التـــــــــــــــــــــــــابع ...
صقـــــــــــــــر :
نـزل من سيارته , واهو متحمــس .
السيارات وعلاقته فيهم قديــمه , ومن المراهقــه ..
جدام السيارات يغيب ذهنه عن كل شي , كل مشاكله , يتحـول من ريال عمره بالثلاثينات لمراهق
مسج علي اللي يقـول فيه ( وصلت السياره ..بكراج الشويخ) , حمسه وايد
مالك هالسياره , يبي يحـط عليها علامه أو شعار.., وكان بيطلعها من الكويت للحصـول على هالشعار.
لكن طول هالفتـره , صقر كان يتمنى ان يجيبها لهم بالكراج , لأنه كراجه إضافه إلى اختصاصه بمكانيكا السيارات كان مختص بتصميم شعارات للسيارات وتطبيقها على السيارات , إضافه إلى تغيير لون السياره , وعمل تغييرات داخلها و خارجها بكل طريقه ممكنه وبصوره حلوه .
وتحقق له اللي يبي ..
ما يدري شاللي غير بال صاحب السياره وخلاه يجيب السياره لكراجه , ومو مهتم انه يعـرف , اللي يهمه ان السياره صارت بكراجه
بوغيتي فيرون..
يالله شكثــر يعشـق هالسياره , على كثـر ما شافها على كثـر ما تسحـره اكثـر واكثـر .
بسنيـن عمله بالكراج , شاف كل انواع السيارات , وبسفراته بعـد , بس عشقـه للبوغيتي تغلب على كل سياره , لما يشوفها كل مره يحس جنه يشوفها لأول مره .
اهو راح يتأكد ان هالسياره , بتطلع من كراجـه بأحلى صـوره .
دخــل الكراج , واهو يدور بعـيـونه على علي ..
طلع علي من غـرفه , وقال " السياره تحـــت "
قال صقـر بسرعه " مشاري زهــب العقـــد ؟! "
رد علي واهو يتحــرك لجهة صاحبــه " يالواثق ؟! " صقـر استمر يشوف صاحبــه بفروغ صبـر وحماس لأنه راح يشتغل على هالسياره , وهالشي خلى علي يبتسم ويقــول " إيه المحامي زهــب العقــد وطرشـه , موجود بالورشه تحــــت "
ابتســم صقـر ابتسامه عريضــه , وقال " ممتاز "
وكمل " صاحب السياره ؟ "
ابتسم علي " تحت معاها "
واهو قاعد يتحـرك مع علي بسـرعه " يا اخي ..شكثـر انا حاب هالريال .. ياب لي البوغيتي , عندي أفكار ..ما تصلح إلا لها "
سمع ضحـكة علي ..
نــزل الدرج وعلي وراه .
السيارات الغاليـــه واسعارها أكثـر من المعدلات الطبيعــه تنحـط بالدور السفلي , كراجهم يوفـر عنايه خاصه لكل عملائه وبالأخص للعملاء اللي سياييرهم غاليه , وهذا الشي خلى سمعـة كراجـهم واصله لأغلب دول الخليج ,وخاصه إنه عندهم بالكراج قسم لتزين السيارات وقسم للتصليح .
واهو ينـزل بدت تطلع السياره جدامه ..وقال بصــوت منخفض "روعـــــــــه "
نــزل , رحــب بفارس مالك السياره بكل جديه توحي بالثقـه واختفت كل ملامح الحماس اللي كان حاس فيها.
" حياك الله اخ فارس , احنا اكثـر من سعداء بأنك اخترت كراجنا حق سيارتك , ونتمنى نكون عند حسن ظنك , معاك صقر ناصر"
شد فارس على ايد صقـر , وقال " الصقــر تشرفنا ...صيتك واصل لأماكن بعيـده " وكــــمل بجديـه " وانا بعد اتمنى انكم تكونون على مستوى السمعه اللي وصلتني عنكم ....." نقل نظره على الكل ورد نظره لصقر وقال بجديه " ياريت انت اللي تباشر الموضوع "
" أبشـــر , بيصير لك اللي تبيــه " ولف بعدها على ربعـــه ورفع حاجب , وقال بغشمــره " سمعتوا يا الربع , انا المســؤول "
علي قال بنفـس الغشمـره ولكن على شكل جدي " وانت كله جذي حظك , يا اخي سلفنا بعضه "
الكل ضحــك وبما فيهم فارس ..
