في بيت أبوه , بالمطبخ على وجه التحديد , علشان يكون بقرب الشاي ..والعصاير ..
قدامه أوراق رسم , مع ألوانه , كان قاعد يرســم عدة رسمات تنفـع للسيـارات ..كنقشــات , فأهو صار له فتـره تارك هالشي .
ولازم عليـه يطلع بلوغات جديده ..!
لعب بكتفــه بضيق ..
يبي ينـــام !!
بس ظهــــره حتى لو حاول ينام ما يقدر ..ملتهـــب بصـــوره خيـاليه ..مؤلمــــه , وأفكـــاره السودا مو مخليته ينام , ودام فكره مشغول يعجـز عن النوم بشكل متواصل , وهذي بلوه عليـه التخلص منـــــــــها ...
فكـر باللي مسببه له كل هالمعاناة ؟!!!!
هل إهي تستاهــــــــــل !!
المشكــله عارف هالإجابه مسبقاً ..لأ ما تستاهـــــــــل !!
إنـزين ليش مو قادر يتخطاها عيـــــــــــــل !!!
غريب ..!
المشكـــله إنها مع كل اللي عملتـــه فيـه , فأهو عاجـز إنه يتخطى مشــاعره تجاهها ..
أكبـر إهانه للرجـل إنه يحب وحده يدري إنها ما تحبــــه ..!
وتحلـــم بغيـــــره بعد..!!
شخط على الورقه اللي قدامه بعنـــــــــــــــف ..مما أدى إلى إفسـاد الرسمه اللي كان راســمها , وإضطر يعفــــــــــس الرسمـــــــــه ويرميــــــــها بأي داهيـــه ..
المشكله إنه ما يبي يتزوج غيرها مثـل ما قال لها ..
فأهو ما نطق بهالكلمه , إلا ما ناحية التهديد ..والإنتقام ...!
بالواقع ما يبي يتزوج , فأهو مو غبي علشان يورط فتاة أخرى مالها ذنب معاه , ومع حبــه ..ويعقد الأمور..
فأهو ما تزوج وإهي ماخذه غيـــره , علشان يتزوج عليها ألحيـــن ..
وهذا الشي مخليـــــــــه يغتاظ أكثــــر !!
إنه وجودها بحيــاته , مخلي الحريم حــوله , ولا يسوون !!
إنه ما يترس عيـنه إلا إهي .. إهي وبس.. ووجــودهــا عنده بالدنيا كلها.!!
بــــــــــــــلوه إبتلى فيـــها هالقلــــــــــــــــــب ..!
غبــــــــاء محكـــــــــــم سيطر على قلبـــــــــــــه !!!!
لا اهو يبيــها لنفـــسه ,ولا يبي يتزوج عليــها ولا يبي يطلقهــا ..
يحس برغبــه شديده بالسيجاره ..
فإهي مرتبطــه معاه بهاللحظات بالذات ..واهو ما رد لها إلا بمثـــل هاللحظات ..
يحتاج يدخــنها ويحس فيها تدخــل جسمـــــــــــه , وتطلع معاه بالنفـــــــس الأخـــر ..
يبيـــــــها تحرق كل شي بداخله وتطلع ..
وعى من أفكـــاره ..لما وصـل لهالمرحــله , ليــــــــــــته ما وعد إبراهيم بذيك الفجــريه بترك السيجاره ..!
فكاهو ألحين محــترق , وعدت أيام عليـه واهو محترق ..ومن قبـل لا يسافر إبراهيم واهو محتــرق , و مو قادر يخلف بوعـده ..
وبعد ما عرف بمرض إبراهيم أصبح ذاك الوعد له قيمـه أكبـر وأكبـر .
رد يركز على العمل جدامه ..
لما سمع صوت الباب يفتـــح ..رفع راســه , وشاف قبالــــــــه أبوه ..
حس كأنه الزمن رد فيـــــــه لسنين لورى ..
نفس المشهـــــــد بنفـس المكان , بنفس الوقت تقريباً ونفس النفسيـــــــه السيئـــــــــــه ..
ونفس الأشخاص ..
والأغرب إنه لنفــس السبب ..!
ما كان يدري إنه ناصر كانت له نفــس الفكـره , إلا لما قال أبوه بجفاف صارت لغته الوحيده التي يعرفها , على الرغم من تغير نفسيته " كأنه الزمن عاد نفســــه "
صقـر ما علق ..!
قرب ناصر ..وقعد على الكرسي قبـال صقـر ..وأثنينـــــــهم إرجعوا لذاكرتهم لذيك الفتره بالذات ..
الماضي :
صقـر :
بعد عودته من رحلته الإيمانيه لأفريقيـا , كان حاس بالرضـا الداخلي .
الأمل ..
الثقــــه بإنه يقدر يسوي كل شي ..
ومن بين هالأشيـاء إقناع عمه خالد بزواجـه من زينه ..!
لاحقتــه من أفريقيـا للكويت دعوات الخير من الناس اللي فـرج عنـــهم , وساعدهم .
أصوات التوحيــد بعدد الناس اللي أسلموا على إيد هالحمــله ..
وبعد عودته تأكد إنه قراره كان سليم ..بالذهاب مع قافلة الخيـر , المتجهه إلى أفريقيا مع لجنة العون المباشر .
لكن ألحين مشتاق لأهله ..اللي كان الإتصال فيـهم قمه بالصعـوبه إن ما كان معدوم .
مشتاق لأمـــه ..
ومشتــاق بصوره كبيـره لزيـــنه اللي كان مسافر وإهي زعلانه منــه ..
وأول الأشخاص اللي يبي يشـوفهم كانوا أمــه ..والأكيـد زيـــنه ..
دخــل المنطــقه ..
ودخـل القطعه ..
ودخـل الشـارع ..
وطاحت عيــنه على البيـــــــــت ..وتفاجأ بالأضـواء ..والزيـــــنه !!!
والسيـــارات ..
كانت الفتره ..حـزت مغـــرب ..!!!!
دخـل بسيــارته للبـيت ..وجاله البواب , اللي أول ما شافـــــه قال " أهــلاً يا بيــــه "
صقـر كان متعجـب من كل هالرجال اللي موجوديــن بالبيـــت .
طلع من السيـــاره ..
وتــوجـــه للدوانيـــه , فأهو ما يقدر يدخـل البيت , من غير لا يسلم على صاحبـه ..!
طلعوا بعض الرجال ..اللي يعرفهم صقـر واللي أول ما شــافوه ..ِسلموا وقالـوا " بالمبــارك "
عقد صقـر حواجبـه بإستغراب لكن قبـل ما يجاوب , كانوا قد إنصـرفوا ..
كمـل طريــجـه نفـس الكلام توجـه له عدة مرات ..
إضافه إلى كلمات مشابهه ..
كـ منهـا المال ومنـه العيـال ..
الفال لك ..
ومن هالكلام اللي اهو مو فاهم منـــه شي ..ومو عارف سبــــبه ..
لكن سبــب له توتر ..
قبــل لا يدخـل الدوانيـــــــــه , وقفــــه واحد وقال " مبـروك زواج إختك من صديقــــــك , الحمدلله اللي جمع و وفق .."
إختي ..
إلتفت على الدوانيـــــــــه بعنف بعد ما إستوعب منو يقصد الريال بلفظ إختي ..
لأ ..
ماراح يسوي فيــــــــه جذي ..!
لأ يا رب ما تزوجــــــــــت ..!!!
ما كان مصدق ..
ما يبي يصدق علشان ما يكون بهاليوم هــــــــــــلاكه ..!
إهي ما راح تتزوج غيــــــــــــره
إهي له ..!
يا رب ...يا رب ..يا رب لا تحرق فؤادي عليــــــــــها ..
إهي ما يصيــر تكون لغيــره ..
إهي طول عمرهــا له ..له أهو بروحــــه ..!!!
ترك الرجال واقف من غـــير أي إعتبار , وراح بطريقه أقــرب للركض لداخل الدوانيـــه الكبيــره ..!
وشـاف بوجهه أول ما دخــل عمه خالد لابس البشـــــــــت ..ومعاه فواز لابس البشت كذلك وعمه عبدالعزيز ..
وقـــف ثابــت بمكانه !!
ما يدري ليش حس إنه المكان غمـره السكون ..بدخـــوله ..
او اهو الوحيـد اللي غمـره حالة السكون هذي ؟!!!
رد نظــره لعمه خالد اللي قال بصوت عالي لعموم كلهم " هــــــذا اهو أخوها ولدي صقـــر ..جا على طول من المطار لعرس إختـــــــــه الوحيـــده "
صقـر بهاللحــظه حس كأنه الدنيــا بدت تدور فيــه !!
حس بالغثيـــــــــان على طول يتدافع لأعلى صدره ..
نار حرقت كل اللي مســــــــــته من أحشـــــــــــــاءه ..يغلي بطريقه جنــــــــــونيه ..
هذا مو حقيــــــــــقه !!
اللي اهو فاهمه مو حقيــــــــــــــقه ..عمـــه خالد ممكـــــــن يكون دنيء لكن مو لهالدرجـــــــــه ..!
مستحيـــــــــــل يحرمـــــــــــه منهــــــــــا ..!
حــس بالغثيــــــــــان بصــوره أكبــر ..
يحس إنه توازنه بيختـــــــــل ..
لكن عيـــونه كانت على عمه خالد ..
والنظــره البارده , اللي تعبـر عن عدم الإهتمام إهي اللي خلـــــــــت صقــر بكل قـوه على الرغم من الحــــــــــــــريقه , والنار اللي شبــــــت فيه يتمــاســـــــــــك !!
رغبتـــــــــه إنه ما أحد يتشمـــــــــت فيــــه .. قرب ..
