الصداع سيطر عليها ..
تحس كأنه راسها بينبط ..وينفجر من الألم ..
( إسمحي لي يا منيره ..كلامج مو منطقي )
وجع وألم بصدرها كبير .
طول الوقت كانت مفكره إنها بتقول لولدها يقول لها يمه..وكانت خايفه من ردة فعله .
لكن ما تعمقت بموضوع ردة فعله وايد .
إستلقت على فراشها وغمضت عيونها ..
ألم فظيع ..
بس إهي ما تلوم إلا نفسـها ..ما تقدر تلوم إلا نفسها .
كان لازم توقف معاه .
وتتخلى عن العالم كلهم , إلا أهو ..
ولدها ..ضناها الوحيد .
الماضي :
منيره :
" منيره ولدج كبر "
منيره اللي كانت مندمجه بالفيلم اللي قاعده تشوفه .
قالت بذهن غايب " حرام عليك ..بعده صغير "
رد خالد يقـول بصوت صارم " منيــره ..أقولج ولدج كبــر "
إهني نغـزها قلبها ..
وحست بتوتر من هالنبره المصره والصارمه .
إلتفتت على خالد ..بإستغراب ..
وإهي تقول " إشتقصــد ؟! "
سكر خالد التليفزيون .
وزاد توتر منيره .
لأنها عرفت إنه بالموضوع ( إن ) ..ولأنها عارفه إنه العلاقه ما بين الأثنين ..بين ولدها وزوجها متوتره .
كانت خايفه إنه خالد بهاللحظه يقولها إنه ما يبي ولدها يعيش معاها .
بدت السيناريوهات تتشكل بعقلها ..
والخوف والتوتر ..يزيد ويزيد .
خاصه إنه خالد ..ظل ساكت للحظه وبعدها رفع عيونه لها ..
وقال " منيره أنا بتكلم بكل صراحه "
قلبها بدى ينبض بقوه .
طق
طق
طق
شبكت إيدها الثنتين ببعض .
فقال خالد " ولدج كبر يا منيره , وكلما له ويشبه أبوه .."
العباره الأخيره إنقالت بغضب ..
حست برجفة إيدها القويه !!
لأول مره ينذكر بينهم زوجها السابق !!
تكره هالطاري ..
شدت على إيدها ..علشان توقف الرجفه اللي تملكتها .
يا رب لا تخليـــــــه يحرمني من ولدي ..
إن قالي ألحين إنه ما يبي ولدي شنو راح أقول ..
شنو راح أسوي .
كمـل خالد " أنا حاولت أتقبله ..حاولت أفكر فيه على إنه ولدج وبس ..لكنه مو قاعد يساعدني , متمرد , وما يحترم أحد ولا يحشم .. و كلما قال لج (يمه ) جدامي ذكرني بأبوه , واشب ضو , وبعدين ولدج ما يحبني ولا يواطني بعيشة الله " وكمـل " علشان جذي أنا قررت ...."
كان قاعده تسمع الهجوم على ولدها ..
ومشاعر الأمومه تغلبت ..على كل مشاعر ثانيه .
على الرغم من إنها عادةً قبل كل خطوه , كل كلمه تفكر وتحاسب , مع إنه خالد يحبها وهالشي واضح .
بكل قوه قاطعته " خالد مو من حقك تقرر قرار متعلق بولدي من غير لا تشاورني "
خالد شافها بصدمه كأنه أول مره يشوفها ..
ومنيــره كانت متوقعه إنه ينصدم ..لأنها مو من عوايدها ترادده , أو حتى تقاطعه ..
وقالت " إن كنا بنتكلم بكل صراحه , عيل لازم نقول إنك بعد مو قاعد تتقبل منه كلمه ..وإنك تعامله كأنه دخيل مو كأنه قاعد في بيته " وكملت " إنت المفروض اللي تكسبه مو إهو اللي يحاول يكسبك "
شافت الصد في ملامح وجه خالد .
قال خالد بغضب " أنا عطيته أشياء ما حلم فيها بعرس أمه , أشياء ما شافها عند أبوه , لكنه مو قادر يتقلبني , وقلة أدبه قاعده تزيد يوم عن يوم "
منيره على طرف لسانها لكن ما عطيته الحب والحنان ..
بس سكتت ما قدرت تقول هالكلمه ..لأنه الحب ما عمره يفرض على الإنسان ..
يا إما إنك تحب وتتقبل اللي جدامك , يا أما إنك ترفضه .
علشان ما تطول النقاش قالت " يعني ..المطلوب ؟!! "
أخذ خالد نفس عميق قبالها وبعدها قال " المطلوب يروح عند أبوه ...ولا عند عمامه ..أو عند يدته وخواله ..أي مكان ؟! بس مو عندي "
لما سمعت هالكلمه , كانت مثل الصفعه على وجهها ..
لما صارت هالكلمه حقيقه واقعه ..مو مجرد تخمينات أصابتها بمقتل .
شلون تقدر تعيش من غير ولدها ؟!
أي أبو يتكلم عنه خالد !!! الأبو اللي يشك بأبوته لولده !
وأي عمام واهم السبب بإنفصالنا !!
وأي خوال ..اللي مشغولين بحياتهم !!
وأي يده ..اللي مو متقلبته لأنه ولد ناصر ...
خالد شقاعد يقـــــــــــــــــــــول ؟!!!!!
وكمل خالد " ولدج كبر , وأنا عندي بنت صغيره , وإهي وايد متعلقه فيه "
رفعت منيره وجهها من تعاستها لملامح خالد ..
ما فهمت ..
إشدخل زينه !!
زينه ألحين عمرها 6 سنوات !
واهم مثل الإخوان شيقصد !
قالت بعدم فهم " شتقصد !!!!! "
ما تقدر تتحمل كل اللي قاعد ينقالها ..
مو مستوعبه اللي قاعد يصير ..
قال خالد " ولدج كبر مثل ما قلت لج قبل ..." سكت ..وبعدها قال بتردد " واهو ألحين بسن المراهقه .." حط عيــــــــنه بعيــون منيره , وقال بقوه " انا خايف على بنتي ..خاصه إني كذا مره أشوفها بغرفته ! "
لما وصل لها المعنى ..
ظلت تشوفه مصدومـــــــــه ..مو بس مصدومه ..مصعوقه !!
هذا شقاعد يقـــــــــــــــول !!
