البارت الرابع عشر
*** أكرهها وأشتهي وصلها.. وإني أحب كرهي لها.. يحبها حقدي ويا طالما وددت إن
طــوقــتـها .. قــتــلـهــا ! ***
زيـنه خذت عدة خطـــــــــــــوات للصـــــــــاله .
ما إنتبهــــــــــت لوجــود أحد ..كان قلبــــــــــــها قاعد
يطـــــــــــق بقــــــــــــــوه ..
بهالوقت كان صقر يشوفها مبهور شنو هالجمال؟!! شنو هالروعه؟!!
شكلها ينطق بالعذوبه والبراءه والطهاره...
لأ..لأ.. اشقاعد يفكر فيه..!! اي عذوبه واي براءه وطهاره..؟؟!!
كل هذا بسبة لبسها حق الفستان الأبيض..؟!
اشتقصد بهالشي..؟؟!!! وغصبا عليه افلتت منه كلمات خلت
جسمــــــــــــها يتصلب من المفاجأه لما سمعته يقول بصوت هامس مملوء
بالسخرية والمرارة " أبيـــــــض ..لابســـــــه أبيــــــض "
لفت على طول وشــافت ويــهه القريب منهــــــــــا ألحيـن .
مو مصـدقه إنه قال لها إهي هالكلام , وبهاللحظــــــــــــه !
صــــــدمه
على خيبـــة أمــــــــــل
على جــــــــــــرح ..
شــــــــــلون يتجــرأ يقــــــــــول لها جذي ؟!
ليش يهــــــــــدم فرحتهـــــــــــــا ؟
وييها مصدوم ومجــروح من كلمته .
إلتقت عيونه المملؤه قسوه ومراره بعيـــــــــــونها المفتوحه على كبرها من
الصدمه.
خافت أكثــر مما إهي خايفــــه .
ردت عيــونها اللي قاعده ترمـــش بسرعه , للمكان اللي قــرب الباب لما سمعت
صـوت منيــره اللي ذكــرها بوجود أشخـاص غيرها وغيــره بهالمكان ..
مو وقتـــــــــه تبجي أو تصـرخ عليــــــــــه أو تعاتبـــــه !
منيــره كانت قاعده توجـه المصـوره , وتقولها عن أشيــاء .
أما اهو فملامح ويهه كانت قاسيـــه ..
من الضـــــــيق إنه نطــق بهالكــلمه , وبهاللحظه .
لكن مع ضيقـــــــــه إلا إنه فعــلاً حاس بالمــــــــــراره الشديده .
ما هقى إنه راح تمـــــــــلاه الغيـــــــــره , من الذكــرى .
من شخص مو عايش .
غيره مجــنونه , وغير منطقيـــــــــــه !
دخـــــــــلوا عماته وخالاته يباركــون , محـارمه فقط أما البنات فظلوا تحت
.
كان الواضح للنــــــــاس إنه المعاريس فرحانيـــــــــن ..لأنه صقـر وزيــنه
إجتهدوا إنهم يبيــنون الفرح ..الفرح اللي اهم مو حاسيــن فيــــــــــه .
إبتســــــــــمت لما حست إنه فمهــــــا بيتصـلب ..
شـافته واهو يمـزح ويتغشمـر مع خالاته وعمـاته اللي لأول مره تشـوفهم !
عماته كان واضح عليــهم التصــلب ! وخاصه وحده فيهم الظاهر أبوه ناقل لهم
فكرته عنهــا !!
يعني مو كافيها صقر !
غير هذا تشـوف عماته المغرورات !!
زينه كانت من وقـت لي وقــت ترمش بقـــوه عشان تمنع دموعهـــــــــا .
أو تنــــــــــزل عيــونها عشان ما أحد ينتبــــــــه للحــــــزن اللي
غمـــــــــرها .
وما تظــن إنه اهو سعيد أصــــــلاً .
شنو دخــلوا روحهــــــــم فيـــــــــــــه ؟!!!
شلون وافقت ..؟!! شـــــــــــــلون ؟!!
أنا أحبــــــــــه واهو ما يحبني إنــزين شالفايده .
المصــوره كانت قاعده تصـورها ..وتصـوره معاها , وتصــور عماته وخالاته معاهم
.
منيــــره مالت عليــهم من الخلف وقالت لهم بصـوت حنــون " صقــر لبســها
الخاتم ألحيـــن "
قالت وحده من خالاته تعليق مضحـك , ورد عليـــــــها صقــــر بتعليق ساخر
..خلا كل الغـــرفه تضحـــــــــك ..
صقــر كان متــوتر من الداخــــــل , كان يحاول يتجنب إنه يشــوفها , عدل
غتـــرته .
خايب أمله من نفســـه ..!
عطتــــــــه منيــــره الخاتم .
نقــــــــــــل نظــــــــره لزيــــــــــنه ..
زينه كانت لابسه الشبكــه كلها ما عدا الخاتم ....تلفتت و وزعــــت إبتسامات
..
خاصه جهة المصـوره .
وإلتفتت لجهـــة صقـــــر بتردد , لما حســت بنـظرته عليـــــــها..
وإلتقت عيــونها بعيــونه ..
فمــه كان مبتســم إبتسامه غير حقيقيه , وعيــونه ما كانت قاعده
تبتســــــــــم .
فتح إيده لها كأنها ينطــرها تمـد إيدها له .
ما مدت إيدها له , ولا قربت منه .
مــرت لحظات حس صقـــر فيها ساعات , متى بتمــــــد إيدها له ؟!!
تضـايق من هالحــركه , المفروض إن مد إيده لها تمد إيدها له .
قســــــت عيونه أكثـر , وحط إيده على إيدهــا , وسحب إيدها له بهدوء لكن
صـرامـه , رجفت إيدها بإيده ..
أول ما مسكــــــــــها حس كأنه كهــربا تمـــــــــر فيــــــــــه كله !
شــاف الفرق بين إيده الرجوليـه , وبين إيدها الأنثــويه .
زوجتـــــه , هذي إيد زوجـته .
مشـــــــــاعر مختلفـــــه غمــــرته .
مشــــــاعر غريـبــــه .
زوجتـــــــــــــه ..
حــــــــــلاله .
هالكلمـــــــــه لها طعم ثاني ..إحساس ثاني .
فلاشــــــات التصـوير بدت من المصـوره .
مســـــك صبعــها ودخـل الــدبله الألمـــــــاس , لكن كانت لغيره قبـــل ..
كمــل يدخــــل الدبــــــــله أكثـــــر , وأكثـــــر لي طـــرف
إصبعـــــــها .
ودخــله تقريبــــــــاً بلحمـــــــها , وكــمل يدخــلها .
شهــقت بألم ..بصوت منخفض .
إنتبـــــــه لفعلـــــته ..لاحظ إشسوى , شاف إصبـعها بإستغراب .
أرخى إيده , وعلى الفـــــــور إسحبت إيدها منه .
ومســـكت إصبعــها اللي فيــه الدبــله .
وطلعت الخاتم شــويــــه عن لحمــها .
عــورهــــا ..المجـــرم جـــرح إصبـــــــــعها , جرحـــــــها نفسيــاً
وجســـــديــاً .
مو كافي إنه ما لاحظ إلا بياض فستانهـــــــا .
حســت بالدموع بعيــونها ..فردت ترمــش بســـرعه .
رفعت راســها لمنيــره , لما سمعـــتها تقــول " هاج "
عطتــها منيــره الدبــــله علشان تدخـــلها أصبــع صقــر .
شــافت الدبــله بتوتـــر .
حســت بخجـــل وخــوف ..ما تبي تلبســـــــــه ؟!
ما تبي تلمســــــــــــه !
مد صقـر إيده لها ,واهو ملاحظ شلون ترددت .
قــالت لها المصــوره " زيـــــنه إبتسمي "
لفـــت على المصـوره بإبتســــــــــامه , وإستغربت من كلـمت المصوره لما
قالت " يخزي العيـــــــــــن "
الظاهـــــــر إنها عارفه تمثـــــــــل .
قالت المصــوره " زيــنه لبسي المسيــو الخاتم "
حســـــــت بعيـون صقـر تركــز عليــها .
خلاص بس راح تلبســـــــــه عشان تفتـــــــــــك ..
مسكـــت إيده بخفـــــــه , ودخــلت الخاتم بإصبعـــه وإبتعــدت بســرعه .
دخــل صقــر الدبــله عدل بإصبعـــــه .
خالاته ومنيـــــــره كان يضحكون ويبتسون ..
أما عماته فجمـود كلي .
بعد فتـــره إطلعوا الكـــــــل .
ما عدا منيــره اللي إشتركت بكلام هامس مع صقــر .
وقالت له " أول ما تخـلصون من التصوير , إتبدل زيـــنه وتروحون ..أوكي ؟ "
بان عليــــــــه الضيــق من فكـرة التصـوير !
وقال " وايد صــورتنا , مافي داعي صـور أكثــر "
شــافته أمــه بصـرامه , وقالت " خلهــــــــا تصوركم على راحتهــــا "
من نظــرتها عرف إنه هالشي مهم عند أمـــــــــه .
ما راح يناقشها في الموضوع , كافي إنه حارمهـــــا من الحفــله الكبيــره
اللي كانت ناويتها له .
شــاف زيــنه قاعده على الكنبــه ومساعدة المصـوره قاعده تعدل فستانهـــــــا
..
وبعيـــــــــــونه نظـــــــــــــره غريبـــــه !
حتى على أمـــــــــه .
وبعدهـــــا قال بطريقــه عاديــه " خلاص خلاص أوكي "
طلعت أمــــــــــه أما أهو فقعد على كنبــه بعيـــــــــده يشــــــــــوف
جلسـة التصـوير .
إبتساماتها ..للكاميرا
نظــراتهـــــــا ..
شاف كيف بعدت شعـــــــرها الطايح عن كتـوفها بدلع ..
