البارت الثاني
*** وينك حبيبي ما دريت اشصار ... الناس حطت دوبها دوبي ***
بعد مرور سنه ونص من انتهاء العده :
كانت قاعده تقرى , أو تحاول تقرى الكتاب اللي بيدها .
باجر عليها امتحان ..
بيدها قلم اخضر فسفوري اتخطط فيه المعلومات المهمه .
لكنها مو قادره تقرى الكلام عدل ,و بعد ما يأست , رمت الكتاب جنبها ..
وبدت تتأمل الشوارع والبيوت يمها والسياره تتحرك .
الساعه ألحين 8 بالليل .
وتوها راده من المكتبه الجامعيه , اللي كانت قاعده فيها على احدى الطاولات المنتشره والمخصصه للدراسه .
لو بيدها جان اقعدت اكثر , لكن الساعه 8 وبالشـــويخ وبالليل يعتبرمتأخـــر وايد .
ألحين اهي مضطره ترجع لشقتها اللي في بيت ابوفواز ..ومضطره تسمع تعليقات خالتها .
تذكرت اليوم شصار ( كانت طالعه للجامعه , ومستعجله , ولما مرت بقرب خالتها , سمعتها تقــول بصوت عالي " يا بخت من زار وخفف " واهي خلت روحها ما تسمع وكملت تمشي )
كرامتها قاعده تتألم مع كل جمله , مع كل تعليق , لكنها مهي قادره تنتفض لها .
وقاعده تصبـر روحها بأنها قريب راح تطلع من هالمكان .
لكن كل محاولاتها انها تشتغل باءت بالفشل لأنه شهادتها الثانويه قديمه نسبيا .
وهذا اللي خلاها تكمل دراستها وتكتفي بالراتب اللي تعطيه الدوله للطالب , وتكتفي بالميراث البسيط اللي حصلته من زوجها , ريلها اللي كان يشتغل مع ابوه , واللي يعتبر مبذر درجـه أولى , وان زادت المصاريف عن راتبه خذا من ابوه , وهالشي ما همها قبل وفاته لكن ألحيــن اهي المتأثره الوحيده من هالتبذير.
"مدام ......."
ما تلقى رد .
فقال بصوت أعلى " مدام زيــــنه "
استوعبت ان في احد يكلمها .
"همممممم "
قال السايق " مدام .. بيت "
وتفاجأت انها مستغرقه بالتفكيـر لدرجـة انها ما تدري انهم وصلوا البيت .
رفعت راسها وشافــت البيت
في سياره غريبه , اكيد خالتها عندهـــا حريم ألحيـــن .
افففففففف , راح تضطر انها تدخـــل , وترحــب فيهم , وتجابل .
ما راح تدخــل على الحريم , راح تمر من باب غرفة الأستقبال من غير لا تدخل , خاصه انها ما خلصت دراستها للإمتحان , وشكلها ما يساعد , ويهها شاحـب , وتحت عيونها اسود من السهر للإمتحانات , وشكلها تعبان , ومو حاطه مكياج , واهدومها بسيطه جدا جدا , كانت لابسه فستان لتحت الركبـه وردي , وفيه كلف بسيطه على اطرافه لونها بيج , كمه طويل , وجيجي بيجي , وشعرها شايلته بأهمال على شكل ذيل حصان .
خذت كتابها وقلمها , وجنطتها ونزلـــت .
واهي قاعده تتسحـــب , عشان ما ينسمع صوتها وينادونها عشان تقعد معاهم , ولو ان هذا ظن بعيـــد المنال .
استغربت انها لما مرت بقرب غرفة الأستقبال ما سمعت صــوت , لكن ما اهتمت وايد , واستعجلت عشان ما يصير شي فجأه , وينكشـف وجودها .
لما دخلت الأصانصير ( المصعد) ارتاحت ..
لما وصلت لباب شقتها , بدت تدور على مفتاحها بالجنطــه , وطلعته ..
توها بتحط المفتاح بالقفل , انتبهت ان الباب مفتوح .
نزلت ايدها ..واهي عاقده حواجبها .
اهي متأكده انها قافله الباب .
حســـت بالتوتر .
عضت شفايفها السفليه بقـوه .
حطــت ايدها على الباب ودزته وخذت خطوه , وخطوتين ,وشافت المنظر اللي صدمها ..
حرمتيـن قاعدين بصالتها , وحده منهم خالتها غنيـمه .
كانت تشوفهم واهي متفاجأه .
ما كانوا منتبهيـن لها .
سمعت صـوت , فبعدت عينها عن الموجودين بصالتها ..
وحست انها بتنهار ألحين ..
خالتها كانت طالعه من غرفة نومها مع بنت بعمرها تقريبا , زينه عرفتها على طول , هذي صديقتها سابقاً وخطيبة زياد ...نور, اهي ما قط شافت وقاحه مثل وقاحة خالتها .