وقالت بعدها بغضب عاجـز " إنت شلون ...إنت ...إنت شلون تسمح حق نفسك تقول جذي عن ولدي "
قال بكل هدوء " أنا ما قلت إنه قاعد يسوي شي غلط ..أنا قلت أنا خايف ..على بنتي ..لو كنت شاك واحد بالأميه فيه جان ما خليته في بيتي يوم واحد ! "
كان على تعابير وجهه الجديه التامه ..
واهو يمد إيده بيحطها على كتفها ..
لكنها دزت إيده و إبتعدت !
قالت بألم " أنا وافقت عليك لأنك كنت موافق إنه ولدي يعيش معاي ..إنت وعدتني إنه ولدي يعيش معاي ..قلت حق أمي هالكلام .."
قاطعها وقال " الظروف ألحين تغيرت ..ولدج كبر ..وما يحتاجج مثل ما إنتي متصوره , وأنا كنت أظن إني أقدر أستحمل وجوده ..لكن إكتشفت إني ما أقدر ..والإعتراف بالحق فضيله "
الإعتراف بالحق فضيله !!
هه .
وقال " حاولي تحسين باللي قاعد أحس فيه "
الأنانيه ..
كل ريال أناني ..
شلون بيوم فكرت إنه معقوله يكون مو أناني !
إهي ما قط فكرت بيوم إنها تخليه يتخلى عن بنته !!
قالت " أنا ما قط طلبت منك تتخلى عن بنتك علشاني ؟! "
تراجع خالد للخلف وقال بصرامه " بنتي أمها متوفيه ..وما عندها أحد يباريها ..غيري ..على عكس ولدج "
كانت تشوفه وإهي مصدومه فيه ..
قالت له بألم " إنت تبيني أختار بينك وبين ولدي !! "
وكمــلت " شلون تسوي جذي فيني ؟! ما هقيتها منك ؟! "
شافها خالد وعيــــــــــونه فيها قوه وصرامه ..
لكن لما نزلت دموعها ..
رفع إيده ..ومسح هالدموع بحنان ..
ما علق على كلمتها
قال " فكري بالموضوع "
قالت بألم " وإن رفضت ..شراح يصير ؟!! "
شافها بنظره طويله وتركها ..
طبعاً بذاك الوقت كانت حالتها أشبه بالإنهيار ..
إهي حددت إختيارها , مهما كان بيكون صقر عندها الأول بأي شي ..
لكن المصبيه إهي وين تقدر تعيش معاه ..
خاصه إنه تحذير أمها لازال يرن بعقلها (أن تطلقتي , لا تعبين روحج وتيين لهالبيت , ماراح يكون لج مكان فيـــــــــه )
شتسوي ؟!!!!!! وين تروح ؟!!!!!!
هل لما تختار إنها تكون مطلقه للمره الثانيه راح تكون حياتها سهله !!!
للأسف تعرف الجواب على هالسؤال .
بس كان عندها أمل ضئيل إنه أمها ممكن تلين وتوقف معاها.
راحت بنفس اليوم اللي طلب منها خالد هالطلب حق أمها وعلمتها باللي صار بينها وبين خالد..ومات بهاللحظه الأمل واندفن..لأن أمها قالت لها بالحرف الواحد " إحمدي ربج إنه الريال مستحمل ولدج طول هالوقت , خلاص حطيه عند أبوه , وفكي روحج من هالسالفه , أبوه مسؤول عنه مو بس إنتي .. واهو أولى فيه من الغريب "
حست بألم وخذلان كبيـــــــر , كانت تتمنى ولو للحظه وحده انه أمها تنسى اللي إهي سوته فيها بإصرارها بالزواج من ناصر ..و تنسى ولو للحظه وحده كلام الناس , وتفكر فيها إهي .. بنتها .
كانت راح تنحرم من ولدها .. وأمها مو شايفه أي شي بهالموضوع .
ونست أو تناست إنه خالد وعدها إنه يخلي ولدها عندها ..
فقالت لأمها " بس أنا قلت لج يمه إني أبي ولدي عندي , وإنتي قلتي إن أهو عارف هالشي وموافق عليه "
ردت أمها بصرامه " منيــره ..ولدج ريــال ..وبيتربى أحسن عند الريـاييل , عند أبوه , أما إنتي إن تطلقتي مره ثانيه بتخليـين الناس ياكلون ويهنا "
ردت منيره بعصبيه " يعني أنا أربي بنته , وأهو يرمي ولدي "
وبهاللحظه قالت أمها بكل جديتها " أنا بناتي ما يتطلقون , وإنتي تطلقتي , وإن تطلقتي مره ثانيه لا تجيـن إهني .. لأنه بيتي يتعذرج وبقـول للناس إنه بنتي ماتت "
قسوة أمها بهاللحظه إصطدمتها ..
ما كانت شايفه هالقسوه بأمها , أمها إنسانه جاده لكن حنونه , تحب عيالها ..
خذت منيره عباتها وردت للبيت ..
وظلت إسبوع على هالحال ..
ما كانت تقدر تقرر , شنو تقـــول ؟!!
كانت عيونها ما تنزل عن ولدها لما يكون موجود .
خايفه إنها راح تخسره قريب ..فتبي تملي عيونها وقلبها منه قد ما تقدر .
كانت بالليـــل تبجي ..
وبالصبح تكون شبه منهاره ..
لما جا لها خالد مره ثانيه .. بعد ماطالت السالفه .. واصبح الوضع لايطاق لا بالليل ولا بالنهار .. والظاهر انه حس بالشفقه عليها ..
وقال بضيق لكن بهدوء " خلاص يا منيره لا تسوين بروحج جذي "
قالت بإنكسار فظيع " شلون ما أسوي جذي , وأنا بأنحرم من ولدي ! "
تنهـــد خالد بتعب ونرفزه خفيفه " خلاص ما راح أحرمج من ولدج يا منيــــره .. بس فكينا.. "
شهقــــــــــت شهقــــــــة إرتيــاح فظيــع ..
أنا ما راح أحرمج من ولدج ..
زاد إنهمار الدموع من عيونها بذاك الوقت وكانت توها بتنط من الفرح تحضنه وتشكره .. لما كمل خالد " بس على شرط .."
تجمدت بمكانها بهاللحظه لكنها كانت مستعده تسوي أي شي ...أي شي علشان تحتفظ بولدها وبلهفه قالت " شنو الشــرط ؟!! "
قال خالد بكل جديه " خليـــه يعيش بالملحق , راح نرتبه له , ونسنعـــــه ويعيش هناك ! "
توهــا كانت بتفتـــــــــح حلجهــــا بتعترض , لكن سكرت فمهــــا ..
