تـــــــــــــــــابع ...
أبوصقـــر :
فتــــح عيــونه من نومتـــه غير المريحــــــه !
على أشعـــة الشمس القــويه ..
وعلى إيد قاعده تهــز كتفــــــــه ..وصــوت يقــول " حجي ! حجي "
حجي !!
منـــــــو هذا ؟!!
نقـــل بعــيونه على المكان اللي اهو فيـــــــه ..
كش شعـــــــر جمبــــــــه , أهو لازال بالمقبـــره !!
يعني كان نايم إهني ..
إعتــــــــدل بقعـــــــــدته ..
كل دشــداشـــته تراب .
و وجهه تــــــــراب , وإيده تـــــــــراب !
الإيد اللي كانت تهــــــــزه إبتعـــــــدت وقال الشخص الغريب " عسى مــاشــر عمي فيــك شي , يعورك شي ؟!! "
كان واضح على ويه الشــاب القلق ..
أما أبوصقــر فقال بجلافه " لا ..لا ما فيني شــي , بس غفيت شـــويه "
طبعاً ناصــر لاحظ تغــير ملامح الشــاب للصدمــــــــــه ..
وقال الشـاب " حجي الله يهداك , خــرعتني عبالي فيـــــك شي ؟! "
وكمــل بإستغراب كأنه ما يقدر يسكــــت عن الموضوع " أحد ينام في المقبـــره ..ما تخاف "
نـاصر شاف الشـاب ..بنـظرة ضــيق وهذا شكــاره !!
نام بالمقبــره ولا ما نام ؟!
صج الناس ملاقيــــــف , ما يخلون واحد بحــاله !
قام من مكــانه , وشــــاف المساحات الشــاسعـــــــه من القبــــــــور المخيـــــــــفه ..
المكان بنفســــــه مو مريـــــح , أصــلاً النومه مو مريحـــــــــه !
الشاب معذور , ولا في أحد ياخذ غفوه بالمقبــــره .
لهالدرجـــــــه إنعدم فيـه الإحساس .
رد عيـونه لبوابة المقبــره البعيـده , جدامـــــــــــه مشوار طــويـل .
هذا غير طريج البيـــــت الطويل , وما يقدر ينادي على تاكسي لأنه ما عنده تليفون ولا عنده فلوس !
ما عنده غيــر حل واحد ..
قال للشـاب " خلصت شغلك بالمقبـــره ؟! "
الشــاب في البدايــه ما أستوعب ..
وقال " نعـــــــم ؟! "
هذا الشاب شكـــله غبي !
رد عليــــــــه ناصــر بجلافه " أقــولك خلصت شغلك بالمقــبره ؟! "
قال الشــاب بإستغراب " إيــــه خلصت "
نـاصر قدر يحلل شخصية الريال اللي جدامه بســرعه .
كان واضح جدامه وضوح الشمــس .
الشــاب صغير ..متديــن ..طيـــب ..خجــول ..
إن طلب منه طـــــــلب ألحيــن ما راح يرده !! لأنه يستحي يرد أحد !
هالشي كان واضح من تصـرفاته ..
فما بالك يرد ريال شـايب ..
إبتسم ناصر إبتسامه جانبيــــــــه , والله وطـــــــــلع الكبـــــر له فايده !
قال نــاصـر بكل بساطه " عيــل يلا قــــــوم ودني بيتـــــنا "
ومشى بإتجــاه بوابة المقبـــره ..
بدون لا يترك للشــاب أي مجـال للكلام أو التعليــــــق ..أو حتى الرفض .
وبالفعــــل صدق تحليـــــــل ناصر لأنه الشــاب ما رفض , أو خجل إنه يرفض طلب الشــايب ..
الشــاب كان يشــوف ظهــر الشــايب الغريب , من غير أي تعليــــق , بس بتوتر !
الله يســــتر لا يكون هالشخص مو صاحي .
واهم بالطريق , قال الشــاب " ما تعرفت على حضـرتك يا عمي ؟! "
ناصر كان راح يقـول شراح تستفيــد ؟
إسمي ما يفيــــد أحد !
أنا مو شخص مهم ..
نــاصر إلتفت عليــه ثم قال " إسمي نـاصـر الـ(..) "
الشـاب هز راسـه , وقال " معاك عبدالوهاب الـ(..) "
وقفــوا قبـال بيـــــــت نـاصــر ..
إلتفت نـاصر وقال " مشكــ.."
قطـــــع كلامه لما سمع الأذان !!
شـاف الســاعه , هذا أذان شنـــــــــو !
عبدالوهاب قال " مـاشاء الله أذن لصلاة الجمعــه "
الجمعـــــــــه ..!
اليوم الجمعــــــــه ..
معنـــاته أمس ..أمـــــــــس الخميس ..
شــلون نسى !!
أمـــس عرس صقـــر .
الولد قال " عمي فيــك شي ؟!! عسى ما شر ؟! "
عبدالوهاب كان مستغرب ليش ناصر مو قاعد ينــزل .
واهو حاس إنه خايف من هالشخص .
بس كان يستحي يقـول إنــزل , ترى وصــلنا ..
فإكتفى بالسؤال غير المباشر !
نـاصر إكتفى بإن هز راســـه , ونــزل بهدوء من السيــاره .
لأول مــره يحس بضـــيق إنه ما قدم لصقــر شي !
بتأنيــــب الضميــــر .
عبدالوهـــاب شاف الشــايب اللي إسمــه نـاصر ينـزل , ويدخــــل داخل بيــــــــته .
هز راسه وهو يقول بعقله ( أغرب شخصيـــه شفتها بحيــاتي .)
شالإنســـان الغريب الأطوار , حس برجفه بجسمـــــه , الحمــدلله إنه هالشخص ما سوا فيــه شي .
شكله مو صاحي !
بعد واحد ينام بالمقبـــره معقوله يكــون صاحي !!!
بعد صلاة الجمعه :
ناصر :
شاف سياره غريبه قبال بيته !!
منو صاحب هالسياره !!
وعلى طول راح فكره على شيلبا ..
عجل بمشيته , معقــوله تخـونه إهي بعد ..
لكن بطأ بخطواته ..لما شاف الشخص !!
أول شي ما عرفه على الرغم من إنه الملامح مو غريبه .
لكن بعد ما قرب أكثر أستوعب منو هالشخص ..
هذا أخوه فهد ..
تغيير ..!!
واااااااايد تغيير ..
معقوله مرت هالسنين كلها , اللي تخليه ما يعرف ملامح أخوه عدل !
حس بغصه ..
هاليوم قاعد يتحول من سيء لي اسوأ ..
اول شي نومته بالمقبره !
بعدها إكتشافه إنه ما راح عرس صقر ..!
وألحين شوفته لأخوه اللي مرت سنين من أخر مره شافه فيها ..
مستحيل مرت كل هالسنين كلها ..
شلون مستحيل !!
وهالتجاعيد اللي بويه أخوه ..والشيب اللي بشعره !!
والشيب اللي اللي بشعره اهو ناصر !!
مو هذا كله دليل على مرور السنين ..
فهد لما إنتبه لوجود ناصر ..غورقت عيونه .
وقال بلهفه " ناصـــــــــر "
وسرع من خطواته وضم أخوه بشوق ..
وأهو يحس بداخله يتقطع من الألم والشوق على أخوه !
مرت سنين ما شافوه فيها , ناصر اهو اللي قاطعهم صحيح , بس اهم ما حاولوا بقوه إنهم يشوفونه واهم اللي غلطانين بحقه !
ولده يمرهم من وقت للثاني ..ويعرفون أخبار ناصر منه وأنه بخير , وبصحه .
لكن صقر مايتكلم إلا بهالكلام ..
أبوي الحمدلله بخير ..
وامس لما راحوا العرس ما شافوا أخوهم !
وهذا حز بخاطره وخاطر إخوانه , كان يأملون إنه ناصر يحضر ملكة ولده ..
لكن اللي صار غير اللي كان متوقع .
واهو متعطش لأخبار أخوه !!
ناصر ما بادل فهد الإحتضان ..
ما يقدر , يرفع إيده , ويحتضن أخوه ..
في حاجز تم سنين موجود مو بسهوله عليه يطيحه .
إبتعد بضيق , وقال " شتسوي إهني ؟!! "
الجلافه اللي متعود عليها من سنين الغربه عن اهله , وشكوكه ظلت معاه ...
إبتسم فهد ..بألم .
هذا اخوه الحنون , صاير قاسي وجلف !!
لكن اهو كان واعد نفسه إنه مهما كان ناصر بيتصرف بجلافه , أو قسوه فأهو راح يمسك أرضه , وراح يتكلم مع أخوه .
فرد على ناصر " أنا جيت أذكرك , خطبة بنتي اليوم "
ناصر شاف فهد ..
صحيح اليوم الجمعه .
اهو قاله إنه خطبة بنته بنهاية الأسبوع !
بس ما يقدر يروح لهم !
يشوفهم كلهم , بعد هالسنين كلها !
أصلا شلون يروح واهو أمس ما راح حق عرس ولده .
رجع بفكره لما رد البيت من المقبره , وقبل لا يتزهب حق صلاة الجمعه , أخذ موبايله وإنصدم من عدد المكالمات التي لم يرد عليها !
