♥
ساعة كبيرة مترأسه الطوفه تشير لـ 9:30 م , و هدوء كبير طاغي على جو المكان . . . هدوء نهائياً مب غريب على جو المكتبه ! اللي تلزم على مرتادينها الصمت الـتــام . . أحتراماً لمكانة الكتـب !! . .
أقتربت منه مره كبيره بـ السن التجاعيد ناهشه ملامحها ونظاره طبيه سميكة مستديره بحجم معقول !!! تغطي نص ويها ويتدلى منها من الصوبين خيط أسود مستقر ورى رقبتها !
وشعرها قصير مموج لتحت إذنها عباره عن مزيج متناغم مابين درجات الرصاصي والإبيض , أما طولها ! فما أبالغ لو إقول إنها كانت توصل لـنص صدره ! مب لأنه طويل !! ألا لأنها هي قصيرة . . .
أنبعث منها صوت كأنه طالع من جوف بـئر وقالت بغضب : أنت ! يجب أن تنصرف , سأقوم بأغلاق المكتبه الآن !! . . عد فـ الصباح و أقرى ما شئت من الكتب . . .
جون اللي كان رافع الكتاب بـ مستوى مناسب لـ نظرة . . ويقرى فيه بـ تركيز بالغ ماقطع عليه ألا صوتها المبحوح !
نزل يده اللي ماسك فيها الكتاب وقال بنفاذ صبر : لقد أخبرتكِ أنني سأرحل بعد قليل ! أمهليني دقيقة فقط . . . !
العيوز : ولا حتى جزء من الثانية ! كان يجيب أن أغلق المكتبة منذ نصف سـاعة . . أنظر كم الساعه الآن ؟ هل تنوي المبيت هنا آم ماذا ؟ . . .
جون بسخرية : بالطبع لا ! ألا أذا كنت أنوي الأستماع إلى هذا النشاز طوال الليل . . . . !
العيوز بملامح أزداد أنعقادها . . وازدادت حدة تجاعيدها : أيها المتعجرف الصغير !! . . أنصرف الآن وألا سأقوم برميك خارجاً
جون : أففففففففف ! ألا تفهمين الأنجليزية ؟! قلت أنني سأنصرف بعد دقيقة . . أصبري قليلاً
العيوز تمسكه من بلوزته : و أنـا قلت أنك ستغرب عن وجهي فوراً وفي هذه الثانية آيها الوقح !
جون نفخ بصوت عالي , مد يده وخذى مجموعة من الكتب وقال وهو يتعداها بـتجاه الطاولة : حسناً . . سأخذ هذه معي !
بقتت عيونها على كبرها من تصرفه : هيييييه أنت ! لا يسمح لك بأقتناء أكثر من كتابين . . ( تلحقه ) . . هذا مخالف لقوانين المكتبه !!
جون وهو يحطهم كل أبوهم فوق الطاولة ويقول بنظرة تحدي وهو رافع واحد من حواجبه : أختاري ! تُعيريني هذه الكتب . . أم أكمل قرائتي لها هنا !!
العيوز وهي تقترب منه بخطوات باين الكبر فيها : سأعيرك كتابين فقط ! وستكمل قرائة الباقي غداً . . . .
جون : لـــــــن أفعل !
العيوز : كف عن التصرف كـ الأطفال !! لن أخالف قوانين المكتبة من أجلك !
جون : ستفعلين ! وألا فلن أرحل . . . ( خذى الكتاب اللي كان يقرى فيه من شوي وكمل قرايه )
العيوز بتنرفز : يــال هذا الصبي !
جون : لستُ صبياً !
العيوز تسحب الكتاب من يده وتقول بجدية : عُد غداً !
جون : أحتـــــاج هذه الكتب اليوم ! وفي هذه الساعه بـ التحديد , ولن آخرج من هنا إلا وهي معي . . .!
العيوز بنفاذ صبر : أفف , حسناً . . سأُعيرك هذه الكتب . . . . ولكنك ستُعيدها في الصباح الباكر . . أتفقنا ؟!
جون : حسناً !
