كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
أن ميسابي كلمة هندية تعني .... أرض العملاق النائم.
وقد أطلق هذا الأسم على سلسلة الجبال لأنها تشبه وجه رجل نائم , في الماضي كانت الغابات العذراء تغطي جميع المنحدرات ويتجول فيها صائدو الفراء بحرية لكن فؤوس قاطعي الأخشاب شرّدت الحيوانات وأقتلعت معدات التنقيب عن الحديد أغصان الشجر , وهكذا أختفت أشجار الصنوبر الشامخة التي عرفتها أوجيبوا والتي بلغ قطرها حوالي عشر أقدام أو أكثر وحلت محلها أشجار يانعة , بينما كان العملاق النائم يرتاح .
جال في المنطقة عمالقة آخرون.....
أنزلق نظر آلانا الى الرجل اللامبالي الذي يجلس وراء المقود وتأجج الغيظ بداخلها , لقد وصف والدها ذات مرة رولت ماثويز بالعملاق , قاصدا بذلك بنيته كرجل وليس طول قامته , هو طويل ومعضّل وله وجه صارم ,لكن لم تكن تلك ميزته الوحيدة عن غيره أو على الأقل هذا ما قاله والدها.
دوربان باول , والد آلانا , كان رجلا حساسا ومثقفا لكنه رغم محاولاته الجادة , لم يكن مرة رجل أعمال ناجحا , فقد ورث عن جده ووالده منجم الحديد وثروة كبيرة... لم يعرف كيف يحافظ عليها فنضب المنبع وأنقطعت موارد العائلة , وفي أعماقها كانت آلانا تعلم أن ما قاله رولت عن والدها صحيح وأن الشركة كانت على وشك الأفلاس لو لم يشترها أهل كورت , لكنها كانت تعلم أيضا أنه حين باع الشركة لم يكن يفكر بالربح المادي لنفسه فقط , يومها كان همه الوحيد أقتصاد المنطقة ومصلحة الأشخاص الذين يعملون عنده.
وبعد البيع , أحال نفسه على التقاعد وأكتفى بالعيش من موارد أمواله.
وعندما أعترضت آلانا على هذا التصرف وأصرت عليه ليشارك فعليا في أنتقال الشركة وأعمالها في المستقبل , أبتسم وهز رأسه قائلا:
" أنه عمل لرجل واحد وهو يحتاج لمن يجهد نفسه ويعمل دون الأهتمام للمشاعر الشخصية , فعندما يمتلك الأنسان تجارة وعمالا يشتغلون عنده ويميل للأشفاق عليهم , لا يمكنه عندئذ أن ينجح في تجارته , لقد مرت علي أيام أنشغلت فيها بمرض عائلة أحد عمالي أكثر من أنشغالي بأنتاجي اليومي ... فلا يمكن لرجل أعمال أن يسمح لأمور شخصية بأزعاجه بل عليه أن يتجنب العمال ومشاكلهم , لا يمكن للشعور الشخصي أن يلعب دورا بالتجارة , على الرجل المسؤول أن يتجنب هذه الأمور ويكون عملاقا ولا يفسح مجالا لأية عقبة أن تعترض طريق نجاحه , وأن رولت ماثويز هو ذاك الرجل.
فأجابت آلانا:
" أنه بارد وخشن , أهذا ما تعنيه؟".
" أعتقد أنه يمكنك وصفه بهذا الشكل , لكنه سوف يتمكن من أنجاح الشركة وأنجاح نفسه , والجميع يستفيدون من هذا التفوق بما في ذلك نحن".
منتدى ليلاس
بارد وخشن , صفات كانت تناسب رولت تماما , فقد كان يتجنب الجميع ويتعالى عليهم وحسب علم آلانا منذ أن تسلم أدارة الشركة , لم يترافق رولت مع أحد من موظفيها خارج أوقات العمل.
كورت وحده خالف هذا المبدأ ورغم ذلك لم تسنح أية فرصة لقاء بينهما , حين وقع نظر آلانا ثانية على اليدين القويتين والحمراوين المتشبثتين بالمقود, تساءلت بسرعة عن النساء اللواتي عرفهن فلم تشك أبدا أن لمسة يديه تمنح السعادة أو الألم , لكنها كانت تتساءل أن كان رولت نفسه قد أحس مرة بأي شعور.
أبطأت السيارة وخرجت عن الطريق الرئيسي , فأبصرت آلانا مدخل الشركة حيث وقف الحارس قرب البوابة المقفلة , عندما وصلت السيارة الى البوابة أنحنى الحارس ليرى من بداخلها ثم أومأ بأحترام وفتح لها باب الدخول , وتخيلت آلانا أنها تعرف الحارس ألا أن شعره الأبيض وأنخفاض أكتافه مع مرور السنين بدّلا ملامحه , لكن وجهه لم يكن غريبا عنها وتذكرت أنها تعرفت عليه يوم جاءت مرة منذ خمس سنوات الى الشركة لتأخذ والدهافسألت:
" أليس هذا بوب شميدت ؟ كنت أذهب الى المدرسة مع أبنته جوستين".
" ربما , فأنا لا أعرف أسمه".
كانت قلة أهتمام رولت بهوية الرجال واضحة في جوابه اللامبالي , أما والدها فقد كان يعرف الأسم , ويفتخر بنفسه أذ أنه يعرف أسم كل رجل يعمل في شركته , لكنها لم تعلق على الموضوع لأنها تذكرت منذ قليل وصايا والدها ونصائحه بخصوص الصفات المطلوبة للنجاح.
|