" ليس تماما".
وأستدركت فجأة أن رولت ينام بجانبها.
" حاولت الأتصال بك منذ أكثر من ساعة لكن العاصفة قطعت خطك".
" أعرف".
فسألها:
" كنت أتصل لأعرف في أية ساعة ترك رولت البيت , لأنني أنتظره في المصنع منذ التاسعة , ولم يأت بعد".
ألقت نظرة سريعة الى الساعة المعلقة على الحائط , ولاحظت أنها العاشرة والربع , فترددت لحظة غير قادرة على الأجابة لأن رولت لا يزال نائما الى جانبها.
" لا أعرف, أنما تأخر في النوم".
فعلق كورت:
" لقد سقطت عدة أشجار بسبب العواصف , ربما ينتظر أن تفتح أحدى الطرقات ليتمكن من المرور".
عندها أجابته آلانا بهودة:
" أجل ربما! أذا عرفت شيئا عنه قبل أن يصل اليك , سأطلب منه أن يتصل بك".
منتدى ليلاس
" شكرا , أنني...".
لكنها لم تسمع نهاية العبارة فقد غمرت البرودة معدتها وخصرها لأن رولت تحرك فجأة وأزاح الغطاء عنه وأخذ السماعة من يدها ,فأدارت ظهرها وألتفتت الى وميض عينيه الزرقاوين وهو يجيب بنفسه على الهاتف:
" كورت , أنا رولت على الخط ".
كان يتكلم على الهاتف لكن عينيه بقيتا تحدقان بها , وتخيلت أن كورت قد يكون مندهشا أكثر منها , تابع رولت:
" كورت , هل أنت هنا؟".
كان صوته مستهزئا وهو يلامس جلدها الناعم , كان يتحدث الى شقيقة ويتابع في الوقت نفسه مد عبة آلانا , حاولت أن تعارض وأدارت وجهها بأرتباك كي لا يرتكب أية حماقة وهو يتكلم , فسمعت صدى صوت كورت عبر الأسلاك لكنها لم تبال , كانت منشغلة بأحاسيسها الجديدة , قال له رولت:
" أنني آسف لتأجيل لقائنا , لقد ذهبنا الى السرير في وقت متأخر جدا الليلة الماضية , وقد حاولت آلانا أن تكون زوجة مثالية فتركتني أغرق في النوم هذا الصباح , أليس كذلك يا عزيزتي؟".
وضحك بهدوء مثيرا.... أكثر وأكثر , وتابع:
" لنؤجل لقاءنا الى الواحدةوالنصف ... هل يناسبك ذلك؟ من الأفضل أن تخبر السيدة بلايك بأنني سوف أتأخر حتى الظهر .... فأنا منشغل جدا "
رفع رأسه وأنحنى على آلانا ليعيد السماعة الى مكانها وعاد الى حبيبته من جديد.
مر الوقت مسرعا ,كانت آلانا لا تزال تستلقي على ذراعه , تتنفس بأرتياح والأبتسامة على ثغرها , كم تمنت لو تبقى في هذا الوضع آلاف السنين , لكن معدتها الخالية من الطعام ذكرتهاأنها لم تأكل أي شيء منذ ظهر البارحة ... وكذلك رولت.
نهضت مسرعة من مكانها الدافىء بينما رولت يراقبها بكسل وأخذت ثوب النوم عن الكرسي فأرتدته , سألها:
" الى أين تذهبين؟".
أدارت وجهها نحوه وهي تصفف شعرها بسرعة وأجابت:
" لأحضر الفطور".
كان صدره يلمع تحت نور الشمس الساطعة التي تسربت من النافذة , مما جعل قلبها يخفق أكثر لأن نظراته كادت تتغلغل الى صدرها , أوقفها صوته :
" تعالي اليّ".
فأقتربت قليلا من السرير ثم توقفت.
شد على ثوب النوم بقوة حتى سقط على الفراش , وأحست أنها بحاجة الى الأسترخاء بين ذراعيه مرة أخرى لكنها أعترضت قائلة:
" لم تتناول العشاء الليلة الماضية , لا بد أن تكون جائعا".
" ليس عندي أية شهية للأكل".
ثم فك رباط ثوبها وتابع:
" أعتقد أنني سأحرق ثيابك ولا أترك منها سوى هذا القميص الشفاف ".
ونظر الى وجهها الذي أحمر فجأة وأضاف:
" .... ثم ألازم البيت ليل نهار!".
لكنه تنبه الى أنها جائعة فأبتسم وأضاف:
" من الأفضل أن تحضري الطعام , فلا أريد أن يغمى عليك هنا في السرير".
عندما وصلت الى أسفل الدرج كانت قدماها ترتجفان , لقد لحق بها رولت الى المطبخ بعد أن أستحم وحلق ذقنه وأرتدى بذلة أنيقة , أبتسم لها أبتسامة عريضة جعلت قلبها ينبض من الفرح, أن الفرق شاسع بين ضحكة السخرية وضحكة الحب والرضى ,ولاحظت أنه رائع حقا! خلال الفطور خيم صمت جميل , صمت العشاق.
منتدى ليلاس
شرب رولت ثلاثة فناجين من القهوة ثم نظر اليها وقال:
" حان الوقت لأذهب الى عملي".
فهزت رأسها موافقة وقامت من كرسيها وقالت:
" سوف أرافقك حتى السيارة".
وتوجها نحو الباب الأمامي فتوقف رولت ونظر الى وجهها , وقفت بدورها وتطلعت اليه مترددة:
" هل ستنقلين أغراضك الى غرفتي أو أنقل ثيابي الى غرفتك؟".
فأجابته بهدوء:
" سأنقل ثيابي".
ضمها اليه بشوق , فتنفست رائحته الساحرة.
" من الأفضل أن أذهب الآن وألا فلن أذهب أبدا".
نظرت اليه نظرة أخيرة من شق الباب وأبتسمت له , وقد أكتشفت أن رولت ينجذب اليها بقدر ما هي منجذبة اليه.
كان المطر خارجا قد غسل أوراق الأشجار .
وبدت الطبيعة واضحة ناصعة , فأرتعش قلبها من الفرح.
*****نهاية الفصل الثامن******