لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-07-10, 05:04 AM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابشر ولبيه المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 




)( 17 )(



كان يود أن يسأل عنهما، كلهم كان معاقبا وأخرجته بعد ساعات عملية استثنائية.. فماذا عنهما؟

لكن سيل المعلومات الذي أغرقه أجبره على إطباق شفتيه والتركيز بعيدا عن صاحبيه، وعنها.



بعد ساعتين صمتوا جميعا، وتعلقت أبصارهم به،

فنهض قائلا: بالتأكيد سأذهب، لكن..

هذه عملية لاثنين

لم تغب عنه نظرة الاعتزاز في عيني قائده: لا عليك.

تبسم في أعماقه بينما احتفظ بهدوء ملامحه: أحتاج للمرور على منزلي.

تبادلوا النظرات لكنه ما استطاع قراءتها،

فعقد حاجبيه بتوتر والتفت إلى قائده: سنتدبر نحن الأمور أيها العقيد.

صمت بعدم اقتناع، لكنه لم يملك أن يعترض،

سيرحل ثانية دون عذر ولا إنذار؟!



ألح عليه شعور بأنه إن لم يتكلم هذه المرة فلن يتكلم أبدا..

لن يعود..

العودة من هذه الرحلة أشبه بالمستحيل،

وهم لم يخفوا ذلك عنه،

وهو يفهم لماذا يرسلون في هكذا مهمة إحدى أوراقهم المحروقة،

من حقه أن يرفض،

وقد لا يجدون في مثل قدراته إلا شبابا لا يزالون يملكون الفرصة لخدمة دينهم ووطنهم أكثر.

أما هو..



فهذه فرصته الأخيرة في هذا الدرب.. الأخيرة!!!



إن رفضها عليه أن يبحث بنفسه عن طريقة جديدة للبذل في الله..

ومحال أن يرفض..

محال..

هو رجل هكذا حاجة.. ولن يرد حاجة بلاده حتى لو كان ما بقي من عمره هو الثمن..



لكنه يريد أن يطمئن عليها ويودعها،

فلن يعود..!



ازدرد أفكاره وأومأ بخضوع

فنهض الجميع مغادرين والارتياح والثقة جليان على ملامحهم

في حين خرج بصحبة أحدهم إلى منزل في ضواحي المدينة قريب من مطارها،

وصلاه فأخرج الرجل مفتاحه وفتح الباب

ثم غادر دون أن يدخل

تاركا محمود أمام الباب المفتوح دون كلمة واحدة!!!



لم يجد أمامه سوى أن يدخل بصمت ليستكشف الموجودين بنفسه،

فما زال أعزل ولا ريب أن بالداخل سلاحا له عليه أن يجربه..

ومازال أمامه أن يستحم ويستبدل ثيابه

عدا عن التعرف على رفيقه قبل أن يحين وقت طائرته،

ابتلع دهشته وأجبر ملامحه على الاحتفاظ بهدوئها،

بينما همس لنفسه بأسى: حسن؟!!

لا..

لا يزال في أول الطريق..

ولا يزال أمامه الكثير ليفعله.



هل سيعود أحدهما دون الآخر؟

هل.. سيراه في حال كحال عبد الرحمن رحمه الله؟!

خنقته غصة في حين نهض حسن عاقدا حاجبيه: محمود؟!

وتقدم منه خطوة: هل أنت بخير؟! ماذا حدث؟!

عجز عن الكلام فلفهما الصمت لحظة ثم تبسما معا: فليكن.

ودخل أربعة من الحرس يستحثونهما ليسرعا في الاستعداد...



بعد قرابة الساعة وبينما كانت العربة تنطلق بهما إلى المطار،

أخرج محمود هاتفه الخاص فأسرع أحد الحرس معهما يمسكه بحزم،

لكنه أبعد يد الحارس بحزم أكبر قائلا: أتلفه بعدها.

وأجرى اتصالا واحدا ليقول جملة واحدة: لا أريدها في بيتي حين أعود إليه.



وبينما كان الحارس ينتزع البطارية من الهاتف وحسن يشيح بوجهه إلى النافذة كيلا تتلاقى أعينهما، كان يشعر هو أن قلبه عاجز عن النبض، وأنه فحسب يعيش كابوسا آخر!!

التقط نفسا عميقا وتذكر أن حياته كانت.. سلسلة كوابيس..

لكنه كان يجب.. يجب أن يطمئن عليها..



انتهى فصل آخر..

ونبضَ قلبُه هامسا (أخير!) وشعور بالعدم يجتاح نفسه.




 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 29-07-10, 05:05 AM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابشر ولبيه المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 





)( 18 )(



طرق الباب مرات عدة دون جواب،

فأخرج مفتاحا لم يسبق أن استخدمه وفتح الباب بنفسه.