واثنينهم بدوا يتأملـون السياره , لف بعدها صقر على فارس , وقال " شنو فكـرتك للرمـز اللي تتكلم عنـه ؟ "
هـز فارس راسـه وقال " ما ادري ..او بالأصح عندي افكار , بس حسيتها تقليديه , وعشان جذي ييت لك انت بالذات ....... انا شايف شغلك بسيارة معــن , ابــداع فني يا اخي , ابداع "
حط صقـر ايده على صدره بشكل سريع تعبير عن الشكـر , ونزلها , واهو مشغول بالسياره , لأنه عقـله قاعد يشتغل بعجله , وقاعد تتشكل بمخـه افكار بس قال بطريقه سريعه " سيارة معـن الشباب كلهم اشتغلوا عليها مو بس انا "
رد شاف فارس كمل بجديه " ومعن كان ريال صبور"
ضحك فارس اللي فهم ان صقر قاعد يلمح انه ما يستعجل , واهو فعلا ما كان مستعجل كان يبي الشكل يكون ممتاز ..
يا واحد من العمال , وجـذب اهتمام علي وعبدالله , اللي اصعـدوا لفوق بعد ما استأذنوا من صقـر , وفارس ..
دار صقر حول السياره وبعدين توجـه للمكتب الموجود بالورشه , سحب نظارته الطبيه , وقلم رصاص , ودفـتر ..
وتســـند على المكـتب , واهو مقابل السياره ..
لبس نظارته , وبدا يتأمل السياره , كل هذا تحت عيــن فارس ..
كان صقــر يطق القلم بالدفتــر برتابه معيــنه , وفجأه بدى يرســم , وبســـرعه خارقه ..
واهو يقــول بذهن غايب " هذا رسم اولي .."
ايده كانت تتحــرك , واهو يقــول " طبعا قابل للتغيــر , خلال الأسبوع كل شي احتمال يتبدل , وانا راح اغيــر واعدل فيــها .... واطـــور بطبيعـة الحال "
صقر صفح الصفحــه وكمل يرسم , وفارس يشوف ايده بأنبهار واهي تتحرك ..لكن قال بعقله (اكيد الرسمه شخابيط !!!! )
تحرك فارس بالورشــه , وشاف مجلد , وقال لصقــر " عادي ؟ "
صقـر ما سمعه ولا كان منتـبه له , افكاره كان مرتكـزه على تصـوير فكـرته بأوراق .
وفارس خذا صمـت صقـر بمبدأ ( السكوت علامة الرضا )
بدى فارس يقـلب بالأوراق الخاصه بالمجلد , وبدى يشـوف التصاميـم , والسيارات اللي محطوط عليها التصميم ..
كان كل تصيمــم احلى من الثاني ..كل هالتصاميم كانت من صقــر ..بالمجلد كان إضافه للتصميم , ينذكر اي سياره طبق عليها التصميم , و فكرة منـو , ومنو اللي نفذها بكل صفحه.
افكــار عجيــبه .
شـاف سيارة معــن اللي اسحـرته بأحدى الصفحات , هذي السياره اللي خلته يغيـر رايـه , ويقـرر ان يحط رمـز لسيارته بالكويت ..
خلص من المجلد وصقـر بعده قاعد يرســم ..
صقر وقف رسم وبدى يتأمل عمله بعيـن النقــد , ورد على الصفحــه الأولى .
فارس قرب منــه , وصقر بعده يتصــفح , وبعديــن رفع راســه , ورفع النظاره لشعره فـوق , وقال " تفضــل , إذا في شي مو فاهمه , اسأل "
فارس كان اقل ما يقـال عنــه مبهــور .
كان صقــر راسم اللوغـــو , ورسم موقــعه بالسيـاره بالضبط , ومعطي الشكل من بعيـد وقريب ..يعني شغل احترافي بمعنى الكلمه
صحيح كان الرسم بالرصاص , لكن كان مبهـــر ..
ما قدر يتكلم , وصقــر خذا هالشي على انه عدم فهــم , فبدا يشـــرح , قصــده من اللوغـو , و ويـن بيكــون موقعــه , وليش اختار هالمكان بالذات ..
واللون اللي اهو ناوي عليه ..وختم الكلام , بأنه هذا بس فكره اوليه , يعني تفكيـر مبدئي مو نهائي ..
