الجزء التاسع
كان عادل واقفا في الجهة المقابله ..
متعجباً ومستغرباً
يشعر بأن الدماء في عروقه قد تجمدت
وبأن دقات قلبه المشتعله قد توقفت
الى ارتسمت تلك الرسالة الصماء بين ناظره
ففتح فاهه ليسئلها بحده عن سبب مجيئها لحجرته
الا انها نهضت .. لتهرب من سؤاله ونظرته ..
فما ان ابتعدت عن مكانها
حتى تذكرت شيءً ما ..
جعلها تقف لتقول له بخوف ورتجاف
ماقلته ذالك اليوم لم يكن سوى كذباً وختلاق
..فلا علاقة لي بما تحتويه تلك الرسالة الصماء
فما ان قالت سلمى هذه الكلمات
حتى قال عادل
وقد ظهرت بتسامة ساخره على شفتاه
لمن تكن تلك الرسالة اذاً؟
للهواء؟
شعرت سلمى في هذه الاثناء بلأختناق ..
لتنهمر الدموع من عينيها بغزارةكالامطار ..
فقالت بألم و نكسار ..
لم تكن للهواء .. بل كانت لأحدى الفتيات ..
نظرعادل اليها بغضباً وحتقار ..
ليقول لها بعينان تشتعلان ..
اتظنين بأنك تتحديث لطفل ذو سبعة اعوام
من تكون تلك الفتاة؟
لا رغبة لي بسماع الكذب والاختلاق
ارجوك يا سلمى اخرجي في الحال ..
لم تستطع سلمى الاحتمال ..فقالت بغضب ونفعال
اختك نرجس هي الفتاة
فما ان قالتها سلمى ..
حتى انفجر عادل ... في وجهها كالبركان ..
ليصفعها ..على خدها ..بقسوة وحتقار ..
فساد الصمت بينهما للحظات ..
قال عادل واصبعه متوجهاً للباب
اخرجي في الحال
فتنبهت سلمى لمشاعرها المدهوسة تحت الاقدام
لتتوجه بسرعه لتفتح الباب
وما ان خرجت حتى وقعت عيناها على شخص ماا ..
جعلها تتصنم كالجدار ..
.كانت زوجة خالد تقف خلف الباب ..
تنظر لسلمى بعينان حائرتان ..
الا ان سلمى ..ابتعدت عنها دون أي التفات
..لتأخذ عبائتها ..وترحل من منزل صديقتها
التي كانت تتهيأ للذهاب مع زوجها ..
الذي لا تحمل له سوى تلك الذكرى المؤلمه
مضت بضع ساعات
حتى جأت زينب لتخبر ابنتها بأن زوجها قد جاء
فأتت النساء ليساعدنها لترتدي العبأة والغطاء ..
ثم خرجت من منزلها لتلقاه ..
فأمسكها من يديها بأحكام حتى يصطحبها
لمنزله الذي يبعد عن منزلها ببضع خطوات ..
فما ان وصلو حتى اخذت نرجس تنظر لذالك المنزل بتعجب ونبهار
فلم ترى في حياتها منزلاً بهذا الحجم وهذا الثراء ..
الا انها حاولت ان تظهر عدم الاهتمام
حتى لا يشعرو بأنها ذات فقر ونعدام
تقدم احمد ليدخل ويداه تمسكان بيدايها الناعمتان ..
ليجد والده العجوز يستقبله بفرحاً وبتهاج
فضمه اليه ..مباركاً اياه ..
ثم تقدم لنرجس مقبلاً راسها الصغير بحنان ..
فشعرت نرجس حينها براحة والامان .
.فقد كانت الطيبة ترتسم على محياه
ثم قال لأحمد ببتسام ..
هيا خذ عروسك لحجرتها لترتاح
فما ان قال والده هذه الكلمات حتى شعرت نرجس
بالخوف والارتجاف
الا انها تقدمت خلفه بقدمان تتخبطان
وماهي الا لحظات حتى اصبحت نرجس محتبسة معه بين اربعة جدران ..
يزداد خفقان قلبها كلما التقت عينيها بعيناه ..
الى ان اقترب منها ليقطع حبائل الصمت بينه وبينها
فقال وعيناه متعلقتان بعينها
اعتذر عما بدر مني
اعلم بأنك متضجرة لما فعلته بك
..
اتمنى ان تغفري لي خطئي ..
احنت نرجس راسها .. لتنظر الى الارض
ثم قالت بصوت خافت لا يكاد يسمع
هل تزوجتني لتصلح خطأك؟؟
ام انك تريد امتلاك كل مايعجبك؟؟
رفع احمد حاجيبه مستغرباً لما قالته ..
ثم قال وقد ارتسمت ابتسامه ناعمه على شفته
انا لا انكر بأنك رائعه الجمال
الا اني لم افكر يوما بمتلاك فتاة ..
مافعلته كان شهامتاً مني ..
واصلاحاً لخطئي
فأردفت نرجس بمتعاض
اذاً لا ينبغي علينا ان نتصرف كزوجان ..
قال احمد وقد بدت على ملامحه علامة من التعجب ولستغراب
ماذا تقصدين ؟
اقصد بأنك لن تقترب مني حتى يتم الطلاق
ضحك احمد ليقول بستهزاء
ومالذي سيجعلني اوافق على هذا الاهراء ؟؟
قالت نرجس بعينان دامعتان .
.
الم تتحدث منذو قليل عن شهامتك معي ؟؟
ارجوك اكمل ما فعلته لأجلي
فأنا لا استطيع العيش هكذا صدقني
ولا اريد ان اقضي بقية عمري لأصلح خطأً
لم يكن بأرادتك او ارادتي
خيم الصمت بينهما للحظات ..
حتى اردف احمد قائلاً بعينان تشتعلان
سأخرج الأن ..وحين عودتي اريدك ان ترتدي اجمل الثياب ..
افهمتي ؟