ما تحـــب تشــوف نور ..أو أخت نــور يذكرونها بموقف سيء بحياتها .
زيـنه غرورها اسعفها بهاللحظه بالذات .
قالت ببرود " السلام عليكم "
الكل ألتفت عليها , واهي تقدمـــت , وحطت اغراضها على الطاوله , وألتفتت على خالتها , وباســت راسها , وقالت " شلونج خالتي ؟ " , وبعديــن ألتفــتت على نور وسلمت ببرود .
نور ما كانت مستوعبـه ان خالتها دخلتها شقة فـواز الله يرحمه وزينه !!
اهي فعلا لاحظت ان الشقـه مسكونه بس ما خطر في بالها !!
انحـــرجت , وبقـــــوه ..
خاصه واهي تشوف الغضب البارد بعيون زينه ..
خالتها عطتها نظــره , وقالت بجمود " الحمدلله "
ألتفتت زينه على الحريم وقالت بغرور , واهي رافعه حاجب " اشوف بشقتي ضيــوف "
شددت على لفظ (شقتي) عشان تبين وجهة نظرها .
وتوجهــت لخالتها غنيـمه صديقة منيــره الروح بالروح , ما تقدر تتجاهلها ..لأنه خالتها غنيـمه مرأه أقل ما يقال عنها إنها روعـه
وسلمت عليها , لكن بعيونها برود ..
غنيمه مسـكت كف زيــنه , وشدت عليه بحنان , وتكلمت بلطف , وشفقه " اشلونج يا روح خالتج ؟؟ عساج بخيــر ؟ من زمان عنج "
لطف خالتها غنيمه وطيبتها تدل على معدنها الطيــب .
زيـنه ما قدرت غير انها تبتسم بهدوء , وتتخلى عن برودها للحظات واهي تقـول " بخيــر يا خالتي "
اجابتها كانت مختصـره ..
نظرة خالتها غنيمه فيها شفقه , وهذا شي ميـزته بكل وضوح , وخلى كرامتها تنتفض , مهما كان قصد خالتها غنيمه شريف , إلا انها ما تقبل الشفقه , ارفعت راسها بعـزة نفـس , وبتصرف تلقائي ..
وألفتت من جديد لخالتها ام فواز وقالت " تفضلي خالتي قعدي , على ما اسوي لكم الشاي والقهـوه "
قالت خالتها ببرود " ما في داعي " وألتفتت على الحريم وقالت " تفضلوا معاي يا ام راكان , ننزل تحت نشــرب شاي , ونتكلم عن الشقـــه "
مروا من قربها واهي محتفظه بأبتسامتها .
لكن لما اطلعوا , اخرجت صـــوت من اعماق صدرها يبيــــــــــن غيظها , وحرتها .
الوقحـــــــــــــــــــه .
شلــــــون تدخـــل ناس لشقتي من غير علمي ؟
على الأقل تبلغها , تلمح لها ..
لوكانت عايشه مع زوجها بروحهم بشقه ملك , وما سمعوا كلام خالتها جان ألحين اهي عندها مكان يضفها من دون منــة هالخاله , وتصرفاتها .
المنطق قال لها ( بس هذا بيتها واهي حره تدخل اللي تبي , بالمكان اللي تبي )
وعاطفتها قالت لها ( بس غرفتي ..غرفة نومي .)
النار شبت بصدرها .
كان المفروض تطلع من هالمكان , بس وين تروح ؟
وترددت بعقلها كلمت خالتها ( يا بخت من زار وخفف )
ههه اهي المفروض تطلع اول ما خلصت العده , وألحين مر عليها سنـه وشي , يعني جزاهم الله خيــر انهم مستحملينها لهالدرجــه .
بس..
بس اهي حِسبـــت بنتهم , كانت زوجـة ولدهم المرحوم ..
يا رب .
هذا مكاني ومكان فواز , يعني المفروض يكون لنا .
اشتهــــت تكســـر الشــقه واللي فيها , بس ما تبي تعطي خالتها الرضا بمعرفة انها اقدرت تستفــزها .
شلون ألحين , شلـــون ؟
بأحدى قاعات الأفراح :
كان واقف يسلم على أهل العرس , يصافح , ويمشـي , ويردد الكلام المعتاد بتلقائيه " بالمبارك .."
" الله يوفقهم يا رب"
لما شاف المعرس , وابتســم ابتسامه عريضه .
