نظر اليها في برود وقال:
" أنت أنكليزية , أليس كذلك؟".
لم تجرؤ على الرد , فأضاف يقول:
" صحيح أنني في حاجة الى مساعد , لكنك لن تكوني أنت , أذا أردت الأنتظار هنا في الشرفة , فسأطلب من سائق سيارتي أن يوصلك الى المدينة".
أنصرف تاركا تامي فارغة الفم , جلست في أحد المقاعد المصنوعة من الخيزران زامّة شفتيها , كلما أمعنت التفكير في الموضوع , أدركت أنها نجت من خطر داهم , أنها ليست ممشوقة القامة , فكرت في أحدى فتيات مكتب التوظيف , كاتي التي كانت ترغب في هذه الوظيفة لأن المكان قريب من منزلها , لكن عملها الحالي لا ينتهي قبل أسبوعين , لا شك في أنها الفتاة المناسبة لهذا العمل , ولدى عودتها الى المدينة , ستتوجه تامي الى مكتب التوظيف وتطلع المسؤولين عما حدث لها , ستجعلهم يزيلون اسم الرجل من لائحة أرباب العمل.
لم يطل أنتظارها , فقد سمعت صوت سيارة جيب تقترب من المنزل , نهضت وتناولت حقيبتها وتوجهت نحو السيارة , كان السائق رجلا قصير القامة , متجعد الوجه, أسمر , ألقى اليها نظرة فضولية وهو يفتح لها باب السيارة , تناول منها الحقيبة ووضعها داخل الصندوق , ثم صعد وأقلع.
لم يطرح عليها أي سؤال مما جعلها تتضايق , كان السائق ينظر الى الطريق أمامه , ولم يبدأ الكلام الا بعد فترة طويلة أذ قال:
" ما كنت لأصدق هذا أبدا".
أنتفضت في ذهول وتفرست فيه وقالت:
" عفوا؟".
" ريك لا يحب المتطفلات".
" المتطفلات؟ قد أكون غبية , لكنني لم أفهم تماما ماذا تعني؟".
قطب حاجبيه وألقى اليها نظرة سريعة , وفي أشارة من رأسه دلها الى المنزل الذي غادرته الآن وقال:
" أن ريك هاتون هو أغنى مالكي الأراضي في الجنوب , لقد أعتدنا على هذه الآلاعيب , لكن ما زال هناك ما تنساه الفتيات دائما , وهو أن لريك رأيه الخاص في الموضوع , سيتزوج في اليوم الذي يختاره هو لنفسه , ومن المرأة التي يختارها هو بنفسه , ومن المؤكد أنه لن يتزوج من أمرأة تقطن المدينة".
منتدى ليلاس
رفعت جبينها ثم أنفجرت ضاحكة , بعدما فهمت الجانب المضحك من القضية , تلعثمت وهي تقول:
" بدأت الآن أرى الأمور في وضوح , كنت أتساءل لماذا طردني قبل أن يعرف مؤهلاتي ويتأكد منها , لا شيء أغرب من هذا , قطعت مسافة لا بأس بها لألقى مثل هذه المعاملة".
عدلت قبعتها من جديد وأضافت:
" أذا كان السيد ريك هاتون في حاجة الى سكرتيرة , ففي أمكانه أن ينتظر طويلا للحصول عليها , أنني أرفض العمل لديه حتى ولو دفع لي أضعاف ما أستحق".
بقي السائق صامتا فاغرا الفم , ثم أوقف السيارة جانبا وألتفت الى تامي وقال:
" تقصدين أنك ما أتيت الى هنا لكي توقعيه في حبالك؟".
نظرت اليه في أشفاق لأنها أدركت أن الغلطة ليست غلطته وسألته:
" ما أسمك؟".
" داني".