كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الاول
لم يكن المفتاح تحت اص زهور البنفسج حيث يتركه جدها عادة كانت لاتزال تبحث عنه حين سمعت صوت الباب يفتح خلفها،استقامت واستدارت وهي ترمش بعينيها تحت شمس المساء الباهتة ورأت خيال شخص عند عتبة الدار .
كان رجلا هذا ماعرفته على الفور،رجل طويل القامة عريض المنكبين لعله المسؤول عن المنزل لكن لم تذكر رسالة المحامي من بلدة سكاثيوس اي شيء عن وجود مسؤول ما عن المنزل...
ابتسمت بارتباك وقالت "كالسبيرا."لكنها لم تلق اي رد.
للحظةواحدة فقط شعرت بالذعر ينتابها،من هذا الرجل؟
متشرد؟احد محبي التسكع والتطفل تمارا من الذين يغزون الجزر اليونانية كل صيف ويغتنمون فرصة خلو المنازل من ساكنيها كي يأووا اليها ليلا؟ربما يكون كذلك...لكن عليها ان توقفه عند حده فذاك افضل.
منتدى ليلاس
هزت كتفيها وصعدت درجات الشرفة بتصميم.
ثم رددت"كالسبيرا." ايضا لم تلق رد.
انتابتها موجة من الغضب الآن،من يعتقد نفسه هذا الرجل ومالذي يفعله هنا برأيه بوقوفه بعجرفة عند عتبة دارها؟
وفكرت هل تتكلم بالأنجليزية ام اليونانية.
قالت بنبرة حانقة:
"مالذي تفعله هنا؟"
-انتظرك بالطبع ياكاثرين والا فلم اكون هنا اصلا؟.
سحبت انفاسها ببطء لسماعها الصوت الكسول النبرات الهادي،كان الصوت كما تتذكره تماما،عميق مثير ومغلف بدفئ اليونان المشرقة،لكن مع طبقة رقيقة من السخرية. انه صوت رجل الآن لا صوت صبي.
"نيكولاس."
كان هذا الأسم كل مااستطاعت كاثرين التفوه به.
فقد جفت حنجرتها فجأة فيما هي تحدق به وقدلف نفسه بذلك القناع الغامض الذي تذكره تماما عنه ووصل تأثير ذلك اليها فتجمدت على قمة السلالم من بين كل الناس على جزيرة سكايثوس هو من تراه اولا...توقفي عن هذا،عنفت نفسها بشده فطوال فترة سفرها بالطائرة كانت تتمنى ان يكون هو اول من تراه هنا،اليس كذلك؟لاغير صحيح ردت على نفسها بقوة واظافر اصابعها تنغرز براحة يدها اليسرى لدرجة شعرت معها ان حجر الألماس في خاتم خطوبتها يكاد يقطع جلدها.
منتدى ليلاس
بدا اطول قامة مما تذكر،وقد تحول الجسد النحيل الى جسد رجل رياضي قوي وبدا اكثر وسامة من الحلم الذي كان يراودها احيانا خاصة حين تكون محبطة او حين تتخاصم هي وجوليان خطيبها،ذاك الحلم الذي وبعد مرور ثماني سنوات لازال يقض مضجعها احيانا ويوقظها من نومها بأزعاج...
كان يقف مكانه ناظرا اليها ويديه في جيبه نظرت في عينيه الزرقاوين ثم رمشت بعينيها وااشاحت ببصرها عنه تمارا قائلة بصوت كان مرتفعا اكثر من اللازم رغما عنها:
"لم اعرف انك ستكون هنا."
رد بنبرة ساخرة:
"بالطبع لم تكوني تعرفين،لكنها رغم ذلك مفاجأة سارة بالتأكيد."
ردت بجمود:
"انها مفاجأة دون شك،لكني سألتك مالذي تفعله هنا؟"
"وأخبرتك اني بأنتظارك."
"لكن لماذا؟"
منتدى ليلاس
رفع كتفيه قائلا:
"علمت ان الوقت لن يطول بك قبل المجيء للمطالبة...بميراثك؟"
التوى فمه بازدراء وهو ينطق كلماته الأخيرة فهتفت بعنف:
"وماادراك بهذا الشأن؟"
"ستجدين ان اخبار الثروات المفاجأة تنتشر بسرعة."
ازدادت نبرته سخرية فردت كاثرين بحدة:
"لاأرى لميراثي كما قلت اي علاقة بك."
"على العكس ياكاثرين اظنك ستكتشفين ان له علاقة بي."
حدقت كاثرين به بذهول ،وفي المرة الأخيرة لم يستخدم نيكولاس معها هذه النبرة لم يسبق له ان نظر لها ابدا نظره العدائية هذه،
مالذي حدث في السنوات الثمانية الأخيرة كي يجعله يتغير كليا هكذا؟ام ان السبب يكمن بها هي؟
هل تغيرت هي كثيرا لدرجة رؤيتها للناس على حقيقتهم لاعبر ضباب المراهقة الزهري؟
لعلها ترى نيكولاس الحقيقي لأول مرة الآن،لعلها رأت لمحة سريعة من هذا النيكولاس حين غادر اخر مرة كانا معا
بقسوة ودون كلمة وداع حتى ,لكن حتى رغم ذلك...لتحاول اخفاء تألمها من هذا قالت بغرور:
"لايحق لك مكالمتي بهذه الطريقة لكني سأكون ممتنة لك ان اوضحت لي مالذي يجري ."
منتدى ليلاس
"ان كنت لاتعرفين بعد كاثرين..."
.بدأ كلامه ولم يحاول اخفاء عدم تصديقه للجهل الذي تدعيه وتابع:
"سأكون اكثر من مسرور لشرح الأوضاع لك،تفضلي بالدخول."
وانحنى لها بمبالغة مصطنعة مشيرا الى الباب.
ايعقل هذا؟انه يدعوهل لدخول منزلها وكأنه مالك المكان،لكنها لن تتاثر بذلك.
ردت:
"شكرا لك."
رفعت راسها بشموخ ودخلت المنزل.
كانت غرفة الجلوس كما تذكرها تماما،مريحة غير مرتبة بتلك الرائحة المميزة لأكواز الصنوبر المعلقة على حافة النافذه الكبيرة برائحة الدخان.
مجموعة غلايين جدها كانت مرتبة على الرف قرب الآلة الكاتبة تمارا التي كان يستخدمها لطبع كتب رحلاته.
|