العيوز وهي تلف حول الطاولة وتقعد على كرسيها . . وتفتح السجل العود : أعطني بياناتك !
عطاها بياناته كامله علشان تدونها . . وسجلت أسم كتابين بس داخل السجل . . . رغم أنهم خمسه !
وقبل لا تسمح له ياخذهم ويطلع . . مدت يدها وهي تقول : بطاقتك الشخصية لو سمحت !
جون عقد ملامحه بستغراب : لماذا ؟
العيوز : ضمان ! حتى تعود غداً مجبراً لأخذها . . وألا سأقوم أنا بتسليمها لمركز الشرطة وأتهمك بالسرقة !!!
جون زم شفايفه بقوة على هالمخ اللي عندها وقال : حسناً ! ( طلع بوكه من جيب بنطلونه الخلفي , ومنه طلع البطاقة وهو يقول ) لو تلفت إو أصابها خدش صغير ! سأتهمك بسرقتها ( يغمز ) نحن متعادلان الآن أليس كذلك !
عطته نظرة صاروخيه وقالت بحقد : أغرب عن وجهي !
شال الكتب اللي أستعارهم من المكتبه , وغرب عن ويها مثل ماطلبت ! حطهم بـ المقعد المجاور لــه . . وتوجه بهم للبيــت . . .
وراه سهره طويله اليوم بيقضيها على هالكـتــب !! وشكله جذي راح يسحب على الجامعة باجر , لآنه عنده اللي أهم !!!
ناوي ينشغل بـ تجهيز المجلد اللي وعد بـه المركز الأسلامي و يجمع به أكبر قدر ممكن من الأدلة اللي تدينهم !! . .
علشان يحاجج بهم أيميلا لا نوى يفتح معاها هالموضوع من يديد وهو مستند على أدلة و حجج و أثباتات كافية للأقناع . .
يربط بهم لسانها ويضعف حجتها لا نوت تجادله . . والأهم من كل هذا ؛ يضمن أن النقاش بينتهي لـ صالحه فـ الأخير !
ع الأقل بهلـ طريقة راح ينشغل بـ التفكير بشي ثاني غير خيانة آشلي ! وكلام ربعه القوي عن أخته . . اللي بحد ذاته قاعد ينرفزه كل ما طرى على بــالــه . . .
اللحين مافي مجال أنه يرجّع عجلة الحياة لورى علشان يغير فـ اللي راح ! لآنه اللي صار صار ومافي مجال لتغير . .
ربعه جافوها خلاص و كلوا فلحمها لين قالوا بس . . . و آشلي خانته مع أقرب ربعه - بسببه هو و بسبب تطنيشه لأهم موعد يجمعه فيها - وكل هذا ما عاد يقدر يغير فيه شي
لا هو اللي بيقدر يمسح الجزء الخاص بـ أيميلا من مخ ربعه ؛ ولا هو اللي بيقدر يمسح من مخه المنظر المؤلم اللي جاف بـه حبيبته مع رفيجه !
كل اللي بيده يسويه اللحين أنه يصلح كل شي قابل لتصليح حوله !! . . إمــا اللي أنكسر فـ ماله داعي يفكر بـه من الأســاس !
لآنه عمره ما يتصلح . . .
حرص أن يدس القرآن المترجم بين الكتب لما نزل من سيارته ! علشان لا ينتبهون له آمه إو أبوه . . لا أضطر يتصادف مع واحد منهم داخل !!
ولحسن حظه أنه دخل البيت فـ موعد نومهم و أجتاز أكبر عقبه ممكن تصادفه فـ طريجه لغرفته . .
إلا وهي أن يشرح لهم سبب رجوعه للبيت مع هلـ كتب اللي تتكلم عن الأسلام من منظور نصراني متعصب
لآنهم أحتمال كبير يرفضون فكرة أنه يقراهم من الأساس ؛ بحجة أنه عيونه راح تتفتح على آمور تخص الدين الأسلامي مو المفروض يتعمق بها , خاصة وهو أساسه الديني ضعيف وهش ومايعرف عن عقيدته إلا القشور ! . . . وإي تشكيك مُبطن يمر عليه فـ وحده من هالكتب . . راح يثير فـ نفسه تساؤلات أحتمال تزعزعه و تخليه يسلك طريج أخته . . . . !
