" أنني أتحداك يا آلانا , لن تطلقي للتزوجي من أخي".
" لن أتزوج كورت , فأنا لا أريد أي شيء من الرجال بعد الآن ,. ليس هنالك رجل على الأرض يستحق العذاب الذي يسببه للمرأة , أن ثمة خبثا في القضية لا أفهمه! عندما أتهمني كورت زورا بأنني متورطة معك , ألقيت اللوم على نفسك وتحملت المسؤولية لتصل الى أهدافك , وها أنت الآن تتهمني برؤية كورت وتستعمل أسلوبه الخاطىء نفسه , هذه المرة اللوم يقع علي وحدي لأنني لم أكن أعلم شيئا عن الرجال , لقد أنتصرت علي يا رولت, أنتصرت جيدا".
قالت ذلك وهمت بالخروج لكنه أعترض طريقها , فرفعت نظرات مرتجفة الى وجهه القاسي , وأندهشت حين لاحظت من وهج عينيه أنه يتألم كحيوان مجروح , فجأة تحولت زرقة عينيه الى قساوة وبرودة فقال:
" الى أين تعتقدين أنك ذاهبة؟".
منتدى ليلاس
أحست آلانا أنها ترى في عينيه عالم الألم نفسه الذي كانت تحس به , لكنها أدركت أن ما يثيره ليس سوى كبرياء رجل ذي أنانية حمقاء.
فأجابته بقوة:
" قلت لك بأنني سأتركك , سوف أغادر هذا البيت , سوف أفسخ هذا الزواج وأتخلى عنك".
وأضطربت شفتاه وسألها:
" ماذا تريدينني أن أفعل؟ أتريدينني أن أجثو أمامك وأرجوك بالبقاء ؟ أتريديني أن أزحف اليك ؟ هل هذا ما تبحثين عنه؟ أتريدينني أن أنحني على قدميك لكي يكون أنتصارك كاملا؟".
ضحكت آلانا والدمعة في عينيها وقالت وصوتها تجره الحسرة:
" أن هذا المشهد سوف يكون رائعا ... عملاق ميسابي على قدمي".
فأجابها رولت بجفاء:
"أنك قادرة أن تحمليني على الركوع عند قدميك , وهل يرضيك ذلك؟".
" لا أبدا".
" لا شيء أقوله أو أفعله أذن يمكنه أن يغير الموقف , أليس كذلك؟".
وأهتز ذقنها وسألت:
" هناك أمر واحد أرغب في معرفته , قبل ليلة أمس , هل كنت تعلم بأنني قابلت كورت؟".
" أجل".
ورغم أنها كانت تتوقع هذا الجواب , لم تستطع أن تمنع نفسها من التراجع! وكأن صوته القاسي قد أصابها بعنف, وأحرقت الدمعة خدها , قالت:
" أيه حمقاء أنا! لقد أردت أن أكون لك لأنك خفت أن يسرق منك كورت طهارتي قبل أن تفعل بنفسك ! لم أتوقع أبدا أن يكون الحب عاطفة مذلة بهذا الشكل!".
" الحب!؟".
أمسك رولت بكتفيها وهزها بقوة وهو يقول:
" أنت لا تعرفين شيئا عن الحب! هل تعلمين بأية حال كنت خلال تلك الأسابع التي قضيتها في هذا البيت ؟ وأنا على علم أنك على موعد مع كورت, وأتصورك بين ذراعيه وهو يقبلك؟ هل عرفت الشعور الذي راودني كل مرة رأيت الحقد في عينيك وأنت تنظرين الي!؟".
"الحب! "
راح يردد هذه الكلمة بقسوة وعيناه ممتلئتان حزنا وغضبا وغموضا وهو يتأمل وجهها , أما هي فكانت مذعورة , لا تصدق ما تسمعه أذناها.
قال لها:
"أول مرة رأيتك فيها وكنت لا تزالين مراهقة , وقعت تحت أثر سحرك وعندما نضجت وأصبحت أمرأة , لم أستطع التوقف عن حبك ولا أزال عاجزا عن ذلك , أجل لقد أجبرتك على الزواج مني , وأبتكرت حيلة , لقد أستفززتك , تلاعبت بعواطفك .... أعتقد أنني كنت قابلا لأن أفعل أي شيء لكي أتزوج منك , أعترف بأنني لم أكن لطيفا , لكن من قال أن الحياة لطيفة ؟ لكن بأمكاني أن أجعلك تقعين بحبي , في الليلة الماضية....".
منتدى ليلاس
توقف لحظة عن الكلام , هز رأسه وتركها دون أن ينهي عبارته ثم أضاف:
" .... واليوم تقابلين كورت".
فأستعادت آلانا صوتها وأجابت:
"لكنني لم أقابل كورت".
قال والرجاء في نبراته:
" آلانا , لا تكذبي علي".
فتمتمت :
" أنني لا أكذب , هل تفعل أنت؟".
" أكذب في أي موضوع؟".
" هل تحبني فعلا؟".
ثم توقفت لتبتلع الخوف الذي غص في حلقها , وغطى الألم وجهه وهو يجيب:
" أليس هذا ما كنت أقوله منذ ساعة ؟ أنني أحبك يا آلانا!".
لم يرفق تصريحه هذا بأي أطراء أو مقدمات منمقة , لكن بساطة كلامه جعلت أنفعالها أقوى وأصدق , فقالت له:
أنني أحبك يا رولت".
وأمام نظراته المشككة تابعت:
" كنت أصارع نفسي لأتجنب الوقوع في حبك , منذ زواجنا وأنا أحاول أن أقنع نفسي بأن ما يشدني اليك هو مجرد أنجذاب حسي , لكنني فشلت ولم أقتنع , لقد قابلت كورت البارحة لسبب واحد, كنت أريد أن أتأكد أذا كنت ما زلت أحبه أم لا! الآن لم أعد أكيدة حتى من أنني كنت أحبه من قبل , أعرف فقط أنني لا أحبه اليوم , أنه لطيف وأنا معجبة به , لكنني أحبك أنت".
سمع هذه العبارة ونظر اليها , حدق طويلا وقد سرح تفكيره الى البعيد ثم قال:
"واليوم؟".
" اليوم ذهبت الى المدينة , وأشتريت ما أريد ثم عدت مسرعة الى البيت دون أن أرى أحدا , كنت منشغلة جدا بالعودة لتحضير عشاء الليلة , أنه أول عشاء حقيقي نتشارك فيه كعروسين , أنها ليلة زفاف ثانية على ضوء الشموع والزهور .... لأنني أحبك!".
ضمها اليه بكل قوة , وخبأ وجهه في خصلات شعرها الناعم وراح يداعب رأسها بحنان , ثم تمتم بصوت خافت:
"يكفيني أن تفكري بأنك تحبيني , سوى أن عليك أن تمنحيني الوقت الكافي لأصحح كل ما أخطأت به , لا تتركيني يا آلانا , لا تتركيني".
" لن أتركك يا رولت ,. أبدا, أبدا".
" أبدا يعني وقتا طويلا".
فرددت وعيدها:
" أبدا! لن أتركك!".
منتدى ليلاس
دوى في البعيد صدى صراخ حمامة برية تسبح فوق ميا البحيرة , وأبتسمت الشمس وأشعتها تلتمع على المقعدين الخاليين في غرفة الجلوس فأدركت آلانا أن الأيام الجميلة أمامها طويلة قبل أن تفكر بالغوص في أعماق البحار....
كان الوقت لا يزال باكرا جدا فلم يفكر أحد من العاشقين بأضاءة الشموع!
النهاية