" أعتقد اللي أصاب أبوك , شي إحنا نسميـه نوبة هلع ..إهي ردة فعل من الجهاز العصبي ..هالنوبه لها أعراض مثل الأزمه القلبيـه , والواحد قد يخطئها ويقول إنها أزمه قلبــيه , فإهي تسبب ضيق تنفس , وألام بالصدر , وغالباً ما تصيب الشخص لما تحوشه صدمه , أو يرغب بالهرب من موقف معين ..ومن اللي قاله لنا أياه الأخ فهد ..فهالحاله منطبقه على أبوك , خاصه إنه التخطيط سليم عندنا " وأضاف " مع هذا راح ننتظر نتايج الفحوصات الثانيه اللي سويناها "
حط صقـر إيده بمخبــاته بتعب فأمس نام نومه أزفت من الزفت ..
ولما سمع انها نوبة هلع , ما استبعد هالشي ..
خاصه بعد ما شاف الإنهيار اللي أصاب أبوه أمس ..
قال " وإن كانت نوبة هلع ..شنو العلاج ؟!! "
قال الدكتــور بكل جديه " العلاج بيكون نفــسي "
صقر مرر إيده على لحيته اللي بدت تظهـر , فأهو ما كان عنده وقت يحلق قبل دخول الدكتور ..!
شلون راح يقنع أبوه بالعلاج النفسي مو عارف !!!
قال الدكتور " في أسئـله ثانيـه ؟! "
هـز صقـر راسه " بالوقت الحالي ...لأ "
إبتعــد الدكتــور ..
سمــــــع أحد قاعد ينادي إسمه بالممر ..
وتفاجأ بكل عمامه موجوديــــــــن !
ولا واحد فيـــهم ناقص ..
سلم على الكل ..
وبدى يقلق على أبوه ..!!!!!
شنو يســــوون إهني ..!!!
قالت عمته نجاة " إشلون أبوك اليوم ؟!! "
صقر شد على أسنانه بغضب ..!
بعد ما شاف أبوه بالوضع اللي كان , كان كاره كل واحد فيـــهم .
بس رد ببرود " بخيـر الحمدلله "
قال احد عمامه " نبي ندخــل نشوفه "
نقل نظراته بين الكل ..
مايبي يعرض أبوه لنفس اللي صار أمس .
ما يبيهم يقهــرونه .
ما يبي يشوف النظره ذيك بوجه أبوه .
قال صقـر بكل جديه " أبوي ليلحين تعبان "
الكل سكــت ..
قال نجاة " مو كيــــــــــــــفك , هذا أخونا ..إحنــــــــــا طلعنا أمس علشان أهو قال لنـــــــا ..!! "
قاطع نجـاة واحد من أخوانها ..
و قال " بس يا نجــــــــــاة , اهو من حقـه يحمي أبوه "
وبعدها وجــه الكلام لصقـــر " صقـر إحنــا نحب أخونا , والقطيعه اللي صارت من سنين ,صارت غصباً عنا ..أبيك تقول لأبوك إنا إحنا برا , وما راح نتحــرك من هالمكان إلا لما يسمح لنا انا ندخــل "
شد صقـر على اسنانه ..
أشكالهم المخترعه وحضـــورهم للمستشفى..واللهفه اللي باينه بعيونهم..
خلته يستســـلم ويقول " راح أبلغه "
دخــل الغرفه , وكان أبوه قاعد , وقباله صينيه الفطور من المستشفى ..
قعد صقـر قباله ..!
ما تكلم أبوه من أول ما إقعدوا ..كأنه يبي ينسى اللي صار أمس .
قعد بقـربه على الفـراش .
وشاف أبوه ياكل ..
قال صقـر بهدوء " يبا الدكتور إن شاء الله يقـول إنه ما فيك شي "
هز أبوه راســه بعدم إهتمام .. مو عارف يتواصل مع أبوه عقب أمس ..
ناصر من أول ما قام الصبح , وهو حاس بالخجل من إنهياره جدام ولده ..
ما يحــب يطلع بهالصـوره ..الضعيفه جدام أحد .
بس صقر كان يتعامل معاه بطريقه عاديه ..
بهاللحظه قرر صقر يطرح موضوع عمامه وبطريقه عرضيه ..
فأهم قاعدين براااااااا .
ينتظرون ..
واهو مو عارف شلون يطرح الموضوع ..فقرر إنه أحسن طريقة اهي المواجهه ..
صقـر قال " يبـا عمامي قاعديــن برا " وأضاف صقـر " يبـــــــــــون يدخــلون يتطمنــــــون عليك "
الغضــــــب غمـــــــــره.. بس من الطاري ..
مو قـــادر يستحمـل وجه واحد منــــــــــهم !
صقـر لما شاف عدم وجود أي ردة فعــل , قرر إنه يكمــل " يبا أنا ماني عارف شنو الموضوع بينكم ولا أبي أعرف بس القطاعه مو زينه يبـا , صلة الرحم موصوله بعرش الرحمن "
ماني قادر أسامحــــــــــهم ..
بس أجاب صوت الضمير ..( واهم شنو ذنبهم ..)
الذنب كله ذنب صالح , وفهد ..
أما الباجي فأهم مغرر فيهم ... ومالهم الا الظاهر.
واهو تعبان من الجفـا , ومن الصد ..
ومن الخداع , ومن الغضب ...متعب من الشخص اللي كان علـيــــه لمده تقارب الثلاثين سنه .
متعب وايد ..
ردة فعله أمس كانت لأنه تفاجأ بوجودهم ..
باستسلام مفاجيء قال ناصر بتعب " كلهم برا ؟!! "
صقـر ما هقى هالردة فعل ..!! حس في تقـــبل مبدئي ..
صقـر قال بكل هدوء " إي كلهم "
غريب إصرارهم ورغبتهم بالتواصـل معاه ..
وما ينكر ناصر إنه حس بالحنيــــن ..لأخوانه ..
لما شــافهم أمــس ..كان يتمنى لو يقعدون عنده ..لكن الجرح كان توه طري وينزف بشده..
بس ..
بس اهم ما سوا شي ..أهم ضحــايا مثــله ..
اللي صـار في الماضي ...
وقف عقــــله ما يقدر يخلي اللي صار بالماضي يسيطر على حيــاته .
يدمـــرها ..
فإهي تدمـــــــــــرت بما فيـــه الكفـــايه .
سنيـــــــــن وسنيـــــــــــــن من الظلم ..
كله من جبن فهد , وخيـانة صالح !!
ما يقدر يسمح لهالشي بالسيطـــــــره عليه ..
خســر منيره وسنين من عمر ولده ..ما يقدر يخســـر أكثــــر , ما يتحمـــل يخسر أكثر .
لازم يطلب منها تسامحــــه .. وتحلله عاللي سواه فيها!
لازم يرد يبني حيـاته من جديد..ألم بقلبــــــــــه يعصره كلما فكر بهالموضوع ..
بس لازم يتخذ هالخطوه ..
الخطوه انه ما يرد ناصر اللي كان ..محطم ...
واللي سمح لكل شي يحطمه .. ويهزمه .. بدون مقاومه منه او حرب للدفاع عن نفسه ..
هالشي لازم ينتهي وللأبد ..
يبي يتحرر ..
اهو خسر وايد , ما يبي يخسر أكثـر ..هناك طفل ياي بالطريج ..لازم مايعرضه للي تعرض له صقر .. اهناك أمل جديد بحياة أحسن .
قال بهدوء " دخلــهم ..دخلهم ما عدا فهد..ماأقدر أقابله عالأقل مو ألحين "
ما صدق اللي سمعــــــه .