دخل وأغلقه ثم أجال بصره في المدخل المرتب بدهشة: السلام عليكم.. حسن؟!

عقد حاجبيه واتجه مباشرة إلى غرفة صاحبه لتتسع عيناه بدهشة أكبر..

أغلق عينيه وفتحهما مرات ليتأكد مما يراه،

منذ متى لا تبدو غرفة حسن كساحة حرب!!



تساءل في أعماقه إن كان قد أخطأ الشقة..

لكن أحدا لن يختار لغرفته مفروشات كهذه سوى حسن الموسوس بالنظافة غير المبالي بالترتيب.

تبسم بحنو وهو يتذكر قوله: هكذا أعرف أين أجد ما أريد، لو رتبتها ستضيع جميعها!!!

يبدو أن ثمة ما يتغير..

العسكرية فشلت في تحويل الفوضوي إلى منظم،

فماذا عساه السبب الذي نجح في تحويله الآن؟!!



استدار ليغادر لكن غلافا ملقى على منضدة بوسط الغرفة استوقفه،

فاستدار وشعور أقرب إلى الذعر يغمره

وبخطوتين كان يتصفح الكتيب الذي كم حث حسن على اقتنائه ليجيبه ذاك:

لا أشعر أنني سأموت قريبا.

عندما تجده اعلم أنني خرجت في رحلة بلا تذكرة عودة!!

فيجيبه هو: لا يكتب المرء وصيته وهو في النزع الأخير،

إنه يكتبها متى ما كان عنده ما يوصى به.

فيقهقه حسن بسخرية: ليس لدى أخيك ما يوصي به إلا كتب المدرسة الثانوية.

ويلتفت إلى محمود مردفا: وصيتي كتب الثانوية يا محمود، أنت تعلم كم هي قيمة،

ابحث عن متفوق معدم وأعطه إياها ليحصل نتيجة كالتي حصلتها في الامتحانات النهائية.

ليحدجه محمود بنظرة باردة قائلا: نتيجتك لا أتمناها لعدوي،

أما يكفيه فقره لأبتليه بكتبك؟!

ويتساءلان: من؟

فيهز رأسه بملل: المعدم المتفوق!



فتحه آملا أن تكون الفراغات الموجودة ضمن كتيب الوصية الشرعية فارغة

لكن حسن كان قد ملأها بأمانة وجدية

تاركا ملاحظة أجبرت عادل على الجلوس ليلتقط أنفاسه



"عادل ومحمود.. لست أدري إن كان أي منكما يا أخوي هو من سيعثر على هذه الكلمات، لكن من حقكما أن أوفر عليكما الحيرة، فلست أعرف لي أهلا ليرثوا هذا القليل الذي تركته فقد نشأت في دار للأيتام، اقبلاه مني هدية وداع، أو ذكرى واعتذار"



يتيم.. يتيم يا حسن!!



هذا الساخر الذي لطالما ادعى أنه تخفف من عبء العائلة

وليس ينوي أن يبني عائلة مكان التي تخفف منها!

أغمض عينيه بأسى، لماذا أخفيت ذلك يا حسن؟

أظننت أننا قد نعيرك أو ننفر منك أم نشفق عليك؟!

غفر الله لك.



هب واقفا وقد استعاد ذاكرته،

لماذا ترك وصيته؟؟!

ووضع الكتيب مكانه وهرع إلى عربته ليقودها بأقصى سرعة مسموح بها إلى الإدارة..

إدارة مركز العمليات.





(( نهض وهو يمطط عضلات ذراعيه وعنقه ببطء

وعيناه لا تزالان معلقتين بالأوراق أمامه

والضيق يكاد يجد له موطئ قدم في ساحات صبره،



أين الحل؟!



رفع رأسه ونقل خطواته بشرود في الغرفة الصغيرة متتبعا الخيوط المضيئة المنسربة إليه ما بين فتحات الستائر.. انتقل بينها بخفة.. وتبسم..

يبدو أشبه بطفل مل ألعابه ولم يبق لديه سوى الضوء ليلهو معه!



توقف وطرقات جذلة تعزف لحنا ما على الباب،

وكلمات خافتة ناهرة تتسلل من وراء الباب المغلق..

عرف صاحب الطرقات،

لكن من معه؟!

أسرع يقلب الأوراق ويهتف: تفضل.



دخلا باسمين: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

حصلنا أربعتنا على إجازة!!

رد السلام وعيناه تنتقلان بينهما بتساؤل،

فأسرع حسن يقول: سنذهب لحضور مؤتمر علمي في......،

جميعنا.. كل في اختصاصه..