بعد ما شرح , عم السكــوت , صقر خلا فارس يفكر بروحـه , , وتحرك وحام حول السياره , وبعدين أشر والقلم بأيده ,و لف على فارس , وبدا يمشي للخلف , ويهه مقابل لفارس , ورفع ايده اللي فيها القلم وأشر على السياره اللي بيمينه , واهو يتحرك قربها واهو يقــول بثقــه حــلوه " شفت اشكثــر سيارتك حـلوه ... انا أقدر أخليها أحلى , وأحلى , لكن احتاج الضوء الأخضر منك , وانك تكون واثق فيني "
فارس ابتسم وقال بأسلوب غشمـره " يعجبني الواثـــــق ! "
ابتسم صقـر بثقــه وكمل كلامه , واهو يأشر بالقلم على فارس , وقال بجديه "انت فكر بالموضوع , وعطني رايك ؟ "
ابتســم فارس وقال " تظن عقب اللي شفتــه بأقدر أغير رايي ..اللوغو اللي انت سويته أبيه على سيارتي . "
صقــر وبأبتسامه مشى للأمام لفارس .." على بركــة الله "
عقــب ما وقعـوا على العقد , واهم قاعديـن يشربون قهـوه , قال فارس بهـدوء " تدري انك مصمم فنان , ما قط شفـــت بجمال افكارك حتى بأمريكا لما أطلعت على شغل بعض الكراجات ..انت معقول تنافسهم , وسيارة معن ..ما شاء الله إضافه للفكره الحلوه كان شغلكم نظيف "
ابتسم صقـــر ..
وكمل فارس " ما كنت خايف اني اتراجع وتخسر انت صفقه , إذا فكرت بالموضوع ؟ "
قال صقـر بجديه " إذا كنت بتغيــر رايك فأحسن انك تغيره واحنا بالبــر , أما إذا بديت اشتغل بسيارتك , فجأه غيرت رايــك , فهذا بيشكل لي مشكله "
رد فارس عليه , واهو يتأمل اللوغو اللي عمله صقــر "ما شاء الله صـراحه انت فنان " رفع راسه لصقـر , وكمل " غريب شلون وظفت مهارتك بالرسم بالمجال الغريب هذا "
" مو غريب ولا شي , وايد ناس عندهم نفس هالمهاره , وموظفينها بهالطريقه "
" بنفـــس مهارتك ماشاء الله , لأ ما اعتقـد اني شفــــت "
منع صقــر من الرد , صوت موبايل زبونه ..واللي جا منه خبر ان وسيلة النقل لفارس وصلت عند باب الكراج ..
قاموا من كرسيـهم بهدوء واهم متوجهيـن للأعلى , ولباب الكراج بالتحديد .
لما وصـلوا لباب الكراج , قال له صقر " هذي التصاميـم الأوليه .. بأفكـر بالموضوع اكثــر , وأشوف شنو يطلع معاي , وراح افكـر بالألوان بعد ... وان شاء الله اخلص لك الموضوع على الوقت اللي اتفقنا عليه بالعقد"
قال فارس " تشرفت بمعرفتك يا أخ صقـر , وراح اكون بأنتظار النتيجه النهائيه بفارغ الصبـر"
كان في سياره تنتظر فارس عند باب الكراج , وقبل لايصعد فارس السياره , جا واحد من برا الكراج بسياره .
واول ما شاف صقر صاحبها ..تنـــرفـز بس ما بين هالشي من ملامحه !!
ألتفت على فارس بأبتسامه متغيــره , وقال " نشــوفك على خيـــر "
بعد ايده عن المصافحه , واهو يحس بغضب داخلي عميق ..
علي كان يشـوف صقـر واهو يودع الزبـون .
كان متأكد وضامن ان صقـر بيوقع العقــد , صقــر مصمم بارع , إضافه إلى انه ميكانيكي بارع , واكثـــر من بارع ..وصاحب شهاده عاليه بهالمجال , وخبـره .
صقر تابع بنظره انصراف الزبون , وغيابه عن النظر , ألتفتت على اللي متــوجه له .
كان يعرف هالشخـص , ويعـــرفه عــدل , وهالشي اللي خلاه يعـرف ان وجوده وراه طلب فـلوس , او واسـطه !
بهاللحـظه قرب احد العاملين بورقه تحتاج لتوقيع صقر ..اللي قراها , وتحرك من مكانه..واهو يوقع الورقه , قال بصــوت منخـفض " الغدا على حسابي اليـوم , بلغ الجماعه "
قال هالكلام على العاده .. !