وحز في خاطره إنه ما راح حق ملكة ولده ..هالأيام وايد صاير صقر يكسر خاطره , قلبه ما كان رهيف جذي .
قال بإختصار وجلافه " ماني رايح "
وطلع مفتاح بيته الخارجي ..
فهد مشى وراه ..
فتح ناصر الباب ..وبعدها بغضب , إلتفت على اللي لاصق فيه ..
" إشتبي ؟! "
قال فهد بعــزم " ما أنت عازمني داخل بيتك ..أبي أكلمك بموضوع ؟!! "
وقف ناصر مكانه وقال بعناد " تقدر تقول الموضوع إهني "
هز فهد راسه بالرفض .
اهو كان متردد يقول لأحد عن اللي قاله صالح له !
سنين من وفاة صالح , واهو خايف يتكلم , ومتردد ..
كن يبي يخلي شياطين الماضي ترقد بسلام !
ومن باب بعد أذكروا محاسن موتاكم ..
ما احد من أخوانه يحب هالطاري وهالسيره البشعه .
لكن عرف بعدين إنه تصرفه خاطئ ..
هذي أمانه ..
وسمعة مرأه !!
وحياة كلها راحت في مقابل حسد , وغيره , وحب ملتوي ..
اللي قاله له صالح ما كان سر !!
وما كان المفروض يخشه على أساس إنه سر ..
وألحين قرر إنه يقوله حق ناصر ..
قال بقوه " لأ هالكلام ما ينقال بالشارع "
ناصر إستسلم بالنهايه .
اهو بعد مشتاق لأخوه ..لريحة أهله ..
ما يقدر يرده واهو حريص هالحرص كله على الكلام معاه ..
لو كان الموضوع قبل عدة سنوات كان ممكن يرفض ..
لكن الظاهر كبر , وقلبه ما عاد فيه حمل على الجفا .
لما سوا لفهد درب بالصاله ,وقال حق شيلبا تسوي شاي ..
رد لفهد اللي كان قاعد على إحدى القنفات ..وقال "شنو موضوعك ؟!! "
بان على فهد التوتر ..
وناصر مل من السكوت ..وقال " تكلم يا فهد ؟!! "
رد فهد بعد ما تنهد وبصوت قوي " الموضوع عن صالح "
زينه :
لابسه جينز غامق ..
وبالطو متعدد الألوان , جميـــــــــــل جداً وعملي ..
وبإيدها اللفه ..
القرار صعب !
بس إهي عارفه إنها إن ما إتخذته ألحين راح يصعب عليها بعديـن ..
شافت الساعه , اكيد أفتجت الصلاة ألحين !
راح إيي صقر !
حطت اللفه على راسها , ولفتها مثل ما علمتها شيماء ..
المضحك إنه شيماء عطتها دروس عديده , وشامله عن طريقة حطة الحجاب ..
لما طاحت إيدها على ما تعلمت ..
ثبتت الحجاب بدبوس ..
وشافت شكلها .
إهي مو متعوده على شكلها بشكل كلي بالحجاب .
بس شيماء تقول حلو ..
كان عندها خيار ألحين إنها تنزع الحجاب , وتحطه على الكرسي وتنسى الموضوع ككل ..
ما هقت إنه السالفه بتكون بهالصعوبه ..
بس كلما كبر الإنسان , كلما زادت مسأله الحجاب صعبه ..
لازم الوحده تتخذ هالقرار من صغرها .
البنات اللي تحجبوا من صغرهم الله منعم عليــــهم نعمه عظيمه .
اللي اهلهم , وبيئتهم تساعدهم على هالشي المفروض يحمدون ربهم .
لما تكلمت أيام مع شيماء عن هالموضوع ..
إكتشفت معلومات ما كانت تعرفها عن الحجاب ..
وعن الذنوب المتعلقه بعدم إرتدائه ..
وبصراحه خافت .
سمعت صوت من الأسفـل يناديها ..
" زيـــــنه ..يلا خلصتي "
صقر يه من الصلاة ..
مدت إيدها بسرعه تبي تفل الحجاب ..
مستحيه تطلع بهالمظهر جدامه ..
بعدها وقفت روحها ..
ألحين أنحرج لأني لبست الحجاب وما أنحرج إني عشت سنين مراهقتي من غير حجاب .
رد يناديها ..
بس إهي ما ردت ..
دخل الغرفه واهو يقـول " إشفيــج ليش ما ترديــن ..."
وقف كلامه متجمد وأهو يشوفها متحجبه ..
كان واقف مبهور ..
فتح حلجه ورد سكره !!
وإهي لما شافت هالشي نزلت عيونها بخجل !
أتمنى لكم قراءه ممتعــــه .
بإنتظار تعليقاتكم .
الكاتبه
bwidow