3-وظيفة مؤقتة
*******************
بدأت تامي العمل بأنتظام , بعدما شرح لها السيد هامتون كل التفاصيل المتعلقة بالعمل.
رفعت حاجبيها عندما أطلعها على مساحة المزرعة , مئتان وخمسون هكتارا , بالنسبة اليها المزرعة شاسعة , لكن السيد هامتون قال لها أن هذه المساحة صغيرة جدا بالنسبة الى المساحات في أستراليا.
وجدت العمل مثيرا ومسليا , وتبين لها أنها لن تكون طيلة النهار أسيرة المكتب , أن قسما من مهمتها ينحصر بزيارة معمل الأجبان لتسجيل المحاصيل اليومية , وهناك تعرفت الى فريدي زوج أدمى , أنه ألماني , قصير القامة, أنيق , عيناه تفيضان فرحا , هاجر الى أستراليا من أجل شراء قطعة أرض يستثمرها لزراعة الكرمة , لكن الأسعار كانت مرتفعة وهو لم يملك المال الكافي , ولا يزال يأمل في توفير المبلغ المطلوب ليحقق حلمه.
عادت تامي الى المنزل ودارت حول المزرعة حيث لمحت سيارة كبيرة أمام الباب , قطبت حاجبيها , وما أن أقتربت حتى أدركت أنها سيارة جاكوار , فتقلصت كليا , لا شك أنها سيارة ريك هاتون , مرت من أيام السيارة , وفي ذاكرتها الحفلة الراقصة وطريق العودة , وعندما دخلت الى المنزل سمعت أصواتا آتي من المكتب , فتوقفت لحظة ثم قررت ألا تظهر قبل أن يكون ريك قد أنهى حديثه مع السيد هامتون.
ألقت نظرة سريعة على ساعتها , أنه موعد تناول القهوة , فتوجهت الى المطبخ , حيث كانت أدمى تصنع عجينة ( البريوش) , فسألتها تا مي , مسرورة لأنها وجدت حجة لعدم الذهاب الى المكتب:
" هل يمكنني أن أعد القهوة بنفسي ".
" أن السيد هاتون هنا , وأرجو أن تحسبي حسابه ما دمت تعدين القهوة".
" سأفعل".
بدأت تامي تعد القهوة ببطء , لعل ريك هاتون يكون قد رحل , لكنها سمعت صوته بينما كانت تفتح باب المكتب:
" شكرا يا تامي".
سكبت القهوة من دون أن تشعر بأي أهتمام من جانب هذا الرجل , مما أسعدها , قدمت الى السيد هامتون فنجانه , ووضعت فنجان ريك على الطاولة , ثم أبتعدت , لكن السيد هامتون ناداها وهو يقول , مشيرا بيده نحو المكتب , طالبا اليها أن تقوم بعمل جديد لريك فلمعت عيناها : لمن هي تعمل بالضبط؟ وأنتبه ريك هاتون الى ردة فعلها وقال:
" المحاسب الذي يعمل لديّ مريض".
عضت على شفتها , في كل حال الغلطة ليست غلطة السيد هامتون , قالت:
" حسنا , متى تعتقد أنك ستحتاج اليّ؟".
منتدى ليلاس
بقي ريك لحظة صامتا قبل أن يرد عليها في نبرة بدت وكأنها مليئة بالتهديد:
" هل أزعجك اذا طلبت أن تكوني جاهزة بعد أربع ساعات؟".
قال السيد هامتون مستغربا:
" ماهذا يا ريك , هناك على الأقل خمسون لائحة , ألا يمكن أن تنتظر حتى صباح الغد؟".
ومن دون أن يعير أنتباها لملاحظة السيد هامتون , ظلّ ريك يراقب تامي بحدة ثم قال:
" سبق أن قلت لي أنك تملكين مؤهلات واسعة في مجال السكرتاريا , أليس كذلك؟ وأعتقد أنك تضربين على الآلة الكاتبة بسرعة, المحاسب الذي يعمل لدي يستعمل أصبعين فقط, وفي أستطاعته أن ينهي هذا العمل في ساعة ونصف".
حاولت أن تحافظ على هدوئها وأجابت:
" نعم , يمكنني أستخدام جميع أصابعي للضرب على الآلة الكاتبة , هكذا تعلمت , غير أنه ليس لدي أية فكرة عن العمل الذي تطلبه مني , لذلك لا أعرف كم من الوقت سيتطلب مني ذلك".
صرخ السيد هامتون:
" هذا صحيح يا ريك, أن جاك تينغنستون محاسب يعرف عمله تماما وكذلك الأسماء".
وألتفت نحو تامي وقال:
"العمل هو كناية عن جز صوف الماشية , ولكل عامل جدول , وعليك فقط أن تسجلي أسمه , وعدد الخراف التي جزّ صوفها ومدة العمل".
تناول اللائحة عن المكتب وسلمها أياها , قائلا:
" كل المعلومات مدونة هنا".
قرأت تامي اللائحة وقالت بدون أن تنظر اليه:
" يمكنني أن أنفذ هذا العمل في أربع ساعات , يا سيد هاتون".
تذرّعت أنها نسيت فنجان قهوتها في المطبخ , فخرجت من المكتب وهي ترتجف غضبا.
وصل داني في الرابعة تماما ليأخذ اللوائح التي أعدتها تامي , كان يبدو عليه المرح لأنه متفق تماما مع رب عمله , لقد قال لها ذات يوم:
" أن ريك رجل عظيم".