كان للتو طالع من كريس وجو بأستراحه صغيره من اجتماعات مطوله , بعد ما تأكد من صحة الألوان والطلبيــه , وبعد الأستراحه بيورونه على أخر الألوان اللي عندهم , الخاصه بالطلاء
طلع تليفونه , وأتصــل على الكويـــت , بعد السلام , والكلام مع أمه .
سأل بأقتضاب " قلتي لها عن الخاطب ؟ "
ونـطر الرد واهو حابس أنفاسه .
قالت منيــره " اي يا صقــر قلت لها "
طلع نفســــــه بهــدوء , وقلبــه يرقع بســرعه .
تكلم بأقتضـاب " أشقالت ؟! "
قــلبت منيــره عيــونها بتعـــب .
و ردت على ولدها بهدوء " قالت بتفكـــــر "
فقد أعصابه للحظه وقال " شتفكـــــــــر فيــه !!!!! " وكمـــل " السالفه ما يبيلها تفكيــر , ما يناسبها هالشخــــــــص , أنا أعرفه ما يناسبها "
اهو لما أنفجـر هالأنفجار , ندم ..
وعد نفســـــــه أنه يسكـــت واهو زام شفايفه .
رفع راسه للسما , واهو ينزل راسه ..شاف كريس يأشـر له ..أجـابه بهزه من راسه بالموافقه .
حس بأمه بتتكـــلم , لكن أهو سبقهـــا وقال بلهجه سريعه " أنا مضطــر أسكــر التليفــون "
ما قالت منيــره اللي كانت تبي تقــوله .
بس قالت لولدها " خلاص مع السلامه ..يا ولدي "
على الرغم من أستغرابه من هالكلمه , قال لها " مع السلامه منيـره "
لما أنهـــــــوا هالأتصـال .
قاعده تحاول تفتـــح له الطريج عشان يقـول لها يمــه , صار لها فتــره .
بس ما تتوقع أنه بيقـولها هالكلمه قريب .
أو أبدا ً ..
نزلت دمعه من عينها بألم ..
تظــن إنه طلبها منه أنه ما يقول يمــه , اهي القشه اللي قصمت ظهر البعيــر ..
ورجعـــــــــت بذاكرتها للماضي .
الماضـــــــي :
أمها كانت زعلانه عليها وما تكلمها بعد زواجهــا من ناصر , لكن وصل زعلها عليها أنها ما تقعد بالمكان اللي تقعد فيــه بعد طلاقها .
زعلت عليها زعــــل الكل حس فيـــه .
ما تقعد بغرفه اهي فيها , ما يطب لسانها على لسان بنتها , حتى عيونها ما تشوف بنتها .
وصقر كانت تعامله بجفاف غير عن أحفادها الباجي .
وهالشي كان يكسرها لأنها كانت تشوف الحزن بعيون ولدها .
لكن يـــت لها بيوم واهي قاعده مع صقــــر , تتكلم معاه بعد مدرسته ..
ودخــلت الغرفه ..
وقالت بأختصار " صقــر روح بأكلم أمك "
صقـر اللي كان ماخذ دور الريال اللي يحمي أمه .
نقل نظره لأمه اللي كانت تشوف أمها بشوق ..وبعدين قالت حق ولدها " روح حبيبي ..ألعب وبعدين تعال "
لما طلع قامت منيره من مكانها , وقالت بلهفه " هلا يمــــــــــه ..هلااااا , تفضلي , نورت غرفتي "
قالت امها بجفاف " انا مو يايه أقعد , أنا يايه أقولج كلمتيـــــن , في واحد متقدم لج , وأن كنتي تبين رضاي لازم توافقين , وإذا رفضتي لا انتي بنتي ولا اعرفج ليوم الدين "
منيــــــــره كانت بشدة الشوق لأمها , الجفــــــــا أرهق روحها .
ما عاد فيها تستحمل تشوف أمها تكلم غيرها وتتجاهلها ..
وخايفه أنه أمها ما ترضى عليها طول العمــر , أو تموت واهي غاضبه عليها .
فلما عرضت أمها غصن الزيتون هذا , تعلقت فيـــــــه مثل الغريق
قالت بلهفة المراضاة " موافقه "
ما عرفت شي عن هالريال ما عاد يهمها .
وجودها في بيت أهلها بعد الطلاق كان أشبه بالجحيم .
عليها وعلى ولدها , وإذا بتطلع من هالبيت , راح تاخذ أغلى الناس على قلبها ورضى امها .
وكمـــــلت " بس على شرط أنه ..أنه يقبل في ولدي "
تحركت أمها للباب واهي تقول " اهو يدري عنه وموافق انه يعيش معاكم , اهو غني وعنده خير , ويبيج تربين بنته من زوجته الأولى الله يرحمها "
لما طلعــــت أمها , أقعدت على الفراش بألم .
وخشــــــــت ويهها بين كفوفها ..
دخــــــــل صقــر على طول , رفعت ويهها .
وكان بعيونه نظــره غريبه .
وبعديـــــــــن ركض وقعد على ركبـــته , وحط إيده على فخوذ أمه " لا تتزوجيــــــــــن يمــــــــــه "
شافت الألم بعيــون ولدها , شافت الضيق بوجه المراهق اللي تعب وايد بطفولته .
حاوطت ويهه بكفوفها الناعمــه وقالت " حبيبي .."
وخـــــــر ويــهه عن كفوف أمه .
وقال بأصرار " لا تتزوجيـــــــــنه يمـــــــــه , أنا راح اشتغــــــــل , أنا راح اعطيـــج فــــــــلوس , وأشتــري لج بيـــــــــت , بيت حقنا بروحنا , ما فيــه يدتي ولا أحد , بس أنا وأنتـــــــــــــي "
صقـــــــــر ما كان يتكلم معاها عن اللي يضايقه كلش , عن ولا شي .
دايماً ساكت مهما صار .
بس اليوم قاعد يترجاها ويستعطفهـــــــــا .
واهي مو قادره تنفذ له طلـــبه .
فقالت بنــبره لطيفــــــه " حبيبي احنا بنكـــون مع بعض .."
شد على ملابسها بقبضـــته وقال " يمـــــــــه الله يخليـــــــج , أي شي يضايقــج أنا راح اوخـــره , يدتي إذا ضايقتج راح اطقهـــا , كلهم ..راح أعطيــج كل شي تبيـــنه ..كل شي ..كل شي .."
الأستعطــــــاف من ولدها .
والقهـــــــــر اللي كانت تشــوفه بعيـــــــــونه , أنغرز بقلبــــــــها .
بس ما كانت تقدر تعصي كلام أمها .
ضمـــــــت راسه , وقالت " أسفـــــــــه حبيبي ."
وخـــــــر ويهه عنها بغضــــــــب , وقام واهو معصــب وركض لخارج الغرفه .
بعد أسبوعيـــن , يوم الملجه بالتحديد ..
بعد ما صارت زوجة خالد .
هالمره كان كل شي غير عن زواجها الأول .
أمها اهني قامت بكل شي .
ساعدتها بكل شي .
بدت تبتسم لها , وتعاملها كأنسانه .
لكن ولدها قام يبتعد شوي ..شوي عنها .
امها كانت قاعده تبخــرها لأنها بتروح اليوم لبيت زوجها ..
ألتقــــت عيــــــونهم .
هالمره بعيــونها اهي دمعه , لأنه أمها راضيه عنها , ولأنه كل شي بيصير بينهم بخيــــــــــر .
لكن أمها قالت لها بهاللحظه " ديري بالج على ريلج "
إبتســـــــمت منيــره وقالت " أن شاء الله "
بصرامه قالت أمها " وديري بالج لا تتطلقيـــــن مره ثانيــــه "
كانت النغزه شديده القوه , مؤلمه , لدرجه فزت كأنها وخزتها بأبره .
وبصــوت مخنوق " أن شاء الله "
أمها كانت قمــــــه بالقــــــــــوه .
