كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
كانت سابرينا تنشد الانفراد والهدوء حتى تستجمع حواسها المضطربة لذلك قالت لها:
" لا...ليس ضروريا"
"اذن سأنتظرك خارجا"
فقالت سابرينا بسرعة:
" لا. انني استطيع ان اعود وحدي. ولا يمكن ان ابقيك بعيدا عن ضيوفك. اعطيني فكرة عن مكاني وسوف اجد طريق العودة. لا خوف علي...ما دمت اتبع الارشادات "
وترددت السيدة العجوز قبل ان ترشد سابرينا الى طريق العودة الى المكان الرئيسي للحفل. شكرتها سابرينا متأكدة من رحيل مضيفتها وانها لم تعد تراقبها وتبينت ان الغرفة لا يشغلها احد سواها واصبحت ملكا خاصا لها كما ان الباب المغلق خفض الاصوات الى همهة ضعيفه.
وبدأت تستكشف المكان بعصاها ولمست بطرفها ساق المقعد فأطلقت زفرة عميقة وهي تغوص بجسدها في الوسادة الصغيرة المخملية وعثرت على منضدة امامها اراحت ذراعيها على سطحها الاملس ولم يساعدها الصمت المطبق في التوقف عن الاستغراق في افكارها.
كانت دائما تتعجب وكانت دائما تتسائل عن السبب الذي يدفع باي الى رؤيتها. كانت بينها وبين نفسها توقفت عن الاعتقاد بأنه يراها بدافع من الشفقه لكنه منذ لحظات استعمل كلمة الرحمة والرأفه ومع ان هذه الكلمة الاخيرة التي تعد اقل تجريحا لها الا انها لم تخف من الطعنة النجلاء التي تلقتها عن الحديث الذي استمعت اليه منذ قليل. وعندما امضى امسية او امسيتين معها خلال الاسبوع الماضي لم يكن بدافع العطف وحده وانما اتخذها وسيلة ليثير الغيرة في قلب روني.
واطبقت اصابعها في قبضة شديدة ولعنت قدرتها الحادة على السمع وتمددت في صمت ولكن لا...ان صوتا في داخلها اخذ يؤنبها كانت عليها ان تشعر بالسرور لانها نظرت اليه كصديق وليس اكثر من هذا وتبينت حقيقة امره قبل ان تخطئ التفسير في سبب اهتمامه بها . كم هو رهيب لو بدأت الاهتمام به كرجل.
وبرزت امامها مشكلة! ماذا كانت تتوقع ان تكون الخطوة التالية هل عليها ان تواجهه بما عرفته؟ هذا ما تريد ان تفعله.
منتدى ليلاس
انها ترغب في ان تلقي بكلمات الاحسان والشفقة في وجهه ولكن ما النتيجة التي تتوقعها. انه سوف ينكر ببساطة كما فعل في المرات السابقة.
كانت سابرينا تعرف ان باي كاميرون شخص بالغ الذكاء بعيد النظر وهذا امر يتحتم عليها عدم مناقشته وقالت لنفسها: انظري الى الطريقة التي دفعك بها الى قبول العصى العاجية التي تستعملينها الان ثم تناول العشاء في المطاعم العامة واخيرا الحضور في هذه الليلة الى الحفل حيث تلتقين مجموعة من الغرباء. حسنا ان هذا الحفل اشعل النار في الموقف.
والان ادركت حقيقة الالوان التي يتلون بها سلوكه.
وانفتح الباب ودخلت امراة حيتها بصوت كان مألوفا لديها ولكن سابرينا لم تستطع ان تتذكر اسمها وبلا وعي تحسست الشعر المسترسل على كتفيها وهي تتظاهر بتسوية مطهرها أمام المرآة على امل ان لا تظل المرأة مدة طويلة في الغرفة ولسوء حظها مكثت المرأة وكانت كل دقيقة تمر تدق في رأسها دقا عاليا.
|