[ =black widow;14749972] التــــــــابع ...
الليل ( المطار ) :
إبراهيم :
شاف أحبابه حوله .
ربعه , نقل نظره عليهم ..
عبدالله ..علي .
زملاءه بالدوام .
أخوانه .
قاعدين يتعشون معاه .
بيغادر قريبا , تاركهم كلهم , لكنه راح يرد ..
علشانهم كلهم .
وعلشان أمه , وبناته و لولوه .
لما جت في باله أمه ضاق صدره , إنهيارها قبل ما يغادر عور قلبه .
كان وده لو يقدر يخفف عنها .
وده لو يروح لبناته ألحين , ويشوفهم , ويضمهم للمره الأخيره .
تنهــــــــد لما كلمه واحد من الشباب ..
شاف من بعيد , صقر يقرب من المطعم اللي الكل قاعد فيه بالمطار , إبتســـــــم ..
المعرس جا ..
لكن معاه روحه ..
بناته الثنتين !!
إبراهيم لما شافهم واهم توهم طارين في باله قام من مكانه .
وراح طيران مو حاس بكل اللي قاعدين ..
صقر حس بغصه واهو يشوف ترحيب إبراهيم المتحمس لبناته واهو عارف إنهم بيفترقون .
لما سلم على بناته , سلم على صقر بحراره .
اهو الوحيد اللي حس برغبته بإنه يشوف بناته .
واهو اللي توه متزوج , وترك زوجته وجا له في المطار .
وقال بهمس " مشكــــور "
ضموا بعض ..
صقــر قال بكل جديه " ما بينا هالكلام يا إبراهيم "
إبراهيم كان فاقد صديقه , بس ما يقدر يتصل على صاحبه واهو توه متزوج .
إبتعدوا عن بعض ..
قالت داليا " بابا شيلني "
صقر حس بإبراهيم يتصلب ..
إبراهيم ما كان يقدر انه يشيل أي شي .
كتفه ما يستحمل !
وحز في خاطره إنه ما يقدر يشيل بنته ..
اللي بدت تشد على بنطلونه عدة مرات ..
قالت دلال " لا بابا أنا شيلني "
بدوا يشدون على ريوله , واهو يشوفوهم واهو مو عارف شنو يقول ..
إحساس العجــــــــز قاعد يقتله ..!
فجأه إنشالوا البنتين من صقر , اللي بدى يلف فيهم بالمطار , واهو مو مهتم بنظرات الناس المستغربه أو اللي قاعده تشوفه بضحكه .
بنات إبراهيم بدوا يضحكون .
إبراهيم كان يشوفهم وقلبه متقطع ..
كاره نفســـــــه , وكاره هالمرض اللي مو مخليه حتى يشيل بناته , ويلعبهم مثل ما يبي .
لما نزلهم صقر واهو يضحك بعد ..
ركضوا لعمامهم علي وعبدالله واهم لازالوا يضحكون .
وقف إبراهيم مكانه ..
وقال " ما قدرت أشيـل بناتي الصغار "
قال صقـر بهدوء " إن شاء الله راح تشيلهم لما ترد "
شافه إبراهيم وقال بألم " إن شاء الله "
صقر كان بيروح للمطعم , مسكه إبراهيم وقال " سلم وتعال نتمشى وييب معاك البنات "
قال صقر بهدوء " ماشي "
راح وسلم على الناس , وقعد شويه بعدها إستأذن , وخذا البنات معاه ..
قال إبراهيم لما لحق فيه صقر " إشلون الزواج ؟! "
إبتسم صقر ..
شلونه !!
ما يدري , مشاعر مختلطه , وغريبه غمرته !!
وقال " الحمــــــدلله "
ما بعد منتصف الليل :
زينه :
فاتحه اللاب توب , وقاعده على صفحة الجامعة , وكل خمس دقايق تسوي ريفرش ..
تبي تضيف ماده لقائمة المواد اللي راح تاخذهم هالكورس .
لكن ولا شي فاتح .
وكل خمس دقايق تشوف الساعه ..
وينه !!
ما يا لما ألحين !
معقوله كل هذا قاعد يودع إبراهيم !
المشكله إنها تدري عن ولاشي من خطواته .
طول اليوم تاركها منقوعه في البيت , قضت الوقت برحله إستطلاعيه للمكان اللي سيعتبر بيتها بالسنين القادمــه .
كان كل شي ذوق ..
الأثاث , الألوان , كل شي تم اختياره بعنايه شديده .
شافت كل شي , ما عدا غرفه وحده , كان مقفول عليها بالمفتاح !
منيره ...خالتها منيره , طلعت , وردت ..
وإهي ظلت بالبيت , وريلها ما شافته .
حست بملل فظيع , عدم إهتمامه قاعد يذبحها .
حتى لو ما كان موجود في شي إسمه تليفونات , يقدر يتصل , يقدر يرسل مسج , أو حتى واتس أب .