صقر بعد ما سلم الورقه للعامل , رد رفع راسـه , وشاف الشخص واقف قباله .
عطاه نظـره من فـوق لي تحت , وقال بصوت محايد " ها أسامه , زايرنا ! "
أسامه اللي كان كاشخ , وشكله ما يوحي انه طرار درجه أولى , ابتسم.
وقال بدفاشه " ياي عشان تصلح لي سيارتي , قاعده تطلع اصوات "
ضحـك صقر بسخريه من انعدام الأسلوب , شنو معقول يسوي مع ناس جذي , بس شلون يشره عليهم !
تكلم أسامه بنفـس الأسلوب الدفـش والأمر وبصوت عالي نسبيا " ترى ابـوك يقــول ببلاش ..يعني ما راح ادفع شي ..ببلاش , واهو بيدفع لك بس انا ما راح ادفــع "
كان رد صقـر على الأسلوب والكلام بنظره جامده , تعــود على هالحركات من أبوه ومن أسامه .
أسامه لما شاف ردة فعل صقـر , كأنه بدى يحاتي , وعدل اسلوبه فقال بنبرة استعطاف "انت تدري انا ريال فقير , ويالله عندي اللي يكفي اهلي "
أسامه مو فقيــــر , أسامه بخيل !
وأبوه ناصر يدري بهالشي .
رد صقـر بهدوء , وبرود " حياك معاي "
وتحــرك من مكانه ..وأسامه قعد يلحقـه ..واهو يتلفت كأنه مسطــول بالمكان , اللي كان أرقى من الكراجات المعتاده .
ألتفت صقــر يتأكد ان أسامه يلحقـه , وصعـد لمكتبــه فــوق , مسك الباب للي يدخـل , وسكــره بعد ما دخــل أسامه .
وراح قعــد على الكرسي ورى المكتب , والريال قاعد يتلفت .
وبعدها قال أسامه بحسد " والله وعرفت تدبـــر عمرك , وتطلع لك فلوس , بعد ما كنت حافي منتــــف"
كان صقــر شكله يوحي بالأسترخـاء , متســند على الكرسي براحه , وايده مسترخيــه على مسند الكرسي , والأيد الثانيـه , ماسك فيها قلم , وقاعد يطقطق فيه على المكتــب .
اهو تعلم من الخبره إنه يكون جاف , وواضح مع هالأشكال فقال بهدوء " إذكر ربك "
رفع أسامه ايده بدفاع وقال بنفس الدفاشه " ما شاء الله ما شاء الله , ما قلنا شي "
ابتسم صقر بتسليه وقال "المهم وين أبوي ناصر ؟ "
تحرك أسامه ورمى روحـه على احد الكراسي , وقال " ما راح تضيفني اول ..قهــوه , عصيــــر , شاي ؟ "
رد بهـدوء " جاوب على سؤالي ؟ ..........لو سمحـــت "
لف أسامه بكســل " انــزين ..انــزين ..ابوك الله يطول بعمــره , توه راد من شرق اسيا ...امس بالليـــل ..من ماليزيا بالتحديد "
مسافر !
هــز راسه بقلة حيله , كان المفروض يتوقع ان ابوه مسافر !
ماليزيا ..ماليزيا !! من ويـن له الفلوس ؟؟
مسافر من غيــر لا يقـول لأحد !!
حتى لو بيقــول ما راح يقــول له اهو بالخصوص .
فجأه حس بالغضب ..
انتبه من افكاره على طقـة باب المكتــب , وقال أسامه بلقافــــه " ادخـــل "
صقــر رفع حاجب من تصرف أسامه !
دخل واحد من العمال بقهـوه , وقال له صقــر " يعطيـك العافيـه " .
بعد ما طلع العامل , رجعت افكاره لنفس النطاق , أبوه ...وماليزيا !
قال صقــر بهـدوء " ماليـزيا !!! من غير لا يقول لأحد ؟!"
جاوب أسامه بعدم اهتمام واهو يشرب القهـوه " قال لنـــا ! "
اي ابوه قال لهم , اكيــــد قالهم , قال لربعه واهو في احد اهم من ربعه بحياته !
حس بالغيــــــــــــظ من الوضع كله .
سرح صقـــر بأفكاره.
وانتبه على كلمة أسامه ".. وسيارتي "
لكن رد عليه بهدوء وقال " اهو اشفيها سيارتك بالضبط ؟ "
وما صدق أسامه ان صقر قال هالكلمه , فبدى يعدد مشاكل السياره القديمه ..