ما صدق إنه سمـــــع هالكلمه ..
قال بهدوء " أدخلهم كلــهم ..!!! "
قال ناصر " إي كلهم !! ما عدا فهد "
قام بهدوء من مكــانه , توجــه للبــاب ..
وقلبــه يطق .
فأهو قاعد يشهد على صــلح بعد قطاعه إستمرت سنين .
دور عليهم ..
وتوجــه لهم كلهم , عيونه كانت عليـه بترقــــــــب ..وقال بإختصــار " تفضــلوا "
الكل قعد لحظه من غير حــركه !!
وبكوا عماته ..
وقاموا بلحظــه , وحده ..
لما مر عمـــــــــه فهد قربــه , مسكـــه صقــر وقال بإختصــار " أبوي يقول لا تدخــل "
شحـــــــب ويه عمه ..
ولكن بتفهــــم ..هز راسه , وإنصــرف ..وهو بباله انه الخطوه الأولى عدت وأكيد باجي الخطوات راح تجي , وراح يرد كل شي مثل أول .. وهو مستعد ينطر..هذا عقابه ألحين ولازم يستحمله !
الظهيـــره :
زينه :
اليوم اهو اليوم الأخير بالسحب والإضافه للشعب بالجامعه .
فكانت فاتحه على لاب توبها , وداخله موقع الجامعه , وتعمل رفريش كل عشر ثواني , علشان تشوف إن كانت الشعبه اللي تبيها فتحت ولا لأ ..
بس ما كان عقلها مع العمل اللي قاعده تسويه .
كان عقلها مع اللي مالكه ..وقلبها معاه بعد ..
مع صقر .
ما تدري إن كانت اللي قاعده تسـويه صحيح ولا لأ مع زوجهـا .
بس تدري إنه نتايج اللي قاعد تسويه يرضيها !
بدت تحس إنه بدى يثق فيها ..
غير عن أول يوم لهم , وهذا تقدم .
إبتسمـــــــــــت وإهي تتذكر أمس ..
رقته معاها .
حنانه .
إختفت إبتسامتها لما تذكرت كلام أبوها عنه ..!
ما تدري إن كان اللي قاله لها ابوها عنه .. سواه صقر فعلاً .. هالأيام بدت تشك بأشياء وايد كانت تظن بيوم من الأيام إنها حقيقه.
مختلس ..
عمها عبدالعزيز قال هالكلمه عن أبوها ..
المسأله ألحين مو متعقله بمدى صحة اللي قاله عن صقر .
المسأله ألحين متعلقه بأبوها نفســـه .
أبووووها .
تبي تعرف مدى صحة هالإتهام من عدمه .
هل معقول أبوها فعلاً مختلس ؟!!!
ما تقدر تتصوره بهالشخصيه ؟!
أو يمكن إهي ما عرفته .
عدم المعرفه مكدر خاطرها ..ما تبي تسمع إتهامات أخرى موجهه لأبوها وإهي ما تقدر تدافع عنه لأنها فعلا ما تدري .
غريبه ..طول عمرها تعرف أبوها ؟!
لكن ما تقدر تجزم شنو شخصيته بالعمل ؟!
شنو شخصيته خارج المنزل .
شنو شخصيته داخل المنزل بخلاف شخصيته معاها .
ما قط فكرت تراقب علاقته مع منيره , مع الخدم ..مع الناس .
ما كانت تعرف عن طبيعة علاقته بأحد الا مع صقر .
وما كان يحبه وهالشي واضح ..
كره متبادل بين الأثنين ..!
بس ليش ما فكرت بهالشي لما قال لها أبوها اللي قاله ..
ما كان إحتمال إنه ما يبي بنته تتزوج شخص أهو ما يحبه وارد ببالها..
وأنا بحسن نية وحب البنت لأبوها صدقته على طول كأنه كلامه منزل من السما .. أستغفر الله العظيم..
الغريب على إنه على كلام منيره السابق لها ..فأبوها تعرض لأزمه ماليه , خلته يرهن البيت ..وخلت منيره تلجأ لولدها علشان يشتري البيت ..واللي شراه بكل طيبة خاطر ..وما دخل البيت تقديراً لأبوها ..
عضت شفايفها ..ليش ألحين بدى الشك يتسلل لقلبي , من ناحية أبوي .
بس هذا أبوي ..
أبوي مو جذي .
ولا يمكن إنه يكون جذي .
مختلس !
الموضوع أكبر من مجرد علاقتها بصقر .. ألحين الموضوع عن نظرتها لأبوها ..مصداقيته .
خاصه إنه علاقتها بصقر وكلام أبوها عنه غير قابل للإثبات أو النفي .
بس موضوع أبوها ونظرة الناس له ..وبالتالي لها إهي اللي تقدر تتحقق منها .
هالموضوع شاغل أفكارها صار له أيام ..
من أول ما قال لها عمها عبدالعزيز ..إنه أبوها مختلس ..
بس من وين تعرف عن هالشي .
من منيره !
منيره ما راح تتكلم ..
من صقر !
صقر ما يحبه .
يا ليت أبوها خالد كان موجود علشان تواجهه بالتهمه المنسوبه له .
يا ليت تقدر تتكلم معاه وتعرف منه شخصياً .. ياليته يقدر يدافع عن نفسه ويطمنها انه هالكلام كله غير صحيح.
إيدها وقفت عن عملية الريفرش التلقائيه اللي قاعده تقوم فيها ..
إهي تقدر تعرف منه أهو شخصياً ..
إي تقدر ..
قامت من مكانها ..وراحت جري على غرفتها ..تاخذ لها لفه ..وتنزل بسرعه للبيت الرئيسي .
عبرت الحديقه ركض للبيت الرئيسي .
المكتب , مكتب أبوها أخر مره شافته ما كان في ولا ورقه متحركه من مكانها .
يمكن تلقى ورقه إهني وهناك تبرأ أبوها بنظرها ..
دخلت البيت بسرعه ..
وراحت للمكتب !!
دخلت بقوه للمكتب ..وإهي تتنفس بصعوبه من الجري اللي سوته ..
لكن وقفت مكانها بخيبــــــة أمل كبيـره ..
مكتب أبوها كان على غير الوضع اللي إهي شافته عليه أخر مره .
بيأس تحركت للمكتب , شافت سطحه الخالي .
قلبت عيونها بالغرفه ككل .
كانت مثل ما إهي ..ما عدا إنها خاليه من كل الأوراق اللي تخص أبوها .
فلازالت الكتب على الأرفف , ولازالت القنفات بمكانها , والخزنه والصور على ماهي عليه .
إلا الأوراق .
إفتحت الأدراج وإكتشفت خلوها من أي شي .
أي قطعه ؟! أي ورقه ..
إقعدت على كرسي أبوها بيأس .
كان عندها أمل كبير إنها تلقى شي يبريء أبوها من بين هالأوراق .
قامت بعدها وإهي ما تبي تصدق إنه الأوراق إختفت ..
لازم تسأل أحد ..وتتأكد إذا الأوراق تم التخلص منها .
وراحت لخارج المكتـــب ..
وبكـــل بقوه نادت على ميري " ميري "
وتكرر هالنداء عدة مرات ..واللي مريح زينه إنه منيره معزومه على الغداء عند إختها ..
منيره إنسانه إجتماعيه ..والغريب على إنه كل اللي مر فيها ..إلا إنها تروح وترد وتواجه الناس , إذا صح كلام الناس عن أبوها وإنه أهو مختلس فمنيره أقوى مما تتصور .