استطعت إقناع عبد الرحمن أنها إجازة من نوع آخر.

بقي أنت ومحمود..

لن يأخذ أحد معه أي شيء من أعماله هنا،

سنحضر المؤتمر ونحضر له وندرس كل الذي تريدون،

لكن الوقت الفائض سيكون لي..

سأخرجكم من قمقم الجدية جميعا!!



تبسم بضيق فصمت حسن وبدا القلق في عيني عبد الرحمن،

لكنه سبقهما قائلا: أنا موافق، بقي محمود!!

وغمر له بمرح، فتبسم حسن بسمة ممزوجة بالشك وجذب عبد الرحمن من ذراعه قائلا:

إذن تعال معي، ولا تحاول استنطاقه..

يبدو أن المشروع الذي سرقه منا كل الأيام الفائتة لم ينجح بعد..

عادل، إن كنت ستصطحب نظرتك هذه معك فالأفضل أن تبقى هنا!!!

هيا اعمل بجد بدلا من أحلام اليقظة!



تبسم وهو يتبعهما بنظراته وهما يغادران ويغلقان الباب وراءهما،

ثم عاد إلى الأوراق وهو محتفظ ببسمته هامسا: باسم الله توكلت على الله،

اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا. ))





تبسم ساهما وهو يستعيد الرعب في عينيها حينما عاد وقد اقتحمت أسراره،

تلك الطفلة،

ألم تفهم عينيه بعد!!

كان يحاول التظاهر بالغضب، في حين كان غاضبا فعلا، وفي ذات الوقت كان يشتهي لو يضحك من أعماق قلبه ويضمها بين ذراعيه كما كان يفعل قبل.. رحيله.

كادت ابتسامته تنطفئ وهو يتذكر،

وكأنما اجتمعت أسوأ صور حياته أمام عينيه..



خاله الذي غدر به وبكل غال دون أن يفهم حتى اللحظة لم،

وسامر الذي رحل بسلاحه هو،

ووالداه اللذان شكا فيه،

وقلبه الذي نبذه بعدما....،

والدم يرسم عبدالرحمن،

والجدران الرماديـــــــــــة الملتفة حول عنقه تخنقه

وتسخر من حسن ظنه بالناس.. بأقرب الناس،

وأخته النافرة منه، ثم التي..



أو لعله لم يحسن التصرف..

لعله كان يجب أن ينفض معها الغبار عن كل ما جرى،

ويطلق روحه من عقالها،

يحرر القلب الذي ما زال يدق جدران صدره صارخا فيه أن كفى عذابا

كفى اغترابا عن ذاتك

كفى تمثيلا لشخص لست هو!!

أكان سيعجز عن إطلاق روحه كعجز من رقد أشهرا عن السير سيرا سويا؟!

أو كانت تصدق؟

ولم لا وعنده الدليل على كل شيء؟

أم كانت تغفر له كل العذاب الذي عاشه أبواه؟



لا ريب أنه كان عذابا،

كذلك العذاب الذي خنقه يوم رحلا بغتة دون أن يملك الفرصة ليرجوهما عفوهما على طيش شبابه وضعفه وجبنه، دون أن يقبل أيديهما، دون أن يضماه للمرة الأخيرة.



شعر بالمرارة تخنقه وبحسن يختلس النظر إليه..

هو الشعور الغريب بأن ثم قلِقا عليه لا يجرؤ على التخفيف عنه

ولا يدري أيشفق عليه أم منه!

ازدرد مرارته والتفت إلى صاحبه بهدوء،

فبعثر ذاك نظراته مدعيا أن ليس ثمة ما يفكر به اللحظة،

وعاد محمود رغما عنه يبتسم.

لماذا يظنونه لا يجيد قراءة العيون؟





(( وقف يحدق بدهشة، ثم أسرع يلحق بطيفه قبل أن يختفي بين الضباط..

ربت على كتفه فالتفت إليه ذاك،

ولم يعد ثمة مكان للسؤال، فالصدمة التي لمعت في عينيه أكدت له أنه هو..



لكنه سواه!!!



تمتم: محمود؟!

ورغما عنه هز الواقف أمامه رأسه موافقا والمشاعر تعصف به..

ليس يريد أيا منهم،

ليس يريد أي طيف من ماضيه،

لكن بسمة صغيرة ترتسم على شفتي قلبه.. حسن؟! كيف؟



ولم ينتظر حسن حتى يفيق محمود من أفكاره،

بل ضمه بقوة وشوق غير ملتفت إلى العابرين حولهما والذين تأملوهما بدهشة وابتسام.