صقر كان حاس بوقع كلـــــــمته عليــهم , من أول ما نطقهــــــا واهو ملاحظ
إبتســامتها المفتعله و ســرحانــــــــها .
ما يدري بســبته ولا بســـبة أشيــاء ثانيـــــــه ! يمكن تذكرت زواجهـا
الأول !!
ما يدري شفيـــــــــه على هالأفكــار اللي مو راضيه تغادره !
تعليقـه على بياض فستانهــــــا ما كان له معنى بهاللحظـــــه بالذات ..
غضب من نفســـــــــــه ..و زم شــفايفــــــــــــــه بضيق !
مو قادر يتحكــم بغضبه , ولا قادر يتحكــم بكلامه ؟! هالأيام الماضيه قاعده
توريه صوره عن نفســه ما ترضيــــــــــه !
ما كان يبي يقــول هالنوع من الكلام , بهاللحظــه ..ليش ما مسـك لســانه ؟!
مهما كان حاس بالقهـــــــــــر , بالمــــــــــــــراره ..ما كان المفروض
يقــول جذي .
أهو واعد نفسـه إنه ما يتكــلم ! إنه ما يبيــــن غيظه وقهــــره اللي كـابته
سنيــن .
المفروض ما يفكــــــــــر غير بإنها صارت له ..
يعيش بجـــــــــــــو الفــرح , ولا أهو متـعود إنه ينكــد على روحـه , من
أول ما صـارت لغيـره واهو متعـود إنه يجـرحهـا ويجــرح روحـه بالتفكــير
والتذكـــــر .
غمض عيــــــــنه للحظـــــــــه يبعــد كل المشــاعر السلبيـــــــه اللي
بداخـله ومصممه انها تتواجد بهالوقت اتجاهها .
وبس تخـــــــيل وتذكــر اللحظه اللي دخــلت عليــه بالأبيض .
جمــالها ..روعتـــــــــــها ..رقتهـــــــــــا ..نعــومتهـــا .
فتح عيــــــــــونه ..
لما أعلنت المصوره إنها إكتفت من هالصـور ..وإطلبت المعـــــــرس .
شـاف شلون زيـن ما رفعت راسهــــــا له , ولا إنقلت نظــرتها له أبداً .
الصـور اللي كانت تجمعهم كان فيها أقــل مسـتوى من التلامس .
يسمعون تعليمات المصوره بهدوء وينفذونهـــا من غير أي تعليق .
كل واحد غرقان بأفكــــــــــــاره .
زيــنه إن أحد سألها كم إستمرت جلسـه التصــوير , أو كم صـور أنوخذت أو شنو
الوضعيات اللي انوخذت فيـها الصـور ما راح تعــرف ترد !
لأنها ما تذكر من هالجلســــــــه إلا مشـاعرها السلبيــــــــــه
وأفكــــــــــارها و محــاولتها إنها تتظاهر بسعاده إهي مو حاستها بهاللحظه
.
قاطع جلسـة التصــوير صـوت صقـر الهادي المتملل " هالصور تكفي "
لما قال هالكلمه زيــنه تنفست الصعداء .
شــافته المصــوره بإبتسامه إسترضاء " بدنا كم صـوره بعد , حتى يكون للمدام
كوليكش كبيـر تختار منو "
اهو طاقه جبـــــــــــده من هالصــــــــــور .
بس نقـــل نظــره لزيــنه عشان يشــوف إن كانت تبي التصـوير يستمر ولا لأ ..
لكن شاف عيــونها على الأرض
فإبتــسم للمصـــوره بمجامله , لكن قال بعنــاد " الكوليكشن كافي "
بعد ما حست المصـوره بتصميـــــــمه ..
قررت إنها تستسلم , وهـزت كتفــها بإستسلام .
وطــــــــــلعت ..
طبـعاً طول هالفتــره زيــنه ما تكــــــــــلمت , ولا كانت راح
تتكــــــــــلم .
لأنه حلجــها بدى يألمهـــــــــا من الإبتسامه المصطنعـــــــه وتبي المصورة
تطلع.
شدت على الورد اللي ماسكته بإيدها .
خاصه لما شــافت صقـر يبتســم للمصــوره اللي اطلعت , ابتسامه ما
إبتســـــــمها لها اهي عروسته.
وما علق على شكـــــــــــلها , ما قال غير الكلام اللي يجــــرح ..
ما علق إلا على لون الفستان ..
الأبـيض !
حســــت إنها مخنـــــــــوقه ..
تعبــــــــــــت من كــــلامه اللي مثــل الســـــــــــــم ,
يذبحهــــــــا ببطئ .
تعبـــــــت .
حتى بيــوم زواجهـــــم مو راضي يعتقـــها .
مو راضي يبـرد جبدهــــــــا بكلــمه حـلوه .
بكلـمه ترضيها كأنثى .
تشبع غرورها !!
ويبتســـــــم لغيــرها , لأمه وخالاته وعمــاته , والمصوره !
حــــــرام عليـــــــــــــــــــــــه , حــرام !
إبتعـــــــــدت عنـــه للمنــظره , تبي تشـــــــوف هل شكـلها مو حـلو
لدرجـة إنه ما يتطـلب التعليق ولا شنو ؟!!
هل كلام أبوه صحيح !!
أبوه نستــه بالأيام الأخيـره من إنشغالاتها بالتحضيرات , يا ترى حضر العرس
ولا شايفها مو بمستوى ولده !!
مو وقته تفكــر بهالشي , كافي عليها همومهـــا !
ردت تتأمـــل شكلها , وتضبط فيـــه ..
شكــلها زيــــن وعلى قـولة البنــــــات تحـــــــــت.. شكلها أكثر من
جميــل .
صقـــر كان يتابعهـــــــــــا بعيـــــــــونه .
عقلــــــــــها واضح عليـــــــــه الإنشغال , قرب منها من غير شعــور .
كأنه بقـــربه منها بيسمع الأفكـــــــار اللي بعقلــها .
يا ليـت يقدر يدخـــل لمخهـــــــــا ويشــوف فكـره ..فكــــــره !
زينـــه حســـــــــــت فيه يقـــــــــــرب ..
وريحة العود والورد والبخور اللي تفوح منه بدت تغمـــرها ..لأنه قرب أكثــــر
.
صـارت دشـداشــته ملامســــه لذراعهـــــــــــا , قلبــها بدى يـرجف ..بدقات
متسـارعه .
لكن بكـــل عزم لفـــــــت عليــــه ببـــــــــرود ..وبجذي صــارت قريبـه
منــــه حيـــــــــــل .. القـــرب اللي كاد إنه يخـــــــــــــليها
تشهــــــــــــق من الحيــــــــــاء.
إنعكـاسهم كان على المـــــــــرايه ..
جسمهـــــــــــــا صــار كله بمواجهــــــــــــته ..
ما يفـــرق بينهـــــــــم شي ..متلامسيـــن وغيــر متلامسيــــن !!
ولأنها كانت غارقه بعمق أفكــــــــــارها , ما إنتبهــــــــــــت إنه خذى
نــفس عميــق ملأ صدره بريحتها الرائعه والغريبه المختلطه بريحة العود والورد
والبخور وريحه اخرى ماعرف شنو اهي .
ما إنتبهــــــــــت كيـــــــــف عيـــــــــــنه إنتقلت بشكــل
سريــــــــع على شكــلها ..
رفعت راسهـــــــــــــا , أما أهو فكان منــزل راسه عشان يقدر يشــوفها .
وجــــــــــــوهم متقـــاربـــه ..
لكن القلـــــــــــوب متــباعده !!
زيـــــــــنه كانت تشوفه واهي حاســــــــه بالقهــــــر منـــــــــــه .
جــــــــــروحــــــــــه زايده , يتعمــــــــــد يجــرح ..
بدت تشــــــــــــك إنه تزوجـــــــها عشان يذبحهــا شوي شوي بعدم إهتمامه
..
بكلمــــــــــاته الجــارحـــــــه .
تعبــــــــــــــت ..
يبي يقتـــل ثقتها بنفســها اللي حاولت تكســبها بالفتـره الأخيـــره ..
لكن إهي ما راح تسمــح له ..
بس ما راح تسمـــــــح له , راح توقـــــــــف بويــــــــهه .
ولأنها واثقه إنه شكـلها هالمـره مبـهــر .
قالت بصوت قوي واثق " حـــــــــــــلو شكلي ؟!! "
ما كأنه مــــــر كل اللي مـــــــــر عليـــــــــهم من جلسة تصوير , ومن
حضــور خالاته وعماته ..
كأنه للتو قال الكلمـه اللي قالها .
صقـــر كان مــركز على شفايفــــــــــها اللي قاعده تنطـــق بالكـــلام ..
شفـــــــــايفها المطــــــــــــــليه باللون الأحمـــــــــــر الملفت
للنظـــــــــــر !
لما قالت هالكلمـــــــــــه رد نظـــــــــــــرته لعيــــــــــــــــونها
اللي فيها لمعـــــــــــــه غريبــــــــــــه , مستــــــــغرب من السؤال
المفاجئ .
شتقصـــــــد بهالســـــؤال ؟!
توتر للحظــــــه .
بس بعدهـا إبتســــم بحنين ..
ياما إسألته هالسؤال .
يـــــــاما بطـفولتهـــــــــــا تمــــــــنت رضــاه ..
تمنـــــــــت إعجـــــــــــابه ..
لكن هذا بالطفــوله والمــراهقــه , لما كبـرت وصـارت أنثى صـار اهو أخـر
واحد تبي رايــــــــه ورضـاه !
نقــــــــــل نظــره على ملامح ويهها .
وملابســـــــــها ..
وجاوب على قد السؤال .
يدري إن بدى بوصفـها ما راح ينتهي فأكتفى بأن قال و بنبـره غريبــه
" اي حــلو "
للحظــــــه نســت الهدف من سؤالهــــــــــــــا .