ردت نادت ميري ..
اللي جت تركض ..ولما شافت زينه بان عليها الإمتعاض ..هالشغاله متجرأه وايد بسبب سنين الخدمه اللي قضتها إهني ..
زينه تغاضت عن هالنظره ..
وقالت بصرامه " وين الأوراق اللي كانت في المكتب ؟! "
قالت ميري بتحلطم " ما في أوراق مني "
إستفزازيه هالإنسانه بشكـــل خيـال ..
وقالت بعصبيه " أدري ما في أوراق ..وين راحت ؟! "
بان تعبير غبي على وجه ميري وقالت " أوراق بابا خالد "
حست زيــنه بالترقب ..مع إنه إحساسها إنه الأوراق تم التخلص منها .
وهـزت راسها بالموافقه ..
فقالت ميري " ماما مُنيره قول ودي كل أوراق بابا خالد في مخزن تحت "
الراحه نزلت عليها كلها ..بكل جزء من جسمها ..
الحمـــــــــدلله ..الأوراق موجــــــــوده .
من غير أي كلمه حق ميري ..بسرعه عجلت من خطواتها ..
ونزلت للمخزن .
يا رب ألقى الأوراق ..
أول ما دخلت المخزن ..دورت عيونها بالغرفه ..
لاحظت الترتيب اللي فيها ..وطاحت عينها على ألبومات عرسها ..السابق ..!
وقفت مكانها ..
تحس كأنه عرسها السابق صار من سنيـــــــــــــن طويله .
أو بالأصح بعالم ثاني غير هالعالم .
تتذكر شخصيتها بذاك الوقت وإهي تتعجب من روحهـا شلون ما إنفجرت .
قربت من الألبومات ..ونست للحظه الأوراق ..
مررت إيدها على الغلاف ..
كانت بذيك اللحظات مجـروحه , منهانه , إنسانه صغيره تحاول تحمي نفسها بكل اللي تقدر عليه .
كانت بتفتح الصفحات وتقلب بالصور , علشان تعيد إكتشاف نفسها اللي كانت بذاك الوقت , تشوفها من عيون مختلفه عن اللي كانت تشوفها من فتره ..
لما تخلص من البحث بالأوراق بترد تشوف محتويات الألبومات .
إبتعدت بعد لحظات , من الإستغراق بالتأمل .
تنهـــدت بعـزم , وبدت تتأمل الغرفه ومحتوياتها ..
وين معقول تلقى الأوراق ..؟!
ولفت إنتباهها صناديق واضح إنهم جدد ..
فقربت , وكان ظنها في محله .
ومن أول ورقه شافتها ..عرفت إنه هالصندوق تبع أبوها ..
قعدت على الأرض بقربهم ..وبدت تبحث .
صقــر :
ترك ابوه مع أخوانه اللي كان اللقاء بينهم عاطفي ..والغريب إنهم بدوا يتكلمون ما كأنهم تفرقوا ..!!!
وطلب أبوه منه إنه يتركه مع أخوانه ..!!
وهالشي كان مريح لصقــر لأنه بهالوقت يقدر ياخذ زين لمحلات الأثاث ..
بهالوقت كان واقف داخل محل المجوهرات ينظر للمجوهرات المعروضه أمامه.
حط إيده على رقبته ..
محتار ما يدري شنو ياخذ !! وشنو راح يعجبـــها ..!
هالفكره اللي إخطرت في باله أول ما طلع من المستشفى اليوم , بدى يكتشف صعوبتها بهاللحظه ..
صعب عليه يختار مجوهرات كهدية ..
ولزوجته .
بس يبي يعوضها عن أيام إنشغاله..
ولأنها كانت متفهمه ..
بداخله رغبه شديده بإسعادها , رغبه بإنها تبتسم له بسعاده ..
مع كل الحـوسه اللي قاعده تصير بحيـاته في شي ما يقدر يتغاضى عنه أو ينساه .
ألحين ..
إنها إهي العامل المستقـر الوحيد .
حياته معاها ولله الحمد قاعده تمشى بالطريق السليم ..
رد ينقل عيونه على المعروضات , واهو يحس بملل البائع المسئول عن مساعدته .
وليــــــــــــــن ....
أشر على أحد المعروضات , وقال بصرامه " خلني أشوف هذا "
لما طلعه له ..البائع ..
للمره المليون , تغاضى النظر عنه أول ما شافه عن قرب ..
مو قادر يلقى شي يرضيـــه ..
يمكن كانت فكره سيئه !!
يشتري ورده أحسـن .
بس جانب داخلي منه ..الجانب اللي لازال لا يثق فيها قال ( كلما زاد ثمن الشي كلما زادت فرحتها فيه )
مما دفعه للتحرك بالمحل والنظر إلي قسم أخر من المعروضات ..
زواجه راح ينجح ..كل دقيقه ..كل ثانيه يحس بالأمل يزيد بداخله .
من كذا يوم هالمشاعر ملازمته , مشاعر التفائل بنجاح هالعلاقه ..
شي لو إنقال له قبل عدة أيام جان ما صدقه ..
رد نقل عينه على المعروضات ..
وتأفف
شنو ياخذ لها !!
بعدها لفت إنتباهه أحد الخواتم ..
قرب من زجاج العرض ..
وأشـر للبائع
قال بصوته الواثق القوي " أبي أشوف هذا "
طلعه له البائع بهدوء ..
كان عباره عن خاتم عريض دار مداره قطع صغيره من الألماس ..في وسطه زمرده لونها أخضر على شكل مربع تحيط بها قطع أكبر من الألماس الباجيت .
تخيـله على أصبعها الرقيق .
وإبتسم ..
راح يكون حــلو ..أهو متأكد ..
من هاللحظه راح يبدي حياة جديده معاها , حياة مبنيه على الثقه ..والإحترام المتبادل .
والحب من طرفه ! وعلى أمل إنها تبادله هالمشاعر .
مهما كانت شكوكه فيها ..فأهو ما راح يخسرها دامها زوجته .
يبي يخلي الماضي للماضي .
هذا الخاتم راح يكون رمز لحياتهم الجديده ..للعهود اللي قطعها على نفسـه ألحين .
بداية مرحلة الثقه ..
قال للبائع برضا " هذا اللي أبيـــه ..غلفه لي "
خذا البائع الخاتم وقال بإبتسامه " أختيار جمـيل "
على الرغم من ثقته بإختياره إلا إنه متوتر من أول هديه راح يعطيها إياها .
بس يتمنى تنال إعجابها ..
بعد نص ساعه :
زينه :
تقلب بأوراق أبوها الموجوده بالمخـزن ..
خلصت حتى الأن عدة صناديق ..ولا واحد فيهم فيه معلومات تفيدها , أو يمكن تستخلص منها شي .
افففففففففففف .
رمت الأوراق بصندوقــهم ..وإنسدحت على ظهرها بالأرض ..
نقلت نظرها على الصناديق الثانيـه ..
ولا شي ..
قعدت فتره الله أعلم جم ..ولا قدرت أحصـل على شي ...ولا حتى معلومه ..
شافت الألبومات الخاصه بعرسهـا الماضي ..
تأملتهم فتره من الوقت .
وبعدها إعتدلت من سدحتها .., وخذت أحد الألبومات ..
ترددت في البدايه ..
تحس كأنه تصرفها غلط ..
بس بعدها تغاضت عن هالفكره العابره , إهي تبي تشوف صورها الماضيه .
تبي تعرف إن كانت نظرتها لنفسها تغيرت أو لأ ..