قــوتها بأحيان كثيــره قد تتحول لقســـوه ..
وجملتها التاليه أكدت هالشي " أن تطلقتي , لا تعبين روحج وتيين لهالبيت , ماراح يكون لج مكان فيـــــــــه "
شحـــــــــــب وجه منيــــــــــره .
أمها أبتســــــمت وقالت " مبـــروك حبيبتي "
وباست خدودها الثنتيـــن وراحت .
خذت نفس عميق , لأنها حست بأنها راح يغمي عليها .
اهي بروحها خايفه من إعادة التجربه .
بروحها تحاتي أنه زوجها الجديد بيكون مثل ناصــــر .
أه ه ه ه
وامها ألحيـــــن قاعده تقتلها , قاعده تزيد عليها الضغط بهذا الكلام .
بحثــــــت بعيــونها عن ولدها بهاللحظه ..لأنه بعد لحظات بيجي خالد وبيروحون لبيته .
" صقـــــــــــر "
ما لقتــــــــــه ..
نزلـــــــــت ..
"صقــــــــــر "
" صقــــــــــر "
دورتـــــــه بكــــــــــل مكان ما لقـــــــــته .
ولفتــره طويله الخمس دقايق صارت ربع ساعه , والربع ساعه صارت نص , والنص صارت ساعه .
خافت ..بدت تحاتي .
سألت عنه الجميــــــــــع ..ما احد كان يدري عنه .
وقفت اليهال ..
وسألتهم واحد , واحد .
ولما ما أحد عرف الجواب صـارت متوتره .
دورته بكل زوايه بالبيـــــت ما لقـــــته .
"صقـــــر "
مو وقــته يختفي .
ويخبص قلـــبها ..
شافت الساعه , ما تصــدق وين راح ولدها !!
ردت للخـــــدم ..
وكانت قاعده تصــــــــــــرخ على وحده من الخــــــــــدم بجــــنون لما أنفـــــــــتح ودخـــــــل ولدهـــــــــــــا .
لما شافته وقفــــــــــــت مكانها ترجــــــــــــف من الخــــوف .
ما انتبهــــــــــت أنه الكل كان يحاتي بعــد ويبحــــــــث ..وأنه الكل تجمد ينتظر ردة فعلها .
كان خايفه أنه سوا شي بعمــره كأعتراض على زواجها .
كانت خايفه أنه أنحــاش وما راح تدري وين مكانه طول عمرها .
كان شكله رث , مملي بالتــــــــــراب ..
قال بصــوت منخفض , مكســـــــــور " راح أروح معاج "
اهي ما كانت عارفه أنه في خطه ثانيـــه غير انه يروح معاها .
بس من الواضح أنه اهو كانت له خطه ثانيه .
ما كانت بهاللحظه تبي تعرفها .
ما تحس عمرها تقدر .
قالت بصــوت هامس " أوكي "
أرجفت أيدها وكلــــــــها بدى يرجـــف لكن أقدرت تقـــول " روح تسبح و بدل "
اخوانها ما كانوا موجوديــــن , ما كان موجود إلا الحريم .
لما غاب عن الأنظار , قالت لها وحده من حريم إخوانها " منيـره , شنو ردة الفعل هذي , كان المفروض تعاقبيـــنه "
لفت عليــــــــها منيــــــــــره , واهي مذبوحه من شكل ولدها المليــــــــــان يأس وألم .
وقالت بصرامه " أنا و ولدي ننياز "
تفاجأت مرأه اخوها من رد منيــره .
خاصه أنه منيــــــــره كانت تتجنب المواجهات كثر ما تقدر , عشان ما أحد يحس فيـــــــها .
عشان ما تصير هم على امها .
عشان ما يصير لأحد عذر أنه يأذيها .
كانت بعض المرات تنزعج من كلامهم عنها وعن ولدها .
زفهــــــم لولدها , خناقهم له , عقابهم له .
لكن كانت تسكـــــت وتصبر وتسكت وتبلعها .
لكن اليوم اللي تسكــــــت فيه ولى .
ما تقدر تسكت أكثر من جذي .
ردت مرأه اخوها " كلنا كنا نحاتيــــــه وخايفين عليــــه , أظن أنه .."
قالت لها منيــــــره بقـــــــوه " ما قط تدخــــلت بمعاملتج لعيالج , فلا تتدخليــــــن بمعاملتي لولدي "
وراحت أصعدت لغرفتها وغرفة ولدها ..الحمدلله أنه خالد ما وصـل بعده .
أقعدت على الفراش , وأنتظرته يطلع من الشاور ..
لما طلع من الحمام , كان شكله مكســـور , خايب الأمل .
كتوفه متهدليـــــــن , وراسه يشوف فيه الأرض .
رفعه شوي لما قالت له بصــوت حاولت أنه يكون صارم " ويـــن كنت يا صقــر ؟ "
طلع أهدوم من جنطته المسكــره , وقال " كنت عند أبوي "
فــــز قلبــــــــــها بألم .
تعرف أنه ناصر معقــول يكون جارح , وعدم مراعي لمشاعر اللي جدامه .
خافت على ولدها لما أعرفت أنه كان عند ناصر اكثر مما كانت لما أعرفت أنه مو موجود .
أشقــال ناصر وخلا ولدها بهالشكــــــــل .!
كانت بهاللحظه ودها لو تروح وتذبج ناصـــــر ..
قالت " ليش رحت له ؟ "
رد بأختصار " كنت أبي أنام عنده , ما ابي أروح معاج , بس اهو قالي روح لأمك "
شكله المنكســــــــر ذبحــها ..
وراحت له وضمــــــــته لصدرها , حاول يفـــلت , بس اهي شدت من ضمتها عليه .
وقالت " أنا ابيـــــــك يا صقــر عندي , أحبــــــك وايد , لا تخليني مره ثانيــــــــه يا بعد أهلي , وطوايفي كلهم "
سكــــــن شوي لحضنها .
بعديــن " لا تخليـــني بروحي مره ثانيـــه , طلبتـــــــــك "
باست راسه اللي بحضنها وقالت بحماس " بيكـــون عندنا بيت , وبيكون عندك غرفه , لك بروحــك , مثـل اعيال خوالك "
بعدت راسه عن صدرها .
رفعة قذلته الرطبه عن ويهه " صقـــــــر أنا ما أقدر أعيش من غيــرك , أنا وياك أسره وحده , مالنا إلا بعض , إذا أنت رحت عني منو يبقالي "
لمعـت عينه بغضـــب " زوجــج "
ما أعرفت شتقــــول بس قالت شي واحد " زوجي غير وانت غيــــر "
وكمـــلت " وخالد عنده بنــــت , صغيــــــــــره "
بان بويهه الأهتمام ..
بس بسرعه اختفى هالأهتمام , وبانت تعابير المراهق " شنو بنت !! , أنا ما احب البنات !! "
إبتســــــمت بويه ولدها ..الريال الصغير .
وقالت " اهي بنت صغيـــره , عمرها أربع سنين "
كان قاعد ياخذ المعلومات بشغف .
وقالت بأبتسامه حزيــنه " يتيمه ما عندها أم , توفت أمها لما كانت بيبي , ما تعرف أحد , ولا أكو أحد يلعب معاها , أهي تحتاجنا , وتبينا ندير بالنا عليها "
كانت تظن أنه صقـر أحتمال راح يغار من البنت الصغيره , اللي بتكون معاهم ..
وبيطيح الكره اللي يحمله لخالد ..
لأنه خالد شخص مسؤول ويعتمد عليـــه , وراح ينظر لصقر بالنهايه كأب .
لكن للأسف أخطأت الظن ..
علاقة صقــر بزيـنه كانت ممتازه , أحسن من كل احلامها , و أهي ظنت أنها علاقه طبيعيــه بين أخو واختـــه .
أما العلاقه بين خالد وصقر كانت سيئه وتـزيد سوء يوم عن يوم ..
