المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
قصتي مع التفاحه المحرمه ..
قصتي مع التفاحة المحرمة
كان هناك دوما يقف بشموخ على ضفاف قلبي ،
يطل كما يفعل البدر في الليلة الظلماء ينير أحلامي المعتمة ويؤنس وحشتي الدائمة ، أراه في الأفق البعيد عندما يمتد بصري إلى هناك ..هناك حيث كل شئ يبدو هادئا ، يداعب الحنين حدود عالمه ، فينظر إلي هائما في سماء غربتي ويعزف لي لحنا من نشوة الحياة الجميلة ،يحطم عنفوان الواقع المرير ويهدر كما تفعل الأمواج الهائجة ، ويذيب جدران قلبي المتجمد لينبض مجددا ليذكرني به ،
ويشعرني بوجوده دوما وأنا التي ضقت ذرعا منه.متشبثا بأسوار مملكتي و .. فيسكن جويفاء أحلامي متمردا على عصيان مشاعري الثائرة ........
فأمسى لي أيضا النقيض كالنسمة الهادئة والسراب الجميل البعيد ...................................................
وكل هذا في أحلامي فقط ,,,,,
لكن لو حل ذلك التوجس المخيف اللذيذ واقعا ،
هل سيقلبه كما فعل في أحلامي ،
هل سأصحو الآن من غفوتي وحضوره يملأ فراغ مكانه الحاضر الغائب
هل سيصرخ في وجه وقاري نابضا متحركا كالريح العنيفة كالقدر ...
هل سيروي ظمأ زهرة لا شذى لها ..
هل سيملأ عيناي بضوء يمتد لأعماق نفسي و يونس وحشة تسكن صدري وتعانق ليلي نجوما براقة أبديه ..
هل سيطلق قيود روحي في فضاء الكون .
و بالفعل في ليلة هادئة لاتخلو من نسمات باردة والنوم يطبق على جفناي ثقيلا مؤنسا ،
ارقب هزيج الأشجار من خلال نافذة باهته ، و قد عزلت نفسي عن عالم البشر بستارة خضراء تخفي معالم وحدتي و حزني العميق ..
و قد احتضنت نفسي في ظلام غربه و بعد عن الديار... يداعب النوم جفون عيناي ليطبق معه يومي و الأمي ..
امتلأ المكان بوجوده و قد أعلن عن قدومه لم أبالي في البداية لكنه كان أمر لابد منه ...و نهضت و الذبول ينهش معالم جسدي و عيناي فارغة من الحياة
فأهملت النظر إليه كغيره من البشر ..فيومي كان شاقا حزينا مليئا بالهموم ...
و أوشحه السواد تلف وحدتي بين جدران السكون الباردة ...
فتحاملت على نفسي مجبرة ورفعت نظري إليه ......وكأني بقيت أحدق فيه دهورا وليست ثانية فقط......
رأيته ....و رأيته ............ثم رأيته كان هو ملكي الهائم ........وحلمي الجميل .....وفارسي المطل من لا شـــــئ
أراقب وجهه من جانب واحد ......و.ألتهم مواصفاته دفعة واحدة.....
وقلبي يعزف طربا كإحدى سيمفونيات بيتهوفن الصاخبة أرهفت سمعي لصوته الدافئ ..وكلماته اللطيفة .....وضحكته الحنونة .....
يشفق علي بنظرة تائهة فأهرب منها ,,,,فأشفق على نفسي من عفوية تصرفي ....يعود إلى مبتغاه وأنا أعود إلى استغلال الثواني المهدورة وأرسم صورة له من أجمل مما يكون ....شعر اسود فاحم وبشرة سمراء .......ورموش كثيفة وعينان سوداوان كحيلتان لها بريق ملفت للنظر ......
.سألني فعدت إلى التحديق في الأرض ليس جمالا فيها بل غباء مني ......قال بضع كلمات مودعا ومواسيا
أنا مثل الحمقى عاجزة عن الكلام أو حتى الحركة وأظنه أرثى لحالي فغادر المكان ليترك عطره ليتغلغل في أنفاس ذاكرتي .وابتسامته أشرقت كشمس في حلكة الليل الطويل ..
فانتابتني حاله من الجنون المسكر ..فككت قيودي وركضت خلفه لاهثة لأخبره بأنه فارس أحلامي، بأنه بطلي المنتظر منذ أمد بعيد..بأنه الصورة الوحيدة التي لازمت أحلامي... فتمردت مشاعري في لحظه وابتسمت وتوهج وجهي بسعادة وتناسيت ألآمي وارتعش جسدي وأنا انظر إليه فرحا انه حلمي القديم والجديد ...
هو روحي التي اعتقدت انه لا طائل منها في إنعاشها من جديد .........
كان سحرا وكأني أهيم الكون على سحابة بيضاء كان مثل عالم عجائبي في جنباته يحكي القمر اقصوصه ما قبل النوم و تنشد النجوم نشيدا ملائكيا بديع ..
و انا انام على دثارا من الزهور ورفات من بقايا الشهب ..
لكني صدمت بأبواب الواقع الحديدية وصوتا جهورا يقول بأن أعود إلى واقعي حيث الأعراف والتقاليد .فماتت ألفاظي على شفاه الصمت و لم يتبقى منها سوى رعشة و أنين.و ضحكاتي المبتورة لم تجد مؤنسا سوى الصمت و الظلمة في جمود السكون ..
فوقفت مكاني و أعدمت عواطفي الوليدة و راقبته لاخر مرة في حياتي لا يفصل عنه سوى بضع أمتار فودعته بهمسات ميته و نظرات راحلة إلى علم مجهول و ارتديت إلى الوراء حيث الصمت سيد المكان والزمان و أغلقت بابي في وجهي و عدت حيث كنت في زوايا الظلام من جديد
و أطفأت شمعه أحلامي بأنفاسي الباردة حيث عادت الثلوج تتساقط في جوفي و تأمل القدر و بكاني بهالة من الشفقة و رثاء النفس
و دموعي حضنت حلمي المسكين ورافقته في جنازته حيث انقاد إلى مقبرته شهيدا على بؤسي ...
سرقت من الواقع قطعة من السعادة والأمل للحظات,,,,فسرق مني سنين الحلم والهناء .......
كانت الحياة به وبوجوده والحلم لـــــه ومنه وعند ملاذ عالمه وبكل شي أحمله في ذاكرتي ...
إنتهى كل شي ء حاولت أن أرسم قدري بنفسي لكني تناسيت إني تحت وطأته ,,
لا اعلم هل ابتسم عندما تتراءى صورته لي في الأفق ...فأبتسم حقا
أو احزن على ضياعه دون معاناة .. و لكني لا احزن حقا
لان ذلك مقدر إن أعيشه بمفردي دون غيري و لن يشعر به غيري
لاعتبارتهم الشخصيه او وحي منهم لي بأنه مازال حلما و ذلك لا يضاهي الحقيقه بل مجرد عالم من الخيال ...
إنا اضحك على نفسي و عليهم لأنه عالمي انا...
سكنته إنا معه لا يشاركني به احد غيره ... لكن ضحكاتي ممزوجة بشفقه مريبة
تنغص علي أفكاري حينا تمتد إلى عمق المجهول.....
أخمدت ثوران مشاعري بتجاهلي لها ....
وقارنت معذبي بتفاحة محرمه انظر إليها باستمتاع وتلذذ ولكن لن أطولها أبدا
أبــــدا
|