اخر اجزائي من روايتي ( زهرة النرجس)
وما ان اقتربت حتى تبين وجهه الشحاب .. وعيناه الذابلتنا
فاخذت تسئل نفسها بتعجب وستغراب ..
لما يتكأ ذالك الشيخ على الجدار بتعب ورتجاف؟ ..
؟ ترى هل سمع بما فعلته ابنته سلمى في تلك الليلة الظلماء ؟؟؟
فامسكت بطرف عبائتها السوداء .. لتتقدم نحوه .ببطىء سائلة اياااه .
مابك ياعبد الله .. ؟؟ هل تشعر بالتعب والاعياء ..؟
الا انها لم تسمع جواب ..
فاردفت قائله بمتعاض ..
هل اطرق الباب على الجيران ليساعدك احداً ما ؟
نظر عبد الله اليها بعينان محمرتان ..ثم قال ..
انا بخير .. شكرا لك يا ابنتي ..سأدخل الان الى منزلي ..
شعرت زوجة خالد في هذه الاثناء برغبة جامحه تدفعها لاشعال نار عبد الله..واحراق
كل تلك الطيبة المرتسمه على محياه ..
فقالت له بعينان شامتتان .
يالك من مسكين ياعبد الله.
لو كنت مكانك لكنت دعيت الله بأن اموت قبل ان تنتشر فضيحتي امام الناس
قضب عبد الله حاجباه ..
ليقول بتعجب وستغراب ..
ماذا تقولين وعن أي فضيحة تتحدثين.؟؟
قالت زوجة خالد ببتسام .
.
يبدو بانك لم تسمع عن حكاية سلمى تلك الفتاة المؤذبه..
التي يجهل الجميع حقيقتها المؤلمه
.. لقد رايتها في ليلة زفاف صديقتها
تخرج من حجرة عادل بثياب مهلهله
..
وان لم تصدقني .. تستطيع الذهاب لتسئلها
تصنم عبد الله لسماعه تلك الكلمات القاتله .. فتوجه مسرعا لمنزله .. ليجد سلمى جالسه
في مكانها
..فاخذ نفسا عميقاً محاولا تهدأت انفاسه المتعبه
..
وما ان اقترب لها ..
حتى قالت متعجبه ..
لما اتيت بسرعه هكذا ..
شعر عبدالله في هذه الاثناء بأن السماء قد سقطت امام عينه
وبان الارض قد تحطمت تحت قدمه
.. فاخذ ينظر بغضب لبنته ثم
قال وقد خرجت الكلمات بصعوبة من فمه
.. ماذا حدث في ليلة زواج نرجس ؟؟
تجمدت سلمى في مكانها .. ليتسلل الخوف بين طيات اعماقها .. ويتوقف الكون امام ناظرها
...
حتى شعرت بأن الاحرف والكلمات قد تتطايرت من راسها الا انها تنبهت فجأة .
لصفعة داميه على وجهها .. .فسقطت الدموع من وجناتها
وماهي الا لحظات حتى تعالات الاصوات .. بالنحيب والبكاء .. فقد كان عبدالله
ممدداًعلى الارض .. كالجثة الجوفاء.. وزوجتة فاطمة تجلس بجانبه حائرة الفكر
..والاذهان
.
. اما سلمى فقد كانت متصنمه.. تنظر لوالدها الذي خارقت قواه بسبها فقد ايقنت بان
عادل هو من اخبر والدها وتسبب في جرحها واهانتها فسقطت الدموع بغزارة من عينها
. لم تكن سلمى وحدها في حيرة من امرها .. فقد كان علي هو ايضاً .. يبحث عن حل لمشكلته
فاخذ يرمق تلك العجوز بعينان تشتعلان .
.
الى ان فكر بفكرة ازالت حملاً ثقيلاً عن كاهله .. وبثت الامل من جديد في داخله ..
فتوجه مسرعاً لحجرته ..ليأخذ بعض الاخشاب ويخبها تحت فراشه بخوف ورتجاف ثم
صب قليلا من الذهان ركام من الرمال والاوساخ وبعد بضع دقائق ..
