البارت الرابع
*** جمال وود وعيون ودلال وكبرياء شعور ... وفتنة تخذل عيون النهار وينطفي نوره ***
زياد :
سولف معاها عن احوالها واهي اسألت عن المستشفى و وظيفته
أما ألحين فكان قاعد يشوف مرة اخوه المرحوم واهي تصب له الشاي بهدوء .
(سبحان اللي صورها .)
لما خطرت في باله هالفكره , نـزل راسه بإحراج , خاطب ومعجب بخطيبته ويقول جذي !!
بس اهو ريال بعـد , وجمال زينه واضح مو مستور يخلي الواحد غصب يعجـب بشكلها .
تعوذ من أبليس , ورد يركز على الموضوع اللي اهو ياي عشانه .
لما شافته ما كان ويهها ينقل احاسيسها , رحبت فيه بهدوء وسولفت معاه , اما ألحيــن فقاعده تصب له شاي .
ما عرف شلون يبدي بالموضوع ..
بدى يحس أنه ما كان له داعي يجي لها .
قامت وحطت الأستكانه قدامه وقالت " تفضل "
صبت لنفسها لكنها ما اشربت , أقعــدت تشـوفه ..
أما اهو فشرب اشوي من استكانته وقال بتوتر " سمعت عن اللي صار........ عن اللي سوته أمي "
ارفعت ايدها لخصلة شعرها اللي طاحت على وجهها .
وشالت اسكانتها وبدت تشرب الشاي , أما أهو فكمل " أمي قالت لي "
استجمعت قوتها و واجهته وقالت بكل هدوء "أدامها قالت لك ..اكيد اتعرف اشلون الموقف كان محرج " وكملت واهي تحمد ربها على الكذبه اللي وفرتها لها منيره " الحمدلله أني كنت متفقه مع منيره "
هـــز زياد راسه برفض ..وقال بكل جديه " حتى لو ما كنتي متفقه مع منيره , ما كنت راح أخليــج تنجرحين يا زيــنه , مهما كان "
كلام زياد كان طالع من القلب , ودخــل للقلب على طول .
فأبتسمت بدفىء على جديته .وغمرهم جو من التفاهم المشترك والأمتنان , ما طلعهم منه إلا صـوت بارد جداً يقــول " يا أخي راح تحرجها بشهامتك ! "
حست كانه ماي بارد انرمى عليها فجأه , شدت ظهرها بعزة نفس , ومن غيـر شعور اكتسى وجهها تعبيـر بارد , واختفــت الإبتسامه , وألتفتت على المتكلم , لكن المتكلم ما كان يشوفها , كانت عيـونه على الريال اللي قاعد معاها .
صقـر كان واقف للحظات طويله على طرف الحديقه القريب نسبياً وبيده لازال مظروف العقود , ما كان يبي يقرب أكثر قبل لا يتمالك نفســه , وعشان ما يفضح مشاعره الغاضبه لما شافهم مع بعض يسولفون ويبتسمون , كان قاعد يتحرك بعصبيه من غير لا يشوفونه عشان يحرق الغضب , اللي ملابسها الوقحه زادته , ولما حس إنه قادر على المواجهه من غير لا يصرخ أو يضرب أحد تعمق بالحديقه وتجنب النظر لزينه عشان ما يشوفها ويشوف ملابسها للمره الثانيه ويخسر كل الجهد اللي بذله للتماسك بأعصابه ..وسمع جملة زياد الأستفزازيه والوقحه وكأنه صب بنـزين على النار اللي حاول يطفيها داخل صدره.
زيـاد اللي قام من مكانه وصافح صقر , وقال بإحراج إنه صقر سمع الكلام "لا زيــنه ما راح تنحرج مني , ما في بيني وبينها احراج " إلتفت لزيـنه وابتسم لها بتوتر من وجود شاهد على كلامهم , زينــه ردت الإبتسامه , لكن بإبتسامه مصطنعه هذا اللي قدرت عليه بوجود (صقر)
صقر شاف شلون زياد ابتسم للطرف الثالث الموجود معاهم وحس بالوريد اللي على رقبته ينبض بغضب..
"هه " هذا الصوت الساخر جذب نظرات زياد وزينه له , لكن اهو ما انتبه إلا لنظرات زياد وقال بطريقه غريبه وبارده جدا جدا " إلا ما قلتي لي يا زياد ...انت متى رديت من امريكا ؟ "
زينه عقدت حواجبها , ما تدري ليش حاسه إنه السؤال جا بطريقه مفاجئه وان وراه شي .
كان صقر بعده واقف ..وطوله وجسمه القوي مخليه مشرف على زياد بطريقه بايخه !
كانت قاعده تنطر صقر يلقي عليها نظره من أول ما دخل عشان تبين له ضيقها من وجوده من غير كلام وعشان تطلب منه بصمت إنه يتركها و زياد بروحهم !
