كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
أختفى الأنزعاج من عينيه وأنزل يديه من وراء ظهرها ثم قال:
" جئت لأكمل آخر حاجة , لقد توقفت عند الصائغ وأشتريت هذا".
وأخرج علبة صغيرة من جيبه وفتحها:
" كم هو جميل!".
صرخت آلانا وهي تتأمل الخاتم الذهبي الجميل الذي صيغ على شكل جوهرة كبيرة محاطة بدوائر مرصعة وكأنها وريقات وردة.
وسألها بهدوء:
" لنجعل الحدث رسميا يا آلانا , هل تتزوجينني؟".
وبصوت خافت يكاد لا يسمع , تمتمت له:
" أجل".
منتدى ليلاس
فقد جعل الخاتم الحدث حقيقيا وقاطعا أكثر من أي جواب, وأنتزع كورت الخاتم من غطائه المخملي وقال:
" أعطني يدك يا آلانا".
فرفعت آلانا يدها اليسرى ومدتها اليه , فأدخل الخاتم بلباقة في أصبعها , وهو يقول بتنهيدة آسفة:
" أخشى أن يكون واسعا".
" هذا لا يهم".
ردت آلانا معارضة وكأنها تخشى أن تفقد تلك الجوهرة , وأحست بأن هذا الخاتم سوف يؤمن لها حماية , لذلك لم تكن تريد أن تفقده .
" بل هذا يهمني , أريد أن يكون الخاتم رائعا , رائعا كما أنت يا آلانا".
فأعترضت بقولها:
" لست رائعة!".
" أنت دائما رائعة ".
ثم أنتزع الخاتم من أصبعها وأعاده الى العلبة قائلا:
" قال لي الصائغ أنه يمكنه تسويته كما أشاء , سأعيده اليه الآن ثم أمر عليه في المساء لآتيك به وأضعه في أصبعك ولا أنتزعه بعدها أبدا".
هزت آلانا رأسها موافقة وكانت تحدق بالعلبة الصغيرة حتى غابت في جيب كورت الذي وضع أصبعه تحت ذقنها ورفع رأسها وقال:
"حسنا , هيئي نفسك الليلة , شراب على ضوء شموع الوعود والأحلام ... أنه أحتفال حقيقي!".
فعضت على شفتها السفلى وتمتمت له:
" لا أستطيع هذه الليلة يا كورت".
فأحنى رأسه متعجبا وقد حاول أن يقرأ تعابير عينيها:
" ولم لا؟".
لم تجد آلانا الكلمات المناسبة لتخبره بأنها ستلتقي رولت أو لتفسر له موقفها الغريب وأكتفت بأن قالت:
" أنه شيء يخص العائلة".
وهكذا لم تبح له ألا بنصف الحقيقة , فأجتماعها برولت كان يتعلق بأمر أهلها.
" لو كنت أستطيع لكنت ألغيت الموعد لكن...".
قاطعها قائلا:
" حسنا , سنحتفل غدا مساء!".
وافقت بأرتياح لأنه لم يصر على معرفة السبب وقالت:
" حسنا".
" أعتقد أن علي أن أعود الى العمل قبل أن يبعث رولت فريق تفتيش ورائي".
فسألت آلانا:
" وهل عاد من سفره؟".
" وصل لتوه قبل الظهر وهذا هو سبب غدائي المتأخر".
ثم أحنى رأسه نحوها قائلا:
" الى مساء الغد".
فأومأت له بيدها وهو يتوجه الى سيارته , لم تعد تشعر بأية رغبة في متابعة العمل في الحديقة , فقد كانت أفكارها مضطربة متشابكة وهي راجعة الى المنزل , وكانت تلقي اللوم على رولت , لأن مجرد ذكر أسمه يفسد فرحها.
دخلت الى البيت فسألتها والدتها:
" هل كان هذا كورت؟".
" نعم ,كان هو!".
منتدى ليلاس
وأزاحت آلانا خصلة من شعرها عن وجهها بعصبية.
فسألتها أمها بفضول:
" ألا يعمل اليوم؟".
" كان في فرصة الظهيرة".
" هل جاء لأمر هام ؟ أعني أنه لم يعتد على المجيء أثناء النهار!".
مشت آلانا نحو قاعة الجلوس وهي تجيها:
" كان يشتري بعض الحاجيات من الضاحية فمر ليحييني".
" آه , سأصعد وأستلقي قليلا في غرفتي يا عزيزتي".
" حسنا يا أمي".
عندما أختفت أمها , شعرت آلانا بدوار فجأة , لماذا لم تخبر أمها عن خاتم الخطوبة ؟ لماذا لم تخبرها عن الوعد بينهما؟
لم تكن خائفة من رفض والديها فهما يحبان كورت , لقد عرفت منذ مساء السبت أنه يود الزواج منها فلماذا لم تخبرهما بعد أو حتى لماذا لم تلمح الى الأمر أمامهما؟
من المفروض أن تكون في ذروة السعادة هذه الحظة ... ولكن لماذا تحس برعب غامض ؟ لماذا لا تشعر بالسعادة؟
حاولت أن تطمئن نفسها أن يعود كل شيء الى طبيعته حالما ينتهي أجتماعها المرعب برولت .
أنها تحمله أهمية أكثر مما يستحق!!
*******نهاية الفصل الرابع******
|