رجع لتلك العجوز وقال لها بكتئاب
.. لم يبقى شيء من الاخشاب للبناء .. كما اني احتاج لبعض الفرش والاصباغ ..
هل تسمحين لي بالخروح للشراء .
.
فظهرت على شفتاها بتسامة صفراء ..لتقول له بخبث ودهاء ..
هل تريد الذهاب للشراء .. ام للهرب من قبضتي ايها الولد المحتال ؟
فأجابها بنكسار ..
وددت الذهاب لأوفر عليك ذالك العناء ..
قالت العجوز الشمطاء بعينان محمرتان ..
لا اريدك ان تفكر بهذا الهراء .. سأذهب الان وسأغلق عليك الباب بالمفتاح .
.
وماهي الا لحظات حتى خرجت العجوز ليتنفس على بعمق ورتياح ..
فقترب ببطىء ورتجاف من حجرت تلك الطفلة النائمة بهدوء وطمئنان
ليطرق باب حجرتها عدت مرات .. الى ان استيقظت .. بهلع وفتجاع ..لتقترب من باب
حجرتها بحذر ورتجاف .. ثم قالت بعينان ناعستان ..
من يطرق الباب
؟
شعر علي في هذه الاثناء بان السعاده تتسلل الى زواياه ..فتجمعت الدموع في عيناه
.. ليقول لها بصوت تغمره الفرحة والبكاء
انا علي ..
ندى : من انت!!
امسك علي بمقبض الباب ليقول لها بعينان محمرتان ..
اعلم بانك تستغربين جرئتي وحديثي معك .. الا اني بحاجة لمساعدتك .
.
وسماعك قصتي ..
فسأرويها لك .. بتنقليها لقبيلتي وعشيرتي .. علهم يأتون لرفع الاذى والظلم عني .
اخذ علي بسرد قصته لندى التي التهب قلبها .. واشتعل الخوف بين طيات صدرها .
.
فهي ترتطم بقسوة الحياة لأول مره .. فلم تكن تعلم بأن هنالك اشخاص في هذا العالم
يذوقون مرارة الحياة في كل لحظه ..
فشعرت بحاجة لأخيها .. الذي تاخر في مجيئه ..وماهي الا لحظات .. حتى سمعت
صوت الباب .. فنهضت مسرعه بفرح وبتهاج .. الا انها سمعت صوت العجوز
الشمطاء ..فتحولت ابتسامتها لحزن وكتئاب
لتتمتم بعينان ذابلتان .. لما ذهبت يا اخي .وتركتني ..لأواجه تلك العجوز بمفردي .
.فلا اطيق الاحتمال
لم تنتظر ندى طويلا فقد لبى اخيها النداء ببضع ساعات ليأتي مسرعاً بفرح وبتسام .. فقد
وجد البيت الذي كان يتمناه فلم تصدق ندى ماتسمعه اذنها .. فقد سمعت صوت اخيها
يوسف يتحدث مع تلك العجوز ويشكرها .. فذهبت مسرعه لتأخذ عبايتها وتخرج
لملاقات يوسف الذي احتضنها .. وقبلها .. على راسها .
.
فوقفت بجانبه دون ان تنطق بأي كلمه
فقد كانت كالثلجة المتجمده
الا انها كانت تنظر لتلك العجوز بعينان تمتلأن خوفاً وهلعاً
..
..فتعجب يوسف لحالها .. ثم قال لها .. مابك ياندى ؟
هل مازلتي متعبه؟
..فتوجهت نظراتها فجأة لعلي الذي كان واقفا بتجاهها
فنفجرت باكيه ..ليسرع يوسف الامساك بها .. ثم قال لهااا ..
اخبريني ياصغيرتي .. مابك ؟ لما تبكين .. ؟
رفعت ندى راسها ببطىء شديد لتنظر لعلي الذي تصنم لرؤيتها تبكي عليه ..
فتوجهت عيناا يوسف والعجوز بستغراب اليه ؟
..
فقالت العجوز ..
هل اذاكٍ ذالك العين ..؟
وما ان قالت تلك العجوز هذه الكلمات حتى اخذت ندى بصراخ ..