ما تبي تعترض ..ولدها بيكون عندها ..هذا اهم شي , بتكون معاه , وما راح تتخلى عنه هذا أهم شي , تقدر تباريه , وتقدر تعتني فيه .
ما راح يكون بإيد الغرب ..
وقال خالد " وشي ثاني مابيه يقـولج يمه "
شلون ما يقولها يمه !!!
إهي أمه !!!!
قالت بعدم فهم " ما يقولي يمه ؟!!! عيــل شنو يقـــولي ؟!!!! "
هز خالد كتوفه بعدم إهتمام , و قال " يناديــج بإسمج , بغيـــره , ما أدري بس ما يقولج يمه !!! "
وكمل لما شاف عدم الإقتناع بعيونها أو بالأصح عدم الإستيعاب .." في حريم وايد يطلبون من عيالهم ما ينادونهم يمه , ما فيها شي إن خليتيه يناديج بإسمج "
تخيــلت صقر يقولها شي غير يمه .
ما قدرت تتصور , هاللقب يعــز عليها .
ويطير قلبها لما تسمعه كل مره .
فقالت بكل جديه " أهو ولدي , وأنا أبي أسمع على لسانه هالكلمه ...كلمة ( يمه ) , إنت تخيـل لو زينه تقولك غير يبه !"
قال خالد بصرامه " منيــــــــــــــره ..أنا تنازلت وايد , وسمحت له يقعد عندنا , مع إني ما أقدر أشوفه .., ولا أستحمل تصرفاته ..كله علشانج , وعلشان رضاج ..أتوقع إنه كثر الله خيري , وصار الدور عليج إن كنتي تبين ولدج عندج "
قالت بجزع وقلة حيله " إي بس ليـــــــــش ؟!!! إشفيهـــــــا إن قالهــــــا "
رد عليــها خالد بعصبيـــــــه " فيها إنه يذكرني انج بيوم من الأيام كنتي لغيري ويبتيه من علاقتج معاه "
ردت عليه بإنفعال " بس هالعلاقه اللي إنت مستنكرها كانت علاقه شريفه ..مو بالحرام ! "
رد عليها بعصبيه زايده " بالحرام .. بالحلال .. أغاااااار .. حسي فيني .. وهذي آخر كلمة أقولها ..تبينه عندج هذي شروطي والا خليه يذلف عند أهله "
صراخه ..صدمها ..خلاها قاعده مكانها ما تدري شتسوي !!
وإهي هالغيره المجنونه لاحقتها ..لاحقتها
بزواجها الأول وألحين الثاني !!
إشمعنى إهي مو حاسه بالغيره من زواجه السابق ومن نتيجة زواجه (زينه) , بالعكس إهي تكسر خاطرها وتحبها !
كانت بين المطرقه والسندان .
لأول مره بحيــاتها تحس بهذا النوع من الإنكسار , شي داخلها يتكسر ..
فقالت بهدوء " الله يخليك خلني ألحين .. أبي أفكر إشوي .. وحتى ان بغيت أقوله ما راح أقوله اليوم "
تدري بسخريه إنه ما طلبت هالشي إلا علشان تسمع كلمة يمه اطول مده ممكنه ..
وبعد علشان تتأقلم على الفكره , ما تبي تقول حق ولدها لا تقول لي ( يمه) ..وإهي تبكي ..
ما تقدر تعرض ولدها لضغط أكبر ..
تدري إن شافها تبكي بيحس بقلة الحيـله ..!
وبينقهــر , لازم تطلع بالقوه اللازمه .
حتى لو ما كان عندها بالبيت الرئيسي , حتى لو ما وفرت له الأمان اللازم ..بس بيظل بحمايتها ..وبحبها له راح تعوضه عن كل شي .
على الأقل إهي تدري محد راح يعطيه مثل ما إهي راح تعطيه ..!
قام خالد من مكانه وقال " على راحتج "
على راحتي ..شالخرابيط !!!
على راحتي !!!
لو على راحتي جان ولدي ما قال لي غير يمه ..
لو على راحتي جان قدرت أختار ولدي على الكل .
ما في شي على راحتي ..
منيره الحاضر :
ما تقدر ..
خلاص ..ما تقدر ..تستمر بذكرياتها , ما تبي تتذكر خذلانها له وتخليها عنه !!
ما تبي تتذكر شي من اللي صار قبل ..
تبي تنسى ..
تتمنى لو تقدر تنسى ..كل شي ..
كل لحظه مؤلمه من الماضي .
كل لحظه ..
نور :
وقفت عن باب غرفة أمها ..
الحيـــــــــره بتذبحهــــــــا !
تحاتي أختهــــــا الكبيــــــــره , اللي سمعته وعرفته اليوم يدل إنه لولوه فيها شي مو زين .
لازم تقول حق أمها .. لازم أحد مسؤول يكلم لولوه .
إهي كلامها ما راح يفيد مع لولوه .
مهما قالت بتظل بنظر إختها العوده , مجرد إختها الصغيره .
بس تذكرت كلمتها القاسيه الأخيره ( اللي إيده بالماي مو مثل اللي إيده بالنار )
قصدها بهالكلمه كان مؤلم ..
ما كانت تدري إنه إختها جذي تحس , وجذي تفكر .
طقت الباب على أمها ..
دخلت .
شافت أمها قاعده على الفراش , تصفط ملابس أبوهم , وتبخـــرها , مبتســـــــمه لها ..
وإهي تقــول " ها إشعندهـــا العروســــه ؟!! "
كانت بتقــول حق ..أمها ..بتعلمهــــــــا !!
بس عجــزت تقول .. ما تدري شنو مانعهـا ..!
ونطق لسانها بروحهـا " ما فيني شي يمه , بس يايه أشوفج "
تنهـــدت غنيمه .
وقالت " الله يابــــج بكلمج بموضوع ! "
نور شافت جدية أمها , وخافت إنه أمها تدري عن السالفه ..
قالت بكل جديه " خيــر يمــه ؟! "
أمها كملت تصفط الهدوم ..بعد ما ترشهم بماي الورد ..
فقعدت عند أمها , وخذت وحده من ملابس أبوها وبدت تساعد أمها ..
لما قالت غنيمه " أختج .."
نور توترت ..
بس قالت " شفيها ؟!! "
كملت غنيمه شغلها ..
وقالت " متقدم لها واحد ..خوش ريـــال , أنا عارفه أمه , وأهله , ما شاء الله عليهم "
متقدم حق لولوه واحد !!
