لعيون شوشو انزل البارت الحين فديت الحماس يانااااااااس
البارت السادس
*** خل الهوى خله لغيري وغيرك …ذا ما جنته ايديك ماهي يديني ***
الماضي قبل أربع سنوات تقريباً :
كانت بغرفتها قاعده على فراشها ومتسنده على الحائط , وضامه دب من دببها , صار لها يومين بس تبجــــي .
لكن اليوم كانت قاعده مصدومــــه ألحيــن .
تحس إنها بفضاء خالي من المشاعر ..
المشاعر تحوم حولها .
و داخل روحها اليأس بيذبحها .
من يوميـن وإهي عايشه وما كأنها عايشه .
بلحظة انتهى كل شي .
تنفــــسها خرج بتحشرج ينبأ بأنها مره ثانيه بترد تنهار بكي ..وعقلها رد يستوعب ..
انتهى .
إعجاب الطفوله .
عشق الشباب .
بلحظه إنتهى كل شئ .
كل شـــــــــــــــيء .
أحبـــــــــه ..يا ربي أحبـــــــــــــه ..أمـــــوت عليه ..مع كل اللي سواه فيها وبأبوها
شلون بقــــــــــدر أعيش حياتي من دونه , وشلون تقدر تعيش مع واقع إنه أهانها واهان أبوها .
الخـــــــــــــوف والـــــــرعب ملااااااااااااااااااااااااا قلبها
يا حسرتــــــي , يا حسرتي ..
يا ربي شلون بقـــدر أعيش
البكاء اللي كاتم على نفسها واللي ذابحها من يوميــــــن ..رد مره ثانيه , طلع أول شي بشهقات كأنها مخنوقه وبتمــــــــــوت
" آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ "
" آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ "
ضمــــــــــــت دبها حيـــــــــل , وأروتـــــــــــــه من دموع عينها .
بتمـــــــــوت , إهي حاسه إنها بتمــوت من الصياح .
غبيـــــــه , الغبيـــه , الغبيــــه .
اللي حبــــــــــت واحـــد طول عمـــــرها , واخـــر شي ..طلعت غبيه.
مو بس لنفســـــها ..اهي طلعــــت غبيــــه للكل .
ما تقــدر تطلع من غرفتها , ما تقــــدر ..
ما تبي تشـوف أبوها , أو منال , أو لولوه أو نور أو كل اللي اشهـدوا اللي صار .
طول عمرها كانت عايشـه بوهــــــم !
انفضح حبها , وانفضح غبائها .
كـــرهت روحـــــــــــها , واحتقـــــــــــرت نفسها ..
وبحـــــــــــره ملت قلبها , مسكـــــــت شعرها بقـوه .
يا ويــــــــــــل قلبي شنو بســــــــــــوي من دونــــــــــه
يا ويلي ..
بــــــــدت تضــــــــرب خــــــدها بخــوف ..
تضـــــــــرب ..
ونزلـــــــــت دموعهـــا بغـــزاره " آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ "
" آآآآآآآآآآآآآآه يا قلـــــبي "
" يمـــــــــــا آآآآآآآآآآآآآ "
"يمـــــــا تعـ ...ـالي لي آآآآآآآآآآ..يمااااااااااا تعالي لي آآآآآآآآآآ..شــــــــ آآآآآ ـــــوفيه اشسوااااااااااااا فيني ـي ـي ـي "
مو قادره
ما تبي تواجــه أحـــد ..
تبي تمــــــــوت بمكانها , تختفي .
ما تبي تشــوف أحد ..حتى صديقاتها .
وانسدحــــــــــــــت على الفراش بتعــــــــب بعد ما أفــرغت شحنات البكاء وإهي ضامه الدب كأنه روحها متعلقه فيه ..
وبدى يطلع منها النفس بتحشرج بعد الصياح اللي صاحته .
انـطق بابها , ما تحــركت من مكــانها , حــــــاسه بخمـــول وتعــــــــــــب , ذبـــــــــول ..
خاصه إنه الدموع ردت تنـزل من عيـنها .
رد انطــق الباب , والشخــص اللي خارج الغرفه حاول يفتــح الباب ..
لكن القفل منعــــه ..
وبعدها بثواني وصل لها صـوت أبوها القلق عليها .." زيـــنه فتحي الباب "
سكــــــــتت وما ردت .