خذت نفـــــــــــس عميق كأنه الهواء كان محبــــــــوس عنهــــــــــــــا .
كأنها نسـت تتنفــس وذكـرت ألحيــــن .
كأنه ..وكـأنه ..
حــلو !
مو الكلمــــــــه كثـر النبــــره إهي اللي وصلــت لها مدى إعجــابه
بشكـــــــــلها
شكلــها عاجبـه .
حســــــت بعيــونها تغورق بالدموع .
حرام عليــــــــه يوصـلها لهالمرحـله واهم ما بعدهم بدوا حيـاتهم
الزوجيـــــــه ..
مرحـلة اليـأس ..
مـرحلة إنها إن سمعت مدح منــــه (حتى ولو إهي اللي طالبته ) تحس كأنها ملكت
الكون .
لكن بتصميـــــــــــــم شـافت عيــــــــــونه وضغطــت على روحـــــــــــها
وقالت " ليش ما تقــــــــولها ؟!! "
شــافته يعقـــــــــد حواجبـــــــــــه , بعدم فهــم لقصــــــــــدها .
فكمــــــــلت بجـــــــــــــرح " ليش ما تقـــول الكلام الحــلو ..ليش
تتعمــــــــــد تجــرحني ؟! "
شـعــرها كان على كتفــها منثـــور , ومــرفوع من جهــه وحـده بمجــموعة ورود
صغيــــره ..بسيـــــــــط لكن مطـــــــلعها قمــه بالجمـــــال .
ملامحهـــــــا اللي ما تعرف إلا المكيـاج الخفيف , كان بــارزه بمكيـــاج
خاص بالعـروس ثقيــل نسبيـاً مو مغيــر ملامحهــــا لكن مبرزهــا ....
كانت مهتمـــــــــه بشكـــــــــلها ..
الكل شـافها علق على إنها طالعه قمــــر .
قالت " ليش كل كلمـــــــه حلوه لازم تسبقـها ثانيــه جارحـ ... ــــه ؟! "
الكلــمه الأخيــره تقطعت بحشــــــــــــرجه ..
إسكـــــــــتت ولفـــــــــت ويهها عنـــــــــــه .
كانت بتبجــــــــــي ..
شــافهــــــــــا صقـــر واهو يتنهـــــــــد بتعــــــــــب .
ما كان ناوي يعلق على موضوع الفستان الأبيــــض ! وكان يتمنى لو إهي ما سمعته
أو نستــــه , مع إنه ملاحظ سرحانهــــا بس تمنى لو نست أو ما سمعته !! شلون
تنسى أو ما تسمع واهو كان قربها ما يدري ؟!
تســاءل وعقله على سؤالها ..فعلاً ..ليش ؟!
ليش مو قادر يقـــول لها إنتي حـلوه ..ليش ما قال هالكلمه إلا لما سألته !!
ليـــش ؟!
لأنه بعده ما تعامــــــــل مع مشــــــاعر القهــر , والضيم اللي حاس فيها !
مقهــور منهــــا ؟!
إنزين ليش تزوجها !
لأنه ينطبق عليــه وعليــها كلام نزار قباني :
أكرهها وأشتهي وصــلها !!
وإني أحب كرهي لها !!
يحبها حقدي ..ويا طالما وددت إذ طوقتها .. قَتْلَهــــــــا !!
تأمــــل جانب ويهها ..
يدري إنها تبي تبجــي !!
جانب منه يقــول عادي خلها تبجي ..
وجانب يقـــول لأ روح راضهـــــــا ..مهما كان إهي عروس
شــافها بتبــتعد عنـــــــــه ..عقد بهاللحظــــــــه حاجبــه بغيظ !
مو من حقـــــــــــها تبتعـــــــــــد عنه وإهي حلاله ..
مو من حقــــــــــها تروح وهو توه ما تهنـــــــــى بشعـــوره إنها له .
مو من حقـها تروح وهو بعده ما شبع من وجـودها يمـــــــــــه .
تبي تبجي منــه !
تبي تصـــــــرخ منــه !
خلها تبجي بحضــنه منــــــــه ! خلها تصرخ بحضنــــــــه منه ..
اهو اللي يجـرحها واهو اللي يداويــها ..من زمان واهم على هالنظام ..من كانت
طفله ..
إن جـرح أهو اللي يداوي .
لكن إن إجرحت إهي ..منو يداويــــه ..؟!!
زيــنه كانت تبي تبتعــــــــــــد عنه ..قربـــــــــــــه قاعد
يذبحهـــــــــــا ؟! تحبــــــــــه وكلما مر الوقت بقربه تكتشـــــــف كرهه
لها .
خــــــــــذت خطــــــــوه مبتعـــــــــده عنــــــــــه ..
لما وقفتــــــــــــها مسكــــــــــته لها من ذراعـــــــــها ..
حـــــــــاولت تقـــــــــاوم هالمسكـــــــــــه ..لكنـــــــــــه
شدهــــــــــــــا له !!
لما صـــــــــــارت مواجهه له مـــــــــــره ثانيــــــــــه .
صـارت إيدها بتلقائيـه على صدره , إيدها المشغوله بالورد وإيدهـــــــا
الثانيــــــــه الفاضيــه .
ما كانت تبي تتكــلم عشان ما تبجي !!
كانت قاعده تصدد بويــــــهها عنـــــــــــــــه ..جهـة اليميـــــــن ,
وتحـــــــــــاول تبتعــــــــد عنه , لكن ذراعـــــــه اللي محــاوطه
خصــرها ألحيـــن ما سمحــــت لها بالإبتعــــــــــاد .
صقـر لما مسكــها كان يبي يمنعـــــــــها من الإبتعاد ..وبس .
أول ما لمسهـــــــــا بهالطريقه حس برجفـه مرت بأنحـــــــاء جسمــــــــه .
مشاعر قاعده تتملكه بقوه .
توه يستوعب بشكــــــــــل كلي إنه لمســــــتـه لها , مسكــــــــتـه لها
..من حقــــــــه بعد ما كان محـرمه عليــه .
صـــــــارت حلاله بعد عقبــــــــــات ..وسنيـــــــــــــن ..
روعــــــــــــــــــة هالمشــــــــــــاعــــــــــــــر
غمـــــــــــــــرته .
غمـــــــــــــــــــرته , لدرجـة إنه أنفــاسه صـارت تطـلع بصــعوبه ..
زيــــــنه حســــــــت بكف إيده على رقبتهــــــــــا حاولت تقاوم ..والدموع
تهدد بالإنهمــــــــار ..
من الخجـــــــــل ..ومن إنها أول مره تكــون بحضنه من كانت طفـله ..وبالحلال
!
جلســـــــة التصوير ما تضمنت هالحميميــــه ..
إستحــــــــت .
ومن الغضـــــــــب !! لأنه توه قاهــــــــــــرها ..ومن عدم إعتذاره أو
إجابته عن سؤالها .
وبعدها حســـــــت بكفــــــه يدخــل لراســها من الأسفل ولوسط شعــرها
الكثيـــــــف .
شد بلطف على شعــــــــــرها بطريقه متحكـــــــــمه , ومتعــجرفـــــــــه
..غير مؤلمـــــــــــه , لكن إن قاومــت كانت عارفه إنها راح تتألم ..
رفع راســـــــــها له ..
شفـــــــايفه كانت على مستوى جبهــــــــــتها ..
حـــــاولت تفــــــلت مره ثانيـــــــــه لأنها عارفه إنه الدموع على شفير
الإنهمـــــــــار .
لكنــــــــها وقفت عن المقاومــــــــه , لما حست بشــفايفه تلامس
جبهتــــــــــهـا .
بلمســــــــــــه كأنها رفرفات فــراشـــــــــــه .
حســــــــــت بوجهها صــار أحمـــــــر !
حاولت تبتعـــــــد بخجــــــل , لكن اهو ما سمح لها .
طاحت الورود من إيدها ..من غير إحساس منها .
نـزلت هذي الرفرفات لما وصــلت للطــرف الأعلى من خشمـــــــها ..
ثم وقــفت ..
صـارت جبهته على جبتهــــــــــــــا , وخشمـــــــــها على خشمـــــــــــه
.
كان عايش أهو بجو ..وبعالم خاص فيه وفيهـــــــــا ..اهي حلقت فيـــــــه
معاه .
قال بهمـــس وبصــــــــوت مختلف كأنه يكلم روحــه " لا تلوميــــــــن
المديـون إن بغى يرد بعض من ديــــــــنه "
إرجفـــــــــــت من كلــمته .
طلعت صـوت بكـاء ..من هالكلمــه المحبـــطه .
بينهـــــــــــم ديون كبيـــــــــــــره .
وبعديــــــن شبيصيـــر فيها !
شدخلـــــــــت عمــرها فيه !
حاوط ويهها بكفوف إيده واهو قال برقـه غريبه " اووووش ..أوووووش لا
تبجيـــــــــــن اليوم يوم عرسج لا تبجيــن "
مو حاسه إنه اليوم عرســها .
بلحظه قاعد يتصـــرف معاها برقـه , وبلحظـــــــــه بقســوه ..
مو فاهمـــــــــــه شي من اللي قاعد يصيــر معاها .
قالت بتعـــــــــــب " ليـــــــــش تزوجتني ؟! "
إبتعد بويهه عن ويهها ..سؤال صعـــب كثيــر .
سمعوا أثنيــنهم صـوت منيــره , اللي كانت كأنها تنبههم بحضـورها ..
إبتعد صقـر عن زيــنه كأنه ملســـوع .
و وخـــر عيونه عنهــــــــا !
و وزعهـــــــا على الغرفـــه , شفيـــه صــاير عاطفي ؟!
شــاف وردها اللي طايح بمكان قريب منهــــا .
نزل ببطئ عشان ياخذه لمجــرد إنه يشغل نفســـــه .
وشــال الورد اللي طاح ..
واهو متـــــــوتر , ما هقى هالردة فعل من نفســـــــــه أو منهــــــــــا .