تراجع ليتعثر لسانه وهو يقلب الأسئلة في باله فلا يجد أيا منها لائقا في تلك اللحظة

واكتفى بهمهمة غير ذات معنى،

في حين لملم محمود شتاته قائلا: نقلت إلى هنا؟

أجابه: نعم

فعاد يسأل: وماذا لديك الآن؟

اتسعت عيناه بصدمة وقد أدرك ما نسيه: ب4

فعقد محمود حاجبيه وألقى نظرة سريعة على ساعته

قبل أن يجذبه من ذراعه ويسرع متمتما: سنعاقب بفضلك!!



وعقد ضمير الجمع لسان حسن.. نعاقب؟

لكن محمود متقدم عليه بعام دراسي كامل!!!

ونبض قلبه بعنف متسائلا بجدية هذه المرة عن حقيقة كل ما سمعه،

وحقيقة اختفاء أندر صديق قد يحظى به إنسان!! ))




.




 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 29-07-10, 05:07 AM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابشر ولبيه المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 





)( 19 )(



أدهشها الشوق الذي غمر قلبها وهي تقف محدقة ببوابة البيت وكل ما تتمناه في تلك اللحظة أن يفتح الباب ويخرج إليها حتى لو لم يحمل وجهه سوى اللاشيء الذي عرفته به جل الزمن الذي عاشته معه. انتبهت على تمتمة خالتها فالتفتت إليها بتساؤل.



ليلى: يبدو البيت على غير ما رأيته آخر مرة!!



عقدت حاجبيها وعادت تتأمل ما حولها ببعض التركيز فأدهشها ما رأته..

أشجار فيها من الذبول الكثير،

وحشائش مشعثة،

والبيت ينوح!

اشتدت ضربات قلبها بقلق وخوف فيما التساؤل يلوح في أعين خالتها وزوجها. دفعت باب الحديقة بيدها فانفتح بصرير خافت كأنما ينوح بدوره.. تجاوزته بعجالة نحو باب البيت وقرعت الجرس مرة واثنتين لكن لم يبد أن ثمة مجيبا..



مرت الدقائق بطيئة قبل أن يغمغم عاصم: يبدو أنه ليس في المنزل،

دعونا نعود للفندق لنرتاح ثم نحاول مرة أخرى.

هزت شوق رأسها والخوف يتنامى في قلبها: لا داع.

وأخرجت مفتاحا من حقيبتها وهي تتساءل فيما إذا كان قد استبدل القفل بعدما طردها، لكن المفتاح دار بسهولة والباب انفتح أمامها لتقف أمامه ساهمة عاجزة عن فهم المشاعر التي تتدافع في أعماقها.



سمعت خالتها تتساءل: مالك شوق؟ ألن تدخلي؟

فهرعت إلى الداخل وهي تتمنى لو يلاقيها بتقطيبة تساؤل واستغراب،

لكنما لم يلاقيها سوى الغبار!!!

تلفتت حولها بضياع وهي تشعر أنها لم تعد تفهم شيئا..

ولا تبصر شيئا..

كل شيء مغطى بالغبار..

كل شيء تماما.. كما تركته!!!

تمتمت بخوف: يارب!

وركضت إلى المطبخ تلحق بها نظراتهما المدهوشة لتتحول الدهشة إلى قلق عارم عندما توقفت على العتبة بصدمة وشهقة تندفع من بين شفتيها.

أسرعا إليها والخوف يخالطهما مما تنظر إليه،



لكنه.. لم يكن هنالك أي شيء سوى بعض الحشرات الطائرة وطبق من الفاكهة التي لم يبق من منظرها سوى كتل مسودة متعفنة.



تساءلت خالتها: ما هذا؟!!

فردت شوق بذعر: لايزال كل شيء كيوم تركت البيت،

أنا تركت طبق الفواكه هذا.

أين محمود؟!!

التفتت إليها والذعر يتلوى في ملامحها: لا بد أن مكروها ما أصابه!! لا بد أن..

قاطعها عاصم مهدئا: رويدك يا شوق.. لا تتعجلي

عادت تردد بإصرار: لا بد يا عمي، منذ شهرين وأنا أحاول الاتصال به دون جدوى. هاتفه الخاص مغلق وهاتف المنزل يرن دون جواب..

تلفتت حولها بقلق أشد: أين هو؟!

عاصم: فلنتفقد بقية الغرف.



تحركت شوق ببطء وقلبها ينبض بعنف..

كان مصابا لم يشف بعد..

ماذا قد تجد في الغرف؟

هل يمكن أن؟؟

ووقفت أمام باب جناحه خائفة عاجرة عن الولوج، فأدرك عاصم ما يعتمل في نفسها وتقدم هو ليتفقد الجناح، ثم خرج بعد قليل قائلا: لا أحد!!