جاها الصوت مره ثانيــه " يلا زيــونه حبيبتي فتحي الباب "
وبعديــن تكلــم أبوها " حبيبتي زيـــنه , منال تحــــــت زايرتج , تحاتيج , اخليها تصـــــــعد "
انتفـــــــــضت من مكانها وفزت من سدحتها ..
وتشوف حالتها هذي !
كرامتها المنهانه قاعده تعورها ..
أصـــــــــرخت بعصبيه..وحاشتها هستيريه مينونه
كلهم يحســــــــــــــــون بشفقه عليها
" ما أبــــــــــــــــــــــــــي أحــــــــــــــــــــــــــــد ..ما أبيـــــــــــــــــــــــكم "
" خـــــــــــــــــــــــلونـــــــــــــــــــي ..خلـــــــــــــــــوني "
" ما أبيــــــــــــــــــــــــــــــــــكم "
لما سكـتت انصدمت من روحها ..ردت افضحــــــــت عمرها جدام أبوها
فبكـــت بألم وحســــــــــره , و وصل هالصوت لأبوها , اللي انقهــر على حالها
أما إهي فجاها صــوت أبوها " يا زيــنه ما يصير جذي حابسه روحج , لا تاكلين ولا تشربيــن ولا .."
قاطعـــت بيأس أبوها بصــوت منخفض ومتغير من الصراخ اللي صرخته " ما أبي شي ....آ ما أبي شي , بس أبي اقعــد بروحــــــــي , خلونـــــــي بروحي "
ردت استلقت بتعــــــــــــــب على فراشها .
قالت بصوت متحشرج ويثير الشفقه " يبا الله يخــليــك , ما ابي أشوف احد ..." خـــذت نفـــس واضح عليه البكي , وقالت " يـبـ ...يبــا , لا تخلي أي احد يدخـل بيتنا ...ولا احد ..ولا احد ...الله يخـ..ـليـــك ..ما أبي احد ..أبي افكـ ..ـر"
تنــــــــــــهد خالد بألم , أول مره يشـــوف بنته بهالحـــــــــــاله المنهاره , وما يدري شنو يسوي بالضــبط .
ما توقع هالردة فعل منها !!
بس اللي صار كان لازم يصير , هذا احسن لها , وأفضل لمستقلبها .
اهي صغيــــــره , راح تكبـــر وتعدي هالمرحله الصعــبه بحياتها .
تنـــهد وحمد ربه إنه اللي صار وعى بنته .
خلها تفكــــــــــر وراح تفهم إنه هالشي كان لمصلحتها .
قال بحــب " لج اللي تبيـــن حبيبتي "
سمعت صـوت خطواته المبتعده .
تك تك تك
أبوها المسكـــــــــــين ..اهو بعد إنهانت كرامته
ودها لو تقـول حق أبوها لا تــروح , بس ما تقــدر , مهما كان اهو أبوها , شنو تقـوله ؟!
يبا أسفه لأنه اللي أحبه
ما يحبني .
جرحني ..وأهانــــــــك يبا ..
مهما كان هالكلام ما ينقال للأبو , مستحيل ينقال لأي أحد ..
غمضت عينها ولازالت الدموع تنزل.. خلاص بتنام
تبي تنام , مو يقولون إن النوم اهو الموت القصير ..على الأقل هالموت بيكون حلال .
إن نامت راح تغيب عن هالعالم اللي فيه ألم , وجروح , ومصايب ..
راح تغيب عن هالعالم اللي (اهو ) ما راح يكون جزء منه .
اللي تحســـــه بيكون مثل الصحـراء , جافه , قاحله , جدباء .
لأنها ما راح تقدر تكون اللي كانته قبــــل ..
ما تقــدر تكون العاشقه اللي كانتها , خلاص إنتهــــت الحياة مثل ما تعرفها .
مستلقيه على الفراش ..بعد فتـره , وبحالة فتــور شديد
سمعت صوت المسج .
ما مدت إيدها ..عدت خمس دقايق جا مسج ثاني .
وغـــورقت عينها .
روحها العاشقه حثتها و ما قدرت تمنــع نفسها وخذت الموبايل..يمكـــــــــن اهو ..
يمكــــــــــــن قرر يعتـــذر .
إيدها إرجفــت
أفتحـــت صندوق الوارد ..مسج من منـــال .
المســــــــج الثاني بعــد منها .
حطت الموبايل على الفراش
خيبـــــــــة الأمــل ذبحتـــها ..خلاص ما عاد فيها تستحمــل تصرفاته !
عقب ما فشلها .
عقب عدم تقديره لأبوها .
عقب ما ذلت روحها واهو ما اهتم .
