كاتب الموضوع :
zhrt al narzees
المنتدى :
الارشيف
هذا هو الجزء الثاني اضعه بين يديكم .. ارجو ان ينال اعجابكم وتفاعلكم
تنبه عادل فجأة لما بين يديه فنتزع يده برفق من بين يديها ..انزل راسه بخجل الى الارض
ثم قال بصوت خافت لا يكاد يسمع
اسف
فتراجع بسرعه بتجاه غرفته ..مضت بضع دقائق و سلمى ماتزال متسمره في مكانها ..وعينها
متعلقه برمق عينيه حتى سمعت صوتاً
يناديها .. فتوجهت عيناها لنرجس التي كانت تقف بجانبها
قالت نرجس ..
منذو مده وانا اناديك ..مابك؟
ولما وجهك شاحب هكذا؟
حاولت سلمى ان تبدو كما كانت .. قالت بشىءً من الخجل
لا شي .. ولكننا تأخرنا كثيرا على ام طه ..
قالت نرجس..
لنذهب اذاً
غطت كل منهما شعرها ووجها بقطعه من القماش وارتدت من خلفها العباءة السوداء,,
لتحمي نفسها وجسدها من كل عين طامعه وفاسده
وبيدها دفترها ذو الاوراق الصفراء المهترئه والقلم الازرق الجااف
توجهوو للخروج .. وبينما هم يسيرون بين زئازق البيوت المجاوره . لبيت ام طه..
اخذو يتجاذبون اطراف الحديث وكل منهما تروي مايختلج بداخلها للأخره
.. الا ان سلمى كانت تشعر بأنها تتحرق لهيباً كلما يذكرعادل ولا تعلم لما هذا الشعور يتنابها
الى ان وصلوو لباب احمر.اللون . حديدي مهشم يأكل الصدى معظم اطرفه
اخذت كل منهما تنظر للأخر .. لتبدأ بالدخوول .. حتى تقدمت نرجس ..وسلمى من خلفها
..
وقعت اعيننا على ساحة واسعه وفارغه لاتحتوي سوى سقف واربعة جدران تغطيها من كل جانب
كانت كل زواية
تروي حكايةً من العمر ..قد مضت وانتهت .
.
.بينما نحن واقفتان .. وقعت ابصارنا على رجل عجوز يقف في نهاية الممر
كأن اعباء السنون الماضيه قد تراكمت على نفسه..
كان (طويل القامه ..هزيل الجسم .. اسمر اللون .. ذو انف كبير .. وعينان
صغيرتان ..كما ان له وجه نحيل مجعد.))
تقدم نحونا .. وأشار بأصبعه الطويل المجعد الى احد الحجر .. وقال بصوته المرتجف المبحوح ..
تفضلوو بالدخول
ام طه والفتيات بالداحل .. تقدمنا وعلامات الخجل ترتسم على محيانا ..
كنا كلما اقتربنا ..ازداد ضجيج الفتيات ورتفعت
اصواتهم التي كأنت تملأ ارجاء المكان .. فما ان وطأت اقدامنا اعتاب تلك الحجرة.. حتى توجهت
اناظر كل من فيها لنا
.. كانت ام طه تجلس في نهاية تلك الحجرة التي تزدحم بالفتيات الجالسات على حصير من سعف
النخيل .. كانت تبدو كزوجها
.. سمراء اللون ..عيناها صغيرتان وانفها كبير الشكل .. ولكنها قصيرة القامه و ممتلأت الجسم ..
كما انها ترتدي ثوباً ازرق اللون ..منقط بدوائر بيضاء صغيره .. كانت تمسك بعصى طويلة
بيديها .. ..
يتهيأ للناظر بأنها قد تضرب بها ...
القينا التحيه على الجميع بصوت واحد ..
السلام عليكم ..فرددنا علينا التحيه واوسعنا .. المكان لنا للجلوس ..لم اشعر بالوقت فقد مضى سريعاً تعلمنا حروف الهجاء
..كأنشوذه حتى يسهل علينا حفظها ..بعد ان انتهينا .
اقترحت احدى الفتيات الذهاب الى احدى العيون المجاورة لقريتنا تدعى بعين الخليلية
..( وهي مملوكة لأحدى اثرياء القرية ..ولكنه يسمح للناس بستخدامها ..والارتواء من مياهها
العذبه )
طلبت الفتاة من الراغبات للذهاب مرافقتها .. فنهضت خمس فتيات ..معها .فقررت نرجس
وسلمى الذهاب معهم .. امسكت كل منهما اطراف عبائتها وهمت بالخروج بعد ان ودعت ام طه
على امل اللقاء بهاغدا في نفس الموعد
وبينما هم يسيرون ..حتى وصلوو لطريق طويل وضيق تحفه النخبل والشجيرات من كل جانب
.. وراحة النرجس المعطره تفوح بين كل غصن منها ..فتزيد المكان سحراً وجمال ..فما هي الا
بضع دقائق
حتى وصلو لباب خشبي كبير .. مغلق .. اخذوو بدفعه بكل قوتهم .حتى استطاعوو فتحه .. كانت
اصوات رقرقت المياه
..تضج اركان المكان ..لتلهب الشووق في اعماق سامعيه .. للمسه .وشربه .. والاستمتاع ببرودت
قطراته
..رفعت كل منهما عن ساقيها .. الناعمه ..وتقدمووه بسرعة البرق ..لتختلط حرارة اجسادهم
ببرودت المياه التي اخذنا يلعبون ويلهون بها ..بمرح
حتى اخدت كل منهما ترمي بيديها على الاخرى بقبظة من المياه البارده.. لترتفع
اصوات الضحكات.. بينهم
في الجانب الاخر من العين .. كان هنالك شخض يجلس وحيداً .. يتحدث مع نفسه بشي من الأسى
والضيق
..مالقلبي ضعيف هكذ؟ لما اشعر بشىء يحترق بداخلي كلما اشتقت لها..
