كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رددت اسمه بأنفاس متقطعة وان كانت نبرة الفرحة تشوب صوتها واردفت تقول:
" يالها من صدفة! باميلا تايسن اخبرتني منذ لحظات بأنك تقوم برحلة بحرية في باجا. انه من الصعب ان يتواجد الشخص في مكانين في وقت واحد"
ثم حدثت نفسها قائلة: (هاول هذا الخائن. لماذا لم يخبرني ان باي هو الشخص الذي يترقب انتظاري؟ ولا عجب ان يتسلل ويتركنا وحدنا.)
سمعت باي يقول بنبرة اشاعت القشعريرة في اوصالها :
" انه خطأ اقترفته باميلا فقد اعددت العدة للعودة بعد مضي بعض الوقت. ارى انك حققت النجاح الذي كنت تنشدينه. ما شعورك الان؟"
فقال قلبها: شقية. لكن لسانها كذب وقال:
"سعيدة!"
منتدى ليلاس
قال باي بسخرية:
" يبدو مظهرك انيقا ومتخما للغاية وانت في ثوبك الاسود وقد التف عقد من اللؤلؤ حول عنقك الطويل فأضفى عليك لمسة بسيطة ولكنها رائعة. وقد اجتمع الفستان والعقد ليبرزا الشحوب والجمال على بشرة وجهك. وكأنما كنت تكابدين مأساة عظيمة ونجحت في التغلب عليها. ولا شك في ان الصحافة وجدت في قصتك ما يشغل صفحاتها"
وتاقت نفسها الى ان تقول له بأن مأساتها تكمن في فقدانها له وليس فقدانها لبصرها ولكنها التزمت الصمت وهي تحاول ان لا تسمع سخريته التي تختفي وراء نبرة صوته.
واستطرد يقول:
" يراودني التفكير في انك سوف تنبذين عصاي وتستعيضين عنها بأخرى"
وكانت اشارته الى العصا العاجية التي تحملها تدفعها الى ان تتشبث بمقبضها بشدة وكأنها كانت تخشى ان يحاول استعادتها منها.
فقالت سابرينا باستخفاف:
" ولم افعل ذلك؟ انها تؤدي غرضها"
قال باي بجفاء:
" لن اتهمك فأقول انك ترتبطين بها ارتباطا عاطفيا للغاية ولكنني عندما تتطلعت الى التمثال النصفي الذي صممته لي ادركت انك تنظرين الى علاقتنا السابقة بشغف كبير"
قالت:
" شئ طبيعي...."
ونم اهتزاز صوتها عن مبلغ عمق ولعها به.
واردفت تقول:
" هذا علاوة على انني سبق واخبرتك مرة بأنني احب وجهك. ان ملامحه قوية وشامخة."
قال:
"هل اخبرك هاول انني ازمع شراء التمثال؟"
قالت ضاحكة:
"اجل. ولكنني لم اعرف انك اناني يا باي, تخيل انك تشتري صورة لنفسك"
" سيكون تذكارا جميلا.."
قالت متلعثمة:
" باي...انا..."
وتحركت قليلا حتى دنت منه وهي تشعر بعينيه تتفرسان في وجهها الذي راح يهتزمن القشعريرة والبرد.
واستطردت تقول:
" هناك خطأ. هاول جاء بي لان...حسنا...التمثال ليس للبيع"
سألها باي وكأنه لم ينزعج لصوتها المتلعثم:
" ولماذا ترفضين بيعه؟ اظن ان الهدف من هذا المعرض هو بيع المعروضات"
قالت:
" المعروضات للبيع فيما عدا التمثال النصفي الذي حددنا له ثمنا باهضا حتى لا يستطيع احد شراءه"
فقال بهدوء:
" انا استطيع شراءه"
فقالت في يأس مميت:
" كلا...لن ادعك تأخذه مني..فقد اخذت كل شئ عندي.. ارجوك دعني احتفظ به"
قال ضاحكا:
" آخذه منك!"
منتدى ليلاس
وزحفت يده لتقبض على رسغها ثم اردف يقول:
" ماذا اخذت منك؟ هل نسيت انني الشخص الذي عرفتي كيف تستغلينه من قبل؟ لماذا لا تأخذين نقودي؟ لقد اخذت كل شئ ثمين قدمته لك"
قالت:
" ماذا قدمت لي؟ الشفق؟ العطف؟ الاحسان؟"
وراحت تضرب الارض بعصاها في حدة واضحة وكانت كل ضربة تتردد مع كل كلمة غاضبة تتفوه بها.
ثم استطردت تقول:
"متى يكون للأشياء المهنية قيمة ثمينة. ولمن تقدم الاشياء الثمينة؟ بالتأكيد لا تقدمها لي. انك لم تكترث بي كثيرا. انني في نظرك مجرد حالة تقدم لها الاحسان"
وانطلقت تنهيدة عميقة من صدره وهو يتسائل:
" هل ما زلت تؤمنين اني اشعر بالاسف نحوك؟"
قالت سابرينا:
" كنت بالتأكيد لا تحبني"
وقبضت يداه على كتفيها وادار وجهها نحوه ثم قال:
" واذا كنت احبك فهل سيختلف الموقف؟"
وقالت سابرينا لنفسها لو لم تبعث لمسة يده ومضة نارية لتجري في سلسلتها الفقرية لاستطاعت ان تصمد امام الام الذي كان يمزق قلبها اما وهي تشعر الان بالعجز في اعماقها والكبرياء لا تستطيع ان تشد ازرها فليس امامها سبيل الا ان تلقي بنفسها على صدره.
|