كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
قالت سابرينا وقد شاب صوتها نبرة غريبه:
" مضى وقت طويل منذ ان وطأت قدماي سطح الماء. ان برودته تبعث رعشة خفيفة في ساقي"
وبدا هذا التبرير معقولا.... يوضح سر ضعف اطرافها. والتفت ذراعه بقوة حول وسطها ليقودها الى اسفل اليخت.
وعندما تأكد من انها تشبثت بشئ ما هبط درجات السلم امامها حتى يلتقطها بذراعيه اذا ما تعثرت قدماها.
ولما استقر بهما المقام في اسفل اليخت اخبرها بمكان المقاعد وتركها تأخذ سبيلها اليها. وسألها:
"هل تحبين الابحار باليخت؟"
واشار حفيف الحقائب الى قيامه باخراج الطعام منها استعدادا لتناوله وقالت بحسرة:
" احب ذلك... فقد اعتدت الاستمتاع بالرحلات البحرية مع ابي"
سألها بصوت خفيض حاد مشوب بالدهشة:
"الم تبحري ثانية منذ الحادث؟"
قالت:
" اوه...عدة مرات وكان علي ان امكث في اسفل اليخت لان ابي لا يجيد السباحة وكان يخشى ان اسقط في الماء من فوق السطح فيعجز عن انقاذي. اما انا فأحب ان اجلس على متن اليخت حتى احس بالريح المملحة تلسع وجهي والامواج تتكسر على مقدمة السفينة. وعندما فقدت هذه المتعة لم اعد ارغب بالخروج ثانية"
" الا تخشين الان السقوط في لبحر؟"
وهزت كتفيها باستخفاف: "لا...."
منتدى ليلاس
وقدم لها باي كوكتيل القريدس ثم اتخذ لنفسه مقعدا في مواجهتها وراحا يتناولان الطعام في ببطء ويتبادلان الحديث الذي تركز لفترة حول الرحلات البحرية ثم تحول الى موضوعات اخرى مثيرة ... رشفت سابرينا قليلا من الشراب وقالت:
" اعتدت ان اراقب الناس عن كثب واقوم بدراسة ملامح وجوههم. ان موقف الانسان من الحياة مكتوب على وجهه. النظرة المتجهمة للمتشائم, والسلطة في وجه القائد, و الرضا في وجه رب الاسرة وهناك اشياء عديدة اخرى ولكن ليس من السهل ان اعتمد على الاصوات لتحديد ملامح الوجوه ولكنني واصلت التدريب بالرغم من ان المهمة كانت شاقة لادراك تعبيرات الوجوه من اصوات اصحابها"
وسألها باي متحديا اياها ساخرا:
" وماذا عرفت عني؟"
وتراقصت لمحة يأس على شفتيها وقالت:
" حسنا... انت شخص واثق من نفسك الى حد الكبرياء اعتدت على فرض سلطتك على الاخرين وتحب ان تتمتع بالرحلات خاصة البحرية منها ولك سجية سريعة ولكن في وسعك ان تكون عميق التفكير اذا لزم الامر"
" وهل تصورت وجهي من خلال صوتي؟"
واحنت سابرينا رأسها بسرعة لتتوارى عن نظراته وقالت:
" انها صورة مشوشة لملامح قوية"
ودفعت بالطبق بعيدا عنها وقالت:
" الطعام جيد"
وسألها باي بهدوء. متجاهلا محاولتها لتغيير دفة الحديث الى الطعام:
" لماذا لم تطلبي مني ان تتطلعي الى وجهي؟"
وتلعثمت وهي تسأل:
"ما....ماذا"
فقال موضحا:
" كما فعلت يوم شراء الثوب"
منتدى ليلاس
ورفرف المرح على حافة صوته عندما رأى القلق يعتريها فاندفعت تغير من وضعية جلستها على المقعد لان مجرد التفكير في اكتشاف وجهه بيديها كان كفيلا بأن يشيع الاضطراب في نفسها. واردف باي يقول:
" يمكنني ان اكمل لك وصف الاجزاء. شعري اخضر وعيناي ارجوانيتان وتوجد ندبة طويلة قبيحة على جانبي وجهي اخفيها بلحية كثيفة خضراء اللون وهناك رسم جمجمو وعظمتان متقاطعتان فوق جبيني ولن اخبرك بشكل الصورة المنقوشة على صدري"
|