غلف ملامحـــــه ..بالهدوء .
ودهــا لو تقــــول حق منيــــره لا تدخليــــن للصــاله , قعدي بالسرداب .
أبــــــــي إجابته ..
ليش تزوجهـــــــا ؟! حقيقي ليش تزوجهـــا ؟!
شـافته برجفـــــــــــه , وأهو ينــــــزل ياخذ الورد اللي طاح من
إيدهـــــا ..
أفكــــــارها مو مرتبـــــــه كلش .
خايفــــــــــــه أكثـــر .
تحس إنها مو فاهمــــــــه شي .
مو وقــتج يا منيـــــره , تحاوليــن تعلنيــن عن وجودج ؟!
متى بتكون لي الفرصــه أو الشجاعه إني أفتح هالموضوع مره ثانيــه ؟!
شافته يوقــــــــــــف ..
عطــاها الورد من غير أي كلمـــــــــه وبجمود تام ..
انبنى حاجز بينهم , عرفت بهالشي .
عيــنها كان خايفه ومحتــاره ..
لكنها خذت نفس عميق , وإستلمت الورد من إيده , واهي حريصه على إنه عينها ما
تلتقي بعيــونه .
مسكــت الورد , عطت الباب ظهـــرها على ما تتمـــالك نفســـها .
إبراهيم :
المنـــاظر تمـــر جدام عيـــنه بإحساس مختلف .
كل شي يشوفه بإحساس غير .
ما قط تصـور إنه بيبتعد عن ديــرته مجبـور !
قهــر ..
يا الله شكثـــــــــــر راح يشتاق لكل شي فيــــــــها .
للبحــر وأصــوات أمواجــــــــــه وجمال الأفق اللي فيــه .
للبـــــر بهواه العليــــــــل ومســاحاته الشاسعـــــه .
للنــــــــــــاس ..
لبنــــــــــاته الصغــــــــــار ..
حس بالعبـــــره تخنقــــــــــــــه .
بعد وجهه عن علي !
عشان ما يشــوف الدمعــــــه اللي خانتــــــــــــه .
بنــاته و أمــــــــــــه و ...لولوه !
بس كل شي بعيـونه تافه مقـابل بناته .
دلال ..
داليــــا ..
ما قضى معاهم بالشـاليه الوقت اللي كان يبيـــــــه .
طلع تليــفونه ..
وشـــــــاف صــورتهم الموجوده بالصـوره الخلفيـــــــه .
إبتســم بهدوء لما شاف شقاوة إبتسامتهم .
بدريـــه طرشت له هالصـوره لما حجزوا اهلها شاليهات بالخيــران ..بعد طلاقهم
..
بناتهــــــــم أصلاً ما يعرفون الحياة بين أم وأبو .
شـاف علي اللي كان يتكــلم على التليــفون بجديــه وتركيــز , واهو فعلاً ما
يبي أحد يتكلم معاه أو يركز على تصـرفاته .
رجع عيــونه للبحــر على شارع الخليــج اللي قاعديـن يتمشـون فيـه قبل ما يرد
للمستشفى .
وبعدهــا فتح صفحة الرسـايـل وكتب :
مسـاء الخير أم دلال ..
البنات ناموا ؟!
إبتسم بكسـل يدري إن بدريه بتتنـرفز من كلمة ( أم دلال ) .
غريبـه علاقته مع طليقـته , بنت عمه ..
من بدايتها لي نهايتها ..
مو صحيح كل علاقه لها نهايه , إلا العلاقه اللي فيها أطفال ..
دايما بيكون بينهم علاقه خاصه تجمعهم .
ولهــــــــــــان على بنـــــــــاته بصـوره خيـاليه .
بدريـــه المنسدحــه وحاطه بنـاتها على فراشهـــا .
وحده نايمــه يمينها ..والثانيــه يسارهـــا ..
هالشي فكـرة أمها لما شــافتها مكتأبـــه ومنهـــاره بعد ما عرفت عن مرض
إبراهيم , وفعـــلاً نوم بناتها بحضنها وحــولها خفف عنها وايد .
لما أعرفت بالخبر بكــــــــــت بكــــــــاء ما ظنت إنها بتبكـــــــــي
مثله بحياتها حتى وقت طلاقها ما بكت جذي .
مع إنه إبراهيم كان محذرهـــــا .
ما تدري شنو اللي مبكيــها أكثـــر ؟!
بنــــــــاتها ولا حــــــــالها ولا حاله .
أســره كل شخص فيها بطريــــــــــق .
يا رب شكثــــــــر تتمنى لو تكـــــــون معاه بهاللحظـــــــــــــه .
مســـــحت دموعهــا اللي نــزلت بصمت من عيـونها .
بيســافر , لأمريكـــا ..واهم إهني بالكويــــــــــت .
معــورين قلبها هالبنات .
الأبو للبنت عزوه وشدة ظهــر .
نزلت عيـونها لداليــا , اللي لاصقــه فيها ..في بطنهــا , ودلال اللي
تقلبــت في نومهـــا لما صـارت رجلها جهة المخده , وراسها تحت ..
قامت بهدوء من فراشها وسكــرت الليـــــت , وإتــركت بس ضوء الأبجـورات .
تشعر بعدم الإستقرار , شعور متملكهـــا من كم يوم !
بصـراحه من يوم إعلان الخبــر لها .
صوت الموبايل معلن عن مسج .
رحبـــت بهالمقاطعه لأفكارها , قعدت على طرف الفـراش , وإفتحت الصفحـــــه .
وشـافت رقم إبراهيم ..
لأول مـره من معرفتها بمرضـه يخاطبها .
بشكـل مبـاشـر جذي .
أضغطت على الرسـاله لفتحهــا ..بس بصـدر مقموت ..
قرتها ..
أم دلال , إبتســـمت بفكاهه حـزيـــنه !
إبراهيم يدري إنها ما تحب أحد يناديهـا بأم فـلانه ..هذي طريقـته
بممازحتهـــا .
عــورها قلبـــها .
وبألم إنــزلت دموعهـــــــــــا , مسحتهـــــــم .
تحبـــــــــــــــه !
وقرارها بالطلاق كان أصعب قرار خذته بحيــاتها .
لكن النار اللي تحسها بعيد عنــه أهون عليــها من النار اللي تحسـها وإهي
قريبــه منه .
وتشــوف بعيــونها حبـه لغيرهــا ..
وتسمــــــع شكوته لربعـــه من حبـه لذيــك المرأه ..
وألحيـــن ..
ألحيــن اهو مريـــض ..وإهي بعيـــــــــــده .
ودهــــــــا لو تتخلى عن الدنيــا وما فيها علشان تكون معاه بمحنــــته ..
وكمــلت تقرى الرســاله .
صــورت داليــا النايمـــــــــه واهي متكوره على روحــــها ..
وأرسـلتها له ..
إبراهيم , لما جت له الرســاله فتحهـــــــــا على طـــــــــــول .
بدريــــــــه طرشت له صـــــوره .
تكــــــــــونت الدموع بعيـــــنه لما شــاف هالصــــــــــوره !
صـاير حساس..يمكـــــــــن لأنه خايف , لأول مره يكون بإختبار صعب مثـل هذا .
داليــــــــا تعــور قلبــه لما تنام جذي متكــوره على روحهـــــــا يحس
كأنه تناديــــــه وتحتاجه يضمهــــــــــا ..
طـرش كلمـــه وحده حق بدريـــه :
تعور القلب نومتها !
بدريــه كانت قاعده تصــوردلال اللي نومتهــا المعفوسه محط تعليقــهم الدائم
..
دايما يتحلطمون أثناء الإتصالات , أو المسجات عن تقلبها المتكرر .
لما جت لها رسـاله ..
طرشت الصـوره حق إبراهيم وبعدها إفتحت الرســاله ..
بعد ما قرأت تعليقــه ردت نظرتهــا على داليــا ..
ما ردت على رســالته ..
مجــرد إنها تنهــــــــــدت وبس ..
إبراهيم لما شـــــــاف صـورة دلال .
ضحـــــــك بين دموعـه !
هالبنـــــــــت حتى بنومتــــــــــها ما تركد ..
مرر إصعبه على صــورتها بإبتسامه .
واهو مو منتبــه لنظرة علي .
وقعد يكتب رسـاله لبدريـــه :
ههههههههههه صـورتهــا عجيـــبه .
يا خوفي هالتقــلب بالنومه يكمــــــل لما تكبـــــر !!
بدريـــه قرأت رســالته اللي دفعتها للإبتسامه ..
وإكتبت رسـاله :
ههههههه لا بتكبــــــر عن هالتقلــــب ..لا تحاتي .
ترددت قبــل ما ترســلها ..
تسـأله عن أخباره وأحواله ولا بس تسكت !
تنهدت وأرسلت الرسـاله خاليه من أي أضافات .
لما تلقى إبراهيم الرســاله إبتسم بمــراره ..
لا يحاتي , اهو ما يقدر بهالأيام غير إنه يحاتي ويفكــــــر بالمستقبـــــل
وشنو يحمـــل له .
كتب من غير شعــور رسـاله وأرســلها ..
بدريـــه تفاجأت من صـوت إعلان الرســاله الجديد , توقعت عقب رسالتها إنه
بينقطع الكلام بينـــهم .
إفتحت الرســـــــــــاله .
وقرأتها :
وين تنبــاع راحة البال يا بدريـــه ؟!!
ماني عارف أسوي شي غير إني أحاتي هالبنات , واحاتي باجــر .
همســـــــت لنفســــها ( إبراهيم طلبتك لا تسوي جذي فيني , أنا مو
ناقصـــــــــه )
لا تشكي لي ..
لأنه الشكوى لها صفـة تحسس الشخص بقـربه من الإنسان الثاني .
إهي من غير شي وإهي مشاعرها فايضه تجاهه .
صدرت منها شهقــة بكاء ..لكن عضت شفايفها عشان ما تطلع صـوت لوجود بناتها
عندهــا .