لكن من وجهة نظره ؛ هذا عذر مو كافي ! لآنه أذا جينا للأساس . . فـ أساس أخته الديني كان قوي جداً . . لآنها كانت راهبة . . ومع هذا بدلت دينها وأعتنقت الأسلام و ضربت بـ الكل عرض الحائط مثل ما يقولون . . وما ساهم أساسها القوي فـ ردعها عن هالخطوة الجريئة ! بـ العكس ؛ كان يوم عن يوم يضعف . . ويضعف . . . ويضعف ! لين ماعاد يجوف له إي تأثير فـ حياتها
و بـالمقابل ؛ أساسها الأسلامي اللي كان حديث المولد كان يقوى يوم بعد يوم ويقويها معاه ! لحد ما صــارت كل المصايب المحيطه بها مولدات طاقــه بالنسبة لها . . .
تستمد من خلالهم القوة !! وتضاعف عن طريقهم حجم صبرها وتحملها . . .
وكل مازادت ؛ كل مازاد تمسكها فـ دينها اليديد ! رغم أنه من المفترض يصير العكس !! . . . لكن فـ حالة آخته ! الموضوع مختلف !
بـه سر ! ماراح يتهاون فـ الكشف عنه عما قريب .
دخل غرفته وسكر الباب بريله , حط الكتب فوق سريره . . ورجع للباب ! أدار المفتاح فيه وأقفله ! شبك أصابعه مع بعضها البعض و طرقعهم ! وعلى طول توجه صوب الكتب
قعد مجابلهم . . . و نقل نظرة بينهم !
حس أنه في شي ناقص ! . . . كتاب مهم نساه ؟ . . كتاب سقط سهواً وراح عن بــاله ! . . كان المفروض يكون إول كتـاب ينحط فوق سريره !! . . بس شنو هالـ كتاب ؟!! . . . .
دخل فـ دوامة تفكير طويلة ! أستفاق منها أخيراً بعد ما تذكره ! . . كان الكتاب المقدس ! أهم كتــاب من بين كل هالكتب الموجودة فوق سريره . . .
لآزم يكون موجود خلال تصفحه لـ قرآن المسلمين . . !!! علشان لما يجيب الأدلة منه يدعمها بـ أثباتات من الكتاب المقدس و تكون ساعتها حجته قوية ! غير قابله لتشكيك . .
قبل لا يوقف على حيله و يروح يدور على الكتاب بين أغراضه , تعالى رنين جوالــه فـ أركان الغرفة . . .
توجه ناحيته . . وجاف الرقم !
كان رقم غريب ؟ مب مسجل عنده فـ اللسته ولا حتى أرقامه مألوفه له . . . توقع تكون حركة من روبرت علشان يقدر يصيده ! فـ ضغط ع الزر الأحمر على طول وريح راســه
وهو ما يدري ! أنـه هـ الرقم . . كان جاي من المستشفى اللي لـقوا رقمه فـ قائمة ( الأرقام التي طلبت ) وكان أسمه مترأس القائمة كـ أخر شخص أتصلت بــه . . .
كانوا متصلين يزفون له خبر مؤسف يتعلق بـ أخـــتــه ! اللي ناوي يقرى كل هالكمية الكبيرة من الكتب ؛ . . . . علشانها !
♥
غارق فـ ظلام دامس . . ومب قادر حتى يفتح عيونه , يسمع مجموعة متداخله من الأصوات بعيدة تداعب أذنه . . مب قادر لا يميزها ولا حتى يميز اللغة اللي يتكلم بها أصحابها !!!
كل اللي عارفه اللحين أنه في مجموعة أيــادي يفوق عددها الـ 2 ! مشغوله بـ رفعه لـفوق بشويش ؛ حطته برفق وخفه فوق سطح ناعم مستوي مايدري شنهو ؟! . . .