وبعد أن طافوا البيت كله حتى السطح والغرفة الصغيرة أسفل الدرج وقفوا في وسط غرفة المعيشة حائرين قلقين، أيعقل أنه لم يعد منذ شهرين؟!!

طافت فكرة ببال عاصم: ربما انتقل إلى منزل آخر، أو..!

نظرت إليه شوق بأمل سرعان ما انطفأ وهي تقول: ولماذا يغلق هاتفه؟!

أجاب: ربما استبدله بهاتف جديد.

أغمضت عينيها للحظة: وكيف سنصل إليه؟!!

أطرق بصمت وإن كان ثمة تساؤلا يكبر في قلبه..

لماذا كل هذه اللهفة؟!!

منذ عادت شوق إلى مدينتها وهي لا تفتأ تفكر بمحمود وتذكره.

أهو الشعور بالذنب أم الشوق؟!

تبسم بهدوء.. ليت محمود الذي عرفوه قديما يعود على يديها.. ليت..



: السلام عليكم!!!

التفت الجميع بلهفة إلى الشاب الواقف بباب البيت،

وسرعان ما انقلبت اللهفة خيبة ممزوجة بالتساؤل.

وسرعان ما ارتسمت بسمة صغيرة على شفتيه وهو يتقدم خطوة: السيد عاصم إن لم أخطئ؟!!!

هز عاصم رأسه إيجابا وتقدم منه ليصافحه مجيبا وقد تذكره: أجل، أنت صاحب محمود؟!

عادل: أجل.. عادل.. لعلكم وصلتم للتو من السفر؟!

عاصم: أجل، لكننا فوجئنا بالبيت خاليا، أتعلم أين قد يكون محمود؟!

طافت ومضة ألم في عيني الشاب: هو غائب منذ حوالي الشهرين.

لم لا تسألون حيث كان يعمل؟!

عاصم: أين؟!

عادل: في الجامعة أو.. مركز الأبحاث.. ربما هو في مؤتمر ما أو.. لست أدري.



تلفت حوله باهتمام: لن يصلح البيت للإقامة

وعاد ينظر إلى عاصم: ما قولكم لو تبيتون في بيتي ريثما تصلون لشيء بشأن محمود؟

عقد عاصم حاجبيه وعينا الشاب تهتفان بأنه يعرف شيئا ما: جزاك الله خيرا، قد حجزنا غرفا في أحد الفنادق.

كرر عادل بإلحاح: لماذا الفندق؟ هلم نلغي الحجز ولتنزلوا على الرحب والسعة عندنا، في البيت متسع، لا يليق أن تنزلوا في فندق وبيتنا موجود.

لكن عاصم رفض بإصرار والدهشة تثير فيه ريبة..

ألم تكن علاقة محمود بهم مجرد معرفة سطحية؟!

لماذا كل هذه الحرارة وكأنهم أعز الأصدقاء؟!!

عاصم: ماذا لو أن محمود أنهى عقده وانتقل؟!

عادل بتساؤل: أي عقد؟

عاصم: أجرة البيت

عادت البسمة المرة تلوح على شفتيه: هذا البيت ملك لمحمود، ولن.. آه.. أقصد لا أظن أنه انتقل إلى أي مكان. على أي حال إسأل المركز فهم بالتأكيد يعرفون أين هو.



حدق به عاصم بريبة، فأسرع يعتذر مدعيا أن لديه موعدا ضروريا وهرع مغادرا، لتعلق شوق: لقد حصل شيء ما، هل يمكننا الذهاب إلى المركز الآن؟!!

أجابها عاصم وهو يتحرك نحو الباب: ولم لا؟! هلما.

لحقتا به وشوق تبحث عن لمحة واحدة تطمئنها.. لكن...!



((عاجزة عن التفكير وعن الهدوء وحتى عن الجلوس في مكان واحد لدقائق،

طافت بالبيت مرات..

عادت مئة مرة إلى جناحه لتحدق بالصور التي وجدتها..

أكان معهم في كل لحظة وفي كل مناسبة، أم والداها هما من أرسل له تلك الصور كلها؟!!



والصور تفصح كم مرة قلبها وكم ليلة غفا وهو يتأملها..

آثار أصابعه على حوافها المتثنية..

وكلمات بلغة تجهلها مسطورة خلف كل صورة.



فلماذا إن كان يشتاق إليهم لم يتصل بهم على الأقل؟!!

لماذا كل هذا الهجر؟!



أتصدق أباها أم ابنة خالها؟!



رن جرس الباب مرات، لكنها أصرت على تجاهله..

وبغتة اهتز هاتفها الخاص بجوارها، فارتسمت بسمة واسعة على شفتيها وردت بسرعة

: السلام عليكم.. أهلا خالتي.. كيف حالك؟!.... أحقا!