مســك ايده , وشد عليها , وقال " مبــروك يا سلمان , منـــك المال ومنها العيال , الله يتمم لك على خيــر ان شاء الله "
الشـاب , كان بمنتصـف العشرينات , ويهــه مريح للغايــه , ابتــسم واهو متوتر " ان شاء الله يا صقــر , الله يبارك فيــك ..مشكــور على الحضـور , وعلى العنوه ادري ان توك راد من السفــر "
ربت على كتــف سلمان وقال بهـدوء " أفااا عليك يا سلمان , ما في عنــوه ياالغالي الله يوفقك "
ابتسموا لبعــض , وبعدها قال سلمان " تسلـــم يا الصقـــر , تسلم "
تحـــرك صقــر وقابل الشخـص اللي له فضل عليه كبيـــر , ما راح ينساه طول عمره .
واللي اول ما شافه ابتسم بتقديـــــر
سلم عليـــه صقــر , وصافحــــه بوسلمان بحراره .
قال بترحيب " صقــــــر " وكمـــل " وينك ما نشوفك يا ولدي ؟ من زمان عنك كلما سألنا قالوا مسافر , تتغلى علينا "
صقر ابتســـم بحـــب نادر ما يظهره لأحد وقال " لا عاش ولا كان اللي يتغلى عليك يا استاذ سالم , تدري هالأيام انا قاعد أأسس الكراج اليديد , بس قلت لازم ابارك لك بزواج ولدك "
بوسلمان , شاف دخول رجال اخرين للمباركـه , وصقــر شافهم بعد .
وكان بيبتعد , لكن بوسلمان شد على ايده وقال " مالي شغل بكراجك اليديد , ربعك موجودين ويقدرون يجابلونه , تعال لي الدوانيه , انت وابراهيم ابي اسمع اخر اخباركم "
هز صقـر راسـه بالموافقه , وقال بتقديــر " انت تامــر "
قعد بمكان بعيد عن الرياييل شوي , بأخر القاعه تقريبا .
عدل غترته البيضا بأيده , تسند ومد ايده على طول ظهر االغنفه , بوضع مريح له .
قرب صباب القهوه , ومد الفنجان له , شرب منه وهزه بأكتفاء .
وابتسم بعد ما شاف المتوجه له , وقام وقف .
تصافحـوا , من اسبوع ما شافوا بعض .
ابراهيم قال له " هااااااااا الصقــــــر , الحمدلله على السلامــه , متى وصــلت ؟ "
" هلاااا فيـــك , توني من ساعتين تقريبا "
اقعدوا , قال صقــر بأبتسامه "شالسالفـــه..ياي بزيك العسكري ؟ "
سلم ابراهيم فنجان القهوه لصبابها وقال "يا معــود انت ياي من المطار لي اهني , وانا خلصت مناوبتي , وعلى اولي اهني " ألتفت على صقــر وقال بجديه "وعندنا نفـــس الدافع ....كلنا خايفين من الأستاذ سالم " صقــر شافــه للحظـه وبعديـــن ما قدر يتمالك نفســـه وقعــد يضحــك بقوه , ابراهيم بنفــس الجديه المضحكـه " عليوي , عبيد ,يـوو امبجــر من الخرعـه , وراحوا للكراج بعدها , هاليوم حسسني كأني بالمدرسه من يديد "
اقعدوا يتأملون الرياييل اللي داخلين , واهم يعلقون من وقت للثاني على الناس اللي اهم يعرفونهم .
قال صقــر " شلون بناتك ؟ "
لف عليه ابراهيم وقال ببساطه " على حطتك , لما ألحين محاربيـنك !!! "
رفع صقــر حاجب وقال " جذاب لما ألحين مو راضيـن علي "
ابراهيم واهو يرد على صقـر برفعـة حاجب قال " ليش انت راضيتهم ؟! "
قال صقــر بتحلطم " لأ ما راضيتهم ... هالتوأم بناتك ..." , هــز راســه بعدم رضا , وكمل يقول بضيق " وبعدين انا مو قصدي , نسيــت , هالسفره كانت مفاجئه " .
ضحـــك ابراهيم " ههههه اي انضم إلى النادي , دلال , وداليا لما يكونون عند امهم ما في اسنع منهم , ولما يزوروني , ويزورون امي مافي اشطن منهم , وألحين صارلهم ثلاث ايام عندي "
صقـر ابتســم , ابراهيم مطلق بنت عمه , وعنده هالتوأم اللي يعرفون يلعبون على الشله كلها .
ولا واحد فيهم يقدر على زعلهم .
واهو خاصةً ما يقدر عليهم ..لهم مكانه بقلبه ما وصل لها أحد غيرهم
قعـــدوا بهدوء , وهذا خلا اطراف من حديث رياييل قاعدين وراهم يوصل لهم .
" ...وانت يا حمود مو ناوي تودع العــزوبيـــه ؟ "
صمــت من الشخص المدعى حمود .