لما صار اليوم اللي أفقدت فيه كلمة (يمه) من قاموس حياتها .
مرت عدة أيام :
بجــوف الليــــل :
(اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ , وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ , وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ , وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ , اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (زواجي من عبدالرحمن ) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي , فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ , اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (زواجي من عبدالرحمن ) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي , فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ .)
صلت صلاة الأستخاره كل يوم من أول ما ذكرتها شيماء فيها ..
قعدت على السجاده , واهي مسترخيـــه .
تحس قاعده توكل أمرها كله لله , والله ما راح يضيعها .
ما ضاع من أستخـــار .
وسبحان الله تعمقت علاقتها مع شيماء خاصه لما تكلمت معاها ذاك اليوم وأرتاحت , لما أقعدت معاها لفتره طويله بس يتكلمون .
قامت شيماء تتصل عليها , واهي ترد تتصل على البنت .
من زمان ما حست بهالراحه من الكلام عن مشاكلها لأحد .
كذا يوم مروا وتحس بنظرات منيــره فيها ترقب , كأنها بكل لحظه تتوقع أنه زيـنه ألحين بتقول لها الرد , لكن مع هذا , منيــره ما أضغطت عليـــها بالكلام ولا سألتها , ولا قــالت لها شي ..بس قاعده تنتظـــر .
ما تلقت من عمها عبدالعزيز أي أتصال , وهذا شي ريحــها جزئياً ما راح تضطر تتعامل مع الموضوع ألحيــن .
قامت عن السجاده , وافصخت ثوب الصلاة .
انسدحت على فراشـــها .
أ ه ه ه ه ه خلصت من أمتحاناتها , هذا هم وأنزاح ..بس الله يعينها على الدرجات .
لفت على جنبها ..
باجــر بيروحون الشــاليـــه على كلام منيــــره .
من زمان ما اختلطت بعايله منيـره اجتماعياً وبهالطريقه ..
تحاتي أنهم ما يتقبلونهــــا .
أول كانت وحده منهم بس عقب السالفه..
تجنبتهم لأنها أقعدت تتصــور أنه الكل عرف بسالفتــها مع صقـر !
بدت تغمض عيــنها من كثر ما اهي دايخه وتحتاج للنوم , وتفتحــها بتعــــب ..لازم تزهـــب جنطتــها
غمضت عيونها ..خايفه من با..جـر !
قبــل لا يغلفهـــــــــا النــوم بصـوره كامله , طلعت صــورة القاسي بخيالها ..
مشتاقه لك .
عقلها الباطن اللي تكلم وماكانت واعيه لهالفكره
اليوم الثاني :
أبراهيم :
كان قاعد بمستشفى مبارك بأنتظار خروج الأشعــــه .
طلب الذهاب حق الأشعه عدة أيام ..كان يحتاجها عشان يستجمع شجاعتـــــــه .
وألحيــن قاعد على أعصـابه .
لما نادت الموظفه أسمه , قالت له بأختصـار " أخ أبراهيم "
قام من مكــانه بســرعه , وراح يستلم الأشعه ..
لكنها قالت له بأختصار " أشعتك خذاها الدكـتور "
وكمــلت " تفضـل "
أشرت على مكان الدكـــتور .
أدرك بهاللحظه أنه كل خوفه , ومحاتاة أمه كانت بمحـــلها .
أنه في شي مو طبيعــي .
والثواني اللي خذته الي غرفة الدكتــور حسها تاخذ من عمــره .
لما دخـــل قال الدكتـور " تفضـل يا أبراهيم "
قعــد على الكرسي .
وطلع الأشعــه ,وحطها على مكان الأضاءه اللي تطلع الأشعه بصـورة أحسن .
وبعديـن لف على أبراهيم " أخ أبراهيم أنا عندي أنك تتوجه على طول لمستشفى الرازي من غيــر أي تأخيــر وبأسرع وقت ممكن "
كتب شي بورقه ..
أبراهيم ما كان يبي يســـأل ليش !
كان يشــوف الدكــتور يكتــب بسرعه .
ويعطيـــه الورقه , كان بمخــه العديد من الأسئله بس مو قادر يتفوه بأي واحد فيــها .
الرازي ما في شي جايد..الحمدلله .
ولا لأ !!
لما طلع من مبــارك , كانت أفكاره تاخذه وتوديــه .
فكــر أنه مايروح , وعوض عن هذا يروح لبنــاته , خاصه أنه مشتاق لهم , مرت عدة أيام من أخر مره شافهم فيــها .
ماله ويه يتصل على بدريه أو على عمه أو على عيال عمـــه .
لكن من غيــر شعــور قادته السيــاره للرزاي .
قعـــد بالمصافط لفتــــره , ما يدري شفيــــه , قاعد يحاتي بشكــــــــل خيــالي .
أن كان فيه شي ما راح يصير جايد صح!!؟ .
بس شي بسيط بعظامه .
هذا اختصاص مستشفى الرازي .
ألحيــن يحس أنه ندمان لأنه ما قال حق واحد من ربعــه يجي معاه .
على الأقل راح يهونوون عليــــه هالخـــرعه .
نــزل وبخطوات متثاقله راح للمستشفى ..خذى رقم , وقعد بالأنتظار , وصارت فتــــــــره طويله على ما صار دوره ..
لما دخــل على الدكـــتور وشاف الأشعه .
سكـــــــــت لفتـــره طويله وقال " لازم تدخــل المستشفى "
شافه أبراهيم لفتــره طويله وبعديـــن قال بتوتر " أدخـــــل المستشفى !! ليــــــــش ؟ "
قال الدكتــور بأختصار واهي يكـــتب ورقه " بكتفـــــــــك ورمـــه كبيـــره يا أخ أبراهيم , بنســوي التحاليل اللازمه , ونعــرف شنو أهي ؟ "
وسعــــــــــت عينه بتفاجأ !!
ورمــــه !
قال بصــوت مخنـوق " يعني هالورمه معقـول شنو تكون ؟ "
طبعاً أبراهيم سأل السؤال واهو عارف الجواب ..
لكن حب يسمعه من الدكتور ..
حط الدكــتور الصوره على الأضاءه , وأشـــر على مكان في الأشعه وقال بهدوء " هذي اهي الورمــــــــه , ما أقدر أقولك شنو اهي قبل التحاليـل , لازم إنتأكد يمكـــــن تكون ورمــه حميــده ويمكن خبيثه "
أبراهيم كان حاس بألم بكتفــــــه مو طبيعي ..
تمنى أنه يكون الوضع بس ورمه حميــــده ..
لكن هالألم ..
تعوذ من أبليس ..
الدكتور قال " أخ أبراهيم , أحد جاي معاك ؟؟ "
هــز راســه بالنفي .
الدكتور شاف شكل أبراهيم , وحس أنه من الأفضل أحد يقعد معاه شوي ويطمنه ..
لأنه وضعه النفسي مو طبيعي .
خاصه أنه اهو كدكتور ما يملك أنه يطمنــه واهو ما عنده الأشعه الكافيه .
فقال الدكتــور " ليش ما تتصل على أحد يقعد معاك على ما نحضر لك غرفه .."
قال إبراهيم بإختصار " أنا إشوي بقعد بروحي "
وطلع .
قعد بالإنتظـــــــــــار لفتـــــــــره طويله بس يفكر.
بس يشــــــوف الفراغ واللي يروح ويرد .
ورم !
طلع صوت بعقله يقــــــوله (تفاءلو بالخــــــير تجدوه )
(أحســـــــن الظن بالله )
لما قدر يستجمع قــــواه النفسيــــــــه .
طلع موبايله ..
وفكــــــــر بمنـو يتصــل , صقـر برا البـلد ..
أتصــل على علي ..وقال بأختصـار " علي ممكن تيي تقعد عندي بمستشفى الرازي "
كان بصـوت علي القلق " عسى ما شـــــــر ؟! "
قال أبراهيم بأختصـار " أبد ما شــر , بس ابي أحد عندي"
علي حس بشي مو طبيعي من طريقة كلام إبراهيم ..
