[QUOTE=bwidow;6457743]البارت السادس عشر
*** يموت الأمل لكن ظنون الغلا تحييه ...وعروق الوفا فالروح والقلب وجاجه ***
لما إنفتح الباب الرئيسي للشـاليه , دخل ( سي السيــد )
لفحت عليــــــــها ريحة الأكل اللذيذ !!
لما شمت الريحــه حست بالجوع اللي كان طاير من بالها وإهي تفكـر فيه وتتساءل عن مكانه !!
نزلت ريولها على الدرج ..
ما كان منتبه عليها , تسكر الباب , وأهو بيده أكياس !
ويهه جاد للغايـــــــه ..
حست بقلبها يخفق بحب له !
غريب كيف رابطهــا فيه بهالطريقــــــــــــه !
إشتهت لو كان زواجهم طبيعي , جان راحت إركضت لحضـنه بحـــــــب ورحبــت فيه ..
حست بإحباط من هالفكـــره ..
والغضب منه !
خاصه إنها مو عارفه تتعامل معاه عقب اللي صار بينهم أمس من غضب , وتبادل إتهامات .
ما تحس إنها تقدر تتعامل معاه بطبيعيه , و الجروح ليلحين توها طريه ..
رفع عيــونه , وشافها جدامه !!
بجمالها وإغراءها الفظيع ..
شعـــــــرها على كتفها بدلال ..
عيونها , خشمهــــــا , بشرتها الورديه ..
وشفايفها ..
سرح فيهم للحظه ..
مو متعود يشوفها بالصـباح , مو متعود على مشاعره لما يشوفها واهو يعرف إنها له , ملكه الخاص , اللي ما أحد يقدر ينافسه عليه ..
رفع عيــــــونه لعيـــونها , وشاف برود نظرتها !!
ضغط على أسنانه , يراهن إنه ما أحد يتلقى هالنظره البارده منها إلا أهو !
وقال بهدوء , بصوته العميق " صباح الخيـــر "
صقـــر بعد ليله ما ذاق فيها النوم , تقبل فيها وجودها معاه .
أكثـر وأكثــر !
لازم يقاتل عشان هالزواج , الماضي ماضي , ولو كانت كلمة (لو) تعيد الأشياء كان أثنينهم بخيـر ألحين .
تحــرك بهدوء للطاوله , وحط الأغراض اللي بيــده على الطاوله ..
وقال بنفس الهدوء " هقيتج نايمه لما ألحيـــن "
لازالت واقفه بمكانها ..
كارهه جموده , وإهي محترقه من الغضب لغيابه الطــويل !!
ومعصبه إنه ما قعدها للصلاة , ما كأنها إنسانه معاه بنفس المكان ..
قالت ببرود " يمكــن لو كنت موجود جان عرفت إني قاعده صار لي أكثـر من ساعتين "
ظـهــره كان لها ..
العتـــب واضح من كلامها !
من شنو معصبه ؟! ما يظن إنها تتمنى قربه عشان تعتب جذي ..
قال بإختصـار " للأسف ما كنت موجود "
بس هذا جوابــــــه !!
إهي معصبه تاركها أكثـر من الساعتين , وأهو مو على عباله ..
كمــل بهدوء " ولا عليج أمر زهبـي الطاوله , على ما أروح شويه فوق وأرد "
مــر من قربها ..بعد إهتمام ..
هفــــت عليها ريحة عطره ممزوجـه بريحة سيجاره !!
وبدى يصعد الدرج ..درجتين درجتيــن ..
تاركها بمكانها !!
حاسه ومحترقه من الغضب ..
من غيابه , ومن وقاحته بإنه يرد وريحته كلها زقاير , ومن عدم إعطاءه لها أي إعتبار !
على الأقل يعطيها خبر قبل لا يطلع ..
كانت تبي تلحقه وتقول له إنه تصرفه مو مقبــول , ومثير للغضب ..
بس تعوذت من إبليس ..
لازم تتمالك نفسها , مو معقــول أمس متهاوشين , واليوم يردون يتهاوشون ..
ما راح تصير عيشه !
تحركت بأقدام متثاقله ..للطاوله , وشافت شنو جايب للريوق ..
عصايـــر كوكتيــل ..
خبر إيراني !
نخي وباجيلا ..
للحظه شافت النخي والباجيــــــــلا بصدمـــه ..
بعدها إبتسمت بفكاهه ..
من زمـــــــــــان خبرها بالنخي والباجيــــــــــلا !
ما تدري ليش إستنانســــــت لوجودهم !!
وإشتهت بهاللحظه إنها تقـــعد وتاكل فيهم ..
لأنه الجوع رد يقرص بطنها .
وبحمــاس , راحت للمطبخ وطلعت البوادي والقفاش والقلاصات..وحطتهم على الطاوله .
بعد ما خلصت صارت جدامها المهمه الأصعب ..
إنها تناديـــه !
ما تبي تناديــه أهو إيي متى ما خلص !!
إقعدت على الكرسي ..
نطـــرت دقيقه ..
دقيقتيــــن ..
إسمعت صوت خطواته ..وبعدها إسمعت صوته ..
قال بإبتسامه متعبـــه ما إنتبهت لها زينه " ريحــــــــة الأكــــــــل عجيـــــــــــبه "
صقــر شاف ظهــــــرها , و وده يغمـــــــــر إيده بأعماق شعـــــــرها ..
وده لو يغرق وجهه فيـــــــه , يشم العطر اللي شمه فيــــــه أمس .
وده لو يضمهــــــا ويغرقها بأعماقه ..
بس في حاجز بينهم !
حاجز غير مرئي ما يسمح بهالنوع من التعامل ..
زيــنه ما علقت وإكتفت بالصمـــــت .
لأنها ألحيــن غاضبه .
لأنها ما تدري شفيها , مو عارفه شتقــول له ..
مو مستوعبــه إنها زوجـــــــــته , ومو عارفه شلون المفروض تتعامل معاه؟!
تحســــــه قاعد يحاول يتعامل بطبيعيــه معاها , بس إهي مو عارفه إشلون تتعامل بطبيعيه معاه !
يبي لها كذا يوم على ما تتعود إنهم زوجيــن ..
خذا باديــتها , وبدى يحــط لها نخي .
وبعدها بدى يحط حق نفســــــــه ..
وإهي أبد من غيــــــر كلام !!
وإستمــرت الجلســه جذي ..
إلا من همساتها (الخبز لو سمحت ) ..(ممكن تحط لي باجيـلا ) ..
أما أهو فكان يحط إيده على جبهتــــه ..من وقت للثاني كأنه يدلكهـــا ..
وطول الوقت تبيـــــــــه يتكــلم , أو تبي تتجـرأ وتتكلم معاه ..
بس كلما فكرت بموضوع ..
ما يجي في بالها إلا ..
وين كنت ؟!
ليش قاعد تدخـــن ؟!
وشلون تتركــني كل هالمده كلها من غير خبــر ؟!
وكل هالمواضيــع راح تكون مصدر خلاف بيــنهم ..
إنتهت الوجـــبه بنفس الصمت ..
وبنفس الصمت قامت إهي شالت الأغراض عن الطـاوله , ونقــلتهم للمطبخ !
وغســلت إيدها ..
وأهو قام وغســل إيده ..
وكله من غير كلام .
حســت فيــه يرفع راسـه لها ..
فإرفعت راسها له , وإلتقت عيــونهم ..
حاولت تنقــل له بعيـونها شكثــر تحبــــــــه , وشكثـــــــــر اهو جارحها و لازال يجـــرحها .
حتى بصمته يجـرحها ..
بخروجـه من الشاليــــــه من غير كلام جرحها ..
ريحة السيجاره , واللي إهي مجرد ريحه إجرحتها ..
إيدها تشــابكــــت ..و وخــرت عيـــــــــونها عنه ..
مو قادر يفهمها , ولا راح يفهمها ..
صقــــــر يدري إنه بعيـــــــــونها كلام , لكن مو فاهم شنو تبي منـــــــه ؟!
قاعد يقرى كلام ..لكن كلام غريب عليــــــه ..
كان بيقول رفعي عيـــــــونج لي أبي أعرف شنو تقولين !!
ساكتـــــــه طول فترة قعدتهم ؟!!
ولما يت تبي تتكلـــــــم إستخدمت عيـونها ..
تنهــــــــــــد .
راســه بدى يصدع ! قلة النـــــوم أثــر عليه .
حط إيده على عيــــــونه , وبعدها على جبهتــــــــــه ..
نــزل إيده وشاف الساعه ..أشوا بقى فتــره على صـلاة الجمعـــه ..
يقدر ينام له ساعتيــن , على ما يجي وقتها ..
يريح عيــــــونه وراســـــــه ..
وقال بهدوء " أنا بنام شـويه , قعديــني لصلاة الجمعه "
زيـــــــنه اللي كان معقود لســـــــــانها مساعه , مو عارفه شتقـــــول ؟!