رفعت غنيمه راسها لنور وقالت بكل جديه " لا تقولين لها , هالكلام بيني وبينج ؟! "
كملت تشتغل على هدوم أبوها ..
ما تقدر تقول حق لولوه , لأنه لولوه حطت بينهم حاجز .
ومصورتها كأنها ما تحس فيها ..كأنها مجرمه .
فقالت " لا يمه الكلام بس بيني وبينج "
أمها صفطت الفنيله ..
لما قالت " ودي لو أبوج يقبــل فيـه !! قاعده أحاتي إنه هالرجال يطير من إيد إختج , وما ظنتي بإيي أحسن منه "
إهي تدري إنه أبوها صعب ...وايد صعـــــــــــب مو شويه .
وتدري إنه أمها تقاتل دايماً علشان تزوجهم وإنه أبوها مصر على رايه .
بس مهما كان ..تدري إنه أبوها يحبهم ..
مو مثــل لولوه !!
يا ترى تقول حق أمها ألحين إنه لولوه عينها على ريال !
وكمــلت أمها " ما أدري شقــول حق أبوج ؟! وشلون أقنعه ؟! "
نور ما كانت تدري شتقـول ؟!
بس الأكيد إنه لولوه تبي تتزوج !
بس إهي شكلها متعلقه بهذا اللي إسمه إبراهيم ..
تقول حق أمها عن الموضوع ألحين !!!!!!!
بس قالت عوض عن هذا " ليش ما تخلين أبوي يكلم لولوه شخصياً ؟! "
رفعت غنيمه براسها بتفاجأ ..
وقالت لبنتها " شلون يعني ؟! "
فكرت نور إنه لولوه يمكن إن إعرفت بواحد ثاني متقدم لها راح تنسى فكرت إنها تتحدى أبوها ..وتفرق هالعايله .
قالت نور لأمها " يعني عقب ما تقولين عن هذا اللي متقدم , قولي له عن مواصفاته الزينه , وعن أهله ..؟! وبعدين أبوي إحتمال يرفض ..فقولي له إسأل البنت إهي من حقها تقرر "
بان على أمها التفكير والإقتناع ..
وقالت بهدوء " يمكن هذا ينفـع "
نور تتمنى من كل قلبها لو تنفع هالطريقه.
لأنه لو ما نفع تخاف يصير شي لا يحمد عقباه .
بدريه :
بناتها قاعديـــــــــن يلعبون ..على الأرض باندماج , كأنهم ما يدرون إنه أبوهم مسافر ..
برحلة علاج ..!
وما تتمنى يدرون ..
إلتقطت لهم صوره بكاميرتها المتطوره ...!
تحب تلتقط لهم اللقطات العفويه ..
إبتسمت لما شافت الصوره وسمعت صوت وراها ..
" عجيبــه الصوره "
إلتفتت على أخوها بإبتسامه ..فيها حـزن ..
حزن ما يختفي من عيونها من أول ما درت عن مرض إبراهيم وهالشي ما خفى عن أخوها طلال .
وأهو أقرب أخوانها ..!
وقالت " صج ؟! "
ردت عيونها للصوره ..
قال طلال " ليش ما تسوين معرض ؟! ليش ما تحترفين بهالمجال ؟! "
إبتسمت بنعومه وقالت " أنا هاويه يا طلال , ما أعرف تفاصيل التصوير "
طلال ما كان عاجبه إنشغال عقلها بإبراهيم .
إبراهيم اللي باعها ..
الله يشفيه الرجال , بس ما يبي إخته تكون جذي مرتبطه بوهم ..
وحياتها تدور بس حول بناتها ..وطليقها .
لازم يكون لها مجالات ثانيه تشغل نفسها فيها ..
قال بهدوء " أنا أدري إنج مهتمه بهالمجال ؟! وأشوفج دايماً تبحثيـن بالنت عن آخر تطوراته , وأنا سامع عن دورة تصوير .."
بانت الحــيره على بدريه ..وقاومت الفكـره وإهي تقـول " لا ما أقدر !! راح أنشغل جذي عن بناتي "
طلال كان شايف شلون عالم بدريه قام يدور حول دوامه وحده ..
وين إخته اللي كانت متعدده المواهب والإهتمامات .
إختفت وأهو راح يردها ..
وراح يخفي هالحزن عن عيونها ..
إبتسم لها طلال وقال " الدوره الصبح , بالوقت اللي يكونون فيه بناتج بالروضه "
شافت طلال ..
وعرفت إنها إنحكرت بزوايه ..
ما عندها عذر.
وبعدها تعجبت من روحها ليش تبي لها عذر .
ليش ما تمارس الهوايه اللي إهي تحبها !
قال طلال " أنا مستعد إن خلصتي هالدوره , أرتب لج الغرفه اللي تحت إهني وأخليها لج إستديو "
إرفعت راسها بتعجب ..!
طلال مصــر !!
وكمـل طلال " بتشتغلين من البيت ..بيكون عندج وقت تشوفين بناتج , و وقت تشتغلين , وهالغرفه تقدرين تشتغلين فيها من غير لا تضايقين أمي وأبوي ,خاصه انه الغرفه معزوله , ومناسبه "
كان واضح إنه طلال مفكر بكل شي .
ومو معقوله إنه هالفكره وليدة الساعه .
إبتسمت ..بإستغراب من حماسه ..
وخطرت في بالها فكره مؤلمه ..فقالت بأسى " مثقله عليكم يا طلال ؟! "
بان الغضب على وجه طلال وقال " أفااااااااااااااا عليج يا بدريه , هذا كلام تقولينـــــــــه ؟؟!!! "
إنصدمت من غضب طلال ..
وكمـــل " ما هقيتها منــــــــــــــج أفاااااااااااا بس ..أفاااااااااااااااااا "
إعرفت غلطتها أول ما إنطقتها ..
تحرك طلال من مكانه , فامسكـــت إيده .
إلا طلال ما ينقال له هالكلام .
تدري إنه كلامه من الحرص عليها ..
شافها بعصبيه ..
وقالت " أســـــــفه طلال مو قصدي.." وكملت بصوت حاولت فيه انها اتراضيه " خلاص راح أشترك بهالدوره !! اهي متى بتكون ؟! "
طلال إسترخى إشوي وبعدها قال " إن كنتي بتشتركين وإنتي هذا ظنج فيني ..لا تشتركين "
إبتسمت وقالت " بس عاد ... قلت لك أبي أشترك فيها "
شافها أخوها كأنه بيتأكد من قرارها , وقال " ما في داعي تشتركين , أنا شركتج فيها ؟! "
شافته بإستغراب , وقالت " يعني كنت متأكد إني بوافق ؟!!! "
غمز لها ..