بعد اللي مرت فيـه مع صقر ..؟ أكيـد راح تنظر لنفسها بطريقه مختلفه .
إفتحت الألبوم ..اللي كان فيه صورها , وصور فواز !!!!!
كانت تشـوف صورها ..
وتشوف صغر سنها اللي ما تعدى العشرين ..وتتألم لألم هالطفله اللي كانت .
لأول مره تنتبه إنه صورها الجريئه , والواثقه تخلو من أي ذرة ثقه أو جرأه .
كانت مجرد طفله خايفه ..تتظاهر .
يا ترى في أحد ثاني إنتبه على هالشي .
بذاك الوقت كانت فخوره بروحهـا بس توها تنتبه وتشوف هالشي ..
شافت فواز ..إبتسمــــت له ..
وكمــلت تتنقـــل بين الصـور .
صقـر :
مو مصدق إنه لهالدرجه متوتر ..
إشدعوه كأنه طفـل لأول مره يروح للمدرسه ..
ما يسوى ..! أقصاها هديه ..
كل هذا لأنه يبي يعطيها هديه !
ولا لأنه يدري إنه هالخطوه كبيره , وقصده منها كبيــر .
كان إعلان منه عن إمتنانه , وحبه ..
يا ترى راح يعجبها ؟! راح تفهم قصده .
دخـل بيتهم ( الملحق ) , بيده الكيس اللي داخله علبة الخاتم ..وبإيده حقيبته من أمس ..بحث عنها بعيــونه ..
بس شاف اللاب مفتوح ..
يعني إهي موجوده إهني ؟!!
ما ينكر إنه وجودها وتره ..
بعدها إستنكر من نفسه , ريال عمره صاك الثلاثين مو قادر يواجه زوجته بهديه ..!
وبغضب من نفسه قال بصرامه " زيــــن "
ورد ناداها , " زيـــــن "
صعد فوق ..بحث عنها بعيونه وبالغرف اللي معقول يكون فيها .
لما ما لقاها تنفس الصعداء لكن مع هذا حاس بشوق لها .
بدل ملابسه ..وفــرغ حقيبـــته ..و حط الكيس على الطاوله , أحسن إنها تلقاها من نفسها ..
نزل الدرج وإتصل على موابايلها , وأكتشف من الصوت وجوده على القنفه .
توجه للبيت الرئيسي علشان الغدا وأهو متأكد إنها هناك , خاصه إنه منيـره متصله عليه وقايله له إنها بتتغدى برا .
دخـل البيــت الرئيسي حاس بمنيره تتجنب العديد من الوجبات كأنها تبيه وزين يقضون وقت مع بعض .
إبتسم بفكاهه على تصرفات منيره..
دخـــل غرفة الطعام واهو متوقع يشوف زوجته .
لكن ما شاف غير ميري ..اللي قاعده تحط الغدا .
واللي وقفت بإحترام أول ما شافت صقر .
صقر بنظره سريعه على الغرفه لاحظ غياب زوجــته .
وينها ؟!!
كان يتمنى لو يشوفها ألحين مشتاق لشوفتها ..
مع إنه اليوم الصبح شايفها , إلا إنه شوقه لها متمكن منه ..
لاحظ نظرات ميري عليه ..
فقال بصوته الصارم القوي " وين زيـن ؟! "
قالت ميري بنبره محترمه " ماما زينه في تحت مخزن "
وقف للحظات .
لكن بعدها طلع برا الغرفه ..واهو ما يبي ينتظر أكثر علشان يشوفها .
بأيام سريعه قدرت تتمكن منه , وتخليــه لها .. يبي رضاها , ويبي سعادتها , مع إنه كان متعاهد مع نفسه بإنه ما يخليها تتحكم فيه بهالطريقه .
لكن ألحين و لأول مره يحس إنه ما عنده مانع يبين هالمشاعر ..
نزل الدرجات المؤديه للمخزن بخطوات واثقه ..
لما دخـل شافها قاعده على الأرض ..وبان له جانب وجهها الجميــل .
الشوق بداخله فاض ..
إبتسم لأنه مو مصدق حتى الآن إنها صارت له , وإنها معاه .
ظل لحظات يشوفها ..
شافها مشغوله بشي ..و واضح إنها ما إنتبهت لوجوده ..
قرب بخطوات بطيئه , قدر يشوف إنها قاعده تشوف شي بحضنها وقال بصــوته القوي " مسـاء الخيــر "
زيـنه اللي كانت مندمجــه بالصـور ..فزت لما سمعت الصوت ..
صوته ...صوت صقر .
الألبوم اللي بحضنها ..الألبوم .
إن شاف الألبوم ..
فداحة اللي سوته بانت لها أول ما سمعت صوته ..
صبت عظامها ..
وقلبها بدى يطق بقوه ... ويهها شحب .
إيدها إرجفت ..جسمها كله بدى يرجف .
رعب بهاللحظه غمرها ...من أخمص ريلها إلى راسها , شي مو طبيعي لأول مره تحسه بحياته .
ما قدرت تتكـــلم ..ما قدرت ترد عليه , لسانها إنعقد بهاللحظه .
كل شي فيها تجمد ..تبي ترفع إيدها , تبي تخش اللي بحضنها .
حــــــــراره شديده حست فيها ..
صقر شاف ردة فعــلها جدامه !
وعلى طول إختفت إبتسامته ..وعقد حواجبه ..على طول عقله حاول يلتقط اللي حوله ..
توترها ! و قعدتها ..عدم ردها على سلامه ..
شاف حضنها !!
عارف إنه في شي ..
عدم الثقه اللي فيه تجاهها إطلعت بهاللحظه ؟!
رد عيونه لوجهها ..!
قرب بعدة خطوات وقال بصوت غامض قوي " شنو قاعده تشوفيـن ؟! "
كل هالتحولات كانت تحت أنظار الصقر , اللي ما غفلت عن شي ..
تبي تتكلــم .." آ ..آ ..آمم " بس ما طلع شي ..
والحمدلله لما حركت إيدها هالمره تحــركت ..سكــرت الألبوم اللي بحضنها ..
ردت حاولت تتكلم ..وهالمره إنجحت ..
وقالت بصوت حاولت يكون هادي " أممم , ولاشي "
وقامت من مكـــانها بأرجل شبـــه عاجـزه ..وحاولت تعطيـه ظهـرها ..وهي قاعده توقف ..
وحطت الألبوم على الطاوله ..الألبوم اللي فيه بس صورها وصور فواز ..
زينه الرعب كان قاعد يصب عظامها , كانت خايفه خوف بغى معاه يزر عقلها ..وقلبها قاعد يخفق خفقات تظن إنه قلبها بيطلع من مكانه ..
لما دخل صقر الغرفه أدركت فداحة اللي إهي سوته , إهي يمكن ماعندها مشاعر تجاه فواز ..لكن صقر ما راح تكون وجهة نظره مماثله ..
شافت صقـر وقالت بقوه " يلا نروح نتغدى "
وكانت راح تستفــرغ بمجـرد ذكرها للفظ الأكل ..من الخوف , بس كانت تبيه يطلع , تبي تطلع من هالمكان اللي بدت تحســه مثل السجن لها .
صقر شاف كل شي قدامه , شحوبها ..نبرة الخوف بصوتها .
يكره الغموض ..و عدم الثقه بدى يكبر حيـزه !
تحركت مبتعده عن الطاوله , ومشــت باتجاهه وإهي تبي من كل قلبها إن يمشي معاها .
لكنه ما وقف مكانه , و لا راح معاها ..
