كاتب الموضوع :
أحاااسيس مجنووونة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
5- الليل شاهد على اللآلام .
استمرت سارة في شعورها بأنها تلعب دورا مسرحية لا معقولة او لعلها لم تكن مسرحية على الاطلاق بل اشبه ما تكون بفيلم من انتاج هوليوود اذ كان كل شيء فخما فاخرا السيارة التي اقلتها هي و جايسون عبر الكورنيش الذي اصطفت على احد جانبيه الاشجار وكذلك منزل مانديز القائم وسط حديقة عامرة بالورود والازاهير وما الى ذلك مما نشر الشذى على اجنحة النسيم في تلك الليلة الساهرة.
وكان المنزل في الداخل يعكس روعة الخارج ولكن سارة لم تكن آنذاك على استيعاب التفاصيل فغرقت في مقعد وثير دعتها اليه السيدة مانديز وانتظرت ما سيحدث لها بشيء من الاستسلام .
وجاء الخدم بابريق من القهوة على طبق من الفضة ووضعه على طاولة امام السيدة مانديز فاشارت الى سارة تسالها اذا كانت تفضل القهوة صافية ام ممزوجة بقليل من الحليب وقبل ان تجيب بأنها تفضل قهوتها صافية نظرت الى جايسون وكان واقفا مع السيد مانديز بعيدا في طرف الغرفة المستطيلة يبدي اعجابه بلوحة زيتية معلقة على الحائط.
ونادتهما السيدة مانديز فاقبلا نحو السيدتين وجلس جايسون بقرب سارة ومد ذراعه فوق مسند مقعدها وانحنى نحوها مبتسما وحاول مداعبتها فقالت له بهمس:
اكرهك.
فقهقه ضاحكا بهدوء وفي هذه الاثناء كانت السيدة مانديز ترمقهما بنظرات تنم عن الاعجاب بعاشقين في مطلع زواجهما السعيد.
وفكرت سارة ان الحالة تبعث على الجنون فهناك مانديز وزوجته في جهة وهي في جهة اخرى وجايسون في الوسط يلعب دور المراوغ والمضلل ما شاء له اللعب فتمنت لو انها تستطيع ان تفعل شيئا كأن تخبر السيدة مانديز بأنها تريد غرفة نوم لها وحدها الليلة ولكن كيف تفسر لها طلبها هذا و
خاتم الزواج يلمع في اصبعها؟
وشعرت بالتعب وحين القت رأسها على المسند الناعم وراءها احست باصابع جايسون تمتد وترفع شعرها لمداعبة عنقها ففوجئت وارتجفت بعنف حتى اندلق بعض القهوة على صحن فنجانها.
فأخذ جايسون الفنجان والصحن من يدها قائلا:
لا تبالي يا حبيبتي!
ومشى الى الطاولة فيما هرعت السيدة مانديز لتسكب لسارة فنجانا اخروكانت وهي تفعل ذلك تتحدث الى جايسون وترسل نظراتها في اتجاه سارة.
وحمل جايسون فنجان القهوة الى سارة وجلس في مكانه قربها قائلا لها:
مضيفتنا تظن انك تعبة فربما تريدين ان تذهبي الى فراشك..........فوافقتها على ظنها هذا.
ثم اضاف ببراءة ما بعدها براءة:
ستأخذك الى غرفتنا عندما تنتهي من شرب قهوتك اما انا فلي حديث قصير مع رامون قبل ان الحق بك.
وبدون ان ينظر اليها نهض وسار الى حيث جلس رامون.
وجرعت سارة قهوتها بسرعة هالها ان تلاحظ ان يدها كانت ترتجف وانتقلت السيدة مانديز من مكانها الى المكان الذي كان جايسون جالسا فيه وطوقت خصر سارة بذراعها وتمتمت كلاما رقيقا .
منتديات ليلاس
ثم سارت بها الى غرفة واسعة ذات نوافذ مطلة على الشرفة وكان اثاث الغرفة فاخرا كسائر اثاث المنزل ولكن الشيء الوحيد الذي استرعى انتباهها هو السرير المزدوج الضخم بغطائه المخملي.
