كانت هي وجيسي من أعز الأصدقاء ألا أن جيسي تزوجت فور أنهاء دروسها الثانوية وغادرت المدينة , لكنهما بقيتا على أتصال من خلال روث وبواسطة الرسائل.
وقد أرسلت جيسي أخيرا بعض الصور لها ولعائلتها أطلعت روث الانا عليها بافتخار:
_هنا جيسي وامي الصغيرة ,عملرها ثلاثة سنوات ,اليست كاللعبة الصغيرة بهذا الأنف الصغير والشعر القاتم؟".
فوافقتها آلانا الرأي وتناولت صورا أخرى:
" هذا ميكي أنه يكبر بسرعة , تقول جيسي في رسالتها أنه أبن سنتين نموذجي ورهيب."
وبينما كانت آلانا تنظر الى الصور لم تتوقف عن التفكير بأن جيسي تبدو سعيدة جدا , كان الأحمرار يغزو خديها وخاصة في الصورة التي تحمل فيها أبنها وتنظر الى زوجها جون , لم تكن آلانا تعرفه جيدا لكنه بدا في الصور رجلا جميلا لا بأس به فوصفت صديقتها جيسي بكلمتين:
" مودة كبيرة وأشراق بعد ثلاث سنوات من الزواج".
منتدى ليلاس
وتمنت آلانا أن يصيبها نفس الحظ هي أيضا , فراحت تتخيل نفسها مع كورت , لكن قبل أكتمال هذه الصورة الخيالية , عادت روث الى الكلام من جديد:
" الآن وقد أنجبت ولدا وبنتا , تعتقد جيسي أن العائلة أكتملت ولا تحتاج الى المزيد من الأولاد , لقد بلغ سام وأندرو الرابعة من العمر ".
في تلك اللحظة دقت الساعة في غرفة الطعام فأندهشت روث وقالت:
" يا ألهي, أذا أردتم تناول العشاء في ساعة مبكرة , فعلي أن أبدأ بتحضيره".
فعلقت والدة آلانا:
" سوف أساعدك".
وهمّت بالقيام عن الأريكة لكن روث أمرتها بأصرار :
" أبقي هنا وتحدثي الى آلانا , فأنت لم تريها منذ عيد الفصح ".
لم ترفض الأم الطلب وقالت:
" أذا أحتجت الي , تناديني!".
وما أن خرجت روث من الغرفة , حتى عادت آلانا لى الصور من جديد بينما أفكارها منشغلة بوالدتها , كان من الصعب الأقرار بعد كل هذا الوقت أن كانت أمها مجبرة على الحد من جهودها , فهي ما زالت تظهر نشاطا يخفي ضعفها , وتنهدت الأم تنهيدة حزينة أسترعت أنتباه آلانا , فسألت:
" هل من سوء يا أمي؟".
أبتسمت وهي تجيب:
" ليس تماما , أنني أتساءل فقط كم سأنتظر بعد قبل أن أرى صور أحفادي أو أكون قربهم عندما يولدون".
فأحست آلانا بغصة في صوتها وأجابتها بصوت منخفض:
" لا تتكلمي يا أمي بهذه الطريقة!".
قضحكت أليونور بصوت نقي رنان:
" أنني لم أشر الى وراثة مبكرة.... منذ دخلت سنك السادسة عشرة يا حبيبتي , طرق بابنا كثير من المعجبين , لكنك لم تفكري جديا بواحد منهم , هل تفكرين بأن تصبحي واحدة من نساء عصرنا المهني؟ ليس لأنني أؤمن بأن المرأة لا يجب أن تنشغل لمهنة بل لأنني أبقى مقتنعة بأن عليها , أضافة الى ذلك , أن تدخل في حياتها زوجا وعائلة".
شعرت آلانا بالأرتياح لأن أمها ما زالت تفكر في المستقبل بنفاؤل , وحاولت مداعبتها قائلة:
" أنني في الواحدة والعشرين من عمري , لقد أصبحت عانسا , أليس كذلك؟".
فأبتسمت والدتها وقالت:
" لنتكلم بجدية , ماذا عن كورت ماثويز؟ هل هو ما تريدين؟ هل تحبينه؟".
جمدت آلانا للحظة تتأمل الصور في يدها وأجابت:
"أعتقد ذلك".
" تعتقدين ذلك؟".
وغمر صوت والدتها شيء من الخيبة والحنان معا ,وقالت:
"يا حبيبتي , أنني أشك في أن يكون بينكما حب أذا قلت... أعتقد ذلك, فعندما تحبين رجلا , أما أن يجعلك غاضبة جدا وغير قادرة على التفكير أو أنه يحملك على أعلى قمم السعادة!".
" هل هذا صحيح؟".
منتدى ليلاس
وكانت عيناها الشيطانيتان تنظران الى امها وهي تتابع:
" وهل جعلك والدي تشعرين بذلك؟".
وأقرت أليونور باول ضاحكة:
" بعد ثلاثين عاما , ما زالت لديه القدرة على أثارتي أكثر من قدرتي على الأحتمال! نحس بقمة السعادة حين نبني علاقة حب صلبة تدوم أطول , وهذا شيء لا نجده الا في قصص الحب الجميلة ,فليس من الحكمة أجتياز دروب الحياة ونحن في الأحلام دائما!".
وافقتها آلانا وأبتسمت وقد أعتبرت في داخل نفسها بأن رأي والدتها عن الحب تقليدي وعاطفي , فالحب ليس على هذا الشكل في الرومنطيقية , فالحب ليس شيئا يحدث بل هو شيء ينمو من عاطفة حقيقية ومن أعجاب ثم يتحول الى شيء أكثر صلابة , ورغم أعتراضها على فكرة أمها , لم تبد رأيها فليس من سبب يدفعها للجدل حول تلك النقطة بالذات....
*******نهاية الفصل الثاني*******