بالعكس تحرك جهة الطاوله ..بكل عزم ..
في شي إهي قاعده تخشــه عنه ..
واهو راح يكتشف هالشي .
وصل للطاوله وشاف الألبوم الأبيض ..!
صوتها جا له واهو يقول " أ صـقـ ..ـر و ...وين رايح ؟! "
إهي كانت قاعده تشوف هالألبوم !!
الألبوم اللي كانت مشغوله فيـه لدرجة إنها ما حست بدخوله .
وقال بهدوء " بشوف شنو هالشي المو مهم اللي كنتي قاعده تشــوفيـــنه "
تحــركت مثل المجنــونه جهـته ..وإهي تحس بخــــــــــوف هستيــــــــــري .
وقفت بيــــــنه وبين الطاول , ورفعت راسها له ..وإهي تقــول " أ أ ..أنا يوعانه "
نزل عيـونه لها ..
وقال لها " شنو فيه هالألبوم ؟! "
ويهها الخايف كان مثل الدليـــــــــــل له ..
حط إيده على زندها , وبعدهـــــا عن طريقـــــــــه بقسـوه .
" صـ ..صـ .."
لكن قبـل ما تســـوي أي شي ..
فتح الألبوم ..
واللي واجهه وجهها و وجهه فواز .
كادت إنها تطيح من طولها من الرعب اللي غمرها من تعابيـــــــــــــره .
وجهه صار أســــــــــود وعيــــــــــــونه قمه في السواد ..وكان جامد ..
بدت ترجــــــــــــــف لأنه وجهه وتعابيــــــــــره كانت مفزعه ..مفزعه ..مفزعه .
كانت تبيـــه يتكلــم ..يتحــرك ..أي شي ..بس أهو واقف مكــانه ..وعيونه مثبته على الألبوم .
لو كان متحرك , لو كان مصرخ كان أهون عليها من هالصمت ..! لأنه كان يخرع ..
وإهي تبي تمد إيدها تسكـــــر الألبوم , لأنها خلاص راح تنهـار ..بس خايفه تسوي اي شي بإتجاه صقر .
فإبتعدت خطوه ..وإهي كلها ترجف ..
صقر النــــــــــــــــار شبت فيـــــــه , حريقـــــــــــه قاعده تاكل الأخضر واليــابس .
سعيــــــــــــر غاضــــــــــــــــــب أسود إلتهمــــــــــــــــه ..دمــه يغلي لدرجـة إنه أنفاسه قاعده تطلع كحمم بركانيه .
وكان مثـــل اللي إنرمى من قمه الراحه والسعاده , لسعيــــــــــر الألم والإهانه والجرح .
كل العالم اللي حـــــــوله غاب عن تركيــــــزه ..وصورتها مع زوجها السابق بس اللي في عيونه ..
كل شكـــــــــه , غيـــــــــــــــرته , عدم الأمان اللي حاس فيــهم اطلعــــوا بهاللحظه ..
من كثر ماهو قاعد يحترق ما عرف يطلعه قاعد يشـــــــــويه من الداخـل ..
لدرجة انه متأكد انه اللي بداخله خلاص تفحم .
الغريب إنه وجهه ما كان عليه أي تعبيـر من هذا كله ..
ظهـره كان مثل الهشيم اللي إنطلق فيه النار , حس فيه يتشقق ويتبطط , ويحترق ..
أغلق الألبوم ..
زينه حست بعدم قدرتها على الوقوف , كانت راح تقعد على الأرض من الخوف..لما ..
شال الألبومات ..
وطلع .
هالموقف كان لمده ثواني وإن كثـر دقيقه , لكن إهي حست فيــــــه ساعات ..
رجفه عنيــــــــــــــفه إكتسحتـــــــــــها .
ما تبي ترجع معاه للبدايه , وما تبي ينتهي التقارب اللي بينهــــــــــم .
إهي غلطانه , الغلط راكبها من ساسها لي راسهــــــــــا ..
..بس ما كانت تقصد ..هالألبوم ما يعني لها شي ..
بس لا يتركهــا ما راح تقدر تعيش من دونه , ما راح تقدر تعيش بعد التقارب اللي عاشــــــــــوه بفراق .
راح تمــــــــــوت إن تركهــــــــــا ..راح تموت إن تخلى عنهــــــــا ..خافت يطلقهــــــــا , يتركهــــــــــا !!!
خوفها إنه يضربها أو يذبحهـــا راح وحل مكانه خوفهـا إنه يتركها بالكامل ..
وقتها كان عندها أهون إنه يسوي فيها اللي يسويه ولا إنه يتركها .
راحت ركض تبي تلحقه ..
صعدت الدرج , وعدة مرات بغت تطيح لأنه رجلها بعدها بتنميـــــــــــلها السابق الناتج عن الخوف .
ما لقتــه في البيــــــــــت , شافت باب الحديقه مفتوح خلفها , طلعت بسـرعه للحديـــقه ..
وبطأت حركتها ..بخوف ..بعدها شافتـــــــــه ..راحت وراه بخطوات متردده ..
شافته يدخــل كراجه الموجود بالبيـــت .
ولما دخـــلت وراه ..شافته يرمي الألبومات بشي يشبـه الحاويه الحديديه ..وكان بإيده علبة بنزين ..بهدوء رمى على الألبوم السائل المحرق ..
كل هذا كان تحت نظراتها الجامده ..
وطلع من مخبـاته علبة كباريت , فتح الكبريت وبكل بساطه رماه بالحاويه ..
شهـــــــقة بصــــــــــرخه مصدومه ..من النيــــــــــران اللي شبـــــــت بسرعه .
صقــر سمع شهقتها ..
يبي يذبحهـــــــا , يبي يحـــــــــــرقها إهي ..
يبي يقتلها بإيده ..
يبي يرميها بهالنار بدل الألبومات ..
بس يا ترى راح تحس باللي اهو يحس فيه !!
يستبعــــــــــــد ..
عيـــنه كانت مثبته على النـــــــــــار اللي قبـــــــاله !! تحترق وتحترق .
وريحة الحرق قاعده توصل له ..
وبدت تغمر المكان ..
مشاعره تحترق مثـل النار اللي جدامه , النار اللي قبـــــــــــاله وإشتعالها مو قاعده تطفى النار اللي بداخله ..
النار اللي بداخله أكبر وأعظم .
ألحين جزء من غضبه المتفجر طلع ..على شكل هالنار !!
تفكيره كان منحصر بإنها كانت قاعده تشـــــــــــوف الألبوم اللي يجمعها مع زوجها السابق ..تشوف روحهــا بأحضانه .
تتذكر أيامها وليـــــــــــــاليها معاه .
تتذكر يوم عرسهـــــــــم !!
اليوم اللي إقتلته اهو فيـــــــه .
زينه بدت تنـــــــــزل دموعهـــــــــــا برعب , وخوف ..
إهي شسوت !!
شسوت !!!
خربت كل شي !!
بدت تون بلـــــــــوعه الرعب من اللي وصلت روحهـا له , واللي كان من غير قصد .
قالت بمحاوله منها لتبيـن الحقيقه " أنا بس كنت قاعده أشوف الألبوم ..ما يهمني ..كنت قاعده أشوفه بس جذي ..أنا أدري إنك تظن إني قاعده أشوفه علشان فواز ..بس أنا كنت قاعده بالمخزن ..وشفت الألبوم ...أنا ..أنا ..."
كانت تبي تعترف بحبها له ..لكن خافت ...وكرهت إنها تعترف بهالوقت المشحون بينهم ..
