كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
قال ذلك بلهجة عادية مغلفة بمسحة حزن ،حين كنت هنا آخر مرة..
تلك الأيام البريئة الرائعة الساحرة وتلك الأمسيات حين كان جدها ينزل الى المقهى،حين كانت تسبح هي ونيكولاس ويبنيان القلاع الرملية ويلعبان التنس بقطعة خشب دائرية ثم يذهبان بنزهة على دراجته النارية القديمة حيث كانت تتمسك به وهو يقود الدراجة بسرعة على المنحدر.
كانت تلك هي البراءة بعينها..كان يقبلها بعض الأحيان،لكنها كانت قبلا عادية على جبينها فيما هما ينزلقان على لوح التزلج المائي وذراعه حول كتفيها...
باستثناء تلك الأمسية الأخيرة..تحت ظل اشجار الصنوبر كانت تفرك انفه بالحشائش فيما هو نائما وذراعيه تحت رأسه،فجأة فتح عينيه وحدق بها بقوة وكأنه يراها للمرة الأولى.
ثم نهض وامسك بوجهها وببطء اخذ يقبلها..كانت القبلة رقيقة في البداية الا انها مالبثت ان ازدادت حرارة وعمقا،للحظة تعلقت به مستمتعة بما يجري لكن حين اشتدت قبضته حولها ابتعدت عنه وهي تشهق.
لم يأت اليوم التالي ولا الذي يليه ولا الذي يليه،مع انه تمارا تركها مودعا بقوله:"سأراك لاحقا".
بالنسبة له كانت الفترة مجرد فترة لهو مع فتا انكليزية ساذجة.
لاشك انه في ذلك الحين غرق في مشاكل مجهولة بالنسبة اليها ونسي كل شيء عنها...
انزعجت في هذه الذكريات ولأبعاد فكرها عنها قالت ببرود:
"اجل بالطبع ،كان علي معرفة ذلك فالأزهار كلها تذبل وتختفي قبل نهاية الصيف".
توقفت للحظة واخذت نفسا عميقا قبل ان تتابع:
"ماهذه الرائحة العطرة؟".
ترك يدها وانحنى في الظلام عابثا بين ازهار البنفسج ،حين استقام امسك بيدها ثانية وقال:
"تفضلي".
شعرت بالنباتات بين يديها فرفعتها الى انفها وتنشقت عطرها.
قال لها:"
عليك سحق الأزهار لأطلاق رائحتها".
وضغط اصابعه على اصابعها الممسكة بالأزهار لتصلها الرائحة الجميلة.
منتدى ليلاس
"انها رائعةوشكرالك"
.قالت بتلعثم واصابعها لازالت حارة جراء ملامسة اصابعه.
"بالنسبة لي انها رائحة اليونان،لورميت على سفح اي من التلال القريبة ووضعت غلالة على عيني وشممت هذه الرائحة لعرفت انني وصلت الى منزلي".
شبك اصابعه باصابعها وقادها الى الممر فيما هي بالكاد ترى امامها.
كان قد اضاء بعض الشمع على الشرفة ووضعها داخل المصابيح على الطاولة المعدة لتناول العشاء وشعرت بالغضب يتحرك داخلها مجددا طاردا موجات العاطفة التي كانت متعلقة بها كالضباب الخفي.
قالت بصرامة:
"اخبرتك اني سأتناول العشاء في المقهى".
مد يديه امامه قائلا:
"لكن ياعزيزتي لايفتح المقهى بمثل هذا الوقت الباكر من الربيع واكره ان تقومي برحلة اخرى دون جدوى".
منتدى ليلاس
"حسنا،في الواقع انا لااشعر بالجوع".
قالت ذلك وهي تشعر بالأختناق لفكرة تناول العشاء معه على ضوء الشموع.
"كاثرين".
قال وادارها كي تواجهه متابعا:"
لقد اعددت الطعام وستتناوليه".
"اخبرتك انني لست..".
|