فقال " خلاص مسافة الطريج "
منيــــره :
كانوا بالسيــاره متوجهــين للشاليــــــه .
واهي تحس بالتوتر النابع من زيـــنه , ومو عارفه سبــــبه .
زيــنه كانت تشوف طريج الشاليـــه واهي تفكـــر ..ليش وافقت على الجيـــه ..أنا غلطانه .
من زمان عنهم وألحيــن أفرض روحي عليــهم
ما تبي تخرب على منيـــره , كان واضح عليها متحمسـه لروحة الشاليه !
واكيد منيره ما كانت بتخليها بروحها في البيت مع الخدم .
المهــــــــم منال بتكون موجوده , أهي إتصلت عليها الصبــح , عشان تتأكد من وجودها ولما أعرفت إنها موجوده , إرتاحت ..على الأقل يقدرون يقعدون مع بعض .
مع كل توترها إلا إنها حاسه بالسعاده .
تحب البــــــــحر , وتحب صـوت الموج , تحب الرمال .
بدى قلبــها يرقع لما أدخــلوا بمدخل شاليهات عايلة منيــــره .
كانت لابسه جينز أزرق غامق , وبلوزه صفـرا وسيــعه أنزل من أردافها بشوي , وبقربها كان شال إذا زاد البرد بالليل .
وماسكه شعرها عند رقبتها بكبه بسيطه بطريقه مبيــنه كثافـــته الحلــوه , ولمعانه .
دخــل السواق داخل السور اللي محاوط الشاليهات , وكم وحده من خوات واخوان منيــره أرفعوا إيدهم بالتحيــه لما مرت السياره بقربهــم .
وقفت السياره عند باب شاليه منيـره وصقــر .
لما أمســكت زيــنه إيد منيــره قبل لا تنـــزل .
وقالت بطريقــه مفاجئــه ..
" ما أبي أتزوج عبدالرحمـــن "
زينه ما كانت تبي تقــول حق منيره بهالطريقه وبهالمكان .
هذا القرار توصلت له اليوم الصبــح , جالها أحساس قــوي أنها ما تقدر تتزوج من عبدالرحمــــــــن وأنه هالشي صعب عليها .
منيــره شافتهــــــــــا ..
وحست أنها لأول مره من أيام تقدر تتنفس براحــــــه .
كانت على أعصابها وخايفه من المشاكل اللي معقوله تصير أن وافقت زينه على عبدالرحمن .
هالمشاكل اللي بيكون مصدرها صقـــر .
بس ما توقعت أنه زيــنه بتقـول لها الرد بهالمكان بالذات ..
ردت إستقرت بمكانها , وسكرت الباب وراها وقالت بجديه " أنت متأكده من قرارج ؟ "
زيــنه لما شافت أنه منيـره استمرت بالكلام عن الموضوع وما مانعت المكان !
فكـرت بالسؤال ..
اي متأكده من القرار .
طول الأيام اللي فاتت هذا كان السؤال الوحيد اللي يتردد بعقلها .
واي متأكده .
قالت بثقــــه " أي متأكده "
قالت منيــره للمره الثانيه , عشان تكون مأديه دورها الكامل وعشان ما تحس أنها قصـرت " ما تحتاجيـن لوقت أطول ؟ , ترى أمه راح تتصـل بعد جم يوم , يعني عندج وقت "
هــزت زيــنه راسها وقالت " ما أحتاج لأي وقت , أنا متأكده من قراري "
شافت منيــره وحده من البنات , تيي لدريشتهم , فأبتسمت لها ..وقالت حق زيــنه " يلا نطــلع , قاعديـن ينطرونه "
خذت زيــنه نفس عميـق , ومن غير شعـور أكتسى ويهها بالبرود , والجمود .
لكن اللي كانت خايفه منه ما كان بمحــله , لأنه الكل رحـــــــــب فيها وبدفأ , أسرة منيــره أسره مستقبله ..ودافيــــه .
أما أم منيـره فتجاهلتها , وهذا الشي اهي متعوده عليه , لأنه علاقتها فيها مو بذيج القــوه .
صقــر (لندن) :
ليش ما عطت منيــره قرارها لما ألحيــــــــن ؟!
قاعده تفكــر توافق .!!
معقــــــوله ..
انزين يمكن اهي عطت الرد حق منيــره , بس منيــره مو راضـيه تقــول شي ..
لأنها وافقت .
بعد عدة أيام من سفــرته ..
شغله أهني قاعد ياخذ أكثـر مما كان متوقع ..
وكلما طال الوقت كلما نفـــــــــــذ صبــــــــــره .
اليوم كلهم بالشاليه ..على كلام منيــره
حتى اهي ..
مستحيـــــــــــل اللي قاعد يصير فيــــــــه , ثلاث سنين قدر فيهم أنه يطردها من عقله .
بس ألحيـــــن مو قادر , دايماً تطري على باله .
لا بارك الله في أبليـــــــــــس .
شرب البيبسي اللي جدامه , كان قاعد مع كريس وجو وصديقاتهم , على الغدا ..
قاعد بالعزيــمه وعقله كلش مو معاه .
هم يسولفون ويضحكــون واهو قاعد يفكـــــــر .
أن ضحكوا ضحك ..
وإن أبتسموا إبتسم .
لكن ولا سالفه أقدرت تخترق عقله ..
بقى له يوميــــــــن اهني , يوميــــــــن ويسافـــــــــر ويشــوف شنو الوضع بالكويت .
أبراهيــــــــــم :
كان بغرفته بالبيــــــــت , ما عمــل أي تحاليــــــــل .
علي لما عـــــــرف باللي صاير أختــــرع ..وبان هالشي بويهه .
لكن سكــت وما علق
ابراهيم كان مصر أنه يطــــــلع على مسئوليته..يبي يهيء الوضع لأمه
ويبي يروح حق بناته , يقعــــــــد معاهم شويــــــه .
كان خايــــــــف ولكنه وعد الدكتور انه يرد بأسرع وقت ممكن.
بس كان عنده عــــــزم أنه ما يدخـــــــل المستشفى ويعرف نتايج الفحوصات إلا بعد ما يقضي الوقت مع اهله .
لأنه أن دخــل المستشفى فحســب ظنه ما راح يطلع منها قريب .
لكن علي ما كان موافق على هالشـــي وكان معصــب حيــل..وحاول يثنيـــــــه عن قراره .
على كلامه أنه كلما عرفوا أسرع كلما صار أحســـــــن .
بس إبراهيم بقناعه داخليه قال لعلي إنها أيام قليله ما راح تأثر عليـــــه .
اهو قال هالشي لأنه عارف ألم كتفـــــــه معاه من فتـــره طويله .
يروح ويــرد عليـــــه .
من أشهـر , لكن زاد الألم وبدى يذبحه مؤخراً !
من سفـرة بدريه .
يتمنى أن علي يحافظ على وعده أنه ما يعلم أحد إلا لم يتأكدون من اللي فيـــــــه .
ما يبي أحد يدري ويحاتيـــــــه واخر شي يطلع ولا شي !
ما يبي ..
ناصر (أبوصقـر ):
كان قاعد يطل على شيلبا من الدريشـه , كانت قاعده بالحوش ..
قاعد يراقبها صار له أيام .
عشان يتأكد أنها مو قاعده تخــونه ,يا انه يقعد بالبيـــت من غير لا يطلع , أو يطلع , ويقعد قبـــال البيت عشان يتأكد أنها ما راح تطلع أو أحد يجي لها .
لكن حتى الآن ما بان شي ..
عقـــــد حواجبــه , غلبته ذاك اليوم بالشطرنج .!
شلون ما يدري !
رد يتابع تحركاتها , ما في احد كامل ..
اكيـــــد اهي فيها شي ..فيها عيـــــــــب .
خاينتـــــــه ..
ما يصدق انها تحــبه , ما يصدق أنه حب أصـلاً ..