لكن صقر ما ألقى عليها أي نظره ..من أول ما دخل ولا حتى كلمها أو حياها أو اعترف بوجوها بأي طريقه كانت !
اما زياد كان بعده واقف فأخذ السؤال بحسن نيــه وقال ببساطه " من 6 أشهر انتهت دراستي بالـ u.s"
رد صقر بأسلوب اعتبرته زينه استفزازي وقال " أهااا ....بالعذر "
زياد اهني حس بتوتر الجو !
قال بأستفسار " بالعــذر ؟!"
قرب صقر خطوه بحيث صار بقرب الطاوله , وصارت زينه تشوف بروفايله الجانبي وقال بجمود " بالعذر نسيانك الأصول اللي يتبعها مجتمعنا..واللي تخلي الرياييل ما يدخلون بيت ...راعيه مو موجود "
اهني زيــنه تصلبت من كلمته اللي مالها معنى من وجهة نظرها وقالت ببرود غاضب " زياد ياي عشاني وانا سمحت له يدخـل "
صقر سمع صوتها ونرفزه لكن ما بين هالشي .
وما ألتفت لها أصلاً , وهذا خلاها تعصــب , ما كأنها موجوده , وهذا قلة احترام واضحه ..
زياد لما شاف عدم تجاوب صقر مع هالجمله , قال بنبرة مستغربه " بس زينه كانت مرة أخوي"
صقر اللي كان واقف بقرب الطاوله بدى يطقها بالمظروف بتأكيد لكل كلمه بدون احساس وقال بجديه وصرامه "انت ..قلتها ..كانت "
اثنينهم واقفيـن وقاعدين يتكلمون عنها واهي قاعده .
أول مره تمر بموقف كريه مثل هذا ..
قالت ببرود غاضب " مو من حقـ.." اسكتت بعد ما قطع كلامها من زياد نفسه
صقر وزياد كانوا مواجهيـــن بعض , بس اخيراً زياد هـز راسه بضيق وقال " معاك حــق "
زيـــنه افتحت عينها بصدمه !!!
اما زياد فكمل " انا كنت متضايق ومافكرت بالموضوع من هالناحيـه , اعذرني "
زيـــنه اغتاظت !
كانت تبي زياد يوقــف بويه صقــر , كانت تبي احد يفحم صقـر ويسكته !
اما صقـر فتصلب للحظه , كان يبي زياد يتحداه عشان يكون عنده عذر إنه يطقه !
تعوذ من الشيطان و هدى شوي ..بس الجمله ما ريحته ..شنو يعني انا كنت متضايق وما فكرت بالموضوع !! يعني إذا تضايق يلجأ لها ؟!..لزين !!!
صقـر حط ايده بمخباة جيـنزه وأشر بأيده الثانيه على جهة البيت الخلفيه وقال بصرامه " حياك الدوانيه , الشباب كلهم اهناك "
زينه وقفت وتدخـــلت بالموضوع واهي تتجاهل صقر مثل ما كان متجاهلها , قالت ببرود " ما خلصنا كلامنا لما ألحين يا زياد "
صقر تصلب جسمه ..تتعمد تتحداه ! ما علق و نطــر ردة فعل زياد على كلمتها عشان يحدد شنو بتكون ردة فعله .
لكن زياد خذا موبايله من على الطاوله وقال " ما عليه يا زينه مره ثانيه " وألتفت على صقر وكمل " ومره ثانيه بيكون برضى صقر وبعلمه "
زينه حست بروحها تغلي ..رضى صقـــر ! واهي !!!!
زياد جاي عشانها , يبي يتكلم عن موضوعها , اهي ما تبي أحد يعرف الموقف اللي صار لها مع خالتها شيخه .
تبي تعرف زياد شيقصد بأخر جمله , معقوله كان راح يعرض عليها مكان تعيش فيه !
لكن ما راح تعرف الإجابه كله بسبب تدخـل صقـر .
شافت توجه زياد لصقر والمصافحه بينهم وسمعت كلمة صقر " تفضل الدوانيه "
تحركت خطوه لجدام ..بأتجاه الطرفيــن ! لكن بعدين وقفت بغضــب , فقدت سيطرتها على الموقف من زمان , وما تقدر تفرض روحها ألحيــن .
ابتسم زياد وقال " مو اليوم , ان شاء الله يوم ثاني "
زياد تحرك لسيارته وصقر يتابعه بأنظاره .
كان مخلي المظروف على صوره اسطوانيه , ويضرب فيه راحة ايده الثانيه , لما تحركت السياره رفع ايده بتحيه للي يقود السياره .
كان قاعد يغلي من الغضــــــــــــــب ..وكمـــل يضرب المظروف بيده بتواتر..
كان عارف إنه المرأه اللي وراه تحتاج للتعليم بقواعد الأصول الأساسيه , مو بس تذكير ..