لأنها تدري إن هالمسج مو موجـه لها شخصيــاً .
وإنها ما تعني له شي غير إنها أم بناته , فقط لا غيـر !
إنقـلت عيـونها لبنـاتها عشان تتأكد إنهم ما سمعوا أو قاموا من بكاها .
وردت عيــونها للمســـــج ..
حاسه بداخلها إنه كلامها معاه بهالوقت من الليل , وبهالموضوع غلط .
بس إحساسها إنه قاعد بروحـه وبهالليـل يهوجس , دفعهــــا لأنها تستجيـب
وإكتبت :
أستودع بناتك الله يا إبراهيم وما راح يضيعهم .
سبحانـــه , وسعت رحمتـه كل شي ..وسبحانه أرحم فينا من أمهاتنا وأبائنا .
وتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَنْ كانت الآخرة هَمَّهُ جَعَلَ
اللَّهُ غِنَاهُ فِى قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا
وَهِىَ رَاغِمَةٌ وَمَنْ كانت الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ
بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهَ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ
الدُّنْيَا إِلاَّ مَا قُدِّرَ لَهُ)
دير بالك على نفسـك وعلى صحتك , ولا تفكر فيهم .
إبراهيم قرا هالرســاله ..
قاعده تحاول توسع عليـــه و تخفف محاتاته !
يا الله شكبـــــــــرها هالأنسانه ..
مع كل اللي مرت فيـه معاه بزواجهم لازال قلبها أبيض .
كتفــــــــــــه بدى يألمــــــــــــــه عرف إنه مفعول المسكن قاعد يروح.
عرف إنه باللحظات القادمــه بيــزيد عليــــه
سند راســــــــــه على الكرسي , وقال بهدوء " علي ودني المستشفى "
علي من غيــر أي تعليــــــق تحرك تجاه المستشفى .
ما كان يبي يفـرض وجوده على إبراهيم , اللي حطه مرضه إنه ما يقدر يتحرك إلا
بمساعدة الغيــر .
فحـرص إنه يكون موجود وغير موجود بنفس الوقت .
إبراهيـــــم ردت أفكاره تلقائياً على بدريه ..
ظلمهــــــا معاه ؟!
يا ما شاف مشاكل بعض ربعه المطلقين واللي عندهم أطفال مع مطلقاتهم بالنسبه
لحضانة الأطفال وغيرها من الأمور المتعلقه بينهم ..
لكن أهي ما قط عيشته بهالشي , ما قط خوفته أو حسسته إنها بتحرمه من بناته .
مع كل اللي عمله فيها خلال زواجهم إضغطت على نفسها بعد الطلاق وإستمرت معاه
بهالعلاقه عشان مصلحة البنات .
مسكيـــنه حتى ألحين واهو يشكي لها ما قالت له كلمه تضيق صدره !
ومسكين اهو اللي ما قدر يحبها , هالأنسانه الطيبه ..
و وهب قلبه لغيرها .
اهو الغلطان اللي تزوج وحده , وقلبه مع غيرها .
ظلمها وظلم نفسه وظلم بناته .
ولأول مره يصارح نفســـه بهالشي وعن إقتناع ..
يمكن كانت تجي له هالأفكار من وقت لي الثاني لكن دايماً ينفيها بعد فتره .
حط إيده على كتفـــه لأنه بدى يألمـــــــــــه أكثـــر .
المشكــله إنه مو قادر يحبــها , ما يحس باللهفـه , والشوق لها وقت الزواج .
ما نافست حلمــــــــه بلولوه .
اللي لازال يفكـــــــــر بها حتى مع مرضـــــه !! ويتمنى إنه الله يجمعــه
فيها .
لكن بهاللحظه تفكيــره فيها إرتبط بتأنيب الضميــر عشان بدريـه .
يا هو كان عديم إحساس فترة زواجهم ..
كان يقدر يحب لولوه من غير لا يبيـــــــن شي .
لكن تصرفاته كانت كلها تقــول لبدريـــه إكشفيني !
أنا ما أحبج ..أحــب غيرج .
عرف إنه ما يقدر يسافــر قبل ما يطلب منــها طلـــب .
شاف تليـــفونه ..
شد عليـــــــــه ..
ميــل راســـه لجهة دريشة السياره .
أرخى إيده وكتــب كلمــــــــــه وحده بالمســــــــج :
حللينــــي
على الطرف الثاني , بدريه إستلقت بين بناتها بالفـراش ..
وإنسدحت على ذراعها .
وقــرأت الكلمــــــــــه .
حلليــــــــــني .
تغيمـــــــــت الكــــــــلمه بالدموع ..
وما عادت تشــوف هالكلـــــــــمه .
ما تدري شنو الإحساس اللي كســـــــــاها .
ألم وجـــــــــرح وذكريــات مــــــــره !!
ما قدرت تكتب رد عليـــــــــــه .
تحبـــه بس مو قادره تنسى إنه حطم حلمهــــا .
مو قادره تنسى اللي صـار فيها .
ومو قادره تكتب له كلمـــه مو حاستها ..
يمكـــــــــن باجــر تكتب له إنها سامحتـــــــــه .
بهاللحظه إهي مو قويـــه لدرجـة إنها تسامحــه , ما عندها هالقوه .
تركت موبـايلها على الطاوله وخلـــــــــــته صامت .
وبكت لكن حرصت إن البكا يكون بصوت غير مسموع .
ما تبي بناتها يحسون فيها ؟!!
إبراهيم نطــــر الرد .
نطر
نطر
ولما مرت ربع ساعه ..
عرف إنه ما في رد بيوصله .
إعتصر الألم قلبــــــــه .
لكن حاول يتفائل ويقول إنها نامت .
نـــاصر :
قاعد قبـال قبـر أبوه .
وحاط إيده على خده .
بالليـــل متســلل للمـقابر المغلقه .
يحتاج يكون بمكان قرب أبوه !
ما يدري على منو يلقي همومه ؟! مو عارف شلو يتخلص من هالهموم !
وما عنده أحد بهالدنيـــا إلا أبوه ..
الموجود تحت الثرى .
شي مؤلم ..
إن أقرب الأشخاص لك مو قادر تتكلم لهم وجه لوجــه .
وأكـره شي إنك ما تقدر تلقى شخص تتكلم معاه بأفكـــارك , وخـوفك ..ومشاعرك
وشكوكك .
مقـابلته مع منيـــره هزتــــه بعد هالعمر الطويـل .
حيـاتها مـزدهــره وإهي خاينــــــه ..
واهو ما عاد يقدر يثـــق بأحد بعد اللي سوته .
تزوج بعدهـــــــــا كم ؟!!!
كثــــــــــير ..بعضهم ذاكرهم وبعضهم ناسيهم !
وألحيـن اهو متزوج ..ومـــــــــرته حامل .
حس بالغثيان من هالفكره !
كله من منيــره اللي مو مخليته يحس بمشاعر طبيعيه تجاه حمــــل زوجته !
حبيــــــــــتها من كل قلبــــي , بمشاعري كلها .
مع إنه الكل قال اللي تكــلمك تكلم غيـــــــــــرك !
لكنــــــــــه كان غبي , وجرى ورى قلبــــه .
وتزوجهــــا .
عاش بسعاده لكن لفتـــــره ..
لما إكتشـــــــــــف الحقيقه .
الماضي :
راد قبــــل وقت شغـله عشان يبلغ منيـــــــــره الخبــر السعيــد .
قبـــــلوه في بعثه خارجيـــه لإكمال دراسـته .
الحلــم اللي إهي وأهو قاعديـن يخططون له .
وبدى ينادي " منيـــــــــــره "
سمع أصوات بالمطبخ ..
فتح البــــــــاب , وعلى ويهه إبتســـــــــــــامه ..
تجمــــــــــدت الإبتسامه على فمه !
لكن مو قادر يفهــــــــــــم !!
ولا يستوعب !
شنو قاعد يشــــــــــوف .
مستحيـــــــــــل مرته تكون بحضن أخوه !! ضامهــــــــــا !!
مستحــــــــــيل !!
أخوه .
زوجتــــــــــه .
وقف حس بالموت يغمـــــــــــره .
أول ما حس صــالح بوجود أحد , شحــــــــــب ويهه .
ترك منيــــــــــــره وإبتعد عدة خطوات .
منيـــــــــــره ما إنتبهت بعدهــــا لوجـود أحد .
كادت تطيـــــــــــح من مكانها لأنه هدهـــــــــا فجـــــــأه .
لكن أول ما تركهـــــــــــا أصدرت صــــــــوت خوف !
وإبتعدت عن صالح ..
لكــــــــــن لما شـــــــافته ..
أول ما طاحت عيـــــــــــــنها عليـــــــــــــــــــه .
كأنها طلعت من حالة الصدمــه وإنفجـــــــــــــر شي بداخــــــــــلها .
لأنها ركضـــــــــــت , وضمتـــــــــــــــــه من خصـره وإهي تصــرخ ببكاء
كأنها قابلت منقذها " نـ ...ـاصـ...ـر "
وإنهارت بكي على صدره اللي حمــــــــــــل دموعهـــــــــــــا .
ما كان قادر حتى يشيــل إيده لفوق يضمها أو يبعدها عنه .
وبدى صالح يقــول بقـــــــــوه " نـاصر إهي السبب "
كان يسمـــــــع الكلام من صالح لكن عيــونه على منيـــــــــره ..!!
مو فاهــــــــــم !!
لكن لما قـال صــالح هالكلمــــه , إلتفـــــــــتت على أخــــــــــوه وقالت
بصـوت مصدوم " صــالح ..!! " ولفت عليـــــه بوجــــــــــل وإهي
تقــــــــــول " جذاااااااااااااااااااااااااب نـاصـــر , أنا ما ادري هذا
شيقــول بس أهو جذاب "
نقـــــــــل عيـــــــــونه بينهم ..