وكل كياني ينتفض كلما تذكرت ملامح وجهها ..ليتني اسطيع الوصول لها ..
حتى وقعت عيناه على زهرة من النرجس ساقطة من احدى الأغصان.. انحنى وامسكها بيديها ..
اعتدل في جلسته ..
واخد يتمتم بكلمات .. لايسمعها غيره
ايتها الوردة النرجسيه اخبريها ..
ان قلبي قد صار اليها ...
وان كل معاني الحب قد صيغت عليها
ايتها الوردة النرجسيه ..
اسمعيها دقات قلبي .. اخبريها ..
ان دقاتي قد نادت عليها ..
انني صرت اسيراً في يديها
انها صيغت في احلامي
وصيغت في افكاري
انني اصبحت ارى العالم في مقلتيها
اخبريها ..
انه لو كان عندي كل مافي الكون ..
من نرجس فسأهديه اليها ..
يا وردة النرجس ..
حينما تمسكك بين يديها
اخبريها ..
ان قلبي قد صيغ اليها ..
وبينما هو غارق بين طيات افكاره ..تناهت الى مسامعه اصوات قهقهات ناعمه ..فنهض مستكشفاً
مصدر الصوت ..
كان كلما اقترب ..كلما ارتفعت الاصوات والضحكات لتضج زوايا واركان الشجيرات المنتصبه
بثبات ..
كان يتقدم ببطىء شديد .. وعيناه تسابق قدمااه الى ان شعر بشيىء بداخله يدفعه للتراجع .. فليس
من عادته .. التجسس على الاخرين ...
ولكن شووقه لرؤية ذالك الشيىء المختبىء خلف هذه الضحكات.. جذبه للتقدم
اكثر .. حتى وقعت عيناه على نخلة فارعة الطوول فختبأ خلفها .. واظهر نصف وجهه ..لتسقط
عيناه على الفتيات
الجالسات بقرب العين ..يثرثرون مع بعضهم البعض .. ويلهون ويلعبون بقطرات المياه الصافيه
العذبه....كان يراقب كل حركة من خركاتهم
.. فلم يكن يعلم بأن لهذا العالم المختبىء خلف ستار الستر والحياء سحر يفتت القلوب ..ويذهل
الابصار..وبينما هو سارح فيما ينظر
حتى ارتعش قلبه .. وانتفضت اوصاله ..اخذ يمسح بكم هندامه على عينيه عله يستيقظ من حلمه
الذي فجر قلبه
..اخذ يتمتم بصوت مرتجف لا يكاد يسمع ... لا اصدق ماترى عيناي
.
هل هذه نرجس ام مازلت متعلقاً في حبائل افكاري؟
كانت نرجس ..قرب العين تبحث بشغف بين الاغصان عن زهرات النرجس .. ذات
الرائحه .الزكية.العطره
..الى ان توجهت لها احدى الفتيات بالحديث
لن تجدي زهرات هنا
قالت نرجس وعلامة التعجب ترتسم على محياها ..
اين اذا؟ً
قالت الفتاة وهي تسكب الماء على قدميها ...
قد تجديها ..في الجهة المجاورة للعين
ارتسمت بتسامه ناعمه على شفتا نرجس .. لتذهب بنجاه ذالك الشاب المختبىء خلف نبضات قلبه
المرتجفه وانفاسه لمتقطعه
كانت كلما..اقتربت بتجاهه كلمااشتعل الهيب الحارق بداخله .. اخذ يتمم وعيناه معلقتان بعينيها ..
الخضراء الساحره
وملامحها الطفولية الناعمه كانت ذات جسماً ممشوقاً نحيل وشعر بني طويل
يا الهي الطف بقلبي !!
ماذا افعل .. أأمسك بها و اخبرها بشتياقي لها ؟
ام اتركها وارحل بعذابي وحزني لفراقها؟
اغمض عينيه لبرهه .. ثم اخذ نفساً يجدد به أهاته المتعبه
حتى شعر بشىء من الجنون يدفعه بشدة لها ..
والاعتراف بشوقه المفعم بها
ملاحظه هامه : خاطرة الزهرة النرجسيه من تأليف الكاتب المتألق
حسن علي النزغه
|