كانت اللوحة معلقة على الحائط الوحيد الذى لم يكن من زجاج تماما كما تخيلت فى لوحتها . وها هو البليونير الديناميكى الذى يرتدى بزة زرقاء ، تكاد تكون البزة نفسها التى رسمتها 0
كانت لاتزال تحت تاثير الصدمة عندما راته ينهض عن كرسيه الجلدى ويحضر لها الصورة الصغيرة الموضوعة على مكتبه . اقرت بصوت مرتعش : اخشى النظر 0
القت نظرة واحدة ثم استقرت عيناها الخضراوان عليه مجددا : هذا الكلب ، هذا الوجه . . . يشبه ونستون 0
واوما موافقا : اليك برونو ، كلبى المخلص 0
تمتمت وقد بدا راسها يدور : لا اصدق 0
منتديات ليلاس
وانزلقت من يدها الصورة لتقع على السجادة السميكة . وفجاة ، احست بذراع قوية تحيط بها وتحثها على الجلوس على اقرب كرسى جلدى 0
كاد وجههاهما يتلامسان ورات الانذار فى تينك العينين الزرقاوين الساحرتين وشعرت بانفاسه على وجنتيها : لقد غدوت شاحبة جدا الان . ساحضر لك بعض المياة 0
عاد اليها ووضع فنجانا بين يديها ، فشربت المياه متمنية ان يبتعد عنها لكنه جثا قربها فتوترت . كان قربه شديدا ورائحته عطرة فعجزت عن التفكير او عن التنفس 0
كان الاهتمام باديا فى صوته : افضل الان ؟
-أ . . . انا بخير . شكرا لك 0
نهضت بغتة فى محاولة للابتعاد عنه . كانت الصورة على الارض فتوجهت اليها ورفعتها . ارتاحت لان الزجاج لم ينكسر ، كما انها اكتشفت ما دفعه لان يطلب منها احضار صورة ونستون معها 0
اعادتها الى مكانها على مكتبه قبل ان تستدير نحوه : سيد سترلينغ 0
قاطعها بقوله : من المؤكد اننا تخطينا الرسميات 0
لا ، لم نفعل ! لا يمكننا ذلك 0
-اسمى باين 0
فكرت فى سرها : اعلم ، ولا اجرؤ على استخدامه 0
كان جسدها يرتجف وهى تقول : اقسم اننى لم ازر مكتبك من قبل 0
علا العبوس ملامحه : بعد شهادتك فى المحكمة ورد فعلك للتو ، اتظنين اننى لا ادرك ذلك ؟
وضعت يدا على حنجرتها : لا افهم كيف امكننى رسم كل شئ كما هو فى الواقع . ثمة ما يسمى صدفة لكن هذا شئ اخر . . . .
-هذا رايى ايضا 0
حدقت اليه مجددا : انا خائفة . فكيف تفسر كل ما حصل ؟
فرك عنقه قبل ان ينظر اليها من تحت حاجبيه المعقودين : لقد قالها القاضى . بعض الاشياء لايمكن تفسيرها فيتعين علينا قبولها كما هى 0
-لكن خطيبتك قد لن تصدق اننى لم اتجسس عليك وانا لم افعل 0