ولا لاقيـــــــــــه كلام أو الجــرأه للحديث معاه ..
كان لهالكلمه تأثيــــــر السحــــــر عليــــــها ..
لأنها خلتهــــــــا ترفع راسهــــــا بتفاجيء وتقــــــــول " بتنـــــــام ؟!!! ألحيـــــــن ؟!! "
شافت ساعتهــا !!
بعدها ما صارت عشـــر حتى !
وأشدعوه يبي ينام ألحيـــــــــن !! أصــلاً هالوقت مو وقت نـــــــــوم !!
قال واهو يتحــرك من مكــــــانه " تعبان , ومصـــدع , أمس ما نمــــــت مواصـــل , ورحت تمشيــت على البحــــر , وشـفت جماعه أعرفهم وقعدت معاهم , وصليت الفجـــر , وتوني راد الشــاليــــــه "
حســـــــــت بجــــــــــــرح فظيـــــــــــــع ..
هذا أكثـــــــر من كل اللي سواه فيـــــــــــــها .
هان عليــها كلامه أمــس !
وهان عليــها إنه ما نام قربها !
وهان عليــها إنه توه راد للشاليــــه ! بمقابل ...
حاولت تتمالك نفســها ..
واهي حاسه بخنقـــه ..
قالت وإهي ضاغطه على أسنانها " وهالجمــاعه يدرون ..إنـ..ـك أمس متــزوج "
عقد حواجبه بعدم فهم , كان واقف مكانه ..عند الباب الخاص بالمطبخ .
قال بهدوء " ما أدري عنهم والله "
حســت بغضبها يــرجع ..لأنه جــرحه لها كبيـــــــــر ..
رفعـــــــت راسها بعصبيــــــه ..
وقالت بألم " إيــه ما تدري , لأنه صــار عنــدك قدره عجيـــــــــــبه على جــرحي , لدرجــة إنك لما تجــرح ما قمت تحــس بالموضوع "
تحــــــــــركت من مكــانها ..
عيـونها غورقت بألم .
تبي تطــلع من هالمكــان , أففففففففففف منـــــــــــه .
لي متى يجـــــــــــرحهـــــا ..
أففففففففففف منـــــــه .
تبي تلبــس إهدومهـــا وتطـــلع ..
تـوجهــت للدرج ..
صقــــــر كان واقف مصدوم من الإتهــام .
مو عارف سببــــه !
شافها تتحـــرك ..
لحقـــــــها , ومســــــــك ذراعــها بصـــرامه ...
" لحظـــه !! لحظــــــه شالسالفـــــــه ؟!! أنا شسويـــت ألحيـــن ؟! "
من أمــس طالع من الشاليــه , وكافي خيــره شــره ..
زيــنه مو مصـدقه إنه مو فاهــم شنو اللي يعصبـــها ..
حـاولت تفـــــلت من إيده , لكنه شد على ذراعهـــــــــــا ..
وقال بصــرامه " ردي علي !! "
زيـــــــنه بتمــــــوت من الحــــــــرج , الناس شنو بتقــــــــول !! واهو ..واهو مو فاهمها !!
شتقـــــــــوله !! تقــوله حــــــــس فيــــــــني ..
تبي تتـــــــــــركه ألحيــــــــن قبـــل ما تبجي !
حاولت تفـــلت من إذراعه ..
لما لاحظ إستمــرار مقاومتهـــا , حط إيده الثانيـــــــه على زندهـــــــا وقال " لا ترميـــن الكلام وتطلعيـــن تاركتني محتــار عن معنى كلامج "
الخنقـــــــــه اللي فيها ..
مالقت لها متنفـــــــــس إلا إنها تتكــــــــلم ..
مو راضي يتــركها في حالها ..فما كان لها حـــل إلا إنها ترد بألم " النــاس شنو راح يقــولون ..هذيـــــــــله شنو راح يقــولون لما يعرفون إنك أمس متــزوج !! "
راح يقــــــــولون مبــروك !!
عدم نومــــــه امس ونومه بشكل متقطع قبـــل أمس , واللي قبــله مأثــر على إستيــعابه !
فرد بجديـــــــــه " ما راح يقــولون شي , شراح يقولون يعني ؟! "
شافته بصــدمه ..
وبعدها قالت بغضـــب و بجـــــــرح شديد " شنو راح يقــولون ؟!! زوجهــا منحاش منهـــــــا من أول يوم , أول ليــــله ..هذا اللي راح يقــولونه , راح يقولون مو مشتهيها ..وفضـل القعده مع مجموعة شباب هذا اللي راح يقــولونه "
إرتخـــــــت إيده إشويــه عن زنودهــــا ..
ألحيـــن عرف شنو سبب هالغضب كله !
ما فكــــــــر بالموضوع من هالناحيــــــه !
تصــرف بأنانيــــه ..وقعد مع الشباب اللي يعــرفهم , علشان يمرر الوقت , ويشغل عقـــله من الأفكـار والهواجيــس .
ونسى نظــرة الناس للوضع !
وإهي إسحــبت ذراعهـــا ..
كمــلت بألــم " مو كافي اللي سويــــــته أمس وكــلامك الجــارح , علشان تكمـــــلها بتصرفاتك هذي "
دموع الغضــــــــب تكونت بعيـــــــــونها ..
مــرر إيده على شعــــره ..يالله.. ليــــــــش كلما عمل شي يكون غلطان ؟!!
الوضع الزفــــــــــت كلما له و يزيـــــــــــد سوء , وأهو مو قادر يسيــطر عليـــــه ..
كل خطوه يســويها يكون بنظرهــا الشرير !
عطـــــــته ظهــــــــرها , وقررت تتوجــــه للغـرفه تاخذ بالطوها ..تبي تطــلع ..
من أمس وإهي مجــروحـه منه .
تحتاج ..
قطع أفكــــــارها , ذراعــــــــــه اللي حاوطتـــــــــها وشدتهــــــــــا للخلف..بقـــــــوه .
بحيــــــــث صار ظهــــــرها على صـــــــــدره ..
شهقــــــت ..بصدمــــه !! ما توقعت هالحـركه منــــــــه .
قالت بغضــب ورجفــــــــه " هدني لو سمحــــــت "
ضمهـــــــا حيــــــــل لصــــــــدره ..
ذراعها كانت مقيده من ذراعه اللي حاوطتها ..
سوت حــركه مقاومــــــــه , لكن بعدهـــــــا إسترخت بإيده ..لأنها تحتاج لحضــنه , وتحتــــــــاج لهالضمـــــــه القويــــــه .
تحتاج تحس بالأمان .
وحضـــــــنه يشــكل لها الأمان اللي إهي تحتــاجه ! مع إنه أهو اللي يجـــــــرحها .
شلون جذي ..ما تدري ؟!
صقـــر إنحنى بظهـــــــره لفرق الطول الكبير بينهم , وحط حنكــــــه على كتفهــــا ..
وشد من ضمـــــــــــته ..
لف وجــهه وتنشــــــــــــــق العطـــــــــــر اللي ينطــلق من عنقـــــــــها ومن شعـــــــــــرها ..
بحيــث صارت شفايفــه بقــرب إذنهـــا ..
يالله شكثـــــــــر لابقـــــــه لذراعه !
شكثــــــر وجودها بين ذراعيــــــــه يعطيـــــــــه إحساس مختلف ..إحســـاس غريب يغمــــــره .
قال بهدوء وجديــــــه " ويـــن ؟! ويــــن ؟! "
إلتفتت للجهــــــه الثانيــــــــه بصد عنــــــــــه ..
وقالت بصوت فيــــــــه بكيــــه " أي مكــان بعيــد عنـــــــك ! "
داعب عنقـــــــــها بخشمـــــــه وشفـــايفه ..
وقال بإبتسامه عشان يسحـــــب غضبها " وهذا وإحنــا تونا متزوجيــــن وتبيــن تنحاشيـــــــن مني "
هذا اللي يبي يجلطهــــــــــــا !!
واهو شنـــــــــو ســــــوا !
قالت بألــم " قول حق نفســـــــك ؟!! "
حاس بغلطتـــــــه ..
حاس إنه خرب عليـــــــها أمس , ليـــلة عرسها !
كله من أفكـــــاره السلبيـــــــه ..ومن تصرفاته وكلامه الجارح .
حــــــاول يضحكهــا بس مو عارف شلون ..
فقال أول شي خطــــــر في بالـه " أقول حق (نفسي) بالتليفون أو بالمسج "
إسترخى جسمهــــا بصدمـــــــه !!
لأ ..مو معقــــــــول ..
اللي إسمعتــــــــه مستحيـــــــــل ..
قالت " وااااااااااااااي ملــيـ..ـيـ .هههه.ـيـ ــق "
جسمهـــا بدى يهتــز أثنــاء الكلام من الضحك .
