كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وكان الآثاث مبعثرا بلا ترتيب في الفناء الواسع , فوضعت آلانا الراديو على طاولة مستديرة من الخشب الأحمر ورفعت عنها سترة البحر القطنية وألقتها على كرسي قريبة , كان لون البكيني الصغير يتناسب مع لون السترة
أدارت الراديو على محطة تبث الموسيقى الشعبية والقديمة , ثم تمددت على كرسي الخشب الأحمر الطويل ومدت يدها خلف عنقها وفكت رباط رافعة صدرها كي لا تترك الشمس خطين أبيضين على جسمها البرونزي.
كانت المنازل المجاورة بعيدة قليلا وتفصلها عن بعضها البعض سروج واسعة , لهذا لم تخش الحسناء فضول العيون المتجسسة , ففتحت كتابها وبدأت تقرأ بعد أن وضعت نظارات شمسية لحماية عينيها من أشعة الشمس , وسرعان من أستأثرت بها تلك القصة التاريخية , وسرقت كل أنتباهها , فلم تسمع الخطوات الواثقة وهي تقترب منها.
فجأة , همس صوت رجل:
" جميلة أنت".
منتدى ليلاس
فتطلعت آلانا مذهولة فرأت رولت ماثويز منتصبا بالقرب منها على بعد بضعة أقدام من كرسيها.
كانت آلانا قد بدأت تنسى وعيده لملاحقتها فهي لم تره منذ وصلت الى هيبينغ مما أشعرها بنوع من الأطمئنان.
ومن شدة الدهشة والأرتباك لم تستطع أن تتلفظ بكلمة واحدة , وأكتفت بالتحديق.
كان يرتدي بذلة أنيقة متناسقة الألوان وقد أبقى أزرار قميصه مفتوحة فظهر صدره الرجولي الواسع المكسو بالشعر الكثيف , وهب نسيم ناعم تلاعب بشعره البني الكثيف الذي مال الى الأصفرار بسبب أشعة الشمس , وكانت شفتاه تلتويان بجاذبية .
حين تقدم منها قليلا , أنفكت عقدة لسانها وسألته بتعجب:
" كيف وصلت الى هنا؟".
" لم يفتح الباب أحد , سمعت صوت المذياع فتقدمت لألقي نظرة".
كان يحدق بها وتنبهت آلانا فجأة الى أنها في وضع لا تحسد عليه من حيث الحشمة المفروضة , فوضعت الكتاب جانبا وأسرعت تخفي نفسها , لوت ركبتيها ووقفت فأحست كأنها شبه عارية أمامه , كان ثوب البحر على الكرسي بجانب رولت, فوجهت اليه الحديث بصعوبة ولكن بهدوء أعصاب:
" هل تتفضل بالخروج من هنا, فأنا لا أرغب برؤيتك ....".
لكن رولت تجاهل طلبها وتابع حديثه:
" لا حظت أن سيارة أهلك غير موجودة , كما أن مدبرة المنزل غائبة اليوم , أليس كذلك؟".
ثم أنحنى وتناول ثوب البحر وحمله بيده وأخذ يحدق فيها , أحست آلانا بحرارة الشمس تحرقها وأرادت أن تأخذ الثوب بسرعة لتخبىء به خجلها الذي تثقبه نظراته الزرقاء , لكنها أبت أن تطلبه منه.
رفعت رأسها بكبرياء وقالت:
" أذهب من هنا يا رولت".
لكنه تابع ساخرا:
" هل أتركك هنا وحدك تتحدثين مع نفسك؟ لا يمكن أن أفعل هذا".
هددته آلانا :
" أن لم تغادر المكان , سأتصل بالشرطة".
فأجابها بهدوء:
" صحيح؟".
وأنتبهت فيما بعد أنه في حال أتصالها بالشرطة , سوف تضطر الى المرور بالقرب منه , ومن المؤكد أنه سيمنعها من ذلك.
" أنتبه , أن لم تغادر فورا , سوف أبدأ بالصراخ".
وتوقف نظره على شفتيها الرطبتين :
" هيا , أبدأي , سأستمتع بأيقاف صراخك".
تنفست آلانا بصعوبة وبدأت ترتجف من الغضب , كيف يمكنها أن تتحداه وتصرخ في وجهه وصورة فمه القاسي لم تبارح بعد خيالها! سألته بصوت مخنوق:
" ولم تبقى هنا وأنت تعلم كم أحتقرك؟".
منتدى ليلاس
" لأنك تعجبينني وتجذبينني !".
" حتى ولو كنت أخرج مع أخيك , ألا تشعر بالذنب؟".
" قررت أنني لا أريدك زوجة لأخي , بل لنفسي!".
صرخت في وجهه غاضبة:
" لكنني لا أريدك! أو أنك تعرف أنني لا أحبك وتحاول أن تتحداني".
تبدل لون عينيه وظهر فيهما غموض أفكاره فأجاب:
" ربما!".
وطغت على صوته نفحة من الكبرياء جعلت كلمته هذه مبهمة , لا تعني النفي ولا الأيجاب.
|