كاتب الموضوع :
زهورحسين
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
-هل وجدت صعوبة في اعدادالخبز؟
وقف امامهاوالقى نظرة ثاقبة عليها ثم اجاب:
-لا0فانا اعرف كيف اعدالخبز منذ زمن طويل0
وابتسم قليلا0وتنفست هي الصعداء0فكل مايعود الى حياته السابقة,قبل ان يأتي الى رونابيد امر يزعجها0ولكي تغير الحديث قالت له:
-هل قلت انك اعددت الطعام0
-نعم,اسف لتأخري,هل تريدين صينية؟
-لاشكرأ0منتديات ليلاس
راقبته وهويدخل المطبخ0وفيما هي تجلس وحيدة في غرفة الجلوس اخذت تفكر كيف يحاول غاريت جهده لارضائها من جهة ,ولضبط اعصابه حين تغضبه,من جهة اخرى0
فهي مطمئنة الى ان الامور تسير بينهما سيرا حسنا,حتى تتحسن صحتها على الاقل0
سمعت اصوات الصحون والملاعق والشوك فيما كان غاريت يهيء طاولة الطعام0وفكرت ان عليها ان تقابل محاولاته الايجابية باخرى مماثلة0
فها هو قد تولى كل شيء في المنزل ولايطلب منهاسوى ان تبقى مستريحة وبعيدة عن اجهادنفسها0انه رجل رائع حين يريد ذلك0ولكن لماذا تفكركذلك؟لماذا تعاني اوتعذب نفسها في مراقبة وتحليل شخصيته؟بعد لحظات عاد غاريت من المطبخ0
وبيده صينية,وهويقول:
-تفضلي الطعام ساخن جدا,كدت احرق اصبعي0
-صحيح,اسفة لذلك0
-لابأس,خذي وقتك,اعددت القهوة كذلك0
وانتبهت هولي الى الطعام امامها:بطاطامسلوقة مع الجزر بالاضافة الى شرائح من اللحم المطبوخ0دهشت هولي للامر وقالت متعجبة:
-لم اكن اتوقع أي شيء من هذا0
-معظم هذا الطعام جاهز في المعلبات0وعما قليل يجهز الخبز0
اكلت هولي بشهية كبيرة من جوعها0ولاحظت,مرة اخرى,محاولات غاريت الجادة ليكون لطيفا معها0
كان الفرق ظاهرا جدا,وكأن اضطراب العلاقة المتوترة بينهما قدانتهى0هل تستمر العلاقة الجديدة المتعافية ام تنتهي بانتهاء وعكتها الصحية؟
فيما كانا يأكلان قام غاريت الى المطبخ ثانية ليأتي بأخر ماتبقى من شرائح اللحم الساخن0
وكانت هولي منتبهة لكل تصرفاتها كي لاتخطىء امام غاريت اولا ترهق نفسها فلاتسبب ازعاج جديد في مساعدتها0
بدت في تلك اللحظة اكثر جمالا وسكونا بحيث يصعب على غاريت ان يعادي ,مرة اخرى,هذا الجمال0
انه الان في منتهى لطفه ولباقته,وهولي تدرك تماما انه ليس من نوع الرجال الذين يرتضون لانفسهم المشاعر المزيفة0سألها ما اذا كانت تريد بعض الفاكهة فأجابت:
-لاشكرأ0غيراني اريد بعض القهوة من فضلك0
-دقيقة وتكون جاهزة0
ودخل المطبخ واضاء القنديل الكهربائي في الزاوية وقال:
-يبدو ان السماء ملبدة بالغيوم من جديد والظلام عاد يخيم في كل ناحية0لاشك ان الثلج سيتساقط من جديد0
-اه!كفانا ثلجأ0ماعلينا ان نفعل؟
-لايمكننا ان نفعل شيئأ سوى ان نتدبر الامر بأنفسننا اليس كذلك؟
والتفتت اليه مجيبة:
-احياناتمر الطوافات المروحية بحثأ عن المفقودين او المقطوعين وسط الثلوج لتزودهم بالغذاء والاسعافات الضرورية0
