كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وعندما اغلقت ديبورا باب الاستديو وراءها راحت سابرينا تبحث بعينيها عن موضع التمثال النصفي واخذت تستكشف بخفة الملامح غير المصقولة للوجه الذي اكد لها انها ملامح وجه باي وانتابها غضب بارد سرى في اطراف جسمها وسمعت عقلها يصدر لها امرا قائلا:
" حطميه...دمريه...حوليه الى كومة من الصلصال"
واستراحت يداها على جانبي الوجه ولكنها لم تستطيع تنفيذ الامر وسقطت دمعة...ثم دمعة اخرى واخيرا اجهشت بالبكاء فاهتز قوامها النحيل وتحدب كتفاها وتقوس ظهرها من شدة الالم في صدرها.
ومع هذا لم تمكث يداها طويلا بلا حراك وانما شرعتا بالعمل وبدافع من الالم راحت تحدد على الصلصال كل لمحة من ملامح وجهه وكل قطعة من قلبها لم تهبها لباي...ذهبت خالصة الى الصلصال الناعم.
ولم تشعر سابرينا كم من الوقت مضى عليها عندما سمعت اباها يطرق الباب ثم يفتحه ولم يكن لديها فسحة من الوقت لكي تمسح نهر الدموع الذي غطى وجهها لذا ادارت ظهرها للباب عندما قال لها ابوها:
" سنرحل الان يا سابرينا ولا تنسي وعدك. تناولي طعامك ثم توجهي الى فراشك بعد ذلك"
قالت بحزم:
"اجل يا ابي. استمتع بوقتك"
منتدى ليلاس
وكان دخول ابيها سببا في كبح جماح دموعها المنهمرة وعرفت مقدار ما حرمته...عاطفيا وجسديا.
وعندما اغلق الباب الامامي ادركت ان اباها وديبورا قد رحلا عن المنزل وسارعت الى القاء جسدها على المقعد ودفنت وجهها في راحتها دون حراك لا تبغي حتى استهلاك طاقتها في التنفس.
وسمعت دقات تدوي وخيل لها لاول وهلة انها تخيلات ولكنها ادركت انها اتية من الباب ,فكست وجهها تقطيبة وهي تجفف وجنتيها من الدموع وانزلقت من فوق المقعد وهي تدمدم قائلة:
" لابد ان ابي قد نسى مفاتيحه"
ولم تطاوعها ساقها على حملها بسرعة عبر الاستديو او تهبطا بها درجات السلم المؤدي الى الطابق الارضي واستمر الطرق على الباب بصورة ملحة اكثر من الاول.
قالت سابرينا بصوت يشبه الانفعال:
" انا قادمة"
توقف الطرق ولكن عضلات ظهرها كانت قد تقلصت من شدة التوتر فراحت تدعكها بضجر وهي تدير القفل الاتوماتيكي وتفتح الباب.
ثم قالت يصوت يبدو فيه الخفة والمداهنة:
" ما الامر؟ هل نسيت مفاتيحك؟"
ولكن سؤالها قوبل بالصمت فمالت سابرينا برأسها جانبا ترهف السمع وقالت:
" ابي؟"
" هل تعرفين انه يوجد آثار من الصلصال على خدك؟"
تراجعت سابرينا مأخوذة عند سماع صوت باي وتحركت يدها لتغلق الباب ولكنه اعترضه بقدمه وخطا الى داخل الغرفة.
وسألته بغضب:
"كيف اتيت الى هنا ماذا تريد؟"
قال موضحا بهدوء:
" قابلت والدك وديبورا في طريقهما خارجا وسمحا لي بالدخول"
اشاحت بوجهها عنه وهي تمسح الصلصال من وجنتيها ثم سألته:
" لماذا؟"
قال باي:
" تسألين لماذا دعاني ابوك الى الدخول؟ ذكر عن اقبالك على العمل بجد واهتمام؟"
قالت باصرار:
"حسنا. انا لا اعمل بجد واهتمام. وكل ما اعنيه لماذا اتيت الى هنا؟"
" لأسألك ان تتناولي طعام العشاء معي"
دفعت سابرينا رأسها الى الوراء وارخت اهدابها في صلاة صامتة لعله يدعها لشأنها وقالت له:
" ارفض قبول دعوتك"
قال:
" لن اقبل رفض دعوتي. يجب ان تأكلي. هل يستوي الامر عندك اذا اكلتي معي او اكلت وحدك؟"
منتدى ليلاس
" بل يجب ان تقبله لاني مشغولة. ولن يضير بي كثيرا ان تناولت الطعام وحدي "
وكانت سابرينا تعرف انها اعتادت ان تتناول الطعام وحدها.
وقال باي بهدوء:
" سابرينا. كفاك عنادا. لا حاجة بك الى تغيير ملابسك. اخلعي قميص العمل واخرجي كما انت. سنأكل ثم نعود مباشرة للانتهاء من عملك اذا كان ضروريا الانتهاء منه الليلة"
انذرته قائلة:
" لست انوي الاستماع الى موضوع الخروج"
وبخطوة سريعة اقترب باي منها وحل حزام القميص الخارجي واسرعت هي بدورها الى ربطه ثانية ولكن اصابعه اطبق على رسغها ليمنعها من ذلك وحاولت سابرينا ان تطلق رسغها من قبضته وهي تدمدم:
" لن تستبد بي هذه المرة يا باي كاميرون"
|