" هههههه شالسخـــافـ ههههه ـه "
من كثــــــر ما كانت كلمـــــــته مليقـــــــه ..كانت مضحكــــــــــه , وفيــــــــها فكــــــــاهه غريبــــــــــه ..بالنسبــــــه لها ..
بعد ما إنتهت نوبــة الضحك ..رجعت راسها على كتفـــــــه اللي كان قريب منها نتيجة إنحنائه عليـــــــــها .
ما كان لها إنها توصـــل لكتفــــــه لولا إنحناءه ..بسبب فرق الطول الشاسع بينهم..
تحبــــــــــه !!
شتســــوي بقلبــــــــها اللي يضحك حتى مع ملاقته !!
ما تظــن إنه في أحد ممكــن يضحك على الكلمه اللي قالها للتـــــــو !
مستحيـــــــــل ..
غمضت عيـــنها , وسندت راسها , وقربت جسمها منـــــــه بتلقائيـــــــه ..
مرتاحـــــــــه وإهي بحضــــنه جذي !
اه ه ه ه ه شكثــــــر مرتاحـــــــه ..
صقــــــــر لما سمع ضحكـــتها , إرتــــــــاح ..
لكن قلبــه يؤلمــــه على نفســه وعليــــــــها .
لما تسنـــــــــدت عليـــــه , شد أهو أكثــر بذراعـه , وضمهــــا لصدره بقــوه ..
حاس بأســـف شديد ..
شكثــر اهو أسف على الوضع ! وعلى تفكيـره بنفســه بس ..
أســـف .
إنه الماضي , وذكــريات أفعالها معاه تلاحقــــــه .
أسف
إنه يفكــر فيها على إنها الخاينــه .
أســف
إن قاعد يجـرحها واهو ما يبي يجـرحها .
لأنه الماضي اهو الماضي , والمستقبــل اهو المستقبـل .
واهو لازم يفكــر بمستقبـــلهم .
وقال بهدوء هامس " أنا آســـف "
إفتحـــــت عيونها ..
رجفــــــت شفايفــــــها , بس عضت على شفتها السفلى .
إعتـــــذر !!
بس قدرته على الجرح وعلى التصـرف من غير إعتبار لمشاعرها مخيــفه بالنسبـه لها .
قال بنفــس الهدوء " ما كنت أقصـد اللي صار , ما فكـرت بالموضوع بهالطريقه "
بس لي متى !!
صحيح إعتذر , بس لي متى هالجــروح ؟!
قالت " إي ..مو إنت متعود .."
غمر وجهه بشعـــرها اللي جهــة إذنها , قال واهو يقاطعهـــــــا بألم " زيــــن !! "
ما كان يبي هالشي ..
من أمس وإهي تبجي , أو تكاد تبجــــــــي هذي مو حاله !
كمــل " ما عندي غير كلمة أسف , شنو تبيني أســوي "
زيـــنه ما كانت تبي تبجــي , تدري إنه الوحده كلما بجــت وجدام زوجها راح يتعود على بكاها وبعدها ما راح يأثــر فيـه !
أنفـــــــاسه كانت قاعده تداعب شعــــرها .
حــاولت تبتعــــــــد بخجـــــــل !
تحــاول تسترجع إحساس الغضب , وإحساس الألم اللي كانت حاسته .
بس بهاللحظــه مو قادره إنها تفكــــــــر إلا بحضنه ! وبالأمان اللي يوفـــــره لها ..
بالحقيقه مو عارفه وشلون راح يحقق لها اللي تبيــــــــه ؟!
ما اهو عارف إنه قاعد يجــرح , بس مو قاعد يوقف ؟!
بس تأســـف ! يعني عارف إنه غلطان ..
تقـوله لا تجــرح !! لكن أهو ما يبي يجــرحها بكلامه .
ما اهو واعدهـــا إنه راح يحاول ما يجــرحها , شنو تبي أكثـــر من هذا ؟!
ما عندهـــــا غير إنها تتجـاوز اللي صــار ..
قالت " أبيـــــــك تخلي هاليوم من أحلى أيام حيـــــاتي "
هالطـــــــلب لاقى سكــــــــــوت منـــــــه !!
إنتظـــــــــرت رده ..
فاجـــــــــــأها مـــــــــره ثانيـــــــــــه ..
لما حط إيده ورى ركبتهـــــــــا , وإيده ورى ظهـــــــــرها وشـــــــــــــالها ..
من الخـــــــــــرعه حاوطــــــــت رقبته بإيدهـــــــــــا , وتعــــلقت فيـــــــــه بقــــــــــوه من الخـــــوف إنها تطــــــيح !!
إبتســـــــــم لها وقال " حاضريـــــــــن للطيبيـــــــــــن " وكمــــــل بإبتســــــامه أكبــــــر " أوعــــــــــدج إني أخلي هاليوم من أحلى أيام حيــاتج , بس عقـــب ما أنام شــــــــــويه "
طلــــــــــبها كان مصـــــدر راحـــه له .
لأنه فعلاً مو عارف شنو يقدر يســوي عشان يمتص الغضب .
يدري إنه تصـــــــــرفه زفــــــت من أمس بالليــــــــل .
شيســـــــــوي بمشــاعره اللي مو قادر يتحكم فيها بعقــــل ؟!
بس يقدر يخليها ما تأثـــر على تصـرفاته ..على الأقـــل .
لازم يحــاول أكثــر وأكثــــر ..
ما عندهم غير هاليوميـن بعديـن راح يردون للديره , لازم يتذكرون هاللحظات من حياتهم بسعاده .
مو بألم !! وجــرح !!
أهو يبي يقــضي حيــاته معاها ..طول عمــرهم ..
بس بالبدايــــه راح يكون هالشي صعــب عليـــــه , لكن بيحــاول ..
سمعهـــا تقـــــول بتــوتر " أوكــي .. مشكـــور " شدت على رقبته وقــربت جسمها منـــــــه وإهي تقــول " وألحيـــن نزلني "
تحـــرك ..وإهي شــدت أكثـــر ..
إبتســــــــم وقال " خــايفــــه ؟!! "
شدت أكثـــر عليــــــه بخــوف ..
شكــلها كان مضـحك وإهي خــايفه !!
عمـــــل حركــــه تهديــديه لها كأنه راح يتــركها ويخليــها تطيــــح .
صـــرخت بصــوت عالي ..
وأهو ضحـــــــــك ..
ومـشى تجـــاه الدرج
إهي قالت بإنفعال " لأ ...لأ ..لأ ..نــزلني ..يمـــــا ..لأ ...صقــــر "
واهو قاعد يضحــك عليـــها , وبدى يصعد الدرج بعجـــله أكبــــر ..
وأهي تصــرخ , وتشد بذراعهــــــا على رقبتـــــــه ..
حطها على الفراش , و أستلقى على ظهــــــــره ..وأهو يضحــــــــك ..ضَحَــك ضِحك من زمان ما إضحكــــه ..
أما إهي فقعدت تشــــــوفه وإهي بعدهــا خايفـــه ..
بعدهـــــا إضحكــــــت بخــوف أول شي " هه هه " وبعدهـــا لما شافت إشكثــر أهو قاعد يضحـــــك .. قامت تضحك مثله .
وتسنــــدت على ظهــر الفــراش .
بعدهــا سكـــت وإهي سكتت ..
أثنيــــــنهم يبـــــون يتخطون اللي صار أمـــس بالليـــل واللي صـار الصبح .
أثنيــنهم يبــون يضحكون ..ويستمتعون برفقة بعض ..
توهـــا تحــس إنها بيوم عســـــــــل ..إبتســمت على اللفظ ..ما تدري جم راح يقعدون بهالمكان بس الأكيـد إنهم ما راح يقعدون شهـر عشان تسميـه شهـر عسـل .
صقــر بهاللحظــــــه غمـــــــــــرته السعاده من أقصــاه لأقصـــــــاه بشكــل خيـالي.
بالأمان اللي ما حس فيـه من كذا سنـه وإهي بعيـده عنــه .
فصخ حذائه , ودلاغه ..بريوله ..ما كان له خلق يشــيلهم بإيده ..
وإنســدح بشكــــــل منــاسب , كانت قــــــــربه .
وبكــــــل بســـــــاطه سحــــــــــبها لذراعــــــــه ..
يبي قـــربها , اللي نعم فيــــــــه ..
يبي حضــــــنها ودفئها..
حط راســه على صدرهـــا , وحــاوط جسمــها بذراعـــــــه ..
يدري إنه هالتصــرف فيــــــه جــرأه بس يحتاجهـــا , و مو مستعد يتخلى عن هالرغبه .
وبدى النعاس يغلبه ..
زيـنه حست بخجـــــل فظيـــــــع حاولت تبتعــــد !! مو متعـــــــــوده على هالحميـــــميه اللي اهو قاعد يفرضــها عليـــــــها بجـــرأه ..
صقــر بعد ما حــس بعدم إستقرارها وتحــركهـــا الدايم .
ما يبيها تنحـــاش منــــــه ..مو ألحيــن .
قال بصــوت ناعس " أبي أنام بقــــــربج , بحضـــنج , طلبتــج بس دقايق "
ما كان حاس بكلــمته اللي قالها ..
واللي دخـــــــلت قلبهــــــــا ..
وقالت بقلبــــــها إذا كنت تحتـــــــــــاجني فأنا مستعده أستمـــــر معاك للأبد .
حبيبي دائماً..
وكمـــل " قعديــني للصــلاة "
إبتســــــمت بحــــب , هالشي حــلو فيــــــه حرصــه على الصــلاة ..
أول ما نام حســـــت فيــــــــه .
راسه ثقــــل , ونفســـــــه عمـــــق ..
بهاللحظــــــــه بس تجـــرأت وحطت إيدها على راســه , وبدت تمـــرر إيدهـــا على شعـــره بحنــــــــان .
أحبــك .
أحبـك .
أحبـك .
منيـــره :
البيـــــت فضى عليــــــها , زيــنه , وصقــر كانوا ماليين عليــــــها المكان .
حتى لو ما كانوا يقعدون معاها اربع وعشرين ساعه , بس تحس فيــهم , وبوجـودهم .
صحيح صقـر طول وقته بالملحق أو الكراج أو الدوانيــــــه , بس دايماً طالع وراد لازم يمـر عليـــــــــها .
الله يــــــــونسهــــــــم بالعافيــــــــه يارب !
بدت تمشى حول البيـت , بالحديقـــــــــه من غير هدى ..تفكــــــــــر بالتغيــر اللي صار في العلاقه بين صقــــــر وزيــنه .
من الأسرار اللي صــارت بالماضي , وما تدري عنها !!
ودهــــا لو تقعدهم , وتقــول لهم , قولوا لي شنو قصتكم مع بعض ..
هذا معنــاته إني كنت بعالم ثانيــــــــه ..
ألحـيــن بس لما أتذكــر بعض المواقف تفكـــر فيها بمعنى ثاني .
دايماً عندها هالعيب ما تفهم المعنى الحقيقي من أول مــره , لازم تفكــر فيها مره ثانيه وثالثه يلا تستوعب إنه لها معاني أخرى .
وقفت ريولهــا لما وصــلت للمكان اللي صارت فيه المواجهه من كذا يوم !
إنقبـــض قلبـــــــها ..
طليـــقها ..
ما تصدق إنها وقفت مكــــــــانها , وتبادلت الإتهامات معاه .
اللي ذابحهــــــــا إنه كل شي صار قبــال زيــنه .
له الجـــــــرأه والوقاحـــــه إنه يجي لي بيتي , ويتهمني !
عقب ما قلــــــــب حيــاتها لجحيـــــــــم ..
عقب ما حــول حبها لكــــــــره , وعقــــــب ما خلاها ترجع لبيـــــــت أهلها وإهي منكــوسة الراس ..
معتــرفه بغلطتها بالإختيار ..
نقــلت عيــونها بالحديقـــــه , تذكر اللي صار من كــذا يوم كأنه أمس .
تذكر مكانه وويــن كان ؟!
وراحت للمكان , ووقفــــــــت فيــــــــه !
ورفعت راسها لمكــانها .
وبعدهـــــــا تحــركت لمكانها , وشــافت مكـــــانه ..
والكلام اللي كان بينهم .
يعايرها لأنه ولدها ما يقــول لها يمــــــــه .
واهو السبب بهذا ..اهو اللي خلاها تتزوج غيره .
اهو السبب بإتهاماته اللي خلت حياتهم حجيـــــم , أســـــــــوأ من الحجــــــيم .
شكــــــــــه فيها ..
وظنــــــــــــــونه ..وكل شي !
قعدت على الكرسي الموجود بالحديقــــــــه .
لما تتذكـــــــر الماضي وتسلسله , تنصدم من اللي صار لها ..كأنه فيــلم خيالي ..
صالح .
إهي .
ناصر .
فيـــــــــلم رعب , كــابوس ما قط ظنت إنها بتعيشـــــه بحياتها !
الماضي :
منيـــــــره موقف أول :
شافته واقف عند سيــارته ..
صار لها كذا يوم ما شافته , ولا تكلــمت معاه .
زادت زياراتها لبيت نجاة علشان تكون قريبه منه ..
أمها كانت شديده من هالناحيــــه لكن بدلعهــــا وأصرارها وافقت أمها على مضض .
علاقتهم ألحيـن صار عمرها شهـور ..
تتصــل على بيته من تليفون بيتهم , كل يوم بساعه معيـــنه , وكونها صديقة إخته هذا كان يسهـــل كلامهم , وتعبيــرهم عن أشواقهم , والحب اللي غامر قلبهم .
حبها لنـاصر , من أطهــر واشــرف أنواع الحب .
اهو واعدهــا بالزواج , وإهي مصدقته ..
بدايـة علاقتهم كانت لما تتصــل على أخته واهو يشيـــله , في البدايه كانت العلاقه رسميه , بس وين نجاة ؟! ..والإجابه لحظه شوي ..
بعدها بدى يعرف صوتها , ويسلم عليها ..
بعدهــا بدى يسولف معاها , ويسأل عن دراستها !!
كانت حاطه العباة على كتفهــا وقاعده تشـوفه من الدريشه بإبتسامه ..
فجــأه سمعت صــوت من خلفها , يقــــول " مــساج الله بالخيــــــر يا منيـــــــره "
إلتفتت بســرعه , وطاحت قذلتها على عيـــنها ..
حطت العبــاة على راســها ..
صالح ..
إبتســـمت " مســاك الله بالنـور صالح "
صالح كان صاد ومنــزل عيـــونه للأرض ..
تحولت إبتسامتها لشقاوه , صالح أصغــر منها بكــذا سنـــــه , تحســه كأنه أخوها الصغير , لما تشــوفه يتصــرف مثـل الريــاييل ما يكون جدامها إلا إنها تبتســــم ..
تنحنح وبدى يغلض صــوته " شـــلونج ؟! , وشلون الإمتحانات ؟! "
كان ودهــا تكشــت بصالح ..وترجع للدريشــه خاصه إنها مشتاقه لنـاصر .
قالت بعدم إهتمام " الحمــدلله بخيــر "
إلتفتت على الدريشـــه , بعد ما إسمعت صوت هـــرن من الخارج ..
وشـافت سيـارة أخوها ..
عجــلت من خطواتها تجاه الباب وقـالت " مع الســلامه " نجاة ليلحين ما ردت من الحمام وما تقدر تتأخر على اخوها " سلم على نجاة "
تحــركت لبــرا وإهي مو منتبهه إنه صالح لاحقهــا ..
شافت نـاصر بالحــوش ..
بطأت خطواتها ..
أول ما شـافها همس " اليوم الساعه 9 , راح أكون بإنتظار إتصـالج "
حســوا بوجــود صالح ..صد نــاصر عنها , واهو يقــول بجديــــه " سلمي على أخوانج "
كان قاعد يتظاهر بعدم معرفته فيها وإنه علاقته فيها رسميــه ..
كله علشان يحميــها ..
إبتعـــد نـاصر عنهــا ودخـــل للبيــــت ..
كانت بتطــلع لما سمعت صـوت صالح يقــول لها بصدمـــــــه " إنتي تكلميـــــــــنه ؟! "
ردت عليــه بتوتــر " أنا ما أدري عن شنـو قاعد تتكــلم ؟! "
خــــــافت من إنها تنفــــــــضح ..
ما تبي أحد يدري , إذا حتى صديقتها واللي إهي إخت ناصر ما تدري , ما تبي أحد يدري عن هالموضوع .
قبــل ما يصير كل شي رسمــي .
كانت بتطــلع من باب الحــوش لما سمعته يقــــــول بيــأس " منيـــره هالشي بيضـــرج " كمــــل " لا تكلميـــــنه ."
وقال بنفس اليــأس " اللي يحبج ما يغامر بسمعتج "
كمـــلت طريــجها من غير ما تلتفت له .
وعجــلت بمشيــها للسيـاره اللي تنتظــــرها ..
طول ذيك الليـــله هقـــت إنه نجاة بتتصــل عليها وتقــولها شي عن الموقف اللي صــار .
وقضت أسبـــــوع كامل , خايفه وتحـــاتي ..
من إنه يوصل الكلام حق أهلهــــا وأخوانهـــــا .
منيــره موقف ثاني :
قاعده مع نجـــاة يســولفون , مـــر صالح بقــــــــــربهم علشان يطـــلع ..
عطاها نظــــــــرة إحتقـــار ومشى !!
توترت , وخافت ..
ما تدري سبب هالكره اللي كان موجـهـه لها ! ما هقت إنه يتصـرف معاها جذي .