هبت من مكانها وركضت نحو الباب وفتحته لتطالعها بسمة خالتها يشوبها الكدر.

ساعات..

وانطلقوا ثلاثتهم نحو المطار والمرارة تخنق شوق..

كم بلغ به كرهها ليطردها هكذا؟!

أجل إن ما فعلته عظيم لكنه قاس.. قاس للغاية.

أحنت رأسها لتخفي دمعة تترقق في عينيها وهي تستعيد ابتسامته الهادئة في أيامهما الأخيرة.

كم كانت عمياء!!! ))



 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 29-07-10, 05:08 AM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابشر ولبيه المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 





)( ... )(



تصاعدت الحمم في أعماقه وهو يحاول أن يتجاوز بعقله كل ما يحدث،

لطالما كان يستعيد مهماته بكل تفاصيلها مرارا

حتى يعتصر منها كل لمحة خبرة وكل صواب وكل خطأ،

ولطالما تعلم حتى من أصغر الأخطاء التي تمر به عفوا وقد ارتكبها سواه،

فكيف به وهو المخطئ؟!!

لكنه يجب أن ينسى،

يجب أن يجبر عقله على القفز فوق تلك العادة..

يجب أن يتجاوز كل تفاصيل تلك العملية الصغيرة والكبيرة..

يجب أن ينسى ويملأ عقله الواعي والباطن بصور شتى بعيدة وقريبة.



كادت أنة تتفلت من بين شفتيه لكنه كتمها بصعوبة وصرخ في أعماقه: انس.

يجب أن ينسى حتى أنه يحاول النسيان وإلا سيصلون إلى كل ما يعرفه.



عم المكان صمت قاتل فأصاخ سمعه ليفهم ما يحدث،

وكانت خطواتهم تبتعد عنه..



ترك لجسده أن يسترخي قدر استطاعته وضغط لسانه ما بين أسنانه خشية مفاجآتهم..

سيقتلهم غيظا..

بقدرة الواحد الأحد سيفعل.



كم ردد تلك الأفكار في باله حتى ترد عليه سهلة سلسة في فورة الألم التي توقعها حينما وضع في باله فكرة الأسر التي تهدده طالما هو يسلك دربه هذا!

كم زار أبطال الثبات في لحظات فراغه يستهلم منهم دروسا تعينه إن وقع في مثل ما وقعوا فيه!

تبسم وهو يتخيل ذاك الجسد النحيل شديد السمرة مطروحا على الرمال ولسان حاله ومقاله يردد: أحد.. أحد.

ذاك الذي ظل يجثو أمام ذكراه بكل التبجيل وهو يتساءل في أعماقه: كيف أبلغ تلك الرتبة من الإيمان.. كيف؟!! أغاظهم أكثر مما قد تفعل كتيبة عظيمة القوة - ذاك الجسد الضعيف الأعزل الذي لا يملك سوى الصبر..



وكم يغيظ الصبر هؤلاء الذين يظنون أنهم إن صهروا الأجساد فستصهر الأرواح.



لا..

روحه صهرتها المحن فقاوم..

وألهبتها الذنوب فتاب وعاش الندم سنينا..

ولازال يرتجف قلبه ويهب من نومه –إن نام- مذعورا كل سحر ليدرك ساعة الاستجابة..

فلعله لن يعيش لساعة استجابة أخرى، ولعله بعد لم يذرُ الدعاء كل الخطايا التي كومها على قلبه بعناده، ولعله..



كم يخشى المجهول!!!



لم يخش يوما أعتى القوى، ولا أصعب المهام،

ففهمه الخاص للحياة والموت والنصر والهزيمة كان لا يترك مكانا للخشية.

لكنه كان يخشى المجهول،

يخشى أن يكون من المغضوب عليهم،

أن يكون ممن ران على قلوبهم ما عملوا،

ممن يحسبون أنهم يحسنون صنعا..

وأي صنع أحسن؟!!

لطالما تصرف كطفل غر عنيد، فهل تراه منهم؟



ممن يحبهم الله؟!



أيعقل أن له نصيبا من المحبة الإلهية؟!

ألا ليته يعلم ليطمئن قلبه.. لترتاح روحه..

لكأنما روحه نسر تلطمه العواصف،

يشتهي لو يدرك يقينا أن ثمة شجرة بجواره ليهرع إليها ويطوي جناحيه بين أغصانها ويستكين يستكين كعصفور صغير.. ويتأمل العاصفة من بعيد وهو يرتجف من البلل والإرهاق لكنه آمِنٌ أن ثمة ذراعا تحتويه.