فأهو بهالحاله ما راح يصدقهــا !! راح يضنها تتهرب بهالكلمه وإهي ما تبي هالشي ..
تبي يتأكد إنه هالكلمه من أعماق إحساسها ..
بس شلون تشــرح له إنه ولا شي يعني لها هالألبوم .
حتى اللي بداخله من الصور مومهـمه .
حاولت مره ثانيــه قبال صمته " أنا ..آسفــه "
مو عارفه ترتب جملـــــــتها ..
وشنو تقــــــول علشان تشرح له بطريقه سلميه .
صقر ..
وصـــــل لمرحله من السوداويــــــه والغضب لدرجة إنه نفســــــه عافتها !
ما عاد يبيهــــــــــا ..
ولا يهتم وين تذلف ولا ويــــــــن تروح ..
ولو حتى تمــــــــــــــوت ..ما عاد يهمـــــــــــــه ..!
الأهم إنه ما تكون عنده ..
ولأول مره ينطق بعد ما شاف الألبوم ..بصوت غريب ..ميت ...بارد البرود المحرق " وخري عن ويهي .. ماابي أشوفج بالمره .. فاهمه ؟؟ بالمــــــــــــــره "
بعدت عيــــــــونها عن النار , وكادت إنها تموت لما سمعت كلمته ..
اللي خايفه منه صار ..فعلها كان بريء مو مقصــــــــود ..
ما تبي هالألبوم ..خل يحترق..خل ينتهي ..مو مهم ..
اهو مو فاهـــــم ..
علاقتها مع فواز مو مهمه ..
ولا شي بهالدنيا مهم إلا أهو !
راحت له و وقفت وراه بالضبط ..لكن بخوف وقفت ..خافت تلمســــــــه ..
وقالت بصوت البكاء " إشفيـــــــــــك مو قاعد تفهنــــــــــي ..لأ ..آآآ ...لأ ..صـ .."
كمـل كلامه ولا كأنه يسمعها " ...روحي عند منيره , وقعدي عندها هناك , وكل شهـر راح اييج مصروفج "
تجمدت مكــانها ..
وقالت من بين شفايف شبه مغلقه من الرعب .." تبي تطلقني ؟! "
كارهها ..محتـــــــــــقرها ..
لكن يطلق ..لأ
ما راح يطلقها لو تموت ..لو تبوس رجله ..
اهو ما يبيها ..لكن ما راح ياخذها ريال غيـــــــــــره .
راح تقعد بهالبيـــــــــــت ..
وتشـوف عواقب أفعالها !
قال ببرود " لأ ما راح أطلقج .. "
راحه إنزلت عليها ..
ما أسرع ما إنمحـــت لما قال " و راح أتزوج وحده ثانيه اتريحني وتنسيني اللي شفته معاج , وإنتي قعدي مع ذكرياتج معاه " ...صقر قال هالكلمه و الرغبه بالإنتقام في عقله ..
نار شبـــــــــت فيها , من أول ما تخيــــــــــلته مع غيرها .
مع رزان أهو اللي يبـــــــــــــيها ..
مجــــــــــرد تخيــــــل هالشي ..
خنقهـــــــــا .
وكادت إنها تجـــــــــــن من الحريقــــــــــــه اللي تشتعـــــــــــل داخلها ..
صـــــــــــرخت فيــــــــــه " راح أذبحـــــــــــــك ..تسمـــــــــــع راح أذبحـــــــــــك إن خذيــــــــــت غيري "
ما أهتم بصراخهـــــــــا , كان كارهها من أقصاه لأقصاه ..
محتــقرها ..
صراخها وغيظهـا ما كان يعني له أي شي ..
أي مره بمكانها راح تسوي اللي إهي تســــــويه !
أخذ طفاية الحريق الموجوده بكراجه ..
وفتحهــــا , وطفى البقايا من النار اللي كانت على وشك الإنطفاء ..وحط الطفايه على الأرض .
زينه لما شافت ردة فعله الغير مباليه ..
إختـــــــــــرعت أكثـــر وأكثـــــــر
بهاللحظه ما إهتمت بخـــــــوف ما خـــــــــوف ..
رمت روحهـــا على ظهـــره وإهي تقــــــــــول ببكاء " لأ ...لأ الله يخليــــــــــك ..إسمعني ..إسمعنى , هالألبو.. "
أول ما لمســــــــــــــته حس كأنه نار تحرقه على ناره الأوليــــــــــه ..
ومـــــــــــــسك إيدها وفكهــــــــــا عن جسمــــــــــــه , ولف عليـــــــــــــها و رمــــــــــــاها على الأرض ..
و ونــــــــت بألم " آآآآآآآآآ "
ما إهتم بونتهـــــــــا أو ألمهـــــــــــا ..
وكان متيقــــــــــــــن , ومتأكد إنه ان تحرك جهتها راح يذبحهـــــــــــا
أشــر عليـــــــها بإصبعــــــــــه ..وقال بكل إحتقــــــــــار وبرود " إياج تلمسيــــــــــــني مره ثانيــــــــه "
كانت خايفـــــــه إنه يتــــــــــركها, وما إهتمت بالألم .
يا رب ..
يا رب عـــــــونك ..
ردت وقفت بضعف وقالت بألم وإهي تحاول تتحكم بالبكاء من تصاعد الموقف " أفهـــــــــم هالألبوم مو مهـــــم ..مو مهــــــــــــــم..." وكمـــلت " أنا ...أنا ..."
ما عرفت تكمـــــــــل .
توجـــه للبـــــــاب ..
واهو يقـــــــول ببرود " ما أبي أرد البيــــــت وأشوف أغراضج فيـــــه "
ما راح تتخلى عنـــــــه .
ما راح تخليـــــــه ياخذ غيرها .
إهي تحبــــــــــه .
مو ألحيــــــن يا رب ..
لو تمــــــــــوت ما راح تهــــــــــــــده ..
ركضت للبــــــــــاب وقالت بعـــــــزم وقـــــــوه لظهــــــره " ما راح أترك البيـــــــــت ..أهو بيتي مثـل ما اهو بيــتك وانا ما راح أتركه.. إذا انت بتتركه كيفك.. بس أنا لاااااا.. "
اهو بهاللحظه دخل السيــاره ..
وانهارت على الأرض وهي تبجي وتدعي ربها
(ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)
غنيمه :
متوتره لأنها راح تفتح الموضوع لفيصل مره ثانيه ..
بس قرارها الأولي إنها تخليـه لي عقب العرس ..حست فيه قرار ..خاطئ ..
فالمره ما راح تنطرها للأبد .
وألحين بعد إقتراح نور , تحس إنه يمكن ..يسمعها !!
قالت بحنان " فيصــل ..."
زوجهــا ما إلتفت جهتها حتى , واهو منسدح بالفراش ..
لكن قال بصرامه " إن كان الموضوع إياه , لا تتكلمين فيـه "
تفاجأت من كلمته , وتحبطت ..
لكن مع هذا قالت بهدوء " وألحين أنا ما أتكلم معاك إلا فيـه ؟!! "
سحب اللحاف على راسه ..
رد عليها بصرامه " هالأيام ما تتكلميـــن إلا عنه " وكمـل " إن تقدم لها واحد يصير خيـر "
تنفــست بعمق ..وقالت " هذا اللي بقولك إياه ..تقدم لها واحد "
فيصل يحس إنه الأبو الوحيـد اللي إن سمع بخبـر خطبة وحده من بناته يتضايق .
يحس بحمــل كبيـر عليـه .
ويخاف ..