قال بصـــوت هادي مخـــيف " أخــــر مره تقاطعيني وتتحديني جـــدام الناس ..أخـــر مــــــره "
خــافت ..
اهي تعــرفه لدرجة إنها تخاف منـــــه لما يكون بهالمــزاج !
بالسنين اللي طافت إن علمتها شي فعلمتها التماسك بوقت الخـوف , وقالت ببــرود " راح اقاطعك إن شفت إنه حقي راح يضيع "
صقـر تحركت شفايفه ببسمه جانبيه ساخره..هذي اهي نفسها , دايماً لازم ترادد ما تغيرت عن الطفله اللي كانت ترادده بكل لحظه..المفروض يتوقع هالشي منها .
صــدر منه صـوت ســاخر " هه " وكمــــل واهو يشــوف قباله , لأنه مو متأكد إنه يقدر يواجهها واهو غاضب بهالطريقه " ما راح تتغيرين أبد , لازم تراددين حتى لو كنتي غلطانه "
تجمــــدت بمكانها ! حســـت عمرها ردت الطفله , اللي كان متـروك أمر تربيتها لمراهق ! ..هالجمله اللي دايماً يقـولها لما ترتكب غلط وتحاول اتدافع عن عمرها !
أما اهو فلف ببطئ لها و واجهها ..
نقل نظره على ملابسها ..بإحتقار واستهزاء
سبحان الله جمال وود وعيون ودلال وكبرياء شعور ... وفتنة تخذل عيون النهار وينطفي نوره...
أكيد زياد فكر بنفس الشي !
ضغط على اسنانه عشان يمنع نفسه من فكرته إنه ينزرها بغضـــب واستنكار , كان الغضب ينبع منه ومن عيـونه بصوره كبيره
ورد عينه لوجهها ,إن لم تستحي فأفعل ما شئت , بس حرص إنه وجهه ما ينقل هالشي ,مو وقــته يتناقش بأي شي معاها ..
وقال بعدم اهتمام " دخـــــلي داخــل "
انتـــفضت شخصيتها المتــمرده بهاللحظــــه ..الشخصيه اللي دايماً تعيش بـــوجود هالأنسان .
تركيز عيونه شديدة السواد عليها وانتباهه لها عبر المسافه القصيره , بعد ما كان متجاهلها , خلاها تتوتر وخلا قلبها يرقع بقـوه .
كل انتباهه عليها ألحين ,يعني كان اشكرا قاعد يتجاهلها لما زياد كان موجود , ولما راح زياد قرر إنه يكلمها ويأمرها واهي المفروض تستمع لأوامره بهدوء..
هذا غير إنها كانت تتكلم وما كان حتى يلتفت عليها لما كان زياد موجود , قلل من احترامها , وخلاها تحس كأنها طفله صغيره .
رفعت راسها بتحدي وغرور .
عينها كساها غضب كبير , ألحين انتبه لها !
ألحيــن بدى يشوفها وشنو يتـوقع تكون ردة فعلها ؟؟..تخاف مثلاً , اهي مو خايفه !
مو خايفه منه .
وألحيـــن راح تثبت له هالشي .
ألحين راح تثبت له إنه ما له حق يتدخل بحياتها .
ما تدري ليش داخلها يقـولها إنها لازم اتدافع ..بس عزة نفسها تقـول لها هاجمي ..هاجمي .
أما صقـر فتحرك اتجاه الطاوله اللي وراها , ومر بقربها على طريقه , وعطره دغدغ أنفها .
واهو متــوقع إنها بتنـــفذ الأمـــر من غير كلام ..مــزاجــه ما راح يسمح له بالكلام معاها بعقــــل بهالوقت , ما يبي يبيــن لها إنه وجودها مع زياد مخليه معصب لدرجة إنه معقــول يفقد السيطره على نفسه , ما يبي يبين لها أو لأي أحد إنه مهتم بتصــرفاتها الغبيــــــه مع زياد ..
لما سمــع صوتها المستفـــز , كانت تتكلم بقمة الببرود " أعتقد إنك تجاوزت حدودك "
حط المظروف على الطاوله , وصـب لنفـــسه الشاي بهدوء ظاهري , يشغل ايده بشي مفيد , احسن من انه يمدها على احد !!
بدريه :
كانت جالسه بالصحــن , قبال الحـــــرم , صار لها يوميـن بأشرف وأطهر بقاع الأرض.
ولهانه على بناتها وعلى شقاوتهم ..
لكن الوقت حان انها تجابل روحها , صار لها اربع سنين ما عندها شغل أو اهتمام بحياتها إلا بناتها , وهالشي ما يصير .
نفسها لها عليها حق .
ودها لو تتصل عليهم ألحيـن , لكن خايفه إنه ابوهم يرد عليها , ويطالب بمعرفة مكانها , او يتسائل عن تأخيرها بأخذهم , واهي مو حمل هواش ونزاع مع طليقها .