خاصه أنه كانت له تجربه مع الحب .
وندم على هالشي قد شعر راسه ..
تحسف أنه ما سمع كلام اهله !
راح عقله للماضي .
الماضي القديــــم :
كان قاعد مع أخوانه الشباب ..
لما جمعـــــــــهم واقعدو كلهم , قال بهدوء " أنا جامعكم اليوم عشان أقولكم أني ناوي أتزوج "
صخـــــــوا اخوانـــــه .
وما تكلموا !
عقبها قال " ابي اخذ منيــره .."
اهو بس قال هالكلمه , صالح أصغــــــر اخوانه تكلم بعنــــــــف " ما تاخذهــــــــا "
رفع راسه بعصبيه وقال لصالح " صالح ما في داعي تتكلم جذي "
صالح قال بعنف " انت تكلمها , أشدراك أنها ما تكـــــــــــلم غيـــــــرك !! مرأه مو حاشمه روحــها ولا أهلها وخانت ..."
قال له نـاصر بعد ما حس بروحـــــــه يغلي " أحشــــــــم روحــــــــك يا صالح , أنا باخذها .."
قام صالح واهو يقـــــــول " شلوووووون تاخذها ؟ تخلي البنات اللي ما قط خانوا اهلهم عشان تاخذها "
قام له ناصـــــــــر " احترمني على الأقل "
أخوانه الباجيــن كانوا ساكتيــن كأنهم ما يبون يتدخلون .
رد صالح بأستهزاء " إذا بتاخذ وحده ما تدري اهي إذا بتخونك ولا لأ , ولا تعرف واحد غيرك , ما تستحـــق الأحترام "
مد إيده وضرب أخوه كف ..
أخوانه كلهم قاموا , وقالوا " أستهدوا بالله يا جماعه "
قال ناصــر " بعد عندكـــم أنتوا كلام "
أنقـــــــلو نظراتهم بين بعض , وما أحد تكـــلم .
بس صالح شافه بنظرة حقــــــد وقال " بتخـــونك وبتشــــــــــوف "
رد الحاضـر :
صالح ..
ما بان بعيـــونه كل عنايته فيهم .
وبهاللحظه ما صدق هالكلام , لكن بعدها ..
عرف أنه الحب كذب بكذب !
وخانتــــه مع منو ؟
مع صالح .
بالليـــــــــل :
إبراهيم :
كان بالدوانيـــه ينطــر عمــه يبي ياخذ بناته معاه ..
يبي يقعــــد معاهم بهالعطله .
شغله كشرطي مهـــــــم وايد بالدوله بعطلة العيد الوطني والتحرير.
لكن هالسنــه بس يبي ياخذ بناته حق المسيـرات .
يبي يضحك معاهم , خاصه أنه خايف .
بس قبـل هذا لازم يكلم بدريه ..ويفهمها الوضع ..
لما دخــل عمــه , قام وقــف , وباس راس عمــــه ..
" أنا اســـــــــف "
ما كان في أي ردة فعل من عمه لكن تفاءل لأنه عمه ما أبتعد عنه لما حاول يبوس راسه .
أو صـرخ عليــه .
قال عمه بصـوت قوي " ليش ياي يا إبراهيم ؟ "
قال إبراهيم بصـوت جدي " ياي أعتذر يا عمي , ما هان علي إنك تكون ماخذ على خاطرك مني "
كتفه ذابحه بس دايس على نفســــه وضاغط عليــها عشان يراضي عمه .
عمه قال بهدوء " لو هامك خاطري يا إبراهيم جان ما طلقت بنتي وغلطت عليها "
نــزل عيــونه وراسه وقال " الزواج قسمه ونصيــب " وكمــــــــل بإقتناع " إن شاء الله تحصل اللي احسن مني "
كان عمه قمه بالجفاف ..
بدريه كانت تدري إنه إبراهيم ياي .
أمها كلمت أبوها كذا مره , لكن أبوها ما عطاهم كلام ..
كانت خايفه من إنه يستقــبلونه اهلها إستقبال سيء عقب اللي صار .
واللي راح يخسر اهم بناتها .
اوعدت نفســها إذا اليوم خلصت هالمشكـــــله على خيــر .
راح تحرص إنها ماتسبب مشاكل .
مهما قالت أمها ..عشان بناتها إهي مستعده تسكت عن كل شي .
تتمنى إنه إبراهيم ياي عشان ياخذ البنات , يمشيــهم .
عشان يخف توترها وتوتر البنــات
يت أمها لها بهاللحظه من الترقب , وقالت لها " بدريه لبسي عباتج , أبوج يقــول نزلي الصاله تحت , ولد عمج وده يكلمــج "
بدريــه ألتفتت على أمها بأستغراب ..
وقالت " يبي يكلمني ؟!! "
ردت أمها بأختصار " أي حبيبتي , يالله شهـــــلي "
قامـــــت من كرسيها ..وحطت عباتها على كتفهــا ولفـــت الشيله .
ونــزلت , واهي تفكر بألف سبب وسبب .
طقــت باب الصاله , ثم إدخــــلت .
إبراهيم لما قال حق عمه يبي يكلم أم بناته بموضوع مهــــــم , عارض بالأول .
لما حلف له إبراهيم بأغلظ الأيمان إنه ما راح يضايقها , وانه الموضوع فعلاً مهم , وبيكون كل شي بحضور عمه .
سكــت عمه للحظات , وبعديــن قال له " تفضــل للصاله "
واهو قاعد ينطــرها ..فكــــــر شلون صارت اهي راح تسمع بالخبـر قبل لا يبلغ أمه مع إنها طليقــته .
بس المشكله أنه مستصعب أنه يكلم أمه عن الموضوع خايف من ردة فعلها .
لما دخــلت بدريه ..وقالت بأسلوبها المحترم " السلام عليكم "
ردوا السلام , وقال لها أبوها " قعدي يبا , ولد عمج يبي يكلـــمج "
قعدت وعيــونها على ابراهيم بتساءل ..
لاحظت أنه شكله تعبــــــــان ..وبويهه خطوط الأرهاق ..
قال لها واهو غاض بصره " شلونج يا بنت عمي ؟ "
ردت بترقب " الحمدلله "
اهو يبي يقــولها هالشي عشان تصير على بيـــنه , عشان بناته ..
وعشان تقدر تتواصل معاهم بهالموضوع , وتعرف سبب غيابه أن أضطر للغياب .
يدري أنه قاعد يستبق الأحداث , بس يحس يبي يضمن كل شي قبل لا يطيح الفاس بالراس .
قال بصوت هادي " يا أم دلال , أنا صار لي فتـــره أشكي من ألم بكتفي "
تصلبت بمكـــــــانها ..
مهي عارفه شعلاقتها بالموضوع .
أما اهو فكمـــل كلامه " سويت لي أشعه بهالمنطقه , وأكتشــفوا وجود ورمــه فيــها "
شهـــــــــــــقت شهقــــــــــه كأن روحــــــــــــها بتطلع .
رفع عيـــــــــــونه لها بحـــــــــزن .
قال عمه بنـــــــزره " بدريــــــــــــه " .
كان أبوها يفكـــــــر أنه بروحه اللي فيه كافيـــــــــه من غير هالشهقات اللي ما لها أي معنى ..اللي تخــوف الواحد .
بدريه كانت خايفــــــــــه , ومن حقــــــــها تخاف , أبو بناتها مريض !!
مو بس أبوها بناتها ولد عمها .
ما قدرت تسيطر على ردة فعلها .
عم إبراهيم وجه كلامه لإبراهيم " ما سوو لك تحاليل عشان تعرف شالورمه هذي , ما قالوا لك شي !! "
خذى أبراهيم نفس وقال " أنا رفضت أسوي التحاليــــــــل بالوقت الحالي , لأني راح اتنوم بالمستشفى وابي أهيء أمي , وأبي أنظم كل شي , وبعديــن أدخـــل , أن صار ما صار إلا ما يكون جدامي إلا العلاج "
اهني بدريه أفقدت أعصابها " أنت مينــــــــــــــون يا إبراهيم .."