لكن ما قالت لأحد وخاصه لناصر ..
وقررت تتعامل مع الموقف بروحهـــا .
منيــــره موقف ثالث :
إستأذنت من نجــاة على أساس إنها بتروح للحمــام , وراحت للمطبخ اللي شافت صالح يتوجــه له .
شـافته ياكــل تفاحــه ..
قالت بخــوف " صالح ..! "
رفع راســـه بســـرعه ..وشــافها كانت بعيــونه نظــره غريبـــه ..
إختفت بســرعه ..
قالت بســرعه " صالح لا تعلم أحد عن اللي سمعــته "
تلفتت وكمــلت بعجــله " لا تعلمهم عني وعن نـاصر "
صالح طول علاقتها مع نجاة وإهي تعتبــره بحسبــة أخوها الصغيـــر .
وتدري إنه يعتبرها نفــس الشي ..
بان الكــــــره بعيــونه واهو يقــول بغضــب " ما أعلم أحد عن قلة الأدب اللي صايره بينج وبين نـاصر "
حســت بالغضب من إنه ينعــــــت علاقتها بنـاصر بقلة الأدب ..
واهم علاقتهم أسمى من إنها تكــون قلة أدب ( على حد تصورها المراهق )
قالت بجديــه " إحنــا نحب بعض, وأهو يبي يتزوجـني , بس إحنـا قاعديـن ننطــره يكون نفسه...الله يخليــك لا تعلم أحد "
قام بغضــــــب من مكــــــــانه وعيــــــــونه تنطــق شرار " إنتي من صجج تهقيــــــــن إنه راح يتزوجج , بعد ما كلمتيـــــــه , ما راح يتزوجج .. "
وبصوت عالي " فهمتي ما ر..ا..ح ..يـ..ـتـ ..ـز..و..جـ..ـج "
حســـــت بالخرعه والمراره , شـــلون يقــول جذي عن أخوه .
مســـــكت الباب وقالت بجديه على الرغم من خوفها "إسكت لا تعلي صوتك .." وبعدين كملت " أنا واثقــــــه بناصــر , أنا ماني مصدقه شلون إنت تقـول جذي عن أخوك العود "
كانت بتطــلع , لما قال لها بصوت كفحيح الأفعى " إن تزوجج راح تكون حيـاتكم جحيــــم , بسبب الشـك "
المراهقه اللي كانت إسمها منيـــــــره , قالت " حبنا أسمى من هالكلام "
ما يهمها صالح ولا غيــــــره ..
منيـــره موقف أخــر بعد الموقف بعد عدة شهور :
" منيـــــــــره , منيــــــــــــــــره "
سمعت صــوت أمها ينادي , وإهي قاعده تقــرى روايه لإحسان عبدالقدوس ..
رفعت عيـونها عن الروايــه بالغصب ..
وقالت " نعـم يمــــــــــه "
سمعــــت صــوت أمها يرد عليها " نجــاة تبيــج على التليفون "
تحــركت من سريرها ..بســــــرعه .
معقــول ناصر قال لهم !
ومشــت للتليــفون , وقالت " ألو "
ردت نجــاة بصـوره مبـاشره " إنتي شبيــــــــنج وبين أخوي نـاصر ؟!! "
صــار ويهها أحمـــر ..
ناصر كان قايــل لها إنه راح يقــول لأخوانه عن رغبته بالزواج منــها ..
قالت منيــره بخجــل " ما بيــنا إلا كل خيــر "
كانت حاسه بالأسلوب الهجومي من نجــاة , بس مو عارفه سببه ..
قالت نجــاة " أي خيـــر ؟!!! صالح يقــول إنج كنتي تكلميـــــــــنه صحيح هالكلام ؟!!! "
عجــزت عن الكــلام ...
بعدها قالت " إحنــا نحــب بعض نجــاة .."
قاطعتهـــــا نجـاة وقالت بهجــوم " كلمتيــــــــه يعني "
نجاة صديقتها , المفروض تكون سعيده علشانها .
كانت محتــاره " نجـاة شفيـــج , أنا أحبــــ .."
نجــاة قالت بعنـــف " طحتي من عيــــني ..تكلميـــــــن ريال غريب عليــــــــج , أنا أول شي ما صدقت صالح ..لكن كلامه طلع صح ..كل شي قاله صح "
توت
توت
توت
توت
سكــــرت السمــاعه بغـــضب ..
ما يهمهـــــــا راي نجــاة اللي ما راح تفهــــــم الحـــــب , ولا مشاعرها العاشقـــه .
محد مهم غيــرها إهي و ناصـــر .
راح تتحدى العالم علشانه .
منيـــره موقف أخــر :
تقدم لها نــاصر , وفعـــــلا تحـــــــــدت الكل علشانه ..
لأنها تحبــــــــه , وتعشقــــه بجنون المراهقه ..
قرار إتخذته بســرعه , وإندمت عليــه ببطأ .
بزواجهـــــــا منه ما حســت بسعادة أحد أو تعاسة أحد , ما فكـــرت إلا بسعادتها وبسعادة ناصر .
عاشت شهــرين من غير أي إحساس بأحد غيرها وغير ناصر , غريب شلون كان كل دنيـــــتها ..
وقتها كانت فعلاً مراهقه ..عايشه بعالم خاص فيها ..
بيوم كانت قاعده تتكـــــــــلم في غرفتهــــــا ..
وتضحــــــــك بقــــــــوه من كلام صديقتها فاطمــــــــه ..بالتلفـــــــــون .
لما دخــــــل نــاصـــر , طبعاً إهي سكتت عن الضحك و وجهــة له إبتسامه , وبعدها أنهـــــــت المكــالمه ..
نــاصر شافهـــا بتأمـــل وبعدهــا دخـــل للحمـــــــــام .
" يــلا فاطمــــــــه أستــأذن أنا ..ههه إي هههه مع الســـلامه "
إنتهــــــت من المكــــــالمه ..
واهو طلع من الحمــام وقال بهدوء " منــو كنتي تكلميـــــــــن ؟! "
إبتســــــمت له وقالت " فاطمـه صديقتي "
كان ويهه جاد , وإهي إعقدت حواجبــها بتسـاءل ..
لكن بعدها إبتســــــــم لها ..
لكن هالمواقف المتكرره وما كانت تعطيها إهتمام ! وين كنتي ؟! منو تكلميــــــن ؟! ليش تأخرتي ؟! إنتي وين ألحيـــــن ؟!
أحياناً كانت تلمحه ملاحقها ..
أو تظن إنها شافت زوله وراها بالجمعيه ..أو وإهي رايحه لأهلها .
وغيرها من الأسئــله وبسعادتها بذاك الوقت ما كانت تنتبه لها ولو حتى إنتبهت لها كانت تظن إنها من باب الغيره الطبيعيه بين أي زوجين .
منيـــره موقف أخـــر :
كانت تشوف تصرفات نجاة معاها , وما تهتم .
أما اخواته الباجي فكانو متزوجيـن , وما تهمهم زوجـة أخوهم !
أخوانه ما كانوا يهتمون بوجودها , و عادي عندهـــا..
لكن اللي كســر الحاجــز معاها أهو صالح ..مع إنه كان يعطيها نظـرات غاضبــه في بدايـة زواجهــا ..وكان يتجنــبها .
لكن بيــوم جا لها بالصــاله بوقت كان فيه ناصر غايب , وقال لها " منيـــره ..أنا ..أنا عندي بحث لازم أسويــه حق الجامعه تقدريـن تساعديــــــني ؟! "
إنه أحد يكلـــــــمها أخيـــــراً بهالبيــــت أسعـــــــدها ..
وقالت بحمــاس " أكيـــــــــد أنا مستعده أساعدك "
إبتســــــــم لها , وبدت تشتغـــــــل معاه ..وســـــــوت له بحــــــــث روعـــــــه ..
فاجئــــــــــها عقـــب كذا يوم بورده بيضـــــــا , كهديـــــــه لأنه خذا علامه كامله بالبحـــــث .
ردت تعتبــره أخوهــا خاصه إنه ما احد يعطيــها ويـــه في هالبيــت إلا أهو في غيــاب ناصــر .
قام يشكي لها عن الجامعه , عن أصدقائه ..وإهي تسمــــــــعه .
اهو أصغـــر منها بكذا سنــــــــه ما هقــــــــت ..ولافكــــرت بيوم إنه ..
إنه يحبـــــــــها !!
منيــره ذكرى أخرى :
فتـــــــرة حمـــلها كانت من أروع أيام حياتها ..
نـاصر كان مهتم فيــــــها , وحريص على طلباتها بصــوره إهي ما كانت متخيلــــــتها ..
يمكن هالفتره من أروع فترات زواجهم .
وجود طفـل يجمعهم كان تتويج لحبهم .
عدم وجود الفـلوس كان مرهق لها فعلاَ , كان يتعبهــــــا ..