-ولكننا لسنا بحاجة الى مثل هذه الاسعافات فنحن في مكان امين بفضل عمتك0واعتقد ان الكولونيل منزعج من حالة الطقس 0فهو لم يسكن هذه المنطقة الامن مدة وجيزة0
-ولورا؟
وتوقفت هولي فجأة عن الكلام مدركة انها زلة لسان0اذ ماذا يفهم من كلامها؟ثم تابعت مغيرة الموضوع:
-اعني000هي الاخرى غير معتادة هذا الطقس القاسي,فهي تعيش في لندن0
-صحيح هي غير معتادة على مثل هذا الطقس0عفوأ سأتي بالقهوة0
لم يبد أي نبرة ساخرة او غاضبة0حاول جهده ان يضبط اعصابه منصرفا لتقديم القهوة0
ثم لاحظ ان هولي لم تاكل كفاية فقال:
- اكلك قليل,عليك ان تشبعي كي تتمكني من الشفاء العاجل0
وراودها شعور مفاجىء0لماذا لاتمتحن قدرته للسيطرة على نفسه بدون ان يغضب؟انه الشعور الانثوي الذي يحاول درس الارادة القوية عند الرجل ففاجأته بسؤالها:
-اعتقد انك مشتاق الى لورا,اليس كذلك؟
ظل هادئأ وتابع شرب القهوة ثم قال ببرود اعصاب:
-قدر ماانت مشتاقة الى مايك0ثم لماذا تسألين؟
وبدافع من حسدها القديم قالت:
-الست منزعجا لكونك لاتراها؟ولاتعرف ماذا تفعل,وما اذا كان مايك واقعا في حبها؟
توقعت ان تراه غاضبا اوعلى شيء من الحسد0لكنها فوجئت بجوابه:
-يبدو الشاب اذكى مما كنت اتوقع0اتمنى له حظاسعيدا0
وقالت هولي مندهشة:
-وانت,الاتكترث للامر؟
-ولم الاكتراث؟
لم تصدق هولي ماسمعت0حارت في امرها0هل صحيح ما يقول؟ثم ان نبرته لم تكن حاسمة فهل يعني ما تلفظ به ام انه مجرد كلام عابر0بدأت ترتجف فيما ترشف القهوة0
وبعد لحظات خاطبها غاريت:
-يبدو انك امرأة صعبة المراس0
-لاافهم00
-لاتحاولي ان تخدعيني ياهولي0قدتصح محاولاتك مع سواي0
اماانا فلااخدع بسهولة0انت تمتحنيني بكل دقة وحذر ساعية,ببراعة,لاكتشاف حقيقة مشاعري,اليس كذلك؟
خانها لسانها هذه المرة ,وضحك غاريت0
-بلى,انت تفهمين جيدا0وانالن اغضب اوابدي أي انزعاج لان000لانك الان منسجمة مع نفسك0فأنت كالقطة الشرسة المستعدة للانقضاض علي في أي لحظة0وانا,اذا اصطدمت معك,فلامفر عندئذ من معركة قاسية بيننا0وهذا مالااريده ابدأ0فكل حال يجب ان اقول ان افكارك المغلوطة عني لا تمت الى الواقع والحقيقة باية صلة0
-وهل علي ان اسكت لتهجماتك المحتملة؟
-بل ان اتوقف انا عن مثل هذا التهجم0
قال ذلك مداعبا انفها الرفيع0وبعدلحظات اجابت:
-انااسفة في كل حال0
فبادرها على الفور:
-لاضرورة للتأسف0انت صغيرة السن0وعليك ان تتعلمي الكثير من الحياة 0واذا لم تكثري من الاسئلة فلن تصلي الى ما تبحثين عنه0ولكن تذكري ان ثمة طرقأمختلفة للوصول الى الحقيقة0وبعض هذه الطرق اسهل من سواها واقل الما0قام بعد ذلك ليتركها وحيدة في غرفة الجلوس,وينتقل الى المطبخ0وغرقت هولي في صمت عميق0فكلما عرفت غاريت ايقنت انها ماتزال تجهل حقيقة امره,وانه بالمقابل,يعرفها تمام المعرفة ويقرأ افكارها ككتاب مفتوح00
انتهى الفصل السادس
قرأة ممتعة
باقي اخر فصلين
انتظرونا
|