وأهني شخص اخر قال " أووووووه , أووووه صلاح شكله الأخ ناوي "
كانت الإجابه ضحكة من واحد منهم اللي قال " اي والله ناوي .. قاعد أسأل عن وحده "
صقـــر اللي كان قاعد يسمع الكلام من غيـر قصد ,و بعدم اهتمام .. اشــر بهاللحظـه لعامل كان يمر بصينيه فيها استكانات الشاي , وبدى يشرب من الأستكانه .
الشخص الأول قال وبصوته ضحكه " منــو اللي ياب راسك ؟ "
سكـــوت كأنه يفكر الشخص اللي قاعد ينسأل , ويقرر يقول أو لأ , وبعديــن قال وبصوته حماس " خــلوني شوي أفكــــر , وأسأل وإن شاء الله تعرفون !"
فجأه قـــــــــــال واحد منهم " أنا حـــــــــاس إنه عيـــنك على بنـــــت خالد الـ..صــح ؟؟ "
رد هذا اللي أسمه حمود " ما راح أرد !! , قلت لك بعديــــن "
ابراهيم ألتفت على صاحبه على طول لأنه يعرف منو بنت خالد
أما صقـر فنزل الأستكانه للصحــن بطريقه حاول إنها تكون عاديه , وعــدل جسمــه بالقعده , وما انتبه انه ابراهيم قاعد يتأمل حركاته .
جسمه , وشكله كله على بعضه تصــلب وبشده .
واحد من الأشخاص الثلاثه قال بتساؤل " بنت خالد الـ....؟! "
ابراهيم قال لصقـر بصوت منخفـض " هذي مو بنت ريل أمك ؟ مرة فواز الله يرحمه "
ابراهيم كان يسأل هالسؤال واهو متأكد من الإجابه خاصه انه يعرفها من زمن معرفته بصقــر , لأنها بنت ريل ام صقـر , واهم لما كانوا بالثانويه اهي كانت صغيـره , فلما اييون عند صقـر يشوفونها تلعب بالحوش , وغير جذي اهي مرة فـواز الله يرحمـه , صاحبهم .
تعابير صقــر , كانت قمه بالقسـوه , وعيــونه كان يشوف فيها الأرض عشان ما احد يقراها ويعرف اللي يدور بخلده , لكن رد "اممممم "
ورد يركـز على الحوار اللي يدور وراه .
قال الثالث بعدم رضا " مو هذي الأرمله ؟! "
صقــر بدى يطق بريله بتوتر , واهو يشرب الشاي .
وابراهيم انتبه لحركات صقـر قال بصوت منخفض " خلنا نقــوم "
رد صقــر بنفس الصوت الهادي , وبطريقه تعجب " ليش اقـوم !!! "
ابراهيم كان بيتكلم , بس صقـر حط ايده على ركبة ابراهيم , بمعنى (لحظه) , وتعابير وجهه متوتره .
قال حمود بصوت دفاعي " احتمال ..ليــــــش لأ ؟! "
الشخص الثــــــالث قال " انت متأكد من قرارك ؟ " كمـــل " كانت متــزوجـه , وانت ما قط تزوجــت ! "
الثاني قال قبل لا يرد صاحبـه اللي اسمه حمود " مو بس جذي , صلاح.. اهي لما ألحين عايشه في بيت اهل ريلها ,بذمتك جم مر على وفاة زوجها ؟ مو شي غريب خاصه ان بعدها صغيره !!! "
حمود قاطعه بهجوم وتساؤل " اشتقصــد انت ؟ "
رد الشخص بأستهتار "بعد الصج صج....." سكـــت , وانخفــض صوته اكثر لكن هذا ما منع الصوت من انه يوصل " وأنا ما أستبعد إنها تبي تلفت نظر اخوه , أنا سامع إنها معجبـه فيـه, ولا ليش لما الحين قاعده بنفس البيت اللي فيه ريال مو محرم لها...انا سمعتهم يقولون يمكن إنها تبي تاخذه "
صقـــــر ضغط على ركبـــة ابراهيم بقســـوه من غيــر شعـــور .
كان بيقوم ويذبح اللي قاعد يتكلم .
يمكن عمل حركه لأنه حس بأيد على ذراعه .
ألتفت على ابراهيم اللي مسك ايده , كان مستعد ينفضها عنه .
لكن ابراهيم اللي حس ان صقـر على اطراف فقدان سيطرته , بكل جديه قال بصوت هامس " صقر هد اعصابك , انت جذي بتأكد كلامه , تجاهله , احنا بس سمعناه ,لكن لما تكبر السالفه الكل بيسمع "
نفض ايد ابراهيم ...
ومن غير كلام تحرك من مكانه , لأنه ان استمر بنفــس المكان بيذبحهم , بينسى الحرام والحلال , وبينسى اهو وين .