اهو بكــابوس مو فاهم منـــــــــــه ولا شي .
ما إلتفت صالح عليها وكمـــــــــــــل بصوت خايف " إهي السبــــب والله إهي
السبب ...إهي السبب ..طول هالأشهـــر , كلما غبت كانت تحــاول
تغرينـــــــــي " وقال بحقــد أكثــر " شتتوقع من وحده كانت تكلمــــــــك
وتخون أهـــلها علشانك ؟!!! "
لما ألحيــن يتذكر إحساسه إنه هالكـابوس طول زيـاده على اللـزوم !
شقاعد يقول هذ !!
صـــــــرخت إهني منيــــــــــــــــره " يا الجـــــــــــذاب جب ..جب يا
الجـــــــــــذاب "
وصــرخت بخـــــــــــوف وبعنـــــــــــف " نـــــاصر قسماً بالله
جــــــــذاب , هذا قاعد يجــــــــــذب "
تعلقت بدشــداشتـــــــــــــه وإهي تقـــــــــــــــول " نـــــــاصر لا
تصدقــــــــــه أنا أحبـــــــــــــك ..هذا ما أدري شنو قاعد
يقــــــــــول "
قال صالح بجنـــــــــون " شــلون تصدق هذي أقــــــــــولك تخــــــــــونك
معاي وإنت راضي إنها تمسكك ..راضي !! " وكمــــــــل " أنا حـــذرتك منهـــا
قـبــــــــــــل ؟!! وإطلعت مثــــــــــل ما قلـــــــــت لك
خاينـــــــــه "
صــرخت منيــــــــــره وإهي تقــول " خاف من ربــــــــــــــك
حـــــــــــرام عليـــــــك "
ما يدري شنو اللي داخــــــــــــــله وخلاه يصدقهـــــــــا بذيك
اللحظــــــــــه ويكـــذب أخوه .
شنو اللي خلاه يظن إنها صادقه واخوه كاذب !!
لكن صــالح ما كان قاعد يسمعهــــــــــــا " هذي مو أول مـــــــــــره .."
إنفجــــــــــــر شي بداخله بهاللحظـــــــــــــه .
كم مـــــــــــره تحــرش فيــــــــها واهو مو موجـــــــــود ..؟!!
كـــــــــــــم !!
وهجــــــــــــم على صالح , وبدى فيـــــــــــــــه طق ..
بس يطق ..
لكن صـالح كان يقــــــــــول " تصدقها وتكـ...ـذب أخــ...ـوك "
" إهي خاينــ..ـــتك "
الضـــرب اللي كان قاعد يضــربه لصالح والصــراخ ..
جذب أخوانه الطلبـــــه ..وإخت وحده جت واهي الغير متزوجه حزتها
جوا للمطـــــــــــــبخ وفكـــــــــــوه عن أخوهم الصغير !
اللي كان راح يموت بإيده .
أثنيـــــــــــنه من أخوانــــــــه مسكــــــــــــوه , واهو قـــــــــاعد
يحـــــــاول يفــــــــلت منهم .
واهم يقــولون له " تعــــــــوذ من الشيطان "
واخوانه الباجي وأخته قاعديــن عند صالح ..
اللي قعد يصــــــــرخ " منيره اللي تحــــــــــرشت فيـــــــــني "
" إهي الخاينـــــــــــــه " .
صـــــــــــرخ فيـــــــــــه نــاصـر " إكــــــــــــــــــل
تبـــــــــــــــــن "
قامت إختــــــــه عن صالح وإهي تقول بصراخ " تطـــــــــق اخوك عشان
مرتـــــــــك !!!!!!!!! "
إلتفت عليها واهو مو مصدق إنها تقــول جذي ...
حـــــــــــــاول يفـــــــــــــلت من أخوانــــــــــــــــه اللي
ماسكيـــــــــــــنه بجنــــــــــــون .
وقال بعصبيـــــــــه وبجنون " متحــــــــــــــرش بمــــــــــــــــــرتي
.."
الكـــــــــــل سكت مصدوم !!
لكن إختـــــــــه قالت بنفس العصبيه " بس اهو يقول إنها تحرشت فيه "
رد بعصبيــــــــــه وغضب " إنتي شتقــوليـــــــــــن ؟!! ..إنتي عارفه
شتقـــولين ؟!! "
بان عليـــــها الخوف من عصبيته ..
لكنها بســرعه تمالكت نفسها
ردت عليـــــه " إنت عارف شتقول ؟!! هذا أخوك الصغير ما يميــــز الشرهه على
مرتك ...اللي إنت مصـــــــــدقها ..مصدق مرتك على اخوك من لحمك ودمك ؟!!! "
وكمـــــلت بسخريه " إنت نسيـــت مرتك شتكــــــــــون ؟! "
تلفت على الحضــور كلهم ..
من أخوانه اللي ساكتيـــــن ..
لي أختـــــه ..
مصدوم فيــــــــهم !
وقال بصوت منخفض يحمل حقد الدنيـــا " يا كلاب ملبسيـــن ثياب ..ما فاد معاكم
شي ولا راح يفيد ..أنا تارك لكم هالبيت باللي فيــــــه "
تلفت على الحضــور يدور على زوجتـــــه .
لكن إكتشف إنها مو موجـــوده .
سحب إيده منهم ودزهم عن طريجــــــــه ..
بعض أخوانه حاولوا يكلمونه بهاللحظه , ويراضونه .
لكنه ما إهتم !!
لحقـــــــوه لي باب غرفته
لكنــــــه دخــــــل وأغلق الباب وراه .
واهم ظلو يطقون الباب يترجــونه إنه يسمعهم ..
ويحلفون أغلض الأيمان انهم مو موافقين على الكلام اللي إنقال .
لكن اهو مو قادر يستحملــهم ولا يتحمــل سلبيـــتهم ..
" نـاصر ما عليك منها , إهي معصبـه لأنه صالح متعـــور وبس ولا إهي ما تقصد "
" نــاصر لا تنسى وصيـة أبوي "
" نــاصر والله العظيـــم مو قصــدنا بس .."
تجــاهل أصواتهم اللي بعد خمس دقايق إختفت ..
بعد ما سمع صـوت يناديهم ويقــول " لازم نودي صالح المستشفى , وناصـر لا
تخافون ما راح يطلع من البيـــت "
وايد واثقيـــن منـــــــــــــــه ؟!!
لدرجــة يهينونه بشــرفه ويظنون إنه بيتسامح معاهم .
إتقــوا شر الحليــــــــم إذا غضب , يا ما سكت عنهم وعن تصرفاتهم مع مرتــه
وقلة أدبهم , وخاصه إخته ..
لكن لكل شي حدود ..
شاف منيــــره ضامه ولدهم ..وتبجي ..
لكن أول ما طاحت عينه عليـــــــــها حس بمشاعر سلبيــــه تجاهها ..مع إنه مو
مصدق كلام صالح .
مو قادر يشـــوف ويهها وما يتذكــــر أو يتساءل !
مو عارف منو يصدق ؟!!
اهو يغيب وايد عن البيـــت ؟!!
أخوه ومــــــــرته .
لكن قال بإختصــار " زهبي أغراضنــــا بنطلع من هالبيــــــــت "
رفعت راسها عن جســـــــم صقـر الصغير .
للحظــــــه طويـــله عيونها المملؤه بالدموع كانت بعيونه .
بعدهــــــا قامت من مكـــــانها تزهـــب الأغراض .
لما صار كل شي جاهـــــز .
واهو بيشــــــــيل الجنطـــــه .
مسكــــــته وقالت ببكــاء " إنت مصدقني صح يا نــــــاصر ؟!!! "
بعد إيده عنهــا منقـرف من الموقف اللي صار قباله .
وكمـــلت " أنا مستحيــــــــــل أخونك ..مستحيـــــــــــل ..تدري إنه جذاب
..صح ؟!! "
بهاللحظـــــه مايدري شنو الغبــاء اللي حاشه وخلاه يصدقها ..
الشــــــك ظل موجــــــود .
لأنه ما في دخان من غير نار !!
طلع من بيت الأســـره , وقطع كل علاقته بأخوانه .
واستأجــر بيت ..
بيت كان مكان للتعاسه ..
والشـــــــك ..
كان جحيــــــــم ..
الحاضــــر :
جحيـــــــم منها ..ومن أفكـــــــاره اللي كل خمس دقايق ترجع له منظرها بحضن
أخوه .
التساؤلات اللي تظل بعقله ..
هل إهي فعلاً خانته ولا لأ ؟!!
لكن تطور التساؤل من هل إهي خانته !
إلي ..من متى تخـــــــونه ؟!!
تسـاءل ما له إجابه ! للأسف .
ما ذاق الراحـــه معاها بعد اللي صــار ..
لأنه حياتهم إنقلبت فوق حدر .
تخلى عن البعثه وإستمر بالكويت ..
لكن أي إستمرار ..
إستمرار قضى عليــه وعليـــها ..
متعجـــب كيف ما ذبح صالح بذيك اللحظــــــــــــه ؟!!
هذا اللي مخلف حســــــــــــــره بقلبــــــــــــه .
ليتــــــــــــــه كان ذابحـــــــــــه .
ليته سيح دمـــــــــــه بإيده .
ليتــــــــــــــه قطعه ..قطع صغيره صغيـــــــــــــــره ورمى
لحمـــــــــــــه للكـــــــــــــلاب .
لكن وقتها ما يدري شصار فيــــــــه ؟!
شلون سكت ..
شلون ما ذبح أخوه وذبحها مو عارف ..
شلون أصلاً استمر معاها بعد هذا لفتره مو عارف ؟!!!!!!
زيـــنه :
خـــــذت نفـــس عميق وظهـــرها للبـــــــــاب ..
صقـــر واقف قبــالها , ويلعب بالمسباح !
كنت تشــوف إيده ..