بس كانت تستحمــل لأنه ناصـر يحبها .
معاملة أهله كانت سيئه وخاصه معاملة نجاة , لكن كانت تستحمـــــلهم علشانه ..
كانت خايفه من الطفــل على قد ما إهي سعيده , خايفه من الفلوس اللي راح يضطرون ينفقونها بعد !
خايفه من الجو اللي راح يعيشون فيه .
لما يابت طفــلها
أخوانه اللي كانوا مو مهتميـــــــن فيها , استانسوا ..
بدوا يهتمون أكثـر ..
دايماً يسألون عن ولدها ..
وين صقـــــــر ؟!
نزلي صقـــــر ؟!
خلق لهم حيــــــــاة مختلفه , فيها سعاده ..وفيها مشــــــاكل ..
بدت الخلافات على المصاريف , وعلى تفرغه لهم .
وبأحد الخلافات , طلع نـاصر بغضب , تاركها متضايقه , ولما طلعت للصاله لاحظت نظــرات صالح المتعاطفـــــــــه !
كانت زايده هالخلافات وايد وأكيـد كل اللي في البيت حسوا فيها .
هالنظرات اللي بدت تزيــد بطريقه خلتـها غير مرتاحه !
منيــره موقف أخــر :
بالمطبخ تزهـــب الغدا , هالشي بدى يتعبــــــــها أكثــر مما إهي متصــوره .
إهتمامها بإبنهم الوحيـد ..وبأهله قاعد يرهقـــــــها .
واليوم الصبح متهاوشــه مع نـاصر على هالموضوع , إنها إتعبت , و ودهـا لو ياخذون إجازه مع بعض يغيرون جو !
دخـــل صالح ..وبإيده ورده ..
وقال " تفضلي "
شافت الورده , وإبتســــمت بإمتنان ..
لكن نقــزها قلبــها ..ما قامت ترتاح وايد بوجود صالح , مثــل قبــل !
خذتهـــــا ..وقالت " مشكــور "
كملت تقصص الخضروات .
وتطلع الصحـــون .
فجــأه قال صالح " لو إنتي زوجتي , جان ما خليتج تتعبيــــن هالتعب كله ."
إستغربت من هالكلــــــــمه , وما إرتاحت لها .
الكلمه قويه وايد , بس ما تظـــن إنه صالح يقصد المعنى اللي وصــل لها ..
بس ما تقدر تمنــع غريزة المرأه لما تحس بعدم الإرتياح من شي غامض وداخلي بالرغم من شكله الطبيعي.
كمــلت شغلها من غير أي كلام أو تعليــق .
قامت من مكانها وإفتحت الثلاجــــه , طلعت بعض الطماط ..
لما إلتفتت إخترعت من قــرب صالح !
فيه شي مو طبيعي اليوم ..
إبتعدت عنـه ..بخــوف , لكن ما حبت تبيــن هالشي ..
وقالت " هه شفيــك صــالح ! وخــر خلني أطبخ الغدا "
تحــركت لطاولتها ..
لحقهــا صالح للطاوله , إهي ظلت واقفــــــــــــه , بخــوف مو مرتاحه لوجوده
قال صــالح لها " منيـــره أنا أحبــــــج "
إلتفتت عليــــــــه بصدمــــــــــه !!
هذا شقاعد يقـــــــــــول ..
أنا مــــــــرة أخــــــوه , اهو قاعد يقــول أنا أحبج حق مرة أخوه ..
قال بهدوء " أنا أدري إنج تحسيــن بهالمشــاعر تجـاهي "
توسعـــــت عيـــــــــونها بصـدمـــــــه .
تحس بمشاعر تجاهه !!
هذا يــــــــن وقعـــــــــد ..
إهي ما تشـــــــوفه غيــر أخو !
كمــل " لا تخافيــــــــــن , أنا أحبــــــــــج بعد , لازم تتركيــــــــن ناصر أول , أنا مستعــــــــد اتــزوجج "
ما كانت تقدر تبتعــــــــد لأنها بين الطاوله وبينه ..
" إنت شتقــــول أنا ...أنا ..ما أحبــك "
ما تصــدق إنها بهالموقف ..
إبتســم لها صالح وقال " لا تخافيـــــــن تقدريــــــن .."
إهي شكانت تســـــــوي طول هالأيام .
معقــوله إهي كانت تعتبره أخوها , واهو كان يشــوف الموضوع بصـوره ثانيـــــه.
هـــــــزت راسها بالرفــــــض " أنا أحب زوجـــي , أحب ناصـــر .."
بان على صالح التــــــــوتر وقال " لأ إنتي تحبيـــــــني ..أنا أدري .."
هـــــــزت راسها بالرفض للمــــره الثانيــــه .
وكمــــــــل " أنا أدري إنج ما تحبيـــــن ناصــر , مو معقــول تحبيــن شخص يصرخ عليـج .."
فقد أعصــــابه فجــأه وقال " إنتي تحبيـــــــــــني ..أنا ...تحبيـــــــــــني "
وضمهـــــــا لحضــــــــــنه ..بجــــــرأه
الصدمــــــه من الوضع ككل خلتهـــــــا جامده ..
بعدها كل شي جرى بســــرعه ..دخـــــل ناصر , تركهـــــــــا صالح , و ركضـــت لزوجهــــــا تحتمي فيـــــــــه .
وبعدهــا بغت تجـــــن من الإتهامات .
ما كانت فاهمه شي !
إهي ما ســــــوت شي ..جــــــــذاب ..
شلون صــارت إهي المتهمـــــه بكل اللي صــار ..
ما كانت فاهمـــــــــــه شي ..شقاعـــــــــد يصيـــــــــر إهني ..
مستحيـــــــــل اللي صار أكيـــــد كـــــــابوس قبيــــــــــــح !
كانت الإتهامات من البشاعه لدرجة إنها كانت بتقضي عليها .
لكن نـاصر صدقــــــــــها ..دافع عنهــــــــا , بهاللحظـــــه عرفت إنها ما غلطت لما إختارته كزوج ..
حبهــــــم أكبــر من كذب صــالح .
لما بدى زوجهــــا يتضارب مع أخوه ..ولما الأخوان كلهم تجمعـــــوا ..
إهي إهربـــــت لغرفتها ولولدها الصغيـــــــر ..
ما تقدر تقعد معاهم , وتسمـــــــــع إتهاماتهم الكاذبه ..
ثقتها بالنــاس إنهارت ..صالح اللي كانت تعده أخوها الصغير , كان بيحطم زواجهـــا .
بيحطمــــــها !
" إهي السبــــب والله إهي السبب ...إهي السبب ..طول هالأشهـــر , كلما غبت كانت تحــاول تغرينـــــــــي "
" شتتوقع من وحده كانت تكلمــــــــك وتخون أهـــلها علشانك ؟!!! "
الحقــــــــــــد اللي كان بصــــــــــوته !!
مو فاهمه شي !!
إهي ما خانت أهلـها إهي بس كانت تحب ناصر ..
" تخونك معاي "
جـــــــــذااااااااااااب ليش قــال هالشي حق نــاصر ..
ما كانت فاهمــــــــه ولا شي !
شلون يســـــــــوي فيها جذي !! شلون شخص عدته أخوها يسوي فيها جذي ..
ألحيــن ناصر صدقها صـج ..ولا ؟!
خايفـــــــــه ؟!!
دخـــل ناصر بهاللحظه عليــها الغرفـــــه..
وقال " زهبي أغراضنــــا بنطلع من هالبيــــــــت "
كانت لا تزال خايفـــــــه , لكن وجوده وكلامه المباشر معاها طمنهــا قليـــلاً .
لكنها مسكـــــته بالنهايــــه وقالت " أنا مستحيــــــــــل أخونك ..مستحيـــــــــــل ..تدري إنه جذاب ؟! "
منيــــــــــره (الحاضـر ) :
( شتتوقع من وحده كانت تكلمــــــــك وتخون أهـــلها علشانك ؟!!! )
أفهمت معنى هالكلمه متأخـــــر ..
الله ..لازالت تذكــــــــر هالأشيــــــاء !!
وبهالتفاصيــــــــــــل ..
تذكـــــر كيف بدت أسوأ مرحله بحيـــــــاتها ..
كيف إضطرت تنضج ..
كانت غلطانه , لما ظنت إنه ناصر صدقها وإنه وثــق فيها ..
غلطـــــــــــــانه ..
حيـــــاتها صارت حجيـم .
خــــــــــذت نفـــــــــــس عميق , المفــروض ما تفكـــــر بهالأشيـــــاء , سنيــــــــــن مرت , وإنها تتذكر اللي صار ما راح يفيدهـــــــــــا ..
المشكــله إنها عرفت بعديــن , بعد طلاقهـا إنه صالح فعلاً يحبهـــــــا ...أو هذا اللي كان يــقـوله !
هذا إذا كان يعتبر إعجاب المراهقه حب ..