حست بالألم قاعد يقطعها تقطيع فظيع .
ألحيــن أيقنت أنه ما يحس اتجاهها مثل ما اهي تحس اتجاهه .
ما يحبني ..ما يحبني..
ما كلف روحـه يعتذر .
طلــــــــــــع صـوت مقهـــــــــور من حنجرتها
انهان أبوها وانذلت , ما تقدر تتغاضى عن هالشي.
اهو تعود يأشــر بيده واهي تركض له.
دايمـاً تركض له .
ما في حتى كلمة أسف , ما في شي , لكن ألحين ما تقــدر .
لهالدرجه كان ضامنها.
لهالدرجه اهي كانت مرخصه عمرها
مستحـــــــــيل تسمح بهالشي إنه يستمــــــــر .
ولأول مره بحياتها تنـطق هالكلمه :
تكرهه ..
تكرهه ..
بالوقت الحالي :
صقر :
الساعه 2 الفجـر , بالــدوانيــــــــه , قاعد على الأرض , رافع ريل , ومنـزل ريله الأخرى بجلسه رجاليه معروفه , ومسنــــــد أذراعه على ركبته المرفوعه , وقاعد يلعب بالمسباح بيده .
فضــت الدوانيـه إلا من ربعــه المقربين , ومشاري المحامي , اللي يعتبر من ربعهـم اللي قعدوا يلعبون كوت بو أربعه , وغترهم مرميـه بكل مكان بالدوانيه .
كان ينتظر توزيع الورق
وسرحان بأيده اللي فيها المسباح , وعقـــد حاجبــه ..وقف لعبه بالمسباح , وبدى يركـز أكثــر , بدى يظهـر فيها أثر , لما ركـز أكثـر , تذكر حرق الحليب اليوم الصبح وتذكر سببه ..
السبب ..تنهـــــــــد بصوت مرتفـع .
حس بنظرات الشباب , واهني أستوعب إنه تنهـد بصوت عالي !
تجاهل نظراتهم .
رد عيــونه بقهــر للعــب , جمـع الورق من الأرض .
ورد يركـــــــز باللعـــب بقـوه ما يبي يفكـر بشي , كفايه إنه طول اليوم يفكر في الموضوع وفيها , وبكل شي .
أستغفر الله .
شاف الورق وركـــــــز أكثـر , رتبهــم , وابتسم ابتسامه سريه , هالأوراق راح تعجـب صاحبه !
رفع عيـونه لإبراهيـــم , شريكه بلعب الكوت بوأربعـه..
وغمـز بعيــنه دليل على امتلاكه للجيكر !
أبراهيـم انتبــه , وغيـره بعد أنتبـــــه .
صــــرخ عبدالله بهاللحظه " يالغشـــــــــــاش "
عبدالله يحـــب اللعـــب , وينفعـــل فيه ازياده عن اللزوم , ودايماً يرفعون ضغطه بهالشي .
إبراهيـــــم رفــــــع حواجبـه وقال بتمثيل غضــــــب وضيق " منــو تقــول عنه غشاش ؟! "
صقــر بعد مثل الضيق والغضــب بس ما تكلم ..لأنه إن تكلم بيضحك , عبدالله دايماً يسوي فيهم جذي , وأهو وأبراهيم بالكـوت فاهمين لبعض .
عبدالله رد بعصبيه " إنت واهو غشاشين "
فجأه قال مشاري " شنو دليلك ؟"
صقـــر ابتســــــــم بفكاهه وابرهيم فطــس من الضحــك " كاااااااااااااااااااك " مشاري طلعت فيه شخصية المحامي .
عبدالله لف على مشاري وقال " اشتغل المحامي " وبعــدين قال " وانت تعال المفروض تدافـــع عني , احنا فريق "
إبراهيم هستـــــــــــر من الضحـك ..
أما صقـر فقال " إي قـول شنــو دليلك ؟ "
قام عبدالله من مكانه وقال " تبي دليلك , ألحيــن بطلع لك الدليل "
وراح لإبراهيــــــــــــم .
إبراهيم رفع إيده واهو قاعد يضحــــك .