كلام ابراهيم صحيح اميه بالأميــه , بس القهر اللي بقلبه ما برد و براكيـــن من الغضب قاعده تتفجـــــر داخله .
رجع الكلام يتردد بعقله .. يعني هذا سبب بقاءها في شقة ريلها !! هذا اهو السبب .
الأفكار والظنون ذبحــته .
مو قادر يستحمل النار اللي شبت بصدره , من طاري هالأنسانه !!
قاعده في بيت زوج ريلها عشان هالشي , عشان زياد .
بنت اللذيــــــــــــنَ .
ولاااااااا بعد الرياييل يطرونها بالمجالس , بنت الـ..
اهو لازم ينهي هالمسأله , وألحين !!
ابراهيم لحق صقر المعصــب , ووصل له وقعد يماشيـــه , واهو يقول بسرعه , وبجديه واهو حاس بغضب صقـر " صقــر ترى وايد حريم يعيشون في بيوت رياييلهم المتوفيــن , هالشي طبيعي , مالك شغــل فيه "
صقــر ما اهتم بهالكلمه ..ولا رد عليها , واهو على اتم الأستعداد انه يسئ الظن فيها , من كرهه لها , وقعد يكرر لنفسـه : المؤمن لا يلدغ من جحر مرتيــن .
تخيلاته انها قاعده تحاول تلفت نظــر زياد احرقـته , وخلته من غيــر شعور يقوم من مكانه بغضــــب , واهو مو قادر يشوف جدامه من الحره .
ودع الناس بكل احترام وسيطره على النفـــــس .
لكن اللي كان شايفه داخل , عرف ان الطالع صاير له شي مضايقه ورافع ضغطه .
ركـــب سيارته , وغضبه سيطــر عليه بصوره كبيره .
ضغط على دواســة البنــزين , وجدامه وجهه وحده , وهدف واحد .
منيــــــره :
كانت قاعده بحديقتها الداخليه , وتشرب عصير , وتقرى كتاب , خاصه ان الأضاءه ممتازه بحديقتها .
مزاجها دايما يروق بزراعة الورود ..
اللي يشوف منيـره ما يعطيها عمرها الحقيقي , مهتمه بعمرها , مع انها بأوائل الخمسينات , إلا ان اللي يشوفها يعطيها اصغر من عمرها بكثيـر , من ناحيـة الشعـر , وناحيه الجسم , ومن ناحيـه البشره .
محتفظه بجمالها بكامل رونقـه , وحيـويته .
اللي يشوف ظهرها المشدود , واسلوبها بالحديث , ما يدري ان المرأه هذي حديثة عهد بغنى .
لكن صقــر بعد ربع ساعه بالطريج , ما انتبه لهالأشياء اللي تعود عليها , ما صدق انه اخيرا وصل لوجهته , لأمه ..
وكل ثانيه تمر زادت من غضبه ..
شافها ترفع راســها
منيره قدرت تلمح الغضب بوجه ولدها , وهذا خلاها توقف.
ما نطرها تسأل عنه , بدى كلامه بسرعه وقال من بين اسنانه " بنت ريلج , ما تقعد ببيت عمي عبدالعزيز يوم واحد "
ارفعت حواجبها بتعجـــــب من هالكلمه ..
صقـر ما كان مهتم بهالشي , ما كان مهتم (بزيــنه) , ولا بمكانها , أو هذا اللي تهئ لها طول هالفتره .
قدومه بشكل مفاجئ واليوم عشان يقول لها هالجمله بغضـب اثارة استغرابها .
وخلاها تقـول بهدوء " ليــــش ؟"
طبعا اهي ما قالت له , انها اعرضت على زينه الأنتقال لهالبيت , وان عروضها لاقت الرفض .
صوته زادت حدتــه من غير لا يرفع صـوته " ليــــش .....ليـــــش !!!! , وانتي مستانسـه بوجودها هناك يا منيـــره , عاجبج ان الكل يايب سيرتها " سكـــــت ونفســـه قاعد يطلع بقــوه من الغـــضب اللي اهو حاس فيــه كلما تذكر الكلام " يمكن انتي تدرين ان عينها على زياد اخو فــواز وتبينها تاخذه و...."
اهني منيـره انزرته وقالت بقســوه " صقـــــر "لكن هذا ما منع انها تنصدم من كلمته .
اشدخل زياد بزينه !!!
صـقر استوعب اللي قاله , ولف عن امه عشان يتمالك نفسـه , ومرر ايده على شعــره , الخالي من الغتـره ( المرميه بالوقت الحالي بالسيـاره )
منيـره شافت الجانب الأيمن من وجه ولدها , وقربت منه .