الحمو المــــــــــــوت , الحمـــــــــو الموت ..
لأول مره تراجع هالمواقف كلها , وتركبهم ببعض , وللأسف إكتشفت أغلاطهـــا ..
طول عمرها تحمـل ناصر مسؤوليـة اللي صار لكن لما راجعت هالذكريات , بهالتسلسل ..إعرفت إنها مسؤوله بعد ..
يا ليتها ما شافت ناصر ..بالحديقه
ولا شافت نجاة بالعرس ..ياليت .
جان مارجعت الذكريات بكل مواجعها .
إبراهيم :
" رحلتنـا الساعه 8 ليـلة السبــــت " وكمــــــــل " أدري ..أدري الوقت مو منــاسب بس هذا الوقت الوحيــد اللي قدرنا نحصله, راح نوصـل نيويورك , بعدها بناخذ طيـاره توصلنا لتكساس , راح نوصل إهناك إن شاء الله قبـل موعدنا مع طبيـــبك "
إبراهيم رامي راســه على المخده , ويستمع حق كل شي ..وبنفس الوقت مو قاعد يستمع !
ويحس كأنه اللي قاعد يصيـــر مو قاعد يصير حقـــــه اهو ( إبراهيم )
يعني أهو باجر راح يترك الديـــره , ويروح أمريكــا !
كمــل سعد يقــول " أدري إنك قاعد تقــول ما يمديني أرتاح , بس لا تخاف يمديــك , لأنه وصولنا بيكون قبــل الموعد بثلاث أيام "
طبعاً سعد أخوه قاعد يشــرح , ويشــرح ..
صار له فتــره يقوله عن كل اللي بيسوونه , ومكان الشقه اللي راح يقعدون فيـــها , وكل شي , حتى المكان اللي راح ياكلون فيـــه ..
طبعاً سعد مو أول مره يكرر عليــــــــه خطواتهم , هذي يمكـــن ثالث مــــره .
أمس وقبــل أمس نفــس الموضوع ..أهو الحين يقدر يسمع جدول الرحله عن غيب ..
بس عاذر سعد , اخــــــــوه وقاعد يحاتيـه , هالتكرار دليـــل على الخوف , والتوتر والمحاتاة ..
خاصه إنه سعد اهو اللي راح يرافقه .
سعد يحاتي هالمسؤوليــه , وقاعد يراجع الخطوات ويقـولها علشان يخفف على روحـه .
أما أهو فبــاله مو مع هالرحــــله ..
العذر اللي قاله لنفســـــــه أمس إنه بدريـه أكيــد نايمه علشان جذي ما ردت عليــه , ما ينطبق ألحيــن !
بدريه ما طرشت مســج إنها محللته , وباجر سفــــــــــرته ..
واهو ما يبي يضغط عليــــــــها !
ما يقدر يطــرش رساله ثانيـــــه ويقــول ( حلليــــني .)
لازم يكون هالشي نابع من قلبها .
صوت سعد كان يوصــل له " ..ترى خذيت تقاريرك , وأمي مخــلصه جناطك , الحمــدلله الفيـزا والتذاكـــر والجوازات عندي ..."
لازم يروح بيت عمه ..
غير سالفة بدريـــــــه عنده بناته اللي لازم يشــــــوفهم قبل ما يسافر ..واللي ما شافهم من وقت طيحته بالمستشفى بطلب منـــــه .
ما يبي يخوفهم ..
وما يبي تكون اخر ذكرى لهم معاه واهو قاعد على فراش المرض ..
و وده لو يقـــــــدر يشـــوف لولوه .
علشان يأكــد لها حبـــــــه , ويسمع وعدهــا مره ثانيـــــــــه ..
وعدها اللي صـدر بالوقت الضايع .
بس الأهم ألحين بناته , و شوفتهم !!
والسماح من بدريه , لازم بدريه تسامحه !!
يمكن يشوفها اليوم لما يروح بيت عمه !
غنيــمه :
" إي والله إستانسنا , يزاها الله خيــر منيــره اللي إجمعتنا بالشــاليه , وبعدها بالحفــله الحلوه أمــس "
ردت عليــها إخــت منيـــره فوزيه " إيـــه والله إستنانســـنا أمس , خوش حفـــله ..يا حلوها العروســـــه "
إبتســــمت غنيمــــــه وقالت " إيـــه والله شحالاتها , الله يوفقهم "
قالت فوزيــه " الحقيقه يا غنيمـــه , أنا متصــله عليــج ودي أكلـمج بموضوع مهم " كمــلت " إحنـا نعرفكم من زمان , ونعـــرفج , ونعرف بناتج , وأخلاقكم ما شاء الله لا يعلي عليـــــــــها , وإحنا ودنـا بنسبـــــكم ودنا بنتج لولوه حق ولدي جراح ومو لأنه ولدي أمدحه بس اهو بالفعل خوش ريال مصلي ومسمي ويشتغل بوزارة الخارجيه.. توه موظف عادي.. بس العمر كله جدامه وراح يترقى ويكبر بمنصبه.. وسألوا عنه"
إنتهى الإتصـال بعد الإتفاق على يوم علشان ياخذون الرد .
غنيــــــــمه حســــــــت بسعاده تغمـــر روحهــــــا ..بعد ما سكــرت التليفون ..
كانت شايله هم لولوه .
خايفه إنه فاتها القطار خلاص ..
بس ألحيــــــــن عندها مشكـــــله .
ريــــــــــلها ..
لازم تقـوله الخبــر على هداوه , جراح ولد فوزيـــــــــه ما يتطـــوف أبد .
ويا بخت اللي بتاخذه .
وفوزيه إنسانه لا يعلى عليها , حتى بناتها منال وفجر خوش بنات .
ياليت يكون من نصيب بنتها ..
على كلام فوزيــه فجراح ولدها شايف لولوه لما جوا عندهم بالشــاليه ..
فالولد مقتنع فيها ..
بس أبوهــــــــــا.. الله يهداه.. أبوهـــــــــــا ..
زينـــــه :
إفتحت عيـــــــــــنها من غفوتها على صــــــــوت منبــــــــــــه موبايل صقر..
نزلت عيــــــــونها على صقــر اللي لازال نايم على صدرهـــــــــا , وضامها من الخصـر .
حســـــت بالإحمرار يغزي ويهها ..
ما تدري متى راح تفتك من هالإحمرار اللي كلما إنحرجت صبغ ويهها فيـــــــــه .
مدت إيدها للساعه ولاحظت إنه ألحين لازم يقوم علشان الصلاة !
زادت حمرة وجهها .
شلون راح تقعده ألحين ؟!
حاولت تبتعد عنه بس اهو كان ماسكها بقوه ..
قالت بهدوء واهي تحاول تتحكم بإحمرار وجهها وخجلها " صقــر ! "
وحطت إيدها على راســـه ..
وقالت بهمس محب " صقر ما بقى شي ويأذن ..صقر يــلا قوم "
كان رده إنه ضمها أكثر وخش وجهه أكثر بجسمها ..
إنحرجــــــت ..
قالت بصوت اعلى من الإحراج " صقر يلاااا قوم ..الصلاة "
الرد الوحيــــــــــد كان " أمممممم "
صقر كان مرتاح بنومته , على الرغم من أصرار الصوت على إيقاظه ..
الريحه العطره كانت غامرته ..
ردت تحاول تبتعد بإصرار وإهي تقول " صقــــــــر الصـــــــــلاة "
الصــــــلاة !
الصـــــــــــلاة !
فز من مكانه بخرعه ..وإستعدل بقعدته على طول ..
قالت إهي بخوف " بسم الله عليك "
زينه كانت ليلحين مستلقيه وإحمدت ربها من الداخل على فزته اللي وفرت عليها الإحراج من قومته وهم بهالوضع الحميمي ..المحرج ..
قال صقر على طول " جم الساعه ؟! "
خذا موبايله وشاف الساعه .
" الحمدلله تو الناس "
رد إستلقى على ظهره وحط ذراعه على عيونه ..وقلبه لازال يدق بقوه لأنه فز بخرعه !!
" يا كره قومة الخرعه , احس قلبي بسباق من سرعة دقاته "
كان يحاول يسترخي عشان تخف دقات قلبه , لكن بدل ما تخف دقاته زادت لما استوعب اشلون كانت نومته ..الطريقه اللي كان نايم فيها ..
عطرها يحسه لاصق ببلوزته ..
وليونة جذعها يحسها لازالت على أضلعه ..
زيــنه كانت قاعده قربـــــه , ومشــرفه عليــه بقعدتهـــا !!
وقاعده تشــوفه بتأمـــــل ..
ويهه يعجبــــــــــها ! , على الرغم من إنه مو وسيــم بالمعنى الصحيح للكلمـــــــــه , لكن ريــــــــــال , فعلا ملامحــه رجوليــــــــه ..