وبعد ما انتهى قال له صقـر " راح اكـلم أبوي , وأرد لك خبـر , واحتمال أطــول"
اضاءت عيـون أسامه بالجشـع , وقال " طول كثر ما تبي , أدامها ببلاش "
وقبل لا يطلع أسامه ومن عند الباب قال " ابوك يقولك تعال له اليوم ! يبيك بموضوع .....المغــرب أنسب وقت ! "
رفع صقر راسه عن الورقه اللي بيده , وشاف أسامه يطلع ..
ابوه طالب مقابلته , وموصي أسامه على هالشي !!
ليــش ما يتصـل !
بس أكيـــــــد عنده مشكله أو سالفه
منيــــــــــــــره :
أول ما أوصلت , عطت امر للخدم بأنهم يوصلون الحقائب لغرفة زينه , مع فستان العرس و الألبومات الخاصه بالعرس .
ردت للصاله على دخـلة زيــنه , اللي كان واضح عليها التفكيـر والإنشغال ومو منتبهه لوجود أحد , ما حبت منيـره تفاتحها باللي صار اليوم واللي خلاها اهي نفسها بمزاج متوتر وغاضب .
هالموقف أفسد عليها يومها !
عقدت حاجبها .
بس ردت ملامحها بشكل طبيعي , وقالت بهدوء " زيــنه "
ارفعــت زينه عينها بتفاجأ ووقفت , كان واضح عليها الإنشغال وإن منيره بكلمتها جذبت أنتباهها من اعماق الأفكار , وقالت " هلا منيــره "
قالت بلطف " شلون امتحانج ؟ "
ابتسمت زينه ابتسامه ما وصلت لعيونها " الحمدلله "
ردت منيره الإبتسامه وقالت " تعالي شربي معاي جاي الضحى "
زيـنه ما كانت تقدر تستحمل روحها , تحس تبي تقعد بروحها ما لها خلق احد , برودها قاعده تفقده بسرعه من أول ما ادخلت هالبيت , أو بالأصح من أول ما توفى فواز .
بس قالت " يلا ..آممم بس اغيــر اهدومي , وايي لج "
اصعدت لغرفتها , وشافت اجناطها , تنفست بضيق
تبي تنســـدح , وتختفي بعالم الأحلام .
ذاك العالم اللي ولا شي فيه جد , ما فيه ألم حقيقي , ما فيه شي حقيقي ..
يا ليت ..
اقطعت أفكارها , اعوذ بالله من الشيطان , أعوذ بالله .
رمت كتبها , على الفراش ..
حطت ايدها على رقبتها تدلكها , وبعدين ارفعـــــت شعرها من تحت ولفت جسمها .
تجمد كل ما فيـــها .
فستان عرسها ! وما إنتبهت لألبومات العرس .
فستــــــــــــان عرسها !!!
صدت عن الفستان , نزلت ايدها عن شعرها .
حست بكتمه بصدرها , شيسوي هالفستان اهني ؟؟
حافظه هالفستان , حافظه كل تفاصيله ..
جماله ظل على لسان الحريم شهــور , قربت ومررت ايدها على القماش .
عضت على شفايفها .
ما تبي تشــوف هالفستان , ما تحبـــــه .
غمضـت عينها , وشدت بيدها على القماش ..
شلون لقوه , اهي خاشته بالجيس وداخل الكبت اللي بدارها .
ابتعدت عن الفستان بصدود ..
وتوجــهت للباب , ايدها كانت ترجـف , لكن تحاول تمسك اعصابها , افتحت الباب , نادت " ميري .." سمعت صوتها ولاحظت رجفته ..
حاولت تتمالك نفسها وقالت " ميري ...ميري "
وادخلت غرفتها وتركت الباب مفتوح ..
بعد لحظات اسمعت صوت
ما ألتفتت وقالت " شيلي "
وأشرت بأيدها من غير لا تشوف الفستان ومن غير لا تشوف اللي داخل عليها ..
" شيلي الفستان , وديــــــه تحت "
لما لاحظت إن الخادمه ساكته ألتفتت , وشافتها مسطله قبال الفستان , قاعد تلمس القماش واهي فاتحه حلجها..وهذا استفزها .
قالت ببرود " ميري ..الفستان شيليه..وديــه تحت.. تحت "
ميري أوقفت بلقافه " هزا فستان واجد هلو ..ليش وديه "
زينه انصدمت من السؤال !!