مب متذكر عدل شللي صار !!! . . ذاكرته شبه مشوشه . . . . مايدري هو من الألم . . وله من شنو بالضبط ؟!
كــان عند عمه فـ المستشفى . . . . أيه , كان عنده ! طلب منه يجيب بنت فهد . . . و . . . ! و . . . و جابها !!! كان قاعد يسولف معاها . . . يحاول يلطف الجو . . .
بس في سيارة غريبة سرعتها تعدت الحد المسموح بــه . . قطعة عليه الطريج فجأه . . وأصطدم بها بقوة . . . و لا شعورياً لـقى نفسه منقلب . . بعد ماحاول محاولة فاشله أنه يتفاداها ! . . . .
آخر شي يذكره الأصطدام القوي !!! كان قوي جداً . . . أمتزج مع صوت صراخ أيميلا اللي كان أقوى !! و . . . و . . . وبـعـدها . . . . ما يدري شللي صار ! . . . لآنه غــاب عن الوعي تماماً لما ضرب راســه بـ الســكــان بقوة فضيعه . . . . وما حس باللي صار عقب !
يا ترى شصار عليها ؟!! صراخها كان حيل قوي . . . . معقولة ماتت ! . . ما يستبعد هالشي !! والأهم من هذا . . هو ! شـصــار فيه ؟ وينه به اللحين . . . . معقولة يكون ميت هو بعد !!! . .
ميت ؟
لا مستحيل !
مستحيل يكون مات ؟!!! يعني لو هو ميت اللحين . . . لآزم يكون فـ الثلاجة . . . ثلاجة الموتى ! لين يجي حد من أهله يستلم جثته !!! . . . لحظة ؟ وليش ما يكون هالمكان اللي هو فيه اللحين ثلاجة الموتى ؟
هو حتى مب قادر يفتح عيونه !! مب قادر يحرك شي من جسمه . . . . معناته أنه فعلاً ميــت !! . . . . أأأأأأأأأأأخ . . ألم فضيع يتراكض فـ كل زوايا جسمه ! . . . ألم لو قدر يحرك شفاته فهلـ لحظة كان صرخ بـ أعلى حســـه من قوته . . . . . بس مــو . . . . . لحظة لحظة . . ألم ؟ . . . قال أنه يحس بـ ألم ؟ . . . . . الأموات مو المفروض يحسون بـ الألم ؟ . . . يعني هو مامات ؟!!!! . . . آآخ . . . . !
مايدري !!! مب عارف شللي قاعد يصير فيــه . . . . . مو المفروض يصير كل هذا !!! لآزم يكون مع عمه اللحين . . . لآزم يرجع لـ تماضر . . و لـ عبدالله ولده . . . . مايصير يتركهم ويروح !! . . .
وعد تماضر أنه يرجع . . . بتزعل لو أخلف بـ وعده ! بيخيب ظنها فيـه أكيد . . . . . . . و . . و . . و . . ولده ! ماراح يجوفه . . ؟ ماراح يلاعبه ! . . ماراح يكبر جدام عيونه !؟؟
يعني هو مو مكتوب له يسمع كلمة يبه ؟! . . . . . . آ . . آآ . . آ . . آلــ ـ ـ ـ ـدنـ ـيـ ـا قامت تدور فيه , يحس الأرض ماعادت مستويه تحته !!!! فـ . . في . . . فـ . . . . . . . . . . . . . . .
وغاب عن الوعي من يديد ! . . .
♥
بعد مرور شهرين ونص
كانت مغمضه عيونها صحيح , لكنها قادرة وبوضوح تسمع ذاك الصوت العذب اللي يهمس فـ أذنها بكلمات متشبعه حزن . . تترجاها وتتوسل لها بكل الكلمات أنها تقوم . . . صوت يقول لها بـ صريح العبارة . .
" صغيرتي , أستيقظي ؛ وأعدكِ أنني لن أتدخل في حياتكِ من جديد . . مارسي الديانه التي ترغبين بها . . . . ولكن أرجوكِ ؛ لا ترحلي ! " . . . .
