أجاب رولت :
" لا أعتقد أنك تملكين خيارا آخر خاصة أذا كنت متعلقة بأهلك بقدر ما تزعمين".
أشاحت آلانا بنظرها بعيدا عنه , بدت منزعجة , مضطربة ثم قالت:
" أن كورت سوف يساعدني , يمكننا أن نتدبر خطة لمساعدة أبي دون أن يعرف من أين يأتيه المال".
" أن كورت لا يملك تحت تصرفه المال الكافي لذلك, أنه يعمل هنا ويقبض أجرا لا يكاد يكفي لأعالة بيتين , ففي عائلتنا ,كل فرد يعمل بطريقته الخاصة ليصل الى القمة أو لا يعمل ! فالمال لا يأتينا على طبق من فضة عند الولادة".
ثم وضع كأسه على الطاولة وتابع:
" لا يا آلانا , كورت لا يستطيع مساعدتك , أنا الذي أستطيع ".
فصرخت به :
" لن أتزوجك أبدا , أن مجرد التفكير بذلك يجعلني أشعر برغبة في التقيؤ".
" لقد قدمت لك الحل الوحيد الباقي".
" لن أقبله".
فأقترب منها وقال :
" ماذا ستفعلين أذن؟ لا شيء؟".
" لا أدري".
وتنهدت بيأس ثم أدارت وجهها ونظرت اليه بغضب وأستياء :
" يمكنك مساعدته دون فرض شروطك المستحيلة!".
وتمتم لها :
" بسبب طيبة قلبي؟ لا فأنا أريدك أنت يا آلانا بالوسائل الحسنة أو بالقوة".
كانت عباراته جازمة فعرفت أن محاولتها ضاعت منذ أن تلفظت بها لكنها قالت:
" وهل يخطر ببالك مثلا أنك أذا ساعدت والدي بلا شروط , قد أغيّر رأيي فيك؟".
" طبعا , خطر لي ذلك , لكن تغيير رأيك فيّ لا يعني أنك سوف تصبحين زوجتي ,وهذا ما أريده بالذات , لذلك يجب أن أعرف ولأية درجة سوف تشعرين بالجميل قبل أن أقدم على أية مساعدة".
هنا رأت آلانا منفذا صغيرا لمشكلتها وأبعدت نظرها عن رولت كي لا يعلم بماذا تفكر وسألت:
" لكن , أذا وافقت على الزواج منك , فهل تساعد والدي؟".
لكن رولت أغلق المنفذ سريعا وقال ساخرا:
" سوف أساعده عندما تصبحين زوجتي".
فعاد الغضب الى وجهها وقالت:
" أذا أفلس أبي يا رولت ماثويز , فذلك بسببك أنت لأن بأمكانك أن تنقذه!".
أجابها بهدوء:
" لا!أن الغلطة غلطتك أنت , أنا قدمت المساعدة وأنت رفضت , لذلك لن يقع اللوم علي بل عليك أنت , أكاد لا أعرف والدك , ماذا يهمني أذا كان لا يستطيع أن يبقي على مركزه الأجتماعي وعلى علاقاته بأصدقائه , لو كان والد زوجتي , لهمني الأمر طبعا , أما أن يكون أحد المعارف , فالأمر يختلف!".
شعرت بالغضب يعصف بداخلها أمام كلامه الساخر المتعجرف , فرفعت يدها لتصفع وجهه الجميل لكنه أمسك بها قبل أن تلامسه وشد عليها بأصابعه الحديدية وبدت شفتاه صارمتين تنذران بالشؤم , وقال بصوت هادىء خافت:
" سوف تتزوجينني يا آلانا , لا خيار آخر لديك!".
منتدى ليلاس
"أتركني "
وشدت يدها التي أمسكها بقوة محاولة أن تفلت من قبضته لكنه راح يشد على يدها أكثر فأكثر ويجذبها نحوه حتى باتت ملاصقة له لا تستطيع التحرر من شدة الألم ,كان يملك قوة كبيرة وعرفت أنه يستطيع أن يكسر ذراعها بسهولة , فهدأت حين أدركت أن ثورة غضبه لا حدود لها , لذلك توقفت عن المقاومة , كانت أنفاسها عميقة ومضطربة من شدة الغضب والأشمئزاز , ورفعت أمامه رأسها بكبرياء معربة عن كرهها الشديد له , لكن وجهه ذا الملامح القاسية كان قريبا جدا منها ونظراته الحاذقة تحدق بها وكأنه يكتشف أسرار نفسها , أبتسم بقسوة وهو يقول:
" لن أتركك تذهبين وأعتقد أنك لا تريدينني أن أذهب في هذه اللحظة "
, أقترب منها لكنها أدارت رأسها وحاولت الضغط على صدره لتبعده عنها , لكن ذراعها التي يمسكها بها كانت تؤلمها كثيرا فلم تستطع الأبتعاد وأحست بأنفاسه الساخنة على خديها , أستطاعت أن تفلت منه وهي تحرك رأسها بأستمرار , وأخيرا تمكنت أظافره القاسية من الأمساك بذقنها , وأشتد الصراع بينهما عندما شدها اليه بقوة وعانقها بقسوة غريبة بينما حاولت الأفلات وأبعاده عنها دون جدوى...
وفي النهاي أحست بالتعب وتلاشت , كانت ذراعها تؤلمها أكثر لأن قوته تكبلها بوحشية فقررت أن تتوقف عن القتال لئلا تتلاشى.
أحست بحنان قاتل قضى على خفقان قلبها السريع , مشاعرها المتناقضة رهن يديه والضعف الشامل الذي يحتلها جعله أقوى وأكثر سيطرة على الموقف , وهي أيضا أحست رجحان كفة قلبها من دون أرادتها , فلم تعد تعرف حقيقة الأحساس الذي يملأها , تيقظت فجأة وأنتصبت بسرعة مبتعدة عنه , لكنه رفض هذا التصرف , فحدقت في عينيه الملتهبتين مندهشة للتجاوب الذي دفعها الى هذا الرجل الذي تكرهه.