المنتدى :
الشعر والشعراء
انـتـبـهوا من هـذا الخطـأ المـنـتـشـر في بعض القصائـد ! .. مهم للغاية..
بسم الله الرحمن الرحيم
كثيـــراً ما نقرأ أبيات عن الهموم و المصائب التي تصيبنا في هذه الحيـــاة ,نعجب بها
لأنها تشكو حالنا فـنـتـنـاقلها بـيـنـنا ...
لكن ,, غالبا ما نجد كاتب هذه الأبيات قد نسب المصائب --- للزمان---
الزمان = الوقت = الدنيا = اليوم=....
فهل لوم الزمان جااائز ؟؟؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر" رواه مسلم.
معنى " لا تسبوا الدهر ": أي لا تسبوا فاعل النوازل فإنكم إذا سببتم فاعلها وقع
السب على الله تعالى لأنه هو فاعلها ومنزلها , وأما الدهر الذي هو الزمان فلا فعل
له بل هو مخلوق من جملة خلق الله تعالى..
ومعنى " فإن الله هو الدهر " أي : فاعل النوازل والحوادث وخالق الكائنات والله أعلم .
وينبغي أن يعلم أنه ليس من أسماء الله اسم " الدهر " وإنما نسبته إلى الله تعالى
نسبة خلق وتدبير ، أي : أنه خالق الدهر .
وسئل الشيخ ابن عثيمين حفظه الله عن حكم سب الدهر :
فأجاب قائلا:
سب الدهر ينقسم إلى ثلاثة أقسام .
القسم الأول : أن يقصد الخبر المحض دون اللوم : فهذا جائز مثل أن يقول :
" تعبنا من شدة حر هذا اليوم أو برده " وما أشبه ذلك لأن الأعمال بالنيات
واللفظ صالح لمجرد الخبر .
القسم الثاني : أن يسب الدهر على أنه هو الفاعل كأن يقصد بسبه الدهر أن الدهر
هو الذي يقلِّب الأمور إلى الخير أو الشر : فهذا شرك أكبر لأنه اعتقد أن مع الله خالقا
حيث نسب الحوادث إلى غير الله .
القسم الثالث : أن يسب الدهر ويعتقد أن الفاعل هو الله ولكن يسبه لأجل هذه الأمور
المكروهة : فهذا محرم لأنه مناف للصبر الواجب وليس بكفر ؛ لأنه ما سب الله
مباشرة ، ولو سب الله مباشرة لكان كافراً .
ومن منكرات الألفاظ عند بعض الناس أنه يلعن الساعة أو اليوم الذي حدث فيه
الشيء الفلاني ( مما يكرهه ) ونحو ذلك من ألفاظ السّباب فهو يأثم على اللعن
والكلام القبيح
وثانيا يأثم على لعن ما لا يستحقّ اللعن فما ذنب اليوم والسّاعة ؟
إنْ هي إلا ظروف تقع فيها الحوادث وهي مخلوقة ليس لها تدبير ولا ذنب ، وكذلك
فإنّ سبّ الزمن يعود على خالق الزّمن ، فينبغي على المسلم أن ينزّه لسانه
عن هذا الفحش والمنكر .
إذاً فالإنسان بسبِّه للدهر بشعر ٍ أوبغيره يرتكب جملة من المفاسد ، منها أنه سبَّ
من ليس أهلاً للسب ، فإن الدهر خلق مسخَّر من خلق الله ، منقاد لأمره متذلل
لتسخيره
ومنها أن سبه قد يتضمن الإشراك بالله جل وعلا ، إذا اعتقد أن الدّهر يضر وينفع ،
وأنه ظالم حين ضر من لا يستحق الضر ، ورفع من لا يستحق الرفعة
وكثيراً ما جرى هذا المعنى في كلام الشعراء القدماء والمعاصرين ، كقول بعضهم :
يا دهر ويحك ما أبقيت لي أحدا ** وأنت والد سوء تأكل الولدا
وقول..المتنبي :
قبحا لوجـهك يـا زمان كـأنه ** وجه له من كل قبح برقع
وقال..آخر
إن تبتلى بلئام الناس يرفعهم ** عليك دهر لأهل الفضل قد خانا
فسابُّ الدهر دائر بين أمرين لا بد له من أحدهما : إما مسبة الله ، أو الشرك به
فما الذي سيستفيده الإنسان ويجنيه إذا ظل يلعن الدهر ويسبه صباح مساء
بشعر ٍ أو بغيره !!،
هل سيغير ذلك من حاله ؟ هل سيرفع الألم والمعاناة التي يجدها ؟
هل سيحصل ما كان يطمح إليه ؟
إن ذلك لن يغير من الواقع شيئاً .
ففي سب الدهر أذية لله جل وعلا ، ولا يلزم من الأذية الضرر ، فقد يتأذى الإنسان
بسماع القبيح أو مشاهدته أو الرائحة الكريهة مثلاً ، ولكنه لا يتضرر
بذلك ، ولله المثل الأعلى ، ولهذا أثبت الله الأذية في القرآن فقال تعالى :
{إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا }(الأحزاب 57)
نفى عن نفسه أن يضره شيء فقال تعالى :
{إنهم لن يضروا الله شيئا }( آل عمران 176)
وقال في الحديث القدسي : ( يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ) رواه مسلم .
ولا بد أن يبدأ التغيير من النفس وأن نشتغل بالعمل المثمر بدل أن نلقي التبعة
واللوم على الدهر والزمان الذي لا يملك من أمره شيئاً .
نعيب زماننا والعيب فيـنا ** وما لزماننا عيب سوانا
وقد نهجوا الزمان بغير جرم ** ولو نطق الزمان بنا هجانا
منقولـ.. اتمنى للجميع الفائدة
|