أما عبدالله , طــــب على إبراهيم , واسدحه على الأرض , وقال " يلاااااااا اعتـــرف قول إنكم غشيتوا "
عبدالله كان ثقيــل وقاعد على بطن إبراهيم ...وإبراهيم ميــــــت من الضحــــــــــك ويقـول " مـ .هههههههههه.ـا ..مــ...ـا أ هههههههههه أ ..أقدر "
صقــر , ومشاري مو قاعدين يتدخـلون لأنهم تفاجئوا بالمنــظر اللي جدامهم
وعبدالله يقـــول " يلا أعتــــرف "
إبراهيم رد وقال " ما أقـــ...ـدر ...ههههههههه بأمـ هههههه ـوت "
ورفع إبراهيم ذراعه وشَخَصّ عليه الألم ..وانقطعــــت ضحكته ..وقال " أه ه ه ه ه ه ه "
عبدالله حــس بتغيـر الوضع وابتعـــد شوي عن إبراهيم وقال " أشفيـــــك ؟ "
حاول ينـــزل إيده , بس ما قدر وقال بألم " أه ه ه ه ه ه "
قام عبدالله عنـــه .
قرب منه صقـر وقال بجديــه " قـــــوم نوديـــك للمستشفى "
إبراهيم كان شاحب لونه ورد بجديـه " لأ ..ما أبي أروح " وكمـــل " ألحيـن بصير بخيـر إن شاء الله , بس ساعدني أقعـــد "
عاونه صقـر للقعــده واهو بدى يأن من الأم " أممممم "
وشكل عبدالله ضميره امأنبه..
لما قعـد إبراهيم خذا نفــس وبدى يحـاول ينـزل إيده , نــزلت بألم لكن مو ألم شديد , ولونه شاحب .
ابتسم بعد الألم وقال بتعــب " شفيكم , عادي " وشاف عبدالله وقال " عبيـــد , عادي جتفي شاخص من أمس , الظاهر نايم غلط "
صقـر كان يشوفه واهو مو مقتنع وقال " انــزين قـوم نـوديـك الطبيب , يعطيـك شي لجتفك "
رد إبراهيم بنفس التعب " بعدين أنا أروح , بس مو اليوم , ما لي خلق " كان بعده حاط إيده على كتفه اللي تألمه , وحاول يحركها , لكن رد الألم .
وقال إهني بعصبيه " لا حول ولا قـوة إلا بالله "
قال مشاري " إبراهيم متاكد ما تبي تروح الطبيب "
بالرغم من إنه إبراهيم حاول يطمنهم , عبدالله كان لما ألحيـن متأنــب ضميـره.
رد إبراهيم " إيه يا ولد الحلال متأكد "
و وجـه كلامه لصقـر ببأبتسامه واهو يغير الموضوع " هااااااااا صقــر ما عندكم عصير أفكادو "
صقــر كان بعــده واقف عند الباب , ما بين قرارين , يا أما يخلي إبراهيم على راحته ..أو يروح ويجيـب العصيـر .
شافه إبراهيم بإصرار ..
وهذا خلاه يتخذ قراره قال بصـوت منخفـض " على راحتك " , حط إيده لرقبته , واهو يقـوم بالتدليك من غير وعي " انا قايل لفاروق إييب عصاير, بشوف وين حاطهم ؟ "
راح للمطبخ اللي فيه أغراض الدوانيه كلها , شاف الثلاجه ما كان العصير موجود , واحتمال كبير إن خلص من زوار الدوانيه الكثار .
بقى العصاير اللي اهو جايبها مخصوص للبيت , وقرر ياخذها من هناك , ويقـول لفاروق يشتري باجر للبيت .
قال واهو طالع من المطبخ , وعدى الممر الصغير جداً للدوانيه وقال " بروح أييب لكم العصير من البيت "
الرياييل كانوا بالوقت الحالي منسدحيـن , وبعضهم قاعدين , ويشوفون فيلم على ما يأذن , ويروحـون يصلون الفجر ويتوجهون لبيوتهم .
واهو طلع للحديقـه عشان يتوجه للبيت .
واهو قاعد يمشي بهدوء , طلع باكيـت السجائر .
بدى يطقطق باكيت السجاره , عشان يطلع وحـــده , لما طلع راس سيجاره رفعها لفمـه .
ومسكها بين شفايفه .
حط الباكيــت بمخباة دشداشته .
رفع راسه , وعقــد حواجبـه , إنارة المطبـخ مضاءه لما ألحيـن , شاف الساعه..الساعه 3 إلا ربع !
وقف و زم شفايفه ..قلبه ناغزه عن اللي قاعد في المطبخ بالوقت الحالي .
فكر يرد للدوانيه ويفك روحـه من شوفتها خاصه إنه تعبـــــــــان من وجودها .
ما يبي يشوفها اليــوم , اهو تجنب الغدا عشان ماله خلق ..ذكرياته أتعبــته .