نزل اللحــاف عن راســه ولف عليـــــــــها !!
وبان على وجه الجديه .." منــــو ؟!! "
قالت بجديـه " جراح الـ (..) "
سكت وما أبدى أي إعتراض مثـل كل مره على العايله أو على الشخص ..
يمكن ما أعرفه .
بس تتمنى إنه هذا يعني الإختلاف ..هالمره !
فكملت بإنتباه " ولد إخت منيره صديقتي , واهم خوش ناس , وخوش ريال "
عقـد حاجبـه في البدايـه وبعدها قال " أعرفهم ..بس مو هذا اللي يشتغـل بوزاره الخارجيـه ؟! "
توترت ..وبعدها قالت " إي "
عطاها ظهره .. و ورفع اللحاف , وقال " لأ , ما أبي بنتي تتغربل إهي وعيالها من الإنتقال من ديره لي ديـره ..غير معناة الغربه.."
العصبيــه إغمرتها ..
" فيصل لا تقعد على الوحـده , وترفض ..الريال ما ينـــرد ..إسئل عنه على الأقل "
رد عليــها " وبعدين يا غنيمه , قلت لج لأ , ما أحب وزارة الخارجـيـه , اليهال , والمـره يتأذون مع الريال ..ما في إستقرار , وبتكون بعيده عنا "
قالت بعقــل " أهو توه في بداية السلم الوظيفي "
ما رد عليــها ..
فقالت " على الأقل قولها , إستشيـــرها إهي "
وإنطرت بترقب ..
فيصل مو شايف أي هدف من إنه يحاجي لولوه عن الخاطب .
فأهو يدري إنها بتسمع لشوره ..!
وما في داعي يسمع ..واهو مو مقتنع بهالريال و وظيفته ..
ما رد على غنيمه ..وحقـرها ..
زيــنه :
قامت بتثاقل ..وريولها عاجـزه عن حمـــلها ..للملحق ..
بعد ما جفـــت الدموع نسبيـاً ..
ما راح تسمـــــــــــح له يطردهــا !!!
أول ما فكــــــــرت بهالفكره ردت الدموع لعيــونها ...!
شهقات البكاء لازالت ملازمتها ..
وإهي متأكده إنه عيونها وارمه , وخشمها أحمـر ..وكانت تتنشق من وقت للثاني ..لأنها مو قادره تتنفــس ..
شتسوي ألحيـــــــــــــن ؟!
وردت الدموع تتســـــــــاقط على خدهــا ..
شتســــــــــــوي ؟!!!
ليش فتحت الألبوم ...ليـــــــــــــــش !
إهي كانت عارفه إنه على وصـول ..لأنها فترة الغداااااااااااا ..
ليــــــــــــــش !!!
واللي حارها إنه السبب كان تافه , فتحهـــــا لذاك الألبوم الغبي ..كان تافه .
ما كانت تبي شي ..!
بس اهو ما صدقهـــا .. ما صدقــــــــــــها ..
وإنهدم كل شي !!
دخـلت غرفة النوم ..
فصخـــــــــت لفتهـــــا ورمتــــــــها بمكان قريب ..!
شالت شباصتها ..!
طاحت عينها على كيس موجود على التســـريحه ..
كيس يحمــل إسم محل مجوهرات معروف !!
إنعصــر قلبــــــها قبل ما تشوف شنو هذا ..
بس قربت بعدة خطوات ..وسيلان الدموع يجري على خدها بقوه ..
مسكت الكيس بإيد ترجف ..
إهي تدري إنه هالكيس جديد , فإهي ماشافته اليوم الصبح ..
وشالت البطاقه ..
( زين أتمنى إنها تعجبج ...
صقـر )
شهقت ببكـــــــاء ..وإفتحت الكيس , ولقت فيــــــــــه علبــــــــــه صغيره ..
إفتحتــــــــها بتردد ..
وشــــــــــافت أجمـــــــــل خاتم ممكــــــــن تشـــــــــــوفه بحيــــــــــاتها ..
هالخاتم كان علشانها !!
شاري لها هديــــــــه !!
متعني وشاري لها هديــــــــه !!
حبيبي ..وأنا شنو ســــــــــويت !!
أنا قهـــــــــــرته من غيـــــــــــر قصـــــــد ..قهــــــــــــرته !!
أغلقت العلبــــــــــــه بقـوه ..وردت تبكي بحــــــــــرقه ألحين ..
ما راح تخليـــــــــه ينهي آآآآآآآآآآآآ الموضوع بينهم !!
ما راح تستلــــــــ آآآآآآ ـــم مثــل المره اللي فاتت ..
اهو زوجهــــــا ألحيـــــــن ..
ما راح تخليــــــــــه آآآآآآآآآآآآآ يتزوج !
النار بدت تشتعـــــــــل بشكــــل لا يطاق بداخلهــــا ..
حاسه بقهـــــــآآآآآآآآآآــــــــر ..
اللي يقــهر إنه قال هالكلمه بكل سهـوله , يبي يتخلى عنها ويتزوج غيـــــــــــرها ..
في باله غيـــرها , يحــــب غيرها !!
تحس روحهــــا بتموت من الألم اللي لا يطاق ..
الغيره قاعده تقطعهـــــا ..
يبي يتركـــــــــــــها وياخذ غيرها ..وإهي تحـ ..تحــبه ..!
مسحــــــــــت دموعهــــــــا وبكل قــوه قالت ..." إن تزوج راح أذبحـــــــ...ــــــه "
اففففففففففففففففففففف
ما راح تاخذه وحده غيري ..
إستلقت بفــــــراشهم بإستسلام , أمس كانوا وايد قريبين من بعض وشوط كبير اقطعوه وقربهم من بعض ..أمس كان قايل لها إنه يتمنى تكون ذيك الليــله أخر ليله تفرقهم .
وألحين ..لأ يبي الفـ..ـراق , ما يبي يجمعهــــــــم مكــان ..
ضمت مخدته بألــــــــــــم , وإهي دافنه وجهها بأعماقها ..
خذت نفــس عميق ..متقطع ..من البكاء ..
وتوقفت الدموع ..
هذا وأهو ما تزوج ..وأنا جذي محتـرقه ..لو تزوج صج ..!
أجابها صوت هامس بعقلها ..( علشان تحسيــــن في اللي صقر مر فيـــه )
أجابت بألم عن نفسها ( بس انا غــير أنا أعشــــــــقه , واهو بس يحس بالتملك )
أجابها الصوت الهامس ( بس الغيره إهي الغيره , ما شفتي ظهــره )
ردت الدموع مره أخرى لعيونها ..
( بس ..بس أهو راح يتخلى عني بسهوله وعلشان سبب تافه وقبل ما يسمع مني )
رد الصوت الهامس ( إنتي تخليتي عنه علشان سبب تافه ومن غير لا تسمعين منه ..مو إنتي تزوجتي فواز ..وشافج تشوفين ألبوم عرسج من فواز !!! )
أنا ظالمـــــــــــه ..
أنا ..
أنا ..
صـــرخت فجــــــــــــأه " أنا غبيـــــــــــــــــــــــــــــــــه ...غبيــــــــــــــه "
أذيتــــــــــــــــــــــه ..أحبــــــــــــه وأذيتــــــــــــــه ..
وإن قال أبوي اللي قاله ..كان لازم أسمع من صقر ..! أسمع من اللي أحبــــــــه !
وألحين أهو ما يبيـــــــــني ..
وأنا أعشقــــــــــه !