لتقول لأخيها يوسف برتجاف
هذه العجوز الشمطاء .. تحبس هذا الشاب في منزلها منذو شهور وايام ..
فهي تجبره على العمل ليلاًُ ونهار .. واذ لم يطعها تضربه بقسوة الوحوش وتمنع عنه
الشراب والطعام ..
لقد اتى من قريته هارباً من ظلم اخيه وزوجته فسقط كالفريسة بين يديها لتستغل ضعفه
وقلة حيلته
فقالت العجوز بغضب ..
ماهذا الهراء ... ماسمعته ياولدي لم يكن سوى كذب وفتراء .. هذا الخادم المحتال يختلق
الاكاذيب والاوهام ..
شعر علي في هذه الاثناء بأن عليه الدفاع عن نفسه التي اصبحت بين يدي تلك العجوز
كالمداس ..
فقال علي بحتقار ....
انا لا اكذب .. لقد اجبرتني على ان اكون خادم عندك .. واذقتني كاس العذاب والبؤس
من كاسك .. حتى شعرت بأني خلقت في هذا العالم فقط لأعذب . الى ان ارسل الله لي
من يرحمني .. ويشعربي .. قال علي هذه الكلمات فنهمرت الدموع من عينيه كالامطار
.. ليقول ليوسف بعينان تشتعلان .. ارجوك ساعدني اريد العودة لقريتي ..فظلم اخي
وقسوته اهون علي من قدري ..
لم يستطع يوسف الاحتمال ..فقد اعتصر قلبه لسماع تلك الكلمات
فقترب لعلي .. وقال له بصوت دافىء شجي ..
لاتبكي يا اخي .. سأخذك معي ..
لو لم تكن تلك العجوز امراءة .. لأذقتها عذابك الف مرة ومره ..
الا انك ستأخذ حقك منها في الاخره
..
هيا بنا ..
وما ان توجها للخروج من منزلها .. حتى وقفت تلك العجوز بقرب بابها .
. ممسكة ين يديها الة حادة.
ثم قالت بعينان تشتعلان حقداً وغضبا
ان لم تتركه فسأطعنك ً
فضحك يوسف بسخريه .. ثم قال لها
ابتعدي ..من هنا .. قبل ان افعل شيىء قد تندمين على عمله .
.
فجن جنونها .. لتقول وقد شحب لونها .
.
لن افتلك انت .. سأقتل اختك المدلله .. ان لم تترك خادمي يافتى ..
امسك يوسف بندى ليبعدها .. فتوجهت بيدها لعلي الذي كان يرتجف خوفاً وهلعاً ..
وماهي الا لحظات حتى انهالت تلك العجوز بالطعنات والطعنات دون ان ترى من الذي
قد جرح ومن الذي قد مااات ..
كان خالد في هذه الاثناء يستعد للذهاب .. لرؤية والد تلك الفتاة .. التي اخذت هي ايضاً
بالاستعداد ..لتلقي عليه بشباكها الاخاذ ..
وماهي الا بضع دقائق حتى حان موعد اللقاء ليذهب خالد ببتسام .. لمنزل زهراء .. وما
ان طرق الباب .. حتى فتحت له بابها دون ان تضع على وجهها أي غطاء .. فما ان راها
خالد حتى تصنم كالجدار .. فلم يرى مدى عمره فتاة بجمال تلك الفتاة .. الا انها اختبأت
خلف الباب بخجل وستحياء لتقول برائة الاطفال .. لقد ظننتك جارتي .. فقد اخبرتني
بانها ستأتي لزيارتي ..
اردف خالد برتباك ..
انا اسف .. لقد سببت لك الاحراج ..
فخرجت قهقهات ناعمه ..من فم زهراء ..
لتخطف قلب خالد الذي كان جاف كالصحراء
..
واصبح مزدهراً بسبب تلك الضحكات
قال زهراء ببتسام ..
دعك من هذه الكلمات وتفضل بالدخول .
. فوالدي ينتظر على اية حال .
.