مو معقوله إنه مو فاضي حتى لدقيقه وحده يكلمها فيها .
ويعترف بوجود وحده في البيت معاه إسمها زوجته .
كانت رافعه شعرها من الأمام فقط ..بكلبسه صغيره , ولابسه بيجاما حريريه , عباره عن بنطلون بيبي بينك , وبلوزه علاليق , كل ظهرها تقريباً طالع , وحفره على شكل سبعه , واسعه من الأمام.
وعلى أطراف السبعه دانتيل .
ولابسه بالطو حرير قصير يستر الجزء العلوي فقط ..إهي تدري إنه شكلها حلو , لأنها إعتنت بروحها بشكل خاص , ما تبيه أبداً يشوفها بشكل قبيح أبداً .
قامت من مكانها وإهي حاسه بعدم الإرتياح .
ليش قاعد يسوي فيها جذي ليش ..
طول اليوم بس تسأل هالسؤال !
راحت للمطبخ , حاست فيه لدقايق .
ردت طلعت للصاله , وشافته بهالوقت ..
تجمدت مكانها , وحست كأنه الهوا إختفى من الغرفه كلها .
إحساس بالسعاده غمرتها بشوفته .
كأنها كانت عطشانه وإرتوت .
بعدها حست بالغضب من نفسها , طول اليوم تاركها , وإهي لما تشوفه ما تفكر إلا بهالسوالف .
شوق ..حب ..وعطش .
بس شكله تعبان , كان شبه مستلقي على القنفه اللي كانت قاعده عليها ..
ورامي راسه للخلف , ومغمض عينه .
لازال على ملابسه اللي جا فيها من الشاليه .
دخلت أكثر بالغرفه , وقالت ببرود " مساء الخير "
صقر نز من مكانه لما سمع صوتها !
كثرة المشاكل , وحزنه على فراق صاحبه نسووه كل مشاكله الشخصيه .
فتح عينه , وإعتدل بقعدته ..
توه شاف اللاب المفتوح , والموبايل !!
شلون ما إنتبه لهم لما دخل .
وقال بهدوء " مساء النور "
دخلت أكثر للغرفه , وترددت تقعد بمكانها ولا ..
لكن بكل جرأه قعدت قربه .
وسوت ريفرش على الصفحه , وشافت كل الشعب مغلقه !
صقر لما قعدت يمه غمرته رائحتها الزكيه .
وقدر يشوفها عن قرب ..
شكلها مغري بصوره خياليه ..
من قمة شعرها لأخمص قدميها ..كل شي فيها حلو ..
كان بيتقرب منها لكن شعور مضاد أصابه بهاللحظه ..
هالمشاعر المتضاده , أحيان يبيها ويبي قربها , وأحيان الذكريات تذبحه وتجننه بصوره خياليه .
يحس كلما شافها برغبه فيها , وكلما أقترب يتذكر إنها كانت لصاحبه .
وأصعب فتره يمر فيها إهي الليــــــــل !
أه ه ه ه ه من الليـــــــــــــل , ومن أفكار الليـــل وهواجس الليــــــــــــل .
وبدى يعذب نفسه بالأفكار , كانت زوجة فواز !
يا ترى لبست لصاحبه مثل هالملابس .
رفعت شعرها له بهالطريقه .
لما يدخل ما تهتم فيه نفس ما إهي مو مهتمه فيني جذي !
بس سلمت , وإقعدت , ما كأنه غايب عنها طول اليوم .
شنو كان فواز بالنسبه لها ..
حبها !
ولا ضمانه لحياة أبديه من الغنى !
ولا شنو كان !!
كانت تفكر فيه لما كان يجي يزوره !
ألحيــن تفكــر فيه !
أفكاره قاعده تحرقه , واهو ساكت يشوفها تطقطق باللاب .
شلون مو قاعده تحس إني شاب بنيران من الداخل .
مو قاعده تحس بالحراره الغاضبه اللي تشتعل بصدري ..
مو قادره تحس بغريزتها بإنه وده لو يقدر يذبحها ألحين .
يالله شكثـــــــــــر وده يذبحها ..
وده لو يقدر يمحي هالإفكار اللي قاعده تعذبه من عقله .
إلتفتت عليه بكل برود ..
وما جا في باله إلا شلون برودها مو قاعد يذوب والنار قربه ...نار ضاويه بداخلي من الغيره والأفكار .
زينه تفأجأت لما إستوعبت إنه قاعد يشوفها ..وبعيونه نظره غريبه .
المشكله إنها ما تعرف تقراها !
مو فاهمه شنو هالنظره ..
لكنها إختفت بسرعه , وإهي نستها بلحظتها ..
وتأملت وجهه اللي مشتاقه له ..ما قدرت تتعامل معاه بجفى لفتره طويله .
قلبها ما طاوعها على هالشي .
ضعيفه قباله بصوره خياليه ..