تذكرت وجهه الغاضب , وحـــرقه للألبوم ..وكــــــــــــــلامه الجارح ..شلـــــــــون بتراضيــــــــــــه ألحيــــــن ..شلون ..؟!
كررت لنفسها ما راح أترك البيت ..
قامت بعــزم ..ألحين راح أسوي كل شي علشان أرضيــه !!
نور :
" زيـاد ...لا تقـــول جذي ههههههههه "
لما إدخـــلت أمها غاضبـــــه ..
أمها ظلت واقفه تشـــوفها وعرفت على طول إن فيها شي ..!
كانت تحيــط أمها حاله من الغضـــــــــب , والإحباط واضــحه ..
قال فــجأه " زيـاد سوري , بس أنا لازم أسكـر التليفون ألحيـن , أمي تبيني "
عيــونها كانت متعلقه بأمها بخــوف ..!
وأضـــافت " سوالف العرس اكيـــد ..هممم , مع السلامه "
سكـــرت التليـــفون ..ووقفت
سكتت تنتظر الكلمه اللي بتقولها أمها , وإهي على أعصــابها !!
أمها راحت وردت بالغـــرفه ...
وبعدها وقفت وقالت " أبوج بيرفض الريال "
نــور حاشــها الإحبـــــــــاط ..
ليـش !!
أختها قاعده تبتعد عنهم ..
وقاعده تفكر أفكار غريبه !! وكلما لهم وقاعدين يخسرونها ..
وسمعت أمها تكمــــل " بيرفضه , وبيطير هالريال من إختج "
زواجهـا بعد إسبوع ..وبعدها إن غابت وإهي الوحيده اللي تدري عن إختها تحس بيعتفس البيت كله ..!
إختها مستعده تخسر الكل , بس علشان تتزوج ! أو علشان الحب !!
هذا إبراهيم يمكن قص عليها , على إختها العاقله .
أبوها كان أملها الوحيــــــــــد .
أمها فجأه بدى يعلا صــوتها بإحباط .." مو عارفه شسوي ..؟! حتى إنه رفض فكـــرتج ؟!!!! " وكمـــلت " تدري شنو عذره هالمـــره "
ما إنتظرت نور شنو تـقــول ..
لأنها أضافت " عذره إنه الريـال يشتغل بوزارة الخارجيـه , وإن بنته راح تتشحطط , هذا عــذره هالمــــره "
شتســــــــــوي ؟!!
أمها كانت معصــبه ..وتدري إنها محبــطه ..
ولولوه ..!
أمها قعدت على الفـــراش ..
وإهي تقـول بإحباط " ما أدري شلون أتصرف معاه ؟!! ما أدري .."
إخطـرت في بالها فكــره على طــــول ..
راحت بقـــرب أمها وقالت " أنا راح أكلمـــه "
شــافتها أمها وقالت " لا ...لا هذا راح يمشكلني مع أبوج "
هــزت نور راسها بالرفض , لأنها لازم تتدخل , وهذي الوسيله الوحيـده أدام أبوها رفض إنه يتكلم مع لولوه ..
وقالت " راح أكلمه بطريقتي يمه , لا تحاتيــــــــن "
راح أكــلمه ..لازم أكلمه ..!
صقــر :
أنا تســــــــــــوي فيــــــــــــني جذي !!!
أنــــــــــــــا !!
ما إهي سوتهـــــــــــــــا فيك من قبــــــــــــــل !! مو إهي تركتـــــــــــك علشانه !!
مو إهي كانت تقولك أحبك وراحت لغيرك !!
نســــــــــــــيت ..ما أســــــــــــرع ما نســـــــــــــيت !
بمجــــــــــــــرد نظره وكلمتيــــــــــن وصدقتـــــــــــــها ..
نار وقهــــــــــــــــــــــــر مشتعليـــــــــــن بصدره !!
تشــــــــــــــــــــوف الألبوم اللي يجمعهـــــــــا معاه ..تستذكر أيامهـــــــا معاه وإهي على ذمتي .
كان المفـــــــــــــــروض أذبحهــــــــــــا , وأرمي لحمهــا للكــــــــــــلاب ..
إهي مو غلطـــــــــانه !! أنا الغلطان اللي صدقـــــــــت إهتمامها ..أنا الغلطان اللي ظنيــــــــت إنها بيوم راح تهتم فيــــني , راح تشتغـــــــــــل معاي علشان تنجـــــــح هالزواج !!
ما راح تحبــــــــــــــــــــك لو تمــــــــــــوت يا الغبي !!
إهي تحبـــــــــــه !!
شد على السكـــــــــــــان بقــــــــــــــــــوه كادت إنها تكســــــــــــــــر أصابيـــــــــــــعه .
بداخـــــــــله مقهــــــــــــــــــور !
الغيـــــــــــــره قاعده تبان أثارهـــــــــا على ظهـــــــــــره لأنه قاعد ينشـــــــــوي ألحيـــــن ..
بس اهو ما راح يغار ..ما راح يغار ..
أهو ما يبيـــــــــــها ألحيـــــــــن ؟! خــــــــــــلاص ..
بس شتــــــــــان بين الكلام والعمــــــــــل ..!
أهو راح يطلعها من حيــاته ..
إهي مو موجـــــــــــــوده ألحين بحيــــــــاته ..
راح يلغيـــــــــــها إلغاء كلي ..من غير ما يطلقها !!!!!!!
دار بالسيــــــــــــاره ..بكل مكان !! لساعات ..وساعات ..
هدت نفسـه من الغضب نسبيـاً ..وبقى الألم والجـــرح ..والقهـــــــــر .
طاحت عيـنه على الساعـه ..
لازم يروح لأبوه ..! فأهو ما شافه إلا اليوم الصبح .
إبراهيم :
وصـلوا تكسـاس ..
مو مصدق إنه أخيـراً وصــل ..
فأهو إستفرغ في حمام الطيـاره عدة مرات من غير ما يعلن عن هالشي لأخوه ..
أو لأحد ..
هذا نتيجة مغامرته , ومحاولته معاندة الشعور بالغثيان ..
سمع أخوه سعد يتكلم مع أمهم ويعلن إنهم وصلو ..وإنهم على وشك الوصول للشقـه .
سعد كان يبي يعطيـــه التليفون لأنه أمه تبي تكـــلمه ..
بس الغثيان مسيطر عليه , ويدري إنه أمه راح تحس بهالشي ..
فأشـر بسعد بالرفض ..
ورد يطل على الدريشـــه ..
سعد أنهى الإتصـال , وبعدهـا قال " ليش ما كلمت أمي ؟!! "
ما كان له خلق يجامل ..
فقال بنرفزه وتحلطم " لأني تعبان "
شغــل تليفــونه , بس بشكــل أكيد , ما إشتغل الخط !!
وبعدهـا تذكر إنه ما فعل الخط ..
رد عليـه سعد بهدوء " إن شاء الله ألحيــن نوصل الشقـه "
قعدوا فتـره بسكـــوت , لأنه إبراهيم كان فعلاً متعب .
قال إبراهيم بعديـن "وأبي خط ..أي شي أتواصل فيـه مع الأوادم , أبي أكلم بناتي بعد "
سعد كان متفهـــم حالة أخوه الصحيـــه ..وعارف تأثيرها على حيـاته .
رد عليـه سعد بإجابه مختـصره " إن شاء الله "
كتب رسـاله مختصـره :
( الحمدلله وصـلنا لتكساس بالسـلامه ..إبراهيم بخيـر ويسلم عليكم )
طرش الرساله الأولى لربع إبراهيم وعمه بناءً على توصيـاتهم الشديده والخاصـه .