كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
لكن صوتا ساخرا رن في تلك اللحظة , ففرقهما قائلا:
" كورت , آلانا , أية مفاجأة! ما الذي جاء بكما الى هنا؟".
كان صوت رولت الذي تابع موجها كلامه لشقيقه :
" أعتقدت أنك ستدعو آلانا الى مكان أكثر أرستقراطية!".
رفعت آلانا رأسها وكأنها شعرت بالخطر وتلاشت لحظة الأرتياح والطمأنينة , غمرها شك قاتل بأن حب كورت لا يمكنه أن يحميها , وأجابه كورت:
" منذ لحظات كان المكان يبدو رائعا لكنني الآن بدأت أرى عيوبه "
, وأحست آلانا بأن نظراته ترمقها مبتسمة فسألته وأمارات التعجب في عينيها تتهمه بالتجسس:
" ماذا تفعل هنا يا رولت؟".
" توقفت لأشرب كأسا , لكنني نسيت أنها ليلة سبت وكنت خارجا عندما رأيتكما معا".
ردت بسرعة:
" لن نوقفك عن ذلك".
كان الأستهزاء يبدو واضحا في صوتها .
فضحك رولت وأخذ كرسيا فارغا فجلس معهما الى الطاولة دون أن يدعوه أحد وهو يقول:
" أحيانا أشعر أنك لا تحبينني يا آلانا".
فأرتجفت شفتاها غضبا وهي تجيب:
" أحيانا فقط؟".
" أجل , أحيانا فقط".
منتدى ليلاس
وحدق الى فمها وكأنه أراد أن يذكرها بالماضي وما حصل بينهما , كان يجعلها تحس أمامه أنها بلا قوة يغمرها شعور بالذنب لأنها لم تخبر كورت بأمر زيارته ,وبينما رولت يتحدث اليها , أحاطها كورت بذراعه , فأهتزت للحظة لأنها تذكرت تلك اليد القوية التي ضمتها يوما بشدة لكنها أجبرت نفسها على الظهور بمظهر أرتياح ثم قال كورت لشقيقه:
" أن الطريقة التي أحتجزت بها آلانا في الأيام الأخيرة لم تمنحك فرصة كبيرة للأستئثار بها , أكره أن أخبرك يا أخي بأنك جئت متأخرا".
وضمها أكثر بين ذراعيه وهو يقبل جبينها بحنان وأضاف:
" قريبا ستصبح آلانا فردا من عائلتنا وبشكل قانوني".
هذا التصريح المفاجىء بعث الطمأنينة في قلب آلانا فنظرت بسرعة وبأعتزاز الى رولت لتكشف ردة فعله , فوجدته ينظر اليها بغموض فلم تستطع أن تعرف حقيقة شعوره.... هل هو مذهول أن غاضب للخبر؟
لم تستطع أن تعرف , فقد هز رأسه مظهرا تصلبه وأبتسم بأحتيال قائلا:
"أذن علينا أن نشرب نخب هذا القرار ".
ثم نادى الخادمة التي كانت تمر وسألها أن تحضر كؤوس ,
قال كورت لآلانا :
" هناك شيء تجهلينه عن رولت , فعندما يهزمه أحد , يتقبل الهزيمة بسهولة , فهو لا يخسر ألا نادرا لذا يتحمل الخسارة برحابة صدر ".
لكن آلانا لم تصدق , كانت تتمنى أن يكون ما قاله كورت صحيحا , لكنها لم تنس أبدا تلك النبرة الأكيدة الواثقة حين قال لها رولت ..... ستكونين لي.
عندما أحضرت الخادمة الشراب , أخذت آلانا كأسها ونظرت بحذر الى رولت الذي رفع كأسه وشرب نخب كورت أولا ثم رفع الكأس ثانية وشرب نخب آلانا , كانت نظراته غامضة جذبت آلانا اليه وتسمرت عيناها في عينيه.
وبصوت قوي ثابت قال:
" نخب اليوم الذي ستصبح فيه آلانا مدام ماثويز".
فأحست الصبية الحسناء بأن سكينا تخترقها لأنها أدركت تلك اللحظة أنه يعني ... مدام رولت ماثويز.
لقد تحداها الآن بطريقة خفية , ماذا تراه يخبىء بعد؟
تلك اللحظة أدرك رولت أن أخاه لم يفهم قصده وأن آلانا فهمت , فلمعت نظرة ساخرة في عينيه تزايدت حين قال كورت ببراءة :
" أشربي يا آلانا ".
وأمسك بيد الصبية المتجمدة على الكأس وحملها الى فمها وتسرب الشراب الى شفتيها قبل أن تستطيع منعه.
فقال رولت:
" أما الآن وقد شربت نخب زوجة المستقبل , فهل تسمح لي بأن أرقص معها؟".
منتدى ليلاس
" طبعا".
ورفع كورت يده عن كتف آلانا بشهامة , فاسحا الطريق أمام شقيقه.
لكن آلانا أقتربت من كورت وتمتمت له:
" ألا ترى ماذا يفعل؟".
فأبتسم أمام وجهها الشاحب ودفعها نحو أخيه الأكبر الواقف قرب كرسيها , فأحست بأنه يتخلى عنها , وببرودة وجدت نفسها تنساق الى اليد التي أمتدت وراء ظهرها .
كانت حلبة الرقص الصغيرة تعج بالراقصين , لكن آلانا تدبرت أمرها وبقيت بعيدة عن رولت متصلبة بين يديه حتى عندما بدأ الرقص الناعم , كانت أصابعها متجمدة في يده ويدها الثانية متكئة بخفة الى طرف ذراعه , فبدت وكأنها تقترب من الراقصين الآخرين أكثر مما تلامس شريكها.
ثم همست له:
" كل ألاعيبك لن تنجح , أنا أحب كورت وسوف أتزوج منه!".
فأستفسر بنعومة:
" هل ستفعلين؟".
نظرت اليه بغضب وأبقت شفتيها مطبقتين وأدركت أنها تضيع الوقت في محاولة أقناعه , فهو عنيد ومغرور ولن يستمع اليها , لذلك حافظت على صمتها البارد.
فسألها رولت:
" كيف حال أهلك؟".
أجابته بجفاء:
" بخير".
وسألها والشك في صوته :
" حقا؟".
|