كاتب الموضوع :
keeepasooo
المنتدى :
الارشيف
لم يعد راغبا ابدا بمحاولة حل مشاكل الاخرين, ولكن بدا في له في هذه اللحظة انه ينافق الى حد ما, فها هو يقدم المساعده للمراة ويقلها بسيارته. لكنه لا يستطيع تركها على جانب الطريق العام, فيما الحرارة تتدنى الى درجة تحت الصفر. اكد لنفسه ان الرحلة هي نهاية مساعدته لها. مع ذلك ما ان اطفأ المحرك وخرج من السيارة حتى سمع نفسه يقول: "هيا, ادخلي! سنرى ان كنا سنجد لك مكانا تمكثين فيه"
خرجت روز من السيارة على مهل مترددة في الابتعاد عن الدفء الذي اخذ يتلاشى في الحال. لاحظت ان الشمس غابت كليا, وهكذا اصبح من الصعب عليها ان ترى اي شي سوى المبنى امامها.
- اين نحن ؟
- في مقهى البلدة.
- يمكنني ان اقرأ.
حاولت روز جاهده الا تبدو هجومية في تعليقها, مع ذلك لم تتمكن من قراءة الاحرف في اللوحة المشرقة الانوار. سألته: "لماذا توقفنا هنا؟"
اجاب مايسون:"انها نهاية الرحلة, بامكانك ان تجري اتصالاتك من اجل تصليح سيارتك والبحث عن مكان تمكثين فيه".
سار عبر المدخل حيث سمعت عاصفه من الاجراس ترن معا, وهكذا لم يبق اماها اي خيار الا ان تتبعه.
لم يتغير القسم الداخلي لمقهى المنارة كثيرا مه مرور السنين, اي منذ ان اسسه جد مايسون دانيال سترايكر. يشعر مايسون كأنه يعود الى منزله كلما دخل الى هذا المقهى الذي استلمه من والده منذ سنة واحدة. قام في الواقع باجراء بعض التعديلات والتغييرات تماما كما فعل والده من قبله. الطاولات والكراسي جديدة وكذلك علبة الموسيقى وشاشه التلفزيون التي تغطي قسما من الجدار, بالاضافه الى طاولة البليارد. لكن الطاولة الكبيرة المصنوعه من الخشب الماهوغن الاصلي في الناحية الخلفية من المقهى مازالت هي نفسها, كذلك الحاجز النحاسي الاصفر الذي يحملها.
لم يفكر مايسون يوما ان سيصبح مالك هذا المقهى, لانه اراد عملا اخر مليئا بالمغامرة اكر من اداره مقهى وقد حصل عليه فعلا.
شعر بالالم بسبب جرحه االقديم ففرك كتفه. يمكن للرصاصة ان تترك تاثيرا كبيرا في جسم الانسان, الا انها تترك تاثيرا اكبر على روحه. تلك الضربة القاسيه اخبرته بذلك. ابعد مايسون من ذهنه تلك الذكرى الاليمة. عاد الى هنا كي ينسى لا ليسهب بالتفكير بكل ما جرى معه من اخطاء.
لم يكن هناك حشد كبير في مقهى المنارة, فما زال الوقت مبكرا. على العكس من والده وجده, مايسون لا يشعر بالقلق بشأن ما سيجنيه من عمله, فهو يدير المقهى فقط ليفعل شيئا ما لا ليجني عيشامترفا. لديه ما يكفي من المال في المصرف اذا اراد ان يعيش مقتصدا, وهو ليس بحاجه الى العمل ثانية. حف كتفه مره اخرى... حسابه الوفير في المصرف لم يأته من دون ثمن باهظ.
راقب المرأة الشابه وهي تنظر حولها في المقهى. انه مستعد للمراهنة بان عينيها تحددان المخارج في المكان, لكن كل ما قالته: " انه مكان جميل"
- يعجبني كثيرا. اجلسي!
جلست على كرسي بلا ظهر , ولك تكن سريعة بما يكفي لتخفي دهشتهاعندما رفع مايسون قطعه من الخشب الماهوغني عن يمينها تماما وسار ليصبح وراء الطاولة الكبيرة.
- هل تعمل هنا؟
- شي من هذا القبيل. انا املك المكان.
- لا تبدو كمالك مقهى.
سالها مايسون وهو يشعر بالمرح ولو بشكل غامض: " وكيف يبدو اصحاب المقاهي؟"
رفعت روز كتفيها, واجابت:"لا اعلم... اسنانهم سوداء , شعرهم وسخ, ولديهم بطون كبيرة واوشام على اذرعتهم"
- انا لا املك اي صفه من الصفات الثلاث الاولى.
- ألديك وشم؟
ابتسم مايسون, وسألها:"اتريدين تناول شيئا ما؟"
|