كل من يبصره يصارع العاصفة يبهر بقوته وجلده،

لكن أيا منهم لا يدرك مدى تعطشه للأمان.. بعض الأمان.. قطرة منه.

لماذا يحيا أيامه هذه إن كان سيغادرها دون مغفرة بل دون حب؟!

ما قيمة حياته إن كان سيعيشها ثم تنتهي ولم ينل نصيبا من حب الله؟!!

أيحبه؟؟! ألا ليته يدري.. ليته.



عاد يتبسم بحيرة،

كل الذي كان يريده هو أن يحتويها، أن يعوض السنين التي عاشها بلا عائلة، بلا أهل يقلق لأجلهم ويطمئن لهم ويحبهم ويعبر عن هذه المحبة وكذلك يحبونه،

كان يريد أن يفرغ قلبه من هواجسه وأفكاره، أن يحكي لها كم ليلة بات يناجي فيها أطيافهم ويعذب نفسه بالشوق إليهم دون أن يجرؤ على أن يروي هذا الشوق.

لكنه أدخلها متاهة،

كلما أراد أن يبسط الأمر وجد نفسه يعقده أكثر، كأنما كان ينتظر منها أن تعلم الغيب وتباغته بقراءة أعماقه، ثم تنسى كل ذاك الماضي المرير وتعيش وإياه كأي أخوين!!!!

كان يريد كل ذلك وهو واقف مكانه، دون أن يتقدم منها خطوة.. كان..







واعتصرت قبضة قاسية عنقه فيما كلمات بلغة بغيضة تصفع سمعه،

وعاد الألم يعربد كمارد في أعماقه..



استعاد ملامحهم ومضى يناجيهم باعتذاراته وأعذاره..

لعلهم بمرارة ما يحسه تجاههم يلهونه عنهم..

لكن تحمل جسده كان قد فني تحت وطأة الإرهاق والعذاب، فخانته أنة تلوت بين شفتيه بعناد لتنفرجا رغما عنه وعن أطياف أحبته..

وقبل أن تنطلق من بينهما ازدردها لتنفجر في أعماقه مدوية مؤلمة متألمة وطعم الدم يملأ فمه وجسده كله وكأن كل الجراح التي التأمت منذ حين عادت تنز ببطء مهلك.



ولا تزال كلماتهم تحثه على الكلام.. على النطق بأي شيء.. أي شيء..

وأيديهم تحرث جسده المنهك الصابر..



ليست الأنة الأولى إلا بداية أنين بلا نهاية..

وليست الكلمة الأولى إلا قطرة ستهدم سدود صبره

فيسيل كل ما يعرفه عبرها طال الأمد أم قصر..

يعلم أنها لن تشبع جشعهم كلمات ولا بضع معلومات،

ولن ينفد ابتزازهم..

ولن يملوه حتى وإن باح بكل ما يعرفه.. حتى وإن منحهم كل ما يريدون..

سيبحثون عن المزيد والمزيد..

فإن أدركوا أن ما لديه نفد اتخذوه تسلية لهم!

يعرفهم ويعرف تجردهم من أية قيم..



وأساتذة هم في الاستجرار..

كلمة واحدة تكفيهم ليعلموا أن الألم يجدي معه

وأنه ما عليهم إلا التفنن في تعذيبه وسيصلون لما يريدونه..



أما الألم فليس بأعند منه..

وليس ماردا يصعب قهره..

هو حس فحسب، حس كالسمع، كالذوق، كالشم، كالحلم أو الذكريات،

يمكنه إغفاله، ويمكنه ألا يفكر بسواه فيتعاظم في أعماقه لأكثر مما هو عليه في حقيقته.



ويئن الجسد بطرق أخرى، لكننا عشنا لا نعرف إلا أنين اللسان والحنجرة،

عشنا لا نعرف أنين الصـــــــــــمت.



كلما اشتدت أنات جسده شعر بأن عقله ينأى عنه،

لكأنما هو اثنان..

جسد يعبثون به كما يشاؤون طامعين أن يحصدوا من صيدهم الثمين معلومات لا نهاية لها،

وجسد شفاف كان يتمدد في شرايين وأعصاب ذاك الجسد،

كلما زادوا عذابه انكمش على نفسه وتباعد عن الجسد الأول..

ثم لا يلبث أن يغادره ويقف بجواره في صمت يحدق فيما يفعلونه ذاهلا هادئا..

ينتظر بصبر الآتي..

فمن المحال أن يستمر عليه هذا الحال.







وصدق ذاك الجسد الذي لا يبصرونه،

فلم يلبث أن هوى جسده الذي بين أيديهم في هوة مظلمة عميقة،

عجزوا رغم محاولاتهم أن يستعيدوه منها،

فتركوه معلقا من معصميه يتوسط فراغ تلك الحجرة العارية الصغيرة..