وقال " أدري إنج تحبين التصوير , وإن ما قدرت أقنعج بالكلام , راح أقنعج بالفلوس اللي صرفتها "
إبتسمت له .
إبراهيم :
كان واعي ..ونص واعي ..
تعبان بشكل كبيــــــــــر .
الرحله طويله وذراعه تؤلمه بصوره خياليه ..
والأكل مو قاعد يستقر في معدته , فتجنب خلال الرحله الأكل ..
وكلام الدكتور يرجع ..السرطان منتشر في المعده والرئه ..
كلام يخــوف ..
متى يوصــل لأمريكا ؟!!
إبتسم وأهو يفكر بالكويت وأهل الكويت .
راح يتغلب على هالمرض علشانهم .
علشان أمه وبناته ..وعلشان لولوه ..
وفكر ببدريه , لازم تسامحه ..
زينه :
شايله صينية الشاي , وقاعده تتوجه للحديقه ..
لصقر بالتحديد اللي قاعد بكراسي الحديقه وجدامه الطاوله و مستغرق بالتفكير ..
رجعته للبيت للغدا عقب ما طلبت منه هالشي اليوم الصبح أثلج صدرها , لكن تدري إنه متضايق ألحين ..لأنه منيره ما كانت معاهم عالغدا .
إنتبه من تفكيره لما حطت الصينيه قباله .
وقعدت بالكرسي اللي قربه .
صقر كان متسند على الطاوله بذراعه الثنتين وشابك كفوفه , وإهي قربت بكل جسمها جهته ..
وشبكت ذراعها بذراعه , وبعدها مسكت كف إيده ..
صقر شاف هالحركه وبعدها رفع عيونه لعيونها ..
وقالت بهدوء هامس " لا تضيق صدرك "
صقر سمع هالكلمه وحس بالسخريه ..
لا تضيق صدرك !!!!
إذا ما تضايق ألحين ..متى راح يتضايق !!! ..منيره قاعده تتجنبه ..
و مو عارف شنو يسوي ..
شاف زينه اللي كان وجهها قريب من وجهه .
يحتـــــــاجها ...لكن لما ألحين يحس بالتردد بالثقه فيها ..
مستغرب من تقربهـا منه !!
مو فاهمها ..تقترب وتبتعد متى ما تبي !
بعد عيونه عنها .
حاول يسحب إيده من إيدها بخفه ..
لكن إهي شدت على مسكتها ..
واهو رد عيونه لعيونها ..
أمس لما دهنت ظهره , واليوم .. الصبح حاولت تتقرب منه بتصرفاتها , وألحين !!
لكن إن أهو قرب يحسها تبتعد !
شقاعده تسوين فيني يا زينه !
قاعده تلعبيــن !!
تنهــــــــــد ..
ليش يقاوم ؟!! أدامها تبي تتقرب ..خل يسمح لها تتقرب ..
زينه تدري إنه حركتها جريئه , بس ما راح تسمح له يهرب منها .
تبي تكون معاه بهالمحنـه .
بتوقف معاه .
بتسمعه ..
ويتشاورون مثل أي زوجين .
وقالت له بنفس الهدوء الهامس , وإهي قريبه منه " راسها كان مصدعها من الصبح لأنها ما نامت عدل أمس هذا اللي قالته لي قبل ما تدخل غرفتها "
تنهد و لف وجهه عنها وبدى يتأمل الحديقه أمامه , وتركها ماسكه إيده ..
وقال بسخريه " هذا ما يمنع إني أحد أسباب هالصداع "
إرتاح نسبياً من كلمتها فالحمدلله إنه ما كان اهو السبب الوحيد .
قالت بجديه " لا ما يمنع "
إبتســـــــــــم بهاللحظه وإلتفت عليها , خاصه إنها مسنده راسها على زنده ..
وقال بسخريه مرحه " إنتي تبين تخففين علي , ولا تضيقين صدري ؟؟!!"
إبتسمت بهدوء ...
وبعدها قالت بجديه " لأ قاعده أقول الصج "
رد يشوف الحديقه جدامه ..
ورد تنهد ..
كل هذا دليل على ضيقه ..
قالت بهدوء " شراح تسوي ؟! "
ما يدري !!
ما يدري !!
مع إنه أنهى المسأله الصبح ..وقال إنه ما راح يناديها ( يمه ) ..
لكن منيره من الواضح إنه المسأله ما إنتهت عندها ..على قولتها ( خلص الكلام بالوقت الحالي )
قال بجديه " ما راح أسوي غير اللي سويته "
زينه شافته وإهي حاسه بألمه ..
ملامحه إنغلقت , وصارت قمه بالصرامه والجديه ..
يعني الرفض !!
إهي متفهمه مشاعره ..
لكنها إهي بعد متفهمه مشاعر منيره .
سكتت ما علقت ..
ما تدري شنو تقول !!
قال فجأه بعد ما إلتفت عليها " إنتي إشـ كنتي راح تسوين لو كنتي مكاني ؟! "
هذا السؤال فاجأها ..
وسندت راسها على كتفه بتفكيـر عميق ..
صج لو إهي مكانه شنو راح يكون موقفها !!
الموافقه !!
الرفض !!
منيره مو أمها , فكان سهل عليها إنها تقول لها خالتي !
بس لو كانت مكان صقر ..شراح يكون تصرفها .
هزت كتوفها كإجابه على سؤاله .
وبعدها قالت " ما أدري " وبعدها كملت " يمكن كنت راح أتصرف نفس تصرفك!"
ووكملت " لأنه وقتها راح اكون بقمة اندماجي بالوضع لدرجة انه مشاعري راح تتحكم فيني وبقراراتي..وماراح اقدر اشوف وجهة نظر الطرف الثاني بالموضوع"
رفعت راسها وبدت تنظر جانب وجهه .
وأضافت " بس أنا ألحين أقدر أشوف موقفك , و موقف منيره "
صقر كمل على وضعه السابق مجابل الحديقه بدون لايتحرك .
فما كانت تعرف بشنو قاعد يفكر !
زينه كانت تحس بإنه منيره مثلها ..بالنسبه لصقر !