مو متصوره انهم ناموا بأحضان بعض لأول مره .
صار كل شي بســرعه خيـاليـه غريبــه !
ما حســت بروحهــا وبتأملــها الغريب بملامحـــه ..
فتح عيـــــــــنه فجــأه ..وقلبــها إهي بدى ينبض بقوه وسرعه ..و وجهها صار أشد إحمرار
حســـت كأنه صادها واهي تسوي شي غلط ..
فحـاولت تبتعــد شوي ..
لكن حسـت بإيده تمسـك إيدها اللي مو متسنده عليها .
وتقربها , وتحطها إيدها على صدره .
وقال بعمق " حتى شوفي "
خذت نفس متحشرج , ومتوتر .
وقلبها بدى ينبض .
لدرجه مو قاعده تحس معاها بقلبه .
قال بنفس العمق " حسيتي فيه ؟! "
هزت راسها بإيه وإهي بالحقيقه مو حاسه بشي .
وما هزت براسها إلا علشان تفلت من هالقيد .
شدها أكثر وطاحت على صدره , وخذت إهي نفس عميق ..خايف .
وأصدرت صوت معترض .
حطت إيدها على صدره بتلقائيه علشان تبتعد عنه .
إبتسم من محاولاتها للأفلات .
مو عارف ليش كلما مسكها تقاومه , وتحاول تفلت من حضنه ؟
هل اهو خجل وحياء ؟!
ولا عايفته ؟!
غيمت عيونه من الفكره الأخيره .
أحاط خصرها بذراعه .
بحيث صار جسمها ملتصق فيه لا محاله .
شعرها متدلي على وجهه ..
وقال بغموض " تدرين من شنو ؟! "
هزت راسها بالنفي وقالت " لأ ..ما أدري ."
وردت تحاول تقاوم هالوضع .
شفيه ؟! ليش ما يهدها ؟!
ويهها بيحترق ؟! جسمها كل بيحترق من الخجل ؟!
ما تبي تقعد جذي بحضنه ؟!
تستحي ؟!
مو متعوده ؟! واهو وايد جريئ ؟!
طيب شلون تقوله وخر عني ؟!
استحي ؟!
وبحركه سريعه قلبهم , وإهي شهقت , واهو إبتسم .
وصارت إهي مستلقيه على ظهرها , وإهني بدت ترجف .
من صجها ترجف .!!
كل جسمها ..
كانت خايفه من هالوضع اليديد ؟! وااااايد خايفه ؟!
حس برجفتها بين إيده , ما أحد يقدر يتجاهل أو ما يحس بهالرجفه .
حتى شفايفها قاعده ترجف بخوف ! أو من التوتر ؟!
تأمل شفايفها أكثر وأكثر , نبع الرحيق
وبدى يقرب .
إهي شافته يقرب وإخترعت ..
حست بفزع ...
خاصه انه قربها منه راح يكشف اسرار صار لها مدة مخفيه ومستوره حتى عن أقرب الناس لها!
إبعدت وجهها لكنه منعها وقيده بإيده ..
زادت رجفة جسمها , وشفايفها بتوتر .
وإعجزت تلقى صوتها ؟!
إلا من ونة توتر .
وإزداد إقترابه ..وإلتقوا !
حاولت تبتعد للمره الثانيه بخجل .
لكنه ما تركها ..
وأكمل إرتواءه من نبع الرحيق .
إهي ثواني ..دقايق ..
لما اسمعوا صوت المنبه بصوه فجائيه عاليه ..
أجفلت الطرفين ..
وأبعدت صقر عنها بسرعه قصوى ..وقعد على الفراش ..
شاف الساعه ..و وقف المنبه ..
ثم قال واهو يقوم من الفراش " لازم اتزهب للصلاة "
قام من مكانه , وراح لحقيبته يطلع أغراضه للحمام ..
وما ألقى عليها أي نظره .
وطلع وراح للحمام .
اول ما إبتعد صقر عنها , خشت ويهها بالمخده بخجل ..
جسمها كله يرجف من الحياء .
واااااي شلون أحط عيني بعينه !!
حطت إيدها على فمها وإهي بتموت من الإحراج .
وإدفنت ويهها أكثر بالمخده .
ما تدري كم مر عليها بهالوضع , بس بصراحه ما راح تكشف ويهها إلا لما يطلع من الشاليه كله .
كيفه ؟!
إسمعت صوت توقف جريان الماي , دليل على إنه اللي داخل الحمام إنتهى من السبوح .
يا ربي ..تبي الأرض تنشق وتبلعها ..
تدري إنه تصرفها مبالغ فيه , لكن بالوقت الحالي ما تقدر تسوي غير جذي ..
دخل صقر للغرفه بعجله , لازم بسرعه يبدل علشانيلحق على الخطبه .
شافها لما ألحين بوضعها اللي خلاها عليه!!
إبتسم بفكاهه , صراحه شكلها كان مضحك ..لو إهي لعبه جان تحركت ..
هذا واهو بعده ما خلاها زوجته بمعنى الكلمه !!!
مو معقوله خجلها هذا كله !!
بدل ملابسه ..
مو معقوله هالخوف والإحراج والخجل من وحده سبق لها الزواج ..
شبـت نار بصدره من هالفكره .
وتسند على الطوفه من الغثيان المفاجيء اللي حاشه من الغيره ..
إهي طول عمرها له !!!!
أعوذ بالله منك يا إبليس .
ظهره بدى يشب عليه نتيجه أفكاره .
خذا نفس عميق ..
هذا نصيبنا !! خيره ..هذي خيره ..هذي خيره ..
خيره لي ولها ..
هاليوم بيكون أحسن يوم مر عليها بحياتها , أهو وعدها بهالشي ..
وبينفذ وعده , ما راح يخلي مشاعره تتحكم بتصرفاته .
يا الله إنه الصلاة تبرد اللي بقلبه يا رب .
يا الله , ياربي تبرد النار اللي بقلبي كما بردت النار على ابراهيم عليه السلام
قرب من الطاوله تعطر بسرعه ..
وقبل ما يطلع ..
ضغط على نفسه ضغط خيالي ..
علشان يقول بمرح مفتعل " لما أرد من الصلاة بنروح صالة الألعاب , تزهبي ؟! "
لاحظ شلون جسمها إرتخى ..وقالت بصوت مخنوق من المخده " أممم أوكي "
قال صقر بسخريه " وزهبي روحج راح أهزأج بالبولينغ "
كانت تبيـه يطلع .
لكن لما قال (بولينغ) طار الخجل ..
راح يهزأها بالبولينغ ..
إهي ما أحد يهزأها بالبولينغ ..
حست بالحماس , لأنها تعرف تلعب بولينغ .. وقالت وإهي لازالت خاشه ويهها " تراهن ؟!! "
وقف مكانه وإلتفت عليها بصدمه ..
وبدى يدخل المرح الحقيقي لداخله طارد للأفكار السيئه اللي جت له .
إهي قالت له تراهن ..!!
إنزرعت على شفايفه إبتسامة فكاهه ..
هذي من صجها قاعده تراهنه ..!!
ما يدري ليش هالمنظر ذكره بطفولتها ..
مو مصدق خاشه ويهها بالمخده وتقوله تراهن ..!
مو معقوله ..وقال بإستفسار " إنتي قلتي أراهن ؟!! "
وقالت وإهي لازالت خاشه ويهها " إيــه "
كان بيضحك تناقض جرأة كلمتها مع واقع إنها خاشه ويهها بخجل ..
إبتسم إبتسامه جانبيه مرحه و قال " إي اراهن ..بس على شنو ؟! "
طبعا لازالت خاشه ويهها بطفوليه " اللي يفوز يطبخ الريوق باجر حق الثاني "
ههههههههههه
هز راسه بالموافقه , وبجديه ضاحكه " أوكي "
وأهو ينزل الدرج إستعاد بإستغراب اللي صار للتو !!
وما كان منه إلا إنه يضحك ..
الظاهر إنه هاليوم بيكون سعيد له أهو بعـــــــد ..
زينه لما طلع وسكر الباب وراه , أبعدت وجهها عن المخده ..
وقامت بهدوء من فراشها , ولما سمعت صوت الشاليه الخارجي , تجرأت وقامت راحت الحمام ..
لما رفعت راسها لمنظرة الحمام وشافت أثر إقترابه منها على شفايفها ..إخجلت ..
بس إنهــرت نفسها ..لازم تتعود !!
لازم تتعود !!
مو معقول تخش وجهها بالمخده كلما تقرب منها !!
حست بويهها ينصبغ بالإحمرار من اللي صار للتو , وحست بالحراره , فأخذت ماي بارد واغسلت وجهها .
الموضوع الأكثر إحراجا إنها تراهنت معاه وإهي خاشه ويهها !!
ما تستبعد إنه يقول بقلبه (ينت هذي !! )
وبدت تتيدد للصلاة !
يتبــــــع ....