بس بعديـــن استسخف بالفكره .
نزل السيجاره من فمه , وحطها بمخباته خاصه إنه ما ولعها , اهو صج يدخـن , إلا إنه يمنع نفسه من التدخين بوجود غير المدخنين .
وتوجـه للبيـت , وطق الباب بخفه ما سمع رد فأفتـــحه ..
ولقاه فاضي .
تعمق بالمطبخ , لفت نظره وجود الكتب , والدفاتر والأقلام على الطاوله .
وبطـل العصير الفاضي , وكاس متسخ !
قرب من البطل , شاله , وراح للزباله ..
منيـــــــــره :
بــاجـر التاريخ ..اللي كل ما جا يخليها تصحى الليـــل , وتفكــــر , تراجع نفسها , وتنــدم .
بـاجر ذكرى زواجهــا ..!
( " وإنتي عبـــالج الزواج حبني وأحبـــــــــك , وبــــــس , الزواج عشـره وتفاهــم " )
كلمــة أمها ترن بأذنها كأنها أمــس قايلتها ..
مثل ما ردها على هالكلمه يــرن بأذنها ( " أنا أبيـــــــــــه , وراح أتـــزوجـــه ")
بذاك الوقــت كانت متأكده من غلاها كونها أخر العنقود , وامها وأبوها ما يرفضون لها طلـب على الرغم من مستواهم المعيشي المتـوسط ,والفقيـر نسبيــاً .
و أول ما رفضوا لها طلبـها ..أنكــرت جميـلهم , وتحدتـــــهم ..وياليتها ما تحــــدت , وياليـــتها ما أركبــت راسـها وعاندت .
( " يا بنــــــــتي ما يصلح لج هالريـــــال "
ردت بعصبيــــه على أمهـــا " يمــــــــه راح أخــــذه , اهو ما عليــــــه كلام , حتى أخواني لما أسألوا عنه ما اسمعوا عنه إلا كل خير "
أمهــا اللي تعبــت من هالكلام , قالت بحده " حتى ولو ما أسمعوا عنه إلا كل خيــر , أنا مو مرتاحه له ..هذا أولاً , ثانياً وظيفته ما توكل خبـز , واهو مسؤول عن أخوانه الشباب الي بتعيشين معاهم بنفس البيت "
بعناد قـــالت " إنتــــــــــــي شعــرفج يمــه عن هالشــي , وبعــدين أنا بعاونه , وبالحــــــــــب نقدر نحــل أي شي "
" تعاونيـــنه على شنـو ؟!!!! على تربيـة إخوانه , ولا على الصـرف على البيــت "
وكمـــلت امها بشك " ومن ويـــــــــن يعرفج عشان يحــبج ؟ "
ويه منيره صار أحمــر , وصدت عن أمها وقالت بعناد " أنا راح أخــذه , راح أخــذه "
أمها بغضب " يعني تقصدين رضاي وعدمه واحد عنـــــدج ..يا خسارة تربيتي فيــج , وأنا اللي هقيت إن قلت لج لأ , بتقوليــن شورج يا أمي وهداية الله " وكمــــــــــلت " هذي أخرة الدلال " )
ليـــــــش عاندتج يمـــه ؟
ترددت الكلمــه الأخيــره لأمها بعقلها ( " أنا مو راضيـــه ومو مرتاحه لهالزيجـــه .. وغسلـــت إيدي منج ..بتاخذينه أخذيــــــــه ..وبتندميـــــن على هالزواج بالوقت اللي ما يفيد فيه النــدم , وهذا أنا قــلت لج " )
وإندمــــــت ..على قد شعــر راسـها .
تذكــرت كلام وحده من صديقاتها ( " منيــره إذا إمج قالت لج بتندميـــن على شي ..فإنتي غالباً ما راح تندميـــــن , أمـج مو راضيـه , احسن لج تتركيــنه "
بغــرور ردت منيــره " وبترضى , بتـرضى " وكمــلت بدلال " ما تقــدر على زعلي , أمي وانا أعرفها "
" بس يا منيــره كلامها صــح ! , يعني اهو وظيفته على قد الحال , وعنده بس شهادة ثانـويه , وإنتي ألحيـن بالثانـويه وبتخلصيـن جامعه , واهو يعــيل أســره , وشلون بيـعيــلج إنتي والأسره اللي بتكونونها !! وإنتي تقـدرين تتزوجيــن اللي أحسـن منه "
قالت بغضب عاشقه " أحبــه , ليش مو قادره تفهميــــــن , صار لي سنين أكلــمه , وألحيــن راح انتــوج حبنا بالــزواج , مستحيــــــل اخــون حبــنا , قلبي ما راح يحــب غيــره للأبد " )
عيــونها غمــرها الحــــــــــزن الشديد ..
