ثم دخل الجميع الى غرفة الجلوس , فجلس جوناثان قرب تامي , وأذا بريك يجلس قربها أيضا في الجهة الثانية , بينما راح السيد ديلي يحضر الكؤوس والشراب.
عم الصمت لحظة ثم فتح جوناثان الحديث قائلا لريك:
" قال لي السيد بالتن أنك تملك معظم المزارع هنا وأن لك نفوذا كبيرا في المنطقة".
فأجابه ريك وهو يرمق تامي بنظرة قاسية:
" آه , كذا أذن , أن السيد بالتن هو الذي أعلمك بالأمر".
أدركت تامي بماذا يفكر ريك الذي قال:
" ستعودين غدا الى العمل , يا آنسة دانتون , أليس كذلك؟".
حدّق فيه جوناثان , وقالت تامي لنفسها:
" شرط ألا يبوح بالسر".
سأله جوناثان في لهجة بريئة:
" أرجو ألا تمانع في أن أستعيرها منك , يوما أو يومين؟".
" لا بأس أذا كان ذلك لمدة يوم أو يومين, فقط , أن لدي أعمالا ملحة ولا يمكنني الأستغناء عنها أكثر".
لم تكن تامي قادرة على أن تنظر اليهما , فحدقت بيديها المتقلصتين الموضوعتين على ركبتيها.
عاد السيد ديلي مع الكؤوس والشراب , فسكبت تامي للجميع , وكانت آخر من شرب رغم عطشها القوي.
منتدى ليلاس
وبعدما أنتهت تامي من شرابها الذي جرعته دفعة واحدة , قدم جوناثان لها كأسه وقال:
" خذي وأشربي من كأسي يا حبيبتي, وأشفي غليلك".
قطب ريك حاجبيه وهو يسمع هذه الكلمات الحنونة من فم جوناثان, فشربت من الكأس ونظرت الى جوناثان وقالت:
" شكرا يا حبيبي".
ثم جذبها جوناثان نحوه وطبع قبلة سريعة على خدها , فرمقها ريك بنظرة قاسية وقال لجوناثان:
" ألا تريد أن توقع العقد مع السيد ديلي؟".
وقف السيد ديلي وطلب من جوناثان:
" أتحب أن تدخل معي الى المكتب؟".
وقف جوناثان, ومد يده الى تامي , لكن ريك تدخل قائلا:
" سأسلي الآنسة دانتون في غيابك".
كان واضحا أن ذلك لم يعجب جوناثان , لكن لم يكن في وسعه أن يفعل شيئا , ثم نظر الى تامي وقال:
" أنتظري هنا , لا تتحركي من هنا!".
ثم تبع السيد ديلي الذي عبر الحديقة متجها الى المكتب.
كان قلب تامي ينبض بسرعة جنونية , ظلت عيناها تحدقان بالكأس في يدها , فأخذ ريك الكأس من يدها ووضعها على الطاولة وقال:
" هكذا أذن, وصلت الى هنا؟".
" لا أعرف عما تتكلم؟".
" آه , نعم , أنظري اليّ!".
وبالرغم منها حدقت فيه , فتابع:
" كيف تريدين أن يكون زوجك ؟ هل تريدينه كلبا يركع على قدميك ؟"
" ليس جوناثان كلبا!".
" معك , نعم , أنه واقع في غرامك الى
درجة أنه فقد السيطرة على عقله".
" شيء رائع بالنسبة الى المعاملة التي تلقيتها هنا".
صرخ قائلا:
" حسنا! لكن ماذا بوسعي أن أفعل؟ أن أزحف على قدمي؟ أنت تعرفين أنني لن أفعل ذلك أبدا , وأذا أردت أن تعرفي الحقيقة , فليس هو الوحيد الذي فقد عقله من أجلك , أنا أيضا, لقد جننت منذ اليوم الأول الذي رأيتك فيه".
لم تكن تصدق مايقوله , أنه يريد أن يقول أنه يحبها! هلعت وهزت رأسها قائلة:
" ليس هذا صحيحا ... لا أقدر ... أنك تخبرني ذلك حتى أقع في الفخ , حسنا , أنك تضيع وقتك , أنني لا أصدق هذه القصة الخرافية ".
ضغط على يدها بقسوة وقال:
"من الأفضل أن تصدقي ذلك , أنني أبدي أعجابي بك وأغازلك , ربما ما أقوله أصبح باليا في يومنا هذا , لكنني أنوي الذهاب معك الى النهاية , هل تفهميني؟".
منتدى ليلاس
أغمضت عينيها , أنها تتمنى أن تصدقه , شدت يدها على يده بقوة , تريد أن ترفعها الى خدها وتصرخ له بأنها تحبه الى درجة عالية , وشعرت بالدموع تتصاعد الى عينيها , لماذا عاد من سيدني بهذه السرعة؟ لماذا عليها أن تقاسي هذا العذاب؟".
تقلّصت وهزت رأسها ببطء وهمست في صوت خفيض :
" أنني آسفة , لا حاجة لأن أفهم شيئا ".
" لن أتخلى عنك . لن أتركك يا دليلة , أنت ملكي كما أنا ملكك ,وأنت تعرفين ذلك جيدا".
توقف لحظة ثم أضاف:
" حتى ولو أضطررت أن أكرس حياتي من أجلك , فسأتوصل يوما لأؤكد لك عاطفتي ".
الأصوات التي تقترب أعادت الى تامي وعيها , فسحبت يدها ونهضت لتذهب لملاقاة جوناثان ,يجب أن تبتعد عن ريك, لتشعر بالأمان , أذا أخذها بين ذراعيه , فأنها حتما ستفقد وعيها.
*******نهاية فصل 13******