و ولد عمها .
تذكرت كلمته الأستهزائيه اللي قالها قبــل شهـر تقريبـاً ( " شدعوه عاد يوميـن بتفرق؟! , وانت شبتسوين فيهم ..بس عشان بسافر تغييـر جو سويتي لي محاضر , أنا مو مثـلج قاعد أربع وعشـرين ساعه في البيت ما عندي وظيـفه غير أني أجابل بناتي الصغــار " )
هالكلمه كانت عامل ضغــط كبيـــر عليــها , أقهرتها وبجــتها , يظن إنه الأهتمام ببنات بهالعمـر الصغيــر شي سهـــــل !!
وما فيــه أي جهــد , يظن إنها قاعده طول اليوم مسترخيـه , ومستانسـه ..ما يدري إنه الأمومه من أصعب الوظائف , ومن أكثرهم تسبيباً للضغط .
تعبــــــــت منه , لا كزوج مريحها , ولا كطليق مريحها ..
وبغيــظ قالت في نفسها ( بشــوف أشلون الأهتمام بالأطفال راح يكون سهل عليك )
صـج قلبها يعــورها على بناتها , لكن لازم يتعلم إنه يحــترمها , ويحـترم قرارها بالبقاء بالمنـزل للأعتناء ببناتها ,الحمدلله إنه أهلها مو مقصرين معاها بشي .
إهي أسمعت من برنامج بالتلفزيـون , أنه أغلى شخص للأنسان بعد الرسول صلى الله عليه وسلم , يجب أنه تكون نفسـه .
لأنه إن حــب نفسـه فأهو بيـريحها , وإن ريحها فراح يقـدر بهالحاله يحــب غيـره , ويعطيـهم مثل ما أهم يستحقـون ..
هذا اللي راح تعمــل عليه ؟ يمــكن بهالحاله راح تقـدر تكون سعيـده .
هب نسناس من الهوا الحلو , اليوم أول يوم دراسي ما تكون فيه مع بناتها , دلال وداليا .
امها نوت العمره , واخوها أصر إنها تروح معاهم , لأنه لاحظ شحوبها , وشرودها , وذبولها اللي كل يوم عن يوم يبان .
ما تدري شلون مرت السنين , و نفسها خذت المرتبه الأخيره في ترتيب أولوياتها .
لازم تنسى الماضي , والضربه الموجعه لكبريائها , وتبلش تنـظر للمستقبل ..
حســت بشخص يحط ايده على كتفها ,لفت وجهها على قعدة أمها بقربها .
ابتسمت بحــب شديد لهالأنسانه العظيمه , وقالت " هلا بالغاليــه "
ردت امها الأبتسامه .
وردوا طالعوا الكعــبه براحـــه , منظــر الكعبه مريح لقلب وعقل كل شخص , وتنهدوا بحــب .
قالت لها امها فجأه " ولد عمج دق على طلال "
ضحكة بدريه بخفـه , كانت متوقعه هالأتصالات على أهلها وأخوانها ..وأكيد أخوها طلال رد عليه بنفسيه ..صار طلال وإبراهيم كأنهم أعداء مو أهل ..
وقالت بإبتسامه " اشيبي ؟ "
مثل ما كانت تتصـور إبراهيم راح وقلب الدنيا فوق حدر بعد ما تموا بناته عنده أكثر من الوقت اللي أهو متوقعه
" يبي يعرف وين أم أعياله , وليش ما خذتهم ؟ "
ليش ..مو الأعتناء بالأطفال سهــل ؟! , خل يكونون عنده كم يوم , المفروض هالشي ما يشكل عليه ضغط .
تنهـدت بسخريه " إبراهيم ما يقدر يتخلى عن أنانيته , يعني إشفيها إن دار باله على دلال وداليا"
أمها ما تحب المشاكل ..فلما سمعت جملتها القادمه , ما أستغربت وايد .
قالت أمها " تهقين راح يكون عنده مانع لو قلتي له وسافرتي ؟ "
قالت بدريه بملل " يما ما راح نفتح هالموضوع مره ثانيه , مــانع ولا ما مانع مو مهــم "
ردت عليها أمها " مو مهم رضاه , بس الأصول تقــول إنج تبلغيـــنه , وتعطيــنه خبـر إنه البنات بيكونون عنده لوقت أطول "
بدفاعيه ردت بدريه " هذا اللي صار يا يمــه " ابتسمت وكملت " شنو قال له طلال ؟ "
ردت أمها " قال له إنج مسافره "
ضحكــت بدريه وقالت " الله يعيني عليه لما أرد !!" حطت راسها على كتف امها وقالت " واي يمـــه صج مشتاقه لبناتي , يا حـــلوهـــم "
حطت الأم ايدها على راس بنتها , وقالت " أكيــد بتشتاقيــن لهم , المال والبنون زينة الحياة الدنيـا "
صقــر و زينه :
زينه ما راح تقبل من صقـر هالسيطره !