وامسكتها السيدة مانديز بذراعها واخذت تطوف بها في ارجاء الغرفة لتريها مواضيع الاشياء ثم فتحت احدى الابواب فاذا هو باب غرفة للحمام قل مثيلها في الروعة والذوق السليم.
وبعدما خرجت السيدة مانديز من الغرفة وبقيت سارة وحدها طافت في الغرفة الواسعة وركزت نظرها بالطبع على الفراش الذي دعته السيدة مانديز {{فراش الزوجية}} ولكنها لم تكن متزوجة بالرجل الذي سيأتي لمشاركتها فيه بعد حين ولم تكن تشك ابدا في نواياه لانه هو الذي اعلنها وصرح بها وبدا كل عصب في جسمها يرتجف من التوتر حتى كادت لا تقوى على التنفس فخرجت الى الشرفة الضيقة ووقفت تنظر الى الاشجار كان المنزل محاطا بالحدائق ولكنها استطاعت ان ترى من خلال الاغصان اضواء الفندق تشع في الظلام وكان تحتها في الحديقة بريق نور تعكسه مياه البركة فامكنها ان ترى قليلا مما يحيط حولها وقبضت سارة باصابعها على قضبان حديد الشرفة وقد خطرت ببالها فكرة جهنمية وهي ان تقفز الى البركة لتخفف ثقل السقوط ثم تسرع نحو الطريق وتوقف سيارة اجرة على امل ان يكون سائقها مواطنا اميركيا يستطيع نجدتها.
وتنفست بصعوبة ورفعت احدى قدميها ووضعتها على حاجز الشرفة وقبل ان تهم بالقفز جاءها صوت جايسون يقول :
هل تحاولين الهرب؟ لو كنت مكانك لما فعلت ذلكفانت لو نجيت من السقوط فانك لن تنجي من قبضة البوليس حيث يصعب علي النجاح في حملهم على اخلاء سبيلك فالافضل لك ان تنتظري قدوم عزيزك رالف لانقاذك..........
وكانت تلهث خوفا حين وضع يده على ذراعها وجذبه الى غرفة النوم حيث القاها على المقعد الوثير قرب النافذة وجلس بعنف الى جانبها فتراجعت الى زاوية المقعد وهي ترتجف وقلبها يكاد يقفز من بين ضلوعها.
وساد الصمت طويلا ثم نظر اليها وقال:
كفاك....لا تلعبي معي دور الفتاة المحتشمة....لا وقت لذلك فنحن في ساعة متأخرة من الليل.
فأجابت بصوت متقطع:
لا.....لا افهم ما تقول!
فقهقه ضاحكا وقال:
لا تزعمي انك نسيت ما عرضته علي في مطلع السهرة حين كنت مستلقية على الفراش في الفندق تحدقين الي بعينيك البنفسجيتين وتقولين: جايسون الا نستطيع ان نكون صديقين!
وقلد صوتها بامتعاض وتابع قائلا:
ان نكون صديقين؟ اعرف نوعا واحدا من الصداقة مع فتاة مثلك.
والتفت نحوها واضعا ذراعه على كتفيها ثم دفعها على المقعد وقال غاضبا:
كنت ابغضك كثيرا في البداية ثم قلت لنفسي فيما بعد: لماذا لا اغتنم الفرصة وآخذ منك كل ما استطيع ان آخذه ؟ ومهما اخذت لن يكون الا دفعة زهيدة مما يجب ان تدفعيه مقابل ما اخذته انت مني........
فأجابت بشفتين مرتجفتين:
كل ما اردته هو ان نكون صديقين لا اكثر و لا اقل...... فارجوك يا جايسون.........
هيا انهضي!