وتنــرفزت , وقالت ببرود " انتي اشعليج ليش وديــــه !! , اشدخلج ؟؟ ..بس وديه "
قالت ميري بصيغه تحلطم , مستفـزه " جيــن ماما ..جيــــن " وكملت بنفسيه " وين ودي ؟ "
قطيعه ..قطيعه تقطعها هالميري , هذا اللي ناقصها ..
ردت زينه عليها بأختصار " بالكبت اللي بالمخزن "
اطلعت ميري واهي تتحطلم بصوت منخفض ..
أما زينه فلما شافت ميري تطلع , خذت نفس عميق , وقعدت على طرف الفراش .
بخروج فستان العرس , تحس كأنه هم وانزاح .
بعد ما كانت قاعده رمت حالها على الفراش ورجلها بعدها ملامسه للأرض ..غمضت عينها .
أ ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه
قبل سنوات (يوم العـــرس ) :
كانت قد أنتهت من المكياج , وتوها أتركتها منــال عشان تنادي المصـوره .
قاعده قبــال المرايــــــه , طـول اليــوم واهي متــوتره , كان أي واحد يكلمها تتنرفز عليــه , وتنـزره ..
لكن لما شافت صورتها المعكوسه .
كانت كأنها حلمانه وصحــت !
وصدمــها شكلها ..هذي مو أنـــا ؟ هــزت راسها برفض لهالشكــل .
كان كل شي مبالغ فيــه ..
مكياجها وخطــت العيــن , والحمـره حمـــــــــــره .
شعــرها .
نـزلت عيـونها للفستان ما يشابهها .
ما عـرفت روحهــا ..ما عمرها سوت جذي .
أنقــــــــــلت النـظر على إنعكاس الغـــرفه .
وتــذكرت الكوشه اللي اتفقــت مع المصمم على إنجازها .
هــذي مو إهي ..
ما تقـــدر تنــزل للنـــــــــاس .
ردت للمنظــــره تشـــوف شكلها ..آآآآآآ حطــت إيدها على قلبها آآآآآآآ ..ما أعرف منو هــذي ؟
ما تقــــدر , إهي بجــذي راح تحكــــم على روحـها الحقيقيــه بالإعدام .
بدت تحس باللي إهي ســوته .
أنا شنو ســويت بعمــري .
أنا ما أقدر أتـــزوج ؟؟
بـــــدت الهستيريا تتملـــــكها , إهي ما تعـــرف هذي اللي بالمنظــره .
اهــي تحــب الأشياء البسيطه , ما تحــب الشكــل اللي قاعد يشــوفها بالمنظره .
ما تقــدر تتزوج من فواز ..
قرارها إنها تتزوج من فواز أو أي أحد غلط , واهي بهالتعــب النفسي .
راح تتعــب فواز معاها بهالطريقه .
الفـــــزع خلاها على أعصــابها .. ما أقدر , هذا راح يكون أكبر غلط بحق نفســي.
شــلون أتزوجــه وأنا كنت أحــب صديقـه , وانا كنت أتمنى صديقـه .
دخـــل أبوها , ولفــــــــــت عليــه بســرعه , جا وراها , وحط إيده على جتفها , شافت أبوها .
شافته بالمنـظره .
نـزل راسه وحــبها , وقال " مبـــروك زيـونه "
ألتقــت عينها بعيــون أبوها من خلال المنـظره .
أرجفت شفايفها " يبـــه ..يبـــه ما أقدر أتزوج "
إبوها اللي كان مبهــور فيها ومبتســـــم , ضحــك وقال " شالكــلام يا زيــنه ؟ "
كل ما فكــرت بشكـل أكبـر تتكتشف إنها فعــلاً غلطانه ..بهستيريا قالت" يبــــــه ما أقدر أتزوجـــه , تصــرفي بيكــون غلط "
أبوها إنصـــدم من كلامها .
تكــلم معاها أبوها بجديه " إنتي زوجتــه "
لفـــــــــت بمقــعدها لأبوها وتعلقت بدشداشته .
أبي أتطلق , الزواج واهي بهالوضع من التفكيـر بيكون أكبر غلطه بحياتها .
" طلقني منـــه يبــا ..أنا غلطـــت ..ما أٌقدر أكمـل هالزواج "
ارتخـــت ملامح أبوها وقال " عادي حبيبتي كل عروس تحاتي قبــل ما تنتقـل لبيـت ريلها"
تحس تصرفها غلــط .