أبوها رد تدخــــل " بدريــــــه .."
لكن ردة فعل ابراهيم أنه إبتســــــــــم , طليقته دايماً مصرقعه ..
وتقــول بالويــــــــه .
لفت بدريه على ابـــــــوها وقالت " لأ يبـــــــــــه , هذا أبو بنــــــــاتي , ان صار فيـــــــه شي بسبب تهـــــــوره وعناده , بناتي اهم اللي بيتضرروووون "
أنقلـــــــــت أنظارها لإبراهيم " لازم تدخــــــــــــل المستشفى , تسمــــــــع يا إبراهيم , وتشــــــوف شنو هالورمـــــــــــه , هالمرض ما يغشمـــــر "
قال بهدوء " أنا وراي شغـ..."
قالت بعصبيـــــــه " الشغــــــــــل مو مهـــــــــم من صحتــــــــك واعيـــــــالك , وإذا على خالتي عادي إحنا عندها , لازم تقـولها بأقرب وقت ممكن , أنا ما أبي بناتي يتيتموووووون "
شحـــــــــــب ويهه بعد هالكلمه
اهي ما كانت مهتمـــــــــه بردة فعله , اهي خايفـــــــــه .
وايـــــــد خايفه .
كمـــــــــلت تقــــــــول " أنا أعتقد إنه هالورمــه حميــده , بس إحنا نحتاج حق تقرير طبي "
رد اللون لويهه , وإبتســـــــــم متأكد أنه بدريه متأنب ضميرها على الكلمه اللي قالتها مساعه .
شاف الدموع بعيــــــــونها واضحه لمعتها .
غريبـــــــــه ما هقى أبد إنها راح تبجي عليــــــه خاصه عقب اللي سواه فيها بالزواج .
بس اهي على طولة لسانها إلا إنها رقيقه من الداخل , وحســـــــاسه .
قال لها " إن شاء الله عقــــــــب عطلة العيد الوطني والتحرير "
وكمــــــل " أنا قلت لج عشان إن صار ما صار إلا إنتي عارفه , ومتحضره اشلون تتصرفيــــــــن " إبتســـــم " أزهــب الدوا قبـــل الفلعــــــــــــه "
عم إبراهيم كان ســــــــاكت , ما علق ولا قال شي ...ما كو مجال للكلام إلا بعد التأكد من التحاليل , لكن يحس إنه إبراهيم معاه حق بأنه يبــلغ بدريــه .
لكن غير جذي من القرارات.. هذا شي خاص فيـــــــه .
قالت بدريه بألم " عمــــــــرك ما راح تسوي شي أنا قلت عليـــــه ..عمــــــرك "
وإطلعت برا الغـــــــــرفه ..
إبراهيــم إبتســـــــــم بألم على كلمــــــتها ..
ما راح يسامح نفســـــــــه على اللي سواه فيــــــها .
قام وقال " يلا عمي أنا أترخص , بروح أرتاح بالبيـــــــــت " وكمـــــــل " مشكـــــــــور "
عمـــه رافقه للبــاب وقال " لا تحاتي إن شاء الله ما عليك إلا العافيـــــــه , دير بالك على روحـــــــــــك "
بعد يوميــــــــــن , قبل العيــد الوطني :
زينه :
كان سعيــــــــده , وقمـــــــه بالسعاده , حســـــــت كأنها ردت صغيــــــــره.
طول اليوم تقضيه أما على البحـــــــر مع البنات يتسبحون أو حول النار اللي يشبونها بقعدتهم ..
أو على البقيــــــــــــات ..
من زمان ما صـــارت فرحــانه لهالدرجـــــــه ..
بس تضحـــــــك , ودايماً مبتسمــــــــه ..
على الرغم من أنه رزان كانت دايماً تجي لهم , وتقعد مع البنات , وترمي نقزات بايخــــه إلا انها تجاهلتها كليــاً ..
وتجنبت فجــر بعد ! لأنها تذكرها بموقف تتمنى تنســــــــاه .
ومع قعداتها مع البنات وضحكها , إلا أنها ما تسولف ولا تتكلم إلا مع منال !
بهالليـــــــله , كانوا جيــــــــران اهل منيــــــــره بالشاليهات متجمعيـــــن عندهم , وكان الجـــــــو العجيـــــــب , حاطيـــــــن دي جي , والأكل على شكل بوفيــــــــه , والبنات يرقصــون , والحريم يصفقـــــــــون .
ما كان راح يكون الجــو أحلى من جذي .
الأجواء حميــــميه , الرياييل متيمعيــــــــن بدوانيــــــتهم , ومبتعديـــــــن عن الشاليه الرئيسي ..
حطوا أغنيـــــــة سامري ..
(..جزى البارحه جفني عن النوم ..)
أول ما سمعتـــــــها زيــــــنه قالت " الله عجيــــــــــــــــبه "
كانت قاعده يمـــــــها منــــــــال , أثنيــــــنهم كانوا قاعديـــن بإسترخاء يم بعض ..وقالـت لها منــــال " رقصي عليـــــــها "
الكـــــــــــــــل يدري أنه زيـــــــــنه فتنـــــــــه بالرقص السامري .
اتعرف أدق حركاته , وتتحـــــــــرك بجمال وإغراء عجيــــــــــــب ..
منال كانت مستانســه بطلعة الشاليه هذي , تحسها بطريقه معيــنه ردت لها زيــنه , صديقـــــتها , وأعرفت أنه زيـنه متغيــره , شخصيتها ردت مثــل قبــل ..الجليد ذاب تقريباً ما بقى منه إلا القليــــــــل .
لما أسمعت كلمة منــال , إبتســــــمت وردت تركز على كلمات الأغنيـــــــه ..
من زمان ما أرقصــــــت , ومن زمان ما حست برغبة بالرقص .
بس اليوم ودهـــــــــــا ...
ردت تركــــــز على الأغنيــــــه :
(..جزى البارحه جفني عن النوم ..
جزى من غرابيل الزماني... )
إبتســــــــمت منال وقالت لها " شكلج حده يبيــــله تصــوير , حدج مكيـــــــفه على الأغنيــــــه , قومي عليـــــها "
زيــــــنه ودهـــــا , بس مستحيـه ترقص جدام الناس خاصه أنه لها فتــــــره ما رقـــصت ..
وقالت " ما أدري .."
قامت منــــــال وقالت " يـــــــلا عن الدلــــــع , من زمان ما شفتج ترقصـــــــين "
(صبرت أمس مع قبل أمس و اليوم
و اشوف العشر تصفي ثماني )
مدت إيدها وأسحبـــــــت زيـــــنه عن كرسيــها , وخــذت لفتـــها , وعطتها إياها , وقالت " هالرقصــه حقي "
زيــنه بس كانت تحتاج حق هالدفعــــــــه عشان تتشجــــــع .
فلت زيــنه شعرها , فطاح على كتفـــها وظهرها , فحطت اللفــــــــــه على شعـــــــــرها ..
ومسكـــــت طرفها ..
(جزى البارحه جفني عن النوم ..)
وبدت ترقـــــــص .
أستغرقـــــــــت بالرقص ..اللي كانوا بالساحه من النساء كبــار الســن بدوا شوي شوي يقعــدون عشان يشــوفون هالبـــــنت ..اللي قاعده ترقص سامري .
والبنات الصغــار , اللي ما هقــوا بيــوم أنه السامري معقـول يكون مغــري .
حسـوا فيــه هالمـــــــــره .
زيـــــنه كانت تسمع كلامات الأغنيــــــه ..
وتحس كأنها تخاطبــــــها ..
(جزى من غرابيل الزماني )
راحـــــــت لمنـــــــال , وبدت تميـــــــــل براسهـــــــا .
وتنـــــــــزل بجمال فظيــع .