وكمـلت " قاعده أشوف إنه منيره ندمانه , إهي ظنت إنه اللي سوته صح ..لكن ألحين إكتشفت خطئها "
وأضافت " وخير الخطاءون التوابون "
إنتظرت تشوف على وجهه اي ردة فعل ..لكن ما كان في شي .
حتى إنها شكت بسماعه لها .
كان واضح عليه الإستغراق بالتفكير .
لكن اللي طمنها إنه ما إبتعد عنها ..
قال بعدها بهدوء " صعب ..17 سنه مده طويله " وكمـل " حسيت لما إطلبت اليوم الصبح هالطلب , كأنه الموضوع لعبه , بيوم تقول ..قول لي ( منيره ) ..وبيوم تقول ..قول لي ( يمه )..وماادري بعد يمكن باجر تغير رايها ومايعجبها إني أقول لها يمه وتطلب مني إني أرد أقول لها منيره "
ضمت ذراعه أكثر ..تبي توصل له إنها فاهمته .
تدري إنه الموضوع صعب .
( كلمه ) أهو تاركها لما كان عمره 15 سنه وألحين يقولها وأهو عمره 32 سنه ..وبدون لايعرف السبب اللي ادى للقرار..
بس بكاء خالتها منيره يدل بعد على إنه الموضوع صعب عليها .
وقالت " أدري إنه صعب عليك .. وما تنلام إن إستصعبته ..بس إهي أمك .."
ما كانت ناويه تقول اللي إهي بتقوله ألحيـن بس تحس إنه هالشي من مصلحته " و منيره ...أووووه ..أقصد خالتي منيره .."
بهاللحظه إلتفت عليها ..
زينه كملت " بشخصيتها القويه , ما راح تطلب شي إهي ما تحتاج له وبهالإصرار " وكمـلت وإهي مستغرقه بتصورها لموقف منيره " أحس إنها فكرت وايد قبل ما تطلبه ..خاصه إنها إهي اللي قالت لك لا تقولي يمه ! أكيد مرت عليها لحظات قالت فيها خلاص ماني قايلتله قولي يمه ..ماني متكلمه ..لكن بعدين حاجتها لهالكلمه خلتها تقول لك بالأخير "
تذكرت بكاء منيره ..بس ما قالت حق صقر هالشي .
ما تبي تضيق صدره بهالطريقه .
وإهي ما تدري إن كانت منيره تبي صقر يعرف عن بكاءها .
صقر لما لاحظ خربطة زينه بإسم منيره , حس كأنها تمر على الأقل جزئياً باللي اهو قاعد يمر فيه .
بعدها لما قالت له أفكارها عن موقف منيره ..حس كأنه عاش اللي عاشته منيره نفسها .
وما ينكر إنه منيره بهالصوره أثارت شفقته ..
خاصه إنه يدري ومتأكد من معاملتها له طول السنين اللي فاتت كانت معاملة أم لولدها بس بدون لفض يمه..
وقال بهدوء واهو يشوف ويه زوجته المستغرق بالتفكير " تهقين هذا اللي فكرت فيه ؟! "
ومشهد بكاء منيره نصب عيونها ..قالت بكل ثقه " متأكده ..إنها مرت بهالمرحله "
وحطت عيونها بعيونه بثقه .
يحسها واثقه بزود من اللي مرت فيه منيره .
كأنها تعرف شي أهو ما يعرفه !
قال بهدوء " الله يعيـــن "
قالت بحنان " فكر بالموضوع بهدوء , ومتى ما كنت مستعد قول لها اللي يريحك "
إلتفت عليها ..وصار وجهه بوجهها ..
كان مرتاح ..
قال اللي يبيــه وكانت تستمع بهدوء له .
وتقترح ..وتفكر معاه .
كان حاس بقربها منه !
أخيراً صار في شخص معاه ..يشاركه ..
مو بس أهو بروحه .
صارت جبهته على جبهتها .
وبدت أنفاسهم تختلط ببعض ..
زينه بالبدايه كانت متنعمه بهالقرب ..
وحاسه بالأمان .
فجأه حست بالتوتر ..والخجل من اللي إهي قاعده تسويه ..
إبتعدت بصوره مفاجئــه ..
وسحبت ذراعها من ذراعه !
وقامت واقفه ..صقر كان بعده بمكانه مو مستوعب حركتها المفاجئه !!
قالت إهي بتوتر وبسرعه " تبي شاي ؟! "
عدل من قعدته ..
وتسند على الكرسي وإهو يتابعها ..بنظراته الساخره ..والغاضبه
راحت إهي للإستكانات , والمطاره ..
وبدت تحط له الشاي والسكر !
وإيدها ترجف ..
صوته الساخر وصل لها " ما كنت راح أسوي شي ..بالحديقه !! "
زادت رجفة زينه وخجلها !
إهي إن إقتربت تتقرب براحه !
مشكلتها إنه أول ما يتقرب منها تتوتر ..
وتستحي .
قالت بتوتر إجابه على سؤاله " أدري "
صقر ما كان عاجبه الوضع!
عدة مرات تتكرر نفس هالتصرفات .
تلعب هذي !!
متى ما بغت قربت !
إذا اهو قرب رفضته وإبتعدت .
وهالشي قاعد ينرفزه , ويستفزه ..
قال بجديه " إن كنت بسوي شي , ما راح يمنعني صدودج ! "
إرجفت إيدها وإزداد إحمرار وجهها ..وشالت الإستكانه ..وإهي ترجف ..
وحطتها إقباله ..
لكن أهو ما نزل عيونه للإستكانه وتركيزه الغاضب كان عليها .
وإهي زاد خجلها ..ما كانت تبي تخليه يعصب ..
بس هالحركات تلقائيه ..
وقالت بصوت منخفض " أدري "
تدري ..تدري ..تدري ..
وبالأخير تتصرف جذي ..
شنو معنى هالتصرفات المستفزه !
مسك أطراف الكرسي , علشان ما يعاقبهـــــــــــا على الإستهانه بمشاعره ..
قال ببرود كاذب واهو عاقد حواجبه " عيـل ليش تتصرفين هالتصرفات ؟!! أدامج تدرين "
ما حبت هالمواجهه ..
الموضوع محـــرج !
ما عندها تفسير حق تصرفاتها ..
قالت " أي تصرفات ؟! "
وإهي كانت تصب حق روحها شاي ..
قال بصرامه " زيــــن !! إنتي عارفه أي تصرفات أقصدهـا .. معاملتي كأني وحش ما راح يعدل مزاجي ..أو علاقتنا . "
حطت المطاره , إهي تعض على شفايفها ..