مو بهالوقت تتزوج , ولا من هالريال اللي راح تتزوجـه ..غلط .
يمكــن تتزوج بس بعديــــــــن مو ألحيــن , مو ألحيـن والجـرح بعـده متقيـــــح .
قالت وعيـونها مزغلله من الهستيريا " يبــ...ـا , ما أٌقـــدر أتزوج صاحبـــه "
عصـــــــــــب ومسكــــــها من كتــوفها وقال " إشلـــــــــون تفكريــــــــــن فيــه عقــب اللي سواه فيــنا "
اللي ســـواه !
رجــــــــع لبالها كل اللي عمــله فيها وبأبوها ..
إهي وقـــفت قلبها عن حبــه , ما تهتم فيـــه ..
لكن مو معقـوله تنسى إنها راح تظلم فـواز معاها .
بحــزن هــزت راسها برفـض " مو قاعده أفكـر فيــه ..بس ..بس ما أبي أتزوج ألحيــن , أنا تسـرعت , ماأقدر أتـزوج "
ضغط على كتفها بقســـــوه " تقــدريـــن , أدامـــج بنتــــــي فأنتي تقــدرين "
وكمــل " لا تفشليني يا زيــنه , لا تنزليـــن راسي جدام الناس "
شافت عيـون أبوها الجــديه ..
تقــطع قلبــها
وحــــــست بتأنيــب الضميــر , اهي مو قاعده تفكــر إلا بنفسها .
أما أبوها فكمل يقـول " لا تخليــني حجوه في حلوج الناس , لا تشمتيـن صقـر فيني "
وقال " إنتي مو قاعده تفكريـــن فيـه صح ؟ "
قســـــت نظرتـــها : لأ , إهي ما راح تخلي أحد يتشمت بأبوها ..كفايه اللي سـوته بحق نفسها وبحـقه .
لازم تقسي قلبها , لازم تدوس على روحها عشان تعـوض على أبوها .
فــواز خــوش ريال ..وحتى لو كان صديق صقـر
تقـــدر إنها تتزوجـه وتعيش سعيـده ,خاصه إنها شالت صقـر من قلبها .
وقست نظرتها أكثـــر ..مو بس شالته من قلبـها صـارت تكرهه .
هذا اللي صـار كان مثــل ما قال أبوها (خــوف العروس)
قالت ببرود " لأ "
ابتســـــــــم لها , ورفعها عن الكرسي وضمــها لصــدره , لكنها أعجــزت عن إنها تضــم أبوها .
حســت بجانــب أخر منها يمــوت بهاللحظه .
بعــدها أبوها وبأبتسامه قال " صايره شحلاتــــــــــج ما شاء الله عليــج "
أبتعــدت عن أبوها وشـافت روحـها بالمنــظره .
حلـوه , فبعـــد ما دققت النـظر بالمنـظره إنتبــهت إلى شكـلها من الناحيـه الجماليه.
اذا أبوها يقـول هالكلام فلازم تصــدقه , ناس وايد تقول إنها حلوه .
لكن صــدت عن صورتها الغريبـه وكــــــــرهت هالفستان اللي أدى إلى هالضعف , ونساها للحظه إنها لازم تكـون أقوى واحســن , واجمل , وما تبيـن ضعفها .
عشان أبوها وكرامتـــه وكــــــرامتها راح تثبت للكــل إنها ما تفكـر فيه .
وإنها تخطت هالمرحله اللي كان اهو شمسها واهي اللي تحوم حوله وتدور رضاه .
رجعت بذاكرتها لأهانتها العلنيــه .
قســت قلبها .
ودخــلت المصـوره ..اللي انبهرت بعروستها .
الوقت الحاضر :
إبراهيم :
كان قاعد بالمخفــر وموبايله على إذنه , واهو يطق بأصبعه على الطاوله اللي جدامه .
مو قاعده ترد !!
تنهـــد بغضــب , وزادت على ضربات اصابعه على الطاوله بتوافق مع مزاجه المتوتر .
واهو وطليقته العزيزه متفقيـن إن الحوار بيكون بينهم مفتوح عشان خاطر بناتهم اللي وعوا على الدنيا وامهم وابوهم منفصلين , لكن بدريه بكثير من الأوقات تختار إنها تتجاهل اتصالاته .
سكر موبايله ورماه على الطاوله بضيق ..أووووووف .