وما ان دخل خالد حتى راى رجل مسن لايسطيع الحراك .. فألقى عليه التحيه .. وجلس
يتجاذب معه اطراف الكلام
وكانت زهراء تدخل في كل لحظة من مجلس الرجال .. لتسأل والدها عما يحتاج
الا انها كانت تفتح الغطاء .. دون انتبهاء لينتفض قلب خالد برتباك ..
مضت الدقائق والساعات ..
حتى شعر خالد بأن الوقت قد تأخر فستأذن والدها بالذهاب
فاخذ الرجال العجوزبالنداء على ابنته لتوصله للباب.. الا انه لم يسمع جواب ..
فقال خالد بخجل وستحياء .. استطيع بنفسي الذهاب .. دعها ترتاح ..
القى التحية على الرجال المسن ليهم بالخروج
وما ان خرج من تلك الحجرة حتى اصطدم بزهراء ..
التي امسكت بالماً يديها ..ثم قالت لخالد الذي كان واقفا بهلعاً امام عينيها ..
الى اين انت ذاهب ..؟
فالعشاء جاهز ..
اخفض خالد راسه ليسير بتجاه الباب .
.
ثم قال ..
عليا الذهاب الان ..
وما ان خرج حتى اخذ قلبه بالخفقان
..
لم يكن خالد وحده يشعر بان قلبه يتحرك .. فقد كانت نرجس هي ايضا تشعرب بان قلبها
سيتوقف وبأن روحها ستخرج من جوفها و انفاسها تخرج بصعوبة من حلقها
فامسكت بعبائتها ..ووضعتها على راسها .. لتهم بالخروج من حجرتها ..
الا انها سمعت صوتا ما اوقفها .. وما ان توجهت لمصدر الصوت حتى رأت احمد ..
زوجها .. يسئلها .
اين ستذهبين ؟
قالت نرجس دون ان تنظر اليه ..
سأذهب لصديقتي سلمى .. فمنذو زواجنا لم اسمع بأي خبر عنها ..
قال احمد بحده .
.
ماذا تظنين نفسك ..؟ لتخرجي في هذا الوقت المتاخر بمفردك؟
وممن طلبت الاذن لتخرجي .. ..؟؟
اردفت نرجس بمتعاض ..
الوقت ليس متاخر الان .. كما اني لا احتاج للأستأذن .. فمنزل صديقتي يبعد فقط ببضع
خطوات
نظر احمد اليها وقال بعينان تشتعلان غيظاً وغضب
يدو بأنك في منزل والدك لم تتعلمي التصرفات الائقه .. فمنذو اليوم عليك بأطاعة
اوامري .. فلن تخرجي من منزلي قبل ان تستأذني مني .. افهمتي؟
اخذت كلماته تتسلل الى جوفها لتلهب كل زاوية من زوايا جسدها .. ..لتقول له .. بعينان
تشتعلان عيظا وغضبا ..
لقد علماني والداي كيف تكون التصرفات الائقه
.فلا حاجة لي بك لأتعلم.
.
فقال احمد وقد ظهرت على شفتاه بتسامة ساخره
عليك اذن بأطاعتي حتى تثبتي لي ذالك
..قالت نرجس بحده.
.
ومن انت لكي اطيعك ..
قال احمد بعد ان وضع يده على يدها لأغاظتها ..
انا زوجك .. ووالد اطفالك ..
ابعدت نرجس يدها عن يده بقوة
.. لتقول وقد بدأ الخوف يتسلل الى جوفها
ما هذا الهراء ؟
اردف احمد بمتعاض ..
لقد اخبرني والدي بانها يريد رؤية حفيد له
وانا لن استطيع رفض طلبه .. فقد يكون اخر طلب يطلبه في عمره ..
جلست نرجس على الارض لتقول بنهيار ..
لقد وعدتني بالطلاق .. بعد مرور عدة ايام ..
اقترب احمد اليها .. وجلس بجوارها ..
ثم قال لها ..اذا اردتي الطلاق .. فلك ما اردتي .. ولكن سأخذ المقابل ..
قالت نرجس..
وماهو؟
اردف احمد ..
الطفل ..!!
قالت نرجس
وان رفضت ؟
قال احمد ..
سأتزوج .. واجلب الطفل الذي اريد ولن تنالي مطلبك ..