بخطوه بعد خطوه ..
وكل خطوه منهــم عذاب ..
عذاب ما قط كان متصوره بحيــاته كلهـــا ..
قال بصوت كان غريب عليـه " مبـروك "
وراح لرفيــجه اللي كان مبتســم ببراءه , ما كان يعرف إنه صديقه يبي المرأه اللي اهو متزوجهــا ..
وسلم علـيـــه واهو يقـــول وكل حرف من الكلمه يجــرح حلقه ..يحرقه " منك المال ومنـها العيــال "
قال له فواز بإبتسامه صادقـه " الحمـــــــــدلله إنك ييت يا صقـر , كنت خايف ما تلحق , صرنا ألحين نسايــــــــب "
ما قدر يــبادله الإبتـســـامه ..
كان قاعد يحتــضر , ما في شي قاعد يحــركه إلا الكرامه وقوة الإراده ..
ما راح يخليــه عمـه خالد يتشمــــــــــــت فيـــــــــــه !!
ما راح يخليـــــــــــــه يشوفه وأهو منهـــــــــــار ..
سلم على الكل ..وما احد بان عليــه إنه منتبـــــــــه !! ما احد منتـــبه للعذاب ..اللي اهو عايشــه ..
كانوا حوله يتكلمون عن كيف إنه فواز حاول يتصـل عليــه ..
عن شلون إنه عمه خالد ما إختار إلا هاليوم علشان العرس , لأجل صقـر يلحق على العرس ..
يتكلمون ويتكلون ..ويسألون عن سفــرته ..وعن كل شي ..ما أحد حس باللي اهو قاعد يمــر فيــه ..
واهو يحترق ويتفحم..ثم يحترق و يتفحم ..
يشــرب قهوه بعد الأخرى بعد الأخرى ..إيده إن شال الفنجال ترتجــــــف من كبت المشاعر ..
بعدها ما قدر يقعــد أكثـــر , واهو يشـــــــوف الوضع قبــــــــــاله ..
الغيــــــره مو راضيـــــــــه تخليــــــــــــــه ..وخيــالاته مو قادره تتركـه .
ولأول مره يشـعر بألم مزعــج بظهـــره ..!
عينه كانت على فواز ..يحــــــــس يبي يذبح صاحبه ..
صديقــــــه يبي يقــــــــــــــتله ..ويبي يذبــــــــــــــح عمه خالد ..
وهالشي بحد ذاته خـلاه ما يقدر يقعد أكـــثــر !!
كان يســـــــــــمعهم يقــولون راح يزفون المعرس ..
فجأه قام أهو ..ما يقــــــــــدر يقعـــــــــــد ..بلا كرامه ..بلا بطيــــــــــــــخ ..
حاول يبـــــــــتعد عن الدوانيـــــــــه , واهو يمشي مثــل السكــــــــــــــــران ..!
زوجهـــــــــا ..
زوجهــــــــــا ..
زيــــــــــــنه ملكـــــــــــــــــــه ..شلون يزوجهـــــــــــــا ؟!!!
تزوجـــــــت من رفيــــــــــجه ..
وإهني الغثيـــــــــــان تملـــــــك منــــــــــه ..
وما وعى بنفســــــــه غير واهو يستــــــــفرغ بالقرب من أحد الأشجار الموجوده بالحديقـــــه ..!
كلما وقــــف ..رد إستفــرغ بعنــــــــــف أكبـــــــــــر ..
مو مهتم لمكـــــــــــانه ..
كان قاعد يأن ...يتألم ..واهو يــــــــــرد يستفـــــــــــــرغ ...!
تزوجـ إستفـــــــــــــرغ ـت
إهي له ..
إستهلك الإستفراغ كل طاقته ..
جســـــــــــده كله قام ينضح بالعــرق !!
أه ه ه ه ه ه ه .
العــرق كان قاعد يتعبـــــــــــه , ويخليـــــــه يشــعر بعدم الثبات ..
لكن أخذ نفــس عميق , وشد ظهــره وإبعد إيده عن الشجــره , وقف طوله المهيـــــــب ..
حس بغيمـــــه من السواد تحيـــــــط فيــــــــــه ..
ونيـــــــــــران قاعد تتأكـــــــــــــــله ..
خيـــــــــانتها ذبحتـــــــــه !!
الخايــــــــــــنه ..
رد تســــــــــــند على الشجـــره .. وإستفـــــــــــرغ من غير أي تحكـــــــــــم ..!
وبعدهـا إبتعد بخطواته غير الثابته متوجـه لسيــارته ..
ما كان واعي على نفســـــه ولا على طريقة سيـاقته للسـياره ..!
والواقع إنه كان يمشى بطريقه متعرجه ..
غير ثابته وكاد يصطدم بعدة أشخاص ..
ومن غير أي هدف ..
لكن عقــله البـاطن قاده لبيــــــت أبوه ..!!!!!!!
ناصـر :
الأغاني بالحفـــله كان على أعلى نغمــــــــه لها ..
كانت الليـــــــــــله أشد سواد من كل الليـــالي !!
بعد ما رقص , وحاول يفــرح روحــــه , بدى الملل السريع يتسلل لنفـســــه ..
لما جاله أسامه ..واهو يقــول " ناصر ......."
ناصر ما كان قاعد يسمـــــــع اللي يقــوله أسامه من علو الموسيقى ..
أشــر بوجهه ..
وأذنـــه وصـــرخ " مو قاعــــــــــد أسمــــــــــــــع "
رد أسامــــــــه بصوت عالي " أظـ.... إنه ولـد....برااااااااااا "
هذي هي الجمــله اللي كان يسمعهــا ناصر من الموسيقــــــــى ..
فرد قال " منــــــــــــــــو ولده بــــــــــــــرا "
بان الإنزعاج على أسامــــــــــــه وأشـــر على نـــاصر " ولـــدك ؟!! "
بان الضيـــــــــق على طول على نـــــــــاصر ..
ما يحـــــــــــب هالطـــاري ..
يذكــــــــره بمواضيــع أهو يحـــــــاول ينساها ..
هالحــــــــــفلات , والجمعات الغــرض منها شي واحد ..
الرغبـــــــه بنســيان الماضي ..
هــز كتفــــــــه بعدم إهتمام واهو يقــــــــــول " شــــــــسوي له ؟!!!!! كيفـــــــــــــه "
ورد يمثـــــــــل الإندماج مع الموسيقى ..
مع إنه بدى يتساءل متى جا صقر من السفـــر ؟!!
ومو من عادته يجي بهالوقت , فأهو يعرف إنه هذي وقت حفـلات ناصر اللي اهو مايوافق عليـــــــها ..
رد أسامه يطق ذراع نــاصر اللي شــافه بضيــق ..
فكمـــل أسامــــــــه " أظــ ...إنه مو بخيـــ ...شكـلـ...مو طبيــ...ـي "
عقد ناصـر حاجبه !!
بعدهــا قرر يروح للخارج ..شاف السيــاره التابعه لولده ..!
توجــه لها ..
شاف راس ولده مسنود على السكان ..
حس بخـــوف ..
لكن مع هذا طق على الجامـه على أمل إنه يفتح له ..
لكن ما كان في أي رد ..ففتح الباب ..
كان صقـر يأن !!
أه ه ه ه ه ه ه ه .
قال له ناصر " صقـر ..صقــر "
ما كان في رد غير زيـادة الأنيــن , بقـوه ناصر مسـك ولده وطــلعه برا السيــاره ..وترك باب السيــاره مفتوح فأهو كان عاجز يشيـل الريـال ..
صقـر أول ما حس بالهـوا الخارجي ..
إبتعــد عن أبوه ..وطاح على ركبــته ورد يستفــرغ ..واهو يقــول " زوجـ...ـهـا ..أه ه ه ه "
شعـر بالرغبه باللإستفراغ إلا إنه ما في شي طلع ..
وقال " ذبحـنـ ..ـي ..الكلــب ...الكـــــــــــــــــــلاب "
وهالمره أخرج كل شي بكبــــــــــــده بإستفراغ شديد ..
ناصر إستوعب الكـــلام , وإنصدم فأهو ما كان يدري إنه ولد يحـب أو عينه على وحده من البنات !!
فكان هالشي صدمه له ..
كان شكل صقــر يعور القـــــلب ..
منو هذي اللي تزوجــــــــــت !! واللي ذبحت ولده !!!
سكـر ناصر السيــاره , وشــال المفتاح ...وراح لصقر ..وقـال بصـرامه " قــوم يــلا "
صقـر أبعد نـاصر بإيده بتعـــب , وكمــل مسند راســه " أحس إني قاعد أحتـرق ...تزوجـــت ..تزوجــت ..إهي لي ...المفروض تكون لي ...تزوجــــــــــت "
صقر وقتها ما كان مستوعب ..اهو شنو قاعد يقــول أو يســـوي ..
كان مثــل اللي يهــذي ..!
نـاصر هالمره خاف أحد يشـــــوف ولده على هالحاله , أول مره يحس بإحساس الحمـايه .
فمد إيده ومســك ذراع صقــر , و وقـــــــفه ..
صـقر ما كان قادر يشيــل نفـــسه , ناصر دخـــله لداخل البيت لكن من الباب الخلفي , وصعده لغرفة النوم بالأعلى ..
كان طول الوقت يأن ..بألم و وجـــــع ..
ويردد أسم واحد ( زينه )
وناصر يعرف منو زينه !!!!!
أول ما سدحـــه على الفراش , صقر كأنه محـروق , فز على أحد الجهــات ..
ما تكـــلم ناصر ..لأنه صقـر كان كأنه محــروق فعـــلاً ..
هالشي يخـــــــــــرع ..!!!!!
