بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
البعض يتسائل هل الجن حقيقة أم خيال؟!
هل لهم وجود أم ماذا؟!
أضع بين أيديكم أدلة من القرآن والسنة توضع حقيقة الجن وأنهم ليسو خيال ..
قال الله تعالى : {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ} ، (أي من طرف اللهب ، ومن خالصه، وأحسنه) سورة الرحمن: 15 .
وقال تعالى : {وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ} الحجر:27 ..
إن الجن خلقوا من النار.. وهم كبني آدم ، يأكلون ، ويشربون ، ويتناسلون ، ومنهم المؤمنون ، ومنهم الكافرون..
وقسّم الله تعالى الجن إلى مسلم وكافر ،،
فقال في كتابه الكريم : {وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ} . .
{وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ } الجن: 13 - 14 ..
وأما كافرو الجن ، فمنهم الشياطين ، ومقدّمهم الأكبر: [إبليس] عدو آدم ، أبي البشر .. وقد سلّطه الله هو وذريته على آدم وذريته..
وتكفّل الله عزّ وجل ، بعصمة من آمن به تعالى ، وصدَّق رسله ، واتبع شرعه منهم ، كما قال في كتابه الحكيم :
{إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً} الإسراء
وقال تعالى:{يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ} سورة الأنعام، آية130..
وقال تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} سورة السجدة آية13..
وقال تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ} سورة الرحمن، آية33
وقال تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً} سورة الجن، آية1..
وقال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} سورة الأعراف، آية27..
وقد قال الله تعالى: {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً} النساء: 76
وقال تعالى: {يَابَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ} الأعراف:27
وأن إبليس أنظره الله إلى يوم القيامة، محنة لعباده، واختباراً منه لهم،
كما قال تعالى: {وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ} سبأ: 21
وعن عائشة رضي الله عنها قالت؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [[ خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من نار، وخلق آدم مما وصف لكم ]] رواه مسلم..
وقال عبد الله بن عمر وإبن عباس ، وكذلك قال كثير من علماء التفسير:
(( خلقت الجن قبل آدم عليه السلام بألفي عام ، وكان قبلهم في الأرض تعيش قبيلة [[الحن]] وقبيلة [[البن]].. فسلّط الله عليهم الجن ، فقتلوهم وأجلوهم عنها ، وأبادوهم منها ، وسكنوها بعدهم ،،، فسفكوا الدماء ،،، فبعث الله إليهم جنداً من الملائكة فطردوهم إلى جزائر البحور )) .
ونقل محمد بن إسحاق عن ابن عباس أنه قال : (( كان إبليس من سكّان الأرض ، ومن أشدّ الملائكة اجتهاداً ، وأكثرهم علماً ، وكان من قبيلة يقال لها الجنّ )).
وهناك رواية ثانية لإبن عبّاس قال: (( كان إبليس من أشرف الملائكة ، وأكرمهم قبيلة ، وكان خازناً على الجنان ، وكان له سلطان سماء الدنيا وسلطان الأرض .. وكان يسوس ما بين السماء والأرض )).
ونقل قتادة عن سعيد بن المسيّب قال : (( كان إبليس رئيس ملائكة سماء الدنيا )).
وقال تعالى: { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً} الكهف: 50
فأهبط الله إبليس من الملأ الأعلى ..
وذكر تعالى في كتابه العزيز : {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاّ قَلِيلاً * قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُوراً * وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأمْوَالِ وَالأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاّ غُرُوراً * إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً }. الإسراء: 62 -65
فنزل إبليس إلى الأرض حقيراً، ذليلاً، مذموماً، مدحوراً، متوعّداً من الله بالنار.. هو ومن إتّبعه من الجنّ، والإنس..
إلا أنّه ومع ذلك فإنه يجاهد كل الجهد على إضلال بني آدم ، بكل طريق ، وبكل مرصد.
وجاء في بعض الآثار عن ابن عمر بأن بعض الجنّ مرّوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو قائم يصلّي بأصحابه ببطن نخلة ، وهي من أرض مكة .. فوقفوا ، فاستمعوا لقراءته. ثم اجتمع بهم النبي صلى الله عليه وسلم ليلة كاملة ..
فسألوه عن أشياء.. أمرهم بها، ونهاهم عنها، وسألوه الزاد .. فقال لهم:
كل عظم ذكر إسم الله عليه، تجدونه أوفر ما يكون لحماً ، وكل روثة علف لدوابكم ،، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يستنجي بهما ، وقال : [[ إنهما زاد إخوانكم الجن ]] ..
رواه الترمذي عن جبير،، وابن جرير، والبزّار عن ابن عمر.
وورد في صحيح مسلم عن ابن مسعود قال: ( كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ففقدناه فألتمسناه في الأودية والشعاب، فقلنا: أستطير أو أغتيل، فبتنا بشر ليلة بات بها قوم، فلما أصبحنا إذا به جاء من قبل حراء فقلنا يا رسول الله فقدناك وطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قوم، فقال صلى الله عليه وسلم: أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن، قال ابن مسعود: فأنطلق بنا ، صلى الله عليه وسلم، فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم...) صحيح مسلم بشرح النووي ، 4/170...
.. هذه عدة أدلة جمعتها لكم من عدة مواقع ..