(شريف ٍ على التكيات محزوم
ولاهو من الطرز الجباني )
وقامت بتمكــــــــــــن , وجمــــــــــــال , واهي تميــــــل براسها يميــــن ويســار .
( جزى البارحه جفني عن النوم
جزى من غرابيل الزماني )
وراحت لوسط الصاله , واهي منتبــهه أنه كل نظرات الحريم عليها .
وأنه منـــال قاعده تسمي عليــــــها , وتقرى خايفه على رفيــجتها ..
(سجيع الهوى مايسمع اللوم
حنين الجفا صحا الأذاني )
بعدهـــــــــا إبتعدت وغمضـــت عينها المخفيـــــه تحت اللفـــــه ..
وتشكــــــــــلت صورته في خيالها ..
(جزى البارحه جفني عن النوم
جزى من غرابيل الزماني)
وبــــــــدت ترقص له ..
اهو بالذات ..
(..عذاب ٍ على العشاق مقسوم ..
تولعت يوم الله بلاني.. )
وتخيـــــــــلته يشــــــوفها ..
من غيـــــــر احســــــاس ..
تخيـــــــلته قبالهــــــــا ..
بدت ترقص , بأندمـــــاج أكبــــــــر , تحاول تنقــــــــل له مشاعـــــــــرها ..
واهي مو حاســــــه بروحــها وبشــنو قاعده تفكـــــــــر .
جا ببالها بطريقه تلقائيـــــــــه ..وبدت ترقص له بطريقه تلقائيــــــه .
(..جزى البارحه جفني عن النوم
جزى من غرابيل الزماني )
تحس بعيـــــــونه تتابعــــــها ..
حاولت تفهــــــــمه بحركات جسمها مشاعـــــــرها ..
مع كلمــــــــات الأغنيــــــــه .
(..يلزم عليّ الشوق تلزوم
وانا يوم لزمّته عصاني ..)
كانت قاعده ترجـــــع للخلف , ثم تقبــــــــــل له جدام ..
وبدت تميــــــــل براسها وشعرها الظاهر مع اللفه يميــــــل معاها .
(جزى البارحه جفني عن النوم
جزى من غرابيل الزماني)
شــافت السخريه والرفض بعيـــــــونه ..
حــــــاولت تفهـــــــــمه شعــــــــورها بأخر مقطع من الأغنيــــــه ..
(عذاب ٍ على العشاق مقسوم
تولعت يوم الله بلاني )
لكن وجهه لازال ساخـــــــــر .
عطتــــــه ظهـــــــــرها , كمـــــــــلت ترقص بألم ..
(جزى البارحه جفني عن النوم
جزى من غرابيل الزماني)
مع اللحـــــــن التالي طلعــــت كل ألمهـــــــا ..
ولما وقفــــــــت الأغنيـــــــه .
وقفـــــــــت اهي ..
سمعت الهدوء ..
وبعدهـــــــــا أفتحـــــــــــت عيــــــــنها ..
شافت نظرات الحريم المبهـــــــــوره فيــــــها وفي رقصـــــــها ..
حست بدمعـــــــه بطرف عيـــــــنها ..
اهو مو موجــود يا زيــــــنه ..
أنتي لازلتي بالشاليــــــــه , حـــــــولج الحريم ..
مو موجــــــــود بس أنتي تبيـــــنه يكون موجود ..
لأنج تحبيـــــــــــنه , وما قط وقفتي عن حبـــــــه ..
لما أعتــرفت لنفســـــــها بهالشي حســـــــــت بالغثيـــــان .
كان ودهـــــــا تنحــــــاش , تراجع نفســــــــها .
تفهــــم روحهـــــا أكثــــــر .
بس ما تقدر تطلــــــع ألحيـــــــن , لازم تقعديــــن خمس دقايق على الأقل عشان ما أحد يلاحظ خروجج .
راحـــــــت لمنـــــال وأقعدت يمــها بعد ما أفصخـــــت اللفــــــــــه ..
وأسمعــــــــــت منــــــــال تثني على الرقص ..وتقــول " أبيــــــــــــــه زيــون رقصــــــــــج خيـــــــــــال , ما شاء الله عليـــــــــــج , تبارك الرحمـــــــــن "
إبتسمت لها بضعـــــــف ..
وبدت تشــــــــرب العصيــــــــــــر ..
أنا أحبـــــــــه بس هذا مو معناته أني مسامحتـــــــــه .
ما أقدر أسامحـــــــــه على اللي سواه فيني .
منيــــــره :
دخـــــــــــلت لشاليهـــهــــــــا بعد إتصــــال ولدها فيـــــــــها ..
رد من لنــــــــــدن ..
مشتــــــاقه له حيـــــــــل .
لما شــافته قاعد على القنفــــــــــه , إبتســــــمت بحـــــــــب .
كان على وشــــــــك إنها تركض لولدها من الشوق ..
لما حس اهو بوجودها وقــــــــف , وراح لها يبوس راسها ..
قالت له بحــب " الحمدلله على الســـــــلامه نـــورت الكــــــــويت "
قعدوا على القنفــــه قال بهدوء " منــــــــوره بأهلـــــــها "
كان توه ياي من المطار للشاليـــــه فحاس عمـــــــره مرهــق ..وده ينــــــام
بس يبي يعــــــرف شصار على الموضوع ..
أن كان في رد ولا ما في رد .
لما دخــــــل حدود شاليهاتهم بسيارته بغى يــزر عقله من الخرعــــــه لما شاف سيارات وايد ..
وصـوت الأغاني واصــل للدوانيـــــه .
حس بإيده ترجف .
وعلى طول راح في باله إنه هذي أكيـــــــد حفلة الحريم ..بمناسبة ملجــتها .
وتصــــــور إنه الماضي تكرر .
الزمــــــن يعيــــــد نفســـــــــــه ..
لما نــــــزل واستقبــلوه عيال خواله وخالاته ..
قال لهم بصـوت مخنوق " شهالأغاني ؟! "
رد عليــــــه جراح " الحريم مسوين حفله بمناسبة العيد الوطني والتحرير وعازميــــــن الجيران "
بغى بلحظتــــــــها يسجـــــــد شكر لله .
كانت إيده لما ألحيـن ترجف ..
وكره نفســــــه إنه وصــل لهالمرحله ..
قعــــــد لحظات معاهم , ما بين عتب وتشـــــــــره إنه ما ينشـــــــاف ..
وبعدهــــا إستأذن ..وإتصل على أمه وتوجـه لشاليهم بعد ما حذروه الشباب إنه الحفله بالشاليه الرئيسي .
وألحيـــــن اهو قــبال أمــه اللي قاعده تسـأله " بشـــــر شلون سفــرتك عسى إستانســـت ؟ "
إهو ويــن والوناسه ويـــــــــن !
رد عليها بإبتسامه " السفـره كانت عشان سفــر يا منيـره , ما فيـها مجال للوناسه "
ردت أمه وقالت " إنــزين اشلون السفره عسى كانت ناجحه "
رد بأختصار " الحمدلله "
بالحفــــــــــله :
توهــــــا كانت بتطــلع , لما وحده من خوات منيــره وقفتها , وقالت " زيــونه أدامج طالعه , شوفي منيـــره ؟ وينـــــــها خلتنا وطلعـــــت , قولي لها الحريم يسألون عنها "
قالت زيــنه بأختصار " حــاضر "
وطــلعت لبرى الشاليـــه أرجفـــــــت من برودة الجـــو خاصه بعد دفى الشاليه , شدت على شالها وضمت روحهـــا ..بعد ما حست بالدفا الجزئي ..تنفـــــــــست بعمق هوا الليــــــــــل الحلو النقي .
ريحــــــة البحـــــــــر قــــــويه ..وحــــــــلوه ..تغري الواحد أنه يقعد على اليال .
كانت بتروح تسمع صوت البحـــــــر وتفكــــــر بإعترافهـــــــا الأخيــــــر لنفســــــها ..