قالت ببرود واهي تتجاهل أمره وأدخلت بالموضوع على طول " شلون اتكلم ضيف بهالأسلوب ,أهو ضيفي كان ياي عشاني... انا ما راح أمر بهالموقف مره ثانيه .... إن كان في ناس ودهم يشوفوني فأنا راح أتواعد معاهم برا هالبيت ..ولا مِنة واحد مثلك "
صقر كان قاعد يضغط على مطارة الشاي , خلاها تقــول كل اللي عندها على ما يتمالك نفســه , وما يصرخ عليها , غضبه رد مثل ما كان وأكثر ..
أستغفر الله .
استغفرالله .
أستغفرالله .
ركـز أكثر على كلامها المستفز , لف وتسند على الطاوله , ومنزل راسه يشوف محتويات استكانته.
بعد ما خلصت كلامها , كان قادر إنه يشوف الجانب الساخر من الموضوع , رفع عينه ببساطه , وعينه جامده , وتلمع بطريقه مفزعه , لكن ابتسم بسخريه " يعني تقصدين إن كان زياد ..الريال الغريب ..وده يشوفج بتواعدينه برا ؟! "
رمشت بعينها للحظه , طبعا لأ ..
اهي ما قصدت هالكلام , مو بهالطريقه ..
صار ويهها احمر , وقالت بصـوت فيه شوية توتر " لا طبعاً انا بس قاعده اقــول ....."
رفع حاجب وقاطعها " أدامج ما تقصدين كلامج اللي تقولينه , ليش قلتيه ؟! "
حســـــــت بغضـــب خلاها تفقد هدوءها للحظه "انا اقصد الناس الثانيين , وادام إنك تدري إني ما اقدر أقابل زياد برا هالبيت ,ليش حسسته بعدم ترحيبك فيــــه "
تغيــرت ملامحه للجديه المطلقه وقال بصرامه وقسوه "مصيبه إذا ما كنتي تعرفين إنج غلطانه..الريال مو محرم لج , ولا له حق يقابلج ,و اهو عارف إنه غلطان , وإن كنتي مستنكره مجرد كلامي بحده معاه , فحمدي ربج إني ما ذبحته بمكانه , وجوده واهو الريال الغريب في بيتي من غير إذني أو وجودي خلاه عرضه لأي تصرف أنا معقول اسويه "
يذبحـــه !! معقول إنه تصرفها كان راح يؤدي لردة فعل عنيفه مثل هذي ؟
كانت تدري إنه جانب من كلام صقــر صحيح , يمكن هذا اللي أثار غيضها ..
بس اهي كانت تبي تسمع شنو قصد زياد ..
تبي تشوف إذا عمها , أو زياد عندهم حل غير وجودها بهالمكان , وتحت سيطرة هالشخص .
حتى لو ما كان الموضوع جذي , كانت تبي تسمع الإعتذار , تبي ترد جزء من كرامتها , واهو خلاها تخسر هالفرصه , انقهرت ..
وكمــلت تكابــر بالغلط بطريقه مستفـزه وقالت ببرود " انا ما غلطت لما قابلته لأنه ما عندي مكان ثاني اقابله فيـه , وما اقدر أقـوله بعد ما تعنى وجا : سوري الـ ..." وكملـت ببرود مستهزأ " السيد صاحب البيت صقر مو موجود , وانا لازم أخذ إذنه "
لما ألحين مو راضيه تعترف بغلطها , لكن بكل جمود قال " عدل هذا اللي المفروض يصير "
المشكله إنها عارفه إنها قاعده تنازع على الباطل , تدري إنه ما يصير إتدخــل ريال غريـــب بدون وجود طرف ثالث , مثـل مرأة أبوها ..وإنه لا الديـن ولا الأصول تسمح بهالشي , لكن بداخلها شي يقـول لها تكلمي , ردي , تحدي ..
بقـــوه قالت " زياد كان ياي لي أنا ..بموضوع مهــــم بالنسبـــه لي "
موضوع مهم !!
جا في باله اللي قالوه الرجال عنها وعن زياد وحس كأنه قاعد يشوف بس لون احمر من الغضـــب.
بكل غضــــــــب مكبـــوت ترك أو رمى استكانة الشاي رمي على الطاوله , غير مهتم إذا محتوياتها تفرغت على الطاوله أم لا .
صوت اصطدام استكانة الشاي بالطاوله ..أفزعها ..وخلاها ترجع خطوه لورى .
وبعــدين مسكت أرضها على الرغم من خوفها وصدمتها من تصرفه إلا إنها ارفعت راسها بكبــر وغرور .