كان صوت مألوف , من زمان ما سمعت نبرته بهلـ كمية الكبيرة من الهدوء . . بهلـ كمية المفرطة من الحنان . . حنان كبير ! أفتقدته من اللحظة اللي أسلمت بها !!! كان صوت آمها . . أيه , صوت آمها
مستحيل يتشابه عليها مع صوت ثاني . . قادرة تميزه لو أنه بيـن الملايين . . . . . . حست بيدها تداعب خصلات شعرها بلطف بالغ و بـ يدها الثانية ضاغطه على قبضتها بـ حب !
وأضافة بـ نـبرة مخنوقة . . متغصصه بـ كومة دموع . . .
" أيمي , كفاكِ نوماً . . . حبيبتي ! . . ألم تسئمي من النوم بعد ؟ " . . . . .
حاولت تفتح عيونها . . تلبية لـ طلب آمها ؛ لكنها عجزت ! فـ لجأت ليدها المدفونه فـ قبضة يدها . . . و بذلـة مجهود كبير علشان تحركها ؛ . . . . وأخيراً نجحت !
تهلل صوت آمها اللي زادت فـ الضغط على يدها وقالت " آ . . أيمي ! هل تسمعيني ؟ "
ماقدرت أتكلم . . لكنها أكتفت بتحريك أصابعها ببطئ . . اللي زاد من فرحت أمها بها . . . . ما حست بعمرها إلا وهي تغوص فـ صدر آمها اللي أحتظنتها بشدة و بكت وهي تـ تمتم بـ " الشكر لـ الرب ! "
أختلطت من أنفاسها ريحة أمها المميزة ! و لثانية ؛ حست بـ رغبة كبيرة بـ أنها تحرك باقي أجزاء جسمها وتحظن أمها بقوة أكبر و تستمد منها طاقة كافيه تساعدها على التخلص من هالغيبوبة بأسرع وقت ممكن . . . لكنها هم ما قدرت . . . أكتفت بـ أنها تذرف دمعه يتيمة على خدها الأيسر . . دليل على شوقها الكبير لهلـ حظن من زمان !!
مرت دقايق طويله وهي فـ حظن آمها . . . . تتوقع أنها أمتدت لساعات . . لحد ما قدرت أخيراً . . . تفتح عيونها بـ بطئ ! وترجع تغمضها . . تفتحها ببطئ . . . وهم ترجع تغمضها !! لحد ما قدرت تفتحهم أخيراً تفتحها . . . وتستوعب كمية الضوء اللي أنحرمت منه من فترة . . تراهن أنها مب قصيرة !!!
أفتحت حلجها و تكلمت بصوت مبحوح واطي : أمي !
فزت آمها وكأنها مقروصه . . وطلت فـ ويها : آيمي ! . . ( تعدلت فـ قعدتها ) هل . . هل أستيقظتي صغيرتي ؟ . . . ( أرتجفت شفاتها و تفجرت عيونها بدفعه دموع يديده وهي تقول ) الشكر لـ الرب !
تمت تطالع أمها بتعب فضيع
اللي أقتربت منها وطبعة بوسه حنونه على يبهتها !! وتمتمت بـ : لقد أشتقت لكِ عزيزتي !
أيميلا بصوت خافت جداً : أنـا أيضاً ! . . . . ( عقدت ملامحها بالخفيف من الألم اللي تحس به وقالت ) ما الذي حدث ؟
كاثرين : لقد تعرضتي لحادث سير !! . . ودخلتي في غيبوبة طويلة . . . .
أيميلا تذكرت الحادث . . و . . . ذاك الشخص اللي كان معاها فـ السيارة . . . عقدت ملامحها بتعب وقالت : آين هو ؟
كاثرين بتسائل : من ؟!
عجزت لا تتذكر أسمه . . . فـ قالت : ذلك الرجل الذي كان معي أثناء الحادث . . . !