وقالت بعصبيه " انت صح ما تقول يمـه ....لكن هذا مو معناته اني مو امك , وواجب عليك احترامي "
بعد ما حس صقـر انه رد لتماسكه , واجه امــــه , بعد ما خذى كلامها بعيـن الأعتبار وخفف من حدة أسلوبه وقال بقـوه " ابيج تيبينها من بيت عمي عبدالعزيز , يا منيـــره , اظن انها طولت وايد اهناك "
منيره اللي بعدها غاضبه من كلمته , ردت تكلمت بغضب واضح بيــــن من اسلوبها بالكلام " اشصاير اليوم ؟ , اشفيــك ؟ انت تدري من فتره انها في بيت عبدالعزيز , شاللي اختلف ألحين ؟ وشسالفة زياد !!! "
اللي اختلف اني بأذبحها ان اقعدت مده اطـول .
الكلام تردد بأذنــــه ..
وبان الغضــــب بقـوه على ملامحه , وبعيـــونه اللي زادت سواد , وقســوه .
وقال بنـبره واضح عليها الغيـظ " يعني ما تدرين يا منيـره "
امه منيــره بان عليها الغضــــب , وزمــــت شفايفها ..
وما ردت , توها بتعطيــه ظهرها .
ومســك كتفــها وقال بعد تنهـــد " منيره انا آســــف " ويه منيره ما تغيير , وهذا ادفعــه ان يقول أسمها بنبرة استعطاف " منيـــــــــــره !!! "
لما شاف ملامحها ارتخــت ..
تركها ومرر ايده على وجهه ..وقال بهدوء " اللي تغييـر اني سمعت كلام ما يسر الخاطر بعرس سلمان , كلام ينال منها , ومن سمعتها , واظن ان العده صار لها فتــره طويله خالصه , ما في داعي تبقى اهناك , في بيت مو بيتها , ومع وجود زياد اللي اهو ريال غريب ومو محرم لها "
منيــره انطـــرت لما يخلص كلامه .
بدت تحاتي !!
معقــول في ريال واصله فيه الدناءه انه يجيب سيرة بنت جدام رياييل ..
خافت على زينه من هالكلام ..
مع أنها عارفه إنه زينه مو راعية سوالف شطانه وخرابيط , و اهي واثقه من هالشي , لكن مو كل الناس يعرفونها ..
إضافه إلى أنه شك ولدها في زينه أصاب جــزء حساس في ذاكرتها !
وردت بقوه وحساسيه " صقـر المفروض انت ما تصدق اي كلام ينقال عنها , لا تنسى انها رابيه تحت عينك , ونظرك ,أصلاً انت ربيتها تقريبا "
طلع صـوت ساخر ..ما انسمع من امه ..
كان يسخر من الكلام اللي ينـقال (رابيه تحت عيني ونظري) هه .
صارت اشياء وايد من وقت ما كان واثق فيها ليلحيــن خلته يؤمن انه كان أعمى بالمسائل المتعلقه فيها
بعد عيــنه عن امـه .وبعديــن ردها وقال " منيـره , ما في داعي هالعصبيه , انا ابي اقطع هالكلام , بغض النظر عن مدى تصديقي له "
امه تأملته , واهي مو مرتاحه من الوضع ككل .
قالت " بس هذا مو بيتها وما عاد بيت ابوها يا صقـر , هذا بيتك انت, مثل ما ذاك البيت مو بيتها , وانت موجود اهني مثل ما زياد موجود اهناك "
انا مثل زياد !!
أما منيره لاحظت تغير لون عيــون ولدها ..واشتداد سوادها ..شنــو اللي نرفزه ألحيــــــــــن بعــــــــــــد !!! .
صقـر ما عبـر هالمره عن غضبه بالكلام , بالعكس تكلم بهدوء , شاف امه ورد قال " هذا البيت إنتي فيه يا منيره وإنتي مرة ابوها الله يرحمه , وكل الناس عارفين هالشي , ما أحد راح يتكلم , وانا ما اعيش بنفس البيت , انا عايش بالمحلق " وبعديـن ابتسم , ابتسامه جانبيه وقال " وبعدين انا خبري إنج تحبين الونس والأوادم , وبدال ما تعرضين علي كل يوم إني انتقل للبيت , طلبي منها إهي ؟! "
تجنبت ذكر انها اعرضت على زينه القدوم مع ان الفرصه اتاحت نفسها للمره الثانيه, وان زينه ارفضت العرض.
لكن قالت " وان ارفضــت ؟! "
بأختصار قال " من مصلحتها انها توافق " طلع المفتاح من سيارته وقال واهو منزل راسه ويشوف مفتاح السياره " منيــره , (زين) أعطيها خمسة ايام ان ما انتقلت لهالبيت .." رفع راسه وألتقت عينه بعين امه " ما راح اكون مسؤول عن تصرفاتي " رفع راسه وشاف تغير ملامح امه للغضب للمره الثانيه .
