كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
كان حلقها متوترا مشدودا وبدا صوتها مضطربا حين قالت:
" الا تظن ان الوقت قد حان للعودة؟"
سألها ساخرا:
" ما الامر؟ الا تحبين تعليقاتي على تسريحة شعرك؟.
القت سابرينا خصلة شعرها على كتفها العاري وهزت رأسها وهي تقول باصرار:
" لا يهم. سوف اعقصه عاليا حتى يسهل علي العناية به بغض النظر عن اي تسريحة تفضلها"
وكانت عبارتها يشوبها التحدي السافر ولكنها لم تعد تكترث.
واقترب باي من ظهرها وجذب شعرها وقال:
"اذا من المحتمل ان تشعري بالاسف عندما تسمعين بأنني افضل تلك العقدة الحريرية اما شعرك المرسل فمكانه المناسب هو غرفة النوم"
واطلقت سابرينا زفرة حاره فلم تعد تتحمل هذا الغزل المفضوح ولذا شرعت تدفع نفسها الى الوراء لتتخذ وضعا لجلوسها يمكنها به التهرب من اقتراب جسمه منها ولكن باي كان اسبق منها في الوقوف على قدميه وقال لها:
" سنعود سريعا"
وحاولت سابرينا الوقوف لكن باي كان اسرع منها الى الوقوف على الرمل ومد ذراعيه ليمسك بخصرها ويهبط بها لاسفل قبل ان تقطع بقدميها المسافة بين الصخرة والشاطئ وتملكها التوتر لعزوفها عن مساعدته وعندما بذلت جهدها كي لا تقترب بجسمها منه تعثرت قدمها في حفرة كانت غائرة في
الصخر وكان الم العثرة مبرحا دفعها الى ان تلقي بنفسها على صدره وساعدها بقبضة الحازمه على ان تحفظ توازنها وسألها:
" هل انت بخير؟"
منتدى ليلاس
وقالت له بتأكيد حازم ولكن بصوت مضطرب بينما كانت ضربات قلبها متسارعة:
" اجل انا بخير. لقد تعثرت بالصخرة"
ودفعت هبة مفاجئة من الريح خصلة رفيعة من شعرها لتستقر على وجهها وتعلق على شفتيها المبللتين.
وشرعت سابرينا في ابعادها ولكن يدها كانت بعيدة عنها فسحبتها اصابع باي برفق ودفعتها الى ظهرها مع بقية خصلات شعرها الطويل. وظلت يده الى جوار وجهها وراح اصبعه يدغدغ عظمة وجنتيها فتوقفت انفاسها واستكانت حركتها تحت سحر لمسته.
وفجأة جذبت جسمها من بين ذراعيه عندما حاول تقبيلها وسارت عدة خطوات بسرعة بعيدا عنه ثم ادركت انها لا تعرف وجهتها فعقدت ذراعيها بشدة حول نفسها لتقاوم القشعريرة التي سرت بجسدها.
وسار باي الى جوارها واستطاعت ان تشعر بعينيه تتركزان عليها فأرخت اهدابها حتى لا تعكس نظراتها مشاعرها الدفينة التي تجوب خيالها وفي لحظة خاطفة احست انها تجرؤ على التنفس.
قال لها:
" خيرا لنا ان نعود الى اليخت "
كانت لهجته تنم عن غضب مكبوت.ولم تستطع سابرينا ان تدرك هل كان الغضب موجها لنفسه ام لها؟.
وكانت يده باردة عندما امسكت بيدها وهو يقودها الى البحر وشعرت سابرينا بالسعادة عندما غاصت في الماء واطلقت سراح يدها لتبدأ بالسباحة ولم تكدتتصور انه من الممكن ان تكون لمسة اليد التي اعتادت ان تشيع اللهيب في اوصالها هي نفس اللمسة التي تثير القشعريرة في عظامها.
كانت تؤنب نفسها اثناء السباحة في مراجعة العودة لحماقتها التي سمحت لباي ان يحملها الى هذه المرحلة بينما كانت الحكمة تدعوها الى ان تكف عن رؤيته.
وكانت سابرينا منهكة عندما لحق بها باي وجذبها الى السلم فارتقت درجاته دون معونته وتمهلت على سطح اليخت قليلا حتى تلتقط انفاسها.
ثم اتجهت الى قاع اليخت فقال لها بلهجة امره :
" عندما تفرغين من تغيير ثيابك سيكون طعام الغداء معدا لك. اظن انك ستعثرين على طلبك وفي نفس الوقت سيكون اليخت على اهبة الاستعداد للرحيل"
منتدى ليلاس
وتلعثمت وهي تقول:
" لا...لا اظنك ستتناول طعامك قبلي؟"
" اعتقد اننا في عجلة الى العودة...اليس كذلك؟"
وكانت تشوب صوته نبرة التحدي التي حاولت ان تستنكرها ولما لم تسرع في الجواب على سؤاله اضاف فائلا بتجهم:
" سوف استمتع بالطعام...كما استمتعت به ذات مره ونحن نتناوله في رحلتنا البحرية"
وفي الحقيقة احست سابرينا ان العام لا مذاق له وكان معظمه يتوقف ليلتصق بحلقها وكانت تبتلعه بصعوبة بالغة.
ولم تشعر بأي جو للصداقة يحيط برحلة العودة وانما ان التوتر يخيم على الصمت الذي ران بينهما.
وفي نهاية اليوم شعرت سابرينا بالبرود يشوب قبول باي لكلمات الشكر المهذبة التي قدمتها له وعندما اوصدت الباب الحديدي وراءها ادركت تماما سبب تعاستها وكان لديها وقت كاف في طريق العودة لكي تمعن النظر في السبب وعرفت انها احبت باي كاميرون...وادركت انها كانت حمقاء...لا تبصر!.
*******نهاية الفصل الثامن********
|