لأن هالحـــب إنبنى على الباطل , على مكالمات بنص الليل , على خــرابيط ..إنتهى بأنه أصبـح حـب باطل .
كله كــذب بكــذب ..مراهقـه عمرها 18 سنـه أحلمت بالرومانسـيه والحــب ..وتصـورت إنها أعرفت طريقه .
لكن بالواقع كانت ضايعه بالطريق ..
وكمــلت تبحـــــــــــر بذكرياتها ..
( " يمـــــــــــه خلاص أبي أتطــــــــــلق ماني قادره أستحمــل , عــــــــرفت إنج صـــــــح , أنا تعيـــــــــسه يمــــــــه , الوضع في بيتنا صاير ما يحتمل ..طلقيــني منـــه , قولي لأخواني يكـلمونه " لما شافت عدم تجاوب قالت " يمــه خليني أرجع للبيـــــت , أنا أقـدر أشتغــــل ألحيـــن , أشرايــج ؟ أشقلتي ؟ "
دمــوعها كانت على خـــدها , تشــكي لأمها تعاستها بعد سنــوات من زواجهــا !
لأنه الأمور السيـئه أزدادت ســوء بعد المشكــله الأخيــره اللي صار بينهم .
استحمــلت قلة الأموال , واستحملت أنشغاله عنها بأخوانه , ومشاغله المتعدده , وأستحملت غيابه الطويـل عشان لقمة العيــش ..
وكل هذا يهـــون ..مقابل المشكــله اللي طلعت لها واللي خلت حياتها جحيــــــــم لا يطاق .
كان حاطه ولدها عند خواله , واهي رايحـه عند أمها بالمطــبخ .
أمها كانت قاعد تقصص السلــطه , وعلى وجه الخـصوص الجــزر ..بهدوء ما كأنه بنتها منهاره قدامها ..وبعديـن قالت " طبخٍ طبختيــه يالرفــله...أكليـــــــــــه "
صيـاحها بدى يــزيد , أمها متغيره عليها من أول ما عاندتها بسالفة الزواج .
ما رضت عنها مثـل ما اهي كانت متصـوره .
واهي ما قط شكـــت لأمها عن مشاكل زواجها , لأن كل اللي حذرتها منه أمها صـــار !وما كانت تبي تسمع كلمه (أنا قلت لج ) , فتجنبت الشكوى .
لكن المسائل صارت لا تطاق بالفتره الأخيره .
" يمـــــــه أنا بنــتج , أنا قاعده أتعـــذب "
امها قامت من الكرسي , عطتها ظهرها وتوجهــت للجدر اللي كان يطبــخ على النــار , وقالت " ما عندنا بنات يتطلقون , الريل واحد والقبر واحد "
راحت لأمها عند الجــــــــــدر وقالت بأستعطاف " إنــزيــن سمعي المشكــله وحكمــــــــي "
ردت عليها أمها بجفاف " ما ني سامعه شي " وكمــلت بعد ما ذاقت المــرق ..
" بتقعديــن إنتي و ولدج للغدا ولا لأ ؟ "
شافتها منـيــره بألم ..وقالت " لأ "
تـوقعت إنه أمها تقول لها لا قعدي على الأقل على ما تهديـن , لكن أمها قالت بعدم أهتمام " كيفج "
لما سمعت هالكلمه راحـــت لبرا المطبخ حطت عباتها اللي كانت على كتفها على راسها , وقالت بصــوت عالي بعد ما مسحــت دموعها " صقـــر ..يا صقـــــــــر "
جا طفــل عمره 7 سنيــن وقال " نعم يمـــــــــه "
مسكــت إيده ومـــــــشت بسرعه لبرا المنـزل ..وقالت "يــــــلا نـروح بيتنـــا "
حاول يسحـــــــب إيده ويقــول " بس يمــــــــه .."
نــزرته بغضـــــــــب " لا بس ولا شي بنــــــروح بيــتنا " )
تعاستها بذاك الوقت ما كانت تعادلها تعاســــــــــه .
وكلما تتذكر ذيك الأيام تقــول بقلبها ..الله يا الدنيا مشكلة أمس ..صارت سالفة اليــوم .
يتبــــــــــــــــــــــــــع ...