مو قادره ترفع راسها عشان تشــوف عيــونه ..واضح عليـــــــه الهدوء اللي إهي
إحســدته عليــــــــــــــه .
شلون يقلب مشاعرهـــــــا فوق حدر واهو ولا هامه .
شلون يتحكــم بمشاعره كأنه يفتح ويطفي مفتاح الإضاءه ..شلووووون ؟!!!
منيــــره دخلــــت ..وقالت بصــوت مسترخي وإهي مو حاسه بالجـو المتوتر "
صقــر ألحيـــن بتروحــون ؟!! "
عقــدت حواجبـــها !
تروح ويـــن !!
بس توترت أكثــر لما إستوعبت بتروح حق الملحق ويــاه .
وبيظــلون بروحهــــم !
صقـر كانت عيــونه على زيــنه وشاف التغيرات اللي صارت بملامحهـا واللي إهي
ما قدرت تتحكـــم فيها .
يعني إهي متوتره ..
خايفه تكون بروحهــا معاي !
حس بالسـخريه تغمــــره من ملامحهــا ..
وإهي رفعت راسها بهاللحظــــــــــــه , ويهها أحمــــــــــر زاد إحمراره
إذا كان هذا ممكـــــــــن !
وقال بهدوء واهو يشــوف ملامحهـــا " بنروح ألحيـن بعد ما تبدل زيـن
ملابســها "
عقــدت حــواجبــها للمــــــــــره الثانيـــــــــه .
وعيــــــــونها بدت تنطـق بالتسـاءل .!!
إذا بتروح للملحــق ليش تبدل ملابسها !
تروح بإهدوم العرس وخلاص , ليش العباله ..
قال بإختصــار لها من غير أي إجابه على التساؤل اللي بعيونها " روحي مع
منيــره جدامنا الطريج طـويل "
إعرفت إنهم ما راح يقضون الليـــله بالملحق .
وين راح يقضـون هالليــــــــــله ..يعني إضافه إلى إنهم ما راح يكونون إهني
بهالبيــت , راح يكونون بعاد عن أقــرب شخص معقول يقدم لها الحمايـه .
الرعب بان بعيـــــونها ..
كل هذا تحت عيــون صقــر اللي كان قاعد يشوف كل مشاعرها المكشـوفه جدامه مثـل
الكتاب المفتوح .
سمعت صـوت منيـــره يقول بتساءل " زيــنه .."
شاف بإبتسامه كيف تحولت ملامحهـــــــــا ..
وكيـف كسى ملامحها البرود ألحيـــن , وإبتســمت .
وإلتفتت لمنيـــره , وعطت ظهـــرها لصقـــر ..
وبدت تمشى لمنيــره وقالت " يــلا "
صقــر شافها تمشى بثقــه لمنيـــــــــــــره .
لما غابت عن عيـــونه غابت معاها ملامح الجمـــــــــــود .
خايفـــه منـــه ؟!
قرى هالشي بملامحهــــــــا , من حقــــها تخاف .
إذا اهو خايف من نفســــه ومن أفكــاره إشلون إهي ما تخاف .
يا رب نــزل على قلبــــي البرد ..والسلام يا رب .
حاس بقلبــــــــــــــه حريجـــــــــــــــه .
نار تشــــــــــب وتوقد بصــدره .
نار حس فيـــــــها تسعر بصدره لكن مو مثــل الليــله اللي عرف فيها إنها
تزوجت .
مو مثـــــــــــل ذيك الليــــــــــــــله .
يبي قربـــها لكن بنفس الوقت النفس عايفه ..
يحتــاج لوقت قبـل ما يتغلب على شعوره هذا !
مع كل الكلام اللي قاعد يقـوله لنفســــــــــه , إلا إنه المشاعر لها حكم
ثاني , وأحيـاناً تسيطر على العقـل .
عارف إنه المفروض ينسى , لكن منو يقنع قلبــه بهالشي .
يحتــاج كذا يوم على ما يتعود إنها مرته وإنه خذاهـــــا بضغط من مشاعـــره
..لكن خايف !!
وإنها كانت لصديقــه , زوجــة صديقـه بعد ما أوعدتــه إنها تكون له ..يحتاج
يوم يوميــن بس .
لكن اهـــــــــو ما تعود على هالشي طول السنين اللي فاتت ..هل راح يتعود
عليــها بهالأيام ..
الظروف غيـــر ..ألحيــن غير عن أمس .
أهو يبيــــــــها , على الأقل هالشي لازم يعترف فيــــه ..
يبيــــــــها ..
لسبب ما يبي يفكـــــــر فيـــــــــه يبيها !
ومثـل ما قال لمنيـــره , إنه يبيـــــــــــها مو معناته إنه يحبــها !!
بيضغط على نفســـــــــه اليوم .
وبيدوس على أفكاره ومشــاعره ..
لازم يسوي جذي لازم !
يا ليت من ياخذه ويحطـــه بمكان بروحـــــه .
منيــــره :
كانت زيــنه واقفــه بمكانها صـار لها خمــس دقايق ..
تشــوف البدله المحطوطه على الفراش لها .
من غيــر أي حــركه .
الأيام اللي طافت كان متعبــــه لهم ..
واليوم من الصبــح وإهي تحـوس بالبيــت تتأكد من إنه كل شي مثـل ما إهي تبي .
وعشان تتحضـــر نفسيـاً لما إعرفت من صقــر إنه عماته وبنات عمامه
بيــــــــون !!
ما قط إضطرت تتقـابل معاهم من بعد طلاقهــا من أبوه .
بس بنفس الوقت ما تقدر تمنعهم من القدوم لولد أخوهم , ولا تقدر تمنع ولدها من
وصلــهم .
لكن لما بدت الحفــله نست الكل , وإستغرقت بفرحتهــــــــا بولدها , سلمت
عليــهم ببــرود كأنها ما قط بيوم عرفتهم .
وألحيـــن إهي جدام بنتهـــــــــا اللي ما ولدتهـــــــا عشان تساعدهــا
تبدل لأجل تروح مع ولدها .
حســــــت بغصـــــه ..غصة تأثــر وفـرح .
قالت بصـوت حنون " تبيني أساعدج بالفستان ؟! "
إلتفتت عليها زيـــنه كأنها تفاجأت إنه منيــره لازالت موجوده , وتطلب الرد
فتــره منها .
وبعدها عطــت منيــــره ظهــرها وبعدت شعــرها للجانب ..
وقالت " إي ولا عليــج أمــر , فتحي لي السحاب "
قربت منـــيره منها..
وإهي تفتحــه قالت زيــنه بصوت هادي " تدرين وين بنروح ؟!! "
إبتســـمت منيـــره وقالت " ما أقدر أقول أخاف إنها مفاجئـه " وكمــلت "
زهبــت لج كل اللي تبيــنه بالجنطـــه , لا تحاتيــــن "
عضــت زيـنه شفايفها بإحراج !
لما إفتحت منيــره السحاب ..
حطت إيدها على كتف زيـنه , وقالت بهدوء " يـلا خلصت "
لفت زيــنه بجسمــها كله على منيــره .
اللي كمـلت تقـول " تعالي شوفي الجنطه معاي "
وبدت منيـره تأشــر لها وتقــول لها وين حطت كل شي بالجنطه .
إهني الملابس الداخليـه , وإهني الكريمات , وإهني إهدوم الطلعه ..
لكن زيــنه لاحظت إنه الملابس المختاره كانت قليــله , يعني بالكثيــر لثلاث
ليالي .
هل هذا معناه إنها ما راح تكون معاه بروحهــم إلا لوقت قليل ؟!
أصــلاً ما ودها تكــون معاه بروحهــــــــــم .
خايفه منــــــــــه ؟!!!
من كلامه وتصرفاته الجارحه ..
سمعت منيــره تقول " تبين شي ثاني ؟!! "
هــزت زيــنه راسها بالنفي ..وقالت " لا , مشكـــوره منيـــــــره , تعتبج
معاي "
إبتســـــمت منيــره بحب وقالت " تعبـــج راحـــــــه "
هــزت زيــنه راسهــا بالموافقه , بإبتسامه .
لما طلعت منيـــره تنهــــــــــدت !!
وإقعدت على الفــراش .
وايد أفكــار , وايد تساءلات , تحس عقلها راح ينفجــر من كل التفكيـــر .
مو بس عقلها حتى قلبـــها راح ينفجـــر من المشاعر .
اليوم طلع لها جانب من صقـر الحنون من زمان ما شافته !
جدامهــا طريج طويـل !!
حطت إيدها على شعــرها تتلمــس أماكن الزيــــنه ..
مو لازم تفكـــــــــــر بشي ألحيـــــــــــن .
فككت الزيــنه اللي بشعـــرها ..
ولأول مــــره تحاول تسترخي , وتركز بس على العمل اللي بيــدها ..
ما راح ينفعهـــا توترها , وخوفها ومحاتاتها !
كل شي بوقته حـــلو .
إفصخت شبكتها ..
لبســـت البنطـلون الأسود , والبلوزه السوده , وفوقهم البالطو الجلد الوردي
الطويــل لفوق الركبه بشوي , واللي محدد بلون أسود .
وبدت تسكـــر فيــه بهدوء .
كل ما حاول عقلها ينقــلها للواقع , وللمشــاكل ولصقـــــر..صدتـــه وبقــوه
.
قاعده تركز على أفعالها بتركــيز شديد .
قربت من المنظـــره ومسحـــت حمــرتها الحمــــره , وحطــــت حمــره ورديـــه
فاتحه وفوقهــا قلوس .
شافت بضـــيق مكيـاجهــا أقوى من المعتاد بحكم إنها عروس !
وإهي متحســفه عليـــــــــه تمســحه ألحيــــــــــن .
لكنها حاولت تخفف من المكيــاج ..
شــافت شعـــرها , ومــررت إيدها عليــــــه بســرحان ..شافت إنعكاس الكبت ..
وبــعزم إلتفتت وتوجهـــت له .