رفع ايده وقال " منيـره مو قصدي اهدد , انا والله ما راح اكون مسؤول عن تصرفاتي , أنا قاعد أقرر واقع "
ويهه , اعيــونه , حركاته , كلهم اثبتوا لها انه مو قصده يهدد , لكن مهما كان مو عاجبها الكلام .
هـزت راسه بالموافقه , واهو اهني تنهـــد ..
ومنيــره بدت تحاتي .
وقلبها ما عاد متطمـن .
زينه رافضه القدوم لهالبيت والسبب حسب ظنها (صقــر) .
وألحين صقر قاعد يهدد .
ما تدري اشلون تتوسط بين الأثنين !!
والشي الثاني اهي ما راح تسمح لأحد اييب بسمعة زينه , وان كان وجودها ضار بسمعتها فإهي بتكون حازمـه معاها وتأمرها بالأنتقال لهالبيت .
قالت بهدوء " انا راح اسوي اللي اقدر عليه "
قرب من امه , ورفع ايدها وباسها ..وباس راسها ,وتحرك صوب السياره , وقبل لا يبتعد قال بلهجه غريبه " اليوم تفاهمي معاها ..., وبلغيني ".
منيــره تأملت ولدها ..
صقـــر اشوراك ؟؟؟؟
بعض المرات احسك رافضها , ورافض حتى سيرتها , و الكره ينطبق على تصرفاتك تجاهها .
ومرات احس انك مهتم , وحريص عليها مثل قبل .
ليتني اقدر ادخــل لعقـلك وافهــــمك ...ليتني .
زينــــــه :
قاعده على طاولة الطعام بشقتها .
سـرحـانه ..بالفراغ !!
فجأه انتبهــــت , وشافت الكتاب المحطوط جدامها .
وانصدمت لما شافت انها خلال سرحانها اكتــبت على الكتاب اسم (فــواز )
غورقت اعيــونها بالدموع ..
وامسحـــتها بشكل سريع , وقلبها ينبض بألم .
وينك يا فـواز عشان تشوف اللي قاعد يصير فيني !؟
ردت اسرحــــت لثواني , وبعديـــن انتبهـــت ..
لازم اركــز بالمعلومات ..لازم .
بدت تعد الصفحات اللي بقــت لها للمره العشرين بالدقايق الأخيــره .
ما تغيــر العدد لما ألحين 10 صفحات , مو راضيـه تتحرك !
والمعلومات وايــــد .
اي معلومات اي بطيخ !؟ رمـــت القلم ..
وحطت ايدها على راسها .
شمعنى هاليوم خالتها سوت هالحركـه ؟!
وين أروح ..
وين اقدر أروح , ما عندي فلوس كافيـه , وما اقدر أروح لفندق لأني مو متزوجـه .
بس انها تقعد اهني ما عاد خيار تعتمد عليه ..
سمعت تليفونها القريب يرن برنة مسج :
السلام عليكم زيـونه
انا يايه لج ألحين .
ابي اتفاهم معاج بموضوع
منيــره ..
اي موضوع بتتفاهم فيــه , مو وقته ..
اهي متوتره بما فيه الكفايه , وعندها مشكله كبيــره , وما تبي منيـره تشوف الحزن والتوتر عليها .
وفجأه لقت لها حل لمشكلتها ..
ليش ما تروح تعيش عند منيره !
منيره جم مره تعرض علي بس انا ارفض لأني ما ابي اعيش ببيته , وما يحملني معروف كبير ما راح اقدر أوفيـه .
اهي تعرفه , وعـــدل بعد , ان راحت تحت سقف بيته بتكون مجبوره تحترمه , وتعامله زيـــن , ومجبوره انها تسمع كلامه .
راح يتحكم فيها .
راح تكون تحت سيطرته .
بس ألحين ما في حـــل .
وبعدين منيـره تبيني , واهي تعاملني حسبـة بنتها .
مو مهم اهي في بيت منو !!
عضــــت على شفايفها , بس كرامتي ما تسمح اني اقولها ابي اعيش عندج .
انزيــن لما تخلص مناقشـه الموضوع اللي تبيه , اعرض عليها الموضوع ..
لأ ما اقدر اعرض ..
انزيــن اشلون ؟ اشلون ..
ردت بمسـج مختصــر :
حياج الله يا منيــره :**
وتركت الموبايل على الطاوله , واهي تحاول تقرى كلمتيـن على ما تيي منيـره .
ردت تعد الصفحــات اللي بقت لها على ما تخلص الدراسـه لما ألحين 10 صفحات ...!!!!!
بعد نص ساعه صقــر :
نقل سيارته لكراجه الخاص الموجود بالبيت , والخاص بسياراته .
والموجود عشان يمارس حبـه الأول ..السيارات , وتصليحها .