بناته مو مرتاحين بالبيت معاه , وأكبر دليل زيادة البجي والدلع والعصبيه .
خذا الموبايل للمره الثانيه بيتصل على أخوها !
لأن المدام أصلاً مو قاعده تتصل على البنات .
بعد فتره طويله ..تم الرد عليه ..
"هلا "
الصوت كان قمه بالجفاف .
رد أبراهيم بطريقه عاديه واهو متجاهل نبرة ولد عمه " هلا فيك زود "
سمع طلال يتكلم "حطـه اهني ..اي اهني " كان الصوت بعيد جزئياً..
وهذا خلا ابراهيم يقول " نعــم ..!!"
طلال رد بنفس الجفاف " مو قاعد اكلمك ! "
وبعدين كمل " اشتبي !؟ "
كان وده يصرخ على ولد عمه , ويقـوله يعني مو ملاحظ إنكم ما تردون على تليفوناتي ,بس أمر نفســه بغيظ , لأ.. إقصر الشر يا ابراهيم , ولا تتهاوش مع الريال ..الكل يعرف ابراهيم أنه حار ومو من النوع اللي يسكت ببساطه .
بس هالمره سكت لأنه ما يبي يكبر السالفه ..مو من مصلحته .
بس هذا ما منع انه يتكلم بجفاف " وين بدريه ؟ "
كان واضح أن اخو بدريه بدى يحس بالسأم لأنه صوته معبر عن هالشي بكل وضوح " ليش تسأل ؟ "
وهذا خلا ابراهيم يرد بعصبيه " لأن البنات يبونها , وأهي لا حس ولا خبـر "
" بدريه مسافره "
هذا الخبر اللي تلقاه كان مثل الكف على الوجه !
بدريه مسافره !!
" شلون يعني ..ما فهمـــت ..شنو يعني ؟ "
كان رد طلال بجفاف وسأم " يعني قصــت تذكره وراحت المطار وركبت الطياره ..وفووووووو الطياره طارت فوق المدينه "
ابراهيم بدى يضحك لأن من الواضح أن طلال قاعد يستخف دمه .
وبعد ما انتهى من الضحك قال " لا يا طلال ...صـــج ..وين بدريه ؟ "
تلقى صمت من الطرف الثاني وبعدين إجابه مستهزأه " شايفني ياهل عشان اتغمشر معاك بهالسوالف ..بدريه مسافره "
اهني ابراهيم ما قدر يتمالك نفســه , بدت حقيقة الوضــع تنــزل عليه , السيده بدريه المحترمه سافرت , وخلته مع البنات واهو مو عارف يتعامل مع الوضع , خاصه مع بداية الدراسه ..هذي شلــون تتصرف جذي ..وبدى يقــول بغضـــب " شلــون ..شلــون تســـافر من غيـــر لا تقـــولي ..شلــون ..."
قاطعه طلال وقال " لا يكـــون نسيـــت نفســـك يا ابراهيم , اهي مو مسؤوله منك , أنت طليقها , واهي ألحيـــن حرة نفسها , تقدر تسافر وترد على كيفها وما ترد لك خبــر دام احنا راضيــن "
رد ابراهيم بنفـــس الغضـــب " طلال عدل اسلوبك , وتكلم مثل الرياييل , واحترمني مثل ما أنا محترمك "
" اسمع يا أبراهيم ..انا مشغول , واظن أني رديت على سؤالك في شي ثاني بعد "
" طبـــــــــــعاً في شي ثاني , وين مسافره ومتى بترد ؟ "
طلال بعد ما رد السأم لصوته قال " ما أدري على كلا السؤالين "
بكل غضب وغيظ رد ابراهيم " انا ماني عارف اختك اشلون تفكـر ..تسافر وتخلي بناتها عندي من غير لا تراعي إن ألحين فترة دراسه "
اكتست نبرة طلال بالبرود "أي دراسه , أي بطيـخ البنات بالروضـه , و أظن انك ابوهم , واهي ما اتركتهم عند غريب ..يلا سلام "
طوووط طووووط طووووط .
نــزل التليفون من اذونه وبدى يشوفه بأستغراب .
الخـــــــايس سكر التليفون بويهي ..سكره بويهي .
نــزله الموبايل على الطاوله .
شيسوي ألحيـــن ؟
شلـــون ..
يقول حق دلال وداليا , ولا يسكت !!
شلـــون تسوين جذي فيني يا بدريه..شالأنانيه ؟
يتبـــــــــــــــــــع ...