إفتحــت كبـــتها وطـلعت أحد مشتريـــاتها بتردد ..
طلعت من الكيس اللفات السوده , والبيضه , والزرقا والدعما .
هل تقــدر تتخذ هالقـــرار ؟!!!
ألحيــن من بد هالأيام كلها , هل تقــدر تتحجب ألحيــــن ؟!!!
ملابسها ملابس متحجــبه , واسعه وطويـــله ..إن حطت الحجاب ألحيــــن بتكون
متخذه القرار اللي راح تتلتزم فيه طول عمــرها !
القرار اللي كانت لازم تتخــذه من زمان .
سمعت طقه على البـــاب ..وتشتت إنتباهها عن أفكارها الحاليـــه ..
دخــلت المشتريات داخل الكيــس , وحطتهم على طاولة المنظــره !
وقالت " إدخـــــل "
وشالت عدة أغراض من طاولة التسريحه واضافتها للحقيبه , أشياء نستها منيــره .
دخــــلت منيـــــــــــــره , اللي كان بيــــــــــــــدها علبــــــــه
كبيــــــــــره ..
أثارت إستغراب زيــــــــنه .
اللي إنقلت نظرتها من العلــبه لمنيـــــــره ..
وقال بصـوت ببطىء " شنو هذي منيــره ؟! "
إقعــدت منيــره على الفـراش , وحطــت العلـــبه الكبيــره , وقالت بإنحــراج
" هديـــــه ...فتحيــها ؟! "
منيــره منحـــرجـــه !!
نقــلت زيـنه النظر من منيــره للعلبــــه ..وقـــالت بفشـــــله "
منيـــــــــــــره ليش كلفتي على روحـــج "
منيــره إضحكـــت بإنحــراج .. وقالت بتصميم " تعالي فتحيــها "
قربت زيـنه من العلبــه اللي كانت تحمـل أسم ماركه عالميـه مشهـوره , وإقعدت
على الفـراش ..
إهي مستحيـــــــــه , تنحــــــــــــــرج بهالمواقـــــف !
وإفتحت العلبــــــــــــه ..وبعدت الورق اللي مغطيــــها ..
وإشهقــــــــــــت .
حطت إيدها على اللي موجود داخـــل العلبـــه بإنبهار وقالت " منيـــــــــره
!! "
إرفعت عيــنها لمنيــره , وردتها للعلبــــــــه اللي كان فيها بالطو فورير
أبيض أصلي رائع ..اللي من المؤكد إنه كلف ألاف !!
حاولت تتكــلم بس إعجــزت ..
وقالت بعد عدة محاولات " عجيــــــــب , منيــــــــــره ليش كلفتي على
روحــج "
منيــــره ويهها كان أحمـــر ..لكنها قالت بهاللحظـــــــه بجديـــــه " ما
فيها كلافــه ولاشي .... الحمدلله إنه إعجبج "
ردت زيــنه عيـونها لداخل العلبــه وقالت " أكيــد عجبني "
قالت منيــره بإنحــراج " أحس كل بنت لازم يكون لها بالطو فورير واحد على
الأقـــل "
قامت زيــنه من مكـــــــــــانها ..وإفصخت بالطوها ..
منيــره إهني قالت " صقـر راح يذبحنا على التأخيـــر "
لكن قالت هالكلمه بإبتسامه متسامحه .
زيــنه تجاهلت هالكلمه ..أهو ذابحها , مع التأخيـر ولا من غيره ..بإسلوبه .
وإهي تبي تقيس هالبــالطو ..
طــلعته وبان طولـه ..ولبســــــــــــته ..
وشــافت روحهــا بالمنظـــره كان واصل لركبتـــها و باين عليــــــه الرقي
..ولفت بعدها على منيـــــــــره وضمتــها " مشكـــــــوره منيــــــــــــره
"
ما قد صار عندها فورير , لأنها ما قط فكــرت بهالشي , بس لما صار عندها فرحت
فيــــــه وايد !
منيــره ردت هالضمه بقـــوه ..
وقالت " يلا فضخي الفورير , ولبسي بالطوج.. صقـر ينطرنا تحت "
إفصخت زيـنه بتأني , وحــرص ..
ما تدري ليش إدخــلت هالهديـــه قلبــــها .
بعض الهدايـــا اللي تكون من القلب توصل للقلب على طـــول من غير أي إستئذان
.
لما لبست بالطوها الوردي , طلعت شعرها من تحت البالطو ..
ولفت على منيــره بإبتسامه ..
وقالت " أنا زاهبـــــــــه "
قالت منيـــره بهدوء " لبسي دبلتج ..نسيتيهــــــا "
شــافت إيدها , وإكتشفت إنها فعــلاً نســت الدبــله وفصختها مع الشبكه .
لكن أثــر الدبــله كان موجود من معاملته القاسيـه بإدخال الخاتم ..
ليش يا ترى عمل هالحــركه ؟! وبهالقســـــــوه ؟!!
حست بنظـــرة منيـــره عليــــــــها وإنها تأخــرت وإهي واقفـــه ..
فإبتســمت لمنيــــره وقالت " إي والله نسيــــــــــتها " وحاولت تضحك بخفه
وإهي تقــول " بسم الله الرحمــن الرحيــم هذي أولها ونسيـــــــــــتها "
إبتسمت منيـــــــــــره , اللي تعرف بولدها إحساسه بالتملـــك ..
وقالت " صدقيني صقـر ما راح يخليــج تنسيــــــــــن "
زيـــــــنه خافت من هالكـــلمه اللي على الرغم من إن منيــره قالتها بمزاح
..
إلا إنها أثـرت فيها ..
إفتحت علبــة شبكتها ..وطلعت الخاتم ودخــلته بصبعهــا ..
قالت منيــره " أسكـــر الجنطــه , خلاص ما تبيــن منها شي ؟!! "
بتردد قالت " لحظــه لا تسكريـــنها " راحت بسـرعه للتسريحه , وخذت الكيـس
اللي بداخله اللفــات , وحطته بالجنطه ..وسكــرتها ..
بعدها جرى كل شي بســـرعه ..
جت الخدامــــــــــه شالت الجنطــه لتحت ..وعلى وجه الخصوص سيارة صقـــر .
زيـنه رتبت شعــرها .
وقلبــها كل ماله ويـزيد دقاته ..
لكن قبـــل لا تطلع من غرفتها مسكــتها منيـــــــــــره , وقالت لها
وعيـونها مغورقه بالدموع " زيـــنه إنتي بنتي , لا تظنين بزواجج من صقر بأنسى
هالشي , بكل الأوقات راح يكون هالبيت مفتوح لج , إن ضايقج صقـــر , بأي شي
تعالي لي ..ما راح إيي اليوم اللي اصير فيـه معاه واهو ظالم "
زيــــــــنه غورقت عيـــــــــونها بعد ..
وإعجــــــــــزت إلا إنها تضــــــــــــم منيــــــــــــــــــره
بقــــــوه .
منيــــــــره كانت تتكلم بصدق وصل لزيـــــنه .
أ ه ه ه ه شكثــر كلام منيــــــره مريح , كانت تحتاج لمثـل هالكلام .
لكلام يعلن إنه في أحد معاها بهالدنيــــا ؟!
راح يوقف معاها بالشدايد .
كانت تحاتي تكون بروحهــا .
كانت مضغوطه بعد ما حست إنه أغلب اللي حولهم لما أعرفوا بالخطبه إستنكروا ,
وزاد من توترها إنه أبوه متحامل عليها ومو متقبلها !
لكن إنه منيــره , تدوس على نفسها وتقـول كلام مثـل هذا على حساب ولدها فهذا
يبيـــــن شكثـر منيــره غيـــر .
وشكثــر فيه زوجات أب ..قد يكونون تعويض حقيقي عن حنان الأم .
منيــــره بعد ما ضمتها زيــنه نزلت دموعها اللي حاولت تقاومها طول اليوم .
إهي ما قالت هالكلام , إلا بعد تجــاربها السابقه اللي علمتها إنه المـرأه
لما تتزوج تحتاج إنها تعرف بوجود سند لها .
إهي إحتاجت أمها كثـيــر ..لكن أمها ما كانت موجوده .
مهما كان صقــر ولدها فأهو ريال ..
أما زيــنه فمـره حساسه , وإهي تعرف إنه ولدها يقدر يحطم اللي جدامه بلســانه
..
مع إنه طيب وحنون .
قالت لها بهاللحظــه " زيــنه " وبعدت شـوي وصارت عيونها بعـيـون بنتها " صقر
شوي صعب بالإعلان عن مشاعره لازم تصبريـن عليــه إنتي عارفه هالشي صـح "
إهي قررت تقول هالكلام حق زيـنه عشان ما تنصدم ..ما تتوقع شي أكثـر من الشي
المعتاد من صقـر ..وما تدري إن كان هالتصرف صحيح ولا لأ !
زيـنه عارفه بهالشي , ما تعرف مشاعره كلش , ما تعرف غير معاملته السيئه لها.
إبتسمت بألم " أدري بهالشي منيــره , لا تنسيــن أنا أعــرفه "
ردت منيــره ضمتها وقالت بحب " الله يوفقـكم يا رب "
غمضت زيــنه عيـونها , وضمت منيــره أكثـــر .
منيره مع وقفتها مع زيــنه إلا إنها ما راح ترضي بظلم ولدها .
لكن إن كانت زيـنه واثقه فيها , فهذا معناته إنها تقـدر توجهها , وما راح
تاخذ زيـنه هالشي بحساسيــه .
نـزلت معاها منيـــــــره للصاله الرئيســه اللي كان واقف فيها صقـــر
..واللي كانت توصـل لها أصوات الأغاني من السرداب
سلموا على بعض ..وسلمت منيـــره على زيــنه للمــره الأخيــره .
وتوجهــوا المعاريس للسيــاره ..بصمــــــــــت ..
وما تحجبت زيــنه .
يتبـــــــــــــــــــــــع ...