المنتدى :
المنتدى العام
صناعة الحياة
صناعة الحياة
في هذه الصناعة ابدأ حديثي بقول الإمام النّحرير ابن باز رحمه الله "الحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيل الله " نعم هكذا ... هي الحياة جميلة خَضِرة نحياها في سبيل الله وسبيل إصلاح أنفسنا وإصلاح ماحولنا ومن ثم إصلاح دنيانا ؛ فالصناعة والتجارة وعمارة الأرض هي ما استخلف الله بهِ الإنسان وجعله كائناً فيها و أوكل إليه عمارة الأرض وهداه الى العديد من الطرق والوسائل اللتي بها يستطيع العيش في هذه الدنيا ؛
فثقافة الحياة أصعب بكثير من ثقافة الموت ؛ فالجهد الذهني والمادي والتعب الجسدي والفكري والسعي والمثابرة والصبر على ذلك كل هذه عناصر مطلوبة في صناعة الحياة ؛ أما الموت فهو لا يكلف سوى الموت فقط .
ودين الله لم يكن يوماً ذامّاً للدنيا لذاتها وجوهرها ؛ ولم تكن النصوص الشرعية عائقاً لكل وسائل التقدم والازدهار ؛ وإنما كانت هناك أفكار باليه أعاقت وشلت حب الحياة وصناعة جوانبها ؛ هذه الأفكار اللتي جانبت الصواب كثيراً وحولت العقول الفتيه الى عقول فارغة مشحونة با أيدلوجيا الموت ؛ وترسبت معها أفكار ترمز إلى هدم معالم ومعطيات هذه الحياه .
تكونت لدينا عقول على مدار الزمن الى وعاء يقذف فيه قداسة الأراء البائده والأفكار الهمجية ؛ ومورس عليها فترات من الانغلاق والتقوقع الإقليمي ؛ كما نبذت الحكمة سوى من بعض الأفواه المفلسة وترك الحبل على الغارب لهؤلاء ؛ وكلما حوربت صناعة الحياة ...أقبلت "صناعة الموت" تفوح معها رائحة الدماء لا تعرف مسلم ولا كافر ولا تفرق بين الحق والباطل ؛ لذلك نجد من يكره الناس في الحياه ويزهدهم في التعاطي معها ؛ وكل ذلك نتيجة حتمية لغياب هذه الصناعة وغياب الفهم الصحيح لمقاصد الشريعة في صناعة الحياة ؛
فالمسلم الحق يحب الحياة لأنها في الأصل هي الوسيلة الى الآخره ؛ ويعيش بالأمل الذي هو يمثل الإضاءة للسير في طياة هذه الحياة ؛ فبالأمل نعيش ونصنع حياتنا ؛ وعلينا أن نعرف أن المحبطون هم فقط من يحاربون الأمل ويكرهون حامليه ؛
فهل نعيش من غير الأمل ..!؟ ماأضيق العيش لولا فسحة الأمل .
|