وقالت بخجل " أنا مو قاعده أعاملك كأنك وحش "
هذي اللي بترفع ضغطه !!
هذي إشايفته غبي ! ما يفهم ! ما يحس !
فقال بحـزم " عيـل شسالفة تصرفاتج ؟!!! "
تبي تنشق الأرض وتبلعها ..
قاعد يسألها سؤال محـرج ..
وعادي عنده وبكل جرأه .
ما كأنه الموضوع حساس ..
فقالت بصوت منخفض " أحتاج حق وقت "
اهو من كثر ما صوتها منخفض ..
ومن كثر ما النار والدم قاعده يضخ بقوه ما قام يسمعها .
شفيهــــــــا !!
ليش لهالدرجه منحـــرجه ..؟!
هالموضوع المفروض تكون متعــو..
قطع أفكاره بنرفزه ما يبي يفكر بالموضوع من هالناحيه ..!
فقال بإستفسار " شنو !! شنو قلتي !! "
أفففففففففففف صقر شفيـــــه عليها .
قالت بصوت أقوى شوي " أحتاج حق وقت "
تحتاج حق وقت وإهي متزوجــه قبــله !
وقت حق شنووووو بالضبط !
صار لها سنتين متزوجــه ..
عصب أكثر وأكثـــــر , وهالأفكار مو قاعده تسهل عليه ..
فكرر واهو كاتم نرفزته " تحتاجين حق وقت علشان شنو!!! "
قالت وإهي تحس ويهها بيحترق من الخجل .." أبي أتعود عليك , إحنا تونا متزوجين.." وكمـــلت بخجل أكبر " أبي أتعود على هالوضع ..الموضوع مو سهـــل ..! "
وصوتها رجف بأخره !!
أخذ نفس عميق , وحاول يهدي أعصابه ..
المشكله إنه مو قادر يصبر نفسه عنها أكثر !
إهي زوجته وحلاله .
لأنه أدامها ما صارت له ما يقدر يتخطى فكرة إنها كانت لغيره ..
تعوذ من إبليــــــــــــس ..
حاول يتمالك نفســــه بقوه ..
لازم يشوف الموضوع من وجة نظرها علشان يطبق فكرة الزواج , لازم ما يفكر بروحه بس !
من ناحية أهم توهم متزوجين فأهم توهم متزوجين ..
مع إنه مو فاهم إشلون وحده سبق لها الزواج تكون خايفه لهالدرجه , أو خجلانه لهالدرجه !!
يحس لو كان متزوج وحده ما سبق لها الزواج جان ما صارت خجلانه لهالدرجه , ومتوتره !!
والمشكله تبي تتعود على الوضع ! ما كأنها متعوده عليه سنتين مع فواز !
يا ترى هذا اللي مانعها من ...
بعد وجهه عنها ..
و زم شفايفه .
وبدى يستغفر داخله , لأنه بدى يحترق ..
وضغط بقوه على الكرسي .
ظهــره بدى ينبض بقســـوه ..بألم ..لأنه قاعد يكتم ..
أستغفر الله ..أستغفرالله .
وبدى يفكر بعقل وألغى عواطفه على الرغم من صعوبة هالفعل ..أهو ريال غريب عليها ..صحيح تعرفه طول عمرها لكن تحتاج لوقت علشان تتعود عليه كزوج .. واللي يصير بين الزوجين تصرف حميمي ..والمرأه بطبعها خجوله .
إهي قاعده تحاول تنجح بهالزواج ..كل تصرفاتها من أمس تثبت هالشي .
وأهو لازم يحاول ..أكثر !
قال بهدوء " ماشي , راح أعطيج الوقت اللي تبينه " وكمل بسرعه وبصرامه " لكن ..أعطيج وتعطيني , أنا راح أعطيج كل الوقت اللي تحتاجينه , بالمقابل ما أبيج تنحاشين كلما قربت منج ..ما راح تتعودين على شي دامج مو قاعده تسمحين لي بالتقرب منج ..إتفقنا ..؟! "
زينه تمنت الأرض تنشق وتبلعها ..
و ويهها راح ينفجر من اللون الأحمر , بس قالت بموافقه خجوله هامسه " إتفقنا "
صقر سمع همستها , بس حب إنها ترفع صوتها وتقولها !!!
فكــرر بصوت أعلى .." إتفقنــــا ؟!!! "
قالت بصوت أعلى بشــــوي " إتفقنـــــــــــا ! "
تدري إنه طلبها مو منطقي بالنسبه له أو لغيره .
بس أهو لو يدري إنها كانت متزوجه لكن بالأسم يمكن راح يتفهم .
بس هالشي مستحيـل تقوله .
أولاً تستحي !
ثانياً هذا شي متعلق بزوجها الأولي , تحس كأنها قاعده تفضح فواز !
ثالثاً تحس إنها وقحة لما تقوله ترى إنت بتكون الأول !!
صقر بعد ما سمع جوابها قام من مكانه ..
لازم يحاول يفتح صفحه جديده معاها , مو معقوله كل كلمه والثانيه منها , يتذكر الماضي !!
أهم قاعدين ياخذون خطوات إيجابيه وهذا شي زيــــــن بالنسبـــــــه لهم .
عنده أمل , وأمــــــــل كبيــــــــــر إنهم يكونون سعداء مع بعض ..
بس المسأله خطوه , خطوه .
بس الله يصبــــــــــره على الجاي , وعلى الأفكار ..
يا رب ..
زينه إرتفعت عيونها لطوله الفارق عنها بكثير ..وإختفى الخجل كله اللي كان مغلفها .
على الرغم من إنه وجهها لازال يحمل إحمرار الساعات اللي فاتت !
وقالت بتفاجأ " وين رايح ؟! ما شربت شايك ؟!!! "
شاف ساعته ..
وفكرت زيـــنه يا هي تكره هالساعه ؟!
قال لها " بأقيـل شويه قبل صلاة العصر , علشان بروح حق الكراج "
يا هالكراااااااااااج !
يبي يروح للكراج اليوم الصبح واهو مو نايم عدل وقلنا عادي !
بس ألحين حتى مو راضي يرتاح الباقي من اليوم ..عقب تعبه البارحه ! إهي ما ضغطت عليه لما قالها الصبح إنه بيروح ..حاولت تثنيه ..بس ما نجحت ..ياليت تقدر تقنعه إنه يقعد بالبيت علشان يرتاح..خاصة انه اهو صاحب الكراج ومحد راح يحاسبه لما مايروح.. فليش يداوم شفتين واهو تعبان ؟!..روحته للكراج ما لها داعي بالمره..