واوقفها على قدميها بعنف فسقط الثوب حول كاحليها على الارض وعندئذ استجمعت قواها وصاحت به:
كيف تتجرأ ان تفعل هذا؟ اتحسبني دمية بين يديك؟
منتديات ليلاس
نعم انت دمية الا توافقين؟
وراح يجيل بنظراته عليها وهي ترتجف حياء ونقمة وتلفتت حولها لعلها تجد مهربا فرأت غرفة الحمام مفتوحة وخطرت لها فكرة تمنحها بعض الوقت للتفكير فقالت:
دعني استحم ...........ارجوك!
وكم كان حزنها شديدا حين ضحك جايسون قائلا:
لا اعتراض لي على ذلك ولكن اعلمي ان ذلك لا يثير رغبتي في قليل او كثير!
فالتقطت ثوبها عن الارض ورمته به ولما حاول الاندفاع نحوها كانت وصلت الى غرفة الحمام واغلقت الباب وراءها.
وفي غرفة الحمام اسندت ظهرها الى الباب واخذت تلهث بشدة وتوقعت ان يدفع الباب محاولا الدخول الا انه لم يفعل وبعد حين دخلت حوض الاستحمام ثم فتحت حنفية الماء الى ان كاد يمتلئ فاستلقت فيه وراحت تفكر كيف السبيل الى اقناعه بحقيقة حالها الا انها لم تستطع التوصل الى نتيجة لاعتقادها ان جايسون نايت لم يكن مستعدا لتصديقها مهما كانت الحجج والبراهين .
وخرجت من حوض الحمام واخذت تتامل وجهها بعينين واسعتين مرتعبتين وهي تفكر ماذا سيحمل الغد اليها من احداث وبعد ان جففت اخذت ترتدي لباسها الداخلي وكان الثوب الجديد متسخا فحارت قليلا في ما تفعل ولم يكن معها سواه واخيرا القته في الحوض واخذت تغسله ثم اخرجته ونشرته على قائمة الحوض وفتحت الباب قليلا ونظرت داخل الغرفة.
وكان جايسون قد نزع قميصه وبنطاله ولبس رداء حريريا رقيقا واستلقى في الفراش مستسلما للراحة وهو يحدق في السقف وادار رأسه حين سمع باب غرفة الحمام ينفتح وصوت سارة تقول له:
ارجوك ان تعطيني بقية ملابسي اعني الثوب الذي جئت به من الفندق .
فنهض متكاسلا واتجه نحوها وقال:
لا تحتاجين الى الملابس هذه الليلة.
ما هذا الجمال الرائع المثير!
واقترب منها فتراجعت الى غرفة الحمام ولكنه فتح الباب على مصراعيه بيد وطوق عنقها باليد الاخرى وراح يداعب شعرها وهو يردد كلمات الاعجاب بمحاسنها.
وصاحت سارة محاولة التخلص منه:
دعني ..........دعني وشأني.
وفجأة ادركت افتقارها الى الخبرة في مثل هذه المواقف على الرغم انها قرأت كتبا عديدة في الموضوع وشاهدت افلاما كافية الا ان ذلك كما بدا لها لا يحل تماما محل الخبرة العملية والممارسة الفعلية.
يجب ان تصغي الي يا جايسون ما تطلبه مني لا استطيع ان اعطيك اياه انت اسأت فهمي.......فانا لا اصلح لك لاني......
منتديات ليلاس
فقاطعها قائلا:
لماذا لا؟ واعلمي انه يستحيل عليك ان تفلتي من قبضتي الان .
وحملها بين ذراعيه عبر الغرفة والقاها على السرير الواسع العريض وقال :
لا تتفوهي الان بكلمة......
وخيل اليها انها تسمع صوتا في داخلها يقول : لماذا لا؟ لماذا لا ؟ قد اكون مدينة لك بذلك.......زربما انا ملامة على ما جرى لتيم............وحين خطر ببالها تيم شعرت كأن قنبلة انفجرت في رأسها وفجأة دفعت عنها جايسون صارخة:
لا....لا...لا اريدك انت ....اريد تيم .....تيم يجب ان يكون اول......
وتوقفت عن المقاومة واستسلمت للبكاء وتمكنت من ان تمد يدها وتسحب غطاء الفراش الحريري نحوها وتغطي نفسها.
يتبع.......
|