حتى واهو متجاهلها طول اليوم , وإهي تتوعد فيه بالويل والثبور , وعظائم الأمور ..
لما قعد معاها , وشافت تعبه ما قدرت غير إنها تتمنى قربه , وتتمنى تشيل همومه .
ما تبي تصير إهي ..وفراق صاحبه عليه .
ما قدرت تتجاهله , حاولت بس ما قدرت .
تبي تعرف شلون نفسيته عقب روحة صاحبه .
تبي يصير بينهم نوع القرب اللي كان جامعهم أمس بالليل , لما شكت له وشكى لها .
مهما عمل معاها ما تقدر تتجاهله , مهما قالت لروحها .
قالت بهدوء " سافر إبراهيم ؟! "
كان لازال يشوف ملامحها ..
مشاعره المحترقه تطلبت منه وقت أكثر من اللازم للتحكم فيها !
بعدها قال " إي سافر "
وسكوت ..
الإجابات المختصر , تذبحها ..
تحسه عاجز عن الإجابات المطوله , لازم الواحد يسأله مليون مره علشان يخليه يتكلم .
قالت " الله يرده بالسلامه "
قال بعد ما تسند ومد إيده على طرف المقعد , وإبتعد بجسمه عنها " أمين "
إهي تدري إشكثر أهو يحب ربعه ..
وألحين إبراهيم بيسافر , تحسه متألم وايد , بس مو قاعد يتكلم ..
فكرت إهي شنو كان إحساسها لما إفترقت عن فواز , اللي تعتبره صديق ..
كان صعب عليها هالإحساس ..
نزلت عينها وشافت إيدها ..
فقالت " فراق الربع صعب , يضيق الصدر " تنهــدت بضيق وقالت " ودك لو ما أحد يفارق أحد بهالدنيا "
رفعت عينها وشافته كانت عيونه تحمل نفس النظره الغريبه ..
صقر سمع كل كلمه , كأنه خناجر تنغرز بصدره , وتذبحه .
الغيره خانقته , لأنه كلامها ينطبق على ذاك ..
على زوجها ..
كان ودها إنها ما تتفارق عنه ..
أفكاره بدت تصور له مشاهد تحرق , وتذبح ..
عيونها بسرحانها الغريب , ذابحته .
يبي يخلق لها ذكريات ثانيه , يبيها تنسى إنه فواز كان بحياتها بيوم من الأيام .
يبي يخلق لنفسه معاها ذكريات .
ترك مكانه وقرب منها ..
توترت من قربه , خاصه إنه حط إيده بمؤخرة عنقها ..
قاومت بتلقائيه ..
وإبتعدت بإجفال ..
ما كانت تدري تأثير هالفعل على صقــر , اللي ما كان يفكر غير في إنها تبي تبتعد عنه .
تبي تبتعد عن ذراعه ..
أحاط بإيده الثانيه خصرها , تسند على ظهر القنفه , مما خلاها مستلقيه على صدره بطريقه كامله .
وقال " نسيني ضيقة صدري "
قرب منها بجــرأه وإلتقى معاها ..
وإهي قلبها بدى يضرب بقـــــــوه من الخوف .
مو عارفه شتسوي , ما عندها خبره بهالمجال ..!
خبرتها بسيطه ؟!
واهي تحسه يتوقع منها وايد أشياء ..
إبتعد عن منبع الشهد بعد فتره , كانت إهي فيها ترتجف بين إيده ..
عيونها كانت نازله بتوتر ..ويهها أحمــر .
تتمنى لو الأرض تنشق وتبلعها ..
حاولت تبتعد , بس اهو ما سمح لها .
عيونه قاعد تنتقل على ملامحها .
ليش يحس إنها مو عارفه أهو شنو قاعد يسوي , هالإحساس أصابه من أول مره ..
لكن هالمره زاد .
نظراتها مو قاعد تلتقي بعيونه بخجل ..
شال هالفكره الغبيه من عقله ..
والتخيلات المعذبه ردت له بقـــــــــــــوه .
مما خلاه يرجع لها بمحاوله لإزالة هالأفكار , وزادت جرأته ..
وكلما زادت جرأته زاد خوفها , وتوترها ..
لما بالنهايه , قاومتـــــــه ..
بخوف بعدت وجهها عنه , وتقول بأنفاس مخطوفه " الله يخليــك " وكمــــلت " الله يخليـــك خلاص "
كان يبي يخضعها بهاللحظه له بكل قوه , لكن لما شاف الخوف مو بس الخوف الرعب المرتسم على كل ملمح من ملامحها ..
وحس برجفتها الشديده بإيده ..
إبتعد ..ورد بالطوها الحريري على كتفها , طبع قبله على خدها و وخر عنها .
أتمنى لكم قراءه ممتعــــــه .
بإنتظار تعليقاتكم على أحر من الجمر
الكاتبه
black widow
[/QUOTE]