الكراج ما راح يطير ..
فقالت بهدوء " ليش ما ترتاح باجي اليوم !! ما في داعي ترد تروح للكراج العصـر بعد , خاصه إنك أمس ما نمت عدل ! "
يحتـــــــاج حق شغله اليوم أكثر من أمس ..
مشى , فمشـت معاه , وقال " اليوم ما أحد موجود بالكراج لا علي , ولا عبدالله , لازم واحد منا يكون مع العمال , أريح لي بال "
صقـر كان يشـوف محاولاتها وحرصــها عليــــــــه .
وعلشان يثبت لنفســـــــه ولها إنه قاعد يحــاول يتقــرب منها .
وعلشان يدحـــر الشيطان اللي كل ما له يغلبــــه ..
ضغط على نفســــه بطريقه كبيره ..وقال بهدوء " اليوم إنتي بالليل راح تدهنين ظهري ؟! "
شاف وجهها يصير أحمـر !
وأضاف بإبتسامه " صح ؟! "
زيــــــنه مرتاحه إنه مو ماخذ الموضوع اللي مساعه بحساسيه ..
وإنه قاعد يعاملها بطريقه زينه ..
قالت بخجل وثقه " أكيـــد "
شافها ..
وبعدها قال شي بطريقه تلقائيه ما فكر فيها " إنتي اليوم الصبح قلتي إنه ودج تروحيــن حق محـلات الأثاث ؟! "
رفرف قلبــــــــــــها بسعاده ..
وقفت للحظه وبعدها كملت تمشى معاه وقالت وإهي قلبها يطق بحمـــاس " إيـه ودي "
قال بهدوء " خلاص خليـنا نروح باجر عقب المغرب "
ما كانت مصدقه اللي قاعده تسمعــــــــه .
إبتســــــــــمت بسعاده , بانت على كل ملمح من ملامح وجهها , أبد ما هقـــــــت إنه يعرض هالعرض ..
وكمــل بهدوء " وين ودج تروحيـــن ؟! "
وإلتفت عليها بهاللحظه , وتفأجأ من ملامح السعاده !!
قدرتها على إظهار السعاده عجيبــــــــــه !
من الصبح وإهي كلما شافت فرصه سانحه يلقاها تثبت له إنها تبي تكون معاه !
وهالشي يرضي غروره بشكــــل مو طبيعي .
شوفت هالإبتسامه على وجهها شكلها بتســــــــويله إدمان ..
لأنه ألحين يحس إنه بيسوي أي شي علشان يخلي هالإبتسامه تستمر , وعلشان يرضيها .
قالت " الأفينيوز , نروح حق محلات الأثاث اللي هناك وبعدها نروح حق فيلم "
كانت تدري إنه بتصرفها طمع , لكن بكل بساطه ما قدرت ما تستغل الفرصه .
إبتسم لها وقال " خــلاص خليج زاهبـــه باجر عقب صلاة المغرب "
قالت بحماس " راح أكون زاهبــه "
إتسعت إبتسامته لحماسها .
ورفع أصبعه , وطق خشمها بمداعبــــه ..وقال " إن شاء الله "
إبتســــــــــــــمت بسعاده أكبـــــــــــــــر ..
تحس ما تقدر تحاوط سعادتها ..
ودها لو تناقز بالحديقـــــــــه وتصــرخ بفــــــــــــرح .
إهي حاســــــــه بالتغيير اللي طرأ على شخصيتها من أول ما إدخلت البيت للمره الثانيه .
وين كانت , كيف صارت ؟!
تحس أخيـراً لقت نفسها ..
بس ودها لو تلقاه .
ودها لو تعرف عنه كل شي ..كل تفصيــــــل صغير !
اليوم إنفتح لها بموضوعه مع منيره وهذا تقدم وايد كبير .
بقى تعرف وايد أشياء بعد !
بس مو أهو اللي لازم تعرف عنه , لازم تعرف عن أبوها بعد .
هالشي متعلق في بالها من أول ما قال عمها عبدالعزيز (أبوفواز) إنه أبوها مختلس !! ومن قالت لها منيره إنه أبوها مر بضائقه ماليه خلتها تطلب من صقر يشتري البيت .
شافت زوجهــا !!
صوره أبوها ألحين ضبابيه بعيــونها ..
يا ترى إهي أخطأت بالثقه فيـــــه !!
بس أهو أبوها ..
ما تدري لي متى راح تأجل الموضوع بس الأكيد إنها خايفه من اللي راح تكتشفه .
سمعوا صوت طياره يقطع السكون فرفعت راسها للسما ..
وفكــرت بصديق صقـر ..
وعلى طول إلتفتت على صقر وإرفعت راسها له , و قالت " إبراهيم وصـل لأمريكا يا صقـر ؟! "
غمامه ضيق مرت على وجه صقـــر .
لأنه كان يشوف الطياره بعد ..
نزل راسه وكـمل طريجــــه ..وقال بضيق واضح " ما أدري , ما إتصلو علينا "
وسرع من خطواته .
يا رب شلون ألحين تقدر تخفف عليه كل اللي قاعد يمـــــــر فيــــــه .
من ناحيـة أمه ..وصديقـــــــــه !
خاصه إنها تدري مدى تعلقه بربعه .
صقر كان مستغرق بالأفكار , إبراهيم ..
يا ترى شلونك ألحيـــــــن !!
مع كل اللي صار له من ودعه أمس إلا إنه ما غاب عن باله .
الله يشفيــــــــه ويرده لبناته ولأهله ..
تنهــــــــد بضيق , لازم يروح لأمه اليوم بعد ..لازم يكلمها بغرفتها على الأقل اليوم بالليل ..
لازم يتفاهمون على سالفة ( يمه ) اللي طلعت له , كلام زين منطقي ..!
بس يحتاج يتكلم مع أمه بهداوه .
الصبح كان مصدوم من الطلب فرد بعنف وصرامه .
لكن بالليــل واهم هاديين بيتكلم معاها , ويمكن يطلب منها انها تمهله اشوية وقت .
ولازم يتطمن على مرة أبوه , بيدق على البواب !
مع كل هالسلبيات , ففي إيجابيه وحيـــــــده .
إنه في تقدم بالنسبه لزواجه ..بس يحتاج الصبر , الله يرزقه الصبر عليها .