صقـر كان يردد كلمة " ما أقدر ..ما أقدر ..ما أقدر "
نـاصر نـزل بســرعه , وصوت الأغاني واصل له بإزعاج ...أنهى الحفـــــــــله ..ما راقب إنصـراف الناس مثـل كل مره ..
رد صعــــــــد وبإيده ماي بارد ..
شــربه صقــــــــر ..اللي في البدايـــــــه زاد أنيـــــــــنه ..من الماي البارد ..
وبعدها بدى يمســـــــــح على ويهه صقـــــــر , واهو يقـــول " تعوذ من إبليــس بسم الله عليك الرحمن الرحيم .. ان شاء الله..تقدر ..تقـــدر "
الماي البــارد كان له تأثيــر قوى على صقر ..اللي هدى من الهذيان ما عدا بعض الأنين بين الحيــن والأخــر ..
بالنهايــه إنتهى الأنيــــــــــن ..
وناصر ظل قاعد منصدم من اللي شافه , ومنصدم من ردة فعله تجاه اللي أسمه ولده ..
ولأنه خايف يقـوم صقـر مره ثانيـــه ..
قعد على الكرسي لكن غلبه النعاس !!!
وما قام إلا بعد فتـــره وتفاجأ إنه الســرير قبــاله كان خالي ..فز من مكـــــــــانه ..
وراح للحمــام ..وما لقى أحد
وبعدهـــــــا نزل , وهناك لقى ولده بإيده سجاره وقبــاله طفـاية السجـــاير, المملوءه بأعقاب السجــاير ..
ولو ما شاف الخطوط السودا ..!! والشحوب الغريب بوجهه ولده ..كان شك بذيك اللحــظه باللي صــار ..
أما صقـر لما شـاف أبوه ..طفا السجــاير ..
قال ناصـر بإختصـار " تبي تذبح روحـك ؟!!! "
وأشـر على أعقــاب السجاير ..!
تابع نـاصر بصـرامه " من متى تدخـن ؟!!! "
رفع صقـر حاجبــــه ..
ما تكــلم صقـر للحظـه وكانت عيــونه مغيمـــه بالســواد ..!
وبعدهـا إبتســـــــم بســخريــه " من زمان !! "
قال له نـاصر " ما قط شفت بإيدك سيجاره "
صقر كان خلال الفتره اللي كان فيها ناصر نايم , طلع شراله الباكيـت , والولاعه ..فقال " لأني قطعتها من فتـره , ورديـــت لها " بعدهـا قام واقف وأضاف " أنا كنت أنتظرك تقوم علشان أشكـرك على اللي سويــته يبـا بروح لشقتي , بأسبح , وأغيـر ملابسي وأروح الكراج "
قال نـاصر بصـرامه " تدري ليش تزوجــــــت ؟!!! "
صقـــــــــر بان على ملامحــــــــه الوحشيـــــــــــــــه ..
لكن بعدهــا صار وجهه جامد ..
" ما أدري وما يهمنـــي "
ما كان صقــر يبي يفكـــــــــر بالسبب ..
فأهو قاعد يتعــذب من الداخــــــــــــل , ويتقطـــــــــــــــــــع ..
والأنكى والأمــــر إنه اللي شـافه بهالحاله أبوه ..!
إنه لجأ لهالإنسان من بين كل الناس .!
ما يحب ولا يرضى إنه أحد يشوف ضعفه ..والمشكله انه إللي سببت هالضعف مره ..
رد ناصر " إهي ما تستاهل تعبك علشانها "
صقـر شاف ناصر بنظره غامضــه , وطلع سيــجاره , وحطـها في فمــــه ...وبعدها إبتسم وقال بإختصـار " لأ ما أحد يستــاهل "
أخذ الولاعه من الطاوله وشب سيجارته ..وطلع ..
الحاضـر :
ناصر :
ما أحد كان يدري بأفكـــار الثانـــي ..
فأثنيـــــــنهم كانوا مستغرقيــن بنفس الذكرى , لكن من غير إعلان للطرف الثاني عن هالشي ..
ناصر أضاف لجملـــته السـابقه " يا ترى لنفــس السبب ؟! "
إشتدت ملامح صقــــر بعنف , لكن بسـرعه سيطـــر عليــــها ..
يكره أحد يذكـــــــــره بذيك الأيام ..اللي كانت من أسوأ أيام حيـــــــاته ..!
واللي يظن إنه مع زينه دايماً بيعيش أسوأ ايام حياته ..!
قال صقـر واهو يتجنب السؤال " قاعد أشتغـل "
ناصر شاف الرسمات ..اللي كانت عنيفه بشكل مخــيف ..فكلها لون أحمر , وأسود ..ومتعلق بدماء , وخناجـر ..
وهذا خلاه يتساءل هل صقر منتبه للي راسمــــــــته إيده , ولا طلعت تلقائياً ..
وخلاه يتساءل , شنو علاقة هالرسمات بعمـل صقـر ..!
" وأكيد تبي تقولي إنه مرضي اهو الشي الوحيد اللي مخليـك قاعد عندي إهني ..طول هالأسبوع ..مثـل ما شغلك مسهـرك اليوم ..وكل يوم للفجـر , شاللي مخليــك قاعد عندي في البيت يا صقـر وإنت توك متزوج ؟!!! "
إبتســـــــم صقـر بســخريه , وبعدهــا بإعجاب بأبوه .
يمكن يقدر يخدع الكل إلا هالإنسان ..الموضوع ما يحتاج لسرعة بديهه ..!
كان متوقع هالسؤال من عدة أيام ..! واليوم جا له ..
قبل ما يعلق على كلمه أبوه , قـرب ناصر وتسند على الطاوله ما بينهــــــــــم أضاف ناصـر " قولي شسوت لك هالمره ؟!! "وكمـل بعدها بثواني " ولا إنت اللي سويت ؟!!! "
بدى يطقطق صقـر بالقلم على الطاوله بكســل ..
وبعدهــا قال " خلنــا نقـول إنه الماضي لحق الحاضــر وشكله بيدمر المستقبــل "
ناصر اللي مرت الأيام عليـه صعبه ..
فأهو على الرغم من مسامحته لأخوانه اللي ماكانوا مشتركين بالتمثيــليه ولا كانوا يدرون انها تمثيليه, إلا إنه محاولته التأقلم مع زياراتهم , و وجودهم كانت صعبه ..!
أهو و ولده قاعدين يمرون بنفس الشي ..!
ماضيهم قاعد يلحق حاضرهم , ويدمر مستقبلهم ..
لكن ناصر قاعد يحاول يقاوم هالشي ..فماضيه دمر مستقبله لفتـره طويـله , واهو مايبي هالشي يصـير لصقــر ..!
وقال لصقــر " لا تخليـــه يأثـر على مستقبــلك مع زوجتــك , لا ترد تعيش الماضي ..فالماضي إنتهى و ولى إلى غير رجعـه , ذكريـاتك ما راح تفيــد إلا إنها تفتح الجروح , الجرح اللي ينفتح لمرات عده , بيصير صعب يبرا "
كان وده يقــول اللي صــار ..
وده يشـرح لأبوه كل شي !!
بس المتعـــــــود على السكــوت , ما يقدر يتكلم , ويشكي بصوره طبيعيـــــــــــه ..
بإختصار قال " الكلام سهـل "
ناصر كان عارف هالشي بعد ..!
لكن قال بكل جديه " إنت تحبــها ؟!!! "
هذا اللي يذبـح إنه يحبــــــــــها , مو حب طبيعي ..لأ حب جنـــــــــــــون ..
لأنه المجنون وحده يرضى على عمـايلها معاه ..!
قال صقـر بجديـه " خلنـا من هالسـالفه يبـــا , ما أبي ولا أحب أتكـــلم فيـها "
ناصر ما كان يحتاج إلى تأكيد صقر ..فأهو يدري إنه ولده يحب مـــــــرته .
فذكرى ذاك اليوم لازالت بذاكرته ..!
و وضعـه الحالي يأكد على هالشي ..
هذا اللي إسمها زيـنه , واللي ما كانت تارسه عينه لها تأثيــر قوي على ولده ..!
فأهو يعشقهــا بجنون ..!
وما يعرف هالشي الا اللي كان حاس بهالإحساس بيوم من الأيام ..
كمــل صقـر " أنا كلمت شليبـا ؟! "
ناصر تشتت إنتباهه , وعلى طول ركز على كلام صقـر .
هذي خطوه ثانيه قاعد يتخذهـا في سبيل التغيير ..!
إرجاع زوجتـه الحامل بإبنـــــه ..
فأهو ما يبي يضيع سنين من حيـاة إبنه اللي جاي ..
قال ناصر " إنزين وشقالت ؟!! "
صقـر ركز على وجـه أبوه ..
وبعدها قال " ما عطتني رد ..الواضح إنها متردده , ومو متقبــله الفكــــره , أعتقد إنها ودها ترد الهنــــد ..يمكن تترك الولد عندنا وتروح ..وأنا ما أقدر أجبـرها على شي "
هـز نـاصر راسـه بتفهـــــــــم !!
من الداخــــل كان حاس بالتــــــــوتر فالتغـــيير اللي قاعد يحـاول يحدثـه بحيـاته وأسلوب حيـاته ..صعـــــــــــب وشديد الأثــر .
فأهو ليلحين تجيــه لحظات ..ما يتقــــبل وجود أحد في حيــاته ..
يا رب عـــــــــــــونك ..
بعد لحظات :
نور :
صلت الفجـــر وإهي ألحيــن بإنتظار رجعة أبوها من المســجد .
فإهي ودهـا تتكـــلم معاه ..!
ما لقت لها فــرص ما بين إنشغالاتها إلا اليوم ..!
