المنتدى :
المنتدى العام
لا للطائفيه والفرق والجزيئيات
إن من ينظر اليوم الى الحال الذي قد وصلت اليه الأمة بقيادة بعض الروؤس المضلله وبعض من ادعياءالثقافه ....يتأكد له ان الأمه تعيش في أوج محنتها ممزقة الاشلاء تنزف دمائها وتحتضر باابنائها وشبابها ..كما ان الغرق في الجزئيات وبعض التفاصيل هو ماأضعف الأواصر وقطع النسيج الأخوي بين أبناء الملة الواحده ولعل الحال الأبرز اليوم الذي تعيشه الأمة هو (الحرب الطائفيه) واللتي انتهينا من مرحلة البوادر الى مرحلة البيانات والقاء الخطب الرنانة على المنابر واصدار الفتاوى تلو الفتاوى في واقعٍ هو اسوأ مايكون في جميع المراحل الأمة ....
نعم الطائفيه هي أخطر مما يتصوره البعض ممن استهوته نفسه بالكيل في كل صباح ومساء بالدعاء واللعان وتهييج العامه بقضايا مصيريه لاقبل لهم بها ..
واثارة العواطف وبناءها على بساط القنابل العنقوديه اللتي تتفجر بين الحين والآخر . وإستثارة السذج من الناس وماقد تنتجه هذه التصرفات من تضييع للأمة ولمنهجها ومن تأثير مباشر على السلك الدعوي والموروث العلمي .
وكل مانراه من تهييج طائفي لاشك ان ناتجه التعصب والغلو المقيت ..والبعيد كل البعد عن الهدي النبوي ...فمن يفتقد اشعال الشمعه لاشك انه سيكتفي بتعصبه وإصدار التكفير الجماعي حتى يتحقق له الاسلام المسيس المهدرج ....فلابد للأمة ان ارادت النهوض ان تلتمس خروجها من بواتق الطرد والاقصاء الى ساحات التعايش السلمي والوفاق العقدي واحتواء افرادها والتماس العذر لااجتهاداتهم ..والمحافظه على القواسم المشتركه بين افراد امتنا المجيده.
وكل ماتعرفت الأمة على اهم رابط لها ..وهو رابط الدين والملة يتحتم عليها استغلال هذا الرابط والأمساك به فهو حبل الله المتين فلاعاصم للأمة اليوم سوى بالحفاظ على تلك البيضه وذلك بزيادة جرعات الإإتلاف ونبذ كل مايؤدي بالخلاف وماينتج عنه من بغضاء وكراهيه .
والمشروع الذي ادعو اليه في ثنايا هذا المقال هو (نبذ الكراهيه) بين ابناء الأمه والتعايش السلمي والدعوة الى ذلك ...ويتحقق ذلك بجهود اهل العلم والفكر والثقافه .. فهؤلاء مطالبون بكثير من الجهود في لأم الجراح ورأب الصدع الحاصل في الأمه .
فحياة الأمه في نظري مقرونه في نبذ (مدعي الدين الشخصي) وهذا الأدعاء هو الذي يحقق اهواء ومطامع هذا المدعي لأنه بوجود هذه الصفه ستكون نظرته قاصره وذاتية المغزى والأسلوب , من النتطع الى الترويج لثقافة الكراهيه واثارة القلاقل والوغول في صدور المسلمين وتكفيرهم بناءً على عدم النسق الفكري معهم ..
فليكن قدوتنا هو المعلم الأول للبشريه عليه افضل الصلاة والتسليم وهو بابي هو وامي خير من نقتدي به في ابداء التسامح والتعايش السلمي مع الاختلاف.
فلم يكن عهده الا عهد بناء ... لاعهد هدم ؛ ولم تكن حياته الا رحمه ..لالعنه ؛ ففي سيرته ماهو كفيل باثراء الأمة بااخلاقه وتعاملاته صلى الله عليه وسلم.
اننا اليوم اكثر حاجة الى التنوير بدلاً من التثوير ؛ واظهار النعرات المذهبيه والطائفيه اللتي لن تخدم سوى اتباعها ولن تتفوق الأمة وهذا حالها بين ابنائها ... فاالائمه الأربعه عليهم رضوان الله ابي حنيفه والشافعي ومالك وبن حنبل كانوا اهل تعايش وسلام وكانوا على اختلافهم بينهم الا انهم اشد حبا لبعضهم وهذا يعود الى التربيه الاسلاميه التي ارشدتهم الى وجوب الاحترام بين افراد الملة الواحده ....
نحن بفضل الله نحمل ديناً حنيفاًعالمياً صافياً بنفسه ومليئٌ بكل معاني الانسانية والاخلاق الساميه ...وان وجدت مشكله فهي في اتباعه وافكار معتنقيه .... لذلك اوجه تحيه صادقه نابعه من القلب لااتباعه اللذين يمهدون لمشروع التسامح والتعايش السلمي والإسلامي ....ولعل هذا المقال نابعٌ من ذلك المشروع العصراني العظيم .
مع عميق محبتي وتقديري ؛
منقول
|