تسمع عمتها الجالسة في الغرفة المجاورة:
-لماذا
-لماذا لاتهتم بشؤونك الخاصة؟
اجاب بسخريته المعهودة:
-ولماذا تهمسين همسا فعمتك نائمة0لقدشربت كثيرا هذا المساء مثلما فعلت انت كما اعتقد0
-لم اطلب رأيك0
اجابت بجدية ظاهرة وهي تراقب غاريت يقفل الباب خلفهمابهدوء0ملأت الغلاية ووضعتها على الغاز0وتسألت لماذا لم يذهب او يتحرك او يفعل أي شيء بدلا من ان يقف ويراقبها؟حاولت اشعال الغاز فلم تفلح0واذ بيده تلامس يدها ببطء وتحاول ابعادها وهويقول:
-اناافعل هذا عنك0
ووضع يده فوق ذراعها العارية للحظة فخفق قلبها 0ثم ابتعدت عنه لتأتي بالفناجين من خزانة المطبخ0كانت تعاني من صداع في رأسها,ومن الم في حنجرتها 0واخذت تسكب القهوة بصورة الية لاواعية0
سقط القليل على الارض في حين علقت عيناه بها وهو يبتسم0
-الافضل ان تنظفي الارض0
وما ان اقترح ذلك حتى بادرته القول:
-اه!لماذا لاتنصرف عني0
وسمعته يضحك ويعلق:
-اذاكان هذا ما يفعله بك الشراب فلن اشتريه لك بعد اليوم0
فالتفتت نحوه قائلة:
-اانت تبتاع لي الشراب؟لن اهتم بذلك لان مناسبة كهذه لن تأتي0
-لا,اانت واثقة مما تقولين؟
واتبع ذلك بنظرة متهكمة0
-ماذا تعني؟
-لاشيء0لاشيء0
بدأت الغلاية تصفر0فاطفأالغاز0وقال:
-اصبحت القهوة جاهزة0من الافضل ان توقظي عمتك بهدوء وانااتولى تقديمها0
وفوجأغاريت لاطاعة هولي لكلامه على غير عادتها0لكن اخذت تفكر بان في الامر مسألة لاتعرف حقيقتها0
بعد ان شربوا القهوة التفت غاريت نحو العمة مبتسما0وشعرت هولي بان الامر يبدو مضحكا0
-سأخذالكلاب الى الخارج يا انسة تملبتون0هل تريدين ان اخذ الكلب الافغاني ام اتركه؟

هاي00سلام الى جميع عمالقة ليلاس00نداء استغاثة00اللي قاري الرواية وعندة فصول منها ينزلها وياي000بليييييييييييييز

احسنت شكرا لك