بطريقه هجوميه ..قال ببـرود غاضــب "انتي شعلاقتج فيـــــه ؟! "
تغيــرت ملامحها للصدمه ..
شعلاقتي فيه ؟؟؟ شنو يعني ..شعلاقتي فيه ..زياد حماي ..حمـ..
بس اهو ما كان يقصد جذي ..لأ ما كان هذا قصده
وردت تحولت للغضـــب لما استوعبت قصده , ما احد يفكر بهالقذاره إلا اهو ...اهو الوحيد اللي المعقول يقـــول أو يفكر بجذي , وقالت بعصبيه "انت ..انت.. انت شلون تسمح حق نفســـك تقــــول هالكلام لي , ما أحد راح يفكــر بهالتفكيـر المنحط إلا إنت "
ارتاح نسبياً لما شاف صدمتها , لكن الصدمه معقـوله تفسـر بأشياء عده .
وقال بكل استهزاء " أسف إني اخيب أملج , مو انا اللي مفكـر بهالطريقه " كمل وعيـــنه زادت قسوتها ولمعانها الأسود أكبر دليل على ان الذكرى أغضبته " رياييل أمس يابوا طاريــــــج وطاريه"
تخلت عن قـوتها وبرودها , هالموضوع ما يصير فيه برود ...لكن حاولت قد ما تقدر انها تبين واثقه من نفسها.." جذااااااااااب , هالكلام مستحــــيل يصير , جذاااااب , ما أحد راح يقول عني أنا جذي "
كان يتمنى لو الموضوع اللي اسمعه امس كان كذب ..
كان يتمنى لو ..قال بغـــضب وما بيــــن أسنانه , والذكرى تحرقه " تبين تعرفيـــــن شقالوا ؟ " وأرتفع صــوته درجه أو ردجتيــن بقســـوه " تبيــــن تعرفيـــن اشقالوا بالضبــــط يا الزين عنج؟ "
قال بطريقه تلقائيه الأسم اللي اهو متعــود عليه من طفولتها ..
وما انتبه لهالشي لا اهو ....ولا اهي .
عينها ألمعــــت بصدمه , ليش يقــول جذي ..مستحيـــــل احد راح يجيـــب طاريها قالت بجمود من الصدمــه وبطريقه هامسه " مافي شي بيني وبينه والناس كلها تدري...أنا مو مسويه شي غلط "
وده بهاللحظه لو كانت حلاله , عشان يهــزها , يذبحـــــها ..يحبسها لما تقــــول له كل الحقيقه ..
بغضــــب بارد قال " الغريب إنج الوحيده اللي ما تشوفيـــن أغلاطج , أما الناس كلها تشــوف انج غلطانه ..الله أعلم انتي شمسويه واللي تعتبرينه صح واهو بنظر الناس غلط "
شرفها ..اهو قاعد يتكلم عن شرفها ويطعن فيه ببساطه ..كأنه اللي جدامه مو وحدهه راح تموت لأنه أغلى ما عندها مطعون فيـــه .
حســت بغصة ببلاعيمها , مؤلمه !
واستوعبت للحظه إنها راح تبجي !
ارفعت صبعها على شفايفها , بأشاره تطلب فيها منه السكوت ..لأنها حاسه بإنها على طرف إنها تنهار من البجي , ومن الصدمه .
وبعديــن كأنها خايفه إنه ما يستجيـب لها قالت بهمس " اسكـــــــت ..اسكت هالكلام جذب "
ابتسم ابتسامه جانبيه وقال " قالوا انج قاعده في بيت ريلج لهدف !! ..وإنه احتمال هالهدف اهو زيـــاد "
بدت ترمش بعينها بقـــوه عشان تمنع الدموع من النـــزول .
ركــزت بعيـــونه , تبي تشـــوف إن كان يكذب !
بس صقـر مو كذاب ..
وعيــونه تنطق بالغضب اللي اهو اكبر دليل على صدقه .
صدمة الخبــر ضيـــع منها سيطرتها على نفســـها .
مو قادره ترد برودها وترتيب افكارها .
لكن قالت برجفـــه "ما بيني وبينه شي ........ زياد أصلا خاطب "
صقــر كان غاضب لدرجة انه مو مستوعب قسوة كلماته , من امس والسالفه تروح وترد على باله , وألحيــن يبي يعرف الموضوع الصحيح .
فعشان جذي كان قاعد يضغط ..اكثر واكثر
وهالمره اهو اللي تفاجأ لما عرف انه زياد خاطب ..
لكن تمالك نفســه وقال بجمود " عمره زواج الريال أو خطبته تعتبر مانع لبعض الحريم , لو كان مانع جان ما شفنا ريايل متزوجيـن ثانيه , وثالثه ورابعه , تبين تقنعيني إن فيه دخان من غيـر نار ؟ "
بدت ترجــــف ..
شقاعد يقـــــول ..