تحبـــــــــه ..
حبــــــــه يساوي بمصطلحها العذاب والإذلال .
بس أول لازم تروح حق منيــره ..
كان شعــرها لازال مفلول , ولابســـــه فستان طويل أكمامه طويله , لون واحد أسود , بسيـــــط وعملي يصلح للشاليــــه , وحاطه فوقه شالها الأسود المطرز بالأحمر والأخضر والأصفر والفوشي والأزرق والبنفسجي على شكل ورود .. عشان يدفيها أكثر..
أسرعت بخطواتها عشان تنهي مهمتها ..وتروح للخلوه اللي تبيها .
صقــــــــر :
كان قاعد يتحيــــــــن الفرصـــــــه عشان يســأل السؤال اللي شاغله .
ولما خلصت أمه أسألتهـــــــا قال لها بأسلوب مقتضب " ردت عليــــــج عن الموضوع "
إبتســــمت منيــره إبتسامه سريه ..لأنها عارفه أنه ولدها متحرمص عشان يعــــــرف أصـلاً أهي مستغـــــــــربه شلون كان ساكت طول هالفتــره .
اهي ما قالت له عن قرار زيـنه عشان كانت خايفه إنه زيـنه تتراجع عن قرارها .
لكن زيـنه ظلت ثابته على القرار ..
كان ولدها متسند على ركبه بكوعه وشابك إيدينه الثنتيــــــــن .
لما قالت " إي ردت علي "
شدته على إيده كان الدليـــــــــل الوحيــــــد على إستماعه لها ..
إلا إنه لما شـاف أمه ساكـته قال بأختصــار " و ..؟"
ردت عليــــــــه بهـــــدوء " إرفضته "
فك إيدينه عن بعض وغطى ويــهه بعدها مرر كفوفه على شعـــــــــــره .
وإبتســــــــــــــم ..
إرفضـــــــــــت ..
إرفضت أخيــــــــــــراً , ما سأل منيره ليش ما قالتله , ما سأل عن شي بس يبي يفرح بواقع انها ارفضته
اختفت الإبتسامه عن ويهه بسرعه , لأنه عارف إنه هذا مو نهاية المطاف معاها ..بس ألحيـــــــن يقدر يرمي راسه على المخده وينـــــــــام براحـــــــــــه .
وبعدين بيفكــر بمشكله إن كانت راح توافق عليه ولا لأ ..
بس ألحيـــــــــــن إرفضت ذاك ..هذا المهم .
يحـــــــس إنه الرضـــــا ببيتفجـــــر من كل جانب من جسمـــــه ..
بيغمـــــــر هالدنيـــــــا كلها .
الحمــــــــــدلله
الحمدلله ..
لف راسه على الباب
بدخلـــــــت الحــــــــوريه ..
اللي كانت داخله مستعجله ..
خدهــــا احمــر وخشمهــــا أحمر من برودة الجـو الخارجي ..
وضامه روحـــــها بقــوه بالشال ..
أول ما شــافته وقفـــــــت مكانهـــــا وما كمــلت مشي .
و ويهها تعمقـــــــــت حمـــــــــرته .
للحظــــه كانت عيــــــونهم ملتقيــــــــه ..
لما شافته اعرفـــــــــت اشكثـــر اهي ولهانــــــــه عليــــه .
شكثــر ويهه عزيز عليها .
ما حســـــوا بمنيـــــــره اللي كانت قاعده وتشــــــوفهم ..
صقـــــــر من كثــــــر ما كان حاس بالرضـــا ..
إبتســـــــــم لهـــــا ..لأنه راضي عنـــــــها ..
إبتســـــــم لها بدفأ من غير وجود أي أثر للسخريه أو الإحتقار .
إبتسامه ما قام يوجهها لها من زمـــــــــــــان .
إفقدت هالإبتسامه , لما شافتها ألحيــن اعرفت إنها فاقدتها لدرجــة الجــنون .
بعد إكتشافها إنها لازالت تحبــه .
كانت ضعيفــه , أصلاً من أول ما أنتقلت لبيــته واهي ضعيفــه .
بس ألحيـن اهي أضعــف .
لان وجهها بإبتسامه ..لكن أمســكت روحـها قبل لا تبتســـــم له .
اهو ذلنـــــــــي وانا ما أحتاجـــه .
لفت على منيـــره وقالت لها بتصــلب " منيـــره يبــونج داخــل الخيــمه "
ردت نظرتها على صقــر بعد ما صار ويهها جامد وقالت " الحمدلله على السلامـه "
تحــولت أبتسامته للسخريه وقال " الله يسلمــــــــــج "
قامــــــت منيــره , وقالت بإبتسامه مغتصبه عقب اللي إشهدته " يــلا أنا كاني يايه "
وكمــلت تقـول لولدها " إرتاح صقــر , شكلك تعبـان " وكمـــلت " ويـن بتنام ؟ "
زيـــن إطلعـــــــت ما حبت تقــعد بنفس المكان معاه .
بس تبي تكــون بروحها , خاصه إنها قالت لمنيــره الرساله .
راحت للشاطئ , الهــــــوا قمه بالبروده ..
طار شعـــــــرها ولفت الشـال عليــها بقــوه .
بعد ما مشــت شـويه .
قعدت على اليال تشــوف البحــر .
لما أطلعت منيــره من الشاليــــــــه , تحـــــرك للدريشـــــــــه , شافــها ..
ومثــل كل مـــره لما يشــوفها يحــس برغبــه إنه يروح لها ..
كان بيطلع من الشاليه ويروح لشاليه واحد من خواله وينام.
بس فتح البرنده ..وحط إيده بمخبــاته من الهوا البارد ..
ومشى بخطــوات واثقه , لمكانها ..
لما صــار وراها ..سمع روحــه يقــول " ليش مو قاعده مع الحريم ؟ "
تصـــلب جسمها .
وشدت على الشال أكثــــر .
ما تبي وجوده ألحين ..
قالت بصــوت مخنــوق وبرجاااااء واضح " بليــز صقــر مو ألحيـــن "
قال بسخريه " لا يكون ندمـــــانه لأنج رفضتي الخطيــــــــب "
خــــــــــــــلاص ..
ما تقدر تستحمـــــــــل تصرفاته .
سخريـــــــته , إستفزازه لها لا يطاق .
تعبــــــــــــت .
بروحهــــــــــا توها مكتشفه إنها ليلحين تحبه..
فجأه إنهارت ..وبــــــدت تبجي من حرتها وقهـــــــــرها .
وبصــــــــوت مرتفــــــــــع .
اهو إنصــــــــدم ..
قال بتــوتر الريال اللي مو عارف شلون يتصـرف مع دموع الحريم .." إشفيــــــــــج ؟! ليش قاعده تبجيــــــــــــن ؟ "
زاااااد بكاهااااا .
" آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ "
ما راح يفهــــــــــــم , قالت " تعبــــــانه ..تعبــــــــــانه "
عقـــــد حــواجبـــه بضيــــــــق .
من شنــو تعبــــانه !!
بس المفروض ما يكون مهــــــتم إنها قاعده تبجي بطريقه تقطع القــلب .
عدل وقفـــته وقال " أوكي ..أوكي ..خلاص ما في داعي تبجيــــــن "
ولما استمرت بالبجي ما قدر يتــركها وبنرفزه تحرك راح قعــــد على ركبته قبالها واهي مغطيــه ويهها بإيدها ..
قال لها بصــرامه غاضـــبه (لأنه مو عارف يتصــرف) لا يقدر يضمها , ولا يشليها ولا عارف شيقول " خلاص قلت لج لا تبجيـــــــــــن "
وخــرت إيدهـــــــا عن ويهها بغضــــــــب , والدموع على ويهها .
" أنت إشتبي منـــــــــــــي ..كيــــــفي ..ابي أبجــــــي , إشتبي ...ارحمنــــــــــــي "
قال بهدوء غريب " أبي أتزوجـــــــــج "