قال بهدوء :
(( حسنا , ما رأيك بمرافقتي إلي العشاء الليلة؟))
شعرت بالرعب وهي تدرك أنها راغبة بذلك . شعرت بالمرض من عواطفها الخائنة , قالت بدون اهتمام :
(( أفضل تناول العشاء مع الذئاب في حديقة الحيوانات . شكرا لك .))
(( أمر مؤسف . فأنت لا تستطيعين أقناعهم بالقيام بأي شيء من اجل الناس أنت قلقة بشأنهم , بينما يمكنك أقناعي .))
أمرت نفسها , تابعي سيرك لا تصغي إلي إغوائه, فقط ضعي قدما أمام الأخرى تابعي سيرك بعيدا عن هنا والي الأبد, لكن قدمها لم تتحرك , واليد التي وضعتها علي مسكة الباب بقيت جامدة من دون أن تفتحه .
سألت :
(( كيف؟))
لم يكن بإمكانها أن تراه , لكنها شعرت بابتسامته في صوته :
(( عليك فقط أن تنتظري لتري , أليس كذلك؟))
قالت بهدوء :
(( لا , لن اسمح لك بالتلاعب بي أكثر. إذا كنت تريد أن تجري اتفاقا , فعليك أن تخبرني ما هو؟))
(( متى تلاعبت بك؟))
أدارت رأسها , ونظرت بعينين لا لون فيهما :
(( اعتقدت أنني ابنة هاري . ولهذا السبب , اعتقدت انك قد تعرف الأشياء مني .))
قال :
(( لقد فكرت بهذه الأمور كثيرا , أليس كذلك ؟))
لم تظهر أي عاطفة علي وجهه :
(( هذا لا يهم , فأنت لست ابنة هاري . لكن أن خرجت معي للعشاء الليلة , سأعمل بكل تأكيد علي دفع تعويضات لكل فريق العمل .))
هزت رأسها , وقالت بصوت ساخر :
(( أنت لا تفهم . هذه ليست مسألة تتعلق ببعض مئات الدولارات .))
(( لا بد أنني سأكون غليظ الفهم أن لم أدرك ذلك . لقد كنت واضحة جدا بشأنهم . وأنا استطيع مساعدتهم , ميكي. لدي السلطة والقدرة .))
نعم , لديه السلطة والقدرة , لقد شعرت بذلك عندما دخلت إلي مكتبه , السلطة واضحة بقوة وبعداوة شرسة كالفولاذ , ويستعملها كسلاح .انه شاب , لكن جده أسطورة , وربي غاي ليسير علي خطاه .
وجه نولا المليء باليأس , مازال واضحا في مخيلتها .
فكرت بانزعاج , وبكل الأحوال , فما معناه أنها تحبه وتحتقره معا وان كل لحظة تمضيها معه هي الم نادر؟ علي احد أن يجني شيئا من ألمها . وببطء هزت رأسها.
قال بصوت متعال :
(( أين تقيمين ؟ سأذهب لاصطحابك عند الساعة السابعة ونصف ؟))
وبصوت هادئ أعطته العنوان .
قال بضيق :
(( أنها ليست منطقة صحية .))
(( لا باس بها . وأنا لن أجول في الشوارع في الليل , كما وان الفندق نظيف ومريح .))
(( حقا ؟))
تغيرت لهجته عندما اقترب منها , أدارها لمواجهته . نظر إلي قميصها وبنطالها وتابع :
(( ارتدي ثيابا أكثر أناقة من هذه الملابس , ميكي .))
رفعت ذقنها , قالت بصوت مهذب :
(( نعم , بالطبع إلي اللقاء .))
منتدى ليلاس
ضحك وامسك بذقنها ليقول بنعومة :
(( انظري إلي ارفعي تلك الرموش الطويلة وانظري إلي .))
احتاجت لكل أرادتها لتفعل ذلك . حدقت به بقوة . شيء ما في تلك العينين الزرقاوين امتلأ بالحياة, فأغمضت عينيها ثانية .
عانقها بقوة وقال :
(( لا يمكنك الهرب مني .)) كانت عداوته واضحة .
اتسعت عيناها وتراجعت خطوة إلي الوراء . كبس غاي زرا , وقال عندما فتح الباب :
(( شيلا , اطلبي سيارة أجرة للآنسة كريستوفر , أيمكنك ذلك ؟ وتأكدي أنها صعدت إليها .))
وهذا ما فعلته المراة بمرافقة ميكي إلي المصعد ومن ثم إلي قاعة الاستقبال الواسعة والي سيارة الأجرة . كانت تبدو سعيدة وحديثها مهذبا . لسوء الحظ لم تستطع الرد بأي شيء ألا سلاما بسيطا جعلها تبدو فظة وغامضة .
إلي أين سيأخذها لتناول العشاء ؟ من الحماقة أن تقلق علي أمر سخيف كهذا في حين أن قلبها ستقطع إلي أجزاء في صدرها , لكن في التركيز علي ثيابها ستشغل نفسها عن حزنها . والسير في المبنى افهمها أن الفستان في خزانتها ليس أنيقا أبدا ولا يتعدى كونه للعمل في الحديقة .
لن تدفع المال لشراء فستان ليست بحاجة له فميزانيتها متواضعة جدا ولا تسمح لها , لكن .....
فكرت بغضب , أنها تدين بذلك لنفسها , لتبدو واثقة وبسيطرة كاملة علي السهرة . هذا سبب مقنع لشراء فستان جديد وأكثر من رغبتها الغبية أن تبدو جميلة أمامه.
انحنت إلي الأمام وسألت سائقة السيارة :
(( أين استطيع أن أجد فستانا جميلا , وليس باهظ الثمن ؟))