كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
أنتشرت المياه والصابون في كل مكان , بينما كانت تحاول مقاومته , لكن أرض المغطس كانت تعرقل مقاومتها فتنزلق كلما حاولت أن تشد أكثر.
لف رولت ذراعيه وراء ظهرها وضمها اليه وشد بكل قواه , فتوقفت آلانا عن المقاومة مجبرة كي لا تزيد من ألم يديها , ثم أعادت رأسها الى الوراء وعيناها تلتمعان من الغضب مثل عينيه , وتمتمت له بسخط ظاهر وهي غير قادرة على التنفس:
" أتركني!".
أجابها بقسوة:
" بكل سرور".
منتدى ليلاس
ثم تركها كليا دون أن يمد لها يد العون كي تتمكن من الوقوف على البلاط المبتل , ثم أنتزع المنشفة الكبيرة المعلقة وقال لها:
" خذي!".
لفها حول جسمها غير آبه بالخشونة التي يمسكها بها وربط أطرافها حول صدرها , وقال:
" أن عفتك وحشمتك لم يمسا بعد".
كانت بقع الصابون تلطخ قميصه القطني وقد أبتلت ثيابه , وبعد أن نظر اليها نظرة متعجرفة أخيرة , هم بترك المكان.
لكن آلانا المرتبكة الخجولة والحانقة لم تستطع أن تتركه يرحل بسلام , فلم يكن يكفيها أن يغادر دون أن توجه له كلمتها الأخيرة:
" أياك أن تقترب مني ثانية , أبدا".
وبحركة طفولية , ضربت قدمها على الأرض الرطبة.
توقف عند عتبة الباب دون تأثر للحظة الأولى , ثم أستدار كالعملاق فأدارت آلانا ظهرها وأتجهت نحو غرفتها بينما تابع رولت وصوته يرتجف من الغضب:
" أذا أتيت أو لم أفعل مرة ثانية , فهذا شأني وليس بناء على أوامرك".
فقالت آلانا بشجاعة وهي تتراجع خشية أن يتقدم منها:
" لا تكن واثقا جدا من ذلك".
وسخر منها محتقرا:
" أحقا؟ وهل شعرت بالأطمئنان ليلة البارحة وراء الحواجز التي أقمتها؟".
وألقى نظرة ساخرة على الخزانة أمام باب الردهة .
فتعمدت آلانا ألا تزيح نظرها عنه وهي تتراجع فلم تلاحظ أنها وصلت الى أرض الغرفة المغطاة بالسجاد.
كانت تتساءل هل عرف بوجود الخزانة وراء الباب منذ الليلة الماضية أم أنه لم يرها ألا الآن؟".
وكأن السؤال ظهر في عينيها فذكرها رولت قاطعا أفكارها:
" أن غرفة الجلوس تقع تحت هذه الغرفة تماما , وقد سمعتك تجرين الأثاث ليلة البارحة وكنت أشك بأنك ترتبينه في ذاك الوقت المتأخر من اليل".
منتدى ليلاس
فقالت :
" لقد عرفت أذن!".
" طبعا , ولكن هل تعتبرين أن التدابير تستطيع منعي من الدخول لو أردت ذلك؟".
أجابته منذرة:
" كنت أقتلعت عينيك لو نجحت بالدخول".
فضحك بخشونة وأجاب:
" أشك في ذلك".
ودون أن تنتبه الى كلامها , هزت آلانا رأسها بكبرياء وتحد وأجابت:
" حاول مرة".
ثم قفز نحوها بقوة وأدركت أنه أصبح أمامها فرفعت يدها لتضربه لكنه ألتقطها في الوقت المناسب فأصابت الصفعة كتفه دون أن تسبب له أي أذى , ثم أمسك بذراعيها من أعلى وراح يشد على جلدها الناعم بقسوة.
كانت ترفس بأصابع قدمها وتضرب بقبضتها لمنعه من جرها اليه , وبعد محاولات متكررة نجحت في ضغط يدها على يده ومنعه من أن يمسك ذراعها فأجبرته على أن يحيط جسمها بيديه تاركا يديها حرتين لضربه وهي تتلوى وتتخبط داخل حصاره الحديدي.
لكنه لم يتأثر من وابل ضرباتها على صدره وكتفيه , فوجهت قبضتها نحو فمه , نحو تلك الشفاه الساخرة , وأصابته في وسط الشفة فأنهمرت الدماء على أسنانه البيضاء.
تلك اللحظة شعرت آلانا بالخوف مما فعلت , فجحظت عيناها حين رفعها بيديه , ورماها بغضب الى الوراء فأرتج السرير من وقع جسمها وأنطلقت صرخة دهشة من فمها , ونظرت الى وجه رولت الغاضب العابس غير قادرة على الحراك بينما هم بالأنحناء فوقها على السرير.
عادت الى وعيها لحظة , وبدأت تجر نفسها الى الجهة الثانية من السرير لتبتعد عنه , لكنه كان أسرع منها فأنتشل أحدى ذراعيها وأدارها ووضعها في موقف حرج.
حاولت يداها مصارعته وأبعاده عنها لكنه كبل يديها فوق رأسها , حدقت به وعرفت أنها وقعت في الفخ , كانت عيناها ترفان من الخوف عندما واجهت عينيه القاسيتين.
كانت تقاوم برأسها علها تتخلص منه لكنها أحست أخيرا بالضعف والأنخذال , أما قبضة يده المطبقة على كتفها فحطمت قوة دفاعها , وحين أكتملت مخاوفها أحس رولت أنها باتت تحت أرادته.
لكنها بقيت باردة متجاهلة لمشاعرها.
منتدى ليلاس
يجب ألا تستسلم له بعد ما فعل بها وبأخيه وبأهلها.
وعندما أحست بأن آخر وسائل دفاعها قد سقطت بين أحضان عاطفته الثائرة , وعرفت أن كل قرارتها باءت بالفشل وتلاشت آخر مقاومة لديها , رفع رولت رأسه وأبتعد عنها وفي ملامحه غضب وأشمئزاز ووقف قرب السرير , فمدت يدها المرتجفة , وأمسكت بأطراف المنشفة وهي غير أكيدة أذا كان أبتعاده عنها نهائيا أو مؤقتا , فقال لها بغضب:
" هكذا ستستمر القصة , أليس كذلك؟ عراك وصراخ, سوف نرى من سيرضخ أولا؟".
وأدار ظهره بسرعة وأتجه نحو الباب المسدود بالخرانة فخرج منه الى الردهة , وتجمدت آلانا في مكانها أذ أنتابها شعور جامح ومفاجىء بالحاجة الى عطفه برغم قسوته , فنادته بصوت خافت:
" رولت".
فتوقف وأستدار سائلا:
" ما بك يا آلانا؟".
كان جوابه قصيرا وخشنا.
|