صحيح انه يمارس هالمهنه كمصدر للرزق , لكن احساسه لما يقابل سياراته اهو ... غيــــر ..
كان يروح لعالم ثاني , لكن مو اليوم , اليوم قاعد يشغل ايده عشان يحرق الغضب اللي داخله قبل لا يذبحه , واللي ما انحرق لما لعب الرياضه .
كان بالوقت الحالي يصلح سياره شاريها من السكراب .
من احلى السيارات لكن الأهمال طالها .
لابس جينز قديم ورايح لونه , وبلوزه زرقه راح لونها وعليها بقع سود ما راحت بأخر غسله .
كان قاعد يركـب محـرك من جده وجديد , وهذي العمليه صارت تلقائيه من بعد ما كانت تتطلب تركيـز منه , إعادة تفكيكيك وتركيب المحرك .
افكاره كانت قاعده تشطح فيـه , واهو قاعد يشتغل !!
شنــو اخر هالوضع ؟
والتالي ؟؟
شنو اخرة الهم اللي قاعد يكتم على نفســه كل يوم اكثر من اللي قبله ؟
متى راح يرتاح ؟
متى راح يقدر ينام وباله مو مشغـول ؟
(وإذا ارفضـــت )
هذي كلمة امه .
بدت ايده تشتغل بطريقه سريعه , مع ازدياد غيظه .
اهم ما لهم كلمه عليها .
إذا ارفضت انها تعيش في بيته !
راح يذبحها , راح يذبحها .
وقف شغله , واهو يحس بالنفــس يطلع بغضب منه .
راح للمسجله الموجوده بالكراج , ورجع شغــل الشريط اللي اهو حاطه .
واهو قاعد يرجــع للمحرك ..
لازم تكون في بيته ..
الكلام اللي اسمعه اليوم ما يبي يسمعه مره ثانيه .
اهو صحيح انه ما يواطنها , يحتقرها , يكرها , وما يبيها في بيته لكن للضروره احكام .
بنت متربيه عندهم لازم ما يمس سمعتها أي شي ..
(تربت تحت عينك ونظرك)
(انت ربيتها )
اللي اهو رباها , واللي تربت تحت عيــنه ونظره , ما كانت راح تسوي نص اللي هذي ســوته .
زياد !!
قاعده تفكــــر بزياد , بتاخذ زياد مثل ما خذت اخــوه .
فواز , تظللت عيـنه بالألم , والحزن .
صديقه ..
اللي فقده من قبل وفاته ..
فـــواز يا ليت ننعطى فرصه ثانيه ...ياليت ..
كلما ذكــر الماضي , يحس بقلبه يألمه من تأنيـب الضمير !
الله كتــــــب إنك تتوفى وإحنا بأسوأ مرحله من علاقتنا ..
الله يرحمـــــك يا فــواز .
وتغيرت عينه للغضب .
منها , ما عندها اي احساس , توفى زوجها , وألحين تبي تتزوج اخــــوه ..
يمكن حتى ما احــزنت على فـــواز .
هذي اللي امه تقـول انه رباها .
تذكر كلمة الريال الغريب ( ليش عيل قاعده بذاك البيت طول هالمده ؟ )
ما كان المفروض يخلي ابراهيم يمنعه من انه يضرب الحقيـ.. اللي قال هالكلمه ..
مو عارف ليش مو قاعد ياخذ الكلام على إنه مجرد كلام , مو حقيقي , إشاعه , كذب , ليش قاعد ياخذه على إنه حقيقه ..
لكن يمكن صح كلامه , يمكن اهي قاعده بذاك البيت عشان تبي تتزوج زياد .
طلع صــوت من حنجــــرته يكشف يأســه , واحباطه من نفســه ومن افكاره اللي مو قادر يتخلى عنها.
اهي اكبرت , مو الطفله اللي كانت !!
وفجأه طرت على باله صـورتها واهي صغيره , و تلعب بالحديقه , و قعــد يذكــر براءتها ..
طفولتها ..
ابتســـــم , لكن فجأه تغيــرت ملامح وجهه .
هه
البراءه والطفوله !! اهي وين ألحين و وين هالكلمات !
ألحيــن فأعوذ بالله ..
فـــــرق السما من الأرض .
وين كانت بطفولتها , ألحين اشصارت ؟
ما يبي يفكر بمنو اللي خلاها تتغير وشنو اللي غَيّرها .
الأطفال غيــر , الأنسان يتغيــر من مرحلة الطفوله .
وده يكــون مع اطفال ألحيــن , وده ..
عشان ينسى نفســه بعالم البراءه , ويبتعد عن عالم التعقيــــد والهم .
لكن وين , ما كل ما يتمناه المرء يدركه .
حس بدخـول احد عليه الكراج ..
يتبـــــــــــــــع