إنه الناس متكلمه واهو مصدقهـــم ..
مصدق هالكلام عنها .
إذا اهو اللي يعرفها من صغرها يصدق , عيــل الناس الثانيه شنو بتقـــول .
الناس الثانيه ما تقدر تقنعهم , ما تقدر تجيبهم واحد واحد ..
أما اهو فتقدر تقنعه...
هـــــــــزت نفسها بقوه ..اهو مو مهــــــم , مو مهــــــــــــــــــــم ..
فجأه اصرخت بغضب من افكارها ومن الموقف ككل وقالت " انت مو مهـــــــــــــم , مو مهــــــــــــــــــــــم ..صدق اللي تصــــدقه , أنا مو مضطره اقنـــــــــــعك , انت مو ابوي ...
مو اخوي ..
مو عمي ..
ولا حتى ولد عمي " وقــربت خطــوه منه , هالخطوه اللي ادفعتها ترفــع راسها بصوره كبيره عشان تلتقي بعيـــنه وقالت بحقــــد " ولا انت خطيــــبي ..أو زوجــــــــي حتى "
لأ اهو مو زوجــها أو خطيبــها ..أهو ولا شي بالنسبـــه لها , إهي اختارت فـواز ..النار اللي طفـــت بهالسنين كلها , ردت اشتعلت ..شافها تعطيـه ظهرها وتكـمـل تمشي , تكلم بصــوت ينطق بالتصميم والجديه المخيفه " لو طلع الموضوع صح , ما كان راح يهمني اني مو ابوج ولا اخوج أو إني مو واحد من أهلج , لأني وقتها ما راح يردني عن تأديــبج وعن ذبح الشخص الثاني شي "
اهني لفت تواجهه , ورفعت راسها عشان تشــوف عينه , كانت الجديه بكل ملامح ويهه , وبعيـــنه .
كان قايل كلمته واهو قاصد كل حرف فيها .
وهذ الشي خلاها تقـــول بأستنكــــار شديد من لهجته " تأدبـــــني !!!!!؟؟؟؟؟ "
قال بلهجــه واضحه فيها الجديـــه " إيـــه أأدبــج مثــل ما أدبتــج وإنت صغيـره "
سنين صغرتها تبي تنســاها , ما تبي تــذكر شي منها ..ما تبي .
قالت بنبـره حاولت تكون بارده " قاعد تهددني ؟ "
لكن ما انجحت لأنه بان فيها رجفة الخوف ..
رد ببساطه لكن بقوه "أي قاعد أهددج "
للحظه سكـــتت من الخوف , لكن حاولت تقول بتصميم " انت اصلا ما لك حق تهددني "
قال بكل جديه " بالعكس يا الزيــــن انا لي كل الحق , دامي انا ريال البيت اهني , ما راح انطرج انتي أو غيـرج يشوه سمعة بيت انا فيــه "
قالت بعصبيه " هذا كله من تفـكيـــرك الوصـخ , ولا إنت عارف اني مو معقــول اسوي جذي "
ردت تهاجم ..لو كانت مو مهتمه مثل ما أدعت كان ما ردت للهجوم عليه بهالطريقه , واهي كانت مدركه لهالشي وهذا اللي خلاها على اعصابها .
ابتسم بطريقه قبيحــه وقال ببرود " انا ما اعرف شي عنج "
توسعـــت عينها للحــظه , وحست كأنها انعطت كف على وجهها ..
اهو ما يعرف عنها شي ....!!!
إذا اهو ما يعرف ...منو اللي يعرف عيل ؟!
صح هالكلام ..اهم ما يعرفون عن بعـــض شي .
صار لها سنين ما شافته , ما كلمته ! وين بيعرف عنها أو بتعرف عنه .
اليوم بموقفيــن طاحت الحواجـز , ولا كأنهم من سنين ما تكلموا مع بعــض .
أما اهو فكمـــل بكل برود وجديه " سمعي يا بنت الناس , هالبيت بيتج , طلبي اللي تبين راح يوصــل لج طلبج ..وما راح ينرد عنج شي , فلوس ..ملابس ..اللي تبين .."
ما كانت حاسه بأفكارها مرتبه من الخبـر اللي قاله لها عن سمعتها و فجأه ينتقل من الموضوع السابق لهالموضوع , لكن مع هذا قاطعته وقالت بنبره حاقده " انا ما ابي منـك شـي"
تعابير وجهها ونبرة صوتها واهي تقول الجمله السابقه خلته يعصب!
لكن وجهه كان جامد وبارد واهو يقــول "اعتبري هالأشياء رد ديــن لأبوج "
دورت عيونها عن عيونه عشان تتأكد من جديته ..وتأكدت من جديته ,ما كان يتطنز عليها أو على أبوها
بس اهي تعــرف انه ابوها ما له فضل عليه إلا قليل .