لأنها كلما كانت تبي تتكلم معاه ..تحس إنها ما تقدر أو تخاف يكون كلامها غير مقنع.
دخـل أبوها للصـاله ..
ما كان منتبـه لها , إلا لما وقفت ..
إلتفت بســرعه لجهــتها , بعدهــا إبتســـم لها ..
وإهي ردت هالإبتسامه , وإهي تقـول " تقبــل الله يبـــا "
رد عليــها " منــا ومنـــج يا عــــروســـــــه " أضاف واهو يقـول " شمقعدج لي ألحين , وإنتي وراج عرس ؟!! "
قـرب منــها , وحط إيده على كتفــها ومشى معاها للدري ..
وقال بحنـان " لا يكــون تحاتيــن باجــر " وأضاف " إنتي تدريــن إنج تقدريــن تتراجعيــن عن هالقرار بأي وقت ؟! وأنا مستعد أوقف معاج ؟!! "
أبوها كله حنـان , وما تدري شلون لولوه تبي تكسـر بأبوهم بذيك الطريقه !! أبوهم ما يستاهل ..
إبتســمت لأبوها وقالت " مشكــــــور يـبا , بس الحمدلله مرتاحه من زيـاد "
وقفت وحـست بأبوبها يوقف ..
وقالت " ودي أكلمــك بموضوع ؟! " وكمـــلت " بس ما أدري شلون بتكون ردة فعــلك "
عقـد أبوها حاجبـه , وقال بكل جديـه " قاصــرج شي ؟!! ناقصج .."
حطت إيدها على ذراع أبوها ..
وقالت بكل حــب ولهفــه " لا يـبــا إنت ما تقصـــر , عسى عمرك طويل "
وأضافت " الموضوع عن لولوه ..! "
عقـد أبوها حاجبــه ..
وقال " لولوه ؟!! قاصرها شي ؟!! "
نور حسـت بالخجـل ..
ما تدري إن كان لها حـق تتكـــلم ..بس إهي ما تبي هالرجل العظيــم يتألم من إحدى بنـاته .
ما تبي يظنهم ناكريـن للمعروف ..
مع كل اللي قدمه لهم ..ما يقدرون يرمون كل شي بوجهه , مثـل ما تبي لولوه تسـوي ..
قالت بهدوء " يبـا يصيـر نقعد شوي ؟!! "
فيصل أصـابه قلق ..!
لولوه شفيــــها ؟!! ليش نور تبي تتكلم عنـــها ..
قعدوا على القنـــــــــــفه ..وقال أبوها بقلق " يـلا تكلمي , شفيـها لولوه ؟!! "
قالت نور " بتكلم معاك عن اللي متقدم لها .."
شافت تغيـــر وجـه أبوها ..إلى تعبيــــر أكثــر جديـــه ..
وقال " أمج كلمـــــتج عن هالموضوع ..؟! "
حســت إنها غلطت بالطريقه اللي افتحت فيها الموضوع ..
وقالت بســرعه " لأ أمي ما قالت لي ...أنا سمعت "
عقــد أبوها حاجبه بغضب !!
يعني كانت قاعده تتسمــع !
ما كانت تبي تحمـل أمها المسؤوليه , فإهي اللي حطت على عاتقهـا محادثة أبوها ..
كان أبوها كأنه يبي يقـــوم ..
قالت بعجـــله " يبــــــــــا ياليــــــــــتك تقبـــــــــل فيـــه ..طلبـــــــــتك إقبـــل فيـــه "
قال لبنتــه بصرامه " إذا جا لها واحد كفو , ما راح أرده "
أبوها عنيــد ..
مو فاهم فكـــرتها !!!
قالت نور " إنـزين يبـا , ألحين اللي متقـدم لها ..شنو اللي فيـه واللي مخليك ترفضــه ؟! "
فيصل ما يبي يتناقش بهالموضوع مع بنتــه .
فهذي المواضيع إهي ما لها علاقه فيــها !!
لكن لما شاف نظرة عيـونها ما قدر يردها وقال " يشتغل بوزارة الخارجيـه , بتتأذى معاه "
إحمدت نور ربهــا إن أبوها أخذ و ورد معاها ..
فقالت " يبـا هالشي إهي تقـرره ما يمكن إهي تبي تســافر , وتروح وترد ... ليش ما تسأل عنـه , عن أخــــلاقه وتشــوف ..!! إن كان يستاهلها ولا لأ ؟! "
المشكله إنه فيصل مو شايف بجراح عيب إلا هالشي .
فأهو يعرف الريـال , يعرف أبوه ..ويعرف أهلهم وربعهــــــم !!
قال بكل صرامه " إنتي إهتمي بنفســج وبعــرسج باجـــر لا تفكــرين بإختج "
قام من مكــانه ..
وقبــل لا يروح قالت بيأس " يبــا أنا خـايفه لا يمــر يوم تسوي فيـه لولوه شي ما يرضيــنا "
وقف مكــانه , واهو حاقد حواجبــــــــــه بغضب ..
" شتقصديـــــــن ؟!!! "
وبعجــله ..قالت " يـــبا يبــا لولوه تبي تتزوج "
إشتد إنعقاد حواجب أبوها .
وحســت فيه كأنه غضب أكثـر !
بان الغضب على ملامحـــه " شالكــلام اللي تقــولينه عن إختج ؟! "
فيصل كان حاس إنه هالكــلام عيــــــــــب بحق لولوه ..
شنو يعني لولوه تبي تتزوج !!
يعني تبي ريــــــــال !!
حس بالدم يفـــــــور بدمــــــه من هالتلميــــــــــج !!
بس إستمـــرت " يبــا هالكلام مو غلط ولا حـــرام ...إهي كبــــــــــرت ..وصارت تتأثـــر لما تشوف صديقاتها , واللي بعمــرها يتزوجون حتى إختها اللي أصغر منها بتتزوج ."
كان هالكلام نفـــس كلام غنيــمه من قـــبل ..
بذاك الوقت ما عطاه الإعتبار ..
لكن لما سمع نفس الكلمه من نور ..تردد , وخاف !!!
وأضـافت " أنا أختها وأدرى بمشاعــرها , أحس فيـها متغيره , ومتضـايقـــه .."
وكمـــــــــلت بإصـرار " يــبا إذا ما كان فيه عيب بأخلاقه أو ديـنه ..أو عايلته فأقبـل فيـــه .."
أصــر فيصل على رايـــه واهو يقــول " أنا أبي لها الزيــن "
أبوها مو قاعد يسمع لها ..
قالت بسؤال جدي " يبا إنت ليش قاعد ترفض الخطاب ..ليش جذي متشدد ..ما في أحد كامل ..حتى لولوه مو كامله "
فيصل متعجب منها ومن غنيمه ..
شنو يتوقعون يرمي بناته على كل من هب ودب ..!
ما يسمعون القصص ..
ولا أهو بس بروحـه اللي يشـوف ..
عقـــــــــــد فيصل حواجبــه وقال " ما تشـــــــــوفين اللي حــولج ...البنات شكثـر متأذيات من الطلاق ..شكثر بنات أزواجهــم مأذيـــنهم ..البنت أمانه عند أبوها ...لازم يسلمهـا للي يستاهلها " وأضاف " وكاني ما رفضت زيـاد ؟!! لما شفته كفو , وأنا أعرف أبوه .."
إهي نفسها ماتدري شلون قدرت تفلت من السالفه ..
قالت بهدوء لأبوها " أشوف البنات المتأذيات , وأشوف البنات السعيـدات ..كل حيـاة لابد ويكون فيها مشاكل , ويكون فيها أفراح "
ما كان عندهـا إضافه على هالكلمه غير إنها قالت " يبـا إنت شوف لولوه ..لاحظها ..لاحظ تغير تصرفاتها ..لاحظ ضيقــها "
اهو ملاحظ تغير بنته الكبيــره ..
ودايماً يتساءل عن هالتحـول ..حتى مره قام سألها ..لكن ما كانت ترد .
معقـول يكون هذا السبب ..
بس ليش ؟!
أهو داير باله علــيهم مو مخلي عليهم قاصـر ..
قال بصـوت كله ألم " إهي قالت لج هالكلام ؟! إهي قالت لج إني مقصر عليـها "
راحت نور لأبوها على طول ومســـــــــكت إيده , وبــــــــــــاستها ..
وإهي متألمــه لنبـرة الألم اللي بصـــوته .
وقالت " ما عشنـــــــــا ولا كنــــــــــا لو نقــول إنك مقصــر ..إنت شايــلنا على كفــوف الراحــه "
حط إيده بحنان على راس بنته , وقال بحـزن " والله يا بنتي , من كلام أمج , وكلامج ..حاس كأني مقصــر بكثيــر أشــياء "
رفعت راســها وقالت وإهي تنفي هالتهمــه " لا يبـــا .. إحنـا ندري إنه هالشي من حرصـك عليــنا ..الله لا يحرمنا منك .."
هــز راســه ..
ومشى عن بنتــــــــــه ..
اللي شافته وقلبــــــــها متقطع ..!
الصباح :
زيـنه :
في الفراش اللي مره جمعهـــم مستلقيـه تشوف السـاعه ..
تشوف الثواني تتحــرك ..
وألحين تحركت الدقيـــــقه ..
دقيــقه ورى الأخرى تمـــر وإهي مستلقيــــــــــه ..حتى بعد مرور أسبوع ما خفت صعوبة الوضع عليها ..
وما قدرت تطلع من البيــت وتعيش عند منيره..!
فإهي تدري إن إطلعت فإهي ما راح ترد !! وراح ينتهي كل شي !!!
وراح تكون حطت نقطة النهايــه !
إذا كان اهو تخلى وإهي تخلت عن هالزواج فما راح يكون في شي ..
وإهي صلت إستخاره ! وهذا اللي إهتدت له ..إنها ما تخلي بيــــــتها ..إي بيتها..المكان الوحيد اللي حست فيه بالسكن وانه فعلا بيتها..!
لكنها مجـــروحـــــــــــه منــــــــــه حيـــــــــل ..بطريقــــــــه خيــاليـه ..ومؤلمـــــــــــه .
شكـــــــــــــه فيـها معذبـــــــــــها !!
كلامــــــــــــه القاسي ..
ردود أفعاله القويه والقاسيه..
أهو يختار أسوأ الكلمــــــــــــات والطرق علشان يجـرحهـا ..!
وإهي كانت غلطانه بس مو لهالدرجـه .!
اهو هجــرها هجـر كلي ..!
ما كأنها زوجتـــه ..كأنه ألغاهــا من قاموســه ..
مثـل ما وعد إنه يســوي ..
كأنها شي ما له وجود ..!
وهالشي كان سهـــل عليـــه ..ما إستصعـــــــب السـالفــه !!
نفسـه ما ردتـــه ..
تحـــبه واهو ما يحبــــــــــــــها ..بكل بساطه .
علشان جذي إهي ما تقدر تتخلى عنـه واهو يقـدر .
علشان جذي إختـار أقسى الكلــمات , علشان يذبحهـــا ..
علشان جذي مقـرر يتزوج غيــــــــــرها ..
أنيــــــــــــن صدر من أعمـــــاقها لهالفكــره ..
حريقـــــــــه بصدرهـــــــــــــا ..ردت تشب وإهي اللي ما إنطفت من أول ما قال هالكلمـــه ..
تذكــرت طريقتـــه الفظيعه بصدهــــا !
إبعادهـا عنـــــــــه ..وإهي ما صدقت تتجـرأ .
تحسه إختار هالطريقه بالذات لأنه يدري إنها راح تحطمــها ..
ما راح تسمح له يحطــــمهـا ..!
إهي شنو فيـها علشان زوجهـا الأول يعجـز يقـرب منهــا ..والثاني بإختياره يبتعد ..!
إهي مو حـــلوه !!
مو جذابــــــــــه !!
غمضت عيــونها من إهانة هالفكــــــــــره ..
ردت فتحت عيـــنها ..
شافت ثواني الساعه المتحركه ..
لازم تقوم ..
بس أي خطوه تقوم فيها صعبه ..
الإلتفات صعب ..
الجلوس صعب ..
وضع رجلها على الأرض صعب ..
قيامها صعب ..
المحافظه على توازنها صعب ..
بإختصار الحياة من دونــــــــــــه صعبه ..
أي حركه تعتبرها مجهـــــــــــود ..
رجعت إنتفضت كرامتـــــــــــــها ..
أكـــــــــــــــرهه
إي أكــــــــــــــــــرهه .
ما أواطنـــــــــــه بعيــــــــــــشة الله ..
لا يــــــــــرد ما أحتــاجه !!
ما تظن إنه في وحده بعقـــــلها بتتزوجــــه هالحجـــــــــــــر ..!!
وكانت تدري إنها كاذبه ..!
بدريه :
دخـــلت بتـوتر للفصــل !!
الألم في بطنــــــــــها أزعجهـــــا وإهي تدخــل ..
من زمان ما تواصلت مع العالم الخارجي بمكان ما يكون متعلق ببناتها ..
بموضوع متعلق فيها إهي ..وبهواياتها ..
تعلقت بالكاميرا الجديده اللي شرتها علشان هالدوره .
نقلت النظر على الموجوديــن , كل الكلاس كان فيـــه حريـــم , مختلفيـــن الأعمار ..!
تحــركت بتردد لأحد الكراسي وقعدت ..
أخذت نفــــــــس عميق !!!
خوفها وإضطرابها كانوا دافع علشان تكمـــل هالدوره ..!
لأنه خلاص ما عاد فيها تكون حبيسـة هالمخاوف , ما تبي تحكم على نفسها , وشخصيتها بالإعدام لمجرد تجربه سيئه ..
دخــل المحاضـر ..
وإهي أخذت نفــــسها بعزم ..وبدت تنصـــــــت للكـــلام ..
لما إنقطــع إندماجهـا بدخول أحد الأشخاص , بنت ..كانت قاعده تعتذر عن التأخيــر ..
إدخلت وإقعدت بالكرسي بقــرب بدريه , وإهي تتحلطم وتقــول " الشـــوارع زحمــــــــــه "
إلتفت عليــها بدريه بإبتســـامه ..لكن من غير تعليق أو إهتمام فعلي ..
كانت بترد تندمـج مع المحاضر ..لما كمـلت البنت بنفـس الهمس " والله أقولج ..تييب اليهـــــــــــد , وأنا الله خيــر ما قعدت مبـجر راحت علي نومـه "
بدريه ردت إبتسمــت ..من غير تعليق ..
إنتهى الشــرح ..
وقال المحاضر " أتمنى منكم إنكم تحضرون لي صور فيها تطبيق للي تعلموته اليوم بالمحاضره "
وأضـاف " مشكـــــــــــورين "
ظلت لحظات بالكــلاس ..وسمعت تعلقيات البنات عن الموضوع , وعن الأشيـاء اللي تعلموها ..
موضوع مختلف كليـاً عن دلال , وداليـا ..شي تعرف عنه ..وتحس إنها جيده فيه ..
إهي مع ناس مشتركه معاهم بنفس الهوايـه ..
تبادلت الأرقام مع بعض البنات ..
وإبتســـــــــمت بإنشــراح , بالخارج إبتسامه وبالداخل إبتسامه !!
أخيـراً إطلعت من شرنقتها !!
وإستمتعت بنشــاط مختلف وغير متعلق ببناتها ..
صقـر :
" هــلا منيـــره .."
للمره الألف يكون معزم ينطق لفظ ( يمـه ) إلا إنه بأخر ثانيـه يغيــر لأسمهــا ..
يمـه ...
يمـــه ..
يمـــه ..
متى يقدر يقول هالكلـــــــــمه !!
سمع صــوت أمـــه تقـول " أنا قلت لك إنه اليوم عرس بنت خالتك غنيمه ...عدل ؟!! "
غمض عيــــــــــــنه بقـــــــــــــوه ...أوووووووووووه توه يذكــر راحت هالسالفه عن بـــاله ..!!!!!
استغفرالله ..
عرس زيــاد ..وعمه عبدالعزيز بيكــــــــون هناك ؟!!!
يالله ..!
قال بهدوء " إي قلتي لي "
قالت منيـره بصرامه " بتروح ..عدل ؟!! "
يمــه ..
يمــه ...
" إي إن شاء الله منيــــره بروح "
ضرب الطاوله بقوه ....قــــــــــول الكلــــــــمه الزفت ...ليش ما تقـــول ( يمــــــــــــــه )
منيره اللي كانت حاسه بالخلافات بين المتزوجيـن حديثـاً قالت بصرامه " ما راح تيي اليوم تتغدى ؟! "
ضيق غمر صدره من هالطاري ..
وما كان منــه إلا إن رد بجفاف وبروده " لا ما راح أقدر "
حاولت تتمالك أعصابها ..
فأهو هاجر البيت صار له فتــره ..
وإهي مو عميـه علشان ما تلاحظ غيـاب سيـارته بالدخول والخروج .
في سالفه بين هالأثنين ..
والأثنين ما يبون يتكلمون عنهــا ..
قالت بكل جديـه " ومتى بتقدر ؟!! "
لما أعرف حل مع نفـــــسي ..!
وحل معاها ..
وأستوعب أنا شنو أبي ..!
وإهي شنو تبي منـــي ؟!!
بس أجاب بإختصار " لما تخــلص الظروف ."
غمضت منيــره عيــونها ..
وقالت لنفسها ( إنتي مالج شغل يا منيــره ..الداخل بين البصله وقشرتها ما ينوبه إلا ريحتــها )
ردت علـيه بهدوء " على راحتك ..خلاص أروح مع السايق اليوم للعرس ؟! "
صقـر عقد حاجــــــــــبه ..
كان وده لو يقدر يقول لأمه أوكي روحي مع السايق ..
لكن ما يقدر ..
فقال بهدوء " لا يا منيــره , خليني أنا أمرج وأخذج للعرس "
إبتسمــــــــــــت منيـــــــــــره براحــــــــــه ..
فإهي مشتاقه لولدهــــــا !!
أما صقــر فأنب روحــه ..وبعديـــــــــن يعني ..قول :
يمـــه ..
قول هالكلمه ..
يمــه ..
الكلمه حتى أسهـل من كلمه منيره وأقل حروف ..
هالسالفه قاعده على صدره ومقلقته ..
لكن إنتهى الإتصال من غير لا يقولها ..!!!!
شيلبا :
يا ترى شفيــه ناصر ؟!
شنو مرضـــه !!
من أول ما قال لها صقــر حست بالقلق ..!
مشاعر متملكــتها غريبـــــه ..
قلق , ليش تقلق عليــه , واهو عدة مرات ضاربها ..ومأذيهــا !!
يمكـن لأنه بداية زواجهـم كانت غير ..!!
ما تغير بشكل جذري وكلي إلا بعد ما عرف بحمـلها ..!
دايماً في شي بداخلها يقول إنها تقدر تغيره , وتقدر ترده مثـل ما كان قبـل ..
شنوو القرار ألحين ؟!
من بعد ما تكلم معاها صقـر عن رغبة ناصر بإنه يرجعهــا وعن أسفــه ..
حست بالضياع .!!!
خوف !!
ما تدري شنو القرار السليــم ..
إهي من أول ما إنتقلت إهني وإهي فكرتها الرئيسيه الرجوع للهند .
عند أهلها ..
من غير طفــلها , لكن هالقرار صعب ..!
فإهي ما تقدر تتخلى عن طفـلها ..مهما قالت ..! ومهما ظنت !!
ومع كلمة صقـر ..ردت تتساءل ..
هل تعيش بالكويت ؟!
مع الخيـر ؟!!
بعيد عن الفقر , وخدمة المنازل ..بعيـد عن العمل والتقشف اللي تعيشه بالهند !
من أول ما تولى صقر العنـايه فيـها , وأهو حاطها على أكف الراحــه ..!
بس نـاصر ..
ناصر يبيــها ترجع ..!
فإهي بتكون زوجـة كويتي !!
ومن اللي فهمته من صديقاتها الهنود إنها تقدر تاخذ الجنسيـه الكويتيه بعد فتره ..!
وراح تكون أم كويتي ..!
إن غلط علـيهـا ناصر فإهي دايماً تقدر تلجـأ لإبنــــه !! أهو راح يساعدهـا ..
وبهذا تقدر تضرب عصفورين بحجـر ..تقعد مع إبنها بالكويت ..وتعيـن أهلها بالهند ..
إرتجفت كلما فكرت بعنف ناصر , وضـــربه ..
لكن هالمره تدري إنه لها ظهـر !
فصقر ما راح يسمح لأبوه يضربها ..مره ثالثه ..
عقـلها حتى الأن مو مستوعب إنه ناصر إعتذر .. ويتأسف منهـا ..
طول علاقتها فيـه , ما حست إنه شخصيته تقبل هالتصـرف ..غريب ..!
هل معقوله مرضه أثـر عليـه ..! غير أفكاره ..
عضت على شفايفها .
إستـرخت بالمكان اللي قاعده فيـــه , صقــر قال لها أمس " إذا إنتي ما تبين ..قولي ما أبي ..ما في مشكله "
ما في مشكله .
يا ليـت عندها من يدلها على القرار السليـــــم ..!
مسكـت الموبـايل اللي عطاها إياه صقـر ..!
بس تعتقـد إنها توصـلت لقرارها ..فاللي إطرحته على نفسـها من أفكار ومقارنات ..
يرجح كفه على الكفه الأخرى ..
تحتاج لوقت للتفكيــــــر .
زينه :
مرهقـــــــــه وراسها مصدعهـــا ..
قالت بإصــرار " شيماء بليــز ما أقدر أروح العرس , حاولي تتفهميـــن قراري "
ما تقدر تلبي دعوه لعــــرس ورقـــص وإهي نفسيـــتها صفـــــــر جذي .
صعــب .
خاصه إنها بالليـــل ما عندها غير البكي , فالصبح راسها يصدعهـــا ..
قالت شيماء بضيق " ليش ريلج مو راضي ؟!!! "
زينه بهالوقت كانت راح تصيــح بكل جديــه , دمعتها صايره على طريف ..مو قادره تتمالك نفسها , أي أحد يطريــه تبجي !!
أي ذكرى لكلامه القاسي تبجيها ..
الغيـــــــــــره حارقتها ..
ما تنام ..
وجــرحه لها حارقها مايخليها تنام ..
مشاعرها صايره مرهفـــــه لأقصى حد , ومؤلمـــه لأقصى حد ..
لكن مع هذا كله ما قدرت تتخلى عن بيــتهم ..!
جنون ..
بس تحس تخليــها عن هالبيت , يساوي تخليــها عن زواجهـــم , وهالشي إهي ماتبي حتى تفكـــر فيـــه .
ليــاليها إن قدرت تنام فإهي مملؤه بأحلام مرعبــه , عنه اهو ..وعن رزان ..
عن إنه تخلى عنها وتركها بمكان ما تعرفه ..
دايماً مرتبطه فيـــه !!!
قالت وإهي حاسه بخنقـه " لا ما مانع .."
لأني ماني قادره أحصــله ..
ردت شيماء بحــرص وإهي تقاطعـــها " خلاص عيـــــل تعالي "
زيـنه إستحت لأنه هالأصرار من قبـل شيماء واللي صار له أيام أحـرجهـــا ..!
ما تقدر تردهـا أكثــر من جذي فقالت وإهي تحاول تبتسم " خلاص ..أوكي ..أوكي "
إنتهت المكالمه على هالوعد ..
و زيــنه حطت لها جبن ..و زيــتون بصحنــها , قالت بهدوء " هذي شيماء , بنت الـ ( ..) عازمتني على عرس إختها اليوم ..ومسكيــنه صار لها فتره تلزم علي ..شكلي بروح "
منيــره اللي كانت قاعده قبـــالها ..إرتاحت , أخيـراً زينه تبي تطلع من الحاله اللي اهي فيــها ..
فهي صار لها أيام ..مكتئبه ..
يمكن بالعرس توسع صدرها ..
قالت بإبتسامه , وإهي بداخلها عتبانه على ولدها " زيــن تسوين , علشان تطلعين من الجو اللي إنتي فيــه "
زينه ما كان جوابهــــا إلا إبتسامه بارده اللي إهي فيــــــه كله من ريــلها , اللي ما يحبــها ..!
إنســـــــــدت نفســـها ..!
كلما تتذكر قسوته , وطريقته برمي الكلام ..وصده , تحـس بألم ..يذبحهــا ويخطف أنفاسهـا .
أضافت منيـره " عاد اليوم عرس زياد ونور بنت غنيمه "
هـزت زينه راسـها بالموافقه , فإهي تذكر هالشي ..أخيــراً راح يتزوج الأثنيــن ..
الله يهني سعيد بسعيـــده ..
نور تســـتاهل كل خيـــر ..
بس ما قدرت تمنــع إحساس بالغيــره يتمــلك قلبــها ..!
حاولت تكتمــه بس ما قدرت ..!
كلما ذكرت شلون زياد أتصـل عليـها علشان ترفضـه لأنه يحب نور..تغار ..
تغار لأنه صقـر مو معقوله يسوي هالشي علشانها ..!
لأنها مو معقــوله يحبــها مثـل ما زيـاد يحب نور ..!
بدت تاكل الأكــل قبالها , وإهي تحاول تمســد راسـها اللي بدى يصدعــها ..
منيـره شافت هالحركه بضيق ..
إهي ما كلمت صقـر عن حركاته , لأنه زينـه ما قالت لها شنو سبب الخلاف ..ما قالت لها عن شي أصلاً .
وزينه ليلحين ببيت صقر ..
فتجنبت الكلام مع صقر أو زينه خوفاً من إنها تسبب مشاكل أكثر مما تصـلح ..!
قالت منيـره بهدوء " تعالي باجر معاي الشـاليه ..شوفي البنات , غيري جو "
ما علقت زيـنه للحظه , إهي ما قالت لمنيــره عن شي ..
لكن الواضح إنه منيره ملاحظه كل شي ..وفقالت " لا مالي خلق كلام "
منيره تكلمــت بصــرامه " أنا ما راح أترك البيت من غيرج ..وإذا على الكلام , أنا بكون معاج , وبأشوف منو اللي بتمد لسانهـا وتتكلم ..وبعديــن في مليون شي وشي يشغل صقـر عنج , وأهمـها مرض أبوه "
زيـنه شافت منيـــره وفكرت في كلامهــا ..
صح !!
شفايدة القعده إهني ..حاطه إيدها على خدها , تنطـر الأمر السامي من حضـرة السي سيد بالعفـو عنهـــا !!
اهو ما يه كل هالأسبوع بيي ألحيــن !!
وأدام منيــره معاها ما أحد يقـول شي ..!
تحس ودهـا تقعد بمكانها السري ..
تسمع صوت البحـــر ..يشفي قلبــها ..
هالشي قرر عنهــا وقالت بكل هدوء وجديـه " خلاص إن شاء الله "
وكان جاوبها مكافأته إبتسامه من منيـــره ..!
زينه طول جلســتها بعد ذلك على مائدة الفطور تقاوم التفكير بزوجهـا ولما إنجحــت بإبعاده ما قدرت غير إنها تفكر بأبوها ..
فإهي صارت تكره المخـزن ..
وماعاد فيـها تحاول النزول لهنـاك ..!
وإهي تبي تعرف عن أبوها ..
ما عاد فيها تستحمـل الغموض ..الأسرار ..
ما كانت تبي أحد يدري إنها تبحث عن الحقيقه المتعلقه بأبوها ..
لكن ألحين ما عاد فيها تهتم ..
ورفعت عيــونها الذابــله لمنيـره , وقالت بهدوء " خالتي ..أبي أسألج عن شي مهم ؟! "
كانت منيـره قاعده تاكـل ..وإرفعت راسـها ..وقالت بهدوء " شنو سؤالج ؟! "
قال بإختصار " عن أبوي ؟! "
بان على منيــره عدم الرضـا فإهي ما تحب تتكـلم عن الماضي ..
الذكريات صعبـــه ..
وما في داعي الماضي يأثر على الحاضر ..
قالت منيـره بهدوء وجديــه " شفيــــه ؟!! "
زينه ما كان لها خلق ..بالطواله .. فقصت على منيـره الموضوع من بدايــته , علشان تفهــم ليش إهي تبي تعــرف الحقيقه ..
زيــنه شافت منيـره ..وقالت " عمي عبدالعزيز يه لي ذاك اليوم ..وقالي إنه أبوي مختلس ..."
منيــره على طول عقــدت حواجبـــها , وبان الغضب على ملامحهـا ..
هذا منو يظن نفسـه علشان إيي , ويقـول هالكلام ..!!
هذا الظاهر كبـر ودبـــــر !!!
وقالت " قالج إنه أبوج مختـــلس ..؟!! وليــش قال هالكلام , شالداعي حقـــه ؟! "
زيـنه ما تغير أي شي بويهها ..!
إهي تبي تعرف الحقيـــقه , عاجــل ولا آجـــل ..
فقالت بكل جديـه " خالتي ..بغض النظر عن السبب ..أبي أعرف صحة هالكلام "
منيــره على طول توترت ..
تكره هالفتره من حيـاتها ..فإهي إضطرت للمره الألف إنها تكون قويه علشان اللي حولها , علشان نفسـها ضد كلام النـاس ..
وقالت بهدوء " أبوج عانى من أزمـه ماليــه ..ورهن البيــت ..و ...صقر شرا البيت " وقفــت منيــره الكلام , وأضافت " أنا قلت لج هالكلام ..!! "
زينه عرفت الإجابه ..
كان واضح إنه منيره مو قاعده تعطيها إجابه واضحه ..
قالت زيـنه لمنيــره " يعني أبوي أختلس , جم إختلس ؟!! ومن منـــو ؟!!! "
منيــره ما حبت الإساءه إلى صورة خالد عند بنته !!
منيــره قالت بصـرامه " أنا ما قلت هالحجي ؟!! "
زيـنه ..ما تبي هالمماطله فإهي تبي تعرف الحقيقه , بس ..
قالت بهدوء " خالتي أنا بس أبي أعرف الحقيـــقه , علشان أعرف شلون أرد على الناس .. هالشي ما راح يغيير علاقتي بأبوي ..أبـــوي مات "
قالت منيـره " إنتي قلتيــها ..أبوج الله يـرحمـه , والماضي ماضي ..الناس ما لهم علاقه فيـــه "
قالت زيــنه بإصــرار وتعـــب " الله يخليــــــــج منيــــــــــره , أنا عارفه هالحقيـقه ..بس أبي أعرف شلون صارت ؟!!! "
منيــره شافت اليأس بعيــون زيـنه ..
كان بين قراريــن يا إنها تقـول أو لأ ..!
لكن إنها تقول بهالحاله أحسـن من إنها تخبي ..لأنها تخاف لو راحت زيـنه لشخص ثاني راح تسمع القصة بإسلوب مختلف ..إن سمعتها منها إهي اللي تحب خالد غير لما تسمعها من احد ثاني..
فتنــهدت ..وقالت بهدوء " أنا راح أقولج اللي أنا أعرفه بإختصار "
زينه بدت تحس بقلق ..
وتحفــز كل ما فيــــــها ..
راح تعـــرف عن أبوها ..!
راح تعرف عن الموضوع اللي كانت ما تدري عنه شي ..
قالت بكل جديـه " أوكي ..قولي لي . "
وبدت منيــــــــره الكلام ..
وإنتهـــــــــــت ..بهالجمله الصارمه " القضيـه إنتهـــت , وكل شخص خذا حقـــه ..عمج عبدالعزيز كان قاعد يلعب بالكلام , أبوج مو مختلس ..أبوج مر بأزمه ماليـه , وطلع منهــا , من غير أي حكم قضائي يديــنه "
وظلوا ساكتين حتى بعد إنتهاء منيره من شرحهـا وكلامهــا ..
زينه قاعده مكانها , وعقـلها يحاول يفهــم الموضوع عدل ..
وإهي مصعوقه !!
من اللي فهمته من منيره ..
أخذت نفس عميق , لكن حتى التنفس بهذي اللحظه كان مؤلم ..
حاولت تلخص اللي فهمته ..
إيدها رجفت .
أوكي ألحين يعني ..
اللي صار من كم سنه هو الأتي .
دخل بسوق الأوراق الماليه , الأسهم ..شخصياً .
خســر خســــــــاره كبيــــــــــره وفادحــه , أو بالأصح خسـر كل شي ..! وصارت عليه ديون .
أخذ فلوس من حسـاب الشركه ..! اللي اهو رئيس مجلس إداره فيها !!
وبألم فكرت ..
أبوها إختلس مال من الشركه ..على أمل انه يربح ويقدر يعوض خسارته ويرد اللي خذاه من الشركه!
وخسر هالفلوس بعد بسوق الأوراق الماليه .
وأثناء المراجعه السنويه إكتشتفت الشركه إختفاء هالمبالغ .., طبعاً أبوها أعفي من مهامه ..
إنرفعت قضيه ..
أبوها رهن البيت عند البنك مقابل قرض ! علشان يسدد ..الديون وتنتهي سالفة القضيه ..!
طول عمرها رافعه راسها ومفتخـره بأبوها , جدام الكل ..!
بس واقع إنه أبوها مختلس مثل ما قال عمها عبدالعزيز ..صدمه وألم فظيع ..
تتساءل منو يعرف هالشي بعد ؟!
صقر .
عمها عبدالعزيز أكيد ..
الكل ..
أول ما سمعت هالأدعاء اللي من عمها عبدالعزيز إنصدمت ..أو بالأصح إخترعت ..و كرهت إنه الماضي كله أسرار , ..لكن لما فكرت بالموضوع بعمق ..
ما صدقت إنه أبوها يسوي جذي .
بس ظل السؤال يلاحقها ..مدى صحة هالكلمه ؟!
يبه ليش جذي !
أبوها مختلس ..!
تحس بروحها قاعده تتقطع من الداخل .
أبوها إهي ..!
شلون تقدر تشيل هالألم اللي بقلبها ..!
شلون تقدر تشيل هالحرج !
كاهي الحقيـــقه , إنعرضت علي ..
كلهــا !!
شنو أبي أكثـر من جذي ..
بانــــــــت الحقيقـــــــــه المــــــرهقـــه , على الأقل ألحيـــــن إن فاتحهــا أحد بهالموضوع تقدر ترد ..
تعرف شتقـــــــــول ؟!!!
إبتسمت لمنيـــره , وقالت " مشكــــوره كنت أحتاج أسمع هالحقيــــــــقه " وأضافت " إسمحي لي منيــره , ودي أروح أنام ..أخذ راحتي قبــل العرس بالليـــل
منيــره شـافت بنت زوجهـا تطلع بضيق ..
وتتمنى من كل قلبها إنه الحقيقه تفيد زينه؟!!
بالليــــل :
صقـر :
وقف سيارته عند صالة الأفراح ..ظهـــره ملتهــــــــــب , مو مستحمل الملابس اللي عليــــه ..
عرس زياد ..!
بداخـــــله كان مستصعب الدخول ..!
كاره هالدخول !! الغيـــره والأفكار ذابحته ..! مو مستحمـــــــل يشوفهم ..!
لكن اهو عمره ما هرب من أي مواجهه ..! ما راح يبدي اليوم خاصه إنه الدعوه كانت من عمه فيصل زوج خالته غنيمه ..
واهو ما يقدر يتجاهل هالدعوه علشان أمــه ..على الأقل ..!
نـزل بكل ثقــــه ..
لكن ما ينكــر إنه شوفة عمه عبدالعزيز و زيـاد ثقيــله على قلبـه خاصه بعد ما شاف زوجته تسترجع أيامها معاهم .
وخاصه إنه راح يذكر فواز ..
وخاصه إنه الموقف الأخير ما بينه وبين عمه عبدالعزيز أزفت من الزفت !!!
دخـل وكان قبـله صف من الرجـال ..يسلمون ..
حس بعيـــون عليـــه ..
رفع راسه , وإكتشف إنه اللي يشــوفه كان عمه عبدالعزيز ..
لكن ويهه ما بان علــيه شي !!
عبدالعـزيز لما شاف صديق ولده ..واللي متزوج زيــنه بالوقت الحالي ..!
توتـــــــــر !!
فأهو ألحيــن أكيـد يدري عن فواز ..!
يدري عن كل شي ..!
شقاعد يفكر ويقول عن فواز ..
ليش يا زيــنه ما تزوجتي زيـاد !!
جان كل شي صار بالخفـا وما أحد يدري عن شي ..
ليش فضحتي فواز عند صديقــه ..؟!
ما يقدر غير إنه يتوتر .
أهو ما قدر يجتمــع بصـقر من قبـل , خاصه بعد المواقف اللي جمعتـــهم ..
لكن ألحين يقدر يقــوله كلمه سريعه ..
صقر لما وصــل لعمه عبدالعزيز ..كان بيسلم بمصافحه فقط .
لكن تفاجأ لما سحبه عمه عبدالعزيز , وسلم عليــه واهو يهمس بعنف " إستر على ما واجهت "
وشد على كف إيده ..بقـــوه !!
علت ملامح ويه صقر الإستغراب والتعجب .
إبتعـــد صقـــر , وشاف عمه عبدالعزيز , لكن عمه عبدالعزيز كان قاعد يتكلم مع الريال اللي بقربه .
إستر على ما واجهت !!!
تحــرك وأهو يتساءل عن المعنى !! اللي مالها معنى من وجهة نظره !!
لكن قرر بالنهايــــــه إن الموضوع أكيـد عن سالفة خطبته لزينه حق زياد , واهو خاطب بنت عمه فيصل !!
ما يدري شنو يظن عمه عبدالعزيز , لكن الأكيد ما راح يعلن إنه زوجته إنخطبت من حماها , علشان ما يأكد على الإشاعات السابقه اللي كانت تحاوطهـا ..
شاف ساعته ..
الحمــل الأثقل إنه بيروح يجيب أمه من البيت اللي ما طبه من أيام المشكـله بينه وبينـــها ..
زيـنه :
إنقلت أغلب أغراضها الخاصه بالحفــله الليــله لغرفتهـا في البيت الرئيسي ..فإهي بتروح مع منيـره , والسايق ..للعــرس ..وما في داعي بكل كشختهــا , وفستانهـا تروح وترد بالحديقــــــه ..وتتوصخ عبـاتها ..