وغادروه متسائلين عن حقيقة ذلك العناد الذي ما حصدوا منه حتى الأنين!!


 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
قديم 29-07-10, 05:09 AM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦


البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157123
المشاركات: 30,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: ♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع♫ معزوفة حنين ♫ عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13523

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
♫ معزوفة حنين ♫ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابشر ولبيه المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 




)( 20 )(



دخلت باسمة: السلام عليكم.. خالتي؟!!

خرج عاصم من مكتبه قائلا: وعليكم السلام.. بشري؟!

اتسعت بسمتها: الحمد لله الحمد لله.. بفضل الله كل المواد ناجحة وبتقدير ممتاز

تبسم قائلا: بارك الله فيك ولك، تستحقين هدية كبيرة يا بنيتي.

مدت يدها تتلمس حجاب رأسها والمرارة تجد طريقها إلى حلقها: بارك الله فيك يا عماه.. جزيت الخير.

سمعت صوت خالتها من وراءها: شوق؟؟ بشري؟!!

فالتفتت: الحمد لله.



(( تأملت اللوحة وفرحة تنبعث في قلبها..

هاهي نتيجة تعبها وسهرها ناضجة دانية،



التفتت دون انتباه تبحث عن أبيها لتطالع في عينيه فرحه وفخره بها،

هي لا تزال في عامها الأول،

لكنها دائما كانت ترى الفخر في عينيه لكل إنجاز تحققه صغر أو كبر.





وتهاوت فرحتها حينما انتبهت أن أباها لم يعد بجوارها لتبثه فرحها ويبثها فخره.

اجتاحتها برودة جمدت أطرافها وقلبها

فأطرقت ودفعت خطواتها بعيدا عن ضجيج الطلبة وتعليقاتهم..



لم يعد لها من الأحبة أحد!!



حتى ذاك القريب البعيد، ليس ثمة من يعرف مكانه!!

عام ونيف وليس له أثر!!



لا أحد.. لا أحد..

لا بأس يا شوق،

فالخلق لم يكونوا من قصدتهم حين سهرت ليالي طويلة تنهلين من فيض ما علم الله البشر،

بحثت عما ترشفين منه أجرا من الله فلم تجدي خيرا من طلب العلم،

أولست الآن ممن يحبهم الله؟؟!

صرت بتفوقك من "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله"

وقد كنت تكادين بحزنك ويأسك تكونين من "المؤمن الضعيف"..

رحل أبواك ورحل محمود،

لكن الله من قبلهم ومن بعدهم معك..

ولعل الملائكة التي وضعت لك أجنحتها حال طلبك العلم تشاركك فرحتك الآن..

أفلا تفرحين معها؟!!

وخالتك وزوجها؟!

أغمضت عينيها، وهي تتذكر أنهما في البيت ينتظران نتيجتها،

كم شجعاها ووقفا بجوارها!

يستحقان منها أن تحمل لهما هذه الفرحة نقية،

ولتحتفظ بغربتها وحزنها لنفسها بدلا من أن تغرس الشوك حيث تطال يداها..



تنهدت وهي تقلب حالها بين يديها،

لن تتنافى ثقتها بالله وحبها له مع هذه الغربة إن لم تسلم نفسها لوسواس الشيطان.

قوية بالله،

لكن الله خلقنا نحب عائلاتنا وأهلينا وإن أساؤوا إلينا وظلمونا،

فكيف وقد كانوا من خيرة الخلق؟!!

وكيف وقد رحلوا واحدا بعد آخر دون وداع ولا سابق إنذار؟!!







تأملت الأرضية اللامعة بحزن وهي تجر خطواتها بإنهاك غلب عليها فجأة..

ما كانت تظن قط أن تغدو أغلى أمانيها أن تطمئن عليه..

وما كانت تظن أن الهم والحزن سيحتلان قلبها وروحها حين تبتعد عنه..

ألابتعادهما، أم لأنها تجهل مكانه وعلى أي حال هو!!!

حي أم.. ميت؟ مريض أم صحيح؟

غيابه غير المبرر أقلقها وأهمها.

محال أن المركز لا يعرف أين سافر رجله فجأة حتى لو لم تكن رحلة عمل!!

لا ريب أن مكروها أصابه.. لكنه لو كان ميتا لأخبروهم.. لا داعي لإخفاء ذلك!!



مسحت وجهها بضيق، ورسمت البسمة على شفتيها

قبل أن تدخل بيت خالتها متظاهرة بالفرح لتبشرهما بنتائجها.. ))


 
 

 

عرض البوم صور ♫ معزوفة حنين ♫   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:39 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية