كاتب الموضوع :
أحاااسيس مجنووونة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
فقالت وهي ترتعش:
شكرا اخشى ان يكون بعض الدم نزف على ثيابك.
ونظر الى سترته حيث كان رأسها ملقى ومسح بقعة صغيرة من الدم عالقة هناك وقال:
لا شيء يذكر......المهم ان تتحسن حالك.
فاجابت قائلة:
انا بخير الان شكرا لك.
وكانت فعلا بخير ذلك لانه اراها قدرته على ان يكون حساسا ومتلهفا لا عنيفا بالطبع والتطبع فبعث في نفسها الامل ان تتمكن يوما من الايام ان تجعله يصغي اليها ويصدق كلامها.
وقال لها:
حسنا وماذا عن ذلك الكوب من الشاي ؟ لك ان تذهبي معي لاحضاره اذا كنت لا تريدين ان تبقي هنا وحدك ريثما اعود.
قال ذلك وهو يفتح باب العربة ويفسح لها مجال الخروج قبله فقالت له وهي تمر من امامه:
شكرا يا جايسون على شهامتك ومروءتك.
فاجابها ببرودة:
لا اريد ان اعود الى البيت بعد طول غياب وبرفقتي فتاة مذعورة تكاد تفقد رشدها.....الا ترين ذلك؟
ومشت في ممر القطار امامه وهي تتمايل يمينا ويسارا واحزنها ان لا شيء تغير فيه وان املها بذلك على ما بدا لها ضعف جدا.
وحين عادا من مطعم القطار تابعا رحلتهما بدون ان يحدث شيء يذكر فاستانف جايسون مطالعة الصحف وكذلك فعلت سارة ازاح جايسون الصحيفة من امام وجهه وسألها عن حالها فأجابته شاكرة انها بخير.
منتديات ليلاس
وكانت سارة تغط في نومها حينا وتستفيق حينا اخر الى ان اقترب القطار من المكان الذي كانا يقصدانه فتعرفت الى بعض المواقع التي علقت بذاكرتها منذ ايام دراستها في المعهد هناك وكانت تبدي سرورها بذلك وبصوت عال مما حمل جايسون على التساؤل ولكن بشيء من اللامبالاة.
ولم تكن سارة تنتظر منه ان يبالي بأي شيء يثير اهتمامها ولماذا كان عليه ان يبالي فلو كان تيم هو الذي يرافقها عائدا الى بيت اهله لكان سألها الف سؤال وسؤال عن حياتها الدراسية.
واغرورقت عيناها بالدموع فيما هذه الافكار تجول في خاطرها فتيم لم يعد في الوجود ولم يبق احد لتشاركه ذكرياتها الحميمة.
جايسون يبغضها واغلب الظن ان عمته تشاركه القاء اللوم عليها في المأساة التي وقعت.
ووصل القطار الى المحطة ويرهام فمشت سارة الى جانب جايسون على الرصيف كانا اول النازلين من القطار وفيما هما يتجهان نحو مدخل المحطة ومنها الى الباحة اذ بفتاة طويلة القامة تلبس بنطالا اسود ومعطفا من الفراء الثمين تخرج من وراء مقود احدى السيارات وتهجم راكضة نحوهما وهي تصيح:
جايسون .......جايسون نايت! هذا لا يصدق كنت افكر فيك منذ لحظة وانا هنا انتظر قدوم اوليفر هل شاهدته في القطار؟
كانت عيناها زرقاوين مستديرتين تلمعان كالزجاج وهي تحدق الى جايسون ثم لم تلبثا ان رقتا وكادتا تذوبان عذوبة واسى فألقت يديها الاثنتين على ساعديه وقبلته وقالت:
آه آه يا جايسون! كم انا تعيسة لوفاة تيم لم اصدق الخبر حين حمله الي اوليفر بعدما سمعه اول البارحة وطار النعاس من جفني طول الليلة الفائتة من شدة قلقي عليك قالت هذا الكلام وحملقت في سارة راسمة حولها علامة سؤال فاجابها جايسون قائلا:
شكرا لك يا ديانا لا داعي للقلق علي لان سارة زوجة تيم كانت تعتني بي!
واشار الى سارة ثم خاطبها قائلا :
اعرفك بديانا فوريس.....
وفتحت ديانا فمها بدهشة عظيمة وخانها الكلام لحظة ثم قالت:
لا علم لي بذلك!
والتفتت الى سارة معزية فتمتمت سارة ببعض الكلمات ووقفت على حدة وهي تفكر انها عجزت ان تدرك طوال المدة التي قضتها مع جايسون ان له حياته الخاصة في انكلترا وهذه الحياة تتضمن اهلا واصدقاء وعملا ولا صلة لها بها على الاطلاق ما عدا انه كان عازما على اخراجها منها في اسرع ما يمكن.
وكان اوليفر اخر من نزل من القطار وحاول جايسون ان يودع ديانا ولكنها امسكته بذراعه واوقفته قائلة:
انتظر وتحدث قليلا الى اوليفر.
واسرعت نحو اوليفر وهو يناول بطاقة سفره الى المسؤول هناك واخذت تحدثه بسرعة.
وقال جايسون لسارة بصوت خافت:
هذه المرأة كالهم على القلب.
واقترب اوليفر وديانا فانطلقت كلمات التعازي و التعارف وشعرت سارة بالارتياح حين جاء وقت الوداع وقالت ديانا لجايسون:
تعال لزيارتنا باسرع وقت ......تعال وتناول طعام العشاء معنا بعد ان تنتهي من تدبير امورك.
ومد اوليفر يده الى سارة مصافحا وقال:
وانت ارجوك ان تاتي لزيارتنا اختي وانا مسرورين جدا لاستقبالك في بيتنا الجديد.
فشكرته على دعوته وهي ترى انه اكثر صدقا وعفوية من اخته ديانا.
يتبع..................
|