إلبســــــــت فستانهـــا ..التركواز ..كتف مكشــوف , وكتف مستور ..على خصـرها حزام ..والفستان ساده مسدول على جسمــــها ..
شعـــرها ومكياجها إهي سوتهم في البيــــت ..
حاولت تركز على شكــلها ..إعجـــزت تحس حالتهــــا النفسيــه ما تسمح ..
مهما حاولت تقنع نفســها فإهي متعبــــــــــه ..
أخذت علبــة الشبكه وبدت تلبـــــــــس خواتمهـــا ..
ما تصدق إنه موضوع أبوها إنكشف ..
مهما قالت لنفســــها فموضوع أبـــــــوها قاهــــرها , ومعـور قلبــها ..
وبداخلــها ما كانت تبي تروح العـــرس ..فإهي تحس بخجـل من مواجهـة الناس ..!
تخجل من مواجهة أي شخص يدري بالموضوع ..
لما إستوعبت مســـــــــــار أفكـــــــــارها ..
إنهــــــــــرت نفســــــــــــــها .. ما لها حق تسوي هالشي ..!!!!
أبوها يحبــــــها , ما قط قصــر معاها !!
وإهي ما عاشت فترة الأزمه اللي مر فيها أبوها ..والكل حاول حمايتها ..!
بالعكس هالشي المفروض يحـسسها إنها محبــوبه ..ويعلمهــا قيمتها عند أبوها ..
ألحين مرت سنين على الموضوع ..وعلى كلام منيـره فأبوهـا ما تمت إدانته من أحد ..
منيــره إهي الوحيده اللي عاشت ذيك الفتره , وعانت ..!
منيـــره كبـرت بعيـــــــــنها أكثــر وأكثـر .
منيــــــــره إنسانه قــويه ..تحس الدنيــا صفعتها وايد .. كثــــــــــر ما الدنيــا علمتـــــــــــها !! تحس انه بحيــاتها أسرار ومواقف ...!
لكن مع هذا تشوفهـا مثــل الجبــل..
ودهــا لو تكون مثــلها .., بنفس قوتهــــــــا ؟!!!
بس منيـره من معدن ثاني ..غير ..أصلب وأكثــر قـوه ..
ما في شي تخجـــــــــل منـــه ..!
شــافت روحهــا بالمنظـــره بعــزم ..ورفعت راســها وظهـــرها ..
إهي متأكده إنه شكــلها حلو ..
دققت على مكيــــــــاجهــا , على شكــلها بصــوره ..
ما في شي يبيـــن الحاله المأساويه اللي إهي واصله لها , من الأفكــار والظروف ..
خذت الفحمـه اللي شابتها الخادمــه , وبدت تبخــــــــر روحــها ..
شعــرها ..
جسمـــــــها ..
مو باين أي شي من أفكــارها الداخليـــــــه ..!
شـافت رسـاله من شيماء ( وينــــــــــج ؟! )
إبتســـمت , وإكتبت رســاله سريعــه ( خلصــت لبســت , وحطيت المكيــاج ..كاني إن شاء الله يايـــه )
وإختــــــــرعت لما فجــأه إنفتـــــــــح باب غرفتهـــــــا ...
وطــلعت منيـــره وبايـــن عليــها الخـــرعه ..
" زيــــــــنه أنا تأخــــرت بالصــالون ...هالكوافيـــــــــــره عطلتنــــــــي , ما لبســـت , ولا صليـــت ..ألحيـــــــن بييي صقــــــــر نزلي له ..لا يفضحنــا على التأخيــر "
منيـره قالت كلمتــها , وطــلعت ..تاركه زيـنه بيدهــا المبخــــر ..
صقـــر ..!
منيــره ما تدري إنه اللي قالته قلب كيــانها ..!!
صقــر بيي عقب غيبة أسبوع ..
بس ما تقدر تشـــــــــوفه !!
ليش ما هقــت إنه أهو اللي بياخذ منيره للعــــرس ..
تحــركت ببطئ للعباة الإسلاميـه ..حطت المبخــــر على الطاوله المجاوره للفـراش ..وقعدت ..
صقـر إهني ..!
صقـــر بيكون تحت بعد دقايق ..مشتــــــــــــاقه له بالحيــــــــــل ..ومجـروحــه منه بالحيــل
حطت إيدها على قلبــــــــــــها اللي قاعد ينبض بجــنون ..
مشتـــاقه وخــايفــــه ..!
ما تدري إن كانت تبي تواجهـه ..تبي تتكلم معاه ولا لأ ..!
حطت إيدها على فمهـا بتوتر ..حست بالبـرود بكل أنحـاء جسمــها ..
شلون تقدر تشـوفه عقب اللي قاله لها ..
شلون تقدر تشوفه وإهي لازالت في بيتــــه ..
ألحين خافت من جرأتهــا بالبقاء في منــزله تحس كأنها بهالحـركه إدعست على كرامتهــا وايد ..
كان المفـــروض تطــــــــــلع ..
إنطق الباب , إلتفتت عليـــه , وقالت بتوتر " منـــو ؟!! "
سمعت صوت وحده من الخدم ..تقــول " بابا صقـر في تحت سيـاره "
إنتي قــويه ..
إنتي قويـــــــه ..
حطت إيدها على قلبـــــــها تبي تخفف من وقعــــه ..
خذت عبــاتها ..ولفتـــها , أخذت نفــــس عميق ..
وقالت لنفســـــها ( تقدريـــن ؟!! تقدريــــــــن تواجهيــــــــنه )
وأضافت ( تجاهليـــــــه , لا تتكلميـــــــن معاه ..لا تشــــــــــوفيـــــنه )
( إن بينتي إنج متأثره من وجوده , راح يعرف قيمــته عندج ...واهو ما يستاهل بعد اللي سواه واللي قاله )
الولايات المتحده الأمريكيه :
إبراهيم :
كل أمل له بإنه التحاليل بالكويت كانت خاطئه ..إنتهى وإنقضى ..
فالدكتور ألحين أخبره إنه تحاليلهم بأمريكا جاءت مثبتــه لما جاء بتحاليل الكويت .
اهو ألحيــــن خايف ..
سعد بقربه قال " WHAT WILL WE DO NOW ?! "
(ما الذي سنفعله الأن ؟! )
الدكتور كانت عيــنه على إبراهيم ..
وقال بكل جديـه " WE WILL START WITH THE CHEMO TO REDUCE THE CANCER IN THE BODY THEN WE WILL DO AN OPERATION TO REMOVE THE TUMOR "
( شوف نبدأ مع العلاج الكيماوي , للحد من إنتشار السرطان بالجسم وتصغير مساحاته , بعد ذلك سنقوم بعمليه لإزالة الورم )
إبراهيم ما تكلم ..
إكتفى بالصمت ..
باقى الأسئـله كلها توجهـت من قبـل سعد ..
قال الدكتور قبـل ما يروحون " IBRAIM DO YOU HAVE ANY QUESTIONS "
(إبراهيم ألديك أسئله ؟! )
قال إبراهيم بهدوء " WHEN WILL WE START ?"
(متى سوف نبدأ ؟! )
رد الدكتور بكل جديه " tomorrow "
(غداً)
إنتهت المقابله , ورد إبراهيم لغرفته بالمستشفى ..العلاج راح يبدي باجر ..
الرعب تملــــــــــــك قلبــــه ..
لكن الأمـــل بالمستقبــل يخلي رغبته بالحيـاة أقوى ..
بدى الجد ..!
دخــل عليـهم علي بإبتســامه ,واهو جايب معاه الفطور " ها بشـــروا شلون المقابـله ؟!! "
إبتسم إبراهيم بسخــريه " زفت والحمدلله "
سعد شافه بضــيق , وإبراهيم تجاهل هالنظره .
فأهو له حق يعبر عن المشاعر اللي تنتابه , وما راح يسمح حق أحد يأنبه على هالمشاعر .
شاف ساعته , وقال " ويــن كنت ؟!!! تأخـــرت ؟!! "
إبتسم علي بعد ما عطا سعد وجبتــه , وقعد بقـرب إبراهيم , وقال " كنت قاعد أمـر على جارتكم الأمريكيه , أخوها مريض بعد "
رفع إبراهيم حاجبه , واهو يقـول " مو كأنك وايد مطيـح عندهم هناك ؟!! "
هـز علي راسـه بضحكه , وقال " لا بس إهي كاسره خاطري بروحهـا مع أخوها , ما أحد يزروهم "
إبتســــــــم إبراهيم بسخــريه " لا والله فيــــــــــك الخيــر , حدك حنـــــــــــــــون "
همس سعد بصوت منخفض " لا حول ولا قوة إلا بالله "
أثنينهم إسمعوه ..
وقال علي لإبراهيم " إكل تبن لا أطيـح من عيـن أخوك " وكمــل " شقال الدكتور ؟!!! "
بكســل قال إبراهيم " قال إني مريض ؟!!! شراح يقول يعني !!! بأبدي الكيماوي باجر الظاهر مستعيليـــن على الموضوع "
بان الضيــق على علي ..!
من غير لا يشعر ..وهالشي لاحظه إبراهيم ..
وبعدها قال علي فجأه " إتصلت على بناتك ؟!! "
إبراهيم كان يعد الساعات على ما يصير الوقت اللي يقدر يتكلم فيه مع بنــاته !
اهو وبدريه محدديـن وقت علشان المكالمه عن طريق الفيديو ..
وبعدها ما صارت الساعه !!
تنهــد إبراهيــم وقال " لأ لمـــا ألحيــن , بعد شوي بأتصـــل "