كاثرين : هل تقصدين خليفة ؟ ( نطقت الأسم مع تحول حرف الـ خ . . لـ . . ك )
أيميلا : اجل . . كـاااليـ ـ ـ ـ . . آه . . لا يهم ! . . . أين هو ؟
كاثرين وهي ترجع تبوس راس بنتها : لا ترهقي نفسكِ بالتفكير في هذه الإمور الآن . . أستريحي قليلاً , أنتِ مرهقة !
أيميلا بـ أصرار وبصوت بحته واضحه : أين هو آمي ؟ هل أصابه مكروه !!
كاثرين تنفي : لا . . لم يصبه مكروه ! هو بأحسن حال . . . . .
ردت عادت سؤالها للمره الألف : أين هو أذاً ؟
كاثرين تمسح على راسها بحنان : لقد عاد إلى قطر !
أنفجعت : مـ . . مــاذا ؟ . . كـ . . ـكـيف ذلك ؟
كاثرين : لقد أستفاق من الغيبوبـة قبلكِ . . . وعاد منذ أسبوع إلى قطر . .
خنقتها العبره : ولكن . . كـ . . كـيف يـ ـ ـعود ! قبل أن يـ ـ ـ ـوصـلـ ـ ـ ني إليه !
كاثرين بشفقه : تقصدين والدك ؟
سكتت . . .
كاثرين بعتب خفيف : هل كنتي تنوين مقابلته دون أخباري !! . . هل فضلته علي أيمي ؟
أيميلا : لا . . لم أفعل ! ولكنني حقاً إود لقائـه . . . . أريد أن أعرف هويته . . وهويتي !
كاثرين بغصة كبيرة خنقتها قالت وهي تريح راسها على راس أيميلا بـ لطف : أسمه عبـدالله . . . وهو قطري ! ( ببتسامة باهته حزينه قالت ) متزوج ! ولديه 3 أبـنـاء . . . سليمان . . فيصل . . الجازي ! ( بدمعه يديدة أنزلقت على خدها قالت ) هؤلاء أخوتكِ !
أيميلا عقدت ملامحها وقالت بستغراب : وما أدراكِ أنتِ بذلك ؟
كاثرين تلعب بـ شعر أيميلا ودموعها مازالت تذرف على خدها : أخبرني خليفة بذلك !!
أيميلا بنفس الأستغراب قالت : وما الذي أدراه ؟ لقد أخبرني أنه لا يعلم عن هوية والدي شي !!!!
كاثرين : هو عمه !
بغرابة قالت : ماذا ؟
كاثرين سكتت . . ماقدرت تكمل ! لآنها عارفه لو تكمل . . . . راح تصدم أيميلا بـ موقع أبوها الحالي ! اللي توارى تحت التراب
تكلمت أيميلا بأرهاق : أرغب بـ رؤيته ! . . ألن يعود كااااالـ ـ ـ ـ . . ذلك الشاب ؟ ألا يأخذني إليه !
سايرتها : لقد أخبرني أنه ما أنت تتماثلين لشفاء سيعود ! هناك أمانه . . يجب عليه أيصالها لكِ . . . .
أيميلا : أمانه ؟
كاثرين : هذا ما قاله . . . . . .
قطع عليهم جوهم الكئيب هذا . . دخول جون المفاجئ , لمحها مستلقيه على السرير وفاتحه عيونها . . . . فـ تغيرت ملامحه بشكل جذري أول ما جافها وتهللت تلقائياً : هل أستيقظتي أخيراً ؟
وجهت نظرها لعند جون الواقف قريب من الباب و همست بـ أسمه : جون !
أقترب منها وهو يقول : بلحمه وشحمه ! . . . ياااااااه . . خلتكِ ميته لا محالة !
أبتسمت بصعوبة وهي تقول : أه حقاً ؟
قعد من الصوب الثاني لـ سريرها و قال بصدق وصوت هادي عذب : سعيد بعودتكِ !!
طالعته بحنان : شكراً !
مسح على راسها بلطف وقال : هل أنتِ بخير الآن ؟!
أيميلا هزت راسها بالخفيف وقالت : أجل . .
