كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
أجاب:
" أنها زيارة ذات هدف سار".
ثم وضع يده على كتف آلانا , فأحست أن عليها البدء بالكلام .
تطلعت الى وجهه المتأجج فرحا وتمنت لو تقول له أنها ستتحمل ملامساته لها حتى ولو كانت تكرهها , ثم نظرت الى عينيه الدافئتين اللتين ترمقانها بحنان وأشتياق دون أن تستطيع أن تقصي نظرها عنهما.
لكن صوتا من داخلها أنبها صارخا:
( أنتبهي! لا تؤخذي بجماله! تذكري ما هو هدفك من هذا الزواج! عندما ستحطمين رولت , كوني أكيدة ألا تحطمي نفسك أيضا).
أبعدت نظرها عنه بجهد واضح وتطلعت الى وجه والدها الغارق بالحنان والتساؤل , ثم ألتفتت بسرعة صوب أمها الجالسة على المقعد والتي كانت تحدق بها وتتوقع خبرا ما!
منتدى ليلاس
ووسط دهشة الجميع أعلن رولت بهدوء:
" هذه الليلة وافقت أبنتكم على أن تكون زوجتي".
ثم أدار وجهه عن آلانا ونظر الى والدها قائلا:
" بموافقتك طبعا".
بدت هذه العبارة الأخيرة بادرة أحترام لكن آلانا عرفت أن رولت لا يهتم كثيرا ما أذا وافق أهلها أو لم يوافقوا , وأن عليها أن تتزوجه بأرادتهم أو بدونها.
هذا الخبر أذهل دوريان باول لكنه لم يدهش زوجته أبدا , فوقفت باسمة :
" أنا سعيدة من أجلك يا حبيبتي ".
ثم تلألأت دموع الفرح من عينيها وهي تتابع:
" لم تخدعيني أبدا , كنت أعلم منذ زمن طويل بهذا الأمر , أليس كذلك؟".
فوافقت آلانا وهي تنظر بطرف عينها لترى نظرات رولت المتسائلة والذي فوجىء بهذا التصريح , فأبتسم قائلا:
" هل عرفت بذلك منذ البداية , يا مدام باول؟".
ثم أحنى رأسه بفضول ولامس يدي آلانا التي كانت تبتسم بفرح في تلك اللحظة , بينما أمها تقول لرولت:
" يمكنك أن تسمي ذلك حدس نساء , كنت عارفة منذ البداية أن آلانا واقعة في غرامك".
أما دوريان باول , فقد ضحك مندهشا لما آلت اليه الأمور وقال لزوجته:
" كان عليك أن تخبريني بالأمر , فأنا والدها ,أليس كذلك؟".
أجابت :
"لو أخبرتك , لكنت أتهمتني بأنني عاطفية وحمقاء , لقد ذكرتني آلانا بحالتي عندما كنت صبية , أتذكر كم كنت عصبية يا دوريان عندما بدأت القصة بيننا , لكن ذلك لم يدم طويلا ".
أزداد البريق في عيني رولت وثارت أعصاب آلانا , لكنها كانت مجبرة على أن تلزم الصمت بينما خطيبها يستمتع بلحظات النصر , فنظرت اليه بعتب كبير وتركته يفهم كم هي تستخف موقفه تلك اللحظة... والى الأبد.
منتدى ليلاس
وبينما آلانا تحاول أن تطفىء النار في داخلها قال لها والدها:
" أتذكر جيدا , كيف كنت تغضبين بسرعة من أجل أتفه الأمور وكنت أشعر بذلك".
وأضاف موجها حديثه لرولت:
" أن آلانا تشبه والدتها من نواح كثيرة".
مد رولت يده وأحاط خصر آلانا وشدها اليه فضغطت بأصابعها على يده محاولة أن تبعدها عنها دون أن يراها أحد , وعلقت على حديث والديها رغما عنها.
" أنك تبالغ يا أبي, سوف يعتقد رولت بأنه يتزوج داهية بعد حديثك عن الغضب".
همس رولت ضاحكا في أذنها :
" هل تعتقدين أنني لا أعلم ذلك؟".
وتمنت لو تستطيع أن تضع أناملها في عينيه تلك اللحظة وتطفىء بريقهما لأنه كان يستمتع بالموقف الحرج على حساب أعصابها .
أضاف والدها وأبتسامة حب تعلو ثغره:
" طبعا أنت لست كذلك, لكن لا بد أن أعترف الآن أمام رولت أنني كنت أتمنى أن تختار آلانا رجلا مثل كورت زوجا لها ,وقد أدهشني أن تقع في حب رولت , الآن أنا سعيد جدا بأختيارها هذا وأشعر أنها بأيد أمينة.
رد رولت وهو يرمق حبيبته بنظرة حب ساخرة في آن واحد:
" شكرا يا دوريان , أن لي الشعور نفسه".
فتمتمت والدتها متأسفة:
"مسكين كورت , كم كان معجبا بك يا آلانا!".
فأجابت ونبرات الأضطراب والألم ظاهرة في صوتها :
" نعم يا أمي , أعلم ذلك".
فقالت الأم من جديد :
" أرجو أن لا تكون آلامه قد زادت , لقد علم بالأمر , أليس كذلك؟".
لم تتمكن آلانا من الأجابة على سؤال أمها لأن ذكرى كورت أشعلت ثورتها من جديد , وجعلتها تتذكر وجهه وهو يغادر المكتب فعضت على شفتيها لتمنع الكلمات الحقودة من الأنزلاق .
لقد دمر رولت سعادة كورت وسعادتها ليحصل على ما يريد , لكنه لم يبال ورد على تعليق الأم قائلا:
" لقد رأيناه هذا المساء , كان الأمر صعبا على الجميع , لكنني أعتقد أن الأمور ستجري على أحسن ما يرام".
|