هالريال اللي قبالها وابوها علاقتهم كانت كريهه ,كان كل واحد فيهم يقلل من قيمة الثاني , كانوا دايماً يخلون اللي مجتمعيــن على حبهم متوترين .
لأن اللي يرضي هذا , يزعل ذاك ..
اقطعـــت افكارها بكره لنفسها ..
ما تقدر تقـول له أبوي ما له فضل عليك , لأنها بهالطريقه راح تقلل من قيمة ابوها الله يرحمه .
أما اهو فكمــل بنــفس الجمود " انا ما ابي منج غيــر ثلاث.."
ردت لها روح التمرد عليه وعلى سلطته ..
وقالت ببرود " انا ماني مضطره انفــذ لك طلباتك "
زادت عيـــونه برود وجمــود وقال بأسلوب قـوي " عشان راحة منيـره , وعشان تصيــر قعدتنا بهالبيت بلا مشاكل "
منيـــره ..!
جابها على الجـرح ..منيره تستاهل الراحـه ..لازم تقبل بطلباته إذا كانت مقبوله .
ولما شاف سكوتها , هـز راسه برضـى وقال " أولها انج تلتزميـــن بالأصول اللي انتي متعلمتها من طفولتج , ما ابي اضطر اني اذكرج بكل لحظه باللي المفروض يصير واللي مو مفروض يصير "
قاطعته وقالت "شتقصد , شنو يعني ألتزم بالأصول ؟ "
قال بكل جمود " يعني الأشياء اللي تدرين إنج المفروض ما اتسوينها ..مثل استقبال ريال بهالبيت , أو الطلعه من البيت بروحج مع السايق , أو غيرها من الإشياء اللي تدرين إنها غلط ..فلا تسوينها عشان تتحديني أو عشان تستفزيني ؟ "
أنصدمت من اللي قاله , وعقلها بدى يشتغل بسرعه قياسيه عشان ترد رد ممتاز على هذا الإتهام ..لكن ما طلع معاها شيء
اهي كانت حاسه بويهها ينقلب للون الأحمر واحمدت ربها انه الإضاءه مو بذيك القوه , لكن قالت بغرور " ومنو إنت ..عشان أنا ..اتصرف تصرفات معينه عشان استفزك أو اتحداك ؟"
رد عليها ببرود " يعني تبين تقنعيني إنج ما تدرين إني بعصب إن شفت زياد بهالبيت ؟!"
لأ كانت تدري
كانت تدري بس ..بس ما كان قصدها استفزازه !!
معقول هذا يكون قصدها !
على الرغم من توترها إلا إنها قالت بنفس الغرور " ما احتاج أقنعـك ! "
لأنه أصلا ما كان عندها رد ثاني , إذا اهي مو متأكده من نيتها , كيف تبي تقنعه أهو ..
ما تبي تعلق على الموضوع عشان ما تبين إنه احرجها ..
ما اهتم وايد بردها كأنه الفكره راسخه بمخه ومو محتاج لكلامها وهذا الشي خلاها تعصب و تتوتر أما اهو فكمــل "ما أبيج تقنعيني , ألتزمي بالأصول وبس... ثانيها ابي منج ...انج تحاولين تمسكيــن أعصابج جدام الناس , التقليل من احترامي أو تحديج لي جدام الأوادم ما راح اسكت عنه مره ثانيه , فلا تخليني افشلج "
سكت ونطــر تعليق منها , بس ما جا التعليق فكمل " ثالثها انج لما تطلعيـن من البيت تستأذنين مني أو من منيــره , ما ابي منيـره تحاتيج لأنها ما تدري إنتي وينــج " وكمل بأستفسار "خلاص؟ "
ألتقـــت العيــون وقالت اهي بتمرد " فرضا انت قللت من احترامي جدام الناس شنو المفروض أسوي ؟ أو إن تدخــلت بحياتي شنو المفروض اسوي ؟ "
قال ببساطه " ما راح تشوفيــن هالشي مني , دامج ملتـزمــه بالنقاط اللي قلتها "
وكمــل " مره ثانيـه ما راح اتساهل ان تكررت هالأشياء اللي صارت اليوم ..مفهــوم ؟"
ارفعت حاجب وقالت " يعني اشراح تســـوي ؟"
دق تليفـونه ..
رفعه وشاف المتصل أسامه , وليــــــــــن هذا شكله بيصــك راسي بإزعاجه ..
المشكـله إنه نسى يكـلم أبوه عن الموضوع .
عقد حواجبه ,ورد التليفون لمخباته .
رد رفع عيونه لها " كل شي بوقته حلــو "
خذا المظروف من الطاوله ..
مشى خطــوتيــن لحدود الحديقه , وسمسعوا صوت البوابه تنفتح فألتفـتوا اثنينهم وأدخــلت سياره ..
يتبــــــــــــــــــــع ...