جون تعمد يقول : الحمدالله ( قالها بـ العربيه )
أتسعت أبتسامة أيميلا على نطقه الركيك !! وتأملته بحب أخوي كبير . . . .
جون ببتسامة : لدي مفاجأه جميله . . ستسركِ بـكل تأكيد !
أيميلا تنهدت تلقائياً . . وأبتسمت بود : وما هي !
جون يطالع أمه : عذراً أمي . . هو سر !
كاثرين أبتسمت بالخفيف ! وسمحت له يقول سره . . . بدون ما تلح عليه يشاركها اياه !
أقترب من أذن أيميلا وهمس بصوت بـ الكــاد ينسمع بـ :
( لـــقـــــــــد أسلمــت ! )
♥
فـ الجزء الشرقي للكرة الأرضية , كـان قاعد فـ الميلس وسط الريايل ! يتلقى منهم التعازي فـ عمه عبدالله اللي توفى من أسبوع . . . وآحذاه قاعد سليمان اللي يحمل فـ ويهه ملامح خاليه من الحياة
موت أبوه جـا فـ فترة أمتحانات !! وأمتحانات مهمه بعد بـ النسبة لـ طالب ثانوية عامة . . كان المفروض اللحين يدرس ويكرف علشان ينجح و يجيب المجموع اللي ياما حلم بــه ! علشان يســافر لـلخارج يكمل دراسته فـ التخصص اللي أختاره بنفسه . . و أيـده عليه أبوه الله يرحمه . .
لكنه من سمع الخبر ! وهو كاره الدنيا باللي فيــه . . عايفها وما يبي منها شي . . . ماله نفس لا يدرس ولا حتى يفتح كتاب !
اللي مات . . غالي وايد عليــه . . . . مب قطو من الشارع ! . . . .
بينما خليفة , كان قاعد بملامح جامده . . ذهنه مشغول بستميت الف شغله . . . . أهمها السر الكبير اللي طيح عمه من عينه لحظتها . . واللي كشف عنه قبل لا يتوفى بـ أسبوع . .
و الأهم بعد ؛ الوصية الضخمة اللي علقها آمانه فـ رقبته لـ يوم الديـن . . وطلب منه ينفذها لو كان فعلاً له قدر عنده . . . . و قبل حتى لا يسمعها ؛ طق الصدر و قال له تم و حاضر !
علشان ينصدم بها بعدين ؛ خاصة لما طلب منه عمه طلب غريب جداً قبل لا يقولها !!! أستغربه فـ البداية بس بعدين فـهم السبب من وراه . . .
كان يبيه يشتري كاميرة فيديو . . . ويسجل بها بـ الصوت و الصورة الكلام اللي راح يقوله , علشان يكون دليل حي على وصيته . . . .
ولما نفذ طلبه و جاب الكاميرا . . . وشغلها وأبتدى التصوير !!!
أنصعق من الكلام اللي أسمعه من عمه . . . . !
أبتدى كلامه بـ أعتذار مطول بـ اللغة الأنجليزية من بنته . . . و ألح خلاله في طلب السماح منها ! وعبر لها عن فرحته الكبيرة بـ أسلامهـــا . . و فخره الكبير بــهـا رغم أنه ما يستاهل يكون آب لوحده طاهره مثلها
و ختم كلامه بـتصريح واضح قال خلاله أنه نـــص حلاله وأملاكه لـ . . . . أيميلا ديفيد ( أسم عيلتها ) ! . .
كـ تعويض مادي لها على كل الأيـــام اللي عاشتها بعيده عــنــه !! . . .
تمنى يعوضها تعويض معنوي . . لكنه حاس أن ايام عمره قربت تنقضي !! والظاهر مو مكتوب له يشوفــهــا من الأســـاس !!!! . . . . . .
كل اللي يبيه منها اللحين ويرتجيها تمنحه أياه !
هو السماح ! . . والسماح لا غير !
و تساعده يـنـام مرتاح فـ قبره لو وصل لها خبر موته . . . .
قبل لا توصله هي . . !
-يتبع♥ -
( السبت القادم بأذن الله )