كان ذلك صحيحا , لقد حرمت لطفه وكرمه وعنايته وأهتمامه .
" أذن , في هذه الحال , سوف نتزوج".
فصرخت متوسلة:
" آ!, آه! جوناثان, لا أعرف, أريد فقط أن أعود الى أنكلترا, غدا أو بعد غد, في أسرع وقت ممكن".
أجهشت بالبكاء , تركها تبكي ثم مسح دموعها بمنديله وقال:
" هل يمكنك أن تنتظري حتى يوم الأربعاء ؟ أخذت موعدا لزيارة أحدى المزارع التي تربي المواشي , فقد قال لي السيد بالتن أن الأجبان والألبان لذيذة الطعم وذات شهرة عالمية".
منتدى ليلاس
هزت رأسها:
" شرط أن أذهب هذا الأسبوع بالذات , لا أهمية لليوم , هل ذكرت اسم السيد بالتن؟".
" نعم , لقد وبخته هو أيضا ! لم يذكر أنه ألتقة بك , منذ مدة طويلة".
" هل تعرفت الى السيد هامتون؟".
مد ذراعه حول خصرها وأعادها الى المنزل.
" نعم , وأرسلني الى الحديقة العامة , قال لي أنني سوف أحل مكانه , أو ما يشبه ذلك".
ضحكت رغم الدموع.
" قال لي أنه لو كان أصغر بعشرين عاما لكان رافقني الى الحديقة العامة".
" صحيح؟ أذن يجب علي مراقبة السيد هامتون".
وفكرت تامي , ليس هو الذي من المفروض مراقبته , لكنها أدركت أنه من الأفضل السكوت , أن جوناثان رجل هادىء , لكن أذا عرف كيف كان ريك هاتون يعاملها , لمزق له وجهه.
شكرا يا ألهي , فقد وصل جوناثان بينما كان ريك هاتون على بعد أميال عديدة من هنا.
راودتها فكرة أخرى , أذا أخبرت السيد هامتون عن نيتها في العودة الى أنكلترا , سوف تضعه في وضع حرج وصعب للغاية , أذن لن تقول له شيئا , سوف تكتب له كلمة لتشكره للطفه ومحبته , وسيفهم تماما سبب رحيلها ويمكنه بذلك أن يثبت لريك أنه لم يكن على علم مسبق بذهابها.
" جوناثان , لا تقل للسيد هامتون أنني عائدة الى أنكلترا , ليس هو السيد هنا , وربما أراد أن يحصل على أذن ليسمح لي بمغادرة المكان , وربما أخذت تلك الأجراءات أسابيع عدة ولا أريد أن أنتظر طويلا".
منتدى ليلاس
لم يطرح عليها أسئلة , فقد أدرك أن هناك شيئا آخر يقلقها, وأحس بأن تامي غير سعيدة وتريد العودة بسرعة , وهذا ما يريده.
" أتفقنا , يا حبيبتي".
وقبل أن تدخل الى المنزل , ألتفتت اليه وسألته:
" أين تسكن الآن؟".
" في فندق ( الملكة) أنه جيد بالنسبة الى بلد صغير , في كل حال , لن أبقى طويلا , وقد حصلت الآن على ما كنت أبحث عنه".
ظهر السيد هامتون من عتمة الشرفة وتأكدت تامي أنه سمع ما قاله جوناثان أخيرا , كانت تأمل منه ألا يفكر كثيرا بالأمر.
وبعد القهوة غادر جوناثان المكان , وأتفق مع تامي على أن يأتي صباح الغد ويصطحبها معه الى مزرعة الماشية , فقد وافق السيد هامتون على أن تذهب معه , أذ شعر أن الوقت قد حان للحصول على بعض التسلية , لكن قبل أن تتوجه الى فراشها قال لها وهو يرمقها بنظرة ساخرة:
" أنه رجل حسن المظهر , يا تامي , لم يبعد نظره عنك , يخيّل اليّ أنه رجل حازم تزن ويعرف ما يريد".
وبينما كانت في السرير , راحت تفكر بكلمات السيد هامتون , فقد حكم على جوناثان جيدا في البداية , أنها وحدها تعرف الى أي درجة يمكن أن يصل عناده.
وفي تلك الليلة حلمت أن رجلا يمتطي حصانا أبيض يلاحقها , وصوت حوافر الحصان تقترب شيئا فشيئا الى أن لاحظت بالضبط أن الرجل لم يكن سوى ريك هاتون بالذات , كان يلوح لها بورقة بيضاء , وهي كانت تركض بسرعة الى أن أستيقظت مذعورة.
******نهاية الفصل 12*******